منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=272536)

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:46 PM

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
سفر النشيد هو سيمفونية حب تطرب بها النفس العابدة، التي انطلقت متحررة من قيود العالم، بعد أن تحررت من سلطان فرعون الروحي أي إبليس، لتتمتع بحرية مجد أولاد الله. لهذا لا يتحدث هذا السفر عن وصايا وتعاليم، بل عن سرّ الحب الأبدي، والحياة مع العريس السماوي..
هكذا كتب المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية في مقدمته للتأمل في هذا السفر الرائع، الذي يفهمه غير الروحيون بصورة خاطئة.. لذا رأينا أن نوجِّه مقالًا خاصًا للأخوة المسلمون للحديث عن لغة سفر النشيد، وطريقة تعبيراته، وأمثلة حول نفس الأسلوب من كتاب القرآن الكريم، وبعض أسفار الكتاب المقدس الأخرى..

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:47 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
عنوان سفر نشيد الأنشاد وكاتبه





https://st-takla.org/Pix/Coptic-Archi...dox-Church.jpg
سُمىّ نشيد الأناشيد لوجود أناشيد كثيرة في أسفار العهد القديم، لكن من جهة الأفضلية هو أفضلها وأسماها وأهمها.. على نحو ما نقول "ملك الملوك، ورب الأرباب، وقدس الأقداس، وسبت السبوت، وسماء السموات، وباطل الأباطيل، وعبد العبيد.. إلخ". أما عن كاتبه فهو سليمان بن داود.
سليمان هو كاتب سفريّ النشيد والجامعة.. في سفر الجامعة يظهر حقيقة العالم والحياة الأرضية وبطلانها "باطل الأباطيل الكل باطل" (جا 1: 2).. لكنه في سفر النشيد يتحدث عن الحياة السماوية.. في سفر الجامعة يعلن أنه لا شبع للنفس من خلال كثرة المعرفة "في كثرة الحكمة كثرة الغمّ. والذي يزيد علمًا يزيد حزن" (جا 1: 18). أما في سفر النشيد فيعلن أن النفس راحتها الحقيقية في محبة الله.
و سفر النشيد سفر رمزي هكذا فهمه اليهود، وهكذا فهمه آباء ومعلمو المسيحية الأوائل.. إنه يمثل العلاقة القائمة بين الله كالعريس وبين الكنيسة كعضو في الكنيسة كالعروس. والحديث الذي يدور بين العروس والعريس والعكس فهو يرمز إما إلى الكنيسة في علاقتها بالله، والنفس البشرية في اتحادها بالله، كما يقول العلامة أوريجينوس وهو صاحب المدرسة الرمزية في الكنيسة المسيحية.

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:47 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
العلامة أوريجينوس وهذا السفر



يرى أوريجينوس أن النفس البشرية المؤمنة التي تسير من قوة إلى قوة في طريقها إلى أورشليم السمائية، تُسَبّح سبعة أناشيد:
(أ‌) النشيد الأول تُنْشده النفس وهى خارجة من جُرن المعمودية على مثال ما فعله بنو إسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر.. تقول "أرنم للرب لأنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوّتي ونشيدي وقد صار لي خلاص" (خر 15: 1).. ولذلك جعلت الكنيسة هذا النشيد جزءً من التسبحة اليومية (الهوس الأول).. إنها بذلك تريد أن يتذكر أولادها كل يوم عبورهم من عبودية الخطية وتمتعهم بنعمة التبني من خلال المعمودية، وتتأكد غلبتهم على قوات الظلمة..

