منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مواضيع وتأملات روحية مسيحية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   لماذا الألم (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=414537)

Mary Naeem 22 - 02 - 2016 05:40 PM

لماذا الألم
 
تعب الناس وحيرتهم: لماذا الألم

في حيرة واندهاش يتوقف كل واحد فينا ولو مرة في حياته ليسأل: لماذا الألم والموت وانتشار أوبئة وأمراض وفراق أحباب وفقر ومجاعات وحروب وخراب وتمرد الطبيعة وانقلابها، لماذا المُعاناة والمحن والمشقات، وما هو ذنب الأطفال والأولاد والشيوخ والعجائز يتذوقوا المرار، وأين الله من هذا كله ألا يستطيع أن يتدخل ليوقف هذه المشاكل كلها ويُريحنا من كل معاناتنا الشديدة في هذا العالم الحاضر الذي صار أضيق من أصغر غرفة نعيش فيها!!!

والكل يتعجب إذ كان ينتظر بعد أن سمع عن ظهور الله في الجسد وأنه حمل كل ضيقنا وآلامنا ومعاناتنا وخلصنا وانه أعطانا الوعد أنه يكون معنا وأن يتمم المكتوب: "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم بمحبته ورأفته، هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة" (أشعياء 63: 9)، ويقولون أن إيماننا أنه أتى ليكون لنا أفضل مما كنا عليه في الخلق الأول، وأن يصنع لنا راحة في العالم وتهدأ كل الأمور، وسمعنا في الوعظ ان من يتكل على الرب لا يكون عنده عوز، ومن يعطيه العشور يباركه في ماله وأولاده، ومن يحيا في التقوى الله يحفظه من كل شر وينجيه من كل ضيق، بل وينقذ الأطفال الأبرياء وكل من يحيا معه...

ولكن عملياً في واقع حياتنا اليومية لا يحدث كل ما سمعناه في الوعظ إلا لوقت قليل وقصير، وعند البعض لا يحدث قط، بل والغريب كل الغرابة، أن أول وأكبر صدمة يُصدم بها الإنسان – عند مواجهة الإنجيل في العهد الجديد – هي قتل أطفال بيت لحم بسبب المسيح الرب نفسه، وتتوالى الصدمات عند النظر بتدقيق في حياة الرب نفسه، إذ لا يوجد فيها غنى ولا راحة ولا حتى عنده مكان يسند فيه رأسه: "فقال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (متى 8: 20)
بل كل كلامه عن الألم والضيق والمُعاناة في حياته وفي حياة كل من يتبعه، لأن العالم لن يقبله بل سيرفضه ويلفظه، ويخطط ويدبر لكي يتخلص منه، حتى أن كل من يقتله سيظن أنه يقدم خدمة حسنة لله، هذا ما قاله الرب وأكد عليه وأعلنه للجميع، بل وأكد أن الطريق ضيق وقليلين الذين يسيرون فيه، لأن الإنسان بطبعة الساقط، لا يقبل إلا أن يصير عظيماً مالكاً على كل شيء متحكماً به، فكيف يتعامل مع الألم ويقبل الضيق بل وعار الصليب ومسامحة أعداءه والصلاة من أجل المضادين الحاقدين وقتلة أولاده!!!
+ من صوت العدو، من قِبل ظلم الشرير، لأنهم يحيلون عليَّ إثماً وبغضب يضطهدونني (مزمور 55: 3)
+ وقال للجميع: أن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني (لوقا 9: 23)
+ فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره (عبرانيين 13: 13)
+ لأني من أجلك احتملت العار، غطى الخجل وجهي (مزمور 69: 7)
+ العار قد كسر قلبي فمرضت، انتظرت رقة فلم تكن، ومُعزين فلم أجد (مزمور 69: 20)
الإنسان يظل يشتكي، بل وأحياناً يُخاصم الله على أساس أنه صامت وقد يظن أنه سبب ولو من بعيد في كل معاناة البشرية ومعاناته الشخصية، لأنه يصلي دائماً بانكسار ليطلب معونة ورحمة ولا يجدها تتحقق في هذا العالم، مع أن السبب الأساسي والرئيسي في تعقيد الحياة وظهور الأعراض التي تؤدي للموت هو الإنسان نفسه، الذي نسى وتناسى أن من سبب كل هذا هو خطاياه الكثيرة التي عقدت كل شيء وقلبت الطبيعة كلها التي تمردت عليه، إذ سقط من مرتبته الأولى وسلَّم العالم للشيطان، وفقد سلطانة بل وخرج من الجنة ولم يعد سلام ولا راحة لهُ، ثم يتعجب ويتساءل عن لماذا الألم والضيقات ومشاكل الطبيعة التي تقف أمامة بقوة تفوق كل إمكانياته وتفوقه التكنلوجي، ويتعجب ايضاً بشدة لماذا لا يقبل العالم الأتقياء وينكل ويُشهر بهم ويعذبهم وفي النهاية يقتلهم!!!
· البرّ يرفع شأن الأُمة، وعار الشعوب الخطية (أمثال 14: 34)
· ويل للجاذبين الإثم بحبال البُطل والخطية كأنه بربط العجلة (أشعياء 5: 18)
· من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع (رومية 5: 12)
· ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسيبني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي (رومية 7: 23)
· لأن أُجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23)
· وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت (تكوين 2: 17)
· وقال (الله) لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها: "ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عُشب الحقل" (تكوين 3: 17، 18)
· الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً (يعقوب 1: 15)
· كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً، والخطية هي التعدي (1يوحنا 3: 4)
· أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية (يوحنا 8: 34)
· لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ (رومية 6: 20)
· من يفعل الخطية فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يُخطئ، لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1يوحنا 3: 8)
فمن أين الحروب ومن أين المجاعات والخصومات، ومن أين السرقة والقتل وانتشار الظُلم، أليس من حسد الأخ لأخيه، أليس من كبرياء الإنسان وتعاليه: "الغضب قساوة، والسخط جرَّاف، ومن يقف قدام الحسد" (أمثال 27: 4)، "من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه" (1يوحنا 2: 11)
فأن أول جريمة نسمع عنها في التاريخ والله بذاته حذر منها بصوت مسموع، هي جريمة قتل الأخ لأخيه في سفر التكوين، قايين وهابيل: "وكلم قايين هابيل أخاه، وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" (تكوين 4: 8)، وبعدها استمرت إلى هذا اليوم ولم تتغير الجريمة عينها حتى وأن اختلف شكلها، وبعد ذلك لم يكتفي الإنسان ويقف عند هذه الحدود، بل زادت خطيئته على خطية إذ بكل تبجح ألقى التهمه وأسقطها على الله مبرئاً نفسه.

