منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   معلومات عن الكتـاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس - الكتاب المقدس والعلم الحديث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=32774)

Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:28 AM

الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس - الكتاب المقدس والعلم الحديث
 
الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس

الكتاب المقدس والعلم الحديث




http://i102.photobucket.com/albums/m...holy_bible.gif

الفهرس
1) مقدمة عن الكتاب المقدس والعلم الحديث
2) أيام الخلق الستة
● مقدمة عن العصور وعلم الجيولوجيا
● محاولات التوفيق بين مفهوم اليوم وحقبات التاريخ
● مفهوم اليوم في الكتاب المقدس
أ- اليوم الأول: خلق السموات والأرض - صورة الأرض - النور
ب- اليوم الثاني: الغلاف الجوي
ج- اليوم الثالث: اليابسة والبحار - النباتات
د- اليوم الرابع: الشمس والقمر - آيات في الكتاب
ه- اليوم الخامس: الديناصورات - أنواعها - انقراضها
و- اليوم السادس: الحيوانات الحديثة والإنسان
3) تطابق الكتاب المقدس مع علم الحفريات
● جدول تطابق الكتاب المقدس مع علم الحفريات
4) جنة عدن
● جنة عدن: مكانها وتحليل القصة
5) طوفان نوح النبي
● مقدمة عن طوفان النبي نوح
● الطوفان والتاريخ
● الطوفان وعلم الانثروبولوجى
● الطوفان وعلم الأركيولوجى
● الطوفان وعلم البيولوجي
● الطوفان وعلم الجيولوجي
● كيف حدث الطوفان؟
● الأرض والغلاف الجوي قبل وبعد الطوفان
● مظلة بخار الماء قبل وبعد الطوفان
● المياه الجوفية وتحت السطحية وتأثيرها على الطوفان
● ما الذي سبب الطوفان؟
● أين ذهبت مياه الطوفان؟!
● الفلك والإعجاز العلمى للكتاب المقدس
6) يونان النبى والحوت
أ- شخصية يونان وقصة الحوت
ب- الحوت بين اللغة والعلم
ج- التاريخ وحوت يونان
7) إعجاز الكتاب المقدس في أجزاء أخرى:
كروية الأرض - ترتيب الكائنات - إتصال المحيطات - الذرة - الجاذبية المياه
- الطيران - الجراثيم - الخلايا - الدم - عبور البحر الأحمر - الغلاف الجوي النجوم
- التلوث - الصحة - القانون المدني - بقاء الطاقة - المطر والبرق - استهلاك الأجرام
- تحلل العناصر - الإصابة بالقمر - إضاءة القمر - لهب الشمس
8) رجال الدين والعلم
أ- بعض الشخصيات الدينية وعلاقتها بالعلوم
ب- القديس لوقا الإنجيلي الطبيب
9) متى يكون هناك تعارض بين الكتاب والعلم؟!
أ- متى يوجد تعارض بين الكتاب المقدس والعلم؟!
ب- استنساخ البشر
ج- إجهاض الأجنة البشرية
د- الهندسة الوراثية في البشر
ه- الاستفادة بالعلم أو التدمير الذاتي!
10) الختام ● كل الكتاب هو موحى به من الله
11) بعض الكتب والمراجع للاستزادة

مقدمة:
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ" (2تي16: 3)
الكتاب المقدس الذي بدأ موسى النبي في كتابة أسفاره الأولى من 1500 سنة قبل الميلاد، يحوي الكثير من النظريات العلمية في خباياه، ولازال العلم يبحث عنها ويكتشفها تبعاً.. ورغم أنه ليس كتاباً علمياً بل كتاباً روحياً إلهياً، إلا أنه الصخرة القوية التي تحطمت عليها كل النظريات العلمية الباطلة والخاطئة، لذلك فهو المقياس الحقيقي لصدق أية نظرية علمية.

فقد حوى الكتاب المقدس الكثير من الحقائق العلمية، وبه أكثر من 300 عقار طبي استعملها قدماء بني إسرائيل في وصفاتهم الطبية.. كما ذكر الكتاب المقدس موضوع خلقة النباتات قبل الحيوان، وهذا ما يوافق العلم الحديث.. وبه العديد من الحقائق العلمية الحديثة.. إلخ.

Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:29 AM

مقدمة عن العلم والكتاب المقدس

http://www.montrealbookstore.com/ara...les/bi0015.jpg



ما فائدة التحدث عن العلم في الكتاب المقدس؟
يوجد مناهج كثيرة لإثبات أن الكتاب المقدس هو كتاب الله، وأحد هذه المناهج هو العلم. فالكتاب المقدس هو كتاب روحي، وهدفه روحي بحت.. لذا فهو يستخدم لغة بسيطة تتناسب مع الكل.. ورغم هذه البساطة الشديدة، وهذا الهدف الروحي الذي يسعى إليه الكتاب، فهو يعتبر "أصح كتاب علمي في التاريخ البشري".

فعندما نقيس الكتاب المقدس بمقاييس علمية، سنجد بعض الملاحظات:
1- أنه لا يوجد فيه خطأ علمي واحد: الكتاب المقدس لا يحتوى على الأخطاء العلمية الشائعة في تلك العصور وقت كتابته.. فكلنا نعلم أن بعض كتاب العهد القديم عاشوا في بيئات مختلفة، فموسى عاش في بيئة مصرية وبعض أنبياء العهد القديم الذين أتوا بعده عاشوا في بيئات فارسية وبابلية أو كلدانية.. وكل منهم كان لهم اعتقادهم في نشأة الأرض والحياة وحول لاهوت الله..

2- هو الكتاب الوحيد الثابت أمام التيارات العلمية المضادة على التاريخ البشري. فإذا ظهرت أي نظرية تتعارض مع نص الكتاب، فنتأكد أنها ستزول مع الزمن، وستتبدد ويبقى الكتاب.

3- يوجد توافق علمي عجيب بين المعرفة السليمة للكتاب والحقائق العلمية.. (فالفرق بين هذه النقطة وسابقتها أن "الحقيقة" ثابتة، و"النظرية" قابلة للتغير).

4- الكتاب المقدس هو أقدم مرجع للكثير من الحقائق العملية.

