![]() |
فيليق بالخادم أن يُقدِّس كل وقته للشهادة لإنجيل المسيح ما استطاع
https://upload.chjoy.com/uploads/174542853256951.jpg فَقَالَ لِجِيحَزِي: أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَدًا، فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ، فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ. [29] كانت وصية أليشع النبي لتلميذه جيحزي، أن يسرع ليعمل ما هو للرب، وطلب منه ألا يبارك أحدًا في الطريق، ولا يرد على من يباركه. فيليق بالخادم أن يُقدِّس كل وقته للشهادة لإنجيل المسيح ما استطاع. طلب أليشع النبي أن يستخدم تلميذه العكاز، ولعله شعر بأن عكازه يحمل قوة كما حملت عصا موسى ورداء إيليا. لكن الله لم يرد أن يستعملها. v يستخدم (الرهبان العصا) متشبهين بأليشع النبي (2 مل 4 : 29)، أما مفهومها الروحي فهو أنه لا يليق بالراهب أن يسير غير مُسلَّح بين كلاب الخطايا التي تنبح والوحوش الروحية في الشر غير المنظورة، هذه التي أراد داود الطوباوي أن يتخلَّص منها، قائلاً: [لا تُسَلِّمْ يا رب للوحش النفس التي اتكلتْ عليك] (مز 74 : 19). عندما تهاجمه يلزمه أن يضربها بعلامة الصليب ويطردها بعيدًا. وعندما تثور بعنف ضده يُبدِّدها بمصالحته الدائمة باحتماله آلام الرب وإتباعه مثال حياة الإماتة القديس يوحنا كاسيان v أُرسل الناموس ولم يحيا، ومع هذا إذ أرسل عصاه بواسطة الخادم، والذي تبعه بنفسه، ووهبه الحياة... الناموس بواسطة خادمه والرحمة بواسطته هو نفسه. الناموس كما لو كان في العصا التي أرسلها أليشع لإقامة ابن الأرملة، وقد فشلت في إقامته. "لأنه لو أُعطي ناموس قادر أن يحيي، لكان بالحقيقة البرّ بالناموس" (غل 3: 21)، أما الرحمة فكما لو كانت في أليشع نفسه الذي يحمل رمز المسيح، بإعطائه الحياة للموتى. ارتبط هذا المعنى بالسرّ العظيم الذي للعهد الجديد. القديس أغسطينوس v لاحظوا أنه لم يُقل فقط: "لا تُسلِّموا على أحدٍ"، وإنما بقوله "في الطريق" (لو 10: 4) لا تحمل عدم الاهتمام بالشخص. عندما أرسل أليشع خادمه ليضع عصاه على جسم الصبي الميت، أمره أيضًا ألا يُسَلَّم على أحد يلتقي به [29]. أمره أن يُسرِعَ في الذهاب، ليُتمِّم رسالة الكرازة بالقيامة، لئلا ينحرف عن عمله بالدخول في حوارٍ مع أحدٍ في الطريق. لم ينزع الغيرة في تقديم التحية، إنما يطلب إزالة العقبة في ممارسة التقوى. متى أعطيت وصايا إلهية تتنازل إلى حين عن قليل من الالتزامات البشرية. القديس أمبروسيوس أرسل جيحزي، وأعطاه عصا كما قلنا، وأمر الخادم بأن يسكت ولا يتكلم في الطريق. قال له: لو التقى بك رجل في الطريق، لا تُبَاركه، ولو باركك لا تردّ عليه. هذا ما قاله أيضًا ربنا لتلاميذه: لا يُسَلِّموا أبدًا على أحدٍ في الطريق. العبارتان إذًا قيلتا بروح واحدٍ، لأن ربنا وهب الأنبياء روحًا منه. القديس مار يعقوب السروجي |
الساعة الآن 10:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025