منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   هزيمة جعل بن عابد (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1125932)

Mary Naeem 12 - 07 - 2025 10:20 AM

هزيمة جعل بن عابد
 
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg


هزيمة جعل بن عابد:

26 وَجَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إِخْوَتِهِ وَعَبَرُوا إِلَى شَكِيمَ فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُ شَكِيمَ. 27 وَخَرَجُوا إِلَى الْحَقْلِ وَقَطَفُوا كُرُومَهُمْ وَدَاسُوا وَصَنَعُوا تَمْجِيدًا، وَدَخَلُوا بَيْتَ إِلهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ. 28 فَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ وَمَنْ هُوَ شَكِيمُ حَتَّى نَخْدِمَهُ؟ أَمَا هُوَ ابْنُ يَرُبَّعْلَ، وَزَبُولُ وَكِيلُهُ؟ اخْدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. فَلِمَاذَا نَخْدِمُهُ نَحْنُ؟ 29 مَنْ يَجْعَلُ هذَا الشَّعْبَ بِيَدِي فَأَعْزِلَ أَبِيمَالِكَ». وَقَالَ لأَبِيمَالِكَ: «كَثِّرْ جُنْدَكَ وَاخْرُجْ!». 30 وَلَمَّا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلاَمَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ حَمِيَ غَضَبُهُ، 31 وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي تُرْمَةَ يَقُولُ: «هُوَذَا جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإِخْوَتُهُ قَدْ أَتَوْا إِلَى شَكِيمَ، وَهَا هُمْ يُهَيِّجُونَ الْمَدِينَةَ ضِدَّكَ. 32 فَالآنَ قُمْ لَيْلًا أَنْتَ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَكَ وَاكْمُنْ فِي الْحَقْلِ. 33 وَيَكُونُ فِي الصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ أَنَّكَ تُبَكِّرُ وَتَقْتَحِمُ الْمَدِينَةَ. وَهَا هُوَ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ يَخْرُجُونَ إِلَيْكَ فَتَفْعَلُ بِهِ حَسَبَمَا تَجِدُهُ يَدُكَ». 34 فَقَامَ أَبِيمَالِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ لَيْلًا وَكَمَنُوا لِشَكِيمَ أَرْبَعَ فِرَق. 35 فَخَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ. فَقَامَ أَبِيمَالِكُ وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ مِنَ الْمَكْمَنِ. 36 وَرَأَى جَعَلُ الشَّعْبَ فَقَالَ لِزَبُولَ: «هُوَذَا شَعْبٌ نَازِلٌ عَنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ». فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلَّ الْجِبَالِ كَأَنَّهُ أُنَاسٌ». 37 فَعَادَ جَعَلُ وَتَكَلَّمَ أَيْضًا قَائِلًا: «هُوَذَا شَعْبٌ نَازِلٌ مِنْ عِنْدِ أَعَالِي الأَرْضِ، وَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ بَلُّوطَةِ الْعَائِفِينَ». 38 فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «أَيْنَ الآنَ فُوكَ الَّذِي قُلْتَ بِهِ: مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ حَتَّى نَخْدِمَهُ؟ أَلَيْسَ هذَا هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي رَذَلْتَهُ؟ فَاخْرُجِ الآنَ وَحَارِبْهُ». 39 فَخَرَجَ جَعَلُ أَمَامَ أَهْلِ شَكِيمَ وَحَارَبَ أَبِيمَالِكَ. 40 فَهَزَمَهُ أَبِيمَالِكُ، فَهَرَبَ مِنْ قُدَّامِهِ وَسَقَطَ قَتْلَى كَثِيرُونَ حَتَّى عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ. 41 فَأَقَامَ أَبِيمَالِكُ فِي أَرُومَةَ. وَطَرَدَ زَبُولُ جَعَلًا وَإِخْوَتَهُ عَنِ الإِقَامَةِ فِي شَكِيمَ.

رأى الكمين رجلًا يُدعى جعل بن عابد، اسمه عبري يعني "كراهية"، كان يكره أبيمالك ربما لخوفه أن الذي قتل إخوته لا يؤتمن الجانب؛ وكان معه إخوته ربما جماعة من اللصوص أو قطاع الطريق يعلمون تحت قيادته، ففرح به أهل شكيم إذ رأوا فيه أنه قادر على تحقيق خطتهم.