# الكتاب المقدس يحوي حقائق علمية مكتوبة بلغة غير علمية:
ينظر البعض إلى الكتاب المقدس ككتاب علمي ويتوقعون أن يجدوا فيه بعض المعادلات الكيميائية وأخبار الاكتشافات وغزو الفضاء..! وعندما لا يجدونها يعتقدون أن العلم والدين لا يتفقان!!
ويقول بعض المعترضين على الكتاب المقدس أنه خال من التعبيرات والاصطلاحات العملية، وهو بالكلية خال تماما من اللغة العلمية ولذلك فهم لا يقبلونه -إذا تعرض لموضوع علمي- ككتاب مسلم به من كتب العلم. ويمكن الرد على ذلك بالقول أن الكتاب المقدس لا يحوي اللغة العلمية ونحن سعداء بهذا لان اللغة ما هي إلا أداة للعقل البشري يصوغ بها أفكاره، وهي دائماً تتغير بتغير الأجيال، ولغة العلم الحديث حديثة كحداثة العلم نفسه لأنها أخذت تكتمل في هذا القرن، وكل يوم نسمع عن إصلاحات علمية جديدة أضيفت إلى اللغة العلمية ولم تكن تعرف من قبل، فكيف يمكن للكتاب المقدس أن يحوي على اللغة العلمية مع أنه كتب من آلاف السنين؟!

ولو كتب الكتاب المقدس بلغة العلم فإنه يكون مستعصياً فهمه على عامة الناس، إذ ليس كل الناس علماء، بينما أراد الله أن يعلن ذاته في الكتاب المقدس لكل البشرية في كافة أجيالها المتعاقبة العلماء ومنهم البسطاء.

أن الكتاب المقدس يحوي كثيراً من الحقائق العلمية ولكنها مكتوبة بلغة غير علمية، ويعبر عنها بلغة بسيطة جداً يسهل حتى على الأطفال فهما. وهذا يدل على أنه ليس من صنع البشر بل هو كلمة الله حقا.
فكيف لهذا الكتاب رغم لغته البسيطة، يكتب هذه الحقائق ويكتشفها منذ آلاف السنين..

والأعجب من هذا أن الكتاب قد كُتِبَ تقريباً على مدى 1600 سنة، واشترك في كتابته على الأقل أربعون كاتب، وكل منهم ينتمي لأماكن ومناطق مختلفة على مستوى العالم.. ورغم كل هذا التباين في التاريخ والمكان والمستوى الفكري، بل والظروف النفسية التي كتب فيها الكتاب (منفى – سجن – قصر..)، ورغم كل هذا، فنجد أن هؤلاء لم يتأثروا بكل السلبيات العلمية، والأساطير، والنظرات الفكرية والفلسفية بكل هذه الأماكن..

فكل ما كُتِب كان من وحي الله، وهذا هو دور وعمل الروح القدس مع كاتبي الكتاب..


Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:31 AM

أيام الخليقة الستة



https://3.bp.blogspot.com/-qur-1-xslH...0/12084310.jpg




مقدمة
إن كل تعليم أرثوذكسي للعقيدة المسيحية يبدأ بدراسة الخلق لكي يؤكد لنا طبيعة الخليقة وطبيعة الإنسان الحسنة جداً (تك31: 1). ثم يتبع هذا دراسة سقوط الإنسان لفهم أسباب معاناته. وبعد ذلك الحديث عن الفداء والخلاص، وذلك يستلزم تأكيد أرثوذكسية إيماننا عن طبيعة السيد المسيح Christological Dogma، ولا ينتهي الحديث بدون تأكيد إيماننا بالروح القدس ودوره في الخليقة والكنيسة.. عاملاً فينا بالأسرار حتى القيامة وحياة الدهر الآتي. ولذلك وضعت الكنيسة قانون الإيمان الذي يرسخ هذه المفاهيم.

يذكر علم الجيولوجيا أن الكون وُجِدَ في 10.000 مليون سنة، والأرض من حوالي 4500 مليون سنة. وبخصوص تاريخ علم الأرض، تم تقسيمه بالرجوع إلى ما فيها من آثار وبقايا حيوانية ونباتية (حفريات) إلى قسمين:

الأول سُمي بعصر ما قبل الكمبري Proterozoic (البروتيروزويك)، والثاني عصر ما بعد الكمبرى. ويتميز الأول بتكوين الأرض ووجود كائنات أولية لم تترك آثاراً أو بقايا. وأما القسم الثانى فقد تم تقسيمه إلى ثلاث أحقاب؛ وهي حقبة الحياة القديمة Paleozoic، وحقبة الحياه المتوسطة Mesozoic، وحقبه الحياة الحديثة Cenozoic.

ولقد تم تقسيم كل حقبة إلى مجموعة من العصور يتميز كل منها حفريات تدل على الكائنات التي كانت تعيش فيها.. وطبقات التربة المنفصلة بين العصور.. وتغير المناخ الفجائي.. إلخ.

ويحكي لنا سفر التكوين في أصحاحاته الثلاثة الأولى قصة شعرية حقيقية ولكن في أسلوب رمزي ****phorical، كما شرخ وأكد لنا الكثير من الآباء الأولين مثل القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس باسيليوس والعلامة أوريجينوس وغيرهم.. يحكي لنا أن الله هو الخالق الوحيد، وعلة وجود الكون كله والإنسان، بدون شريك. ويؤكد لنا في نهاية كل فقرة من فقرات الخليقة (المرموز لها بالأيام الستة) أن الخليقه المادية كلها حنة ومُرضية. وكيف لا تكون كذلك وهي من عمل "قوة نقية" كما علَّم البابا القديس أثناسيوس الرسولي؟! وأما الانسان فقد خلقه الله وبصورة خاصة، حاملاً "نعمة" خاصة جعلته حسنا جدا. ويعلم القديس اثناسيوس في كتاب "تجسد الكلمة"، أن هذه النعمة قد أعطيت للإنسان لكي تحميه وتحفظه من الفساد، أي التحلل والفناء الجسمي والموت الروحي أيضاً بالبُعد عن الله للأبد. وقد علَّم أن الإنسان لم يُخلَق خالداً (من الناحية الجسمية)، ولكنه خُلِقَ قابلاً للموت بالطبيعة mortal by nature.