https://st-takla.org/Pix/People-Celeb...--Origanos.jpg
العلامة أوريجانوس أدامانتيوس أو أوريجينوس، أوريجن
(ب‌) والنشيد الثاني في الرحلة الروحية تترنم به النفس عندما تأتى إلى البئر التي حفرها الرؤساء في البرية "حيث قال الرب لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء.. حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد. اصعدي أيتها البئر أجيبوا لها. بئر حفرها رؤساء حفرها رؤساء حفرها شرفاء الشعب بصولجان بعصيهم" (عدد 21: 16-18).. إنها تمثل أنشودة النفس التي تتقبل من الله نفسه خلال الكنيسة التي يمثلها الرؤساء ينابيع الماء الحية.
(ج) والنشيد الثالث حين نقف مع موسى على ضفاف الأردن، ونسمعه يترنم في مسامع الشعب قبيل رحيله (تث 32).. وهى تمثل أنشودة النفس التي تدرك رعاية الله وسط برية العالم يرافقها كما يرافق الأب ابنه مسيرة الطريق كله.
(د) أما النشيد الرابع يمثل جهاد النفس على نحو ما حاربوا تحت قيادة يشوع لكي تمتلك الأرض المقدسة "أنا أنا للرب أرنك. أزمّر للرب.. تزلزلت الجبال من وجه الرب" (قض 5).
(ه) أما النشيد الخامس فهو الذي ترنم به داود حين هرب من أيدي أعدائه إذ قال "الرب سند لي، قوتي وملجأي ومخلصي". هكذا تملك النفس مع داود حين تتحطم قوى الشيطان عدوها بالله سندها وقوتها وملجأها. وكما ورث داود شاول، نرث نحن أيضًا مركز إبليس قبل سقوطه.
(و) وإذ تكتشف النفس أسرار الملكوت، تنشد مع الأنبياء النشيد السادس قائلة "لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ.." (سفر إشعياء 5: 1).
(ز) والنشيد السابع تنطق به النفس وهو سفر نشيد الأناشيد ترنم به إلى الأبد حين تدخل إلى حضرة عريسها، وتبقى معه في حِجاله السماوي.

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:49 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
ملخص لسفر نشيد الأناشيد



النفس ترنم النشيد الأول وهى خارجة من المعمودية بعد أن نالت التبني والثاني وهى تشرب من ينابيع الحياة التي تفيض في الكنيسة والثالث وهى تتلمس رعاية الله المستمرة في برية العالم والرابع تسبحة جهادها والخامس تترنم به كلما حظيت بالنصرة فتملك مع الرب والسادس تُنشده مع الأنبياء حين تتحسس أسرار الأبدية والأمور السماوية السابع في حضرة العريس..

ملاحظات:
+ كان سفر نشيد الأناشيد يُقرأ في اليوم الثامن من الاحتفال بعيد الفصح بكونه نشيد الحب الأبدي المقدم لله، والذي يربط الله بأولاده المؤمنين الذين ينعمون بخلاصه.. فاليوم الثامن يشير إلى ما بعد أيام الأسبوع (7 أيام) أي يشير إلى الحياة الجديدة، والحياة الأخرى التي ننعم بها خلال المسيح فصحنا الحقيقي.. وكأنه النشيد يحمل نبوة عن الفصح الحقيقي، الذي ينقذنا من الموت، ويدخل بنا إلى حجا له "سماء السموات"، عروسًا عفيفة متحدة به اتحادًا أبديًا.
+ سفر النشيد هو سيمفونية حب تطرب بها النفس العابدة، التي انطلقت متحررة من قيود العالم، بعد أن تحررت من سلطان فرعون الروحي أي إبليس، لتتمتع بحرية مجد أولاد الله. لهذا لا يتحدث هذا السفر عن وصايا وتعاليم، بل عن سرّ الحب الأبدي، والحياة مع العريس السماوي.. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص:

