![]() |
كيف نسلم أنفسنا ليد الفخاري
كيف نسلم أنفسنا ليد الفخاري ليُشكّلنا بحسب مشيئته؟ الفخّاري هي مهنة معروفة منذ القِدم، يُصنع فيها من الفخّار أشياء عديدة. يُحضَّر الطين ويُوضَع على الدولاب (عجلة الخزّاف)، ثمّ يبدأ الفخاري بتشكيله، ليُخرج منه أواني وأشكالًا جماليّة متنوّعة. أمر الله النبي إرميا أن يذهب إلى بيت الفخاري ليُعلّمه أمرًا ما ، من خلال تشبيه بليغ بين الله تبارك اسمه وبين الفخاري، وبين الإنسان والطين. فكما يشكّل الفخاري الطين كما يراه صالحًا — لأنّه سيّد المادة التي بين يديه — يستطيع أن يصنع منها ما يحسُن في عينيه. هكذا الله، يصنع التاريخ كما يصنع الفخاري الإناء، ويدخل الأحداث في مشروعه ، لأنّه له سلطان عليها. «أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ.» (سفر إرميا 18: 6) من أهم شروط الطين الجيّد والمُفيد في صناعة الفخّار، أن يكون: ليّنًا وخاضعًا وقابلًا للتشكيل؛ لأنّ الطين اليابس ينكسر عند الضغط. علينا أن نخضع ليد الفخاريّ لأنّه عند غياب الخضوع، يزداد القلب قسوةً وتمرُّدًا وعِنادًا وبرودًا روحيًّا. |
الساعة الآن 10:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025