منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=289430)

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:09 PM

الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 
الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد

مقدمة عن الأعياد في الكتاب المقدس


لم يكن الهدف من أعياد العهد القديم إيجاد مجالات عطلة من العمل أو فسحة من الوقت للراحة. ولكن العيد كان تذكار عهود الله مع شعبه وتجديد عهود الشعب مع الله و في العهد الجديد أضفى الرب يسوع على الأعياد جلالا ومعنى وبهاء.
لقد حضر الرب جميع الأعياد عندما كان على الأرض بالجسد، وساهم فيها واحتفل مع الناس في الهيكل بأعياد الفصحوالمظال والتجديد... الخ
و لكنه كان حريصًا على أن يتجاوز الرمز إلى المرموز، وأن ينقل الذهن من الظلال إلى الحقيقة... ولنعط بعض الأمثلة من بشارة معلمنا يوحنا:
في الإصحاح الثاني يقول "وكان فصح اليهود قريبًا فصعد يسوع إلى أورشليم، وطرد باعة الحمام، وعندما سئل آية أية ترينا حتى تفعل هذا قال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه"... أن جسده هو الفصح الحقيقي والهيكل الحقيقي و الخلاص الحقيقي.

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...-commanded.jpg
و في الإصحاح الخامس "وبعد هذا كان عيد لليهود فصعد يسوع إلى أورشليم، وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة... لم يكن الضأن ولا الملاك قادرًا على خلاص الإنسان المقعد، ولكن يسوع حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم هو القادر أن يبرئ الإنسان من خطيئته ويطلقه حاملًا سريره ظافرًا.
وكان سبت ولكن يسوع كان يشفى يوم السبت، لأنه أعاد للبشرية المفهوم الحقيقي للسبت... "أن السبت للإنسان وليس الإنسان للسبت".
وفي الإصحاح السادس يقول "و كان الفصح عيد لليهود قريبًا"، ويشرح لنا البشير كيف اشبع الرب الجموع من خمسة خبزات وسمكتين، ثم تحدث عن نفسه كفصح حقيقي ومن سماوي "ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء... أنا هو خبز الحياة... من يأكل جسدي و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه...".
وفي الإصحاح السابع "وكان عيد اليهود عيد المظال قريبًا ولم انتصف العيد صعد يسوع إلى الهيكل وكان يعلم... أن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه انهار ماء حي"...
و في الإصحاح الثاني عشر " قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا وسكبت مريم طيبًا
ناردين كثير الثمن... قال يسوع اتركوها أنها عملت هذا لأجل تكفيني".

وهكذا طيلة البشارة نجد معلمنا حريصًا على إبراز المعنى الروحي الحقيقي للعيد.
لقد كان العيد قبل المسيح إشارة وتمهيدًا لقدومه... وصار العيد بعد تجسده ودخوله الزمن تجديدًا وتذكارًا حياتنا لشخصه المبارك.
ليعطينا الرب بركة هذه الأعياد لنفهم المعاني الروحية وكيفية ممارسة الطقس لمعرفة هدف العيد الحقيقي.
ببركة صلوات وشفاعات أم النور الطاهرة مريم العذراء وصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكة في الخدمة الرسولية أسقفنا المكرم الأنبا مرقس أسقف المدينة المحبة للمسيح شبرا الخيمة وتوابعها الذي اعتنى بهذا المعهد آمين.

القس: اشعياء عبد السيد

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:11 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 

الأعياد في العهد القديم:
1) عيد الفصح


الأعياد هي حفلات عمومية تقام بطرق مختلفة في أيام معينة من كل سنة وتسمى تلك الأيام الأعياد.
و من يطالع الكتاب المقدس يجد أن الله فرض أعيادا على شعبه في العهد القديم ليحفظوا بها بإقامة الشعائر الدينية والانعكاف على الأعمال الصالحة المرضية والاعتكاف عن كل عمل دنيوى وأول تلك الأعياد التي أمر الله بحفظها وتقديسها و الاحتفال بها هو العيد الأسبوعي.
1-السبت: أما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك لا تضع عملًا ما أنت وابنك و ابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي دخل أبوابك (خر 20: 10).
2-عيد الفصح: (خر 7 – 12) من 7-10 خاصة بالقربان، 11 – 12 ضربة الأبكار وخروف الفصح في (إصحاح 12: 12-15).
لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا (1كو 5: 7) مصر حيث صلب ربنا أيضا (رؤ 11: 8).

شريعة خروف الفصح:
1-يحضر كل بيت خروف (شاه) ذكر حوليًا ابن سنة يوم 10 نيسان.
2-يبقى تحت الحفظ إلى يوم 14 ثم يذبح في العشية.
3-يأخذ بنو إسرائيل من دمه ويجعلونه على القائمتين والعتبة في البيوت التي يأكلونه فيها.
طريقة أكله:
أمرهم الله أن يأكلوا لحمه مشويا بالنار مع فطير على أعشاب مرة، وحذرهم الرب أن يأكلوا منه شيئًا نيئًا أو مطبوخًا ولا يبقون منه شيئًا للصباح. وأن تبقى منه شيء يحرقونه بالنار يأكلونه وأحقاؤهم مشدودة أو أحذيتهم في أرجلهم، وعصيهم في أيديهم بعجلة... خر 12: 12 – 15.

