منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   معلومات عن الكتـاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مسح شامل للعهد القديم (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=482368)

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:42 PM

مسح شامل للعهد القديم
 
مسح شامل للعهد القديم

ينقسم العهد القديم إلى خمسة أقسام: أسفار موسى الخمسة (من سفر التكوين حتى سفر التثنية)، والأسفار التاريخية (من سفر يشوع حتى سفر إستير)، والأسفار الشعرية (من سفر أيوب حتى نشيد الأنشاد)، والأنبياء الكبار (من إشعياء حتى دانيال)، والأنبياء الصغار (من هوشع حتى ملاخي). كتب العهد القديم في الفترة ما بين عام 1400 ق.م. وعام 400 ق.م. تقريباً. تمت كتابة العهد القديم باللغة العبرية، مع وجود بعض الأجزاء باللغة الآرامية (وهي مشتقة من العبرية).

يختص العهد القديم بصورة أساسية بالعلاقة بين الله وشعب إسرائيل. تتحدث أسفار موسى الخمسة عن نشأة شعب إسرائيل وتأسيس الله علاقة عهد معهم. وتسجل الأسفار التاريخية تاريخ شعب إسرائيل، وإنتصاراتهم ونجاحاتهم بالإضافة إلى هزائمهم وإخفاقاتهم. تقدم لنا الأسفار الشعرية صورة أكثر حميمية لعلاقة الله مع شعب إسرائيل وإشتياقه لأن يعبدوه ويطيعوه. أما الأسفار النبوية فهي دعوة الله لشعب إسرائيل إلى التوبة عن عبادة الأوثان والخيانة والعودة إلى علاقة الطاعة والأمانة الروحية.

ربما تكون تسمية أفضل لهذا الجزء هي "العهد الأول". لأن كلمة "قديم" توحي بأنه شيء "عفا عليه الزمن" أو "لم يعد مناسباً"، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. إن الدراسة الشاملة للعهد القديم هي عمل جليل ويمنح ثراء روحي. فيما يلي تجد الروابط إلى الملخصات المختلفة لأسفار العهد القديم. إننا نرجو مخلصين أن تجد هذه الدراسة / المسح الشامل للعهد القديم مفيداً في مسيرتك مع المسيح.


Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:42 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر التكوين
الكاتب: إن كاتب سفر التكوين غير معروف بالتحديد. وقد جرى إعتبار أن كاتبه هو موسى النبي. ولا يوجد دليل قاطع ينفي كون موسى هو كاتب هذا السفر.

تاريخ الكتابة: لا يذكر سفر التكوين شيئاً عن زمن كتابته. ويرجح أن يكون تاريخ كتابته ما بين عام 1440 و عام1400 ق.م. أي في الوقت ما بين قيادة موسى شعب إسرائيل في الخروج من مصر وموته.

غرض كتابة السفر: أحيانا يسمى سفر التكوين "المخطط الأساسي" للكتاب المقدس كله. فأغلب التعاليم الرئيسية في الكتاب المقدس يتم تقديمها "كبذار" في سفر التكوين حيث يسجل سقوط الإنسان، ووعد الله بالخلاص والفداء (تكوين 3: 15). كذلك فإن عقائد الخليقة، وسبب الخطية، والتبرير، والكفارة، وفساد الإنسان، وغضب الله، ونعمة الله، وسيادة الله، ومسئولية الإنسان، وغيرها الكثير مذكورة في كتاب البدايات هذا المسمى سفر التكوين.

إننا نجد إجابات الكثير من الأسئلة العظمى في الحياة في سفر التكوين. 1) من أين أتيت؟ (الله هو الذي خلقنا – تكوين 1: 1)؛ 2) لماذا أنا هنا؟ (نحن هنا لتكون لنا علاقة مع الله – تكوين 15: 6)؛ 3) إلى أين أنا ذاهب؟ (لدينا مكان نذهب إليه بعد الموت – تكوين 25: 8). إن سفر التكوين يجذب إهتمام العالم والمؤرخ واللاهوتي وربة المنزل والمزارع والمسافر ورجل الله. إنه بداية مناسبة للكتاب المقدس الذي هو قصة خطة الله للإنسان.

آيات رئيسية: تكوين 1: 1 "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ".

تكوين 3: 15 "وَاضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْاةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَاسَكِ وَانْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ".

تكوين 12: 2-3 "فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ".

تكوين 50: 20 "انْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّا امَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْبا كَثِيرا".

ملخص قصير: يمكن تقسيم سفر التكوين إلى جزئين: تاريخ البدايات وتاريخ الآباء. يسجل تاريخ البدايات (1) الخلق (تكوين إصحاح 1 -2)؛ (2) سقوط الإنسان (تكوين 3-5)؛ (3) الطوفان (تكوين 6-9)؛ (4) التشتت (تكوين 10-11). يسجل تاريخ الآباء حياة أربعة رجال عظماء: (1) إبراهيم (تكوين 12-25: 8)؛ إسحق (تكوين 21: 1-35-29)؛ (3) يعقوب (تكوين 25: 21-25: 14)؛ يوسف (تكوين 30: 22-50: 26).

خلق الله الكون صالحاً وخالياً من الخطية. وخلق الله الإنسان لتكون له علاقة شخصية معه. أخطأ آدم وحواء وبذلك أدخلا الشر والموت إلى العالم. إزداد الشر في العالم بصورة مطردة حتى بقيت عائلة واحدة فقط وجد فيها الله شيء صالح. أرسل الله الطوفان ليمحو الشر، ولكنه أنقذ نوح وعائلته مع الحيوانات في الفلك. بعد الطوفان، بدأت البشرية في التكاثر والإنتشار في أنحاء العالم.

إختار الله إبراهيم ليخلق من خلاله شعباً مختاراً ومن ثم يأتي من نسله المسيا المنتظر. وقد تسلسل النسل المختار من إبراهيم إلى إسحق إبنه وثم إلى يعقوب إبن إسحق. غيَّر الله إسم يعقوب إلى إسرائيل، وأصبح أولاده الإثني عشر آباء عشائر إسرائيل الإثني عشر. في سلطانه العظيم، جعل الله يوسف إبن يعقوب يرسل إلى مصر من خلال أفعال إخوته البشعة. هذه الأفعال المقصود بها الشر من قبل إخوته، قصدها الله للخير وكانت نتيجتها في النهاية خلاص يعقوب وعائلته من المجاعة المدمرة بواسطة يوسف الذي صار له شأن وسلطان عظيمين في مصر.

إشارات للمستقبل: إن العديد من موضوعات العهد الجديد لها جذور في سفر التكوين. يسوع المسيح هو نسل المرأة الذي يسحق قوة الشيطان (تكوين 3: 15). وكما كان الحال مع يوسف، فإن خطة الله لصالح البشرية من خلال كفارة إبنه كانت للخير، رغم أن الذين صلبوا المسيح قصدوا به شراً. إن نوح وعائلته هم من أوائل البقية الباقية والذين يصورهم الكتاب المقدس. بالرغم من الظروف الصعبة والمعوقات الرهيبة فإن الله دائماً يحفظ بقية من الأمناء لنفسه. عادت بقية شعب إسرائيل إلى أورشليم بعد السبي البابلي؛ كما حفظ الله بقية باقية عبر كل الإضطهاد الموصوف في سفري إشعياء وإرميا؛ ظلت بقية مكونة من 7000 من الكهنة مخبأة عن غضب إيزابل؛ ويعد الله أن بقية من اليهود سوف يقبلون المسيا الحقيقي في يوم ما (رومية 11). إن الإيمان الذي أظهره إبراهيم هو عطية الله وأساس الخلاص لكل من اليهود والأمم (أفسس 2: 8-9؛ عبرانيين 11).

تطبيق عملي: إن الموضوع الغالب في سفر التكوين هو وجود الله الأبدي وخلقه للعالم. ولا توجد محاولات من جانب المؤلف لإثبات وجود الله؛ هو ببساطة يقول أن الله كائن، منذ الأزل وإلى الأبد، هو القدير الذي يسود على الكل. وبنفس الكيفية، نثق في الحقائق الموجودة في سفر التكوين، بالرغم من إدعاءات من ينكرونها. سيحاسب الخالق كل الناس بغض النظر عن الثقافة، أو الجنسية، أو اللغة. لقد إنفصلنا عنه بسبب الخطية التي دخلت إلى العالم عند سقوط الإنسان. ولكن بسبب أمة صغيرة واحدة، شعب إسرائيل، أعلنت خطة الله لفداء البشر وأصبحت متاحة للجميع. إننا نبتهج بهذه الخطة.

لقد خلق الله الكون، والأرض وكل كائن حي. ونحن نثق في قدرته على الإهتمام بكل أمور حياتنا. الله يستطيع أن يأخذ موقف ميئوس منه، مثل كون إبراهيم وسارة بلا نسل، ويصنع أموراً عجيبة لو أننا ببساطة وضعنا ثقتنا فيه وأطعناه. قد تحدث أمور فظيعة وظالمة في حياتنا، مثلما حدث مع يوسف، ولكن الله دائماً ما يخرج منها خير أعظم لو أننا وثقنا فيه وفي خطته الإلهية. "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رومية 8: 28).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:42 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر الخروج



الكاتب: موسى هو كاتب سفر الخروج (خروج 17: 14؛ 24: 4-7؛ 34: 27).

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر الخروج ما بين عام 1440 ق.م. وعام 1400 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن كلمة "خروج" تعني الرحيل أو المغادرة. في الوقت المعين من الله، كان خروج شعب إسرائيل من مصر علامة على إنتهاء زمن القهر لنسل إبراهيم (تكوين 15: 13)، وبداية تحقيق الوعد لإبراهيم بأن يعيش نسله لا في أرض الموعد فقط، بل يتضاعفون ويصبحون أمة عظيمة (تكوين 12: 1-3، 7). يمكن أن يوصف غرض كتابة السفر بأنه تتبع للنمو السريع لنسل يعقوب من مصر حتى تأسيس الدولة الدينية في أرض الموعد.

آيات رئيسية: خروج 1: 8 "ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ".

خروج 2: 24-25 "فَسَمِعَ اللهُ انِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ ابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَنَظَرَ اللهُ بَنِي اسْرَائِيلَ وَعَلِمَ اللهُ".

خروج 12: 27 "هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي اسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا. فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا".

خروج 20: 2-3 "انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لا يَكُنْ لَكَ الِهَةٌ اخْرَى امَامِي".

ملخص: يبدأ سفر الخروج من حيث ينتهي سفر التكوين حول معاملات الله مع اليهود، شعبه المختار. فهو يتتبع سير الأحداث منذ دخل شعب إسرائيل مصر كضيوف ليوسف الذي كان ذو سلطة في مصر، حتى خلاصهم من قيود العبودية القاسية التي أدخلوا فيها بواسطة "... مَلِكٌ جَدِيدٌ ... لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ" (خروج 1: 8).

تصف الإصحاحات 1-14 ظروف قمع اليهود تحت فرعون، وظهور موسى كمخلص لهم، والضربات التي أوقعها الله على مصر من أجل رفض قائدهم الخضوع له، ورحيلهم عن مصر. نرى يد الله القديرة في معجزات الضربات – التي إنتهت بضربة موت الأبكار وتأسيس الفصح الأول – وخلاص شعب إسرائيل، وشق البحر الأحمر، وهلاك الجيش المصري.

يخصص الجزء الأوسط من سفر الخروج للتوهان في البرية والتدبير الإلهي المعجزي لشعب الله. ولكن مع أنه أعطاهم الخبز من السماء، وماء حلو من الماء المر، وماء من الصخر، والإنتصار على مهلكيهم، وكتابة ناموسه بيده على الحجر، وحضوره في شكل عمودي النار والسحابة، إلا أن الشعب تذمر بإستمرار وتمرد ضده.

الجزء الثالث والأخير من هذا السفر يصف تكوين تابوت العهد ومخطط خيمة الإجتماع مع التقدمات المختلفة والمذابح والأثاث والطقوس وأشكال العبادة.

إشارات للمستقبل: كانت الذبائح المتعددة المفروضة على شعب إسرائيل رمز للذبيحة العظمى، الرب يسوع المسيح، حمل الله المذبوح. في ليلة الضربة الأخيرة على مصر، تم ذبح حمل بلا عيب ووضع دمه على قوائم أبواب بيوت شعب الله لحمايتهم من الملاك المهلك. وفي هذا رمز للمسيح، حمل الله بلا عيب أو غضن (بطرس الأولى 1: 19)، الذي يغطينا دمه لضمان الحياة الأبددية. إن قصة خروج الماء من الصخر هي من بين الصور الرمزية التي تشير إلى المسيح في سفر الخروج 17: 6. كما ضرب موسى الصخرة لتوفير الماء المانح للحياة ليرتوي منه الشعب، هكذا ضرب الله صخرة خلاصنا، الذي صلب من أجل خطايانا، ومن هذه الصخرة نبعت عطية الماء الحي (يوحنا 4: 10). كما أن تدبير المن في البرية هو رمز للمسيح، خبز الحياة (يوحنا 6: 48)، الذي دبره الله ليعطينا الحياة.

التطبيق العملي: لقد أعطي ناموس موسى، بقدر ما، لكي يثبت للناس أنهم لا يستطيعون أن يحفظوه. فنحن لا نستطيع أن نرضي الله بالإلتزام بالناموس؛ لذلك يحثنا الرسول بولس أن "نَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا" (غلاطية 2: 16).

إن تدبير الله لخلاص شعب إسرائيل من العبودية وتوفير المن والسلوى، هي علامات واضحة على عناية الله بشعبه. لقد وعد الله بتدبير كل إحتياجاتنا. "أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (كورنثوس الأولى 1: 9).

علينا أن نثق في الله، لأنه يستطيع أن يخلصنا من أي شيء. لكن الله لا يسمح أن تظل الخطية بلا عقاب للأبد. لهذا يمكن أن نثق في عدله وقصاصه. عندما ينقذنا الله من مواقف سيئة، علينا ألا نعود إليها مرة أخرى. وعندما يطالبنا الله بأمور معينة فإنه يتوقع طاعتنا له، ومع هذا فإنه يقدم لنا النعمة والرحمة لأنه يعلم أننا، بمفردنا، لن نستطيع أن نقدم له طاعة طاملة.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:43 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر الخروج



الكاتب: موسى هو كاتب سفر الخروج (خروج 17: 14؛ 24: 4-7؛ 34: 27).

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر الخروج ما بين عام 1440 ق.م. وعام 1400 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن كلمة "خروج" تعني الرحيل أو المغادرة. في الوقت المعين من الله، كان خروج شعب إسرائيل من مصر علامة على إنتهاء زمن القهر لنسل إبراهيم (تكوين 15: 13)، وبداية تحقيق الوعد لإبراهيم بأن يعيش نسله لا في أرض الموعد فقط، بل يتضاعفون ويصبحون أمة عظيمة (تكوين 12: 1-3، 7). يمكن أن يوصف غرض كتابة السفر بأنه تتبع للنمو السريع لنسل يعقوب من مصر حتى تأسيس الدولة الدينية في أرض الموعد.

آيات رئيسية: خروج 1: 8 "ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ".

خروج 2: 24-25 "فَسَمِعَ اللهُ انِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ مَعَ ابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَنَظَرَ اللهُ بَنِي اسْرَائِيلَ وَعَلِمَ اللهُ".

خروج 12: 27 "هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي اسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ الْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا. فَخَرَّ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا".

خروج 20: 2-3 "انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لا يَكُنْ لَكَ الِهَةٌ اخْرَى امَامِي".

ملخص: يبدأ سفر الخروج من حيث ينتهي سفر التكوين حول معاملات الله مع اليهود، شعبه المختار. فهو يتتبع سير الأحداث منذ دخل شعب إسرائيل مصر كضيوف ليوسف الذي كان ذو سلطة في مصر، حتى خلاصهم من قيود العبودية القاسية التي أدخلوا فيها بواسطة "... مَلِكٌ جَدِيدٌ ... لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ" (خروج 1: 8).

تصف الإصحاحات 1-14 ظروف قمع اليهود تحت فرعون، وظهور موسى كمخلص لهم، والضربات التي أوقعها الله على مصر من أجل رفض قائدهم الخضوع له، ورحيلهم عن مصر. نرى يد الله القديرة في معجزات الضربات – التي إنتهت بضربة موت الأبكار وتأسيس الفصح الأول – وخلاص شعب إسرائيل، وشق البحر الأحمر، وهلاك الجيش المصري.

يخصص الجزء الأوسط من سفر الخروج للتوهان في البرية والتدبير الإلهي المعجزي لشعب الله. ولكن مع أنه أعطاهم الخبز من السماء، وماء حلو من الماء المر، وماء من الصخر، والإنتصار على مهلكيهم، وكتابة ناموسه بيده على الحجر، وحضوره في شكل عمودي النار والسحابة، إلا أن الشعب تذمر بإستمرار وتمرد ضده.

