زوادة اليوم :
رد الجميل
https://upload.chjoy.com/uploads/175229689534781.jpg
في عام 1936، وُلد جيمس هاريسون في أستراليا. وكان مجرد مراهق في الرابعة عشرة من عمره عندما أُصيب في صدره واضطر للخضوع لعملية جراحية كبيرة. خلال تلك الجراحة، تم نقل أكثر من 13 وحدة دم له أنقذت حياته.

خرج جيمس من المستشفى وهو ممتن لحياة لم يكن ليعيشها لولا دماء الغرباء... وعندها عاهد نفسه:

"عندما أبلغ السن القانونية، سأتبرع بدمائي... لأردّ الجميل."

وبالفعل، بمجرد بلوغه سن الثامنة عشرة، بدأ جيمس بالتبرع بدمه بانتظام.

لكن لم يكن أحد يعلم وقتها أن دم جيمس لم يكن دمًا عاديًا...

بعد سنوات من التبرع، لاحظ الأطباء شيئًا غريبًا ومميزًا في دم جيمس:
بلازما دمه تحتوي على أجسام مضادة نادرة جدًا تُستخدم لعلاج مرض قاتل يُسمى "Rhesus disease" أو "داء الريسوس".

هذا المرض يمكن أن يحدث عندما تكون فصيلة دم الأم سالبة (Rh-) والجنين موجبة (Rh+)، مما يدفع جسد الأم إلى مهاجمة خلايا دم الجنين كأنها عدو!

ولكن دم جيمس يحتوي على أجسام مضادة مناعية يمكن استخدامها لصنع علاج يُعرف باسم Anti-D، وهو العلاج الوحيد لإنقاذ حياة الأجنة في تلك الحالات.

منذ أن تم اكتشاف قيمة دمه، تبرع جيمس أكثر من 1000 مرة خلال أكثر من 60 عامًا!

ويُقدَّر أن دمه ساعد في إنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون طفل حول العالم – من ضمنهم حفيدته هو نفسه التي كانت ستُولد مريضة، لولا العلاج المشتق من دمه!

في عام 2018، اضطر جيمس للتوقف عن التبرع بسبب بلوغه السن القصوى المسموح بها للتبرع بالدم (81 عامًا). وفي آخر مرة له داخل مركز التبرع، اصطفّ الأطباء والممرضون والمرضى ليصفقوا له... بعضهم دموعهم تملأ أعينهم، لأنه أنقذهم هم أو أبناءهم!

حصل جيمس على العديد من الأوسمة، أهمها وسام أستراليا Medal of the Order of Australia، لكنه لم يكن ينتظر شيئًا... فقط كان يعتبر نفسه رجلًا يرد الجميل.

في عالم مليء بالصخب، رجل واحد بصمتٍ شديد، وذراع واحدة، استطاع أن يغيّر مصير الملايين.
ليس طبيبًا، ولا عالمًا، ولا رئيسًا... بل إنسان، تبرع بدمه، فأنقذ أجيالًا.