![]() |
قداسة البابا تواضروس الثانى | مائة درس وعظة ( 34 )
https://upload.chjoy.com/uploads/169842842214621.jpg قداسة البابا تواضروس الثانى مائة درس وعظة ( 34 ) أتبعك أينما تمضى التلمذة أتبعك أينما تمضى ( لو ٩ : ٥٧ ) اولا : نماذج سلبية للتبعية: هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة اشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني ، ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد ، لكي يقدم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة. ونقدم لك الثلاثة اشخاص الأول : إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا. الثاني : إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر. الثالث : عنده فكر ومشاعر ، ولكنه سقط في التردد أو التأجيل. الصديق الأول : مشاعر بدون فكر شخص مندفع ، وكل ما يقوم على العاطفة يكون مؤقتا ، وأجابه المسيح للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له این يسند راسه » ( مت ٢٠:٨ ) وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب ، ليست المسيحية مجرد معجزات ، المسيحية ايضا فيها طريق للآلام ، وربنا يسوع قال لنا : « في العالم سيكون لكم ضيق ، ( يو ١٦ : ٣٣ ) ومع الآلامات توجد تعزيات فهل أنت مستعد ؟ إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد أولا : على ربنا ثانيا على عقلك ثالثا : على عاطفتك ( التي هي ممكن أن تكون متغيرة ) . فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة الصديق الأول كان صاحب مـشاعر ولم يكن صاحب فكر ، لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني : فكر بدون مشاعر المسيح قال له اتبعني ، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح ان يذهب أولاً ويدفن اباه عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك . الشخص الثالث : مشاعر وفكر تقدم للمسيح وقال له : « أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته ، او ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد ، وقد تمتد خطية التردد إلى التاجيل ، وكما تعرفون أن التـاجـيل لص الزمان ، حتى في التوبة ، ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا، وكانت إجابة السيد المسيح عليه : ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ، ( لو ٦٢:٩ ) بولس الرسول في محاكمته أمام اغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقـوة حتى أن اغريباس قال له : « بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً ، ( اع ٢٦ : ٢٨ ) ، ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا ، مشكلة التردد . ثانياً : نماذج إيجابية للتبعية : ١- متى الرسول نقرأ في ( متى ۹ : ۹ ) عبارة ، اتبعني ، وهنا العبارة قـالـهـا ربنا يسوع المسيح للاوى العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية فقام وتبعه وصار متى الرسول ۲- بولس الرسول وهو كان بعيداً عن المسيح تماماً ويهوديا حتى أنه قال عن نفسه : « كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وإتلفها ( غل ١ : ١٣ ) ، وكنت قبلا مجدفا ومضطهدأ ومفتريا ، ( اتی ١ : ١٣) ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له : « يارب ماذا تريد أن أفعله «. ۳- بطرس الرسول ( لوه : ۱ - ۱۱ ) كان سمعان بطرس صياد وفي مرة قضى الليل كله ولم يصطد شيئا وبعد أن أرسوا على الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع ، ثم قال المسيح لسمعان ابعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد ، فاجاب سمعان وقال له .يا معلم ، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة .. ٤- الأنبا باخوميوس اب الشركة كان جنديا وثنيا ، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون ، قال : إن رجعت من الحرب سالما ساصير مسيحيا ، ورجع وبدأ طريقه الروحي ، وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصـار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية ، وصار قديساً في الكنيسة.أحياناً يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعو في قلبه ، وعندمـا يسـتـجـيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح ، ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلى الوراء بل يأخذ طريق ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو. |
الساعة الآن 06:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025