![]() |
الطبيعة جميلة لكنها تظل بريّة
الطبيعة جميلة لكنها تظل بريّة كانت كاثرين تشابيل فتاة أمريكية في التاسعة والعشرين من عمرها، موهوبة في عالم المؤثرات البصرية، وشاركت في أعمال كبرى مثل صراع العروس وكابتن امريكا. وبرغم نجاحها، كان قلبها معلّقًا بالطبيعة والحيوانات، فجاءت إلى جنوب أفريقيا في مهمة تطوعية لحماية الحياة البرية. حلمت بأن تنتج يومًا فيلمًا يكشف جرائم الصيد الجائر، وظنت أن رحلتها ستكون خطوة نحو إنقاذ من لا صوت لهم. في صباح الأول من يونيو عام 2015، زارت كيت Lion Park قرب جوهانسبرغ، وهي حديقة تشتهر بإتاحة الاقتراب الشديد من الأسود. دخلت السيارة مع مرشد محلي، وقد وُضعت في كل زاوية تحذيرات صارمة تطالب الزوار بإبقاء النوافذ مغلقة دائمًا. لكن حين توقفت السيارة قرب مجموعة من الأسود، انجذبت كيت إلى جمال المشهد، وبدافع الحماس فتحت نافذتها قليلًا لالتقاط صورة أقرب. لم تكن تعرف أن كل ما يفصلها عن الخطر هو مجرد زجاج. اقتربت أسدَة بخفة مُباغِتة بينما كان السائقون الآخرون يطلقون أبواق سياراتهم لتحذيرها. وفي لحظة خاطفة، قفزت الأسدَة على النافذة المفتوحة، ومدّت جسدها داخل السيارة وانقضّت على عنق كيت بأسنان حادّة لا تعرف الرحمة. حاول المرشد إنقاذها، فضرب الحيوان بيديه العاريتين حتى أصـيب بجروح بالغة، لكن قوة الحيوان كانت أكبر من كل مقاومة. انطلق السائق بالسيارة مبتعدًا وهو ينزف، يحاول الوصول إلى منطقة آمنة، بينما كانت كيت تقاوم نزيفًا لم يمنحها وقتًا. ورغم كل ما بُذل لإنقاذها، فارقت الحياة قبل وصول المسعفين. وبعد التحقيق، أكدت إدارة الحديقة أن النوافذ كان يجب أن تبقى مغلقة، وأن التحذير كان موجودًا بالفعل داخل السيارة. نُقلت الأسدَة إلى حظيرة أخرى ولم تُقـتل، بينما أثار الحادث نقاشًا واسعًا حول مخاطر الاقتراب غير المحسوب من الحيوانات البرية. رحلت كيت تاركة خلفها ألمًا عميقًا لدى أسرتها وأصدقائها الذين وصفوها بأنها مبهرة، مغامِرة، ومحبة للطبيعة. جاءت لتحمي الحيوانات، ولم تتخيل يومًا أن حيوانًا هو من سينهي حياتها. بقيت قصتها شاهدة على حقيقة لا ينبغي تجاهلها: الطبيعة جميلة، لكنها تظل بريّة، وقوانينها لا ترحم من يقترب منها باندفاع. إن احترام المسافة، واتباع التعليمات، ليس خوفًا… بل احترام للحياة نفسها. |
| الساعة الآن 05:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025