![]() |
وَبَقِيَّةُ الْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ
https://upload.chjoy.com/uploads/174921196024511.jpg وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ وَالْهَارِبُونَ الَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَبَقِيَّةُ الْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ. [11] الهاربون الذين هربوا إلى ملك بابل، كانوا قد هربوا أثناء الحصار، ولجأوا إلى البابليين. وَلَكِنَّ رَئِيسَ الشُّرَطِ أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ الأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. [12] كعادة البابليين، إذ كانوا يسبون شعبًا ما يتركون الفقراء والمساكين في الأرض ويحملون إلى بابل ذوي المواهب والقدرات للانتفاع بهم. في دراستنا لسفر دانيال[5] لاحظنا أن ملك بابل أقام معهدًا في قصره تحت إشراف أشفنز (دا 1: 3). ربما كان هذا المعهد يضم أقسامًا كثيرة، من بينها قسم خاص بأبناء أشراف اليهود لتُقدَّم لهم دراسة تناسب ثقافتهم ولغتهم. أما إقامة هذا المعهد لتخريج رجالٍ حكماء يعاونون الملك، فيكشف عن حكمة الملك واتساع أُفقه وجديته. أما عن اختياره بعض الفتيان من نسل ملوك اليهود وأشرافهم فكان ذلك لعدة أسباب منها: شعوره الدائم بالرجل الغالب الذي يحمل فتيان الملوك والإشراف لا ليذلهم ويعذبهم، بل لخدمة قصره وتدبير شئون الدولة. ومن جانب آخر، فإنه بهذا يدفع هؤلاء الفتيان بما لهم من مواهب على الخضوع له وعدم التفكير في الثورة ضده لحساب بلدهم. كما يُعطي هذا شيئًا من الراحة النفسية لعامة اليهود أنه يوجد في القصر من يُمثلهم. اتسم هؤلاء الفتيان بالآتي: * شرف النسب. * جمال الجسد وقوته. * حذاقة في الحكمة. * أصحاب معرفة. * القدرة على تقديم العلم للغير. * القدرة على الوقوف في القصر، أي على تحويل الحكمة والمعرفة والفهم إلى عملٍ يمارسونه خلال حياتهم اليومية. مع ما لديهم من شرف وصحة جسدية وحكمة ومعرفة وخبرة، أراد الملك أن يتمتعوا بالثقافة البابلية ولغتها لينتزعهم من انتمائهم لبني جنسهم ويربطهم ببلده. في حكمة لم يُحَطِّم ما قد وُهبوا به ولا حقَّر من شأنهم، بل أراد تحويل طاقاتهم لحساب قصره الملوكي. هؤلاء كان من بينهم من كانوا يقودون التسبيح في أورشليم. وقد طُلِبَ منهم أن يُرَنِّموا بإحدى تسابيحهم التي كانوا يُسَبِّحون بها في الهيكل بأورشليم. لم يكن ممكنًا لهم وهم محرومون من التمتُّع بالهيكل أن يُسَبِّحوا بفرحٍ وتهليلٍ في أرض السبي. يُسَجِّل لنا المُرَتِّل مشاعر الذين كانوا في السبي، قائلاً: "لأَنَّهُ هُنَاكَ سَأَلَنَا الَّذِينَ سَبَوْنَا كَلاَمَ تَرْنِيمَةٍ، وَمُعَذِّبُونَا سَأَلُونَا فَرَحًا قَائِلِينَ: «رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ»" (مز 137: 3). v نقرأ أن الأعداء ما أن هاجموا المدينة العظيمة المقدسة، حيث كانت تمارس عبادة الله فيها، حتى جرُّوا سكانها والمغنيين والأنبياء (مثل حزقيال ودانيال) إلى بلدهم التي هي بابل. يُروى عن هؤلاء الأسرى أنهم عندما اُحتجزوا في الأرض، رفضوا أن يرنموا بالتسبحة الإلهية عندما أمرهم المنتصرون عليهم، وأن يعزفوا في مدينة دنسة، وعلَّقوا قيثاراتهم على الصفصاف، وكانوا يبكون عند أنهار بابل. إنهم مثل أشخاص يبدو لي إني أحدهم، إذ طُردتُ من مدينتي، ومن وطني المقدس، حيث فيها تعلَن النواميس المقدسة نهارًا وليلاً، ويُسمَع فيها التسابيح والأغاني والكلمات الروحية. وفيها أيضًا يوجد نور الشمس على الدوام. وفيها نصير في اتصال بأسرار الله برؤيا متيقظة في النهار؛ وفي الليل في الأحلام ننشغل بما تراه النفس، وما تتداوله في النهار. في اختصار، الإيحاء بالأمور الإلهية التي تسود على الدوام. أقول إنني أُطرَد من هذه المدينة، وأصير مسبيًا في أرضٍ غريبةٍ، حيث لا تكون فيَّ قوة للتزمير، وذلك مثل هؤلاء القدامى، وأُعَلِّق آلة الموسيقى التي لي على الصفصاف، وتصير الأنهار في موضع رحلتي، فأعمل في الوحل، ولا يكون لي قلب لأغني بالتسابيح، حتى أتذكرها. نعم، خلال انشغالي المستمر بأمورٍ أخرى أنساها، وأصير كمن فَسَدَتْ ذاكرته نفسها. القديس غريغوريوس صانع العجائب |
الساعة الآن 04:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025