الجزء الثالث والأخير من هذا السفر يصف تكوين تابوت العهد ومخطط خيمة الإجتماع مع التقدمات المختلفة والمذابح والأثاث والطقوس وأشكال العبادة.

إشارات للمستقبل: كانت الذبائح المتعددة المفروضة على شعب إسرائيل رمز للذبيحة العظمى، الرب يسوع المسيح، حمل الله المذبوح. في ليلة الضربة الأخيرة على مصر، تم ذبح حمل بلا عيب ووضع دمه على قوائم أبواب بيوت شعب الله لحمايتهم من الملاك المهلك. وفي هذا رمز للمسيح، حمل الله بلا عيب أو غضن (بطرس الأولى 1: 19)، الذي يغطينا دمه لضمان الحياة الأبددية. إن قصة خروج الماء من الصخر هي من بين الصور الرمزية التي تشير إلى المسيح في سفر الخروج 17: 6. كما ضرب موسى الصخرة لتوفير الماء المانح للحياة ليرتوي منه الشعب، هكذا ضرب الله صخرة خلاصنا، الذي صلب من أجل خطايانا، ومن هذه الصخرة نبعت عطية الماء الحي (يوحنا 4: 10). كما أن تدبير المن في البرية هو رمز للمسيح، خبز الحياة (يوحنا 6: 48)، الذي دبره الله ليعطينا الحياة.

التطبيق العملي: لقد أعطي ناموس موسى، بقدر ما، لكي يثبت للناس أنهم لا يستطيعون أن يحفظوه. فنحن لا نستطيع أن نرضي الله بالإلتزام بالناموس؛ لذلك يحثنا الرسول بولس أن "نَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا" (غلاطية 2: 16).

إن تدبير الله لخلاص شعب إسرائيل من العبودية وتوفير المن والسلوى، هي علامات واضحة على عناية الله بشعبه. لقد وعد الله بتدبير كل إحتياجاتنا. "أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (كورنثوس الأولى 1: 9).

علينا أن نثق في الله، لأنه يستطيع أن يخلصنا من أي شيء. لكن الله لا يسمح أن تظل الخطية بلا عقاب للأبد. لهذا يمكن أن نثق في عدله وقصاصه. عندما ينقذنا الله من مواقف سيئة، علينا ألا نعود إليها مرة أخرى. وعندما يطالبنا الله بأمور معينة فإنه يتوقع طاعتنا له، ومع هذا فإنه يقدم لنا النعمة والرحمة لأنه يعلم أننا، بمفردنا، لن نستطيع أن نقدم له طاعة طاملة.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:43 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر اللاويين
الكاتب: موسى هو كاتب سفر اللاويين.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر الخروج ما بين عام 1440 ق.م. وعام 1400 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن مفهوم الله لدى شعب إسرائيل أصابه التشويه لكونهم ظلوا في العبودية في مصر لمدة 400 سنة، تأثراً بعبادة الأوثان وتعدد الآلهة لدى المصريين. إن هدف سفر اللاويين هو تقديم التوجيه والتعاليم لشعب خاطيء ولكن تم فداؤه في علاقته مع إله قدوس. يركز سفر اللاويين على الحاجة إلى القداسة الشخصية في العلاقة مع إله قدوس. يجب التكفير عن الخطية من خلال تقديم الذبائح الملائمة (الإصحاحات 8-10). ومن الموضوعات الأخرى التي يغطيها هذا السفر موضوع الأطعمة (الأطعمة الطاهرة وغير الطاهرة)، والولادة، والأمراض التي يتم ملاحظتها بعناية (الإصحاحات 11-15). يصف الإصحاح 16 يوم الكفارة الذي تقدم فيه ذبيحة سنوية كفارة عن خطايا الشعب مجتمعاً. وفوق هذا بجل أن يكون شعب الله مدققاً في حياته الشخصية والأخلاقية والإجتماعية على عكس الممارسات الوثنية الشائعة من حولهم حينذاك (الإصحاحات 17-22).

آيات مفتاحية في السفر: لاويين 1: 4 "وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَاسِ الْمُحْرَقَةِ فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ".

لاويين 17: 11 "لانَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَانَا اعْطَيْتُكُمْ ايَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لانَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ".

لاويين 19: 18 "لا تَنْتَقِمْ وَلا تَحْقِدْ عَلَى ابْنَاءِ شَعْبِكَ بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. انَا الرَّبُّ".

ملخص السفر: تصف الإصحاحات 1-7 التقدمات المطلوبة من الشعب وأيضاً الكهنة. تصف الإصحاحات 8-10 تكريس وتخصيص هارون وأبناؤه للكهنوت. أما الإصحاحات 11-16 فهي وصف لعلاج الأشكال المختلفة من عدم الطهارة. والأصحاحات العشرة الأخيرة هي إرشاجدات الله لشعبه للقداسة العملية. تم تأسيس أعياد مختلفة في إطار عبادة الشعب ليهوه الإله، وممارستها حسب ناموس الله. تصحب البركات أو اللعنات الإلتزام بوصايا الله أو إهمالها (الإصحاح 26). ويغطي الإصحاح 27 النذور المقدمة لله.

إن الموضوع الرئيسي لسفر اللاويين هو القداسة. إن طلب الله للقداسة من شعبه ينبع من طبيعته المقدسة. والموضوع الثاني هو الكفارة. يجب الحفاظ على القداسة أمام الله، ويمكن الوصول إلى القداسة فقط عن طريق الكفارة الصحيحة.

إشارات للمستقبل: إن الكثير من الممارسات الطقسية في العبادة تصور بطرق متنوعة شخص وعمل مخلصنا الرب يسوع المسيح. تخبرنا رسالة العبرانيين 10 أن ناموس موسى "ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ"، أي أن التقدمات اليومية التي يقدمها الكهنة من أجل خطايا الشعب كانت رمز للذبيح الأعظم – يسوع المسيح، الذي ذبح مرة وإلى الأبد من أجل الذين يؤمنون به. إن القداسة المكتسبة وقتياً بالناموس سوف تستبدل بالقداسة المطلقة عندما يستبدل المؤمنين بالمسيح خطاياهم ببر المسيح (كورنثوس الثانية 5: 21).

تطبيق عملي: إن الله يأخذ موضوع القداسة بجدية مطلقة، وكذلك يجب علينا نحن أيضاً. إن الإتجاه في الكنيسة الحديثة يميل إلى خلق إله على صورتنا نحن، مانحين إياه الصفات التي نود أن يتحلى بها عوضاً عن تلك التي تقدمها كلمته المقدسة. إن قداسة الله المطلقة، وبهاء عظمته، و"نُورهٍ الذي لاَ يُدْنَى مِنْهُ" (تيموثاوس الأولى 6: 16)، هي مفاهيم غريبة على الكثير من المؤمنين. إننا مدعوون لنسير في النور وأن نترك الظلمة من حياتنا حتى نكون مرضيين أمامه. إن الإله القدوس لا يستطيع أن يتغاضى عن الخطية السافرة، بلا حياء، في شعبه وتتطلب قداسته أن يعاقبها. فلا نجروء أن نستخف بخطايانا أو بكراهية الله للخطية.

نحمد الله لأنه بسبب موت المسيح عوضاً عنا، فلم يعد مطلوباً أن نقدم ذبائح حيوانية. إن موضوع سفر اللاويين كله هو الكفارة. كان تقديم الذبائح الحيوانية كفارة عن الخطايا. وبنفس الكيفية، كان موت المسيح على الصليب كفارة عن خطايانا. والآن نستطيع أن نقف أمام إله كلي القداسة دون خوف لأنه يرى فينا بر المسيح.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:43 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر العدد


الكاتب: موسى هو كاتب سفر العدد.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر الخروج ما بين عام 1440 ق.م. وعام 1400 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن رسالة سفر العدد هي رسالة عامة وأبدية. إذ يذكِّر السفر المؤمنين بالحرب الروحية التي ينخرطون فيها، لأن سفر العدد هو سفر خدمة ومسيرة شعب الله. يقوم هذا السفر أساساً بتغطية الفجوة بين إستلام شعب إسرائيل للناموس (سفري الخروج واللاويين) وإعدادهم للدخول إلى أرض الموعد (سفري التثنية ويشوع).

آيات مفتاحية: عدد 6: 24-26 "يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَليْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَليْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاماً".

عدد 12: 6-8 "إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. فَماً إِلى فَمٍ وَعَيَاناً أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟".

عدد 14: 30-34 "لنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ التِي رَفَعْتُ يَدِي لِأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ. وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ الذِينَ قُلتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً فَإِنِّي سَأُدْخِلُهُمْ فَيَعْرِفُونَ الأَرْضَ التِي احْتَقَرْتُمُوهَا. فَجُثَثُكُمْ أَنْتُمْ تَسْقُطُ فِي هَذَا القَفْرِ وَبَنُوكُمْ يَكُونُونَ رُعَاةً فِي القَفْرِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَيَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي القَفْرِ. كَعَدَدِ الأَيَّامِ التِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأَرْضَ أَرْبَعِينَ يَوْماً لِلسَّنَةِ يَوْمٌ. تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي".

ملخص: إن أغلب أحداث سفر العدد تقع في البرية، ما بين العام الثاني والعام الأربعين من توهان شعب إسرائيل. تسرد الإصحاحات الخمسة والعشرين الأولى إختبارات الجيل الأول من شعب إسرائيل في البرية، بينما باقي السفر يصف إختبارات الجيل الثاني. إن موضوع الطاعة والتمرد الذي يتبعه التوبة والبركة يتخلل السفر، وكذلك العهد القديم بأكمله.

كما يمتد تناول موضوع قداسة الله من سفر اللاويين إلى سفر العدد مما يوضح توجيه الله وإعداده لشعبه للدخول إلى كنعان، أرض الموعد. إن أهمية سفر العدد تظهر من الإشارة إليه عدة مرات في العهد الجديد. فقد لفت الروح القدس الإنتباه بصورة خاصة إلى سفر العدد في كورنثوس الأولى 10: 1-12. حيث تشير الكلمات "هَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا" إلى خطية شعب إسرائيل وعدم رضى الله عنهم.

يتحدث الرسول بولس في رومية 11: 22 عن "لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ". وهذه بإختصار هي رسالة سفر العدد. نرى صرامة الله في موت الجيل المتمرد في البرية، هؤلاء الذين لم يدخلوا إلى أرض الموعد إطلاقاً. وندرك لطف الله في الجيل الجديد. اقد حمى الله وحفظ هذا الشعب وقام بإعالتهم حتى إمتلكوا الأرض. هذا يذكرنا بعدل الله ومحبته اللذان يتناغمان دائماً بصورة إلهية.

إشارات للمستقبل: إن طلب الله للقداسة في شعبه يتحقق أخيراً بصورة كاملة في يسوع المسيح، الذي جاء ليكمل الناموس بدلاً عنا (متى 5: 17). إن موضوع المسيا المنتظر يسيطر على هذا السفر. إن قصة تقديم البقرة الحمراء ذبيحة "صَحِيحَةً لا عَيْبَ فِيهَا" المذكورة في الإصحاح 19 هي صورة للمسيح حمل الله الذي بلا عيب الذي ذبح عن خطايانا. كما أن صورة الحية النحاسية المعلقة على خشبة لتوفير الشفاء الجسدي (الإصحاح 21) هي أيضاً صورة مسبقة لرفع المسيح على الصليب، أو في خدمة الكلمة في أن كل من ينظر إليه بالإيمان ينال الشفاء الروحي.

في إصحاح 24 تتحدث نبوة بلعام الرابعة عن الكوكب والقضيب الذي يخرج من يعقوب. هذه نبوة عن المسيح الذي يدعى "كوكب الصبح" في سفر الرؤيا 22: 16 لمجده وبهائه وعظمته والنور الذي يشع منه. ويمكن أيضاً دعوته قضيب، أي حامل القضيب، بسبب ملكوته. فهو لا يحمل إسم ملك فقط، بل لديه مملكة، ويسود بقضيب النعمة والرحمة والبر.

التطبيق العملي: يتطور موضوع لاهوتي رئيسي في العهد الجديد بناء على سفر العدد وهو أن الخطية وعدم الإيمان، وخاصة التمرد، يحصدان دينونة الله. تقول رسالة كورنثوس الأولى بصورة خاصة – وكذلك تؤكد رسالة العبرانيين 3: 7-4: 13 – إن هذه الأحداث سجلت كمثال للمؤمنين كي يتعلموا منها ويتجنبوها. فلا يجب أن "نضع أموراً شريرة في قلوبنا" (الآية 6)، أو نكون زناة (الآية 8)، أو مجربين الله (الآية 9)، أو متذمرين ومشتكين (الآية 10).

فإنه كما تاه شعب إسرائيل 40 سنة في البرية بسبب تمردهم على الله، فإن الله يسمح لنا أحياناً بالتوهان بعيداً عنه ومعاناة الوحدة ونقص البركة عندما نتمرد ضده. ولكن الله أمين وعادل، وكما رد شعب إسرائيل إلى مكانتهم في قلبه، فإنه دائماً يردنا كمؤمنين إلى موضع البركة والعلاقة الحميمة معه إذا تبنا وعدنا إليه (1 يوحنا 1: 9).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:43 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر التثنية



الكاتب: قام موسى بكتابة سفر التثنية الذي يمثل في الواقع مجموعة عظاته لشعب إسرائيل قبل عبورهم الأردن مباشرة. "هَذَا هُوَ الكَلامُ الذِي كَلمَ بِهِ مُوسَى..." (1:1). إن شخص آخر (ربما يكون يشوع) هو الذي كتب الإصحاح الأخير.

تاريخ كتابة السفر: ألقى موسى هذه العظات أثناء فترة الأربعين يوماً السابقة على دخول شعب إسرائيل إلى أرض الموعد. وقد قدم العظة الأولى في اليوم الأول من الشهر الحادي عشر (1: 3) ثم عبر شعب إسرائيل الأردن بعد ذلك بسبعين يوماً، في اليوم العاشر من الشهر الأول (يشوع 4: 19). عندما نطرح 30 يوماً هي أيام الحداد بعد موت موسى (تثنية 34: 8)، يتبقى لدينا 40 يوماً. كان العام هو 1410 ق.م.

غرض كتابة السفر: كان جيل جديد من شعب إسرائيل على مشارف الدخول إلى أرض الموعد. لم يكن هؤلاء الجموع قد إختبروا معجزة البحر الأحمر أو سمعوا الناموس عندما أعطي في سيناء، وكانوا على وشك الدخول إلى أرض جديدة محفوفة بالمخاطر والتجارب. وقد أعطي لهم سفر التثنية ليذكرهم بشريعة الله وقدرته.

آيات مفتاحية: "لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا" (تثنية 4: 2).

"إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ" (تثنية 6: 4-7).

"قَال لهُمْ: وَجِّهُوا قُلُوبَكُمْ إِلى جَمِيعِ الكَلِمَاتِ التِي أَنَا أَشْهَدُ عَليْكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِكَيْ تُوصُوا بِهَا أَوْلادَكُمْ لِيَحْرِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ. لأَنَّهَا ليْسَتْ أَمْراً بَاطِلاً عَليْكُمْ بَل هِيَ حَيَاتُكُمْ. وَبِهَذَا الأَمْرِ تُطِيلُونَ الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا" (تثنية 32: 46-47).

ملخص: أمر الله شعب إسرائيل أن يذكروا أربعة أمور: أمانة الله، وقداسة الله، وبركات الله، وتحذيرات الله. تسجل الإصحاحات الثلاثة الأولى الرحلة من مصر حتى مكانهم الحالي، موآب. والإصحاح 4 هو دعوة للطاعة، والأمانة تجاه الله الذي كان أميناً معهم.

الإصحاحات من 5 – 26 هي تكرار للشريعة/الناموس. الوصايا العشرة، ناموس الذبائح والأيام المقدسة، وباقي الناموس الذي أعطي للجيل الجديد. يوجد وعود بالبركات لمن يطيعون (5: 29؛ 6: 17-19؛ 11: 13-15)، والمجاعة لمن يكسرون الناموس (11: 16-17).

يستمر موضوع البركات واللعنات في الإصحاحات 27-30. وينتهي هذا الجزء بخيار واضح وضع أمام شعب إسرائيل: "قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ." ونجد إرادة الله لشعبه في ما يوصيهم به: "فَاخْتَرِ الحَيَاةَ..." (30:19)

في الإصحاحات الأخيرة، يشجع موسى الشعب؛ ويكلف من يحب محله، يشوع؛ ويقوم بتدوين أنشودة؛ ويقدم بركة أخيرة لكل سبط من أسباط شعب إسرائيل. يتعلق الإصحاح 34 بظروف موت موسى. إذ صعد إلى جبل نبو – رأس الفسجة – وأراه الرب أرض الموعد التي لن يتمكن من دخولها. كان عمر موسى 120 سنة، وكان لا زال يتمتع بحدة البصر وقوة الشباب، حين مات في حضرة الرب. وينتهي سفر التثنية بنعي قصير لهذا النبي العظيم.