أما مَنْ يؤمنون بحرفية (تك1-3) وهم يُسمون Creationists فالكون بالنسبة لهم قد خُلِقَ كله في مدة 144 ساعة فقط (ستة أيام)!! وهم يرفضون المعطيات العلمية، مدَّعين أن العلماء يهدفون إلى محاربة الإيمان، رغم أن كثيراً من العلماء يؤمنون بوجود الخالق، ولكنهم أيضاً يحترمون صحة الإكتشاف العلمي. فهل هناك من تعارض بين الكتاب المقدس والعلم؟! خاصة فيما يختص بنشوء الحياة وظهور الوعي والإدراك بظهور الإنسان؟

المشكلة ليست بين الكتاب المقدس والعلم، ولا بين الإيمان والفكر التحليلي المستنير.. فيقول فرانسيس بيكون Francis Bacon، أن الله قد أعطانا كتابين لا يشوبهما أي خطأ:

الأول: "الكون المادي"، وتفسيره "العلم" Science.

والثاني: "الكتاب المقدس"، وتفسيره "العقيدة اللاهوتية" Theology.

وإن كان الكتابان معصومين من الخطأ، إلا أن تفسيرهما، لأنهما –أي التفسيرين- عمل بشري، قد يقبلان الخطأ. ومن هنا يبدو سبب الخلاف الظاهري بين آراء العلماء واللاهوتيين، وخاصة أن اللاهوتيين في الكثير من الأحيان (مثلما حدث مع جاليليو Galileo في القرن 17)، يظنون أن آرائهم العلمية لها نفس الصحة مثل آرائهم اللاهوتية في العقيدة، أو أن الرأي اللاهوتي هو نفسه الرأي العلمي!

ويحدد العلماء عمر الخليقة على الأرض بحوالي 5000 مليون سنة. ولكن الكتاب المقدس قد أوضح أن الخليقة تمت في ستة أيام!! فكيف هذا؟!

وهنا يثير تساؤل هام.. هل توافق على رأي الكتاب المقدس الموحى به من الله؟ أم تتبع رأي العلم المبني على دراسة دقيقة مستخدماً أحدث الوسائل العلمية؟!





Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:33 AM



أيام الخليقة الستة




https://2.bp.blogspot.com/-ZnN3xNwUAr...52520bible.jpg

مقدمة
إن كل تعليم أرثوذكسي للعقيدة المسيحية يبدأ بدراسة الخلق لكي يؤكد لنا طبيعة الخليقة وطبيعة الإنسان الحسنة جداً (تك31: 1). ثم يتبع هذا دراسة سقوط الإنسان لفهم أسباب معاناته. وبعد ذلك الحديث عن الفداء والخلاص، وذلك يستلزم تأكيد أرثوذكسية إيماننا عن طبيعة السيد المسيح Christological Dogma، ولا ينتهي الحديث بدون تأكيد إيماننا بالروح القدس ودوره في الخليقة والكنيسة.. عاملاً فينا بالأسرار حتى القيامة وحياة الدهر الآتي. ولذلك وضعت الكنيسة قانون الإيمان الذي يرسخ هذه المفاهيم.

يذكر علم الجيولوجيا أن الكون وُجِدَ في 10.000 مليون سنة، والأرض من حوالي 4500 مليون سنة. وبخصوص تاريخ علم الأرض، تم تقسيمه بالرجوع إلى ما فيها من آثار وبقايا حيوانية ونباتية (حفريات) إلى قسمين:

الأول سُمي بعصر ما قبل الكمبري Proterozoic (البروتيروزويك)، والثاني عصر ما بعد الكمبرى. ويتميز الأول بتكوين الأرض ووجود كائنات أولية لم تترك آثاراً أو بقايا. وأما القسم الثانى فقد تم تقسيمه إلى ثلاث أحقاب؛ وهي حقبة الحياة القديمة Paleozoic، وحقبة الحياه المتوسطة Mesozoic، وحقبه الحياة الحديثة Cenozoic.

ولقد تم تقسيم كل حقبة إلى مجموعة من العصور يتميز كل منها حفريات تدل على الكائنات التي كانت تعيش فيها.. وطبقات التربة المنفصلة بين العصور.. وتغير المناخ الفجائي.. إلخ.

ويحكي لنا سفر التكوين في أصحاحاته الثلاثة الأولى قصة شعرية حقيقية ولكن في أسلوب رمزي ****phorical، كما شرخ وأكد لنا الكثير من الآباء الأولين مثل القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس باسيليوس والعلامة أوريجينوس وغيرهم.. يحكي لنا أن الله هو الخالق الوحيد، وعلة وجود الكون كله والإنسان، بدون شريك. ويؤكد لنا في نهاية كل فقرة من فقرات الخليقة (المرموز لها بالأيام الستة) أن الخليقه المادية كلها حنة ومُرضية. وكيف لا تكون كذلك وهي من عمل "قوة نقية" كما علَّم البابا القديس أثناسيوس الرسولي؟! وأما الانسان فقد خلقه الله وبصورة خاصة، حاملاً "نعمة" خاصة جعلته حسنا جدا. ويعلم القديس اثناسيوس في كتاب "تجسد الكلمة"، أن هذه النعمة قد أعطيت للإنسان لكي تحميه وتحفظه من الفساد، أي التحلل والفناء الجسمي والموت الروحي أيضاً بالبُعد عن الله للأبد. وقد علَّم أن الإنسان لم يُخلَق خالداً (من الناحية الجسمية)، ولكنه خُلِقَ قابلاً للموت بالطبيعة mortal by nature.

أما مَنْ يؤمنون بحرفية (تك1-3) وهم يُسمون Creationists فالكون بالنسبة لهم قد خُلِقَ كله في مدة 144 ساعة فقط (ستة أيام)!! وهم يرفضون المعطيات العلمية، مدَّعين أن العلماء يهدفون إلى محاربة الإيمان، رغم أن كثيراً من العلماء يؤمنون بوجود الخالق، ولكنهم أيضاً يحترمون صحة الإكتشاف العلمي. فهل هناك من تعارض بين الكتاب المقدس والعلم؟! خاصة فيما يختص بنشوء الحياة وظهور الوعي والإدراك بظهور الإنسان؟

المشكلة ليست بين الكتاب المقدس والعلم، ولا بين الإيمان والفكر التحليلي المستنير.. فيقول فرانسيس بيكون Francis Bacon، أن الله قد أعطانا كتابين لا يشوبهما أي خطأ:

الأول: "الكون المادي"، وتفسيره "العلم" Science.

