منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   معركة دبورة وباراق (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1124624)

Mary Naeem 06 - 07 - 2025 06:24 PM

معركة دبورة وباراق
 
https://upload.chjoy.com/uploads/175042667778271.jpg


معركة دبورة وباراق:

13 حِينَئِذٍ تَسَلَّطَ الشَّارِدُ عَلَى عُظَمَاءِ الشَّعْبِ. الرَّبُّ سَلَّطَنِي عَلَى الْجَبَابِرَةِ. 14 جَاءَ مِنْ أَفْرَايِمَ الَّذِينَ مَقَرُّهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ، وَبَعْدَكَ بَنْيَامِينُ مَعَ قَوْمِكَ. مِنْ مَاكِيرَ نَزَلَ قُضَاةٌ، وَمِنْ زَبُولُونَ مَاسِكُونَ بِقَضِيبِ الْقَائِدِ. 15 وَالرُّؤَسَاءُ فِي يَسَّاكَرَ مَعَ دَبُورَةَ. وَكَمَا يَسَّاكَرُ هكَذَا بَارَاقُ. اِنْدَفَعَ إِلَى الْوَادِي وَرَاءَهُ. عَلَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ أَقْضِيَةُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ. 16 لِمَاذَا أَقَمْتَ بَيْنَ الْحَظَائِرِ لِسَمْعِ الصَّفِيرِ لِلْقُطْعَانِ. لَدَى مَسَاقِي رَأُوبَيْنَ مَبَاحِثُ قَلْبٍ عَظِيمَةٌ. 17 جِلْعَادُ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ سَكَنَ. وَدَانُ، لِمَاذَا اسْتَوْطَنَ لَدَى السُّفُنِ؟ وَأَشِيرُ أَقَامَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِي فُرَضِهِ سَكَنَ. 18 زَبُولُونُ شَعْبٌ أَهَانَ نَفْسَهُ إِلَى الْمَوْتِ مَعَ نَفْتَالِي عَلَى رَوَابِي الْحَقْلِ. 19 «جَاءَ مُلُوكٌ. حَارَبُوا. حِينَئِذٍ حَارَبَ مُلُوكُ كَنْعَانَ فِي تَعْنَكَ عَلَى مِيَاهِ مَجِدُّو. بِضْعَ فِضَّةٍ لَمْ يَأْخُذُوا. 20 مِنَ السَّمَاوَاتِ حَارَبُوا. الْكَوَاكِبُ مِنْ حُبُكِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا. 21 نَهْرُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ. نَهْرُ وَقَائِعَ نَهْرُ قِيشُونَ. دُوسِي يَا نَفْسِي بِعِزّ.