إشارات للمستقبل: إن الكثير من موضوعات العهد القديم موجودة في سفر التثنية. ومن أهمها ضرورة حفظ الناموس وإستحالة القيام بذلك. كما أن التقدمات والذبائح اللانهائية اللازمة للتكفير عن خطايا الناس – الذين تعدوا على الناموس بإستمرار – تجد تحقيقها في تضحية المسيح النهائية "مرة وإلى الأبد" (عبرانيين 10: 10). فبسبب عمله الفدائي على الصليب، لم يعد علينا أن نقدم أية ذبائح عن خطايانا.

إن إختيار الله لشعب إسرائيل ليكونوا شعباً خاصاً له يشير إلى إختياره لمن يؤمنون بالمسيح (بطرس الأولى 2: 9). في تثنية 18: 15-19 يتنبأ موسى بنبي آخر – النبي الأعظم الذي هو المسيا الآتي الذي يقود شعبه ويعظهم بوحي إلهي، مثل موسى (يوحنا 6: 14؛ 7: 40).

تطبيق عملي: إن سفر التثنية يشدد على أهمية كلمة الله. إنها جزء حيوي من حياتنا. ورغم أننا لم نعد تحت ناموس العهد القديم، فإننا ما زلنا مطالبين بالخضوع لمشيئة الله في حياتنا. إن الطاعة البسيطة تجلب البركة، أما الخطية فلها عواقبها.

ليس أحد منا "فوق الناموس". حتى موسى، القائد والنبي الذي إختاره الله، كان عليه أن يطيع. كان سبب عدم السماح له بدخول أرض الموعد هو عصيانه لأمر الله الواضح (عدد 20: 13).

في وقت التجربة في البرية، إقتبس المسيح من سفر التثنية ثلاث مرات (متى 4). وبهذا، بين لنا المسيح أهمية حفظ كلمة الله في قلوبنا حتى لا نخطيء إليه (مزمور 119: 11).

وكما ذكر شعب إسرائيل أمانة الله، علينا نحن أيضاً أن نفعل ذلك. يجب أن يكون عبور البحر الأحمر، وحضور الله المقدس في سيناء، وبركة المن في البرية تشجيع لنا أيضاً. ومما يساعدنا على الإستمرار في مسيرتنا للأمام هو تخصيص بعض الوقت للنظر إلى الخلف لنرى ما قد عمله الله.

لدينا أيضاً صورة جميلة في سفر التثنية لإله محب يريد أن تكون له علاقة بأولاده. يقول الرب أن المحبة هي سبب إخراج شعب إسرائيل من مصر وإفتدائهم "بيد قديرة" (تثنية 7: 7-9). يا له من أمر رائع أن نتحرر من قيود الخطية ونتمتع بمحبة الإله كلي القدرة!

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:44 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر يشوع



الكاتب: لا يذكر سفر يشوع إسم كاتبه صراحة. ومن المرجح أن يشوع بن نون، الذي صار قائداً لشعب إسرائيل بعد موسى، هو كاتب أغلب هذا السفر. قام شخص آخر بكتابة الجزء الأخير من السفر على الأقل بعد موت يشوع. ومن المحتمل أيضاً أنه تم تحرير/تجميع عدة أجزاء بعد موت يشوع.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر يشوع ما بين عامي 1400 و 1370 ق.م.

غرض كتابة السفر: يقدم سفر يشوع نظرة عامة على الحملات العسكرية لإمتلاك الأرض التي وعد بها الرب. بعد الخروج من مصر والسنوات الأربعين من التوهان في البرية، صارت الأمة المشكلة حديثاً جاهزة لدخول أرض الموعد، والإنتصار على سكانها، وإحتلال الأرض. إن هذه النظرة العامة تقدم تفاصيل مختارة ومختصرة للمعارك العديدة والطريقة التي تم بها ليس فقط إمتلاك الأرض ولكن أيضاً تقسيمها إلى مناطق للأسباط.

آيات مفتاحية: يشوع 1: 6-9 "تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ, لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهَذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ. إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّداً، وَتَشَجَّعْ جِدّاً لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً لِتُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ. أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ".

يشوع 24: 14-15 "فَالآنَ اخْشُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَالٍ وَأَمَانَةٍ, وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عَِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ, وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ, فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ, وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ".

ملخص: يكمل سفر يشوع قصة شعب إسرائيل بعد خروجهم من أرض مصر. يؤرخ هذا السفر حوالى 20 سنة من قيادة يشوع للشعب بعد أن مسحه موسى في نهاية سفر التثنية. يمكن تقسيم ملخص الإصحاحات كالتالي:

الإصحاحات 1-12: دخول أرض الموعد وإمتلاكها.
الإصحاحات 13-22: تعليمات تقسيم مناطق أرض الموعد.
الإصحاحات 23-24: خطاب يشوع الوداعي.

إشارات للمستقبل: إن قصة راحاب الزانية وإيمانها العظيم بإله إسرائيل منحها مكانة بين الذين تم تكريمهم من أجل إيمانهم في عبرانيين 11: 31. إن قصتها هي قصة نعمة الله للخطاة والخلاص بالإيمان فقط. وأهم شيء هو أنها بنعمة الله صارت في سلسلة نسب المسيا (متى 1: 15).

يجد أحد الطقوس المذكورة في يشوع 5 تحقيقاً تاماً له في العهد الجديد. تصف الآيات 1-9 وصية الله بختان من ولدوا في البرية عند دخولهم إلى أرض الموعد. وبهذا فإن الله "دحرج عنهم عار مصر" بمعنى أنه طهرهم من خطايا حياتهم السابقة. تتحدث رسالة كولوسي 2: 10-12 عن ختان الرب يسوع لقلوب المؤمنين، الذي به خلعنا الطبيعة الخاطئة لحياتنا السابقة دون المسيح.

أسس الله مدن ملجأ حتى يعيش فيها من قتلوا آخرين عن طريق الخطأ دون أن يخافوا الإنتقام. المسيح هو ملجأونا الذي إليه "الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عبرانيين 6: 18).

إن سفر يشوع يسود عليه موضوع لاهوتي وهو الراحة. فشعب إسرائيل قد دخل أخيراً إلى الراحة التي أعدها لهم الله في أرض كنعان بعد 40 سنة من التوهان في البرية. يستخدم كاتب العبرانيين هذا الحدث كتحذير لنا من السماح لعدم الإيمان بإعاقتنا من الدخول إلى راحة الله في المسيح (عبرانيين 3: 7-12).

التطبيق العملي: إن إحدى الآيات المفتاحية في سفر يشوع هي 1: 8 "لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ, بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً, لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ". يمتليء العهد القديم بقصص أناس "نسوا" الله وكلمته وعانوا من العواقب الوخيمة لهذا. وبالنسبة للمؤمن، فإن كلمة الله هي مصدر الحياة. إذا أهملناها فإننا بالتالي سنعاني. ولكن إذا تمسكنا بقلوبنا بالمبدأ الموجود في الآية 1: 8 فإننا سنكون كاملين وصالحين للإستخدام في ملكوت الله (2 تيموثاوس 3: 16-17)، وسوف نجد أن وعود الله في يشوع 1: 8-9 تكون لنا أيضاً.

إن يشوع مثال هام لفائدة المرشد الجدير بالإحترام. فقد ظل لسنوات قريباً من موسى. وقد لاحظ موسى في أتباعه لله بطريقة تكاد تخلو من الخطأ. تعلم من موسى أن يصلي بصورة شخصية. تعلم كيف يطيع متمثلاً به. ومن الواضح أيضاً أنه تعلم الدرس من المثال السلبي الذي كلف موسى بهجة دخول أرض الموعد بالفعل. إذا كنت حياً فأنت مرشد. فهناك شخص ما في مكان ما يلاحظك. ربما يكون شخص أصغر منك سناً أو شخص تؤثر فيه ويرى كيف تعيش حياتك وما هي ردود أفعالك. هناك شخص يتعلم منك. شخص يتبع مثالك. فالتوجيه والإرشاد أكثر من مجرد الكلمات التي يقدمها المرشد. فحياته كلها هي المثال الذي يقدمه.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:44 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر القضاة



الكاتب: لا يذكر سفر القضاة إسم كاتبه بالتحديد. ولكن يرجح أن النبي صموئيل هو كاتب سفر القضاة. إن الدلائل المتضمنة في سفر القضاة تشير إلى أن كاتبه عاش في الفترة التالية لزمن القضاة مباشرة. وينطبق هذا على صموئيل النبي.

تاريخ كتابة السفر: ترجح كتابة سفر القضاة ما بين عام 1045 ق.م. وعام 1000 ق.م.

غرض كتابة السفر: يمكن تقسيم سفر القضاة إلى قسمين: 1) الإصحاحات 1-16 والتي تتحدث عن حروب الإنقاذ بداية من إنتصار شعب إسرائيل على الكنعانيين ونهاية بهزيمة الفلسطينيين وموت شمشون؛ 2) الإصحاحات 17-21 والتي يشار إليها كملحق ولا صلة بينها وبين الإصحاحات السابقة. تعرف هذه الإصحاحات بأنها وقت "لم يكن فيه ملك في إسرائيل" (قضاة 17: 6؛ 18: 1؛ 19: 1؛ 21: 25). كان سفر راعوث في الأصل جزء من سفر القضاة، ولكن في عام 450 م. تم فصله ليصبح سفراً قائماً بذاته.

الآيات المفتاحية: قضاة 2: 16-19 "وَأَقَامَ الرَّبُّ قُضَاةً فَخَلَّصُوهُمْ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. وَلِقُضَاتِهِمْ أَيْضاً لَمْ يَسْمَعُوا, بَلْ زَنُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. حَادُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَارَ بِهَا آبَاؤُهُمْ لِسَمْعِ وَصَايَا الرَّبِّ. لَمْ يَفْعَلُوا هَكَذَا. وَحِينَمَا أَقَامَ الرَّبُّ لَهُمْ قُضَاةً كَانَ الرَّبُّ مَعَ الْقَاضِي, وَخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِمْ كُلَّ أَيَّامِ الْقَاضِي, لأَنَّ الرَّبَّ نَدِمَ مِنْ أَجْلِ أَنِينِهِمْ بِسَبَبِ مُضَايِقِيهِمْ وَزَاحِمِيهِمْ. وَعِنْدَ مَوْتِ الْقَاضِي كَانُوا يَرْجِعُونَ وَيَفْسُدُونَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِهِمْ بِالذَّهَابِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا وَيَسْجُدُوا لَهَا. لَمْ يَكُفُّوا عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَطَرِيقِهِمِ الْقَاسِيَةِ".

قضاة 10: 15 "قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ: أَخْطَأْنَا فَافْعَلْ بِنَا كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ. إِنَّمَا أَنْقِذْنَا هَذَا الْيَوْمَ".

قضاة 21: 25 "فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ".

ملخص: إن سفر القضاة هو رواية مأساوية عن التجاهل الذي لقيه يهوه (الله) من قبل أولاده عاماً بعد آخر بل قرناً بعد آخر. إن سفر القضاة هو مقابل حزين لسفر يشوع الذي يسرد بركات الله على شعب إسرائيل من أجل طاعتهم لله في إمتلاك الأرض. في سفر القضاة، نجد الشعب يعصي الله، ويعبد آلهة غريبة مما قاد إلى هزائمهم المتعددة. ولكن الله إستمر يفتح ذراعيه لشعبه كلما أعلنوا توبتهم عن طرقهم الردية ودعوا بإسم الرب. (قضاة 2: 18) إستمر الله أميناً لوعده لإبراهيم بأن يحمي ويبارك نسله من خلال 15 قاض في شعب إسرائيل (تكوين 12: 2-3).

بعد موت يشوع ومعاصريه، رجع شعب إسرائيل لعبادة البعل وعشتاروت. سمح الله للإسرائليين بمعاناة عواقب عبادة الآلهة المزيفة. في ذلك الوقت كان شعب إسرائيل يصرخ إلى الله طلباً لمعونته. أرسل الله قضاة إلى شعبه لقيادتهم إلى حياة البر. ولكن مرة تلو الأخرى عادوا إلى حياة الشر. ولكن حفاظاً على عهده لإبراهيم كان الله يخلص شعبه من مضطهديهم عبر فترة 480 سنة هي زمن سفر القضاة.

ربما يكون أشهر هؤلاء القضاة هو شمشون، الثاني عشر من القضاة، والذي جاء لقيادة شعب إسرائيل بعد 40 سنة من الأسر تحت حكم الفلسطينيين القساة. قاد شمشون شعب الله إلى الإنتصار على الفلسطينيين حيث خسر هو حياته بعد 20 عاماً كان فيها قاضياً لإسرائيل.

إشارات للمستقبل: إن الإعلان الذي تلقته أم شمشون بأنها ستلد إبناً يقود شعب إسرائيل هو إشارة للإعلان عن ميلاد المسيا الذي تلقته مريم العذراء. أرسل الله ملاكه إلى كلا المرأتين لإخبار كل منهما بأنها "ستحبل وتلد إبناً" يقود شعب الله (قضاة 13: 7؛ لوقا 1: 31).

إن إنقاذ محبة الله لشعبه بالرغم من خطيتهم ورفضهم له يقدم صورة لعمل المسيح على الصليب. مات الرب يسوع ليخلص شعبه – أي كل من يؤمنون به – من خطيتهم. بالرغم من كون معظم من تبعوه أثناء خدمته قد إبتعدوا ورفضوه بعد ذلك، فإنه ظل أمينا لوعده وسار حتى الصليب ليموت عوضاً عنا.

تطبيق عملي: إن العصيان دائما ما يجلب الدينونة. يقدم شعب إسرائيل مثال لما لا يجب أن نفعله. فعوضاً عن أن يتعلموا من خبرتهم بأن الله دائماً يعاقب التمرد ضده، فإنهم إستمروا في عصيانهم لله وبالتالي الوقوع تحت تأديبه وغضبه. إذا أصررنا على العصيان، فإننا بهذا نجلب على أنفسنا تأديب الله، ليس لأنه يتمتع بألمنا ولكن "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ" (عبرانيين 12: 6).

إن سفر القضاة هو شهادة عن أمانة الله. لأنه حتى "إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ" (تيموثاوس الثانية 2: 13). فرغم كوننا غير أمناء له، كما كان شعب إسرائيل، إلا أنه يبقى أميناً ويخلصنا ويحفظنا (تسالونيكي الأولى 5: 24) ويغفر لنا عندما نطلب غفرانه (يوحنا الأولى 1: 9). "الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (كورنثوس الأولى 1: 8-9).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:44 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر راعوث


الكاتب: لا يذكر سفر راعوث إسم كاتبه على وجه التحديد. من المتعارف عليه أن صموئيل النبي هو كاتب سفر راعوث.

تاريخ كتابة السفر: لا يعرف تاريخ كتابة سفر راعوث على وجه التحديد. ولكن الرأي السائد هو أنه تمت كتابتهما بين عامي 1011 ق.م. و931 ق.م.

غرض كتابة السفر: كتب سفر راعوث إلى شعب إسرائيل. وهو يعلم أن المحبة الصادقة قد تتطلب أحياناً تضحيات حاسمة. مهما كان وضعنا في الحياة، فإننا يمكن أن نعيش وفقاً للمباديء الإلهية. إن المحبة واللطف الصادقين يجدان مكافآتهما. إن الله يغدق بركاته على من يسعون إلى حياة الطاعة. إن حياة الطاعة لا تترك مجالاً "للصدفة" في خطة الله. إن الله يعطي رحمة لمن يرحمون.

الآيات المفتاحية: راعوث 1: 16 "فَقَالَتْ رَاعُوثُ: لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْكِ, لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي".

راعوث 3: 9 "فَقَالَ: مَنْ أَنْتِ؟، فَقَالَتْ: أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ. فَابْسُطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ وَلِيٌّ".

راعوث 4: 17 "وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْماً قَائِلاَتٍ: قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي. وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ".

ملخص: تبدأ قصة سفر راعوث في بلاد موآب الوثنية، وهي منطقة إلى الشمال الشرقي من البحر الميت، ثم تنتقل إلى بيت لحم بعد ذلك. حدثت وقائع هذه القصة الحقيقية في أيام فشل وعصيان بني إسرائيل البائسة، والمعروفة بزمن القضاة. تجبر المجاعة أليمالك وزوجته نعمي إلى الخروج من مسقط رأسهم في أرض إسرائيل إلى بلاد موآب. مات أليمالك وترك نعمي مع ولديها اللذين تزوجا من فتاتين موآبيتين هما عرفة وراعوث. بعد ذلك مات الإبنين، وتركا نعمي بمفردها مع عرفة وراعوث في بلاد غريبة. عادت عرفة إلى أهلها، ولكن راعوث صممت على البقاء مع نعمي ورافقتها في العودة إلى بيت لحم. إن قصة المحبة والوفاء هذه تحكي عن زواج راعوث فيما بعد من رجل غني إسمه بوعز أنجبت منه إبناً إسمه عوبيد والذي أصبح بعد ذلك جداً لداود الملك ونسله الذي منه جاء المسيح. إن طاعة راعوث منحتها إمتياز أن تكون ضمن سلسة نسب المسيح.