بدأ تحقيق الخطة بطقس ديني وثني إذ خرجوا إلى الحقل وقطفوا كرومهم وداسوا قسمًا من العنب في المعصرة كعادة تلك الأيام لعمل الخمر، ثم صنعوا تمجيدًا [27] أي تغنوا لآلهتهم وسبحوا لها أثناء قطف الكروم ودوسها في المعصرة، كعادة الأمم. لذلك إذ يؤدب الرب موآب قيل: "وَانْتُزِعَ الْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ مِنَ الْبُسْتَانِ، وَلاَ يُغَنَّى فِي الْكُرُومِ وَلاَ يُتَرَنَّمُ، وَلاَ يَدُوسُ دَائِسٌ خَمْرًا فِي الْمَعَاصِرِ. أَبْطَلْتُ الْهُتَافَ." (إش 16: 10).
إذ عصروا العنب بالترنم دخلوا بيت "بعل بريث" إلههم وأكلوا في الهيكل وشربوا، ولعنوا أبيمالك [27] بمعنى أنهم طلبوا من آلهتهم أن يتخلى عنه ويكون ملعونًا فيدبرون قتله ويغلبونه بسبب سقوطه تحت لعنة إلههم.
إذ رأى جعل بن عابد هذا الموقف الشعبي أخذته الغيرة وبدأ يستخف بأبيمالك وستهزئ به قائلًا: "من هو شكيم (أي أبيمالك الذي يملك على شكيم) حتى نخدمه؟! أما هو بن يربعل (أي ابن مقاتل البعل أو عدو الآلهة) وزبول وكيله؟! اخدموا رجال حمور أبي شكيم، فلماذا نخدمه نحن؟!" [28]. بمعنى أنه كان الأولى بالملك نسل حمور أي سلالة الملوك الشرعيين لا هذا الغريب ابن السرية. إن كان شكيم بن حمور قد اغتصب دينه ابنة يعقوب فقتله شمعون ولاوي مع رجال المدينة (تك 34)، فقد دخل إسرائيل في علاقة ودّ مع أهل شكيم، وكان لأهل شكيم سطوة وتقدير خاص. وجاء اسم "حمور" من "ذبيحة الحمار" التي كانت مظهرًا أساسيًا في ابرام المعاهدات عند الأموريين في القرن 18 ق.م.
سمع زبول رئيس مدينة شكيم ونائب أبيمالك ما قاله جعل بن عابد وعرف أنه يستعد لمقاتلة الملك، وإذ كان الملك يقطن خارج المدينة في ترمة [31] وغالبًا هي أرومة [41] ومعناها بالعبرية (ارتفاع). ظن البعض أنها "الأرمة" الحديثة وهي تبعد 6 أميال شمال شرقي شكيم. تظاهر زبول بالصداقة مع جعل وأرسل إلى الملك سرًا يخبره بما جرى، وسأله ألاَّ يدخل المدينة وإنما ينزل برجاله خفية ليلًا ويكمن في الحقل، وإذ يخرج جعل ورجاله في الصباح يحاربهم عند أبواب المدينة فلا تكون لجعل حصون يحتمون فيها. وإذ سمع الملك قسم رجاله إلى أربعة فرق ولما رأى جعل الرجال قادمين ليلًا قال لزبول: "هوذا شعب نازل عن رؤوس الجبال، فقال له زبول: إنك ترى ظل الجبال كأنه أناس" [36]. هكذا كان زبول يخدع جعل حتى يفسد خطته ضد أبيمالك ويعيقه عن الاستعداد للحرب معه. لكن إذ عاد فرأى إحدى الفرق نازلة من المرتفعات عن طريق بلوطة العائفين [37] أي بلوطة المشتغلين بالعيافة ومعرفة الغيب، عاد يؤكد لزبول أنهم فرقة قادمة للحرب، وإذ اقتربت جدًا وأدرك زبول أن جعلًا قد تورط في استخفاف قال له: "أين الآن فوك الذي قلت به من هو أبيمالك حتى نخدمه؟!" [38]. وكأنه يقول له: إنك رجل كلام تحمل قوتك في فيكَ لا بالعمل. فخرج جعل أمام أهل شكيم ليحارب أبيمالك، فانهزم جعل وهرب بعد أن سقط كثيرون من رجاله عند مدخل الباب، أي في موقع المعركة ذاتها عند باب مدينة شكيم... وإذ هرب جعل إلى المدينة طارده أبيمالك، إن لم يكن برجاله (رجال حرب) فبإثارة أهل شكيم والوشاية به بعد أن ظهر لهم جعل ضعيفًا وعاجزًا برجاله عن مقاومة أبيمالك.


الفساد كالنار تأكل بعضها البعض، إذ دب في أبيمالك وأهل شكيم لإقامة الأول ملكًا وانتفاع الآخرين بذلك، غدر أهل شكيم به مستخدمين وسيلة شريرة (جعل بن عابد رجاله اللصوص)، فهلكت الوسيلة وتأزم الموقف إذ عرف الملك ما بقلب أهل شكيم فأراد أن ينتقم حتى النهاية، لكنه وإن حطمهم لم يستطع الهروب من جريمة القتل التي ارتكبها ضد إخوته بصورة بشعة!




الساعة الآن 11:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025