![]() |
السيِّد المسيح لم تشغله الجماهير التي تزحمه عن زكَّا
https://upload.chjoy.com/uploads/172251093556181.jpg لقد احتلَّ مخلِّصنا مكاننا لكي نحتل مكانه، قبل الصليب بكل سرور. "ناظرين إلى رئيس الإيمان وَمُكَمِّلِهِ يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله: (عب 12: 2). هذا العمل الفدائي العجيب موضع سرور الآب: "أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ" (إش 53: 10). سرّ الآب الذي قدَّم ابنه الحبيب ذبيحة إثم، أن يحمل اللعنة عنَّا، لكي يدخل بنا إلى برِّه ومجده. يروي لنا الإنجيلي يوحنا: "ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا. سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويُرفعوا" (يو 19: 31). * إن سأل أحد من شعبنا، ليس عن حب الحوار بل عن حب التعلُّم: [لماذا لا يحتمل الموت بطريق آخر غير الصليب؟] فليقل له أيضًا أنَّه ليس من طريق آخر غير هذا نافع لنا، وأنَّه حسنًا أن الرب يحتمل هذا من أجلنا. فإنَّه هو نفسه جاء لكي يحمل اللعنة التي حلَّت بنا، إذ كيف يمكن أن يصير هو لعنة (غلا 3: 13) ما لم يتقبَّل الموت الذي يحمل لعنة؟ هذا هو الصليب. البابا أثناسيوس الرسولي * كان الموت على الصليب في أعينهم دنسًا عظيمًا إذ لم يدركوا أنَّه كان نبوَّة... هذا الموت الذي لنا، الذي وُجد أصله في الخطيَّة، قد حمله بنفسه وسمره على الخشبة. القديس أغسطينوس أخيرًا ما يؤكِّده هذا الأصحاح بخصوص كل الحالات المذكورة أنَّه حتى في العهد القديم يهتم الله بكل إنسان شخصيًا، فمن أجل دم قتيل واحد يحل بغضبه على كل المدن المجاورة له، إن أهملت في البحث عن القاتل؛ ومن أجل جثمان مجرم يُترك معلَّقًا على خشبة إلى الليل تتدنَّس الأرض كلَّها! هكذا يؤكِّد الله اهتمامه بكل إنسان شخصيًا. وفي العهد الجديد أعلن السيِّد المسيح أنَّه ليس مشيئة الله أبينا أن يهلك أحد الأصاغر (مت 18: 14)، وأن ملائكة الله تفرح بخاطئ واحدٍ يتوب (لو 15: 10)، وأن من قبِل ولدًا واحدًا باسمه فقد قبِلَه (مت 18: 5).السيِّد المسيح لم تشغله الجماهير التي تزحمه عن زكَّا، بل أوقف الموكب كلُّه لكي يدعو نفسه للدخول إلى بيت زكَّا الذي طلب أن يرى يسوع من هو (لو 19: 2). لقد اهتم بنازفة الدم وسط الجماهير فقال: "من الذي لمسني؟" (لو 8: 45). قال بطرس والذين معه: "يا معلِّم الجموع يضيِّقون عليك ويزحمونك وتقول من لمسني؟!" |
الساعة الآن 05:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025