https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...f-Sebastea.jpg
"يأمرنا الكلمة في سفر النشيد ألا نفكر فيما هو للجسد حتى ونحن بعد في الجسد. بل نرتفع إلى الروح، فنحول كل تعبيرات الحب التي نجدها هنا كتقدمات طاهرة غير مدركة، نقدمها للرب الصالح الذي يفوق كل فهم، والذي فيه وحده نجد كل عذوبة وحب ومُشتهى".
+ إن هذا السفر الذي يتغنى بالحب يسميه العلامة أوريجينوس "سفر البالغين".. "أما الطعام القوى فللبالغين.. الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدرّبة.. وأما الأطفال في الإيمان فلهم في كلام الله غذاء يجدونه في الأسفار الأخرى".
+ ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن هذا السفر "إنني أتحدث عن سفر نشيد الأناشيد معكم أنتم جميعًا يا من تحولتم إلى ما هو إلهي.. تعالوا أدخلوا إلى حجرته الزيجية غير الفاسدة، يا من لبستم ثوب أفكار النقاوة والطهارة الأبيض. فإِن البعض لا يرتدى ثوب الضمير النقيّ اللائق بعروس إلهية، ومن ثم يرتبكون بأفكارهم الذاتية، وينحدرون بكلمات العريس النقية إلى مستوى الذات البهيمية. وهكذا يبتلعون في خيلات مُشينة".
+ أما الناسك المصري الأب بفنوتيوس، فيرى في كتب سليمان الحكيم درجات النسك الثلاثة التي ترتفع بالإنسان إلى حياة الحب والاتحاد بالله في سفر النشيد.. يقول "سفر الأمثال يقابل النوع الأول من النسك. فيه نقمع شهوات الجسد والخطايا الأرضية. والنوع الثاني يمثله سفر الجامعة حيث يعلن أن كل ما يحدث تحت الشمس هو باطل. وأما النوع الثالث فيطابقه سفر نشيد الأناشيد، وفيه تسمو النفس فوق كل المنظورات، مرتبطة بكلمة الله بالتأمل في الأمور السماوية".
+ وقد فهم أنبياء العهد القديم أن العهد الذي كان بين الله وشعبه هو بمثابة عهد زواج. يقول إشعياء "لأن الرب يُسرّ بكِ.. كفرح العريس بالعروس يفرح بكِ إلهك" (إش 62: 4، 5).. ويقول هوشع "ويكون في ذلك اليوم يقول الرب إنك تدعيني رجلي.. وأخطبك لنفسي إلى الأبد. وأخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم. أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (هو 2: 14 20) [ أنظر خروج 45 ؛ أرميا 2: 2 ؛ حزقيال 16: 7 14 ].
+ إن سفر النشيد هو سفر العرس السماوي، فيه تتحقق إرادة الله الأزلية من نحو الإنسان.. هو نبوة لسرّ الزفاف الاسخاتولوجى حيث تزف الكنيسة الواحدة الممتدة من آدم إلى آخر الدهور عروسًا مقدسة.. هذا العرس رآه يوحنا المعمدان بالروح فقال "من له العروس فهو العريس" (يو 3: 19).. هو غاية كرازة الرسل فيعلن بولس ذلك بقوله "فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفى سفر الرؤيا يقول يوحنا "و أنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مُهيأة كعروس مزينة لرجله" (رؤ 21: 2).. "قد ملك الرب الإله.. لأن عرس الخروف قد جاء. وامرأته هيأت نفسها، وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهي" (رؤ19: 6 8)
+ ولما كان هذا السفر هو الزيجة الروحية التي تربط المسيح البتول بكنيسته البتول، لهذا رأى بعض آباء الكنيسة في هذا السفر أنه "سفر سرّ البتولية"، حيث تشبع النفس البتول بعريسها البتول، فلا يعوزها شيء، حتى ولا إلى الزيجة الجسدية.. ومن هؤلاء القديس جيروم.. لقد ربط بين الإنجيل والبتولية، كما ربط بين الناموس الموسوي وعفة الزواج.. وهو يرى أن هذا السفر يعلن أن وقت الشتاء قد مضى، أي كمل زمان الناموس الذي يحث على العفة من خلال الزواج المقدس، وجاء وقت الربيع حيث تظهر زهور البتولية ويمدحها.
أما فيما يختص باستخدام بعض أعضاء الجسد في هذا السفر للتعبير عن دلالات روحية، فيقول العلامة أوريجينوس في تعليقه على سفر النشيد:
"في مستهل كلمات موسى النبي حيث يصف خلق العالم نجد إشارة إلى خلقة رجلين: الأول خلق على صورة الله وشبهه (تك 1: 26)، والثاني خلق من تراب الأرض (تك 2: 7).. لقد عرف بولس الرسول هذا حق المعرفة، وكان يملك فهمًا واضحًا لكل هذه الأمور. كتب في رسائله بصراحة ووضوح أن كل إنسان هو إنسانان مختلفان.. "أن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيوم" (2 كو 4: 16).. وأيضًا "فإني أُسرُّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن" (رو 7: 22).. كما كتب فقرات كثيرة جدًا مثل هذه.. وعلى هذا الأساس لا أظن أن أحدًا الآن يخالجه شك في أن موسى في مستهل التكوين كتب عن خلق وتشكيل إنسانين مختلفين.. وهو يذكر أن أحدهما ألا وهو الإنسان الباطن يتجدد يومًا فيومًا. ولكنه يؤكد أن الآخر الإنسان الخارج في القديسين يفنى ويضمحل".