ملاحظات:
1-دم الخروف يرش على القائمتين والعتبة العليا. المسيح دمه يطهرنا من كل خطية.
2-كان الخروف بعد ذبحه يشوى على سفودين متقاطعين أي سيخين متعامدين على هيئة طيب مع انه كان يمكن شيه بمرور أكثر من سيخ طولي في الخروف.
3-يؤكل صحيحًا ولا تكسر عظامه. يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر "مز20:34"
4-يشوى على النار وحذرهم الرب من أن يأكلوه نيئًا أو مطبوخًا، أي الشيّ هي الطريقة الوحيدة المسموح بها والسيد المسيح له المجد احتمل آلامًا مريرة في نفسه وجسده صار قلبه كالشمع قد ذاب وسط امعائى "مز14:22". والشمع لا يذيبه ألا النار.
5-كان آكل الخروف يجب أن يتم على أعشاب مرة... والأعشاب المرة تشير إلى مرارة الخطية والضيقة التي حملها ابن الله عن البشر جميعًا... أنها خطايا العالم كله.
6-كان لا يبقى منه شيء حتى الصباح بل يؤكل كله في عشية هكذا انزل المسيح عن الصليب في مساء يوم صلبه وموته.
7-المشتركون في الخروف: لا يأكله إلا المختونون ولا يأكله الغرباء وإلا فإنه موتًا يموت... وهذا إشارة لقدسية ذبيحة المسيح الكفارية ونصيب كل من يستهين بها الموت الأبدي "من خالف ناموس موسى فعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقابًا اشر تظنون انه يحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا وازدرى بروح النعمة (عب 1: 28، 29).
لذا:-
في سر الافخارستيا نتناول جسد الرب ودمه الاقدسين حقيقة لا رمزا ولا مجازا، وان هذه الذبيحة غير الدموية هي امتداد لذبيحة الطيب... لذا من يتناول بدون استحقاق بحسب تعبير القديس بولس الرسول "يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه" ويحذر بولس الرسول من يتجرأ على التناول بدون استحقاق بأنه "يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" ويختم ذلك بقوله "من أجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرقى و كثيرون يرقدون" (1 كو 11: 30).
نفس التحذير نجده في خروف الفصح.
8-أيام الفطير: في شريعة خروف الفصح أمر الله بنى إسرائيل أن يأكلوا فطيرًا دون الخبز المختمر مدة سبعة أيام لأن الخمير دائمًا يشير إلى الخطية والشر... و السبعة أيام ترمز إلى كمال الشيء. وهذا يعنى الحياة كلها.
... و الإنسان المسيحي الذي تقدس بدم الحمل الجديد دم ربنا يسوع المسيح يجب أن يمتنع عن الخطية وإتيانها كل أيام حياته المزمور لها بسبعة أيام.
9- أخيرا رتب طقس خروف الفصح إشارة دائمة إلى خروج بنى إسرائيل من مصر التي تمثل العبودية. وليذكروا خلاص الله العجيب... وترتيب التناول المقدس في العهد الجديد ذبيحة غير دموية دائمًا لتذكار خلاصنا من عبودية إبليس. ولنذكر حسن صنيع الله معنا.

تأملات في ظروف الفصح

أهمية دور الإنسان في عملية الخلاص:
في الضربات التسع الأولى لم يطلب الله من الشعب الإسرائيلي أن يفعلوا شيئًا. كان موسى وهارون هما اللذان يقومان بالضربات والاتصال بفرعون مصر...
... في الضربة العاشرة كان للشعب دور... اختيار الخروف وحفظه أربعة أيام – ثم ذبحه و رش دمه وأكله مشويًا وهنا يظهر دور الأيمان وأهمية دور الإنسان في عملية الخلاص كما يقول القديس أغسطينوس "الله الذي خلقك بدونك لن يخلصك بدونك" و هنا تبرز أهمية دور كل إنسان في خلاص نفسه "أن كان أحد يجاهد لا يكلل أن لم يجاهد قانونيًا" (2 تيمو 2: 5) "لم تقاموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4).
الضربة العاشرة كانت رمزا لدينونة الأخيرة عندما يظهر الخروف المذبوح (رؤ 13: 8) أتيا بمجد عظيم... كانت الضربة في منتصف الليل وكثيرًا ما أشار السيد المسيح إلى هذا الوقت كموعد لمجيئه. مثل العشر عذارى في نصف الليل صار صراخ هوذا العريس قد أقبل (مت 25:6).
كان خروف الفصح ذكرًا وذلك لأنه فدية بديلًا عن الأبكار الذكور آكله على أعشاب مرة من مؤهلات اتحادنا بالفصح الحقيقي بالتوبة والندم والاعتراف... والأعشاب المرة تشير إلى شركة آلامنا مع الحمل الإلهي.
"لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته" (فى 3: 10).
لابد أن يأكل كل فرد من الجماعة منه "أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
لا يأكله غير مختتن وأيضًا جسد الرب لا يأكله غير المعمد.

