منتدى الفرح المسيحى - الإنحصار في الذات

من ذا الذي يستطيع أن يخبر بجميع الآثار الجانبية التي تنتج عن إدمان الشهوة، أو الجنس، أو العلاقات؟

واحد من الآثار الواضحة هي الإصابة بواحد من الأمراض التناسلية المتنوعة.
والبعض منا قد وجدوا أن العجز الجنسي أو البرودة الجنسية هما أيضاً من نتائج إدمان الجنس.

لكننا لا نزال في بداية اكتشاف نطاق واسع من الآثار الأخرى التي ترافقنا خلال خطواتنا المنكوبة في طريق الدمار الجنسى والعاطفي.

https://upload.chjoy.com/uploads/1482188360991.jpg

وعلى سبيل الذكر وليس الحصر:
الانحصار في الذات؛
كراهية النفس؛
عقاب النفس؛
الغضب؛
فقدان السيطرة على المشاعر؛
العزلة؛
تناقص القدرة على الاتصال بالآخرين؛
تناقص القدرة على التركيز؛
وأيضاً تناقص القدرة على الأداء.

إن إدماننا للجنس قد فتح الباب لإصابتنا بحشد من الاضطرابات العقلية والعاطفية والنفسية التي تتكون كنتيجة تلقائية لتطور دائرة إدماننا.

الانحصار في الذات
عندما نقوم باختيارات واعية بالبدء في عملية الإدمان، فإننا نزداد في الأنانية ونتعمق في التمركز حول الذات.
ثم يدخل إلى حياتنا اتجاه من التمرد نقنع أنفسنا أنه بسبب ما يجري في حياتنا، وذلك لكي نتجنب النظر إلى داخل نفوسنا. فنحن نبحث عن الخطأ في الأشخاص المقربين منا كما نحاول إيجاد العيوب في الجهات التي تعمل على مساعدتنا. فنحن لا نستطيع أن نرى إلا أوجه عجز الآخرين وأخطاءهم وظلمهم لنا.
ثم نزداد انغلاقاً على ذواتنا متخذين موقفاً دفاعياً تجاه الآخرين. نصبح غير قابلين للتعلم ومتصلبي الفكر. أيضاً فإن نوع من القسوة يسيطر على قلوبنا.

إن الانحصار في النفس عبارة عن اتجاه روحي سلبي قوي. وبرغم أننا لا نرى أنفسنا هكذا إلا أن شركاء حياتنا، وأبناءنا، وزملاء العمل، وحتى القطط والكلاب في شارعنا يختلفون معنا في رؤيتهم لنا.
إن الغرق في الذات تفوح منه رائحة كريهة يشمها كل من هم حول ذلك الشخص الغارق في نفسه لكنه هو الوحيد الذي لا يشعر بها.

إن الانحصار في الذات يتخذ عدة صور، بدءاً من الصورة الواضحة إلى الشكل المختفي منها المختبئ وراء قناع السلبية ومظهر من اللطف أو الاهتمام الزائف. وكلما زاد حجم الغرق في الذات كلما زادت الدفاعات المستخدمة لإخفائه. إن ذلك القناع يعوقنا عن اكتشاف التصدعات الحادثة بداخلنا والتي فيما بعد سوف تؤدي إلى شروخ وشقوق تؤدي إلى كارثة في جدران النفس.

كما أنه أمراً حتمياً أن الانحصار في الذات ينتج عنه عمى روحي. ولكي نظل في معزل عن رؤية حقيقة ذواتنا، فنحن نتمسك بأخطاء الآخرين.

كان أصعب شيء بالنسبة لنا هو إدراك أن انحصارنا في ذواتنا يعني أن نصبح نحن مصدر الحياة لأنفسنا – نصبح نحن "آلهة" أنفسنا.
لقد ظن كل منا أنه أهم شخص في العالم. وهكذا كان علينا أن نرتبط بذواتنا؛ حتى أننا قد أدمننا العلاقة مع ذواتنا.
فلا عجب إذن أن الكثيرين منا قد وجدوا أن ممارسة العادة السرية أمر أكبر من مجرد فضول طفولي.
إنها تجعلنا نشعر بالنشوة مع ذواتنا، مما يجعلنا نقتضب في إقامة أي علاقة لها معنى مع الله والآخرين.

وبينما نحن ننشغل بالمساعي الضخمة الكبيرة لكي نجد حياتنا فإذ بنا نغلق الباب أمام أي إمكانية لاستقبال الحياة.