و يمضى أوريجانوس ويقول "و ما نريد أن نبيّنه على هذا الأساس هو أنه في الأسفار المقدسة بالدلالات المماثلة وأحيانًا بالكلمات نفسها نرى أعضاء الإنسان الخارج وأجزاء الإنسان الباطن يقارن أحدهما بالآخر، ليس فقط من جهة الدلالات، بل أيضًا من ناحية الواقع ذاته. وعلى سبيل المثال يمكن أن يكون بعض الناس حسب السنّ ولدًا من جهة الإنسان الباطن، وفى مقدوره أن ينمو حتى يبلغ سن الشباب. وهكذا ينمو باطراد حتى يصل إلى إنسان كامل (أف 4: 13). وما يلبث أن يصير أبًا..!! نرى يوحنا الرسول يكتب قائلًا "أكتب إليكم أيها الأولاد لأنكم قد عرفتم الآب. أكتب إليكم أيها الآباء لأنكم قد عرفتم الذي من البدء. كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير" (1يو 2: 13، 14).. إني لا أظن أن أحدًا يخالجه شك في أن يوحنا يستعمل هذه المصطلحات: أولاد، أحداث وشبان، وآباء بحسب سن النفس وليس الجسد..".
"يقول بولس في أحد المواضع "لم أستطيع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين، كأطفال في المسيح، سقيتكم لبنًا لا طعام" (1 كو 3: 1،2). إنه يستخدم مصطلح "طفل في المسيح" ليوضح عمر النفس وليس عمر الجسد. ويقول في موضع آخر "لما كنت طفلًا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر. ولكن لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل" (1كو 13: 11). وفى موضع آخر يقول "إلى أن ننتهي.. إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13). لأنه يعلم أن كل من يؤمن سينتهي إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح"..
"وكما أن أسماء الأعمار التي تكلمنا عنها تنطبق بنفس الدلالات على كل من الإنسان الباطن والخارج، كذلك أسماء أعضاء الجسد، فإنها تطلق على أعضاء النفس، وبالأحرى تطلق على قوة النفس ورغبتها. وهذا ما يعبر عنه في سفر الجامعة "الحكيم عيناه في رأسه" (جا 2:14). وفى الإنجيل "من له أذنان للسمع فليسمع" (مر 4:9). وأيضا في الأنبياء "الكلمة التي تكلم بها الرب على يد أرميا النبي وأي نبي آخر" (أر 50: 1 ؛ إش 20: 2).. ومثل ذلك قول الحكيم "احفظ الرأي والتدبير فيكونا حياة لنفسك ونعمة لعنقك. حينئذ تسلك في طريقك آمنًا ولا تعثر رجلُك" (أم 3: 21 23). وأيضًا "أما أنا فكادت تزل قدماي" (مز 73: 2). وقول إشعياء "حبلنا، تلوينا كأننا ولدنا ريح" (إش 26: 18). وواضح أن النبي يعنى رحم النفس. وكيف يستطيع أي إنسان أن يشك في هذا الأمر حين يقول الكتاب "حلقهم قبر مفتوح" (مز 5: 9). وأيضًا "أهلِك يا رب، فرّق ألسنتهم" (مز 55:9). وأيضًا قوله "هشّمت أسنان الأشرار" (مز 3: 7). وأيضًا "أحطم ذراع الفاجر والشرير" (مز 10: 15").
"وعلى أساس الأدلة التي سقناها يتبين بوضوح أن هذه الأسماء للأعضاء لا يمكن بأيّ حال أن تنطبق على الجسم المنظور، بل تشير إلى أجزاء النفس غير المنظورة وقواها. والسبب أن كليهما يحمل دلالات مماثلة. ولكن الأمثلة المعطاة تُعَبّر بوضوح ودون إبهام قط عن معان لا تنطبق على الإنسان الخارج، بل على الإنسان الباطن.. إن هذا الإنسان المادي الذي يدعى الإنسان الخارج له طعام وشراب يناسبان طبيعته الخاصة الجسدية والأرضية. وشبيهه بهذا الإنسان الروحي المدعو الإنسان الباطن وله أيضًا طعمه الخاص ذلك الخبز الحيّ الذي نزل من السماء (يو 6: 33، 41) ؛ وشرابه من ذلك الماء الذي وعد به يسوع حسن قال "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد" (يو 4: 14). وهكذا يطبق تشابه في الدلالات على كل شيء بحسب كل من الإنسانين.. بهذا المعنى نفهم قول الكتاب "العاقر ولدت سبعة وكثيرة البنين ذبلت" (1 صم 2: 5). وكما قيل في بركة الرب لشعبه قديمًا "لا تكون مُسْقِطة وعاقر في أرضك" (مز 23: 26).
أما فيما يختص بالحب الجسداني والمحبة الروحية فيقول أوريجينوس:
"إن قيل إن هناك حب جسدي الذي يطلق عليُه الشعراء أيضًا "حب" فتبعًا لذلك فلإنسان الذي يحب هذا الحب يزرع للجسد. كذلك هناك حب روحي، وطبقًا له فالإنسان الباطن إذا أحب يزرع للروح (غل 6: 8). وبوضح أكثر نقول إذا كان هناك إنسان ما لا يزال يلبس صورة الترابي طبقًا للإنسان الخارج، فإنه ينقاد بشهوة أرضية وحب جسدي. ولكن الإنسان الذي يلبس صورة السماوي طبقًا للإنسان الباطن، فإنه ينقاد برعبة سماوية وحب (1 كو 15: 49). إن النفس تُهوى بحب سماوي ورغبة حينما تدرك جمال كلمة الله وعظمته. إنها تقع في حب جلاله. وبهذا تحصل منه على بعض سهام الحب وجراحه، لأن الكلمة (اللوغوس) هو صورة الله غير المنظور وبهاؤه، بكر كل خليقة. الذي فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى (كولوسى 1: 15 ؛ عب 1: 3).

