![]() |
نَستَخدِمَ الخَيراتِ الزّائِلَةَ لِنَزرَعَ بِها عَلاقاتٍ صادِقَةً في الحُبِّ
https://upload.chjoy.com/uploads/174860237813651.jpg فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في مَثْوى الأَمْواتِ يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبراهيم عَن بُعدٍ ولَعازَر في أَحضانِه. "رَفَعَ عَيْنَيْهِ" تُشِيرُ هذه العبارة إِلَى أَنَّ الرَّجُلَ الغَنِيَّ كَانَ فِي مَكَانٍ سُفْلِيٍّ، بَيْنَمَا لِعَازَرُ فِي مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ وَسَامٍ (مَعْنَوِيًّا). فَتَبَادَلَتِ الأَوْضَاعُ: الفَقِيرُ صَارَ فَوْقَ، وَالغَنِيُّ أَصْبَحَ أَسْفَلَ. تبدّلت الأوضاَع بين الغني ولعازر بَعد المَوتِ. في الحَياةِ الأُخرى لا يَبقى شَيءٌ مِمّا عاشَ الغَنِيُّ لأَجلِه: لا ثَروةٌ، ولا رَفاهيَةٌ، ولا لَذّاتٌ عابِرَةٌ. كُلُّ ذلِكَ يَزولُ مَعَ الجَسَدِ ويَتَلاشَى في تُرابِ الأَرضِ. ما يَبقى هُوَ الإِنسانُ بِنَفسِه، مَعَ عَلاقاتِهِ ومَواقِفِهِ الَّتي صَنَعَها في هذِهِ الدُّنيا، حَتّى تِلكَ العَلاقاتُ الَّتي أُنشِئَت عَبرَ الثَّروةِ غَيرِ الأَمِينَةِ (لوقا 16: 9). فالقِيمَةُ الأَبَدِيَّةُ لِلحَياةِ لا تُقاسُ بِالمَمتَلكاتِ، بَل بِمِقدارِ الحُبِّ والمَحبَّةِ الَّتي عِشناها ومارَسناها. إنَّ الرَّبَّ يَدعونا أَنْ نَستَخدِمَ الخَيراتِ الزّائِلَةَ لِنَزرَعَ بِها عَلاقاتٍ صادِقَةً في الحُبِّ، فَتُصبِحَ لَنا غِنىً لا يَفنَى في السَّماءِ. |
| الساعة الآن 11:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025