إشارات للمستقبل: إن موضوع الولي هو موضوع رئيسي في سفر راعوث. قام بوعز، قريب راعوث من جهة وجها، بواجبه وفقاً لناموس موسى لإنقاذ قريب معوز من وسط ظروفه القاسية (لاويين 25: 47-49). ويكرر المسيح هذا السيناريو، إذ فدانا، نحن المعوزين روحياً، من عبودية الخطية. لقد أرسل أبونا السماوي إبنه ليموت على الصليب حتى نصبح نحن أولاد الله وإخوة وأخوات للمسيح. لأنه هو أصبح ولينا/فادينا صرنا نحن أقرباء له.

تطبيق عملي: إن سيادة وسلطان إلهنا العظيم واضحين من خلال قصة راعوث. لقد قاد خطواتها لتصبح إبنة له وتحقق مشيئته لها لتصبح من نسب المسيح (متى 1: 5). وبنفس الكيفية، لنا الثقة بأن الله لديه خطة لكل واحد منا. وكما وضعت نعمي وراعوث ثقتهما فيه، كذلك يجب أن نفعل نحن أيضاً هكذا.

إننا نرى في راعوث مثال للمرأة الفاضلة التي يتحدث عنها سفر الأمثال 31. بالإضافة إلى إخلاصها لعائلتها (راعوث 1: 15-18؛ أمثال 31: 10-12) وإعتمادها الكلي على الله (راعوث 2: 12؛ أمثال 31: 30)، فإننا نرى في راعوث إمرأة مقدسة اللسان، يتميز كلامها بالمحبة، واللطف، والإحترام تجاه كل من نعمي وبوعز. إن المرأة الفاضلة في أمثال 31 "تَفْتَحُ فَمَهَا بِالْحِكْمَةِ وَفِي لِسَانِهَا سُنَّةُ الْمَعْرُوفِ" (الآية 26). يصعب اليوم، مهما بحثنا، أن نجد إمرأة تستحق أن تكون قدوة لنا مثل راعوث.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:45 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر صموئيل الأول



وصف أساسي: هل يمكن أن تلخص سفر صموئيل الأول؟ ما هو موضوع سفر صموئيل الأول؟

الكاتب: إن كاتب هذا السفر غير معروف. نحن نعلم أن النبي صموئيل قد دون كتاباً (صموئيل الأول 10: 25) ومن الممكن أن يكون قد كتب جزء من هذا السفر أيضاً. قد يكون من المساهمين في كتابة سفر صموئيل الأول الأنبياء/المؤرخين ناثان وجاد (أخبار الأيام الأول 29: 29).

تاريخ كتابة السفر: في الأصل كان سفري صموئيل الأول والثاني سفراً واحداً. وفي الترجمة السبعينية تم الفصل بينهما وقد تمت المحافظة على هذا التقسيم منذ ذلك الوقت. يغطي سفر صموئيل الأول فترة 100 سنة تقريباً، من العام 1100 ق.م حتى 1000 ق.م. ويغطي صموئيل الثاني أربعون عاماً أخرى. بهذا يكون تاريخ الكتابة تالياً للعام 960 ق.م.

غرض كتابة السفر: يسجل سفر صموئيل الأول تاريخ شعب إسرائيل في أرض كنعان، أثناء إنتقالهم من حكم القضاة إلى التوحد كأمة تحت سلطان الملوك. يبرز صموئيل كآخر القضاة، ويقوم بمسح أول ملكين – شاول وداود.

آيات مفتاحية: "فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: أَعْطِنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا. وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ" (صموئيل الأول 8: 6-7).

"فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: قَدِ انْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا، لأَنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. وَأَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لاَ تَقُومُ. قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ الرَّبُّ" (صموئيل الأول 13: 13-14).

"فَقَالَ صَمُوئِيلُ: هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!" (صموئيل الأول 15: 22-23).

ملخص: يمكن تقسيم سفر صموئيل الأول إلى قسمين: حياة صموئيل (الإصحاحات 1-12) وحياة شاول (الإصحاحات 13-31).

يبدأ السفر بميلاد صموئيل المعجزي إستجابة لصلوات أمه الحارة. عاش صموئيل وخدم كطفل في الهيكل. لقد افرزه الله كنبي (3: 19-21)، وكانت نبوته الأولى نبوة دينونة على الكهنة الفاسدين.

خرج شعب إسرائيل للحرب مع أعدائهم الفلسطينيين. إستولى الفلسطينيون على تابوت العهد وإحتفظوا به لفترة، ولكن عندما أرسل الرب دينونته أعاد الفلسطينيون تابوت العهد. ودعا صموئيل الشعب إلى التوبة (7: 3-6) ومن ثم الإنتصار على الفلسطينيين.

أراد شعب إسرائيل أن يكون لهم ملك مثل باقي الشعوب. إستاء صموئيل من طابهم، ولكن الرب قال له أنهم بهذا لا يرفضون صموئيل كقائد لهم بل يرفضون الرب. بعد تحذير الشعب عما يعنيه وجود ملك لهم، قام صموئيل بمسح شاول الذي من نسل بنيامين ملكاً وتم تتويجه في المصفاة (10: 17-25).

تمتع شاول بالنجاح في باديء الأمر، وإنتصر على العمونيين في الحرب (الإصحاح 11). ولكنه إرتكب سلسلة من الأخطاء بعد ذلك: قدم ذبيحة بكل غرور (الإصحاح 13)، قطع عهداً أحمقاً على حساب إبنه يوناثان (الإصحاح 14)، وعصى أمر الله المباشر (الإصحاح 15). نتيجة لتمرد شاول، إختار الله شخص آخر ليحل محله. وإذ فارقت شاول بركة الله بدأ روح نجس يدفع روحه نحو الجنون (16: 14).

ذهب صموئيل إلى بيت لحم لكي يمسح شاباً يدعى داود ملكاً تالياً (الإصحاح 16). بعد ذلك يواجه داود جوليات الفلسطيني في الموقعة الشهيرة ويصبح بطلاً قومياً (الإصحاح 17). عمل داود في بلاط شاول، ثم تزوج إبنة شاول وأصبح صديق لإبن شاول. صار شاول نفسه يغار من نجاح داود ويحاول قتله. هرب داود، وبهذا بدأت فترة غير عادية من المغامرات والتشويق والرومانسية. إستطاع داود أن ينجو بمعونة إلهية من يد شاول المتعطش للدماء (الإصحاحات 19-26). وفي وسط كل هذا، إستطاع داود أن يحافظ على إخلاصه وصداقته ليوناثان.

مات صموئيل قرب نهاية السفر، وأصبح شاول رجلاً ضائعاً. في الليلة السابقة لمعركة مع الفلسطينيين، حاول شاول أن يبحث عن إجابات. ولأنه كان قد رفض الله فلم يجد معونة من السماء، فبحث عن مساعدة العرافين. وفي أثناء ذلك حضرت روح صموئيل لتقدم نبوة أخيرة بموت شاول في المعركة في اليوم التالي. تمت النبوة؛ إذ سقط في المعركة أبناء شاول الثلاثة بما فيهم يوناثان فإنتحر شاول.

إشارات للمستقبل: إن صلاة حنة في صموئيل الأول 2: 1-10 تحمل عدة إشارات نبوية إلى المسيح. فهي تمجد الله كصخرة لها (الآية 2)، ونحن نعرف من الأناجيل أن يسوع هو الصخر الذي يجب أن نبني بيوتنا الروحية عليه. يشير بولس الرسول إلى يسوع كـ "حجر عثرة" لليهود (رومية 9: 33). يسمى المسيح "الصخرة الروحية" التي قدمت الماء الروحي لشعب إسرائيل في البرية كما أنه يوفر "الماء الحي" لنفوسنا (كورمثوس الأولى 10: 4؛ يوحنا 4: 10). تشير صلاة حنة أيضاً إلى الرب الذي يدين أطراف الأرض (الآية 2: 10) وكذلك يشير إنجيل متى 25: 31-32 إلى يسوع كإبن الإنسان الذي سيأتي في مجد ليدين الجميع.

تطبيق عملي: إن قصة شاول المأساوية هي نموذج للفرص الضائعة. فها هو إنسان إمتلك كل شيء – الكرامة، والسلطة، والغنى، والجمال، وغيرها الكثير. لكنه مات في يأس، مرعوباً من أعداؤه عالماً أنه خيَّب أمل شعبه وعائلته وإلهه.

أخطأ شاول بإعتقاده أنه يمكن أن يرضي الله في عصيانه. ومثل الكثيرين اليوم، إعتقد أن الدوافع المنطقية يمكن أن تعوض عن السلوك الرديء. ربما بلغ به غرور السلطة حتى إعتقد أنه فوق القواعد والقوانين. فقد صار لديه إحتقار لوصايا الله وتعظيم لنفسه. وحتى عندما تمت مواجهته بأخطائه حاول ان يبرر نفسه، وهنا رفضه الله (15: 16-28).

كانت مشكلة شاول هي مشكلة نواجهها جميعاً – مشكلة القلب. إن طاعة الله ضرورية للنجاح، وإذا إفتخرنا بعصياننا له فإننا بهذا نضمن خسارتنا.

ومن جهة أخرى فإن داود لم يبدو ذو شأن في البداية. حتى إن صموئيل نفسه كاد أن يتخطاه (16: 6-7). ولكن الله يرى القلب وقد وجد في داود رجلاً بحسب قلبه (13: 14). لقد قدم إتضاع داود وإخلاصه مضافاً إليهما جسارته في ما للرب وتكريسه للصلاة مثال وقدوة صالحة لنا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:45 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر صموئيل الثاني


الكاتب: لا يذكر سفر صموئيل الثاني إسم كاتبه. ولا يمكن أن يكون هو صموئيل النبي حيث أنه مات في سفر صموئيل الأول. من المرجح أن يكون الكاتب ناثان أو جاد (أنظر سفر أخبار الأيام الأول 29: 29).

تاريخ كتابة السفر: كان سفري صموئيل الأول والثاني في الأصل سفراً واحداً. وقد قام مترجمي الترجمة السبعينية بفصلهما وقد حافظنا على هذا التقسيم منذ ذلك الوقت. تمتد أحداث سفر صموئيل الأول حوالي 100 عام، أي من 1100 ق. م. حتى 1000 ق. م. بينما تغطي أحداث سفر صموئيل الثاني أربعون عاماً أخرى. وبهذا يكون تاريخ كتابته بعد عام 960 ق. م.

غرض كتابة السفر: إن سفر صموئيل الثاني هو سجل لملك داود الملك. يضع هذا السفر العهد الداوودي في إطاره التاريخي.

آيات مفتاحية: "وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ" (صموئيل الثاني 7: 16).

"وَسَتَرَ الْمَلِكُ وَجْهَهُ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي يَا ابْنِي!" (صموئيل الثاني 19: 4).

"اَلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي، إِلَهُ صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي. مَلْجَإِي وَمَنَاصِي. مُخَلِّصِي، مِنَ الظُّلْمِ تُخَلِّصُنِي. أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي" (صموئيل الثاني 22: 2-4).

ملخص: يمكن تقسيم سفر صموئيل الثاني إلى قسمين رئيسيين – إنتصار داود (الإصحاحات 1-10) و مشاكل داود (الإصحاحات 11-20). أما الجزء الأخير من السفر (الإصحاحات 21-24) فهو ملحق غير متسلسل زمنياً يحتوي المزيد من التفاصيل حول حكم الملك داود.

يبدأ السفر بتلقي داود أخبار موت شاول وأبناؤه. ويعلن فترة من الحداد. وبعد ذلك بوقت قصير يتم تتويج داود ملكاً على يهوذا، في حين تم تتويج إيشبوشث، أحد أبناء شاول الناجين، ملكاً على إسرائيل (الإصحاح الثاني). يتبع ذلك حرب أهليه، ويتم قتل إيشبوشث – ويطلب شعب إسرائيل أن يملك عليهم داود (الإصحاحات 4-5).

يقوم داود بنقل عاصمة البلاد من حبرون إلى أورشليم وبعد ذلك يقوم بنقل تابوت العهد (الإصحاحات 5-6). يوقف الله خطة داود لبناء هيكل في أورشليم، ثم يعده بالأمور الآتية: 1) يكون لداود أبن يملك بعده؛ 2) إبن داود يقوم ببناء الهيكل؛ 3) العرش الذي يجلس عليه نسل داود يثبت إلى الأبد؛ 4) لا تفارق رحمة الله بيت داود إلى الأبد (صموئيل الثاني 7: 4-16).

قاد داود إسرائيل إلى الإنتصار على العديد من الأعداء الذين يحيطون بهم. كما أظهر إحساناً إلى عائلة يوناثان بأن إحتضن مفيبوشث إبن يوناثان الأعرج (الإصحاحات 8-10).

سقوط داود بعد ذلك. فقد إشتهى بثشبع، المرأة الجميلة، وزنى معها، ثم أمر بقتل زوجها (الإصحاح 11). عندما واجه النبي يوناثان داود بخطيته، إعترف داود، وغفر له الله بنعمته. ولكن قال الله لداود أن المشاكل سوف تنبع من داخل بيته.

وجاءت المشاكل عندما قام أمنون، بكر داود، بإغتصاب ثامار، أخته غير الشقيقة. وقام أبشالوم أخو ثامار بقتل أمنون ليثأر لأخته. ثم هرب أبشالوم من أورشليم حتى لا يواجه غضب أبيه. فيما بعد، قاد أبشالوم تمرداً ضد داود، وإنضم بعض حلفاء داود السابقين إليه (الإصحاحات 15-16). إضطر داود إلى الخروج من أورشليم، وقام أبشالوم بإعلان نفسه ملكاً لفترة قصيرة. ولكن تمت إزاحة المدعي – وقتله – ضد رغبة داود. وقد ناح داود على إبنه الذي سقط.

ساد شعور عام بعدم الراحة باقي سنوات ملك داود. وقد هدد رجال إسرائيل بالإنفصال عن يهوذا، وكان على داود أن يقمع ثورة أخرى (الإصحاح 20).

يتضمن ملحق السفر معلومات عن مجاعة ثلاث سنوات في كل الأرض (الإصحاح 21)، وترنيمة داود (الإصحاح 22)، وسجل لإنتصارات محاربي داود الشجعان (الإصحاح 23)، وخطيئة داود بإحصاء الشعب والوباء الذي تبعها (الإصحاح 24).

إشارات للمستقبل: نرى الرب يسوع بصورة أساسية في جزئين من سفر صموئيل الثاني. أولاً، عهد داود كما ورد في صموئيل الثاني 7: 16 "وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ" ويتكرر في لوقا 1: 3-33 في كلمات الملاك الذي ظهر لمريم لكي يعلن لها ميلاد المسيح: "هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ". إن المسيح هو تحقيق وعد الله لداود، هو إبن الله الذي من نسل داود الذي سيملك إلى الأبد.

ثانياً، نرى المسيح في ترنيمة داود في نهاية حياته (صموئيل الثاني 22: 2-51). فهو يترنم بصخرته وحصنه ومنقذه وملجأه ومخلصه. يسوع هو صخرنا (كورنثوس الأولى 10: 4؛ بطرس الأولى 2: 7-9)؛ منقذ إسرائيل (رومية 11: 25-27)، الحصن الذي إليه "الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عبرانيين 6: 18)، ومخلصنا الوحيد (لوقا 2: 11؛ تيموثاوس الثانية 1: 10).

تطبيق عملي: يمكن أن يتعرض أي إنسان للسقوط. حتى شخص مثل داود، الذي أراد حقاً أن يتبع الله وقد باركه الرب بغنى، قد تعرض للتجربة. يجب أن تكون خطيئة داود مع بثشبع بمثابة تحذير لنا جميعاً لكي نحفظ قلوبنا، وعيوننا، وأذهاننا. إن الخطوة الأولى نحو السقوط هي الغرور والإعتداد بنضوجنا الروحي وقدرتنا على الصمود أمام التجربة بقوتنا الشخصية (كورنثوس الأولى 10: 12).

إن الله في نعمته يغفر أبشع الخطايا عندما نتوب توبة حقيقية. ولكن، شفاء الجرح الذي سببته الخطية لا يمحو آثارها دائماً. إن الخطية لها عواقب طبيعية، وحتى بعد أن غفر له الله، فقد حصد داود ما قد زرعه. فقد أخذ منه إبنه الذي ولد من علاقة غير شرعية مع زوجة رجل آخر (صموئيل الثاني 12: 14-24) وأيضاً عانى داود مأساة إنكسار علاقته بالآب السماوي (مزمور 32 و51). كم كان من الأفضل تجنب الخطية من الأصل، بدلاً من السعي لنوال الغفران بعد ذلك!

