منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1125737)

Mary Naeem 11 - 07 - 2025 03:38 PM

التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/175190239337971.jpg

القديس مارمينا

إستشهاد القديس

مبارك أنت يا أبا مينا لأنك دعين للتقوي منذ حداثتك. لذلك سوف تحصل علي ثلاث أكاليل لا تفني ولا تزول بحسب أسم الثالوث المقدس الذي من أجله قد جاهدت عندما سمع المطوب هذا الكلام الإلهي أحس بشحنة روحية قوية تملأه، ونشوة من الفرح تغمره. وأخذته غيرة مقدسة فقام علي الفور وترك الصحراء ليمضي الي المدينة ويعترف جهاراً بأسم فاديه الحبيب فوقف في وسط الجمهور وأخذ يردد قول الكتاب المقدس ويصرخ ويقول بصوت عال :
"وجدني الذين لم يطلبوني، وظهرت لأولئك الذين لم يسألوا عني" أش 65 : 21، رو 10 : 20 .
فذهل الجمهور لهذا المنظر وحدث وصمت ولم يستطيعوا الكلام لأن هيئة القديس أبا مينا كان تحفها الوقار والهيبة بالرغم من مظهره النسكي وملابسه الخشنة حينئذ أخذ القائد يتسائل عما حدث : فأجابه البطل الشجاع " أنا مسيحي " فتعجب القائد جداً وقال له : " هل أنت تعطل الأحتفال السنوي بعيد الملوك مزدرياً بأوامرهم ؟ " وفي أثناء تساؤل القائد كانت أنظار الجموع تحدق بالقديس وتتفرس فيه وفي طلعته البهية وملبسه الحقير وشجاعته النادرة. وإذ ببعض الأتباع ( أتباع الملك ) يصرخون في وجة البطل قائلين للقائد ( بعد أن أخذتهم الحيرة والدهشة ) " نحن نعرف هذا الشاب جيداً فمنذ حوالي خمس سنوات كان يعمل جندياً في الفرقة المسماة لدتورياكون تحت قيادة فريميانوس البطل " !
أندهش القائد لساعته وأنتهر القديس قائلاً " يا هذا لماذا تركت جنديتك ؟ ّ وفوق الكل لماذا أعترفت أنك مسيحي " ؟ ! أجاب القديس " أنا جندي حقاً ز لكني أثرت أن أكوزن جندياً لربي يسوع المسيح لأجل مرضاه إسمه القدوس ".
التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على اخوة يسوع الأصاغر. وإذ اشتهى تكريس كل وقته وطاقاته لحساب مملكة الله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها. صدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها. بعد خمسة أعوام من رهبنته رأى وهو يصلي الشهداء يُكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلى الفردوس، وقد صاروا في بهاء أعظم من الشمس. اشتهى القديس مينا أن يصير شهيدًا، فسمع صوتًا من السماء يقول: "مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول... واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير اسمك مشهورًا بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستُبنى على اسمك، وفوق ذلك كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي". في ساحة الاحتفال ترك القديس مينا البرية وانطلق إلى المدينة في ثياب النسك، وكان ذلك اليوم يوافق احتفال ديني عظيم. تمرّرت نفسه وهو يرى الجماهير الكثيرة في هذا الضياع. تقدم إلى ساحة الاحتفال، وصرخ نحو الجماهير معلنًا اشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه فقال بصوتٍ عالٍ:
"وُجدتُ من الذين لم يطلبونني وصرتُ ظاهرًا للذين لم يسألوا عني"
(راجع إش 65: 21؛ رو 10: 20).
ذُهلت الجماهير لهذا المنظر، وحدث صمت رهيب. حينئذ تساءل الوالي عمّا حدث، وكيف تجاسر هذا الإنسان ليُعطل الاحتفال بعيد الإمبراطور مزدريًا بالأمر الإمبراطوري. أعلن الراهب إيمانه بشجاعة. تعرف عليه بعض العسكريين وأخبروه عن مركزه القديم. اندهش الوالي لساعته وقال له: "لماذا تركت جنديتك؟ وكيف تعترف أنك مسيحي؟" أجابه القديس" "إني جندي حقًا، لكنني آثرت أن أكون جنديًا لربي يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس". وضعوه في الهنبازين وكشطوا جسمه حتى ظهرت عظامه. وفي سخرية كان القائد يسأله إن كان قد شعر بالعذاب أم لا. أما هو فأجابه: "عذاباتكم هي رأسمالي، فهي تُعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وإلهي". سحبوه على أوتاد حديدية حادة مدببة حتى تمزق جسمه، وأخذوا يدلّكون جراحاته بأقمشة خشنة. سلّطوا مشاعل متقدة على جنبيه لمدة ساعتين كاملتين، وقد رفع عنه الرب الألم فلم يتأوه. ضرب على فمه حتى تكسرت أسنانه، فكان يلهج قلبه بالشكر، حاسبًا أنه غير مستحق أن يُهان من أجل اسمه القدوس. إذ فشل القائد في إقناعه أرسله إلى الوالي مع رسالة شرح فيها ما حدث وركب الجند السفينة مع القديس مينا. سمع صوتًا من السماء يناجيه: "لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك أينما تحل". ألقاه الوالي في السجن مع كثيرين فكان يُعزّيهم ويشجعهم. هناك ظهر له السيد المسيح نفسه وعزّاه ثم صعد إلى السماء. في اليوم التالي استدعاه الوالي إلى مجلس القضاء وأخذ يلاطفه ويتملّقه، وإذ لم يجد حيلة توعده بالموت. أمر بجلده بسيور جلد الثور، وحاول نشره بمنشار حديدي صلب، وإذا بالمنشار يذوب كالشمع. أخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف. وفي مكان الاستشهاد ركع القديس وصلي رافعًا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته في اليوم الخامس عشر من شهر توت حوالي سنة 309م، وكان عمره 24 عامًا. أوقد الجند نارًا لحرق جسده، لكن بقي الجسد ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ داخل اللهيب ولم يحترق. حمله بعض المؤمنين وكفّنوه بأكفان ثمينة ودفنوه بكل وقارٍ




الساعة الآن 08:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025