والثاني: "الكتاب المقدس"، وتفسيره "العقيدة اللاهوتية" Theology.

وإن كان الكتابان معصومين من الخطأ، إلا أن تفسيرهما، لأنهما –أي التفسيرين- عمل بشري، قد يقبلان الخطأ. ومن هنا يبدو سبب الخلاف الظاهري بين آراء العلماء واللاهوتيين، وخاصة أن اللاهوتيين في الكثير من الأحيان (مثلما حدث مع جاليليو Galileo في القرن 17)، يظنون أن آرائهم العلمية لها نفس الصحة مثل آرائهم اللاهوتية في العقيدة، أو أن الرأي اللاهوتي هو نفسه الرأي العلمي!

ويحدد العلماء عمر الخليقة على الأرض بحوالي 5000 مليون سنة. ولكن الكتاب المقدس قد أوضح أن الخليقة تمت في ستة أيام!! فكيف هذا؟!

وهنا يثير تساؤل هام.. هل توافق على رأي الكتاب المقدس الموحى به من الله؟ أم تتبع رأي العلم المبني على دراسة دقيقة مستخدماً أحدث الوسائل العلمية؟!



Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:34 AM



أيام الخليقة الستة

https://2.bp.blogspot.com/-TtynP4dXkC...00/%D9%832.jpg



محاولات التوفيق في شرح أيام الخليقة الستة في الكتاب المقدس
لقد حاول الكثير من العلماء والمفكرين من المسيحيين على مدى التاريخ التوفيق بين الرأيين (بين ما يقوله الكتاب المقدس أن عملية الخلق تمت في سنة أيام، وبين ما يقوله العلم أنها أخذت ملايين السنين)، ومن هذه المحاولات:

الرأي الأول:
وقد تبناه العلامة بيتر ستونر Peter Stoner في كتابه "العلم يتكلم" Science Speaks. ويذكر هذا الرأي أن الخلق قد تم في فترات قصيرة هي أيام الخلق الستة، وفصل الله بين فترات الخلق القصيرة بفواصل زمنية طويلة تمثل ملايين السنين. أي أنه بين يوم خلق وآخر يتوقف الله عن عملية الخلق! ويذكر الكاتب أن عملية الخلق تحدث فجأة وبسرعة، وهذا ما يوضحه التغير الفجائي بين طبقات الأرض المختلفة وما تحتويه من حفريات..

وللرد على هذا الرأي نقول:
1- أن عدد الأحقاب الجيولوجية التي ينبغي أن تفصل أيام الخلق لا تتناسب إطلاقاً مع أيام الخلق نفسها.
2- يلاحَظ وجود أيام خلق تحوي كائنات حية تنتشر حفرياتها على مدى زمني أكثر من حقبة جيولوجية، كاليوم الخامس الذي خلقت فيه كائنات ظهرت وانتشرت تدريجياً في كل حقبتي الحياة القديمة والمتوسطة.
3- وأيضاً توجد أحقاب ارتبطت زمنياً بظواهر طبيعية أو حركات أرضية أو وجود كائنات تحدث عنها الكتاب المقدس في أكثر من يوم. ومثال ذلك فترة ما قبل الكمبري الذي يحوي ما تحويه الأيام الأربعة الأولى.

الرأي الثاني:
وهو ما ذكره وليم كيلي في كتابه "في البدء والأرض الآدمية"، وهذا الرأي يتركز في وجود مجموعتين من الخليقة: الأولى منها ما ذكرها العلم تفصيلاً في الاحقاب الجيولوجيه، وهذه الحياة اندثرت بكاملها. والثانية التي ذكت تفصيلاً في الكتاب المقدس كخليقة جديدة بعد فناء الخليقة الأولى! ويذكر أن الأولى وجدت على مدى أحقاب زمنية والثانية فقط في أيام! ويدعي أن قول الكتاب "وكانت الأرض خربة وخالية" (تك2: 1) أن هذه الآية تتحدث عن دمار الخليقة الأولى المذكورة في آية "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1)!

وللرد على هذا نقول:
1- إن كان الله قد خلق الخليقة الأولى في فترات طويلة ذُكرت علمياً تحت عبارة "أحقاب زمنية" في فترة تصل إلى مئات الملايين من السنين. فلماذا إذن غيَّر أسلوبه في عملية الخلق وخلق الخليقه الثانية في ستة أيام فقط؟ هل تطور الله في أسلوبه وقدراته على الخلق؟! حاشا لله. وأيضاً لماذا تم إفناء الخليقة الأولى؟!
2- هل خلقها ثم أفناها كما يقولون كنوع من الإعداد والتهيئة لخلق الإنسان؟! هذا كلام غير منطقي وغير مسبب.. فماذا ستضر مثلاً بعض الكائنات الدقيقة من إفنائها؟!
3- بالنظر إلى الآية التي يستند إليها في فناء الخليقة الأولى "وكانت الأرض خربة وخالية"، نلاحظ عدة ملاحظات منها:

- إنه يقول "وكانت الارض خربه"، ولم يقل "وصارت الأرض خربة"، أي أن ذلك إقراراً لحالة وليس توضيحاً لتغيير حدث.
- عبارة "خربة وخالية" تتوافق علمياً مع طبيعة الأرض عند بداية تكوينها قبل وجود أي خليقة عليها حيث كانت جسماً منصهراً من شدة الحرارة، ولا توجد فيها أي نوع من الحياة..

- وعبارة "وعلى وجه الغمر ظلمة" بسبب الأبخرة الكثيفة التي خرجت منها نتيجة لحرارتها المرتفعة، والتي كانت تحيط بها لإرتفاعات شاهقة تمنع دخول الضوء إليها..

5- ويلاحظ أن كثيراً من كائنات الخليقة التي يُفترض حسب النظرية أنها انقرضت (كائنات الأحقاب) لازالت موجودة حالياً، بل والمتتبع لتطورها الوظيفي يجد أن الموجودة منها حالياً هو امتداد طبيعي متدرج من التي وجدت منذ زمن طويل، ولازالت محفوظة في باطن الأرض كحفريات.. حيث أدعوا أنها فنيت!