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:49 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
نشيد الأناشيد الذي لسليمان




https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...y-Spirit-2.jpg
"نشيد الأنشاد الذي لسليمان"
اهتم الروح القدس بذكر اسم كاتب هذا السفر "الذي لسليمان".. إن سليمان اسم عبري معناه "رجل سلام". وهو بذلك يرمز إلى شخص المسيح المبارك "ملك السلام"، الذي لابد وأن يملك ملكًا مجيدًا وحقيقي..
لقد تنبأ إشعياء النبي قبل المسيح بنحو سبعة قرون قائلًا " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه. ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا. إلهًا قديرًا. أبًا أبديًا. رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية، على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر" (إش 9 : 6، 7)..
وما كان يليق بغير سليمان أن يكتب هذا السفر، لأن الله قد أعطاه قلبًا حكيمًا ومميزا حسبما طلب حتى أنه لم يكن مثله قبله ولا يقوم بعده نظير (1مل 3: 12).. ومن ذا الذي يوازي سليمان الحقيقي – ربنا يسوع المسيح" الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداء" (1 كو 1: 30).

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:50 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
ليقبلني بقبلات فمه



هذه الكلمات تعبر عن شوق متأجج في قلب العروس المخطوبة نحو عريسها الشريف. لقد اقتبلت منه هدايا كثيرة، فهي لا تشتاق إلا إلى شخصه!! هي تفعل كل ما في إمكانها لتراه ولتتمتع بحبه.. وهي حين ترى ذاتها غير قادرة على التحرر من سلطان محبتها لعريسها، ولا إشباع ما فيها من رغبة، فإنها تعمد إلى الصلاة وتستسلم لها، وتقدم توسلات لله التي تعلم أنه أبو عريسها، رافعة أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال.. في ثياب حشمة مع أتضاع وتعقل (1تي 2: 8)، مزينة بأفضل الزينات التي تليق بعريس شريف، وملتهبة بالشوق لعريسها، وتقول "ليقبلني بقبلات فمه".. لكن ما هو المعنى وراء هذه الكلمات " ليقبلني بقبلات فمه "