يصف لنا الفصل الثاني من هذه التسبحة معركة دبورة وباراق ونصرتهما في الرب.
"حينئذ تسلط الشارد على عظماء الشعب، الرب سلطني على الجبابرة" [13]. ماذا يعني بالشارد هنا إلاَّ الهارب أو الطريد بسبب الجور، وقد جاء في بعض الترجمات "البقية" أي ما تبقى في الشعب بعد ظلم الكنعانيين، فقد تسلط هؤلاء المطرودون أو البقية الضعيفة بعد ضيق سنوات طويلة على عظماء شعب الكنعايين... وقد استخدم الرب دبورة لتغلب الجبابرة منهم.
إذ أراد الله نصرة هذه البقية المسكينة أقام دبورة النبية التي جاءت الأسباط تسير وراءها مع باراق ضد الكنعانيين، وقد عددت في التسبحة هذه الأسباط هكذا:
أولًا: سبط أفرايم "جاء من أفرايم الذين مقرهم بين عماليق" [14].
كان أفرايم ساكنًا في الأرض التي تحسب حصنًا للإسرائيليين من عماليق، خرجوا للحرب مع باراق.
ثانيًا: "وبعدك بنيامين مع قومك" [14]. كان نصيب بنيامين ما بين أفرايم ويهوذا، وبالرغم من قلة عددهم كانوا أشداء بأس، أقوياء، خرجوا للحرب مع أفرايم يختلطون بهم.
ثالثًا: سبط منسى "من ماكير نزل قضاة (حكام)" [14]. كانت عشيرة ماكير من سبط منسى، الذين أقاموا غرب الأردن، وقد اشتركوا مع باراق في الحرب، وكان منهم قادة الجيش (حكام).
رابعًا: سبط زبولون "ومن زبولون ماسكون بقضيب القائد" [14]. جاءت الكلمة العبرية التي ترجمت "قائد" شفر إي "الكاتب"، فكان الكاتب يرفع العصا فوق البهائم ليكون العاشر من كل منها قدسًا للرب (لا 27: 32)، لذا رأى البعض إنه من زبولون قام الكاتب الذي يمسك بيده القضيب ليحصي الجنود ويكتب عددهم. لعله يشير بهذا إلى عمل تعداد للجيش ليتمتع الكل بنصيبه في الغنائم.
ويرى البعض أن قضيب القائد أو الكاتب هنا يشير إلى مركزهم القيادي لتحريك الجيش للعمل.
خامسًا: سبط يساكر "والرؤساء في يساكر مع دبورة، وكما يساكر هكذا باراق، اندفع إلى الوادي وراءه" [15]. هنا تمدح رؤساء يساكر إذ خرجوا بأنفسهم مع دبورة التي كانت في ساحة القتال، لم يرسلوا رجالهم فحسب بل خرجوا بأنفسهم. ولكي تُظهر شجاعتهم وأقدامهم لم تشبههم بباراق الشجاع بل وشجعت باراق بهم زيادة في المديح. لقد اندفع يساكر مع باراق إلى الوادي (قض 4: 14)، أي إلى السهل الذي ضم الأعداء وفرسانهم ومركباتهم الحديدية.
سادسًا: سبط نفتالي "زبولون شعب أهان نفسه إلى الموت مع نفتالي على روابي الحقل" [18]. في الأصحاح السابق رأينا باراق يدعو زبولون ونفتالي إلى قادش للحرب (يش 4: 10) ويبدو أنه كان لهم نصيب الأسد في هذه المعركة، لذلك مدحت زبولون بأنه ماسك بقضيب القائد [14]، والآن في ختام حديثها عن الأسباط تصف زبولون ونفتالي بأنهما خاطرا بحياتهما حتى الموت في شجاعة نادرة وحب. أما كونهما يخاطران على روابي (الرابية موقع مرتفع) الحقل، فعلامة الشجاعة أن يقفا في مكان عالٍ أمام العدو بلا خوف، وفي الحقل حيث تم حصاد الكثيرين في هذه المعركة.
إن كانت دبورة قد مدحت الأسباط المشتركة مع باراق في الجهاد، فبلطف وأدب وبخت الأسباط التي رفضت الاشتراك معه، خاصة تلك التي قطنت شرقي الأردن في أرض جلعاد "سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى(65)"، وقد اشترك معهما في هذا التهاون سبطا دان وأشير.