الرأي الثالث:
وهو يفترض أن أيام الخليقة التي ذكرها الكتاب المقدس لم تكن مدتها 24 ساعة، ولكنها كانت طويلة.. فكان زمن اليوم يشمل مئات آلاف السنين أو ملايين السنين. بمعنى أكثر وضوحاً أن ليل ذلك اليوم لا يستمر لساعات بل لملايين السنين، وبالتالي نهاره بنفس الصورة. ولمزيد من التوفيق ذكروا أن الأيام الأربعة الأولى (يوم الخليقة الأول، يوم الخليقة الثاني، يوم الخليقة الثالث، يوم الخليقة الرابع) للخليقة تمثل فترة ما قبل الكمبري، وجعلوا اليوم الخامس للخليقة يشمل حقبتي الحياة القديمة والوسطى وقسموا حقبة الحياة الحديثة إلى نصفين، الأول منها يتمشى مع اليوم السادس ونصفها الثاني يتوافق مع اليوم السابع.

وللرد على هذا الافتراض نقول:
1- أنه إذا فرضنا أن يوم الخليقة يتناسب مع حقبة زمنية، أي أن طول اليوم عبارة عن بضعه ملايين من السنوات، فإن هذا يعني أن ليل ذلك اليوم يشمل بضعة ملايين من السنوات، وناهره يمر خلال عدة ملايين أخرى. فماذا عن النبات أو الحيوان الذي وإن زاد عمره فلن يزيد على بضعة مئات من السنوات، هل يعيش طول عمره في ليل مظلم؟! وكيف يعيش الحيوان مع استنفاذ الأكسجين لطول الليل (بضعة ملايين من السنوات)، حيث أن الاكسجين Oxygen لا يتم إنتاجه بواسطة النبات إلا في الضوء فقط. وفي الجانب الآخر كيف تعيش الحيوانات والنباتات طوال عمرها حيث الشمس الحارقة دون راحة؟!

2- إن هذا الأفتراض لا يمكن أن يقوم علمياً لأن مدة اليوم ثابتة علميا منذ أن وجدت الأرض. حيث أنها تكمل دروتها حول نفسها أمام مصدر الضوء –الشمس مثلاً- في 24 ساعة، وهذا الأمر لم يختلف منذ البداية.

الرأي الرابع:
وهو يمكن في اعتبار جعل كلمة "يوم" في الكتاب المقدس رمزية تشير إلى مدة زمنية، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تشير إليها.. فقد تشير إلى حقبة زمنية أو أقل.. أي أنها لا تعني يوماً من 24 ساعة. فاليوم وإن كان قصيراً بالنسبة لنا، هكذا الحقبة عند الله، وكما لليوم مساء وصباح أي بداية ونهاية، هكذا الأحقاب مهما طال زمنها فلها بداية ونهاية. أي أن اليوم هنا لا يأتي بالمعنى الحرفي ولكن بالمعنى الرمزي.


Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:36 AM



معنى يوم في الكتاب المقدس




http://www.katibatibia.com/admin/med...lst_bible1.jpg

الرأي الرابع الذي ذكرناه في الصفحة السابقة هو الرأي الذي نوافق عليه، وهو رأي صائب.. والدليل أن كلمة "يوم" في الكتاب المقدس قد أتت بمعان كثيرة..
فيُلاحَظ في الكتاب المقدس أن عبارة "يوم" وإن كانت تعني يوماً محدداً بأربعة وعشرون ساعة في أغلب الأحيان، إلا أنها أيضاً وفي أحيان كثيرة تأتي بصورة رمزية.

أولاً: أمثلة لأيام تعني أيام من 24 ساعة:
1- المائة وخمسون يوماً الخاصة بالطوفان (تك8: 3).
2- الأربعين يوما التي قضاها الجواسيس في كنعان (عد25: 13).
3- الثلاثة أيام التي قضاها يونان في بطن الحوت (يون17: 1).
4- الأربعين يوماً التي كان السيد المسيح يظهر فيها لتلاميذه بعد قيامته (أع3: 1).

ثانيا: أيام رمزية:
1- عبارة يوم تشير إلى لحظات أو دقائق: "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" (مز7: 95).
2- عبارة يوم تشير إلى جزء من اليوم: مثال ذلك دفن السيد المسيح في القبر والذي لم يكمل 48 ساعة، ولكنها كانت موزعة على ثلاثة أيام قيل أنه وضع في القبر ثلاثة أيام.
3- عبارة يوم تشير إلى سنة: "الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعباً" (أي1: 14)؛ "أنا صغير الأيام وأنتم شيوخ" (أي6: 32)؛ "أيامي كظل مائل وأنا كمثل العشب اليابس" (مز11: 102)؛ "أيامي إنطفأت" (أى1: 17)؛ "أيامه مثل ظل عابر" (مز4: 144)؛ "سبعين أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القديسين" (دا24: 9). وفي هذا المثال الأخير نلاحظ أن السيد المسيح (قدوس القديسين) لم يأتِ ولم يُمسَح بعد بعين أسبوعاً ولا سبعين شهراً، بل بعد حوالي 490 سنة أي أن كل يوم يرمز إلى سنة كاملة! ولتأكيد ذلك نلاحظ قول دانيال النبي: "أنا دانيال كنت نائماً ثلاثة أسابيع أيام" (دا2: 10). وهي عبارة لم تذكر في الكتاب المقدس كله إلا في هذا الموضوع ليفرق بينها وبين الأسابيع السابقة التي لم تكن أسابيع أيام بل أسابيع سنين.
4- عبارة أيام تشير إلى المستقبل: "إسمع يا إسرائيل: أنت اليوم عابر الأردن" (تث1: 9). ولكن بني اسرائيل لم يعبروا الأردن إلا بهد سنوات طويلة. – "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه" (مز24: 118). والمزمور هنا يشير إلى يوم الخلاص الذي سيتممه الله على عود الصليب، وهذا ما حدث بعد زمن طويل. – "قبل يوم يتوفى وسعفه لا يخضر" (أي32: 15).
5- عبارة يوم تشير إلى كل الحياة: "وأسكن في بيت الرب مدة الأيام" (مز6: 23).
6- عبارة أيام تشير إلى تاريخ البشرية كلها: "ها أنا مهكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر" (مت20: 28).
7- عبارة أيام تشير إلى نهاية العالم: "فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم وعال وعلى كل مرتفع فيوضع" (إش12: 2)؛ "فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل المسكتبرين وكل فاعلي الشر يكونوا قشاً ويحرقهم اليوم الآتي" (ملا4: 1).
8- عبارة أيام تشير إلى ألف سنة: "لأن الف سنه في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل" (مز4: 90)؛ "ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد" (2بط8: 3).
9- عبارة ايام تشير إلى الأبد: "وأجعل إلى الابد نسله وكريه مثل أيام السنوات" (مز29: 89)؛ "أحكامك تثبت اليوم لأن الكل عبيدك" (مز91: 119) فأحكام الله ثابتة إلى إنقضاء الدهر.
10- عبارة أيام تشير إلى الأزلية: "القديم الأيام" (دا9: 7)

