![]() |
جندي المسيح
جندي المسيح https://upload.chjoy.com/uploads/1366746226921.jpg للعلامة أوريجانوس كان عدد الذين تجمعوا لمحاربة إسرائيل ضخماً، لدرجة أنه يقارن بالجراد. يقول الكتاب: "كالجراد في الكثرة، وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة" (قض 7:12). لنرى إذاً كيف كان من الممكن التغلب على مثل هذا العدد الضخم الذي لا يحصى من الأعداء. يقول الكتاب أن 32000 من الجنود المسلحين من شعب إسرائيل خرجوا مع جدعون في إستعداد لمحاربة هذا العدد الضخم من الأعداء. لكن الله أعطى وعوده لجدعون، قائلاً: "إن الشعب الذي معك كثير عليَّ" (قض 7: 2). وماذا لو كان عدد الشعب كثير؟ في الحروب، أليس كثرة عدد الجيش يقدِّم حماية أكثر أمناً؟ لا على الإطلاق، فهل المعارك الإلهية تجرى بنفس الطريقة التي تجرى بها المعارك البشرية. العمل المجيد الذي للقوة الإلهية لا يتم إنجازه إذا كان مدعوم بالمساعدات البشرية، لأنه "لن يخلُصَ الملك بكثرة الجيش" (مز 33: 16). لذلك، لئلا يفتخر إسرائيل، وبافتخاره ينسب جزء من النصر له، لهذا السبب قال الرب لجدعون: "إنَّ الشعب الذي معك كثير عليَّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر عليَّ إسرائيل قائلاً يدي خلصتني. والآن نادِ في آذان الشعب قائلاً من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع وينصرف من جبل جلعاد. فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفاً وبقى عشرة آلاف" (قض 7). لنرى أولاً ما معنى قوله "من كان خائفاً ومرتعداً". إذ أن هناك صفتين يُختبَّر بواسطتهما الضعف الإنساني: الخوف والارتعاد. قد يكون الشخص الخائف هو ذلك الذي كان لأول وهلة حريصاً على الإنضمام للمعركة، إلا أنه ليس مرعوباً بكل قلبه، لكن من الممكن أن يُنعَّش ويعطى حياة ثانية. أما الشخص المرتعد، هو ذاك الذي حتى قبل أن يرى أموراً شريرة، يفزَّع بمجرد التفكير فيها - كما تنمو الرذيلة - ويختبر فزعاً يُثلّج جميع أطرافه، فينهار لا من جراء الرؤية بل من الاستماع فقط وتوقع الحوادث الشريرة. ولهذا السبب أضاف "ومرتعداً"، لأن هذه الرذيلة تكون ثابتة في أعماق القلب والذهن. ومن ثم، قال جدعون للشعب المتقدم للقتال: "مَن كان خائفاً ومرتعداً فليرجع". هل يجب أن يبتعد عن المعارك ويترك الجيش؟ هل يجب أن يهجر كلياً إشتباكات الرجال الشجعان؟ نعم حقاً، بل حتى اليوم أيضاً زعيم جيشنا، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، يدعو جنوده ويقول: "من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع" ولا يأتي إلى جيشي؟ فهذا هو ما يقوله الرب حفاً في الإنجيل وإن كان بكلمات مختلفة لكن بنفس المعنى، قائلاً: "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني" (مت 38:10)، "إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لو 26:14)، وأيضاً: "كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لو 14: 33). ألا يفصل السيد المسيح بهذه الكلمات وبشكل واضح أولئك الأشخاص الخائفين والمرتعدين"، ويقطعهم من معسكره العسكري؟ هكذا أنتم جميعاً يا من ترغبون في الالتحاق بجيش المسيح، يا من تشتاقون أن تكونوا في معسكر جيش الرب، أطردوا الخوف بعيداً من ذهنكم، والفزع من قلوبكم. وذلك حتى يستطيع جندي المسيح أن يقول بكل ثقة: "إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حربُ ففي ذلك أنا مطمئن" (مز 27)، ويمكنه أن يقول بكل إيمان وثبات: "الرب نوري وخلاصي ممَّن أخاف؟ الرب حصن حياتي ممَّن أرتعب؟" (مز 27). ولكن لئلا يخيفك هذا الجيش العظيم جداً، أعلم أنه لا يحتوي في ذاته شيء صعب أو شاق أو مستحيل. أتريد أن تعرف كيف من السهل أن يمتلئ المعسكر من جنود الإيمان؟ في أحيان كثيرة ومن المألوف في تلك المعسكرات أن تنتصر حتى النساء، لأن قتال هذه المعركة لا يتم بقوة الجسم بل بقوة الإيمان. فيما سبق قرأنا في سفر القضاة عن المرأة دبورة، والتي ذهنها الأنثوي لم ينزعج بالخوف الناتج عن قلة الإيمان (قض 4:4). وماذا أقول أيضاً عن يهوديت، تلك المرأة الجديرة بالاعجاب والأكثر نبلاً بين النساء؟ عندما كانت الأمور صعبة للغاية، لم تخف يهوديت من الإسراع وحدها للمساعدة، ولم تخف أن تُعرِّض نفسها ورأسها للموت على يد أليفانا الوحشي (يهوديت 13)، بل تقدمت إلى الحرب غير معتمدة على التجهيزات العسكرية أو خيول الحرب أو الدعم العسكري، بل على قوة الذهن وثقة الإيمان. وقتلت العدو بعزم وشجاعة، وأستعادت المرأة للشعب الحرية التي كان قد فقدها الرجال. ولماذا نعود للماضي السحيق ونذكر أمثلة من القدماء؟ فنحن كثيراً ما شاهدنا بأعيننا كيف تحملن النساء والعذارى - حتى في سن صغير جداً - العذابات القاسية حتى النهاية، ونلن الاستشهاد، اللواتي لم يثنيهن ضعف جنسهن أو صغر أعمارهن |
رد: جندي المسيح
مشاركه جميله
ربنا يباركك |
رد: جندي المسيح
شكرا على المرور |
الساعة الآن 01:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025