![]() |
يَدعونا الرَّبُّ يسوعُ إلى التَّحَرُّرِ مِنَ القَناعاتِ والاعتِقاداتِ الخاطِئَةِ
https://upload.chjoy.com/uploads/174860237813651.jpg 9 وضرَبَ أَيضاً هذا المَثَلَ لِقَومٍ كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس: 10 ((صَعِدَ رَجُلانِ إلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ جابٍ. 11 فانتَصَبَ الفِرِّيسي قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: ((الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. 12 إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني)). 13 أمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: ((الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ!)) 14 أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إلى بَيتِه مَبروراً وأمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع)). يَتَناوَلُ إنجيلُ الأَحَدِ الثَّلاثينَ مِنَ السَّنَةِ مَثَلَ الفِرِّيسِيِّ والعَشَّارِ (لوقا 18: 9–14). ومن خِلالِ هذا المَثَلِ، يَدعونا الرَّبُّ يسوعُ إلى التَّحَرُّرِ مِنَ القَناعاتِ والاعتِقاداتِ الخاطِئَةِ مِن ناحيَةٍ، وإلى اتِّخاذِ مَوقِفِ التَّواضُعِ في الصَّلاةِ مِن ناحيَةٍ أُخرى. فَالصَّلاةُ المُتَواضِعَةُ هي الشَّرطُ الأَساسِيُّ لِقَبولِها مِن قِبَلِ اللهِ، وهي الَّتي تُحوِّلُ الخاطِئَ إنسانًا صالِحًا وبَارًّا. يُظهِرُ لنا يسوعُ أَنَّ البِرَّ لا يَكمُنُ في حِفظِ الشَّريعَةِ فَحسْب، بَل هو نِتيجَةُ مَغفِرَةٍ مَجَّانِيَّةٍ يُنعِمُ بِها اللهُ على الإنسانِ المُتَواضِعِ أمامَ رَحمَتِه. فَكُلُّنا خُطاةٌ أمامَ اللهِ وبِحاجَةٍ إلى نِعمَتِه وغُفرانِه، كما جاء في الكِتابِ المُقدَّس: "أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلا وَاحِدٌ" (رومة 3: 10). إنَّ التَّواضُعَ مَوضوعٌ جَوهَريٌّ في حياةِ الإيمانِ، سَواءٌ أمامَ اللهِ أم أمامَ البَشَر، لأَنَّه يُحرِّرُ الإنسانَ مِن فَخِّ "الأنا" المُتَعَجْرِفَةِ الَّتي تُحَرِّفُ عَلاقَتَهُ باللهِ وبِقَريبِهِ. يَدعونا إلى الوُقوفِ أمامَ الرَّبِّ بِقَلبٍ نَقِيٍّ ومُتَواضِعٍ، حتّى نَنالَ بِرَّهُ ورَحمَتَه. |
| الساعة الآن 03:23 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025