![]() |
رمزًا للأمل الصمود والإيمان وسط الظلام
رمزًا للأمل الصمود والإيمان وسط الظلام في عام 2004، كانت جينا جيز، فتاة أمريكية تبلغ من العمر 15 عامًا، عندما دخل خفاش صغير يحوم حول المكان الذي كانت به. لم تُعره انتباهًا كبيرًا، لكنه سرعان ما عـض إصبعها. كانت مجرد وخزة صغيرة، بلا دم يذكر، بلا ألـم حقيقي، فتجاهلت الأمر ولم تفكر في تلقي التطعيم أو زيارة الطبيب. لكن ما لم تعرفه جينا حينها، هو أنها قد واجهت أحد أكثر الفيروسات فتـكًا في التاريخ: فيروس السُعار. هذا الفيروس، إذا ظهرت أعراضه، يُنهي الحياة بلا رحمة تقريبًا. مرت 37 يومًا، وبدأت جينا تشعر بأعراض غريبة: رعشة في اليدين، صعوبة في المشي، صداع شديد، وهلاوس، وخوف غير مبرر من الماء. أسرع والداها بها إلى المستشفى، وهناك وقف الأطباء في ذهول أمام التشخيص: السُعار، والمرحلة المتقدمة التي لا ينجو منها أحد تقريبًا. لكن طبيبًا واحدًا، الدكتور رودني ويلوجبي، رفض الاستسلام للمأساة. اقترح خطة جريئة لم تُجرب من قبل: إدخال جينا في غيبوبة طبية عميقة لإبطاء نشاط دماغها، وإعطاء مزيج من الأدوية المضادة للفيروسات ليمنح جهازها المناعي فرصة لمقاومة الفيروس. كانت مقامرة على حافة الموت، وُسمت لاحقًا باسم "بروتوكول ميلووكي". 76 يومًا قضتها جينا بين الحياة والموت، معظمها في الغيبوبة. أجهزة التنفس، الأدوية التجريبية، رعاية مستمرة على مدار الساعة... بينما يراقب والداها بصمت، قلبيهما يمزقه الخوف. ثم، ذات يوم، بدأت جينا تتحرك: تحركت أصابعها، فتحت عينيها، وتنطقت بكلمة... لقد نجت. لكن النجاة لم تكن نهاية الرحلة. بدأت مرحلة شاقة من إعادة التأهيل: تعلمت المشي والكلام وحتى الكتابة من جديد، وسط لحظات من الإحباط والدموع. واليوم، أصبحت جينا جيز خريجة جامعية، زوجة، وأمًا لثلاثة أطفال. وتنشر وعيًا حول داء السُعار وأهمية العلاج المبكر بعد التعرض. ورغم ما عاشته، لم تفقد حبها للحيوانات، بما في ذلك الخفافيش الصغيرة التي كانت سبب معاناتها. نجاتها كانت معجزة، لكنها لا تُنسى الدرس الأكبر: الوقاية قبل ظهور الأعراض هي السبيل الوحيد لضمان النجاة من هذا الفيروس القاتل، وأن الجرأة العلمية يمكن أحيانًا أن تُحدث فرقًا بين الحياة والموت، لتظل جينا رمزًا للأمل الصمود والإيمان وسط الظلام. |
| الساعة الآن 05:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025