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:46 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر ملوك الأول


الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن كاتبه هو النبي إرميا.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م.

غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفري صموئيل الأول والثاني ويبدأ بتتبع تولي الملك سليمان العرش بعد موت داود الملك. تبدأ القصة بمملكة متحدة، ولكنه ينتهي بأمة منقسمة إلى مملكتين: يهوذا وإسرائيل. إن سفري ملوك الأول والثاني هما سفر واحد في التوراة العبرية.

آيات مفتاحية: ملوك الأول 1: 30 "إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِالرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضاً عَنِّي، كَذَلِكَ أَفْعَلُ هَذَا الْيَوْمَ".

ملوك الأول 9: 3 "وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ".

ملوك الأول 12: 16 "فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَجَابَ الشَّعْبُ الْمَلِكَ: أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ، وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ".

ملوك الأول 12: 28 "فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: [كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ".

ملوك الأول 17: 1 "وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي".

ملخص: يبدأ سفر ملوك الأول بسليمان وينتهي بإيليا. ويمنحنا الفرق بينهما فكرة عما يقع في الفترة ما بينهما. ولد سليمات بعد فضيحة في القصر بين داود وبثشبع. وكان كوالده به ضعف تجاه النساء تسبب في سقوطه في النهاية. كان سليمان في بدايه الأمر ناجحاً، طالباً الحكمة من الله، كما بنى هيكلاً لله إستغرق تشييده سبع سنوات. ولكن بعد ذلك شيد لنفسه قصراً إستغرق بناؤه 13 عاماً. وأدى به تعدد زوجاته إلى عبادة الأوثان وقاده بعيداً عن الله. بعد موت سليمان، حكم شعب إسرائيل سلسلة من الملوك كان أغلبهم أشرار يعبدون الأوثان. وهذا بالتالي قاد الأمة بعيداً عن الله، وحتى توبيخ إيليا لم يفلح في إعادتهم إليه. كان من أشر هؤلاء الملوك الملك آخاب وزوجته الملكة إيزابل التي ساهمت في تعظيم عبادة البعل في إسرائيل. حاول إيليا إعادة شعب إسرائيل إلى عبادة يهوه، بل وتحدى كهنة البعل الوثنيين لمواجهة الله على جبل الكرمل. وبالطبع كانت النصرة لله. هذا أثار غضب الملكة إيزابل فأمرت بقتل إيليا فهرب وإختبأ في البرية. وقال في إكتئابه وإحباطه "ليتنى أموت". ولكن الله أرسل إليه طعاماً وتشجيعاً وكلمه همساً "بصوت خفيف رقيق" وبهذا أنقذ حياته لإتمام المزيد من العمل.

إشارات للمستقبل: إن هيكل أورشليم، حيث يسكن روح الله في قدس الأقداس يشير إلى المؤمنين بالمسيح الذين يسكن فيهم الروح القدس منذ لحظة خلاصهم. وكما كان مطلوباً من شعب إسرائيل أن يتركوا عبادة الأوثان، كذلك علينا أن نتخلى عن أي شيء يفصلنا عن الله. إننا نحن شعبه، هيكل الله الحي. تقول رسالة كورنثوس الثانية 6: 16 "أَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً".

كان إيلياً إشارة للمسيح ورسل العهد الجديد. وقد مكَّن الله إيليا من القيام بأعمال معجزية لكي يثبت أنه فعلاً رجل الله. فقد أقام إبن أرملة صرفة من الموت مما جعلها تعلن: "الآن علمت أنك رجل الله وأن كلمة الله في فمك هي حق". وبنفس الكيفية فإن رجال الله الذين تكلموا بكلمته من خلال قوة الله واضحين في العهد الجديد. فإن يسوع لم يقم فقط لعازر من الموت بل أيضاً أقام إبن أرملة نايين (لوقا 7: 14-15)، وإبنة يايرس (لوقا 8: 52-56). وأقام الرسول بطرس طابيثا من الموت (أعمال الرسل 9: 40)، وأقام الرسول بولس أفتيخوس (كورنثوس الأولى 15: 33).

التطبيق العملي: يحمل سفر ملوك الأول دروس عديدة للمؤمنين. إننا نجد تحذير بشأن رفقاؤنا، خاصة القريبين منهم وعلاقات الزواج. إم ملوك إسرائيل الذين على شاكلة سليمان تزوجوا بأجنبيات عرضوا أنفسهم وشعبهم للشرور. كمؤمنين بالمسيح يجب أن نكون شديدي الحذر بشأن من نختارهم كأصدقاء، أو شركاء في العمل، أو شركاء في الحياة. "لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (كورنثوس الأولى 15: 33).

إن إختبار إيليا في البرية يعلمنا درساً ثميناً أيضاً. بعد إنتصاره الرائع على ما يزيد عن 450 من أنبياء البعل على جبل الكرمل، فإن فرحه تحول إلى حزن بسبب ملاحقة إيزابل له وإضطر أن يهرب لحياته. إن خبرات "الإنتصار" نظير هذه كثيراً ما يتبعها شعور بالإحباط واليأس. علينا أن نكون واعين لمثل هذه الإختبارات في الحياة المسيحية. عالمين أن إلهنا أمين ولن يتركنا أبداً. فإن الصوت الرقيق الهاديء الذي شجع إيليا سوف يشجعنا نحن أيضاً.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:46 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر ملوك الثاني



الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن النبي إرميا هو كاتب سفري ملوك الأول والثاني.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الثاني مع سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م.

غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفر ملوك الأول وهو يكمل قصة الملوك في المملكة المنقسمة (إسرائيل ويهوذا). ينتهي سفر ملوك الثاني بسبي شعب إسرائيل ويهوذا إلى آشور وبابل.

آيات مفتاحية: ملوك الثاني 17: 7-8 "وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمِ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ".

ملوك الثاني 22: 1-2 "كَانَ يُوشِيَّا ابْنَ ثَمَانِ سِنِينٍ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ... وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَلَمْ يَحِدْ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً".

ملوك الثاني 24: 2 "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَغُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ وَغُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ وَغُزَاةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ".

ملوك الثاني 8: 19 "وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجاً وَلِبَنِيهِ كُلَّ الأَيَّامِ".

ملخص: يسجل سفر ملوك الثاني سقوط المملكة المنقسمة. إستمر الأنبياء في تحذير الشعب بأن دينونة الله قريبة، ولكنهم لم يتوبوا. وقد حكم مملكة إسرائيل عدد من الملوك الأشرار، وبالرغم من كون بعض ملوك يهوذا صالحين إلا أن غالبيتهم قادوا الشعب بعيداً عن عبادة يهوه. لم يستطع هؤلاء الصالحين القلائل مع أليشع وأنبياء آخرين إيقاف تدهور الأمة. في النهاية تم تدمير مملكة إسرائيل الشمالية بواسطة الآشوريين وبعد حوالي 136 سنة قام البابليون بتدمير مملكة يهوذا الجنوبية.

يوجد ثلاث موضوعات أساسية في سفر ملوك الثاني. أولاً، الرب سوف يدين شعبه عندما يعصونه ويديرون ظهرهم له. وقد ظهرت عدم أمانة شعب إسرائيل في شر عبادة الأوثان من قبل الملوك مما أدى إلى غضب الله المقدس على تمردهم. ثانياً، إن كلمة أنبياء الله الصادقين دائماً ما تتحقق. لأن الله دائماً يحقق كلمته فكذلك أيضاً كلمات أنبيائه صادقة دائماً. ثالثاً، الله أمين. لقد تذكر وعده لداود (صموئيل الثاني 7: 10-13) وبالرغم من عصيان الشعب والملوك الأشرار الذين حكموهم إلا أن الله لم يفني عائلة داود.

إشارات للمستقبل: إستخدم الرب يسوع قصة أرملة صرفة الواردة في ملوك الأول وقصة نعمان الواردة في ملوك الثاني لتوضيح حقيقة عطف ومحبة الله تجاه أولئك الذين إعتبرهم اليهود غير مستحقين لنعمة الله – الفقراء والضعفاء والمظلومين والعشارين والسامريين والأمم. بالإشارة إلى مثال الأرملة الفقيرة والأبرص فإن يسوع أظهر نفسه بأنه الطبيب الأعظم الذي يشفي ويخدم الذين في حاجة إلى النعمة الإلهية. هذه الحقيقة ذاتها كانت أساس سر جسد المسيح، الكنيسة، التي تأتي من كل مستويات المجتمع، ذكوراً وإناث، أغنياء وفقراء، يهود وأمم (أفسس 3: 1-6).

إن كثير من معجزات إليشع كانت إشارات إلى معجزات المسيح نفسه. أقام أليشع إبن المرأة الشونمية (ملوك الثاني 4: 34-35)، وشفى نعمان من البرص (ملوك الثاني 5: 1-19)، وضاعف أرغفة الخبز لإطعام مائة شخص وبقي منها فائض (ملوك الثاني 4: 42-44).

التطبيق العملي إن الله يبغض الخطية ولن يسمح بإستمرارها إلى الأبد. إذا كنا نحن ملك له فلنا أن نتوقع تأديبه لنا عندما لا نطيعه. إن الآب المحب يؤدب أولاده لفائدتهم ولإظهار أنهم بالفعل ينتمون إليه. قد يستخدم الله غير المؤمنين أحياناً لتأديب أبنائه، وهو يحذرنا قبل أن يعاقبنا. إننا كمؤمنين لدينا كلمته لإرشادنا وتحذيرنا عندما نضل عن طريقه. إن كلمته جديرة بثقتنا وتقدم لنا الحق دائماً كما كان الأنبياء في القديم. إن أمانة الرب تجاه شعبه لا تسقط أبداً حتى عندما نفشل نحن.

إن قصتي الأرملة، والأبرص هما مثال لنا كجسد المسيح. فكما أشفق إليشع على حثالة المجتمع علينا نحن أن نرحب بكل من ينتمون للمسيح في كنائسنا. الله "لا يحابي الوجوه" (أعمال الرسل 10: 34) وكذلك يجب علينا نحن أيضاً.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:46 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر أخبار الأيام الأول



الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الأول إسم كاتبه بصورة محددة. ولكن يقول التقليد الكنسي أن كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني هو عزرا النبي.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول ما بين عامي 450 و 425 ق.م.

غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس المعلومات التي يغطيها سفري صموئيل الأول والثاني وسفري الملوك الأول والثاني. ولكن يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الحقبة الزمنية. تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول بعد السبي لمساعدة العائدين إلى إسرائيل في فهم كيف يعبدون الله. وقد ركز التاريخ على المملكة الجنوبية، أي أسباط يهوذا وبنيامين ولاوي. فهذه الأسباط كانت أمينة لله إلى حد كبير.

آيات مفتاحية: أخبار الأيام الأول 11: 1-2 "وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ, وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ".

أخبار الأيام الأول 21: 13 "فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ, وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ".

أخبار الأيام الأول 29: 11 "لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ, لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ, وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ".

ملخص: تختص الإصحاحات التسعة الأولى من أخبار الأيام الأول بتسجيل قوائم وسلاسل أنساب. كما نجد المزيد من القوائم وسلاسل الأنساب في مواضع متفرقة من السفر. وفيما بين هذه القوائم يسجل السفر إعتلاء داود العرش وما عمله بعد ذلك. يختم السفر بصيرورة سليمان إبن داود ملكاً على إسرائيل. إن مخطط السفر بإختصار هو كالتالي: الإصحاحات 1: 1 – 9: 23 سلاسل أنساب مختارة؛ الإصحاحات 9: 24-12: 40 داود يصبح ملكاً؛ الإصحاحات 13: 1-20: 30 سنوات حكم/ملك داود.

إشارات للمستقبل: يشير داود في أنشودة الشكر في أخبار الأيام الأول 16: 33 إلى وقت يأتي فيه الله "ليدين الأرض". وفي هذا إشارة إلى متى 25 حيث يصف الرب يسوع وقتاً سيأتي فيه ليدين الأرض. ومن خلال مثلي العذارى العشرة والوزنات العشرة يحذر الذين لا يغطي دم المسيح خطاياهم بأنهم سوف يلقون إلى "الظلمة الخارجية". ويشجع شعبه أن يكونوا مستعدين عند مجيئه لأنه في دينونته سوف يفصل بين الخراف والجداء

إن جزء من العهد الداوودي الذي يكرره الله في الإصحاح 17 يشير إلى مستقبل المسيا الذي سيأتي من نسل داود. تصف الآيات 13 – 14 الإبن الذي يثبت في بيت الله والذي يثبت عرشه إلى الأبد. وهذه الإشارة تنطبق على يسوع المسيح فقط.

تطبيق عملي: قد تبدو سلاسل الأنساب جافة بالنسبة لنا، ولكنها تذكرنا أن الله يعرف كل واحد من أبنائه بصورة شخصية، بل يعرف حتى عدد شعر رؤوسنا (متى 10: 30). فيمكننا أن نطمئن عالمين أننا وما نفعله معروفين إلى الأبد لدى الله. إنا كنا نحن ملك المسيح، فإن أسماؤنا مكتوبة إلى الأبد في سفر حياة الحمل (رؤيا 13: 8).

الله أمين تجاه شعبه وهو يفي بوعوده لهم. إننا نرى في سفر أخبار الأيام الأول تحقيق وعد الله لداود عندما صار ملكاً على إسرائيل (أخبار الأيام الأول 11: 1-3). فيمكن لنا أن نثق أنه يحقق وعوده لنا نحن أيضاً. لقد وعد أن يبارك من يتبعونه، الذين يأتون إلى المسيح بتوبة قلبية ويطيعون وصاياه.

إن الطاعة تجلب البركة؛ وعدم الطاعة تجلب الدينونة. إن سفر أخبار الأيام الأول وكذلك أسفار صموئل الأول والثاني وملوك الأول والثاني هي تسجيل لنموذج الخطية والتوبة والغفران والإسترداد لشعب إسرائيل. وبنفس الكيفية، يطيل الله أناته تجاهنا ويغفر خطايانا عندما نأتي إليه بتوبة حقيقية (يوحنا الأولى 1: 9). فيمكن أن نطمئن بمعرفة أنه يسمع صلاة توبتنا، ويغفر خطايانا، ويردنا إلى حياة الشركة معه وبذلك يضعنا على طريق الإبتهاج والفرح.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:46 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر أخبار الأيام الثاني



الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الثاني إسم كاتبه بالتحديد. يقول التقليد الكنسي أن عزرا هو كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر أخبار الأيام الثاني ما بين عامي450 و 425 ق. م.

غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس معلومات سفري صموئيل الأول والثاني وسفري ملوك الأول والثاني. يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الفترة بصورة أكبر. إن سفر أخبار الأيام الثاني هو بمثابة تقييم لتاريخ الأمة الروحي.

آيات مفتاحية: أخبار الأيام الثاني 2: 1 " وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ".

أخبار الأيام الثاني 29: 1-3 "مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا".

أخبار الأيام الثاني 36: 14 "حَتَّى أَنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ".

أخبار الأيام الثاني 36: 23 "هَكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ السَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ الرَّبُّ إِلَهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ".

ملخص: يسجل سفر أخبار الأيام الثاني تاريخ مملكة يهوذا الجنوبية، من وقت ملك سليمان حتى نهاية السبي البابلي. إن تدهور مملكة يهوذا مخيب للأمل، ولكن التركيز هنا على المصلحين الروحيين الذين سعوا بغيرة وشغف لإعادة الشعب إلى الرب. التركيز هنا على ما هو صالح، ولا يذكر سوى القليل عن الملوك الطالحين أو إخفاقات الملك الصالحين. بما أن سفر أخبار الأيام الثاني يتبنى وجهة نظر كهنوتية، فإن مملكة إسرائيل الشمالية لا تذكر إلا نادراً بسبب العبادة الزائفة ورفضهم الإعتراف بهيكل أورشليم. ينتهي سفر أخبار الأيام الثاني بدمار أورشليم والهيكل.

إشارات مستقبلية: كما هو الحال بالنسبة للإشارات إلى الملوك والهياكل في العهد القديم، فإننا نراها كصورة لملك الملوك الحقيقي – الرب يسوع المسيح – وهيكل الروح القدس – أي شعبه المؤمنين به. حتى أفضل ملوك شعب إسرائيل كانت له نفس أخطاء كل الخطاة وكانت قيادتهم للشعب معيبة. ولكن حين يأتي ملك الملوك ليعيش ويملك على الأرض في الملك الألفي، فإنه سوف يثبت ذاته على عرش الأرض كلها كالوريث الحقيقي لداود الملك. عند ذاك فقط يكون لنا ملك كامل يملك بالبر والقداسة، الأمر الذي لم يستطع أفضل ملوك إسرائيل سوى أن يحلم به.