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:12 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 
الأعياد في العهد القديم:
2) العيد الشهري
ويعرف أيضًا برؤوس الشهور أو الأهله، وكان ينبه على أول كل شهر بالتبويق بأبواق الفضة (عد 10: 11، 12).
وفي العصور المتأخرة زادت أهمية رؤوس الشهور فكانوا يتوقفون فيها عن التجارة (هو 11:2).

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:12 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 
الأعياد في العهد القديم:
3) عيد باكورة الحصاد
كان اليوم التالي من أيام الفطير هو عيد باكورة الحصاد وفيه يأتون بحزمة أول حصاد من الشعير لترديدها أمام الرب في غد السبت بمعرفة الكاهن والسبت هو أول أيام الفطير أي كان من أيام الأسبوع (لأن السبت معناه راحة) فعند غروب الشمس في اليوم الأول من الفطير يخرج الحصادون إلى أحد الحقول ويتساءلون هل غربت الشمس فيجيب البعض منهم نعم. فيحضرون كمية من الشعير ويؤتى بها إلى الهيكل ويطحنونه عدة مرات ويؤخذ منها ويمزج بالزيت واللبان وتوضع على المذبح مع المحرقات.

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:13 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 
الأعياد في العهد القديم:
4) عيد الأسابيع والخماسين
بعد الاحتفال بعيد باكورة الحصاد يستمرون في حصاد الأرض فيحصدون سبعة أسابيع كاملة وفى نهايتها يكون عيد الحصاد ويسمى عيد الأسابيع أو عيد الخماسين (عيد الخمسين) وفيه تقدم باكورة القمح رغيفين من أنقى أنواع الدقيق مع ذبائح سرور وشكر لله، وذبائح هذا العيد سبعة حملان وعجل وكبشين وخروفين ذبيحة سلامة وماعز ذبيحة خطية، ثم بعد ذلك ذبائح اختيارية من الشعب وكان هذا العيد محفل عام مقدس للرب لا يعمل فيه عمل ما يلتزم كل ذكر من إسرائيل فوق الثانية عشرة من عمره أن يحضره في أورشليم. ولابد لنا أن نعرف انه في السنة التي صلب فيها السيد المسيح له المجد، احتفل اليهود بيوم الفصح في يوم الجمعة وكان أول أيام الفطير يوم السبت ولذلك كتب يوحنا عن ذلك السبت انه كان يوم (سبتا) عظيمًا (يو 19: 31) لأنه كان علاوة على انه سبت كان أول أيام الفطير وكان غير ذلك السبت وهو ثاني أيام الفطير هو يوم باكورة الحصاد وهو بعينه يوم قيامة الرب وبعد خمسين يوما من قيامته كان عيد الخمسين لليهود وفيه اجتمعت جماهير غفيرة من اليهود لتحتفل بالعيد فحل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة ولذلك أصبح يوم الخمسين من الأعياد المسيحية.

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:14 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 
الأعياد في العهد القديم:
5) عيد الأبواق
في اليوم الأول من الشهر السابع المسمى أيثنيم يعتبر بداية السنة المدينة وكان في هذا اليوم يوم استعداد لعيد الكفارة الذي يقع في اليوم العاشر من هذا الشهر وكانوا يبوقون بالأبواق المصنوعة من قرون الكباش تذكارًا للكبش الذي ذبحه إبراهيم بدلا من اسحق وكان صوت الأبواق هو عادة الإسرائيليين ليستعدوا للحضور أمام الرب لمعرفة خطاياهم وفي هذا العيد كانوا يعتكفون عن كافة الأعمال الدنيوية ويتفرغون للعبادة وتقديم الذبائح (لا 23).

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:16 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 

الأعياد في العهد القديم:
6) عيد الكفارة (يوم الكفاره العظيم)


the Day of Atonement يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع المسمى ايثانيم... يعتبر أهم الطقوس التي ذكرت في سفر اللاويين وتشير هذه الطقوس بصراحة ووضوح إلى أسرار العهد الجديد كانت مراسيم يوم الكفارة رمزا لدخول المسيح رئيس الكهنة الأعظم إلى السماء مرة واحدة بعد أن أكمل خلاص البشرية بدم نفسه (عب 9: 1 – 12، 24 – 28). يسمى أيضًا Yom Kippur يوم كيبور.
و سنتكلم عن هذا العيد من ثلاث زوايا:
الشعب، ورئيس الكهنة، ثم الذبائح التي كانت تقدم في ذلك اليوم.

من جهة الشعب:

https://st-takla.org/Pix/Portraits-Ch...ilieb-1878.jpg
كان يحتفل بالفصح في الشهر الأول والكفارة في الشهر السابع كان على اليهود – عدا المرضى والشيوخ والأولاد – أن يصوموا ذلك اليوم من المساء إلى المساء أي من الغروب إلى الغروب. كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام والشراب والاغتسال، ودهن الرأس ولبس الأحذية والعلاقات الزوجية. وكل نفس لا تنقطع فيه للعبادة والتذلل والصوم تقطع من الشعب وكل نفس تعمل عملا تباد تلك النفس (لا 23: 29، 30) وكل من آكل أو شرب سهوا يقدم ذبيحة خطية، أما من فعل ذلك عمدًا فيقطع.. يوم الكفارة يرمز ليوم الجمعة العظيمة عندنا.. وهكذا نجد أن الكنيسة فرضت على أبنائها الصوم والتقشف يوم جمعة الصلبوت، إذ هو يوم الكفارة الحقيقي. يوم الكفارة هو اليوم الوحيد في السنة الذي يدخل فيه رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس للتكفير عن خطاياه وعن خطايا الشعب... وقدس الاقداس كان لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة وهذه المرة هي يوم الكفارة ويستعد لها استعدادات غير عادية.

