![]() |
داعيًا إيّاهُم إلى حُسنِ التَّبَصُّرِ في مسؤولياتِهِم
https://upload.chjoy.com/uploads/174983040987791.jpg "أَيَستَطيعُ الأَعمى أَنْ يَقودَ الأَعمى؟" إلى كَيفَ يُمْكن لأَعْمَى يَعرِضُ أَنْ يَكُونَ مُرْشِدًا وَقَائِدًا لِأَعْمَى آخَرَ، فِي حِينٍ إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يَقُودُهُ. إنه مَثَلٌ وَجَّهَهُ يسوعُ إلى التلاميذِ، خاصَّةً المسؤولينَ منهم، داعيًا إيّاهُم إلى حُسنِ التَّبَصُّرِ في مسؤولياتِهِم، أيْ كيفَ يستطيعُ الأَعمى أنْ يُوجِّهَ أخاهُ الأَعمى إلى طريقِ الرَّبِّ؟ وهُنا تَظهَرُ مُشكلتانِ: الأُولى، كيفَ يَسمَحُ أَعمى لنفسِهِ أنْ يَقودَ أَعمى؟ والمُشكلةُ الثانيةُ، كيفَ سَلَّمَ الأَعمى الثّاني حياتَهُ لأَعمى مِثلِهِ ليَقودَهُ؟ ذَكَرَ لوقا هذا المثلَ وهو سائرٌ بينَ اليهودِ، وهو مُرتبِطٌ بالآيتينِ اللاحقتينِ (لوقا 6: 40، 41)، فيما يُطبِّقُ متّى الإنجيليُّ هذا المثلَ على الفَرِّيسِيِّينَ الذينَ يُضِلُّونَ شَعبَهم "إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُميانًا" (متّى 15: 14). فالأَعمى هو مَن يَحيا حياةَ الخَطيئَةِ (الخَشَبَةُ في عَينِهِ)، فكيفَ يُظهِرُ طريقَ الغَلَبَةِ على الخَطايا للآخَرِ (القَذى في عَينِهِ)؟ أَعمى البَصيرةِ هو غيرُ صادقٍ، ويَتظَاهر خِلافًا لِمَ هو عَليه، ولا يُقَدِّمُ الحَقَّ، ويَنظر إلى شَرِّ الآخر وليس إلى شَرِّه، ولا يَستطيعُ أنْ يَدَّعي هِدايةَ إخوَتِهِ العُميان. فالعُميانُ لا يَقودُهُم إلّا المُبصِرون. والقائدُ الأَعمى يَقودُ شَعبَهُ إلى الهاوِيَة والى الظُّلمِة والخِوفِ مِن رُؤية ذاتهِ؛ لأنّهُ جاهِلٌ، وضالٌّ، وفاسِدٌ. فكيفَ يُمكِنُ للجاهِلِ أنْ يُنيرَ الآخَرين؟ وكيفَ يُمكِنُ للضّالِّ أنْ يُهديَ الآخَرين؟ وكيفَ يُمكِنُ للفاسِدِ أنْ يُصلِحَ الآخَرين؟ إنَّهُ أَعمى البَصيرةِ، ومِنْ هُنا تتَوَلَّدُ "المَقاصِدُ السَّيِّئَةُ، والقَتْلُ، والزِّنى، والفُحْشُ، والسَّرِقَةُ، وشَهادَةُ الزُّورِ، والشَّتائِمُ" (متّى 15: 19). |
| الساعة الآن 07:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025