وبالمثل، فإن الهيكل العظيم الذي بناه سليمان الملك لم يكن مصمماً ليبقى إلى الأبد. فإنه بعد مرور 150 سنة فقط كان بحاجة ماسة للترميم والإصلاح من الخراب الذي حل به نتيجة تحول الأجيال التالية إلى عبادة الأوثان مرة أخرى (ملوك الثاني 12). ولكن هيكل الروح القدس – أي الذين ينتمون إلى المسيح – سوف يعيشون إلى الأبد. إن المؤمنين بالمسيح هم ذلك الهيكل، المصنوع ليس بأيدي بشرية بل بمشيئة الله (يوحنا 1: 12-13). الروح الساكن فينا لن يتركنا أبداً وسوف يسلمنا بأمان إلى يدي الله في يوما ما (أفسس 1: 13؛ 4: 30). ولا يتمتع أي هيكل أرضي بذلك الوعد.

التطبيق العملي: إن قاريء سفري أخبار الأيام مدعو لتقييم كل الأجيال الماضية لمعرفة أيها نال البركة نتيجة الطاعة أو العقاب نتيجة الشر. ولكن علينا أيضاً مقارنة مآزق هذه الأجيال مع مصاعبنا كأفراد أو جماعات. إذا كنا نحن أو كنيستنا أو بلادنا نمر بمصاعب، فإنه من مصلحتنا أن نقارن ما نؤمن به وسلوكنا المبني عليه بمعتقدات وخبرات شعب إسرائيل تحت قيادة الملوك المختلفين. الله يكره الخطية ولا يحتملها أبداً. ولكن إن كنا نتعلم أي شيء من سفري أخبار الأيام فهو أن الله يريد أن يغفر لمن يصلون بإتضاع وتوبة ويشفيهم (يوحنا الأولى 1: 9).

إن كان بإمكانك الحصول على أي شيء تريده من الله، فماذا تطلب؟ هل تطلب الغنى العظيم؟ أم الصحة الكاملة لك ولمن تحبهم؟ أم تطلب القوة أمام الحياة أو الموت؟ إنه أمر عجيب أن نفكر بهذا، أليس كذلك؟ ولكن الأعجب منه هو أن الله قدّم هذا العرض لسليمان ولم يختار أي من هذه الأشياء. بل طلب الحكمة والمعرفة لإتمام المهمة التي أوكله الله بها بصورة جيدة. الدرس الذي نتعلمه هنا هو أن الله كلف كل منا بمهمة معينة، وأعظم بركة يمكن أن نسعى للحصول عليها من الله هي القدرة على إتمام مشيئته لحياتنا. لهذا فنحن بحاجة إلى "الحكمة النازلة من فوق" (يعقوب 3: 17) لكي نميز مشيئته، وأيضاً الفهم والمعرفة الحميمة لشخصه حتى تدفعنا للتشبه بالمسيح في العمل وإتجاه القلب (يعقوب 3: 13).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:47 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر عزرا




الكاتب: لا يذكر سفر عزرا إسم كاتبه. ويقول التقليد أن النبي عزرا هو كاتب السفر. من المثير للإنتباه ملاحظة أنه ما أن يظهر النبي عزرا في الأحداث في الإصحاح 7، فإن كاتب السفر يتحول من الكتابة بصيغة الغائب إلى صيغة المتكلم. وهذا يعزز القول بأن عزرا هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر عزرا ما بين عامي 460 و 440 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن سفر عزرا يتناول الأحداث التي وقعت في أرض إسرائيل في فترة العودة من السبي البابلي والسنوات التالية له، وهو يغطي فترة تمتد إلى قرن من الزمان تبدأ عام 538 ق. م. ويركز سفر عزرا على إعادة بناء الهيكل. ويحتوي السفر على سجلات أنساب مفصلة، بهدف تأكيد الحق في الكهنوت من جهة أبناء هارون بصورة أساسية.

آيات مفتاحية: عزرا 3: 11 "وَغَنُّوا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَكُلُّ الشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافاً عَظِيماً بِالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ الرَّبِّ".

عزرا 7: 6 "عَزْرَا هَذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلَهِهِ عَلَيْهِ كُلَّ سُؤْلِهِ".

ملخص: يمكن تقسيم هذا السفر كالتالي: الإصحاحات 1-6 العودة الأولى تحت زربابل وبناء الهيكل الثاني. الإصحاحات 7-10 خدمة عزرا. حيث أنه مر أكثر من نصف قرن بين الإصحاح 6 و7 فإن شخصيات الجزء الأول من السفر كانوا قد ماتوا حين بدأ عزرا خدمته في أورشليم. عزرا هو الشخصية الرئيسية في سفري عزرا ونحميا. وينتهي كلا السفرين بصلوات إعتراف (عزرا 9؛ ونحميا 9) يليها إبتعاد الشعب عن الممارسات الشريرة التي سقطوا فيها. يمكن أيضاً تكوين فكرة عن رسائل حجي وزكريا المشجعة، حيث يتم تقديمهما في هذه الرواية (عزرا 5: 1)، والتي نجدها في الأسفار النبوية التي تحمل إسميهما.

يغطي سفر عزرا العودة من السبي لبناء الهيكل بحسب أمر أرتحشستا الملك، وهو الحدث الذي يغطيه الجزء الأول من سفر نحميا. وكان حجي هو النبي الرئيسي في أيام عزرا، أما زكريا فكان نبياً في أيام نحميا.

إشارات مستقبلية: نرى في سفر عزرا إستمرار لموضوع البقية الباقية. فكلما تقع كارثة أو تأتي دينونة، فإن الله يحفظ بقية صغيرة لنفسه – مثل حفظ نوح وعائلته من الطوفان؛ وعائلة لوط في سدوم وعمورة؛ والـ 7000 نبي في إٍسرائيل رغم إضطهاد آخاب وإيزابل للأنبياء. عندما إستعبد شعب إسرائيل في مصر حفظ الله بقية وأخرجها إلى أرض الموعد. في عزرا 2: 64-67 رجع حوالي خمسة آلاف شخص إلى أرض يهوذا، ولكن عندما قارنوا عددهم بتعداد شعب إسرائيل في أيام الإزدهار تحت حكم الملك داود قالوا: "لقد بقينا بقية لهذا اليوم". ويمتد موضوع البقية الباقية إلى العهد الجديد حيث يخبرنا بولس أنه "قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ" (رومية 11: 5). بالرغم من أن أغلب الناس في زمن المسيح قد رفضو، ولكن بقيت مجموعة من الناس إحتفظ بهم الله وحفظهم في إبنه، وفي عهد نعمته. وفي كل الأجيال منذ وقت المسيح توجد بقية من الأمناء الذين ظلت أقدامهم على الطريق الضيق الذي يقود إلى الحياة الأبدية (متى 7: 14-14). هذه البقية الباقية ستحفظ بقوة الروح القدس الذي قد ختمهم والذي يأتي بهم بأمان إلى اليوم الأخير (كورنثوس الثانية 1: 22؛ أفسس 4: 30).

التطبيق العملي: إن سفر عزرا هو رواية رجاء وإسترداد. بالنسبة للمؤمن الذي جرحت حياته بالخطية والتمرد على الله، يوجد رجاء عظيم في إن إلهنا هو إله غفران، إله ل يدير ظهره عنا عندما نطلبه في توبة وإنكسار (يوحنا الأولى 1: 9). إن عودة شعب إسرائيل إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل تتكرر في حياة كل مؤمن يرجع من أسر الخطية والتمرد على الله ويجد لديه ترحيب دافيء بعودته. مهما طال إبتعادنا، فهو يغفر لنا ويقبلنا ثانية إلى عائلته. إنه مستعد أن يعلمنا كيف نعيد بناء حياتنا وينهض قلوبنا التي هي هيكل للروح القدس. وكما حدث في إعادة بناء هيكل أورشليم فإن الله يشرف على تجديد وإعادة تكريس حياتنا لخدمته.

إن المعارضة من جانب أعداء الله في إعادة بناء الهيكل تقدم نموذجاً مألوفاً لدى عدو نفوسنا. يستخدم الشيطان من يبدو أنهم متفقين مع أهداف الله ليخدعنا ويحاول أن يعطل خطط الله. عزرا 4: 2 يصف الخطاب الخادع لمن يدَّعون أنهم يعبدون المسيح بينما غرضهم الحقيقي هو الهدم، وليس البناء. يجب أن نحذر من أمثال هؤلاء الخادعين، ونجيبهم كما فعل شعب إسرائيل، ونرفض أن ننخدع بكلامهم المعسول وإيمانهم الكاذب.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:47 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر نحميا


الكاتب: لا يذكر سفر نحميا إسم كاتبه. ولكن يقر التقليد اليهودي والمسيحي أن عزرا هو كاتب السفر. وهذا يقوم على حقيقة أن سفري عزرا وحميا كانا في الأصل سفر واحد.

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر نحميا ما بين عامي 445 و420 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن سفر نحميا، وهو أحد الأسفار التاريخية في الكتاب المقدس، يستكمل قصة رجوع شعب إسرائيل من السبي البابلي وإعادة بناء الهيكل في أورشليم.

آيات مفتاحية: نحميا 1: 3 "فَقَالُوا لِي: إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ هُمْ فِي شَرٍّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ".

نحميا 1: 11 "يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هَذَا الرَّجُلِ".

نحميا 6: 15-16 "وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا سَقَطُوا كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلَهِنَا عُمِلَ هَذَا الْعَمَلُ".

ملخص: كان نحميا شخص يهودي في بلاد فارس عندما وصل إليه خبر إعادة بناء الهيكل في أورشليم. وقد شعر بالقلق لعلمه بعدم وجود سور لحماية المدينة. وقد دعا نحميا الله أن يستخدمه لإنقاذ المدينة. وأجاب الله صلاته بأن ليَّن قلب أرتحشستا ملك فارس، الذي لم يكتفي بأن يمنحه موافقته بل أعطاه الأدوات اللازمة للبناء. أعطى الملك غلإذن لنحميا بالعودة إلى أورشليم حيث صار حاكماً للمدينة.

بالرغم من المعارضة والإتهامات تم بناء السور وإسكات الأعداء. وقدم الناس، بإلهام من نحميا، عشور أموال كثيرة، وأدوات ورجال للعمل لإنهاء بناء السور في 52 يوماً مذهلة، رغم كثرة المعارضين. ولكن هذا العمل المشترك كان قصير الأمد، حيث سقطت أورشليم في الإرتداد عندما غادرها نحميا لوقت قصير. وبعد 12 عاماً عاد ليجد الأسوار قوية ولكن الشعب ضعيفاً. فبدأ مهمة تعليم الناس الأخلاق الحميدة ولم يجمِّل كلماته. "فَخَاصَمْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ أُنَاساً وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ...". أعاد تأسيس العبادة الحقيقية من خلال الصلاة وتشجيع الناس على النهوض عن طريق قراءة كلمة الله والتمسك بها.

إشارات للمستقبل: كان نحميا رجل صلاة، وكان يصلي بحرارة من أجل شعبه (نحميا 1). ويشير تشفعه الغيور من أجل شعب الله إلى شفيعنا الأعظم، الرب يسوع المسيح، الذي صلى بحرارة من أجل شعبه في صلاته كرئيس الكهنة الأعظم في يوحنا 17. كان لكل من نحميا والرب يسوع محبة مشتعلة لشعب الله سكباها في صلاة لله، متشفعين من أجل الشعب أمام العرش.

التطبيق العملي: قاد نحميا شعب إسرائيل إلى إحترام ومحبة كلمة الله. بسبب محبة نحميا لله ورغبته أن يرى الله يكرم ويمجد فقد قاد شعب إسرائيل نحو الإيمان والطاعة التي أرادها منهم الله لوقت طويل. وبنفس الكيفية، يجب على المؤمنين أن يحبوا ويحترموا تعاليم الكتاب المقدس، ويحفظوها في قلوبهم، ويتأملوا بها ليلاً ونهاراً ويلجأوا إليها لإشباع كل إحتياج روحي. تقول رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". إذا كنا نتوقع أن نختبر النهضة الروحية التي إختبرها شعب إسرائيل (نحميا 8: 1-8) علينا أن نبدأ بكلمة الله.

يجب أن يكون لدى كل منا عطف ومحبة حقيقية تجاه المتألمين روحياً أو جسدياً. ولكن المحبة دون تقديم يد المساعدة ليست أمر كتابي بالمرة. أحياناً يجب أن نتخلى عن راحتنا الشخصية لكي نخدم الآخرين بصورة صحيحة. يجب أن نؤمن تماماً بأية قضية/موضوع قبل أن نعطي من وقتنا أو أموالنا بقلب صالح. عندما نسمح لله أن يخدم الآخرين من خلالنا، سيعرف حتى غير المؤمنين أن هذا هو عمل الله.


Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:47 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر إستير



الكاتب: لا يذكر سفر إستير إسم كاتبه. التقليد الشائع هو أنه إما مردخاي (وهو شخصية أساسية في سفر إستير) أو عزرا أو نحميا (واللذين كانا على دراية بالعادات الفارسية).

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر الخروج ما بين عامي 460 و 350 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن الغرض من كتابة سفر إستير هو إظهار تدبير الله، خاصة بشأن إسرائيل شعبه المختار. يسجل سفر إستير تأسيس عيد الفوريم وفرض الإلتزام به دائماً. تمت قراءة سفر إستير في عيد الفوريم تذكاراً للخلاص العظيم للأمة اليهودية الذي حققه الله من خلال إستير. لا يزال اليهود حتى اليوم يقرأون سفر إستير في عيد الفوريم.

آيات مفتاحية: إستير 2: 15 "وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ... لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ".

إستير 4: 14 "لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ!"

إستير 6: 13 "إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً".

إستير 7: 3 "[إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي".

ملخص: يمكن تقسيم سفر إستير إلى ثلاث أقسام رئيسية. الإصحاحات 1: 1- 2: 18 إستير تحل محل وشتي الملكة؛ 2: 19 – 7: 10 مردخاي ينتصر على هامان؛ 8: 1 – 10: 3 شعب إسرائيل ينجو من محاولة هامان إبادتهم. لقد خاطرت إسنير النبيلة بحياتها عندما أدركت مقدار الخطر. وقد قامت عن طيب خاطر بما كان من الممكن أن يؤدي إلى موتها متحدية بهذا هامان الرجل الثاني في مملكة زوجها. لقد أثبتت أنها خصم حكيم قوي مع إحتفاظها بتواضعها وإحترامها لمكانة زوجها الملك.

وفي شبه كبير بقصة يوسف في تكوين 41: 34-37، فإن كلتا القصتين تشملان ملكاً غريباً يتحكم بمصير اليهود. وكلتيهما تظهران بطولة إفراد من شعب إسرائيل يصبحون وسيلة لخلاص شعبهم وأمتهم. إن يد الله واضحة في أن ما يبدو كوضع سيء هو في الواقع تحت سيطرة الله القدير الكاملة والذي يعمل في النهاية لصالح الشعب. نجد في قلب هذه القصة الإنقسام المستمر بين اليهود وعماليق والذي تسجل بدايته في سفر الخروج. إن هدف هامان هو العمل الأخير المسجل في فترة العهد القديم للإبادة الكاملة لليهود. تنتهي خطته بموته هو وإرتفاع عدوه مردخاي ليحتل مكانه وأيضاً خلاص اليهود من مؤامرته.

إن العيد والإحتفال هو موضوع رئيسي في هذا السفر، فيسجل عشرة ولائم، وكثير من الأحداث تم تخطيطها أو كشفها في هذه الولائم. رغم ان إسم الله لم يذكر في هذا السفر، إلا أنه من الواضح أن يهود شوشن طلبوا تدخله بصلاتهم وصومهم ثلاث أيام (إستير 4: 16). على الرغم من حقيقة كون الشريعة التي تسمح بتدميرهم كانت مكتوبة وفقاً لشريعة مادي وفارس مما يجعلها غير قابلة للتغيير، إلا أن الطريق كان مفتوحاً لإستجابة صلواتهم. لقد خاطرت إستير بحياتها بدخولها، ليس مرة واحدة بل مرتين، أمام الملك (إستير 4: 1-2؛ 8: 3). وهي لم تكتفي بتدمير هامان؛ بل كانت تهدف لإنقاذ شعبها. لقد تم تسجيل تأسيس عيد الفوريم وقد حفظ لكي يعرفه الجميع ومازال محفوظاً حتى اليوم. إن شعب الله، دون أي ذكر واضح لإسمه، قد نجوا من حكم بالإعدام من خلال حكمة وإتضاع إستير.

إشارات للمستقبل: نجد في سفر إستير لمحة وراء الكواليس على الصراع المستمر من جهة الشيطان ضد خطط الله وخاصة ضد المسيا المنتظر. كان مجيء المسيح إلى الجنس البشري معتمداً على وجود الشعب اليهودي. وكما تآمر هامان ضد اليهود لكي يدمرهم كذلك وقف الشيطان ضد المسيح وشعب الله. وكما هزم هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك إستخدم المسيح السلاح ذاته الذي إبتدعه العدو ليقضي عليه وعلى نسله الروحي. لأن الصليب الذي خطط الشيطان أن يستخدمه للقضاء على المسيا كان هو الوسيلة التي إستخدمها المسيح "إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ" (كولوسي 2: 14-15). وكما علِّق هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك سحق الشيطان بالصليب الذي أقامه للقضاء على المسيح.

