منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   هل الشيطان هو الذي أغوى داود لإجراء الإحصاء (1 أي 21: 1) أم الرب (2 صم 24: 1) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1155658)

Mary Naeem 08 - 11 - 2025 01:07 PM

هل الشيطان هو الذي أغوى داود لإجراء الإحصاء (1 أي 21: 1) أم الرب (2 صم 24: 1)
 
هل الشيطان هو الذي أغوى داود لإجراء الإحصاء
(1 أي 21: 1) أم الرب (2 صم 24: 1)


أراد كاتب سفر صموئيل أن يؤكد على وحدانية الله، وأنه هو ضابط كل شيء، وهو مصدر كل خير، وفي نفس الوقت لا يحدث شر ما إلاَّ بسماح منه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولهذا نسب الفعل لله قائلًا: أن الله هو الذي دفع داود لإحصاء الشعب، لأنه هو المتحكم في كل شيء، حتى في شرور الناس والشيطان، ليس بمعنى أنه هو الذي يدفعهم لهذه الأخطاء وتلك الشرور، ولكن بمعنى أنه هو الذي يمنع الشر أو يسمح به أو بقدر منه، ولهذا قال الله بفم إشعياء النبي: "أنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرّ" (إش 45: 6-7) وقال عاموس النبي: "هل تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟" (عا 3: 6) وفي قول إشعياء وعاموس هنا ردًا على القائلين بالثنائية، أي أن هناك إله للخير وآخر للشر، فأراد الوحي الإلهي أن يؤكد على وحدانية الله، والمقصود بالشر والبلية هنا هو ما يراه الناس هكذا مثل الكوارث الطبيعية والأوبئة والمرض والموت، وهو في حقيقته ليس كذلك.

أما كاتب أخبار الأيام فقد أراد أن يوضح أن الله هو مصدر الخيرات، وأن الشر نابع من إبليس، ولذلك نسب الفعل للشيطان، قائلًا أن الشيطان أغوى داود لإحصاء الشعب.



3- يقول "القمص تادرس يعقوب": "من الذي وراء هذه الخطية؟ جاء في (2صم 24: 1) "فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ". كأن الرب حثَّ داود على ذلك، لأن غضبه حلَّ على الشعب. وفي سفر الأخبار يُقال أن الشيطان وراء هذا التصرف. الاثنان حق، فالله سمح للشيطان أن يُجرّب داود. الله ليس مصدرًا للشر، بل يسمح به لتحقيق غاياته. يُقدّم الشيطان الغواية، لكن لا يُلزم الإنسان بقبوله... إحصاء الشعب ليس بشرٍ في ذاته، إذ يليق بالراعي أن يعرف رعيته. ولكن من الواضح أن داود أخطأ في هذا العمل، وكان سببًا في غضب الله، لأنه عمل ذلك عن كبرياء قلب وقلة ثقة في الله، بالاعتماد على الأعداد. أجرى داود هذا التعداد بهدف الافتخار بقوة جيشه، ليتكل على إمكانياته العسكرية لا على الله. الدافع لعمله خطية وهى الغرور. كثيرًا ما تكون الخطية لا في تصرفاتنا الظاهرة، بل في دوافعنا الخفية. نحن متأكدون أن الله لا يتسبب في الخطية "فهو لا يجرّب أحدًا" لذلك عندما يُقال أنه أهاج داود ليفعلها، يجب التوضيح أنه لأجل هدف حكيم ومقدَّس سمح الله للشيطان أن يفعلها"


الساعة الآن 11:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025