منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   معلومات عن الكتـاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   إنجيل يوحنا والأناجيل الثلاثة الإزائية Synoptic Gospels (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1153048)

Mary Naeem 28 - 10 - 2025 09:43 AM

إنجيل يوحنا والأناجيل الثلاثة الإزائية Synoptic Gospels
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168485779683651.jpg



إنجيل يوحنا والأناجيل الثلاثة الإزائية Synoptic Gospels

إن كان الإنجيل بحسب يوحنا يختلف عن الأناجيل المتشابهة أو الإزائية (متى ومرقس ولوقا) Synoptic Gospels، لكننا لا نستطيع أن نبتره عنها تمامًا، إذ يفترض معرفة الإنجيلي يوحنا للأناجيل الثلاثة السابق كتابتها أو على الأقل للتقليد الذي اعتمدوا عليه.

كان الرأي الكنسي الأول يمثله قول القديس إكليمنضس الإسكندري ، وهو أن القديس يوحنا أراد أن يقدم تفسيرًا روحيًا للأناجيل الثلاثة السابقة له. هذا الرأي ساد عبر العصور ولا زال يقبله كثير من الدارسين، وإن كان بعض النقاد المحدثين يرون أنه لا علاقة بين هذا السفر والأناجيل الثلاثة لا بالإيجابية ولا بالسلبية، ورأى بعضهم أن يوحنا عرف مرقس ولوقا دون متى.

ويلاحظ في هذا السفر أنه يفترض في القارئ معرفته للأناجيل الثلاثة الأخرى؛ نذكر على سبيلالمثال في يو 40:1 يقدم لنا أندراوس هكذا: "كان أندراوس أخو بطرس..."، دون أن يشير قبلًا إلى القديس بطرس. وفي 67:6 يفترض في القارئ أنه يعرف الاثني عشر تلميذًا. وفي 32:1-34 إذ يسجل لنا شهادة يوحنا المعمدان عن السيد، يفترض في القارئ معرفته عن عماد السيد بواسطة يوحنا دون الإشارة إليه.
يعتبر البعض الأناجيل الثلاثة أشبه برحلة السيد المسيح من الجليل إلى أورشليم، فتركز على صعوده الأخير إلى المدينة المقدسة حيث قدم نفسه ذبيحة الفصح الفريدة. أما إنجيل يوحنا فيتحدث عن مناسبات عديدة أقام فيها السيد المسيح في أورشليم، ويذكر عيد الفصح في ثلاث سنوات متوالية، وفي ليلة الفصح الأخير مات المسيح "حمل اللَّه" ليُقدم احتفالًا جديدًا للعالم كله يملأه ببهجة قيامته التي صار تذكارها هو "عيد الفصح المسيحي".

سجل لنا القديس يوحنا الحبيب بإعلان الروح القدس هذا السفر بعد كتابة الأناجيل الإزائية الثلاثة، سجله للكنيسة الجامعة موضحًا شخص المخلص بكونه الكلمة الأزلي الإلهي، ابن اللَّه مخلص العالم.

* بسبب حسن يبدأ الإنجيلي يوحنا قصته من الوجود الأزلي. بينما يبدأ متى بعلاقة (المسيح) بالملك هيرودس، ولوقا بطيباريوس قيصر، ومرقس بمعمودية يوحنا، يترك هذا الرسول كل هذه الأمور ليعبر فوق كل زمن وكل عصر

* لماذا بينما بدأ الإنجيليون الآخرون بالحديث عن التدبير... أشار يوحنا إلى ذلك باختصار مؤخرًا: "الكلمة صار جسدًا" [14]. ترك الحديث عن بقية الأمور: الحبل به، وميلاده، ونشأته، ونموه، متحدثًا معنا في الحال عن ميلاده الأزلي...؟ لكي ينزع عن الذين يرغبون في أن يُغرموا بالأرض هذا الأمر، ويجتذبهم نحو السماء. لهذا بسبب حسن يبدأ قصته من فوق ومن الوجود الأزلي. بينما دخل متى إلى الحديث ذاكرًا الملك هيرودس، ولوقا طيباريوس قيصر، ومرقس معمودية يوحنا، ترك هذا الإنجيلي كل هذه الأمور وارتفع فوق كل زمن وكل عصر وسحب فكر سامعيه إلى "البدء" حتى لا يسمح للفكر أن يلتصق بأية نقطة، ولا يرتبط بحدودٍ معينة كما فعل الإنجيليون، إذ ارتبطوا بهيرودس وطيباريوس ويوحنا. وما نشير إليه هو أن ما يستحق العجب أن يوحنا الذي كرّس نفسه لهذا التعليم العلوي لم يتجاهل تدبير (الخلاص)، كما أن الإنجيليين الآخرين لم يقفوا عند الارتباط بهذه الحدود ولا صمتوا عن كيانه قبل العصور. فإنه بسبب صالح الروح الواحد هو الذي حرك هذه النفوس جميعًا. ولذلك اظهروا اتفاقًا عظيمًا في روايتهم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يوحنا الإنجيلي، بين زملائه وأصحابه الإنجيليين الآخرين تقبَّل هذه الهبة الخاصة من الرب. إذ اتكأ على صدره في العيد، إشارة إلى شربه أسرارًا أعمق، وذلك من قلب (الرب) العميق. فصار ينطق بهذه الأمور الخاصة بابن اللَّه، التي قد تثور في أذهان الصغار المتيقظة، ولكنها لم تقدر أن تشبعها إذ هي عاجزة عن استيعابها. بينما بالنسبة لأذهان من هم أكثر نموًا، الذين بلغوا نوعًا من الرجولة الداخلية، فتعطيهم هذه الكلمات ما يختبرونه ويقتاتون به
* في الأناجيل الأربعة أو بالأحرى في الأربعة كتب للإنجيل الواحد ليس عن غير استحقاق يشبه القديس يوحنا الرسول بخصوص فهمه الروحي بالنسر. لقد ارتفع بكرازته أعلى وأكثر سموًا من الثلاثة الآخرين، وبارتفاعه هذا أراد أن يرفع قلوبنا أيضًا. لأن الثلاثة إنجيليين الثلاثة ساروا مع الرب على الأرض كما مع إنسانٍ، أما عن لاهوته فتحدثوا القليل عنه. أما هذا الإنجيلي فإنه كمن استهان بالسير على الأرض، كما في مقدمة مقاله، فرعد علينا، وحلّق بنا ليس فقط فوق الأرض بل وفوق كل محيط الهواء والسماء، بل وفوق كل جيش الملائكة وكل نظام القوات غير المنظورة، وبلغ إلى ذاك الذي "به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان" .

القديس أغسطينوس


الساعة الآن 06:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025