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Praying-01.gif
سبق أن قلنا إن سفر النشيد يرمز إما إلى الكنيسة في علاقتها بالله، والنفس البشرية في اتحادها بالله كما يقول العلامة أوريجينوس.. الكنيسة في شوقها إلى عريسها تهتف بما ختم به يوحنا سفر الرؤيا " آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ 22: 20).. والنفس البشرية في شوقها لعريسها تهتف مع القديس بولس " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح" (في 1: 23).. إنها لا تنسى قبلات الآب الذي وقع على عنقها وقبلها حينما كانت تشرد وتعود تائبة (لو 15: 20).
والكنيسة في شوقها للاتحاد بالمسيح، هي جماعة قديسين، وهي كشخصية متحدة تقول لعريسها: لقد شبعت من الهدايا التي اقتبلتها في فترة خطوبتي قبل زواجي. لأنه منذ القديم حينما كنت أستعد لزفافي لابن الملك (أنظر مت 22: 1-4 بالمقارنة مع رؤ 19: 6-9).. لقد وضع ملائكته القديسون في خدمتي، وأحضروا لي الناموس كهدية خطوبة، لأنه مكتوب عن الناموس إنه مرتب بملائكة في يد وسيط (غل 3: 19).. كما خدمني الأنبياء الذين نطقوا بكل ما يجب أن يقال لي، ويشير إلى كل ما يختص بابن الله.. هذه كلها تعتبر هدايا خطوبة.. وهؤلاء الأنبياء -حتى ما يشعلوا نار أشواقي أكثر للعريس- أعلنوا بصوت نبوي عن مجيئه. وإذ امتلئوا بالروح القدس سبقوا وأنبأوا عن أعمال قوته التي لا تحصى. كما وصفوا جماله ولطفه وعاطفته، حتى ما ألتهب بمجيئه..
لكن لما كان الزمان قد قارب على الانتهاء ولم يحضر العريس بعد، وأرى فقط خدامه يترددون علىّ. من أجل هذا أتقدم بتوسلي إليك يا أبا العريس حتى ما تترأف على محبتي وترسله حتى ما لا يعود فيما بعد يكلمني بواسطة خدامة الملائكة والأنبياء، لكن ليأتي ويقبلني بقبلات فمه.. أي يضع كلمات فمه في فمي حتى ما أسمعه يتكلم بذاته وأراه وهو يعلّم!!
لقد وهب المسيح كنيسته حينما أتى بالجسد قبلاته.. لقد كان بنفسه يكلمها بكلمات الإيمان والحب والسلام حسب وعد إشعياء، الذي حينما أرسل قبلًا للعروس قال إنه ليس برسول وملاك بل الرب نفسه هو يخلصنا (إش 33: 22)
والآن ننتقل إلى العروس كالنفس البشرية، التي رغبتها الوحيدة أن تتحد بكلمة الله (اللوغوس) وتصبح في شركة معه، وتدخل أسرار حكمته وعلمه، كما لو كان إلى الحجال السمائي – حجرة الزيجة السمائية.. هذه النفس قد اقتبلت هدايا الخطوبة مثل الناموس الطبيعي والعقل والإرادة الحرة.. لقد اقتبلت التعليم من المعلمين. لكن لما لم تجد فيها الاكتفاء والشبع الكاملين لشوقها وحبها، فلتصلي حتى ما يستنير عقل بتوليتها النقي بالاستنارة التي يُقدمها كلمة الله من خلال افتقاده..لأنها حينما لا تنال هذه الاستنارة بواسطة خدمة أي من البشر والملائكة، حينئذ تؤمن أنها اقتبلت قبلات كلمة الله نفسه!! وفضلًا عن ذلك فإن استخدام كلمة قبلات بصيغه الجمع حتى ما نفهم أن توضيح كل معنى غامض بفعل الروح القدس إنما هو قبلة لكلمة الله تُمنح للنفس المكملة. وربما أشارت إلى ذلك كلمات النبي " فتحت فمي واجتذبت لي روحًا" (مز 119: 131).
يقول أوريجينوس " ليتنا نفهم أن فم العريس يعني القوة التي بها يستنير العقل كما بكلمة محبة توجه إلى العروس.. إن القبلة المقدسة التي نعطيها بعضنا لبعض في الأسرار المقدسة إنما هي رمز لذلك " هكذا يقول أوريجينوس (القداس الإلهي وبعض الأسرار في الطقوس القديمة – ورد ذلك في الدفاع الأول ليوستينوس الشهيد).

