منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم البابا تواضروس الثانى البطريرك رقم 118 (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=191)
-   -   الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب» (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=503806)

Mary Naeem 08 - 08 - 2017 11:31 AM

الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب»
 
البابا تواضروس يكتب عن
الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب»
بقلم البابا تواضروس الثانى
صوم العذراء مريم هو أحد الأصوام المحبوبة للكنيسة كلها، فأمنا العذراء مريم كنز من الفضائل، ومهما تحدثنا عنها وعن شخصيتها وعن حياتها لن نوفيها حقها، وهى التى نتشفع بها ونشعر بأنها فخر جنسنا البشرى، وعندما نذكر فضائلها نجدها عديدة جدا، ولكننا سنتحدث عن إحدى الفضائل القوية جدا، التى نحتاجها فى زماننا وهى فضيلة حياة الرضا.

نلاحظ أنه على مستوى الأسرة والفرد والمجتمع والعالم، أن حياة التذمر تزداد وتتسع، لكن عندما يأتى ذكر أمنا العذراء مريم نتذكر كيف أنها كانت إنسانة راضية، وناجحة.

القديس بولس الرسول وهو فى السجن وفى قمة آلامه يقول: قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه (فى 4:11) فنرى الكثيرين الذين يمتلكون كل شىء ولديهم من النعم الكثير، ولكنهم ليسوا سعداء ومتذمرون من حياتهم، رغم أن نعم الله لهم كثيرة جدًا، وهذا الضعف قد يصيب الإنسان المكرس الذى يعيش فى أسرة، وقد يصيب الإنسان الذى يعيش إما بمفرده أو داخل المجتمع.

الرضا هو شعور إيمانى وإيجابى وهو شعور داخل القلب الهادئ والنفس الهادئة، وهذا الشعور يعبر فى الإنسان عن قبول الحياة التى يقدمها الله له، وأهم شىء فى حياة الرضا هو الإحساس الدائم بالحضرة الإلهية، وأن ننظر فى كل أمور حياتنا إلى يد الله التى تعمل ونشكر الله على عطاياه مهما كانت صغيرة، وأن يشعر الإنسان بأن الله يدبر هذا الكون، وأنه ما زال يرعاه وهذا ما قاله داود النبى: جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع (مز 16: 8).
صفات فضيلة الرضا
1- أن يرضى الإنسان بالاختيار والقرار الذى يتخده، وعليه أن يتحمل مسئولية إنجاح هذا الاختيار، فالكتاب يقول: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء (لو 9: 62) وعلى الإنسان أن ينتبه إلى حروب التشكيك التى يوقعه فيها عدو الخير، فـراعوث الموآبية تعرضت لآلامات شديدة وتغربت عن وطنها وتوفى زوجها، ولكن عندما نقرأ قصتها نرى كم كانت راضية بمصيرها، ووالدة القديس يوحنا ذهبى الفم، وكانت فتاة جميلة توفى زوجها فى الحرب بعد وقت قليل من زواجها وعاشت لولديها، ورغم أن ابنتها توفيت، وأراد ابنها أن يترهب، عاشت حياة الرضا، وربت ابنها الذى صار فيما بعد القديس يوحنا ذهبى الفم.

2- الرضا بالخدمة والمسئولية، فأحيانًا الإنسان يقارن نفسه بالآخر ولكنه يتعب لأن لكل إنسان وزناته، فيجب ألا يقارن نفسه بالآخر، فهذه المقارنة تجعل الإنسان يقع فى خطية التذمر وعدم الرضا فآباء البرية يقولون إن كثير التنقل قليل الثمر، ويجب على الإنسان أن يثبت لأن الله يرسم الحياة بدقة.

3- الرضا بالآخر، ونجده فى الزواج والعمل والخدمة، من خلال الرضا بالشريك الآخر، فالكتاب يقول: اثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة، لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه (جا 4: 10،9) فإحدى علامات الرضا أن يكون الإنسان راضيًا بشركائه.

4- الرضا بالظروف أو البيئة، تمر علينا أحداث وظروف ومتغيرات، فالله ترتيبه جميل فى كل يوم، ويرتب كل شىء لخيرنا حتى لو لم يكن ترتيبه مواتيًا لنا أو يسبب ضيقًا، ولكن يجب أن نرضى بالظروف البيئية، ونصلى صلاة الشكر فى كل حال ووقت وحين.
جوانب حياة الرضا
1- هى طبيعة شخصية فى الإنسان تكونت من خلال النشأة والتربية والتكوين، فإحدى أهم الفضائل التى يجب أن نزرعها فى الطفل الصغير سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هى فضيلة الرضا فالكثير من الآباء والأمهات يشكون من عدم رضاء أبنائهم، وعدم فرحهم بما يقدمه آباؤهم لهم.

2- الرضا أسلوب ونمط فى الحياة اليومية فعلى الرغم من أن أمنا العذراء مريم كانت صغيرة السن، وتعيش فى مجتمع شبه مغلق وجاءتها بشارة الملاك التى كانت تسمع لأول مرة فى التاريخ، كان ردها تعبيرا عن تمام حياة الرضا: هو ذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك (لو 38:1)، مع أنه بالمقاييس الإنسانية والاجتماعية هذا الأمر مرفوض تمامًا، فهى فتاة عذراء وصغيرة السن، ولكن الرضا هو أسلوب حياة، فقد تربت على قبول الكلمة والبشارة وقبول حياة الرضا.

3- علامة نجاح فالإنسان الراضى هو دائمًا ناجح فى حياته، وليس المقصود بالإنسان الراضى السلبى أو المستكين، ولكنه الإنسان الإيجابى الناجح فى كل عمل تمتد إليه يده.

ذلك الإحساس بالرضا يبدأ عندما ندرك أن الله هو كل ما نحتاج فالمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وضع كتابًا عنوانه الله وكفى الذى يعد أعظم كتاب كتبه قداسته، فى اختبار روحى صميم يعبر عن حياة الرضا، وكل ما نحتاجه نجده فى حضور الله، فالإنسان المحظوظ هو من يملأ الله قلبه ولذلك الرضا فى جانب آخر من جوانبه هو حياة الاكتفاء، وهو أصعب درس فى الحياة أن يكون الإنسان مكتفيًا بما لديه، وهذه هى قمة الحياة الروحانية.

فالله خلق المسكونة كلها وجهز الحياة بأفضل ما يكون وأوجد آدم، ولكى يكمل سعادته وشعوره بإنسانيته أوجد معه حواء ككائن عاقل، وبدأت قصة الخليقة والسقوط بعدم الرضا، ولذلك حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا ومثل ذلك الابن الضال الذى كان يعيش مكرمًا فى بيت أبيه، ولكنه لم يكن راضيًا وبدأ يتسرب له شعور بعدم الاكتفاء فسليمان الحكيم يقول: النفس الشبعانة تدوس العسل (أم 7:27) وهذا الشبع يتمثل فى الرضا والقلب البشرى مهما وضع فيه لن يمتلئ، فأحد الفلاسفة يقول إن الإنسان بئر من الرغبات الإنسان الذى يتذمر يخسر دائمًا.

walaa farouk 08 - 08 - 2017 07:51 PM

رد: الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب»
 
بركة صلاتها تفرح قلبك مرمر

Mary Naeem 09 - 08 - 2017 12:22 PM

رد: الرضا فى حياة مريم «أنا أمة الرب»
 

شكرا على المرور


الساعة الآن 04:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024