![]() |
إشعياء صاحب النبوة الطويلة العريضة
https://upload.chjoy.com/uploads/169487887187351.jpg القديس أشعياء النبي إشعياء ورؤياه هذا الرجل العظيم، صاحب النبوة الطويلة العريضة، يسجِّل لنا، في الأصحاح السادس، الرؤيا التي يمكن أن نعتبرها نقطة التحول في تاريخه. وفي هذا الاختبار نرى كيف أعدّه الله للعمل العظيم الذي قام به، وما هي الدروس الأساسية التي لا بد لكل خادم حقيقي أن يتعلمها: رأى الرب «في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل» أول ما شاهده هو الرب نفسه في مجده العظيم وقداسته الكلية «رأيت السيد (أدوناي: من له السيادة على الجميع)». رآه في سنة وفاة عزيا الملك: الملك العظيم الذي ملك لمدة 52 سنة، لكنه بسبب نجاحه ارتفع قلبه ورغب أن يأخذ وظيفة الكهنوت بالإضافة للمُلك، وكانت هذه خيانة للرب، فضربه الرب بالبرص (2أخبار26: 16-21). وأراد الرب أن يحوِّل نظر إشعياء من الأرض إلى السماء، من ملك عظيم ضُرب بالبرص (النجاسة) لكبريائه، إلى الملك الحقيقي: ربّ الجنود الكلي القداسة. وربما كان إشعياء يفكر في مَن سيملأ فراغ عُزيا بعد 52 سنة من الحكم، فإذ به يرى الملك الدائم، الذي هو الرب يسوع المسيح الأزلي الأبدي (يوحنا12: 41). ورأى إشعياء أيضاً الملائكة السرافيم، وكلمة السرافيم تعني: الملتهبين أو المشتعلين «الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة» (مزمور104: 4). وهم يعبِّرون عن قداسة الله التي تكشف كل دنس، لذا فكل ملاك نادى الآخر قائلاً «قدوس قدوس قدوس رب الجنود». وأجنحة السرافيم تكشف عن حقيقة هامة؛ وهي أن الاقتراب من حضرة الرب والخشوع قدامه «باثنين يغطي وجه وباثنين يغطي رجليه» لا بد أن يسبقا الانطلاق لخدمته «باثنين يطير». إذاً فالمشهد كله ينبض بالقداسة؛ وهذا هو الدرس الأول لمن يريد أن يخدم الرب «نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى لأن إلهنا نار آكلة» (عبرانيين12: 28، 29). |
الساعة الآن 08:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025