![]() |
يليق بنا أن نقتدي بحزقيا الملك فلا نترك أية آثار للآلهة الغريبة في قلوبنا
يليق بنا أن نقتدي بحزقيا الملك، فلا نترك أية آثار للآلهة الغريبة في قلوبنا. فما كُتِبَ عن الأوثان يَمِسُّ حياتنا كقول العلامة أوريجينوس في عظاته على سفر القضاة: v عبد (هذا الجيل) البعليم وتركوا الرب إله آبائهم" (قض 2: 11-12). حقًا فعل الشعب في القديم هذه الأشياء، ولكن لم تُكتَب هذه الأشياء لهم، إنما: "كُتِبَتْ لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (1 كو 10: 11). ليتنا نرى ما إذا قيلت هذه الأشياء عنا أم بالحري عنهم. هل تريدون رؤية هذه الأمور مُفَسرَّة علينا - ليس بواسطتي - ولكن بواسطة الرسول؟ اسمعوا ما يقوله هو نفسه: "ماذا يقول الكتاب في إيليا كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلاً: يا رب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيتُ أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي". لكن في الحقيقة بماذا أجابه الوحي الإلهي؟ "أبقيت لنفسي سبعة آلاف رَجُلٍ لم يحنوا ركبة لبعل" (1 مل 19؛ رو 11: 2-4). وبهذه الطريقة أضاف الرسول: "فكذلك في الزمان الحاضر أيضًا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة" (رو 11: 5). انظروا إذن كيف أنه حُسِبَ الذين عبدوا البعليم من بين جمع غير المؤمنين والذين لم يسجدوا من بين البقية المؤمِنة. يُظهر ذلك أن غير المؤمنين وغير الأتقياء الذين عاشوا في عصر المُخلِّص "عبدوا البعليم" والأصنام، أما المؤمنون ومنفذو أعمال الإيمان "لم يعبدوا البعل". لأنه لم يُذكَر في أي موضعٍ في التاريخ أو الإنجيل أو أي من الأسفار المقدسة أن إنسانًا في زمن المُخَلِّص سجد للأصنام، ولكن ذُكِرَ هذا خصيصًا عن الذين كانوا مُكَبَّلين ومُقيَّدين بخطاياهم الخاصة. من المؤكد إننا عندما نخطئ "ونُسبى إلى ناموس الخطية" (رو 7: 23)، فإننا نعبد البعل. لكننا نحن غير مدعوِّين لذلك، ولم نؤمن لكي نكون في وفاقٍ مع هذه الأمور حتى نخدم الخطية ثانيةً، ونسجد للشيطان، بل بالأحرى نجثو باسم يسوع لأنه: "تجثو باسم يسوع كل رُكْبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض" (في 2: 10). وهكذا نحني ركبتيْنا لدى أبي ربنا يسوع المسيح، الذي منه تُسَمَّى كل عشيرة في السماوات وعلى الأرض (أف 3: 14-15). ولكن ماذا أستفيد عندما أحني ركبتي جسدي في الصلاة لله، بينما أحني رُكبَتَي قلبي للشيطان؟ فإني إن لم أقف صامدًا أمام مكايد الشيطان، أحني ركبتي للشيطان (أف 6: 11). إذا لم أقف صامدًا أمام الغضب، أحني ركبتي للغضب أيضًا. وهكذا بالمثل، إن لم أقف صامدًا لأُقاوِم الشهوة، أحني ركبتي قلبي لها. في كل هذه الحالات التي تضاد الله، أبدو كأولئك "الذين عبدوا البعليم، وتركوا الرب إله آبائهم الذي قادهم خارج أرض مصر" (قض 2: 11-12؛ خر12: 42)، ما لم أقف بثباتٍ وشجاعةٍ. ليتنا إذن لا نفكر أننا إذ لا نعبد الأصنام لا تتعلَّق هذه الأشياء بأي أحد منا. ما يعبده الإنسان ويُحِبُّه ويُعجَب به أكثر من سائر الأشياء هو إلهه. باختصار هذا ما يطلبه الله من الإنسان قبل كل الأشياء وفوق كل الأشياء في وصيته: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك" (تث 6: 5)، رغبة منه أن يملك على كل عواطف القلب البشرية مُقَدَّمًا، وأن يعرف أن ما يحبه الإنسان من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته هو إلهه. العلامة أوريجينوس |
الساعة الآن 10:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025