التطبيق العملي: إن سفر إستير يوضح الإختيار الذي نتخذه بأن نرى يد الله في ظروف حياتنا أو إعتبار الأمور مجرد مصادفة. الله هو الحاكم والسيد على الكون كله ويمكن لنا أن نثق أن خططه لا تتأثر بأفعال الأشرار. رغم أن إسمه لم يذكر في هذا السفر، إلا أن عنايته وتدبيره لشعبه كأفراد أو كأمة، واضحين خلال السفر بأكمله. فمثلاً لا يسعنا إلا أن نرى تأثير العلي في توقيت قلق وعدم قدرة الملك أرتحشستا على النوم. ومن خلال مثال مردخاي وإستير فإن لغة الحب الصامتة التي كثيراً ما يستخدمها الآب للتواصل مع أرواحنا واضحة في هذا السفر.

أثبتت إستير أنها تمتلك روحاً نقية وقابلة للتعليم وأظهرت قوة عظيمة وطاعة تلقائية. كان إتضاع إستير مختلفاً بصورة كبيرة عمن كانوا حولها، وهذا كان سبب إرتفاعها لتصبح ملكة. إنها ترينا كيف أن التمسك بالإحترام والتواضع، حتى وسط الظروف الصعبة أو المستحيلة، كثيراً ما يؤهلنا لنكون أدوات بركة لا توصف لأنفسنا وللآخرين. ونصنع حسناً بأن نتمثل بإتجاه قلبها النقي في كل نواحي الحياة، وخاصة في التجارب. إننا لا نجد أي تذمر أو إتجاه قلب رديء ولو مرة واحدة في السفر كله. وكثيراً ما نقرأ أنها وجدت "نعمة" لدى المحيطين بها. وهذه النعمة أنقذت شعبها في النهاية. يمكننا أن نحصل على نعمة كهذه عندما نرضى حتى بالإضطهاد ونتبع مثال إستير في التمسك بالتوجه الإيجابي مضافاً إليه التواضع والتصميم على الإتكال على الله. فمن يعلم ربما وضعنا الله في وضع كهذا لوقت مثل هذا؟

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:47 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر أيوب



الكاتب: لا يذكر سفر أيوب إسم كاتبه. الإحتمالات المرجحة هي أن يكون كاتبه إما أيوب أو إلياهو أو موسى أو سليمان.

تاريخ كتابة السفر: إن تاريخ كتابة السفر يحدده شخصية كاتب سفر أيوب. إذا كان موسى هو كاتبه، يكون تاريخ كتابته حوالي عام 1440 ق. م. أما إذا كان سليمان هو الكاتب، فيكون تاريخه حوالي 950 ق. م. وحيث أننا لا نعرف الكاتب فلا يمكن أن نعرف تاريخ الكتابة.

غرض كتابة السفر: يساعدنا سفر أيوب على فهم ما يلي: لا يستطيع الشيطان أن يصيبنا بأذى مادي أو جسدي إلا بسماح من الله. الله له سلطان على ما يمكن أو لا يمكن أن يفعله الشيطان. إن الأمر يفوق قدرتنا البشرية على فهم "الأسباب" وراء كل المعاناة في العالم. سوف ينال الأشرار عقابهم. لكن لا يمكننا أن نفسر معاناتنا وخطايانا بأسلوب حياتنا. قد يسمح الله بالمعاناة في حياتنا أحياناً لتطهيرنا، أو إختبارنا، أو تعليمنا، أو تقوية نفوسنا. يظل الله فيه الكفاية لنا، ويستحق بل ويطلب محبتنا وتسبيحنا في كل ظروف الحياة.

آيات مفتاحية: أيوب 1: 1 "كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ".

أيوب 1: 21 "عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً".

أيوب 38: 1-2 "فَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟"

أيوب 42: 5-6 "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ".

ملخص: يبدأ هذا السفر بمشهد في السماء حيث يأتي الشيطان ليشتكي ضد أيوب أمام الله. ويصر أن أيوب يخدم الله فقط لأن الله يحميه ويطلب الشيطان الإذن من الله ليختبر إيمان وولاء أيوب. ويسمح له الله ولكن في حدود معينة. لماذا يتألم الأتقياء؟ هذا هو السؤال الذي يطرأ بعد أن يخسر أيوب عائلته وثروته وصحته. يأتي أصدقاء أيوب الثلاثة أليفاز وبلدد وصوفر "لتعزيته" ومناقشة سلسلة مصائبه الساحقة. أصروا أن آلامه هي عقاب خطية ما في حياته. ولكن أيوب يظل مخلصاً لله في هذا كله ويقول أن حياته لم تكن حياة خطية. ويقول رجل رابع هو إلياهو لأيوب أنه يجب أن يتضع ويخضع لإستخدام الله للتجارب لتنقية حياته. أخيراً، يسأل أيوب الله نفسه ويتعلم دروساً ثمينة عن سيادة الله وحاجته أن يثق ثقة كاملة في الله. بعد هذا يرد الله أيوب إلى الصحة والسعادة والإزدهار بما يفوق ما كان عليه سابقاً.

إشارات للمستقبل: بينما كان أيوب يتفكر في سبب بؤسه، طرأ على ذهنه ثلاثة أسئلة إجاباتها كلها في الرب يسوع وحده. هذه الأسئلة ترد في الإصحاح 14. أولاً، في عدد 4 يسأل أيوب قائلاً: "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لاَ أَحَدٌ!" يخرج سؤال أيوب من قلب يدرك أنه لا يستطيع أن يرضي الله أو أن يتبرر أمامه. الله قدوس؛ أما نحن فلا. لذلك توجد هوة عظيمة بين الإنسان والله بسبب الخطية. ولكن إجابة السؤال الذي إعتصر أيوب توجد في الرب يسوع المسيح الذي دفع عقاب خطايانا وإستبدلها ببره وبذلك جعلنا مقبولين في نظر الله (عبرانيين 10: 14؛ كولوسي 1: 21-23؛ كورنثوس الثانية 5: 17).

سؤال أيوب الثاني " أَمَّا الرَّجُلُ فَيَمُوتُ وَيَبْلَى. الإِنْسَانُ يُسْلِمُ الرُّوحَ فَأَيْنَ هُوَ"! (الآية 10)، وهو سؤال عن الأبدية والحياة والموت إجابته في المسيح. مع المسيح فإن إجابة سؤال: "فأين هو؟" هي الحياة الأبدية في السماء. بدون المسيح تكون الإجابة "في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان" (متى 25: 30).

يوجد سؤال أيوب الثالث في الآية 14 "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" ومرة أخرى نجد الإجابة في المسيح. بالفعل نحن نحيا ثانية إن كنا فيه. "وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (كورنثوس الأولى 15: 54-55).

التطبيق العملي: يذكرنا سفر أيوب بوجود "صراع كوني" يحدث وراء الستار ولا نعلم عنه شيء في العادة. أحياناً نتساءل عن سبب سماح الله بحدوث شيء ما، ونشك في صلاح الله دون أن نرى الصورة كاملة. يعلمنا سفر ايوب الثقة في الله في كل الظروف. يجب أن نثق في الله، ليس فقط متى كنا لا نفهمه ولكن لأننا لا نفهمه. يقول كاتب المزامير "اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ" (مزمور 18: 30). إذا كانت طرق الله "كاملة" فيجب أن نثق أن مهما كان ما يفعله – أو يسمح به – فهو أيضاً كامل. قد يبدو هذا غير ممكن بالنسبة لنا، ولكن أفكارنا ليست هي فكر الله. صحيح أننا لا نقدر أن نتوقع أن نفهم أفكاره بالكامل كما يذكرنا هو: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" (إشعياء 55: 8-9). ومع هذا، فإن مسئوليتنا تجاه الله هي أن نطيعه، ونثق به، ونخضع لمشيئته سواء كنا نفهمها أم لا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:48 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر المزامير
http://www.suscopts.org/shababnashvi...e%20images.gif



الكاتب: تذكر المقدمات المختصرة للمزامير أن داود هو كاتب 73 منها. وتنطبع شخصية وهوية داود بوضوح على الكثير من هذه المزامير. ومع وضوح كون داود هو كاتب الكثير من المزامير إلا أنه بكل تأكيد ليس كاتب السفر كله. فينسب إثنين من المزامير (72) و (127) إلى سليمان إبن داود وولي عهده. كما أن مزمور 90 هو صلاة تنسب إلى موسى. وأيضاً تنسب مجموعة أخرى تتكون من 12 مزموراً هي مزمور (50) و (73-83) إلى عائلة آساف. كما كتب أبناء قورح 11 مزموراً (42، 44-49، 84-85، 87-88). وينسب مزمور 88 إلى هامان، بينما مزمور (89) ينسب إلى إيتان الإزراحي. بإستثناء سليمان وموسى فإن جميع هؤلاء الكتاب الآخرين كانوا من الكهنة أو اللاويين المسئولين عن موسيقى العبادة أثناء فترة حكم داود. بالإضافة إلى 50 من المزامير التي لا يذكر إسم كاتب محدد لها.

تاريخ كتابة السفر: إن الفحص الدقيق بشأن كاتب السفر، وكذلك المواضيع التي تغطيها المزامير ذاتها يكشف أنها تغطي فترة زمنية تمتد لعدة قرون. إن أقدممزمور في هذه المجموعة هو في الغالب صلاة موسى (90)، وهو تأمل في ضعف الإنسان مع المقارنة بخلود الله. ومن المرجح أن مزمور (137) هو آخر المزامير، وهو مرثاة واضح أنها كتبت أيام السبي البابلي للعبرانيين ما بين 586 إلى 538 ق. م.

من الواضح أن أناساً مختلفين كتبوا 150 مزموراً في فترة تمتد ألف عام من تاريخ شعب إسرائيل. ولا بد أنه قد تم تجميعها في شكلها الحالي بواسطة محرر غير معروف بعد نهاية السبي، حوالي عام 537 ق. م. بوقت قليل.

غرض كتابة السفر: إن سفر المزامير هو أطول سفر في الكتاب المقدس، ويشمل 150 مزموراً. كما أنه أكثرها تنوعاً، حيث تتناول المزامير موضوعات مثل الله والخليقة، والحرب، والعبادة، والحكمة، والخطية والشر، والدينونة، والعدل، ومجيء المسيا.

آيات مفتاحية: مزمور 19: 1 "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ".

مزمور 22: 16-19 "لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ. أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَبْعُدْ. يَا قُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نُصْرَتِي".

مزمور 23: 1 "اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ".

مزمور 29: 1-2 قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ".

مزمور 51: 10 "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي".

مزمور 119: 1-2 "طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ".

ملخص: إن سفر المزامير هو مجموعة من الصلوات، والأشعار، والترانيم التي تركز أفكار المتعبدين على الله في عبادة وتسبيح. إن أجزاء من هذا السفر إستخدمت ككتاب ترانيم في عبادة شعب إسرائيل في القديم. إن التراث الموسيقي في المزامير واضح من تسميتها. فهي تأتي من كلمة يونانية تعني "ترنيمة ترنم بمصاحبة آلة موسيقية".

إشارات مستقبلية: إن تدبير الله مخلصاً لشعبه هو موضوع يتكرر في المزامير. ونرى صورة نبوية للمسيا في العديد من المزامير. يصور مزمور 2: 1-12 إنتصار وملك المسيا. ويتنبأ مزمور 16: 8-11 بموته وقيامته. يبين لنا مزمور 22 آلام المخلص على الصليب ويقدم نبوات مفصلة عن صلبه، وكلها قد تحققت بدقة. يعلن مزمور 45: 6-7 أمجاد المسيا وعروسه، في حين يقدم مزمور 72: 6-17، 89: 3-37، 110: 1-7، 132: 12-18 مجد ملكه وسلطانه على كل الكون.

التطبيق العملي: إن أحد نتائج الملء بالروح القدس أو بكلام المسيح هو الترنيم. إن سفر المزامير هو "كتاب الترنيم" للكنيسة الأولى التي أظهرت الحق الجديد في المسيح.

الله هو نفس الإله في كل المزامير. ولكننا نتجاوب معه بطرق مختلفة، وفقاً للظروف المختلفة في حياتنا. يقول كاتب المزامير أن إلهنا عجيب، هو عالٍ ومرتفع عن خبراتنا البشرية ولكنه قريب بحيث نلمسه ويسير معنا على درب الحياة.

يمكننا أن نعبر عن كل مشاعرنا أمام الله – مهما كانت سلبية، أو متذمرة – ويمكننا أن نثق أنه يسمعنا ويفهمنا. يعلمنا كاتب المزامير أن أقدس الصلوات هي نداء طلب المعونة عندما تطغي علينا مشاكل الحياة.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:48 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر الأمثال

الكاتب: إن الملك سليمان هو الكاتب الرئيسي لسفر الأمثال. فقد ورد إسمه في 1: 1 و 10: 1 وأيضاً 25: 1. يمكن أيضاً أن نجزم بأن الملك سليمان قام بتجميع ومراجعة أمثال أخرى غير التي كتبها هو، وذلك لأن سفر الجامعة 12: 9 يقول: "بَقِيَ أَنَّ الْجَامِعَةَ كَانَ حَكِيماً وَأَيْضاً عَلَّمَ الشَّعْبَ عِلْماً وَوَزَنَ وَبَحَثَ وَأَتْقَنَ أَمْثَالاً كَثِيرَةً". كما يعرف السفر بأنه "الأمثال التي لسليمان".

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة أمثال سليمات حوالي عام 900 ق. م. أثناء سني ملكه وصلت الأمة إلى ذروتها روحياً وسياسياً وثقافياً وإقتصادياً. ومع إزدياد شهرة إسرائيل كذلك إزدادت شهرة الملك سليمان. جاء الملوك والعظماء من أقاصي الأرض ليسمعوا حكمة الملك (ملوك الأول 4: 34).

غرض كتابة السفر: إن المعرفة هي ما إلا تراكم لحقائق مجردة، ولكن الحكمة هي القدرة على رؤية الناس والأحداث والمواقف كما يراها الله. في سفر الأمثال يوضح الملك سليمان فكر الله في أمور عظيمة وسامية وكذلك في المواقف الحياتية اليومية العادية. ويبدو أنه لم يفت إنتباه الملك سليمان أي موضوع. فإن هذه المجموعة الثرية من أقوال الحكمة تغطي الأمور المتعلقة بالسلوك الشخصي، والعلاقات الجنسية، والعمل، والثروة، والصدقة، والصموح، والإنضباط، والديون، وتربية الأبناء، وسمات الشخصية، والخمر، والسياسة، والإنتقام، والقداسة وغيرها الكثير.

آيات مفتاحية: أمثال 1: 5 " يَسْمَعُهَا الْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْماً وَالْفَهِيمُ يَكْتَسِبُ تَدْبِيراً".

أمثال 1: 7 "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ".

أمثال 4: 5 "اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي".

أمثال 8: 13-14 "مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ. لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ".

ملخص: إن تلخيص سفر الأمثال أمر صعب إلى حد ما، لأنه على خلاف الكثير من أسفار الكتاب المقدس الأخرى لا يوجد له حبكة معينة أو قصة بين صفحاته؛ كما لا توجد شخصيات رئيسية في السفر. إن الحكمة هي ما يحتل الصدارة في المشهد – حكمة إلهية عظيمة تتخطى التاريخ والشعوب والثقافات. حتى القراءة المتعجلة لهذا الكنز العجيب تبين أن أقوال حكمة الملك سليمان تتناسب مع اليوم كما كانت منذ ثلاث آلاف سنة.

إشارات مستقبلية: إن موضوع الحكمة وضرورتها لحياتنا يتحقق في المسيح. يحثنا سفر الأمثال تكراراً على طلب الحكمة، والحصول على الحكمة، وفهم الحكمة. كما يخبرنا سفر الأمثال – ويكرر هذا – أن بدء الحكمة مخافة الرب (1: 7؛ 9: 10). إن خوفنا من غضب الله وعدله هو ما يدفعنا إلى المسيح، الذي هو تجسيد لحكمة الله التي يعبر عنها في خطته المجيدة لفداء الجنس البشري. إننا نجد في المسيح "الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ" إجابة لبحثنا عن الحكمة، والعلاج لخوفنا من الله، وأيضاً "البر والقداسة والفداء" الذين نحتاج إليهم بشدة (كورنثوس الأولى 1: 30). إن الحكمة التي نجدها في المسيح فقط تتناقض مع جهالة العالم الذي يشجعنا أن نكون حكماء في أعين أنفسنا. ولكن سفر الأمثال يقول أيضاً أن طرق العالم ليست هي طرق الله (أمثال 3: 7) وهي تؤدي إلى الموت (أمثال 14: 12؛ 16: 25).

