![]() |
الفقر والغنى في المنظور الروحي
https://upload.chjoy.com/uploads/174860237813651.jpg هناك مفارقة بين حياة الغني وحياة الفقير: الغَنِيُّ لَابِسٌ الأُرْجُوَانَ وَالْكِتَّانَ النَّاعِمَ، أَمَّا لَعَازَرُ فَعَارٍ وَظَاهِرُ الْقُرُوحِ. الغَنِيُّ يَتَنَعَّمُ بِوَلَائِمَ فَاخِرَةٍ، وَالْفَقِيرُ يَشْتَهِي الْفُتَاتَ. الغَنِيُّ لَهُ خَدَمٌ كَثِيرُونَ، وَالْفَقِيرُ لَا خَادِمَ لَهُ إِلَّا الْكِلَابُ. مُفَارَقَةٌ تُظْهِرُ تَفَاوُتَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ وَالْعَدْلَ الْإِلَهِيَّ فِي الْعَالَمِ الآتِي. الفقر والغنى في المنظور الروحي: لَيْسَ كُلُّ فَقْرٍ مُقَدَّسًا، وَلَا كُلُّ غِنًى مَمْقُوتًا. ِنَّمَا الْحَيَاةُ هِيَ الَّتِي تُهَذِّبُ الْغِنَى أَوْ تُفْسِدُهُ، وَتُزَيِّنُ الْفَقْرَ أَوْ تُذِلُّهُ. يَقُولُ الْقِدِّيسُ بَاسِيلْيُوس: "لَيْسَ الْفَقِيرُ مَنْ لَا يَمْتَلِكُ خَيْرَاتٍ، بَلْ مَنْ اعْتَنَقَ حَالَةَ الْفَقْرِ الرُّوحِيِّ". إِذًا الْفَقِيرُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ الَّذِي يَفْتَقِرُ إِلَى اللهِ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ وَحْدَهُ. وَهَكَذَا نَفْهَمُ كَلِمَةَ الرَّبِّ: "طُوبَى لِلْفُقَرَاءِ فَإِنَّهُمْ سَيَشْبَعُونَ" (لوقا 6: 20-21). وخلاصة القول، خَطِيئَةُ الْغَنِيِّ تَكْمُنُ فِي قَسَاوَةِ قَلْبِهِ وَإِغْفَالِهِ الْمُعْوِزَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ بَابِهِ، أَمَّا فَضِيلَةُ لَعَازَر فَتَكْمُنُ فِي اتِّكَالِهِ الْمُطْلَقِ عَلَى اللهِ. |
| الساعة الآن 12:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025