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
لأن حبك أطيب من الخمر



النفس البشرية والكنيسة كجماعة مؤمنين قديسين تناجي عريسها قائلة "لأن حبك أطيب من الخمر".. إن الحب يسكر النفس، فكم وكم إذا كان حب العريس السمائي!! وحينما تسكر بهذا الحب تنسى كل ما هو أرضي وتهيم في حب الله وحده!! وهو حب أطيب من الخمر، لأن الخمر وإن كان يفرّح لكنه يُذهب العقل، أما خمر الحبيب فيعطي صحوة للنفس..

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-24.jpg
في معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل – وهي أولى المعجزات التي صنعها المسيح – لما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرًا ولم يكن يعلم من أين هو، دعا رئيس المتكأ العريس وقال له " كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولًا، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن" (يو 2: 9، 10).. إن الخمر التي صنعها الرب يسوع كان لها خاصية إفاقة من يشربها. لقد أفاقت رئيس المتكأ، وعلم أنها خمر من نوع فريد، وأن ما عداه هو الدون!! هكذا حب العريس السماوي ربنا يسوع يسكر النفس، ويعطي نشوة للعقل، لكن في صحوة ويقظة روحيتين!! وفي الترجمة السبعينية جاءت كلمة " ثدياك " بدل كلمة " حبك " وكأن المؤمنين يجدون في اللبن الإلهي المنحدر من ثديي الله عذوبة وفاعلية وقوة أكثر مما للخمر.. واللبن هو طعام الأطفال. ويقول المسيح " الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3).. وكأن النفس تعود إلى بساطة الطفولة تتعلق به وبصدره على نحو ما يفعل الطفل مع أمه..
كان الخمر يقدم قديمًا للضيوف وفي مناسبات الأعياد والفرح وعند تقديم الذبائح (خر 29: 40؛ لا 23: 13؛ عدد 15: 5).. لكن حب المسيح يهب فرحًا لا يعُبر عنه، ولا يستطيع العالم أن ينزعه من النفس " لا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22).
كانت هناك طريقة قديمة لعصر العنب لينتج خمرًا، وذلك بسحقه ودوسه بالأقدام في المعصرة (نح 13: 15).. فيسيل عصير العنب الأحمر وهو الخمر. ويخرج الرجال من عملية العصير وثيابهم محمرة.. ولقد رأى إشعياء النبي المسيح عظيمًا في القوة، بهيًا في الصورة، يجتاز المعصرة بثياب محمرة من أجل عروسه، فقال متسائلًا:
" من ذا الآتي من آدوم بثياب حُمر من بُصرة. هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته. أنا المتكلم بالبر، العظيم للخلاص. ما بال لباسك مُحمّر، وثيابك كدائس المعصرة. قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد" (إش 63: 1-3).
هذا هو الحب الفريد الأطيب من الخمر. فقد اجتاز الرب المعصرة وحده، لا ليقدم خمرًا أرضية، بل دمه الزكي الكريم سر حياتنا وقوتنا!!

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:54 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
لرائحة أدهانك الطيبة