فيا إخوتي أعلموا يقيناً، أنه حينما نُسلم بالمثل كل ملكات نفوسنا للعدو الحية القديمة أي إبليس ونخضع لمشورته، نُملكه على أنفسنا فيسود علينا ويتسلط بالخطايا والشرور والآثام، ونفقد سلطاننا المُعطى لنا من الله، فلا نقدر أن ننتصر على أصغر الخطايا وأقل الشرور، لأن ملك علينا عدو النفس ومُهلكها، لأن الإنسان منذ البداية حينما سمع مشورة العدو سَلَّم المُلك للشيطان فصار رئيس هذا العالم:
"العالم كله قد وضع في الشرير" (1يوحنا 5: 19)
"فقال لهم: أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم" (يوحنا 8: 23)
"الآن دينونة هذا العالم، الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً" (يوحنا 12: 31)
"رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يوحنا 14: 30)
"أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خُدامي يُجاهدون لكي لا أُسلَّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18: 36)
ولأن الرب ليست مملكته من هذا العالم فسيظل العالم تحت سلطان عدو الخير الذي يعمل في أبناء المعصية، وسيتواصل الخراب والدمار في كل مكان ولا سلام للأشرار الخاضعين بإرادتهم لقتال الناس منذ البدء، أما الأبرار الذين برهم الله وكسائهم الخاص فأن كل معاناتهم في العالم التي لن تُرفع عنهم، بل سيتألمون ويجرى عليهم نفس الآلام التي تطال الجميع، لكنهم سيمتلئون سلاماً وكل ضيق وشدة ومحنه يمروا بها ستكون في المسيح يسوع ثقل مجد يروه بروح الرجاء الذي فيهم، فكل من يدخل في شركة الحياة الجديدة في المسيح يسوع عملياً بالإيمان، فأنه يرى ما لا يُرى ويحيا في شركة لا يراها من يتكلم عنها نظرياً.
+ وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً. الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مُخلَّصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع. ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها (أفسس 2: 1 – 10)
+ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، أن أحب أحد العالم (الحاضر الشرير) فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد (1يوحنا 2: 15 – 17)
+ انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه. أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله (على المستوى العملي حسب النعمة التي نلناها منه) ولم يظهر بعد ماذا سنكون (بعد انتهاء الزمان ومجيء الرب) ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء (أنه سيصير مثله) به يُطهر نفسه كما هو طاهر. كل من يفعل الخطية (باختياره) يفعل التعدي أيضاً، والخطية هي التعدي. وتعلمون أن ذاك أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية. كل من يثبت فيه لا يُخطئ، كل من يُخطئ (يتعدى عن قصد) لم يبصره ولا عرفه. أيها الأولاد لا يضلكم أحد، من يفعل البرّ فهو بار كما أن ذاك بار. من يفعل الخطية (ويتركها تتسلط عليه) فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ، لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية (عن قصد وتدبير ويعيش فيها) لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يُخطئ (يتعدى) لأنه مولود من الله (نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها – رومية 6: 2)
بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البرّ فليس من الله، وكذا من لا يحب أخاه. لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء أن يحب بعضنا بعضاً. ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه، ولماذا ذبحه لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة. لا تتعجبوا يا إخوتي أن كان العالم يبغضكم (1يوحنا 3: 1 – 13)
+ فأن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا أيضاً معه (رومية 6: 8)
+ لأننا أن عشنا فللرب نعيش وأن متنا فللرب نموت، فأن عشنا وأن متنا فللرب نحن (رومية 14: 8)
+ لأننا نعلم أنه أن نُقض بيت خيمتنا الأرضي (أي الجسد) فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي (2كورنثوس 5: 1)
+ صادقة هي الكلمة أنه أن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه (2تيموثاوس 2: 11)
هذه هي الحياة المسيحية الحقيقية في المسيح يسوع التي تتحقق فينا عملياً أن صبرنا لله ووثقنا فيه لأنه هو من يغيرنا على صورة ذاته ويقوينا بروح قيامته ويثبت فينا مجده الفائق ويشع فينا نوره ويلبسنا ذاته، وفي النهاية سيبطل الموت تماماً عند مجيئه الأخير: "آخر عدو يبطل هو الموت"، لأنه هوَّ: "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء"، "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت" (1كورنثوس 15: 26؛ فيلبي 3: 21؛ رؤيا 21: 4)

walaa farouk 22 - 02 - 2016 05:59 PM

رد: لماذا الألم
 
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى

Mary Naeem 23 - 02 - 2016 09:10 AM

رد: لماذا الألم
 
شكرا على المرور


الساعة الآن 07:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024