منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   ركن أرشيف المواضيع (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=167)
-   -   تاملات امراة زانية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=159050)

بنتك انا 16 - 05 - 2013 08:56 PM

تاملات امراة زانية
 
تاملات امراة زانية



أنني اذكر المرة الاولى التي التقيت فيها بيسوع ، في وسط عاري وخزيي . حينما أمسكت بالزنى "بذات الفعل" لقد دفعني الجمهور اليه بالأيادي والأرجل، وكانوا يصرخون بما يوقعه ناموس موسى من عقاب على من يقترفون جريمة الزنى: ألا وهو الرجم بالحجارة حتى الموت . لم يكن يهمني كثيراً لو قتلوني . كانوا أشبه بمجموعة من الذئاب الجائعة وهي تنقض على فرسيتها .
وهكذا ، ساقوني الى هذا النبي القدوس ليحاكمني . أن مجرد التفكير بذلك يقلب معدتي ... ها رجل متكبّر ، متغطرس ببره الذاتي ، يشير إليَّ باصبع الإدانة . كل هذه التصورات جعلتني أكره هذا الذي يدعونه يسوع حتى قبل أن أراه.
كنت قد سمعت الكثير عن هذا الرجل ، يسوع ، لقد اتهمه الكثيرون من الناس بانه ليس اكثر من مختل يحسب نفسه مساوياً لله . حتى اني سمعت أحدهم يصفه بأنه مُضِلْ ولكن ...
رأيت أتباعه . شاهدتهم عن بعد . لم يكونوا مثل الفريسيين بالمرة ، ولا كغيرهم من الزعماء الدينيين ، لقد كان ثمة شيء ما يُميّزهم عن سواهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم بعضهم لبعض . كان الإرتياح والقناعة باديين على ملامحهم . لم أراقبهم كفاية على أي حال ، ربما لأني كنت خائفة ، ولم أكن راغبة في ان ينتبهوا الى وجودي ، وشعرت بالإرتباك حينما كانوا على مقربة مني . هذا بالإضافة على تضارب الأراء التي سمعتها عن يسوع . في الحقيقية لم يكن يهمني أمره ومن هو . فماذا كان يعني مثل هذا بالنسبة لي ؟
وها انا حيث انا ، لقد حسبت انه ما من جواب لأي من تساؤلاتي التي تملأ قلبي . لقد كنت مستعبدة مكبلة بالأغلال لسنوات عديدة . وشعور الفراغ والوحدة تكاثر وتراكم علي مر السنين . لقد أدانني الناس بسبب أعمالي إلا أنني أدنت نفسي أكثر منهم .
صرخوا عليَّ وركلوني ودفعوني ، وأصواتهم القوية المتعالية صمّت أذناي ، وانتابني شعور بأني واقع في شرك الغم والحزن العميق .
ها هو الحاكم ، يسوع الذي سيصدر حكم ادانتي . لقد هدأ ضجيج الشعب بعض الشيء ، ثم تكلم أحدهم واصفاً ليسوع ما اقترفت . وبلهجة النصر والإستعلاء سأل يسوع عمّا يجب ان يُفعل بي . ويظهر انه كان متأكدا من الجواب الذي توقع سماعه . وكانت نظراتي الى هذه اللحظة منكسة نحو الأرض . وانا مرتعبة ومتعبة منهكة القوى ، وسيطر الهدوء بصمت رهيب متوتر على المشتكين من صدوقيين وفريسيين وعامة الذين ساقوني بعجرفة واحتقار الى هذا المأزق وهذه المحكمة . وهنا تجرأت على رفع وجهي قليلاً لأنظر الى يسوع .
يسوع هذا ، لم يكن فيه شيء من الذي توقعته ، وما الذي رأيته في وجه أتباعه إلا انعكاساً طفيفياً لشخصية هذا الرجل ! وبينما المشتكون عليَّ ينتظرون جواباً ، انحنى يسوع وكأنه يفكر بشيء ما لا يمت الى مسألتي بصلة ، وأخذ يكتب على الأرض .
استمر جو الهدوء ، بعد لحظات من الصمت ، توقف السيد عن الكتابة على الأرض وانتصب موجها بصره نحونا جميعاً . متكلماً بتواضع وهدوء عجيبين ، حتى تردد صدى كلماته في ذهني وجلجل في كياني : من منكم بلا خطية ، فليرمها أولاً بحجر.
وبعد ان نطق بهذا انحنى ثانية وتابع الكتابة ، وكان يعلم ماذا سيحدث بعدئذٍ . تجمّدت وتهت في زحمة الأفكار التي هاجمتني فجأة ، كنت غير مصدّقة لما أرى ولما يحدث أمامي وحولي عندما رأيت المشتكين ينسحبون الواحد تلو الاخر ، من الكبار الى الصغار ... ولما ذهبوا بدأت ادرك ما جرى ، لقد فهمت .
ولما لم يبقَ احد منهم ، توقف يسوع عن الكتابة وانتصب قائماً . ونظر اليَّ ، انطبعت تلك النظرة في أعماقي وفي قلبي ، حتى انني لن انسى التعابير الواضحة في ملامح وجهه الحنون عندما سألني : "أين هم المشتكون عليك ؟ ألم يدينك أحد ؟ "
كلا يا رب ! لم يبقّ أحد منهم ليدينني .
"ولا انا أدينك قال يسوع ، اذهبي ولا تخطئي فيما بعد !"
يسوع ابن الله الحي نظر الى أفق أبعد من آفاق الظلمة والخطية التي كبلت روحي واستعبدتني ، لقد أحبني وأكثر من هذا أحب الذين اشتكوا عليَّ ايضاً .
يسوع ، بغنى نعمته ، وصل اليَّ انا ، ولمسني برأفته. ومن تلك اللحظة علمت بانني قد تغيّرت ولم أعد كما كنت ، بغفرانه هذا حصلت على حياة جديدة .

Ebn Barbara 16 - 05 - 2013 09:52 PM

رد: تاملات امراة زانية
 
ميرسي كتير ليكي ياراندا
ربنا يباركك

اوفا 16 - 05 - 2013 10:27 PM

رد: تاملات امراة زانية
 
ميرسى كتير راندا
ربنا يباركك

بنتك انا 17 - 05 - 2013 10:17 AM

رد: تاملات امراة زانية
 
ميرسى كتير لمروركم
استاذ مايكل
اوفا
ربنا يباركم

Mary Naeem 17 - 05 - 2013 11:31 AM

رد: تاملات امراة زانية
 
أين المشتكون عليكِ

شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك

بنتك انا 17 - 05 - 2013 06:49 PM

رد: تاملات امراة زانية
 
ميرسى يامارى لمرورك
ولتعبك
ربنا يباركك


الساعة الآن 03:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025