من جهة رئيس الكهنة:-
كان على رئيس الأحبار الذي يقوم بخدمة الكفارة أن يعتزل زوجته سبعة أيام قبل يوم الكفارة ويقيم تلك المدة بمخدع في الهيكل لئلا يمس شيئًا دنسًا، أو ما يمنعه عن القيام بخدمته... والليلة السابقة للكفارة كان يقضيها ساهرًا في قراءة الأسفار المقدسة خوفًا من التدنس بشيء من الأحلام إذا نام. وكانت هذه الأسفار هي أسفار أيوبودانيالوعزراوأخبار الأيام الأولوالثاني وإذا لم يستطع قراءتها لشيخوخته مثلا قرأها له الشيوخ الجالسون معه... وكان الكهنة ينبهونه إذا رأوه مائلًا للنوم. وفي الصباح كان يغتسل جسمه كله بالماء النظيف ويرتدى قميصًا وسروالا ويتمنطق بمنطقة ويضع على رأسه العمامة وكلها مصنوعة من الكتان الأبيض النقي (لا 16: 4).. وتلاحظ أن رئيس الكهنة في يوم الكفارة لا يلبس شيئًا من ثيابه الفخمة الثمينة سوى القميص الكتان الذي يرمز إلى تجسد ربنا يسوع المسيح رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذي لما أخذ جسدًا وجاء ليكفر عن خطايا البشر. لم يظهر في بهاء مجده بل وضع عليه فقط حلة طبيعتنا البشرية (أي تجسد) تلك التي يرمز لها بالقميص الكتان الأبيض قبل يوم الكفارة كان شيوخ الكهنة "نواب مجمع السنهدرين" يقرءون لرئيس الكهنة الطقوس الخاصة بهذا اليوم مدونة في أسفار التوراة ثم يمثلها أمامهم ليتأكدوا انه أتقن معرفتها بكل تدقيق... وكان رئيس الكهنة يبتدئ في خدمة الكفارة بعد أن يكون قد أقسم أمام أعضاء مجلس السنهدرين على أن يكون أمينًا في إتمام كل الطقوس لأنه لم يكن مأذونا لغيره بالتواجد معه... وذلك رمز إلى أن الكفارة الحقيقة يقوم بها ربنا يسوع المسيح وحده دون أن يشترك معه آخر آيا كان.

من جهة الذبائح التي كانت تقدم في ذلك اليوم:
كان رئيس الكهنة الذي يقدم الكفارة محتاجا أن يكفر عن نفسه أولا، لأنه يخطئ كسائر البشر وبالتالي يحتاج إلى مغفرة خطاياه ورحمة الله... كان يقدم عن نفسه كبش محرقة وثور ابن بقر لذبيحة خطية.
كان يقدم عن الشعب كبش لمحرقة وتيسين من الماعز أحدهما لذبيحة خطية، والأخر لعزازيل. ونلاحظ أن ذبائح رئيس الكهنة عن خطاياه أكثر من التي عن خطايا الشعب. ونحن نعلم أن الكاهن عندما يصلى في القداس يقول "عن خطاياي وجهالات شعبك" لأن الذي يعرف أكثر يطالب أكثر...
كانت التقدمة التي يقدمها عن الشعب يشتريها الشعب من مال جماعة إسرائيل... وكانت ذبيحة الخطية أي الثور الذي هو عن خطية رئيس الكهنة، والتيس الذي هو عن خطايا الشعب كانت تحرق بلحمها وعظمها وجلدها حرقا كاملًا خارج المحلة، وليس على مذبح المحرقة داخل خيمة الاجتماع أما السبب في ذلك فيرجع إلى أن:
1-الخطية مكروهة جدًا لدى الله لذا لا تقدم على مذبح الله.
2-ليعلم الشعب أن جزاء الخطية هو الحرق بالنار فالحيوان حرق عوضًا عن الإنسان.
3-حرقها بعيدًا عن المحلة أو المدينة كان إشارة إلى إزالة الخطية بعيدًا "كبعد المشرق عن المغرب، ابعد عنا معاصينا" (مز 103: 12)
4-هذا جميعه تم في المسيح الذي قدم ذاته عنا ذبيحة خطية... خارج أورشليم. الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة. لذلك يسوع أيضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب... (عب 13: 11، 12).
بعد أن يقدم رئيس الكهنة الثور عن خطيته يلقى قرعة على التيسين وكانت القرعة تلقى بلوحين من الذهب مكتوبًا على أحدهما واحد للرب وعلى الآخر لعزازيل.
"عزازيل" اسم عبري معناه عزل وهو يشير إلى عزل الخطية أو الفصل ويشير أيضا إلى المكان الصحراوي النائي الذي كان التيس يعزل فيه ويشير إلى الشيطان أو ملاك ساقط... على أية حال كان تيس عزازيل رمز إلى عزل الخطية وابتعادها عن البشر... "التيس الأول" يذبح... أما الثاني لعزازيل فكان رئيس الكهنة يضع يده على رأسه ويقر بجميع ذنوب بنى إسرائيل وجهالاتهم وهنا نتذكر ما قاله إشعياء بروح النبوة عن المسيح "الرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6).
و كان هذا التيس يرسل إلى البرية القفر يبعد بيد شخص مستعد... أن ذهاب التيس حامل خطايا الشعب إلى البرية والقفر الموحش بكل أهواله إنما يذكرنا بنبؤة اشعياء عن السيد المسيح: "انه قطع من ارض الأحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي" (أش 53: 8).
في يوم الكفارة كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الأقداس ثلاث مرات بمفرده.