رأينا في دراستنا لسفر العدد أن السبطين والنصف سبط الذين أرادوا السكنى شرقي الأردن يمثلون اليهود الذين لم ينعموا بعبور الأردن ليتمتعوا بميراث العهد الجديد(66)، أما سبط دان فيرى بعض الآباء أنه يشير إلى الهراطقة إذ منهم يخرج ضد المسيح في عصر الارتداد(67)، أما أشير فتذكر دبورة أنه كان مقيمًا على ساحل البحر أي مرتبطًا بقلاقل العالم واضطراباته. وكأن الفئات التي تحرم من إكليل النصرة هم رافضوا المسيح يسوع (اليهود)، والهراطقة الحاملون لروح ضد المسيح، ومحبو العالم والغارقون في اهتماماته.
وبخت دبورة النبية الأسباط القائمة شرقي الأردن فقالت لرأوبين: "على مساقي (جداول) رأوبين أقضية قلب عظيمة؛ لماذا أقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان، لدى مساقي رأوبين مباحث قلب عظيمة" [15-16]. كأنها تقول لرأوبين وهو البكر بين الأسباط أنه قد خذل إخوته إذ جلس عند مجاري المياه يتباحث في الأمر فارتبط قلبه بخصوبة الأرض عوض النزول مع إخوته للجهاد ضد العدو. لقد فضل الإقامة بجوار حظائر غنمه يسمع صفير الرعاة للغنم عوض الاستماع لصوت بوق القتال. هذا السبط يمثل النفس التي ارتبطت بمجاري مياه العالم وتعلقت بالغنم أي بالجسد الحيواني، بمعنى آخر أفسدت محبة العالم وشهوات الجسد روحهم عن الجهاد الروحي ضد الخطية.
والآن توبخ بقية الأسباط القائمة شرقي الأردن بقولها: "جلعاد في عبر الأردن سكن" [17]. جلعاد يمثل النفس التي استكانت خلف الأردن، فلم تقبل الدفن مع السيد المسيح في مياه الأردن، إنها تختار الطريق السهل المتسع، لا طريق شركة الآلام والدفن مع الرب!
إذ مدحت دبورة القاضية الأسباط المشتركة مع باراق في المعركة ووبخت الأسباط التي تكاسلت، تتحدث عن العدو نفسه أو عن المعركة، فتقول:
"جاء ملوك، حاربوا، حينئذ حارب ملوك كنعان في تعنك على مياه مجدو. بضع فضة لم يأخذوا" [19]. تتحدث هنا عن الملوك الذين آزروا ملك كنعان، فقد جاءوا إلى تعنك وهي مدينة تبعد حوالي خمسة أميال جنوب شرقي مجدو، اسمها كنعاني يعني (أرضًا رملية). كانت هذه المدينة تابعة ليساكر ثم صارت لمنسى ثم للاويين. وقد ظن العدو حين نزل إليها أنه يأخذ الغنائم والفضة فدية عن الأسرى أو يأخذ أجرة من ملك كنعان عن مساعدتهم له، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا، إذ رأوا السماء نفسها تحاربهم. "من السماوات حاربوا، الكواكب من حبكها (طريق مسارها) حاربت سيسرا، نهر قيشون جرفهم، نهر وقائع نهر قيشون، دوسي يا نفسي بعز" [20-21].
بينما توقع حلفاء كنعان أن ينالوا النصرة بسهولة فيتمتعوا بأجرة من الفضة ثمنًا لتعبهم مع اقتسام للغنيمة إذ بالطبيعة نفسها تقف ضدهم، فالسموات ثارت ضدهم خلال ظروف الطبيعة القاسية حتى بدت كواكبها كجنود تحاربهم، ونهر قيشون فاض بالمياه فجرف القتلى مع الجرحى والأحياء أيضًا. ذكر يوسيفوس أن الطبيعة لعبت دورًا رئيسيًا في هزيمة ملك كنعان وحلفائه!
حين يرجع الإنسان إلى الله بالتوبة، لا تستطيع ضربات العدو الشمالية أو اليمينية أن تلحق به، إنما يعطيه الرب عونًا من السماء ويكون السمائيون والقديسون كجنود روحيين يستخدمهم الله لعونه، ومياه الأنهار (ينابيع الروح القدس) تجرف الخطية وتهلكها، عندئذ بقوة الروح يقول: "دوسي يا نفسي بعز"، أو كما جاءت في بعض الترجمات "لقد دستِ يا نفسي الأقوياء"، إذ تظفر بإبليس وأعماله الشريرة التي أسرت النفس زمانًا! لتقل نفوسنا: "لا تشمتي بيّ يا عدوتي، إذا سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (مي 7: 8).



الساعة الآن 01:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025