منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   أهمّيّةُ المَحبَّةِ في حياةِ تِّلميذ يسوع (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1138521)

Mary Naeem 03 - 09 - 2025 11:17 AM

أهمّيّةُ المَحبَّةِ في حياةِ تِّلميذ يسوع
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg



أهمّيّةُ المَحبَّةِ في حياةِ تِّلميذ يسوع

حَثَّ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ عَلَى الْمُحَبَّةِ الصَّادِقَةِ، وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الْمُحَبَّةِ ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ فِي هَذَا النَّصِّ الإِنْجِيلِيِّ، مِمَّا يُظْهِرُ مَكَانَتَها الْمَرْكَزِيَّةَ فِي خِطَابِ الْوِدَاعِ. يَسُوعُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ فِي لَحَظَاتِهِ الْأَخِيرَةِ مَعَهُمْ، لَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُحِبُّوهُ. فَالْمُحَبَّةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ، بَلْ هِيَ رِبَاطُ حَيَاةٍ وَعَلَاقَةٍ وَشَرِكَةٍ.
الحبّ هنا ليس مجرد حقيقة عاطفية، بل يدل على التعلّق بشخص، والمعرفة العميقة.
تتَّصِفُ الْمَحبَّة الصَّادِقُة بِالْخُضُوعِ الْحُرِّ لِمَنْ نُحِبُّهُ. فَمَتَى أَحَبَبْنَا أَحَدًا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَخَلَّى بِحُرِّيَّةٍ عَنْ آراءِنَا الذَّاتِيَّةِ، وَنَسْعَى لِنَتَوَاءَمَ مَعَ رَغَبَاتِهِ، وَنُصْبِحُ كَأَنَّ رَغْبَتَهُ هِيَ رَغْبَتُنَا. الْمُحَبَّةُ تُحَرِّكُ قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا وَأَفْكَارَنَا، وَتَقُودُ كُلَّ أَعْمَالِنَا. إِنَّ مُحَبَّةَ الرَّبِّ هِيَ الْوَسْمُ الَّذِي يُمَيِّزُ تَلْمِيذَ الْمَسِيحِ، لِأَنَّ التَّلْمِيذَ لَا يَتَّبِعُ فَقَطْ تَعَالِيمًا، بَلْ يُشْبِهُ مُعَلِّمَهُ الإِلَهِيَّ، ذَاكَ الَّذِي جَوْهَرُ كِيَانِهِ هُوَ الْمُحَبَّةُ (1 يُوحَنَّا 4: 8). فَالْمَسِيحِيُّ لَا يُقَاسُ بِمَدَى مَعْرِفَتِهِ، بَلْ بِمَدَى مُحَبَّتِهِ: "بِهَذَا يَعْرِفُ النَّاسُ جَمِيعًا أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ أَحْبَبْتُمْ بَعْضَكُمْ بَعْضًا" (يُوحَنَّا 13: 35).

المُحَبَّةُ لَا تَأْتِي نَتِيجَةً لِلطَّاعَةِ، بَلْ هِيَ مَصْدَرُ كُلِّ طَاعَةٍ وَكُلِّ تَقَيُّدٍ بِشَرِيعَةِ الرَّبِّ: مَنْ يُحِبُّ يُطِيعُ، لَا خَوْفًا، بَلْ حُبًّا. وَمَنْ يُطِيعُ حُبًّا، يَحْيَا حُرًّا. الطَّاعَةُ بِلَا مُحَبَّةٍ تُصْبِحُ عَبْئًا، أَمَّا الطَّاعَةُ الَّتِي تَنْبَعُ مِنَ المُحَبَّةِ، فَهِيَ عَلاَمَةُ البَنُوَّةِ الحَقِيقِيَّةِ.
فِي هَذَا النَّصِّ، يَعْرِضُ يَسُوعُ المُحَبَّةَ: لَا كَمَجَالٍ عَاطِفِيٍّ، بَلْ كَمِنْهَاجِ حَيَاةٍ وَمِقْيَاسِ تَلْمِيذَةٍ. تَلْمِيذُ الْمَسِيحِ الحَقِيقِيُّ هُوَ مَنْ يُحِبُّ، فَيُطِيعُ، فَيَسْكُنُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ، وَيَحْيَا فِي سَلاَمٍ لَا يُنْزَعُ. لَا يَكْفِي أَنْ نَقُولَ إِنَّنَا نُحِبُّ يَسُوعَ، بَلْ أَنْ نَحْفَظَ كَلِمَتَهُ فِي حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ: فِي تَعَامُلِنَا مَعَ الآخَرِ، فِي صِدْقِنَا، فِي غُفْرَانِنَا، وَفِي التِّزَامِنَا الأخْلَاقِيِّ. هَذِهِ هِيَ الْعَلاَمَةُ الْمَلْمُوسَةُ لِلمُحَبَّةِ


الساعة الآن 07:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025