المرة الأولى:-
يدخل بمجمرة البخور التي من ذهب خالص بعد أن يملأها جمر نار من على المذبح أي من النار الدائمة على مذبح النحاس. ويبخر ويبقى فيه حتى يمتلئ المكان بالبخور ثم يترك المجمرة عند التابوت ويخرج بظهره "وجهه جهة قدس الأقداس" كان في قدس الأقداس لا يوجد إلا تابوت العهد ويظل عليه كروبا المجد... وتابوت العهد كان به لوحا الشريعة وقسط المن وعصى هارون التي أفرخت ويخرج بظهره ووجهه لقدس الأقداس.

المرة الثانية:-
يأخذ دم الثور في وعاء الدم ويدخل به وينضح بإصبعه من الدم سبع مرات على الغطاء والتابوت ويخرج ووجهه نحو قدس الأقداس.

المرة الثالثة:-
يدخل بدم التيس وينضح على الغطاء والتابوت وبهذه الطريقة يكفر عن آثامه وآثام بنى إسرائيل لمدة سنة، ثم يدخل بعد ذلك لإحضار المجمرة.

كفارة العهد القديم وكفارة المسيح:
كان يوم الكفارة يتكرر كل سنة... دليلًا على أن المشكلة قائمة وباقية، أما السبب فيذكره بولس الرسول لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا (عب 10: 4) وتبعا لذلك فإن طريق الأقداس لم يظهر بعد (عب 9: 8)... كل ذلك كان نبوءة على أن الحل الكامل والنهائي للكفارة عن الخطايا هو في المسيح وذبيحة نفسه (عب 9: 26) ويبين أن المؤمنين مقدسون بتقديم جسم يسوع المسيح مرة واحدة (عب 10: 10) وأن المسيح بعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله (عب 10: 12) وانه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين (عب 10: 14) وانه بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءًا أبديًا (عب 9: 12).
وتلاحظ في الكفارة:
1- كان الرب يترامي بمجده فوق غطاء التابوت الذي يسمي كرسي الرحمة كما قال لموسي "لأني في المحارب أتراءى علي الغطاء" (لا 16: 2).. علي أي أساس كان الرب يتراءى بمجده فوق غطاء التابوت، علي أي أساس دم الكفارة الذي دخل به رئيس الكهنة ونضح منه سبع مرات علي غطاء التابوت.. ويوم الكفارة وأن كان مذكورًا بين الأعياد لكنه كان يوم تذلل كما رأينا... وأن تصالح الإنسان مع الله مازال علي هذا الأساس دم المسيح والتذلل والتوبة.
2- كانت بركات يوم الكفارة لا تقتصر علي اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضًا والنازل في وسطهم (لو 16: 29).. دبر الله بالإيمان بيسوع المسيح هو إلي كل وعلي كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق.. متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه (رو 3: 22- 25).. أن كفارة المسيح للخليقة كلها (1: 0 2)

سنة اليوبيل
ويتصل بموضوع عيد الكفارة سنة اليوبيل والمعني في العبرية قرن الخروف أو البوق. ويطلق مجازا علي الصوت الخارج نتيجة نفخ البوق. سنة اليوبيل تأتي كل خمسين سنة، أي كل سبعة أسابيع سنين أي 49 سنة لكن سنة اليوبيل لا تبدأ بالشهر الأول من السنة بل بالشهر السابع الذي فيه الكفارة بل أنها تبدأ في يوم الكفارة ثم يعبر بوق الهتاف في الشهر السابع من عاشر الشهر في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم، وتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا وترجعون كل إلي ملكه. وتعودون كل إلي عشيرته (لا 25: 8-11).. لقد كانت سنة اليوبيل هي سنة عتق العبير ورد كل شيء. كان يعفي المدينون من ديونهم، ويعتق العبيد ويعتبرون أحرار، وترجع الأرض إلي من سبق أ باعها عن فقر وعوز. أما السبب في ذلك فهو أن الكفارة هو الأساس الذي عليه تأتي أزمنه رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر (أع 3: 21).. وكما أن الفصح هو نقطة البداءة للمؤمنين بموت المسيح، وهكذا كان يوم الكفارة هو بداءة جديدة لذلك الشعب حينما تمحي خطاياهم بالتوبة: ألا تعود أنت فتحيينا فيفرح بك شعبك؟ (مز 85: 6).

