![]() |
اسهروا لا لكي تسندوني في وقت ضيقتي وإنما اسهروا لأجل أنفسكم
https://upload.chjoy.com/uploads/174921196024511.jpg ومع ذلك فقد داس المعصرة وحده (أش 63: 3). حتي تلاميذه، تركوه في هذه الساعة الحرجة، ولم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة، علي الرغم من طلبه ذلك منهم ثلاث مرات، وقوله لهم "اسهروا وصلوا لئلا تقعوا في تجربة" (مت 26: 41). إني أريدكم أن تسهروا من أجل أنفسكم، وليس من أجلي. اسهروا، لا لكي تسندوني في وقت ضيقتي، وإنما اسهروا لأجل أنفسكم لكي لا تقعوا في تجربه، لأن عدوى قد أقترب، والظلمة زاحفة بكل سلطانها، والشيطان مزمع أن يغربلكم. والمقصود ليس فقط أن يضرب الراعي، إنما لمقصود أيضاً أن تتبدد الرعية. أسهر يا بطرس قبل أن يصيح الديك. أسهر مع الرب، وصارع في الصلاة أيضاً، لكي تدخل إلي التجربة وأنت محصن. ربما يا بطرس لو كنت سهرت، ما كنت أنكرت..! ولكن "العين الثقيلة" لا تبصر التجربة المقبلة ولا تستعد لها. هل الشخص الذي يقول لمعلمه "أضع نفسي عنك" (ولو أدي الأمر أن أموت معك). هل مع هذا الكلام، لا يستطيع أن يسهروا معه، ولا ساعة واحدة! إن كنت لا تستطيع أن تسهر معه، فكيف يمكنك أن تموت معه؟! إنتبه إذن إلي نفسك واستعد.. ما أقسى التجربة حينما تأتي لأناس، فتجهم نياماً، وأعينهم ثقيلة! لهذا كان الرب متألماً لأجل تلاميذه.. ومع ذلك أن كنتم لا تستطيعون، ناموا الآن واستريحوا. أنا الذي سوف أسهر عنكم. فأنا لا أنعس ولا أنام مثلكم، لأني ساهر علي خلاصكم. كان السيد المسيح يحمل آلام جسده، وآلام نفسه، وآلام الناس، وألم خطايا البشر كلها. ولعل الخطية كانت أثقل ما حمله المسيح لأجلنا. فالذي بلا خطية وحده"ملنا كل واحد إلي طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53). ولعله بسبب هذه الخطايا، عبر عن أعظم آلم مر به بقوله للآب "لماذا تركتني).. أي تركه للعدل يحتمل كل قصاصه الواقع علي البشر منذ آدم. |
الساعة الآن 06:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025