https://st-takla.org/Pix/Church-Tools...tic-Church.jpg
" لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى" (1: 3)
يا لها من حقائق سامية وثمينة قد اكتشفتها العروس.. لم تدرك فقط أن محبة عريسها أطيب من الخمر، بل أدركت أيضًا بأن كل صفة من صفاته هي كالدهن الطيب " كل ثيابك مرّ وعود وسليخة" (مز 45: 8).. لكن متى أدركت ذلك؟! لقد أدركته من خلال هذه الخمر الجديدة، وخلال حب عريسها الذي هو أطيب من الخمر!! إذن من خلال الحب تشتم النفس المؤمنة رائحة أدهان المسيح الطيبة، وترى اسمه دهنًا مهراق..
على الصليب سكب المسيح للموت نفسه (إش 53: 12).. إن هذا يذكرنا بالمرأة في بيت سمعان الأبرص التي كسرت قارورة الطيب وسكبته على رأسه (مر 14: 3)، فامتلأ البيت من رائحة الطيب (يو 12: 3).. على الصليب سكب الرب كمال حبه، فملأ المسكونة كلها برائحته..
فاحت رائحة طيب العريس فأدركت العروس -الكنيسة- أنه هو عينه المسيح الممسوح من الله من أجل خلاصنا.. هكذا شهد النبي في المزمور " أحببت الحق وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" (مز 45: 7، عب 1: 9).. وأكد الرب أن هذه النبوة قيلت عنه، وذلك حينما قرأ سفر إشعياء في المجمع اليهودي بالناصرة " روح الرب علىّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي المأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة"، عندئذ قال لهم "إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو 4: 16 – 21، إش 61: 1، 2).
وبعد معجزة شفاء الأعرج من بطن أمه رفعت كنيسة الرسل صلاة إلى الله قائلة " لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل" (أع 4: 27). في العهد القديم كان بحسب الشريعة يمسح الكهنة والملوك والهيكل وكل ما بداخله وأواني الخدمة، كانت جميعها تمسح بمسحة مقدسة.. هذه المسحة للأشخاص يعني تكريسها وتخصيصها للرب (خر 40: 15، 1صم 10: 1)، فلا يمارس الأشخاص أعمالًا دنيوية، ولا تستخدم الأواني في غير الأغراض المقدسة التي كُرست لأجلها في خدمة الرب.. والمسيح يقول " من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو 17: 19).
هذه المسحة التي مسح بها الله الآب ابنه الوحيد الجنس فاحت رائحتها في السماء فاشتمها الآب رائحة رضا، إذ حملت رائحة طاعة الابن الحبيب الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، وهي التي حولت رائحة الخطية النتنة التي عاش فيها البشر إلى رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15).

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:56 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
لأن اسمك دهن مهراق




https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Jesus-02.jpg
" لأن اسمك دهن مهراق "
لم تكن أدهان العريس الطيبة هي التي جذبت العروس لكن اسمه الذي هو كدهن مهرق.. فاسم " يسوع " معناه يهوه المخلص.. وهذا الاسم حلو مرتبط بحضور الله وسط البشر " عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا".. هذا الدهن الطيب الذي يسيل من هذا الاسم الكريم قد أريق وانسكب على الصليب.. ولقد دخل الرب يسوع بهذا الدهن إلى القبر حتى ما يتنسّم الأموات رائحة الطيب عوض الفساد " ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1 بط 3: 19).. وبقيامته قدم للعالم هذا الدهن المهرق الطيب..
وإذ أهرق هذا الاسم الذي هو دهن مهرق على الصليب فاحت رائحته في العالم. فلم يعد اسم الله معروفًا لليهود وحدهم بل لكل الأمم والشعوب.. وهكذا فإن البشرية تعرفت على اسم يسوع المخلص على الصليب..
يقول إشعياء " إلى اسمك، وإلى ذكرك شهوة النفس بنفسي اشتهيتك" (إش 26: 8، 9). هذا هو العريس المبارك الذي " ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع 4: 12).
لقد كان أسمه قبل عهد النعمة كالدهن المحفوظ داخل قارورة مختومة، ولم يعرفه إلا القليلون معرفة جزئية من وراء ظلال الطقوس والفرائض، أما الآن فشكرًا له لأنه قد تنازل بملء نعمته الغنية وأعلن لنا اسمه المبارك وشخصه الحبيب.

Mary Naeem 09 - 04 - 2014 04:56 PM

رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
 
لذلك أحبتك العذارى




https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Jesus-03.jpg
" لذلك أحبتك العذارى "
من اللائي أحببن العريس؟ العذارى.. ليس كل الناس، كما يقول الرسول بولس " لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون، وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة" (2 كو 2: 15، 16).. إن هذه الكلمات تحمل معنى النبوة. ليس جميع البشر سينجذبون لمحبة المسيح، لكن العذارى وحدهم (انظر مثل العذارى في متى 25 ) اللائي جعلن كل همهم إرضاء الرب (1 كو 7: 32).. من هم العذارى؟!
العذراوية هنا ليست عذراوية الجسد بل عذراوية الروح، وعذراوية النفس. والنفس العذراء هي التي لم تتزوج العالميات. وهي التي حفظت نفسها بكرًا من العالم. " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (1 يو 2: 15).


الساعة الآن 10:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024