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:20 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 

الأعياد في العهد الجديد:
1) مقدمة عن الاعياد السيديه


كانت الأعياد في العهد القديم ظلًا للأعياد القادمة كما أن بقية الفرائض والطقوس القديمة كانت رموزًا للخيرات الآتية التي أسبغها علينا ربنا يسوع المسيح بموته، أي أن الواجب علينا أن نعيد ونحتفل بالبركات التي نلناها في عهد النعمة كالأمثلة الآتية:
أولًا: أن الرب يسوع المسيح نفسه قد أظهر اعتباره للأعياد وقدسها بحضوره فيها وممارسته إياها مثل (الفصحمت 26: 9) (يو 2: 13) (عيد المظاليو 7: 2) (عيد التجديد في أورشليميو 10: 22، 23) (عيد لليهود يو 5: 1) (تطهير العذراء لو 2: 24)
ثانيا: أن الرسل القديسين كانوا يحتفلون بهذه الأعياد وباركوها وأمروا بها قولًا وعملًا وهم كانوا من لم ينطقوا بألسنتهم بل كانوا تراجمًا ناطقين بالروح القدس فالرسول بولس أمر بتعييد عيد الفصح المجيد بقوله "أن فحصنا أيضًا المسيح ذبح لأجلنا أذًا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبس بل بفطير الإخلاص والحق" (1 كو 5: 7، 8) عادا ذلك فأنا الرسول نفسه كان يعيد مع المؤمنين. لما كان في أفسس إلي أورشليم ليحتفل بعيد العنصرة (أع 18: 21) وكذلك لما كان في أسيا وعد مؤمني كورنثوس بالذهاب إليهم بعد أن يعيد عيد العنصرة (1 كو 16: 18).
من هذا يستدل صريحًا أن الأعياد مأمور بها في العهد الجديد ومصرح بممارستها وأن الاحتفال بها كان في أوقات معلومة معينه.. غير أن قومًا ادعوا أن الرسول نهى عن الأعياد بقوله "فلا يحكم عليكم أحد في آكل وشرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت" (كو 2: 16). وهو إدعاء غريب فإن الرسول لا يريد بنهيه هذا إلا عدم مجازاة اليهود في أعيادهم القديمة من سنوية وشهرية وأسبوعية واعتبارها فريضة ثابتة وواجبة على المؤمنين بدليل قوله التي هي ظلا للأمور العتيدة فقد أبدلت بما هو أفضل وأتم وأكمل.
فكلام الرسول بولس إذا لا ينفى الأعياد المسيحية التي تمتاز عن تلك في الغاية والكيفية وألا لزم بطلان حفظ يوم الأحد لأنه ذكره ضمن الأعياد التي نهى المؤمنين عن استعمالها.
و هذا لا يقوله مسيحي ثم أن الرسول نهى المؤمنين من اليهود أنفسهم أن يحفظوا الناموس حسب شريعة موسى (أع 15: 1) وليس حسب تعاليم المسيح (كو 2: 8) كما حصل في أمور الختان إذ كان قوم من اليهود أزعجوا المؤمنين قائلين انه أن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا (أع 15: 1، 24) والبروتستانت يسلمون ويعترفون بهذه الحقيقة. ومما يحسن ملاحظته أن جميع الكنائس الرسولية في العالم تعتقد بالأعياد وتحتفل بها وقد شهد البروتستانت بأن هكذا كان اعتقاد الكنيسة الجامعة. فقد جاء في تاريخ الكنيسة المطبوعة بمعرفتهم عام 1839 وجه 100: وأما الأعياد التي كانوا يعيدونها فهي الفصح والعنصرة والتجلي والميلاد. فالفصح لتذكار قيامة مخلصنا، والعنصرة لتذكار مواهب الروح القدس وحلوله على التلاميذ، والتجلي لتذكار ظهور سيدنا المسيح. ثم لظهور النجم للحكماء... ولظهور الثالوث القدوس عند معمودية ربنا ولأول أعجوبة آجراها في قانا الجليل واظهر بها مجده... والميلاد لتذكار ميلاد المبارك... الخ ولقد شهد موسيمهم المؤرخ البروتستانتي بأن الأعياد كانت ولا تزال تمارس في الكنيسة منذ العصر الرسولي بقوله أن مسيحي القرن الأول اجتمعوا للعبادة في اليوم الأول من الأسبوع اليوم الذي استرجع به المسيح حياته ويظهر أنهم كانوا يحفظون يومين سنويين دينيين للواحد تذكارا لقيامة المسيح والثاني تذكارًا لحلول الروح القدس على الرسل (وجه 42 كتا ايسوس ك 4 ص 15) وقال أيضا أن الأعياد السنوية المحفوظة عند مسيحي هذا القرن (الثاني هو تذكار موت المخلص وقيامته وحلول الروح القدس على الرسل (فرن 2 قسم ف 4) وقال أيضا في أكثر جماعات المسيحيين كان يحفظ خمسة أعياد أي تذكار ميلاد المسيح وتذكار آلامه وموته لأجل خطايا البشر وتذكار قيامته وتذكار صعوده إلى السماء وتذكر حلول الروح القدس على خادميه (ك 2 قرن 4 قسم 2 ق 2) يظهر من هذا أن البروتستانت يشهدون بأن منشأ الأعياد قديم في الكنيسة وبالتالي من عصر الرسل على انه ليست الكنيسة الأسقفية تعتد بها أيضا السيدية والخاصة بالشهداء ما زيد عن 33 عيدًا (راجع مقدمة الصلاة العمة)..وكذلك الكنيسة المسيحية تعترف بوجوب ممارسة الأعياد والاحتفال بها قد قال مؤلف كتاب اللاهوت البروتستانتي (أن بعض الكنائس البروتستانتية تعتبر بعض العوائد الكنائسية التي تسلسلت منذ القديم في الكنيسة المسيحية مما لا يضاد مطلقًا الكتاب المقدس كاعتبار عيد الفصح وعيد الميلاد وغيرهما باب 5 ف 3 وجه 47 هذا وغيره كثير.