ومما يؤكد هذه النظرية أن الكتاب المقدس يذكر عبارة: "وكان مساء وكان صباح" لكل الأيام فيما عدا اليوم السابع. أي أن أيام الخلق كلها لها بدايتة ونهاية، وأما اليوم السابع فبدأ ولم ينته.. فاليوم السابع يمتد منذ خليقة آدم وحتى نهاية العالم. وهذا يرينا من هو طويل جداً، وبالتالي يمكننا أن نتوقع ما تشير إليه عبارة يوم في أيام الخلق من طول قد يمتد لآلاف أو ملايين السنوات..

Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:37 AM





أيام الخليقة الستة



اليوم الأول -1: السموات والأرض

http://www.elaph.com/elaphweb/Resour.../week2/eee.jpg





تبدأ دراستنا العلمية للكتاب المقدس بدراسة الأصحاح الأول من سفر التكوين، الذي يعتبر مرجعاً علمياً رغم أسلوبه المبسط الخالي من المصطلحات العلمية.. فنرى فيه كنوزاً علمية مخفية فيه تم كشف أسرارها مع تقدم العلم الحديث.

في البدء خلق الله السموات والأرض
الله هو خالق الكون.. ولن ندخل في تفاصيل إثبات هذا الأمر، أو الرد على القائلين بأنه وهم، أو موجود تلقائياً أو أزلياً.. ولكن إن أردت معلومات أكثر عن هذا الموضوع، إتصل بنا وسوف نقوم بإضافتها..

وفي البداية نجد أن الكتاب عندما يتحدث عن خلق السماء يذكرها بصيغة الجمع "السموات":

أولا: حيث طبقاتها المختلفة؛ فمنها سماء الطيور، والتي يوجد فيها الهواء، وسماء النجوم.

ثانياً: لحديثه الشامل عن السماء المادية والسماء الروحية كالفردوس وسماء السموات.

كما يُلاحَظ إشتراك أنبياء آخرين في تأكيد حقيقة خلق الله لكون. فيخاطب داود النبي الله قائلاً: "من قدم أسست الأرض، والسموات هي عمل يدي" (مز5: 102). وكلمه "قدم" تؤكد عبارة "في البدء" التي ذكرها موسي النبى، وتعني ما قبل الحياة بصفة عامة..

وكذلك إشعياء النبي يقول: "لأنه هكذا قال الرب خالق السموات هو الله، مصور الأرض وصانعها.. هو قررها.. لم يخلقها باطلاً.. للسكن صورها.. أنا الرب وليس آخر" (إش18: 45). وهنا في هذه الآية التي دونها اشعياء النبى في الكتاب المقدس يكشف لنا عمقاً علمياً عجيباً يتماشى مع أحدث النظريات العلمية الخاصة بتكوين الكون؛ فيقول عن الله أنه خالق السموات أما عن الأرض فيقول أنه مصورها وصانعها. وهنا نلاحظ ملاحظتين:

الملاحظة الأولى: إنه يذكر عملية خلق السموات قبل أن يتحدث عن الأرض، وهذا ما يتوافق مع ما جاء بالإصحاح الأول من سفر تكوين، بل وما يتفق تماماً مع الحقائق العلمية.. فالأرض أُخِذَت من أصل نجمي موجود، حيث تم إنفصالها منه، مما يؤكد وجود فاصل زمني بين تكوين الأرض والشمس.

الملاحظه الثانية: عندما يتحدث عن السماوات يقول: "خلق"، أي أوجدها من العدم. إلا أنه عندما يتحدث عن الأرض وإن كان يذكر أنه خلقها كما في (تك1)، إلا أنه يضيف في أشعياء 45 عبارة "صانعها". وكل صانع شيء لا يصنعه من لا شىء بل من شيء آخر يصنعها، من شيء أولي كما تُصنَع المعدات من خاماتها المتعددة كالحديد والنحاس.. إلخ. وكما يُصنَع الخزف من الطين، هكذا أُخِذَت الأرض وصُنِعَت من المادة الأولية للمجموعة الشمسية، والتي كانت سديماً مثلاً أو نجما آخراً. وهذا يوضح دقة تعبير الكتاب المقدس، والذي يبرز التوافق العجيب بين ما جاء فيه وبين الحقائق العلمية الحديثة، وإن كان كتابنا المقدس يذكرها بأسلوب بسيط خال من المصطلحات العلمية التي لا يفهمها الكثيرون. وهذا يؤكد صحة الكتاب المقدس، بل أن الذي أوحى به لكاتبيه هو الله نفسه.




Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:40 AM





أيام الخليقة الستة



اليوم الأول -2: صورة الأرض

http://www.newfreedownloads.com/imgs/3551-w400.jpg



"وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه" (تك2: 1). ونجد كلمة خربة في الترجمة الإنجليزية formless أي بلا شكل.

"وكانت الأرض خربة وخالية":
هذه العبارة وإن كانت صغيرة في مظهرها، إلا أنها كبيرة في محتواها. بسيطة ولكنها عميقة في جوهرها لما تحتويه من أسرار وخبايا. ولقد ظلت هذه العبارة غريبة على الآذان، إلى أن تقدم العلم وأثبت أن الأرض لابد أنها كانت خربة وخالية من كل مظاهر الحياة في بداية تكوينها.. فلم تكن في بدايتها إلا مجرد تجمع من الأبخرة الملتهبة للعناصر المختلفة، والتي لم يتحدد لها شكل بعد formless. فالحرارة المرتفعة لم تسمح بتكوين مركبات ولا بوجود المادة في الصورة الصلبة ولا السائلة.. بل كانت على هيئة أبخرة (بخار حديد - بخار نحاس.. إلخ). لذا لم يكن لها شكل محدد؛ مثل السحب.. ومع الوقت وبدورانها حول الأصل الذي أُخِذَت منه (السديم أو النجم مثلاً) متأثرة بقوتي الجاذبية والطرد المركزي، بالإضافة إلى دورانها حول نفسها.. كل هذا أدى في النهاية إلى اكتمال شكلها الحالي القريب من الشكل الكروي.

* "وعلى وجه الغمر ظلمة"
يا لها من لآلئ ثمينة في الكتاب المقدس، فلم يفطن الإنسان لمعنى هذا الكلام الغريب إلا مع تقدم العلم.. فكلمة "غمر" توضح أن الأرض كانت مغمورة بسبب أن درجة حرارتها وقت أن انفصلت عن مصدرها النجمي كانت حوالي 6000 درجة، وهي كدرجة حرارة سطح الشمس حالياً.. وفي هذه الدرجة تكون العناصر حرة ولا يوجد بها مركبات كيميائية.

ومع انخفاض درجة حرارة الإرض تدريجياً، بدأ الإتحاد بين العناصر لتكوين المركبات.. فعندما وصلت درجة الحرارة إلى 400 درجة، تم اتحاد الأكسوجين مع الهيدروجين مكوناً جزئي الماء من ذرتين هيدروجين وذرة اكسجين. وبتكوين الماء بدأ يتجمع على سطح الأرض، ولكنه لا يلبث ويتبخر مرة أخرى إلى مسافات قد تصل إلى بضعه أميال نتيجة لإرتفاع درجة الحرارة.. ومع تلامس الأبخرة بالفضاء يتكاثف البخار ويعود إلى سطح الأرض على هيئة مياه لتغطي هذه المياه سطح الأرض (الغمر)، وتعود المياه فتتبخر مرة أخرى بتأثير الحرارة، ثم تتكاثف.. وهكذا تتكرر العملية مما يسبب الآتي:

1- غمر الأرض بالمياه مما أدى إلى تسميتها "غمراً".
2- المشاركة في جعل الأرض مظلة، والتي يرجع ظلامها في ذلك الوقت إلى عاملين:

العامل الأول: هو ذلك السُمك الهائل من الأبخرة التي تحيطا بالأرض فتفصلها عن الضوء الخارجي.. ويحدث هذا حالياً أحياناً مثلما نراه في حالات "الشبورة"؛ حيث أن جزيئات بخار الماء تعمل على إنكسار آشعة الضوء مما لا يسمح للضوء أن يصل إلا لمسافات قصيرة. ويمكن ملاحظته كذلك عندما تمر سحابة أسفل الشمس فتحجب عنا الضوء، وهذا ما كان يحدث بالفعل في بداية تكوين الأرض، ولكن بصورة أكبر نتيجة لذلك السمك الهائل من الابخرة.

العامل الثاني: يرتبط بمصدر الضوء نفسه (الشمس في مراحل تكوينها الأولى) والتي لم تكن قد وصلت إلى كمال قوتها بعد..

ومن هنا كانت عبارة سفر التكوين "وكانت الأرض خربه وخاليه وعلى وجة الغمر ظلمه"، والتي قد عبر عنها ارميا النبي بقوله: "ونظرت إلى الأرض وإذا هي خربة وخالية، وإلى السموات فلا نور لها" (إر23: 4) مما يعطي إحساساً بالروح الواحد الذي يحرك كاتبي الكتاب المقدس ألا وهو روح الله القدوس.










Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:42 AM





أيام الخليقة الستة




اليوم الأول -3: النور والحرارة




http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...dmQcD3PnLIkCKn

* النور دعامة الحياة:

"وقال الله ليكن نور فكان نور" (تك3: 1). ولإكمال ترتيبات الله للخلق كان لابد له قبل أن يخلق الكائنات الحية أن يهيئ لها ما يعطيها الحياة؛ إذ أنه لابد من النور قبل الحياة من أجل إستمرارية الحياه. فكان لابد للضوء الذي يمثل مصدراً للطاقة المتنوعة..

أولا: الطاقة الحرارية:
* تلك الطاقة التي تبخر المياه وتحركها من موضع لآخر، من موضع مُغطى بالمياه (كالبحار) لتنتقل على هيئة سحب إلى مواضع بلا ماء فتُمطِرها بمائها.

* تلك الطاقة التي تبعث الدفء الضروري للحفاظ على الحياة.

* تلك الطاقه المبخرة لمياه النتح من على سطح النباتات، فتتحرك العصارة الحاملة للحياة من التربة إلى الجذور فالساق ثم الأوراق فالثمار، لتحل محل المياه التي تبخرت، تاركة العصارة المركزة، لتستفيد منها كل أجزاء النبات، بل وتتبخر المياه على سطح النبات ملطفة له حافظة حياته من الجفاف.

ثانياً: الطاقة الضوئية:
التي تعمل وحدها على استمراية الحياة من خلال تأثيرها الفعال في عملية التمثيل الضوئي (الكلوروفيللي) Chlorophyll في النبات، والتي بها يتكون الأكسوجين الذي نستنشقه، فلو لم يكن الضوء لإنتهى الاكسجين في الجو متحولاً إلى المركبات الكربونية المختلفة وبخار الماء، وبالتالي لانتهت الحياة التي تعتمد أساساً على الإكسجين.

ولكن العجيب أن نرى الفلاسفة ينادون، والعلماء ويعلمون أن مصدر الضوء هو الشمس.. ولكن، كيف يتحدث موسي النبى عن الضوء في اليوم الأول؟! في حين أنه لم يخطئ، ولم يتأثر بعلوم عصره أو علوم المصريين؟!

وبعد مرور قرون عديدة يتقدم العلم، ويتأكد صدق كلام موسي النبى، فيتأكد لما وجود الوحى الالهى وراء ما كتبه.. بالدراسة المتأنية نرى أن نور اليوم الاول يرجع إلى نور الشمس التي لم تكن قد اكتمل نموها، ولم تكن قد وصلت إلى كمال قوتها الخالية، حيث كانت سديماً مبعثراً ضعيف الضوء. بالإضافة للضوء القادم من النجوم والسدم الأخرى المنتشرة في الفضاء.