الغاية من الأعياد:

1- إحياء ذكرى نعمة وعجائبه (خر 12: 14).
2- تذكير الخلق بإحسانات الله وغايته بشعبه (خر 12: 22-27)، 13: 8، 14، (تث 32: 7).
3- جعلها واسطة في حفظ شريعة الرب (خر 13: 8-16).
هذا هو غرض الكنيسة من إقامة الأعياد فهي تحتفل بها تذكارًا لمنح الله وبركاته الإلهية التي أفاضها على الكنيسة بغنى رحمته في ابنه المحبوب يسوع وتنبيها وعظة للمتأخرين بما جرى من الحوادث الخطيرة في الأيام الغابرة مهما قدم عهدها وطال زمنها... ولولا الأعياد لاندثرت تلك الحوادث العجيبة التي تذكرنا دائمًا بنعمة الله بنوع حس يرسم في الذهن صورة محببة، بل لأصبحت آثرا بعد حين لا يفرقها واحد من المشيحين ولا وصل خبرها للمتأخرين من المؤمنين جيلًا بعد جيل. وفضلًا عن ذلك فإن الأعياد تثبت روح الدين وتربى عاطفة التقوى وحب الفضيلة في قلوب الصغار والكبار وتجعل شريعة الرب في فهم (خر 13: 8 – 16).
قال أحد الآباء: قد وضعت الأعياد لغاية نبيلة معروفة أي لكي يتمكن المؤمنين من عبادة الله. إكرامه وتذكر أسرار التجسدوالفداء وأعمال قديس الله العظام وحياتهم اللامعة بالقداسة والورع فيجنوا من هذه العبادة وذلك التذكر أثمار لذيذة تطيب بها قلوبهم وتخشع نفوسهم ويشتدد آزرهم بتأملهم صلاح إلهه ونبالة قديسيه وبسالتهم في مصارعة الشهوات واستماتتهم في طلب رضا البار العزيز واحتقارهم كل الدنيويات حبًا به (رفيق العابد 333).
وقد شهد البروتستانت أيضًا بالفرض الذي ترمي له الكنيسة من هذه الأعياد... فقد قال صاحب "ريحانة النفوس" أن الأعياد التي كانت عند المسيحيين الأولين كانت تُحْتَفَظ باعتبار واحترام عظيمين؛ وكان المقصود بها انتشار روح التقوى بواسطة مراجعة الحوادث والتعاليم العظيمة المدلول عليها بهذه الأعياد، ولا ريب أنه قد حصل من ذلك منفعة في تلك الأعصار الأولى... وكذلك من عيد الميلاد قبل أن صار حفظه عمومًا (وجه 18: 19) فكأن الأعياد تاريخ فعلى منظور محسوس ناطق يساعد التاريخ المكتوب المطوي في سطور الكتب المجهولة من العمة وقليل العلم من بنى الإنسان... بل هو تاريخ يقرأه الجهلاء والعامة بما يرونه ممثلًا أمامهم في تلك الحفلات المقدسة التي تقام في أوقاتها المعينة من كل عام... ولا نظن أن واحدا من العقلاء أو الجهلاء من المؤمنين ينكر فائدة هذه الأعياد ما دام الرب أمر بها وباركها والرسل ما رسوها... وما دام هذا غرضها ومازالت ترمى إلى هذا القصد من التعليم وأحياء ذكرى تلك النعم والبركات هطلت من عند أبى الأنوار.

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:22 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 

الأعياد في العهد الجديد:
ما هي الأعياد السيدية الصغرى والكبرى؟


الأعياد نوعان:
1-سيدية وهى الخاصة بالسيد المسيح وهى (أعياد سيدية صغرى، وأعياد سيدية كبرى)
2-غير سيدية وهى الخاصة بالسيدة العذراء والملائكة والرسل والشهداء والقديسين.

الأعياد السيدية


الأعياد السيدية الكبرى:-

1-البشارة 29 برمهات.
2-الميلاد 29 كيهك.
3-الغطاس 11 طوبة.
4-الشعانين الأحد السابع من الصوم الكبير.
5-القيامة الأحد الثامن من الصوم الكبير.
6-الصعود اليوم الأربعين من القيامة.
7-العنصرة اليوم الخمسين من القيامة.
الأعياد السيدية الصغرى:-

1-الختان 6 طوبة.
2-دخول السيد المسيح الهيكل 8 أمشير.
3-دخول السيد المسيح ارض مصر 24 بشنس.
4-عرس قانا الجليل 13 طوبة.
5-التجلى 13 مسرى.
6-خميس العهد الخامس من الشعانين.
7-أحد توما الثامن من القيامة.

Mary Naeem 11 - 06 - 2014 05:23 PM

رد: الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد
 

الأعياد في العهد الجديد:
3) ملاحظات طقسية للأعياد السيدية


1- التسبحة والمردات والألحان بالطريقة الفرايحي.
2-إذا جاء عيد الميلاد أو الغطاس يوم أحد يكون البرمون يومان وإذا جاء الاثنين يكون البرمون ثلاثة أيام خلا ذلك فالبرامون يوم واحد.
3-البرمون وعشية طريقته سنوية ويراعى إذا كان هناك أي ابصاليات أو ذكصولوجيات أو الحان أن تقال كل في مكانها.
4- تسبحة عشية العيد بالطقس الفرايحي ورفع بخور عشية المردات فرايحي وكذا العيد.
5-في رفع بخور باكر بعد صلاة الشكر تقال أرباع الناقوس (ذكصولوجية) باكر القطعة الأولى حتى "هيتين نوافيش" ثم الأرباع الخاصة بالعيد ثم شفيع الكنيسة ثم أوشية المرضى ثم القطعة الثانية... الخ من السبع طرق يقال الـ20 ربع كل أربعة بطريقة أو ربعين بطريقة ثم بقية الذكصولوجيات بطريقتها العادية ويختم بلحن ابؤروا ثم القرابين ثم الذكصولوجيات مبتدئين بذكصولوجية العيد أولًا قبل ذكصولوجية العذراء مريم ثم يكمل مع مراعاة الطريقة الفرايحي.
6-في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة لا تصلى المزامير حيث أن الاحتفال بالعيد ليلا فلا يكون مناسبًا ولا ملائما للنظام أن تصلى في هذا الوقت المزامير الخاصة بالساعتين الثالثة والسادسة. اللتين تصليهما عادة نهارًا قبل القداس.
7-يقال الليلويا فاى بي بي......... والهتنيات الخاصة بالعيد، مرد الابركسيس الخاص بالعيد أيضا... المزمور باللحن السنجاري مرد المزمور والإنجيل الخاص بالعيد الاسبسمين الادام والواطس الخاصين بالعيد.
8-إذا وقع عيد سيدي في يوم أحد تقرأ الفصول الخاصة بالعيد ويعامل عيد الصليب كالأعياد السيدية لكن طقسه شعانين.
9-يصلى بالطقس الفرايحي كل يوم 29 من الشهر القبطي تذكار البشارة والميلاد والقيامة ما عدا شهريّ طوبة وأمشير لأنهما يرمزان إلى الناموس والأنبياء الذين تنبأوا عن السيد المسيح لأنهما سابقان للبشارة بالحمل الإلهي ويكون مرد التوزيع للأعياد الثلاثة.
10- تصلى الأعياد السيدية الصغرى فرايحي خلا عيد خميس العهد لأنه يقع في أسبوع البصخة.
11- تصلى الأعياد السيدية تكسر الانقطاع فقط إذا جاءت يوم الأربعاء أو الجمعة ولكن يكون الآكل بأطعمة صيامي خلا الميلاد والغطاس فهما يفطران تمامًا.
12- في أيام الفرح والأعياد السيدية يصلى الكاهنقسمة الأعياد السيدية: نسبح ونمجد اله الآلهة، خلا خميس العهد فيقال قسمة ذبح اسحق.
13- في أيام الفرح والأعياد السيدية يصلى في تقديم الحمل صلوات الثالثةوالسادسة فقط.
14- الفترة من الميلاد إلى الختان ومن الغطاس إلى عرس قانا الجليل تصلى فرايحي ولا يصام فيها انقطاعي ولكن الأربعاء والجمعة يؤكلان بأكل صيامي عقب القداس مباشرة.
15- يحتفل بعيد الصليب في 17توت ثلاثة أيام ويعامل معاملة الأعياد السيدية الصغرى وطريقته فرايحي وطقسه شعانيني كذلك يحتفل به في 10برمهات على أن يكون قبل جمعة ختام الصوم.
16- فترة الخماسين المقدسة بها طقوس خاصة وهى: -
أ- الطقس فرايحي دائمًا حتى طقس التجنيز يقال فرايحي.
ب- لا يجوز صوم يوميّ الأربعاء والجمعة وكذلك تخلو من المطانيات.
ج- لا يقرأ السنكسارcuna[arion لأن إشراق القيامة تحتجب فيه الكواكب والنجوم حيث أشرق القيامة شمس البر.
د- لا يقال الترحيم ولكن تذكر الأسماء على البخور فقط بعد المجمع.


الساعة الآن 07:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024