والنور في أليوم الآول كان باهتاً ضعيفاً، إلا أنه كان كافياً لحياة الكائنات الأولية التي خلقها الله بعدئذ، وكان كافياً لتجديد القليل من الأكسجين الذي تستنفذه تلك الكائنات في التنفس.

حقاً لو كان موسى من نفسه يكتب محكماً عقله معتمداً على علمه، متعلماً من فلاسفة عصره، لأخطأ الترتيب، وكان قد تحدث عن نجم الشمس قبل حديثه عن ضوء اليوم الإول.

وفي قول موسى النبي: "وقال الله ليكن نور"، لم يقل خلق الله أو عمل الله، بل "ليكن نور"، فلم يكن كلام الله متعلقاً بمصدر النور، بل بما يحجب النور الموجود بالفعل على الأرض، وكأنه يصدر أمراً بأن تبرد الأرض ليتكثف البخار فيدخل النور إلى الأرض.

* الليل والنهار:
وفصل الله بين النور والظلمة، ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً".
هنا يتحدث الكتاب المقدس عن تعاقب النور والظلمة – النهار والليل، ولكن كيف يحدث هذا والشمس لم توجد بعد؟! فهل أخطأ موسى؟! بالطبع لا.. فالعلم يوضح صحة كلام موسى النبي، عندما كشف أن تعاقب النور والظلمة مرتبط بأمرين:

الأمر الأول: دروان الأرض حول نفسها. وهذه الظاهرة وجدت مع وجود الارض من البداية.

الأمر الثاني: مركز الجاذبية الذي تدور حوله الأرض والذي تدور أمامه حول نفسها. وحيث أن هذا المركز لم يتغير ككيان، وإن كان قد تغير كهيئة وكشكل، فهو يتغير كلياً، ولكن تغير جزئياً، بوصوله إلى الشكل والحجم والقوة التي وصل إليها في اليوم الرابع كشمس.

من هذا نرى أن تعاقب الليل والنهار كان طبيعياً منذ اليوم الأول، وكل ما تغير فقط هو قوة الإضاءة أثناء النهار، لتغير مصدر الضوء وقدرته وقوته.

* ختام اليوم الأول: "وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً".
ويختتم موسى النبي حديثه عن اليوم الأول بتلك العبارة البسيطة القوية، التي تتوافق أيضاً مع العلم تماماً.

فتحدث أولاً عن المساء، لأن الظلمة كانت أولاً بسبب الأبخرة التي كانت تعلو الأرض، وتحجب عنها الضوء الخارجي، وبانقشاعها كان للنور أن يدخل إلى الأرض.


Magdy Monir 10 - 06 - 2012 07:43 AM

أيام الخليقة الستة



اليوم الثاني: الجَلَدْ (الغلاف الجوي)

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...WYqxLmxgzF9mjs



"وقال الله: ليكن جَلَدْ في وسط السماء، وليكن فاصلاً بين مياه ومياه" (تك6: 1).
بعد حديث موسي النبى عن الضوء، يتوقع الكثيرون أن الخطوة التالية هي خلق الكائنات الحية، ولكن موسى النبي خرج عن هذا التفكير، فكتب بوحي من الله كما لو كان من أعظم العلماء، ويضع خطوة أخرى قبل خلق الكائنات، وهي تكوين الغلاف الجوي.

فكيف للكائنات أن تعيش دون ذلك الدرع الواقي الذي يصد عنها الأشعة الكونية المميتة التي تأتينا من خارج.. فنحن الآن نعيش في قلق من ثقب بسيط في طبقة من طبقات الغلاف الجوى وهي طبقة الأوزون Ozone، فكم وكم لو لم يكن الغلاف الجوي كله موجوداً؟! وهناك فوائد جمة للغلاف الجوي التي يستحيل بدونها الحياة..

* ومن الجدير بالذكر أن نذكر تصحيح معلومة أن الأوزون هو الذي أدى إلى رفع درجة الحرارة.. فنسبة ثاني أكسيد الكربون عندما تزيد، ترتفع الحرارة.. تؤدي إلى ظاهرة الصوبة أو الGreen House Effect. فالأوزون يمنع الآشعة فوق البنفسجية من الدخول للأرض.. فهو يؤثر على الشبكية ويؤدي للعمى، وكذلك سرطان الجلد cancer، ويؤثر على توزيع النباتات..

فكيف لك أيها العظيم في الأنبياء موسى النبي أن تدرك هذه المعرفة، وهي لم تكن موجودة على الإطلاق في عصرك؟!

ومن هنا ندرك التوافق العجيب بين العلم الحديث وبين الكتاب المقدس، قديم الأيام، والمتجدد يومياً، والذي يتناسب مع كل عصر، والذي يؤكد كل حين بكل وسيلة أنه كتاب الله.

بل والمتأمل في العبارة السابقة "ليكن جلد firmament فى وسط المياة، وليكن فاصلا بين مياة ومياة"، يرى دقة التعبير العلمي، فالجَلَد (أي الطبقة الأولى من السماء، وما نسميها سماء الغازات والطيور) والتي هي عبارة عن بخار مياه يتصاعد ويتجمع عند مستوى معين من الجلد محكوماً بعدة عوامل، منها الجاذبية الأرضية، كثافة الهواء، كثافه بخار الماء، كمية البخار المتجمعة، ودرجة حرارة الجو.. أما المياه التي تحت الجلد، فهي المياه التي كانت تغمر الأرض في ذلك الوقت.

ووجود المياه التي فوق الجلد (السحب) يؤكد لنا حقيقة علمية سابقة مرت علينا، وهي أن الطاقة الحرارية في نهاية اليوم الأول، والآتية من السديم كانت كافية لعملية البخر، بما يسمح بتكوين السحب.

فلنسبح الله.. فمواصفات الغلاف الجوي تساعد على حمل الموجات الكهرومغناطيسية مثل آشعة الراديو والتليفزيون والموبايل وغيره.. فبدون هذه المواصفات الدقيقة للغلاف الجوي، ووزنه الذري الدقيق، قد لا يستطيع على حمل هذه الموجات.. ولن يكون هناك أي من تكنولوجيا الاتصالات الحديثة هذه.. إلخ.












الساعة الآن 05:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024