التطبيق العملي: توجد واقعية لا يمكن إنكارها في هذا السفر، لأننا نجد إجابات سليمة ومنطقية لكل أنواع الصعوبات المعقدة في الواحد والثلاثين إصحاحاً التي تشكل هذا السفر. بالتأكيد فإن سفر الأمثال هو أعظم كتاب "إرشادات" تمت كتابته والذين لهم الوعي السليم الذي يجعلهم يتقبلون دروس سليمان سوف يكتشفون سريعاً أن القداسة والإزدهار والرضى متاحة لهم.

إن الوعد المتكرر في سفر الأعمال هو أن الذين يختارون الحكمة ويتبعون الله سوف يتباركون بطرق متعددة: طول الحياة (9: 11)؛ الإزدهار والنجاح (2: 20-22)؛ الفرح (3: 13-18)؛ وصلاح الله (12: 21). والذين يرفضون الله يختارون الجهالة عوضاً عن الحكمة ويفصلون أنفسهم عن الله وكلمته وحكمته وبركاته.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:49 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر الجامعة

الكاتب: لا يعرِّف سفر الجامعة كاتبه بصورة مباشرة. توجد بعض الآيات التي توحي بأن سليمان هو كاتب هذا السفر. توجد بعض الأدلة في النص التي قد تشير أن شخص آخر كتب السفر بعد موت سليمان، ربما بعدة مئات من السنين. ولكن الإعتقاد التقليدي هو أن سليمان هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: ملك سليمان على إسرائيل من حوالي عام 970 ق. م. إلى عام 930 ق. م. ومن المرجح أنه تمت كتابة سفر الجامعة قرب نهاية فترة ملكه، أي 935 ق. م. تقريباً.

غرض كتابة السفر: إن سفر الجامعة هو سفر يعبر عن وجهة نظر. إن قصة "الواعظ" أو "المعلم" تبين الإكتئاب الذي ينتج لا محالة عن طلب السعادة في أمور العالم. يقدم هذا السفر الفرصة للمؤمنين لكي يروا العالم بعيني شخص يحاول أن يجد معنى في الأمور البشرية الوقتية، بالرغم من حكمته. ويستكشف هذا المعلم كل أنواع المتع الدنيوية، ولا يقدم له أي منها أي إحساس أو مغزى.

في النهاية، يقبل المعلم حقيقة أن الإيمان بالله هو الطريق الوحيد لوجود معنى للحياة. ويقرر أن يقبل حقيقة أن الحياة قصيرة وبلا قيمة بدون الله. وينصح القاريء بالتركيز على إلإله الأزلي الأبدي بدلاً من المتع الوقتية.

آيات مفتاحية: جامعة 1: 2 "بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ قَالَ الْجَامِعَةُ. بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ الْكُلُّ بَاطِلٌ".

جامعة 1: 18 "لأَنَّ فِي كَثْرَةِ الْحِكْمَةِ كَثْرَةُ الْغَمِّ وَالَّذِي يَزِيدُ عِلْماً يَزِيدُ حُزْناً".

جامعة 2: 11 "ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ!"

جامعة 12: 1 "فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنِينَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ".

جامعة 12: 13" فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ".

ملخص: تتكرر عبارتان كثيراً في سفر الجامعة. تتكرر كثيراً كلمة "باطل" وتستخدم للتركيز على الطبيعة المؤقتة للأمور الدنيوية. في النهاية، سوف يترك الإنسان وراءة حتى أعظم الإنجازات البشرية. وتتكرر عبارة "تحت الشمس" 28 مرة وتشير إلى العالم الفاني. عندما يشير المعلم إلى "كل ما هو تحت الشمس" فهو يتحدث عن الأمور البشرية الدنيوية المؤقتة.

تصف الإصحاحات السبع الأولى من سفر الجامعة كل الأشياء الدنيوية "تحت الشمس" التي يحاول المعلم أن يجد شبعه فيها. فهو يجرب الإكتشاف العلمي (1: 10-11)، الحكمة والفلسفة (1: 13-18)، الفرح /الطرب (2: 1)، الخمر (2: 3)، التشييد والبناء (2: 4)، الإمتلاك (2: 7-8)، والرفاهية (2: 8). وقد وجه الحكمة ذهنه نحو الفلسفات المختلفة لإيجاد معنى فيها، مثل المادية (2: 19-20) وحتى الأخلاقيات (بما فيها الإصحاحات 8-9). ووجد أن كل شيء بلا معنى، متعة وقتية، بدون الله لا هدف منها أو دوام لها.

تصف الإصحاحات 8-12 إقتراحات المعلم وتعليقاته حول كيف يجب أن يعيش الإنسان حياته. ويصل إلى نتيجة أنه بدون الله لا توجد حقيقة أو معنى في الحياة. فقد رأى شروراً كثيرة وأدرك أن أفضل إنجازات الإنسان هي بلا فائدة في النهاية. لهذا فهو ينصح القاريء أن يعرف الله في شبابه (12: 1) وأن يتبع مشيئة الله (12: 13-14).

إشارات مستقبلية توجد إجابة في المسيح لكل الأباطيل التي يذكرها الجامعة. وفقاً لجامعة 3: 17 فإن الله يدين الأبرار والأشرار، والأبرار هم فقط من في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 21). لقد وضع الله الأبدية في قلوبنا (جامعة 3: 11) ودبر الطريق للحياة الأبدية من خلال المسيح (يوحنا 3: 16). ويذكرنا أن السعي وراء ثروة العالم ليس فقط باطلاً لأنه لا يشبع الإنسان (جامعة 5: 10)، ولكن حتى لو أمكن أن نحصل على الثروة، فإننا بدون المسيح نخسر أنفسنا، وما الفائدة من ذلك؟ (مرقس 8: 36). وفي النهاية، فإن كل خيبة أمل أو أمر باطل يصفه سفر الجامعة له علاج في المسيح، حكمة الله والمعنى الحقيقي الوحيد للحياة.

التطبيق العملي: يقدم سفر الجامعة الفرصة للمؤمن لفهم الفراغ واليأس الذي يصارعه من لا يغرفون الله. الذين ليس لهم إيمان للخلاص في المسيح يواجهون حياة تنتهي بلا فائدة. إذا لم يكن هناك خلاص، أو إله، فلا معنى للحياة ولا هدف أو غرض منها أيضاً. إن العالم "تحت الشمس" بدون الله محبط وقاس وظالم ووجيز و"بلا معنى". ولكن مع المسيح الحياة ما إلا ظل للأمجاد الآتية في السماء التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلاله.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:49 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر نشيد الأنشاد




الكاتب: الملك سليمان هو كاتب السفر وفقاً للآية الأولى من السفر. هذا النشيد هو واحد من 1005 نشيد كتبها سليمان (ملوك الأول 4: 32). كما أن عنوانه "نشيد الأنشاد" بصيغة التفضيل يعني أنه يفوق الأناشيد الأخرى.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أن الملك سليمان كتب هذا السفر في الفترة المبكرة من حكمه. مما يعني أن تاريخ كتابته يعود إلى حوالي عام 965 ق. م.

غرض كتابة السفر: إن نشيد الأنشاد هو قصيدة شعرية كتبت لتمجيد فضائل المحبة بين الزوج وزوجته. وتمثل هذه القصيدة بكل وضوح الزواج كما رسمه الله. إذ يعيش الزوج وزوجته معاً في محبة روحية ونفسية وجسدية في إطار الزواج.

يحارب هذا السفر نقيضين: الزهد (إنكار كل أنواع المتع)، والترف (طلب المتعة فقط). إن علاقة الزواج التي يصورها سفر نشيد الأنشاد هي نموذج للإهتمام والإلتزام والمتعة.

آيات مفتاحية: نشيد الأنشاد 2: 7؛ 3: 5؛ 8: 4 "...أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ!"

نشيد الأنشاد 5: 1 "كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ".

نشيد الأنشاد 8: 6-7 "اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَاراً".

ملخص: تأخذ القصيدة الشعرية شكل الحوار بين الزوج (الملك) وزوجته (شولميث). ويمكن تقسيم هذا السفر إلى ثلاث أجزاء: فترة الخطبة (1: 1 – 3: 5)؛ الزفاف (3: 6 – 5: 1)؛ علاقة الزواج الناضجة (5: 2 – 8: 14).

يبدأ النشيد قبل الزفاف، حيث تشتاق العروس أن تكون مع عريسها، وتتطلع إلى ملاطفته الحميمة لها. ولكنها مع هذا تنصح بترك المحبة تنضج بصورة طبيعية. يمدح الملك جمال شولميث، وبهذا يتغلب على شعورها بعدم الثقة حول مظهرها. ترى شولميث حلماً بأنها تفقد سليمان الملك وتبحث عنه في أرجاء المدينة حتى تجد حبيبها بمساعدة حراس المدينة فتتمسك به وتأخذه معها إلى مكان آمن. وعندما تستيقظ من الحلم تكرر مقولتها بعدم إستعجال الحب.

في ليلة الزفاف يمدح العريس جمال عروسه مرة أخرى مستخدماً تشبيهات ورموز، وتدعو الزوجة زوجها للتمتع بكل ما لديها لتقدمه. ويتقاسمان الحب ويبارك الله وحدتهما.

مع نضوج علاقة الزواج، يمر الزوجان بوقت عصيب، يرمز له بحلم آخر. في هذا الحلم الثاني تصد شولميث زوجها فيتركها. ثم تبحث عنه في أرجاء المدينة ويغمرها الشعور بالذنب، ولكن هذه المرة بدلاً من أن يساعدها الحراس، فإنهم بضربونها – دلالة على ضميرها المتألم. تنتهي الأمور نهاية سعيدة مع عودة ومصالحة الحبيبين لبعضهما.

مع نهاية الأنشودة، يشعر الزوجين بالثقة والأمان في محبتهما وينشدان حول الطبيعة الأبدية للمحبة ويشتاقان للوجود مع بعضهما البعض.

إشارات مستقبلية: يرى بعض مفسري الكتاب المقدس في سفر الأمثال صورة رمزية للمسيح والكنيسة. فيرون أن المسيح هو الملك، والكنيسة يرمز لها بشولميث. في حين أننا نعتقد أن السفر يجب أن يفسر حرفياً على أنه وصف لعلاقة الزواج، ولكن توجد بعض العناصر التي تتنبأ بالكنيسة وعلاقتها مع مليكها الرب يسوع المسيح. يصف نشيد الأنشاد 4: 4 إختبار كل مؤمن وجده الرب يسوع وإشتراه. فنحن في موضع غنى روحي حيث تغطينا محبته. تقول الآية 16 من الإصحاح الثاني: "حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ". وهنا صورة ليس فقط لأمان المؤمن بالمسيح (يوحنا 10: 28-29) ولكن أيضاً للراعي الصالح الذي يعرف خرافه – المؤمنين به – ويضع حياته من أجلنا (يوحنا 10: 11). فنحن لسنا بعد ملوثين بالخطية بفضله هو إذ أزال "عيوبنا" بدمه (نشيد الأنشاد 4: 7؛ أفسس 5: 27).

تطبيق عملي: إن عالمنا يتخبط بشأن الزواج. حيث الطلاق والمحاولات الحديثة لتعريف الزواج تتعارض بشكل واضح مع نشيد الأنشاد. يقول المرنم الكتابي أن الزواج أمر نحتفي ونتمتع به وأيضاً نوقره. ويقدم هذا السفر بعض الإرشادات العملية لتقوية علاقاتنا الزوجية:

1)إمنح شريك/شريكة الحياة كل الأهتمام. خذ الوقت لتعرفه حق المعرفة.

2) التشجيع والمدح، وليس الإنتقاد، ضروريان للعلاقة الناجحة.

3) تمتعا أحدكما بالآخر. خططا وقتاً لتكونا معاً. كونا مبدعين، ومرحين عندما تكونان معاً. تمتعا بالمحبة الزوجية التي هي عطية الله.

4) إعملا كل ما يلزم لتوكيد إلتزام كل منكما تجاه شريك الحياة. جددا عهودكما؛ إعملا على حل المشاكل ولا تعتبرا أن الطلاق خيار متاح لكما. الله يريد لكما أن تعيشا في محبة راسخة وآمنة.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:49 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر إشعياء



الكاتب: يحدد إشعياء 1: 1 أن النبي إشعياء هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر إشعياء ما بين عامي 701 و 681 ق. م.

غرض كتابة السفر: دعي النبي إشعياء لكي يتنبأ أساساً لمملكة يهوذا. كانت يهوذا تمر بأوقات نهضة وأوقات تمرد. وقد واجهت تهديداً بالدمار من جهة آشور وأيضاً مصر ولكنها نجت بفضل نعمة الله. أعلن إشعياء رسالة توبة عن الخطية وتوقع خلاص الله في المستقبل.

آيات مفتاحية: إشعياء 6: 8 "ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَأَجَبْتُ: هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي".

إشعياء 7: 14 "وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ".

إشعياء 9: 6 "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ".

إشعياء 14: 12-13 "كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ".

إشعياء 53: 5-6 "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا".

إشعياء 65: 25 "الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعاً وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي قَالَ الرَّبُّ".

ملخص: يكشف سفر إشعياء دينونة الله وخلاصه. الله "قدوس، قدوس، قدوس" (إشعياء 6: 3) ولهذا لا يستطيع أن يسمح للخطية أن تمضي بلا عقاب (إشعياء 1: 2؛ 2: 11-20؛ 5: 30؛ 34: 1-2؛ 42: 25). كما يصور إشعياء دينونة الله الآتية بأنها "نار آكلة" (إشعياء 1: 31؛ 30: 33).

وفي نفس الوقت يدرك إشعياء أن الله إله رحمة ونعمة ومحبة (إشعياء 5: 25؛ 11: 16؛ 14: 1-2؛ 32: 2؛ 40: 3؛ 41: 14-16). كان شعب إسرائيل (كل من يهوذا وإسرائيل) أعمى وأصم من جهة وصايا الله (إشعياء 6: 9-10؛ 42: 7). كما يتم تشبيه يهوذا بكرم يجب أن يداس بالأقدام وسوف يحدث هذا (إشعياء 5: 1-7). ولكن فقط رحمة الله ووعوده لإسرائيل هي التي لن تسمح بالدمار الكامل ليهوذا وإسرائيل. فهو سيأتي إليهم بالإسترداد والغفران والشفاء (43: 2؛ 43: 16-19؛ 52: 10-12).

يركز سفر إشعياء أكثر من باقي أسفار الكتاب المقدس على الخلاص الذي يتم من خلال المسيا. سوف يحكم المسيا في يوم ما بالعدل والبر (إشعياء 9: 7؛ 32: 1). سوف يأتي ملك المسيا بالسلام والأمان لشعب إسرائيل (إشعياء 11: 6-9). ومن خلال المسيا تكون إسرائيل نوراً لجميع الأمم (إشعياء 42: 6؛ 55: 4-5). إن ملكوت المسيا على الأرض (إشعياء الإصحاحات 65-66) هو الهدف الذي يشير إليه كل سفر إشعياء. ففي أثناء ملك المسيا يستعلن بر الله بالكامل للعالم.

وفي تناقض ظاهري يقدم سفر إشعياء المسيا أيضاً كشخص يتألم. يصف الإصحاح 53 بصورة شديدة الوضوح تألم المسيا بسبب الخطية. عن طريق جراحه يتحقق الشفاء ومن خلال آلامه تنزع معاصينا. هذا التناقض الظاهري يجد إجابته في شخص الرب يسوع المسيح. في مجيئه الأول كان المسيح هو الخادم المتألم الذي تحدث عنه إشعياء 53. وفي مجيئه الثاني سيكون المسيح الملك المنتصر الغالب، ورئيس السلام (إشعياء 9: 6).

إشارات مستقبلية: كما ذكرنا أعلاه، فإن إشعياء الإصحاح 53 يصف مجيء المسيا وآلامه لكي يدفع ثمن خطايانا. لقد خطط الله في سلطانه كل تفاصيل الصلب لكي يحقق كل النبوات في هذا الإصحاح وكذلك كل النبوات المسيانية في العهد القديم. إن الصورة التي يقدمها إصحاح 53 واضحة ونبوية وتحتوي صورة كاملة للإنجيل. لقد رفض يسوع وإحتقر (الآية 3؛ لوقا13: 34؛ يوحنا 1: 10-11)، وكان مضروباً من الله (الآية 4؛ متى 27: 46)، ومجروح لأجل معاصينا (الآية 5؛ يوحنا 19: 34؛ بطرس الأولى 2: 24). لقد دفع بآلامه العقاب الذي كنا نستحقه وأصبح بالنيبة لنا الذبيحة الكاملة المرضية (الآية 5؛ عبرانيين 10: 10). ورغم أنه كان بلا خطية، وضع الله عليه خطايانا وأصبحنا بر الله فيه (كورنثوس الثانية 5: 21).

التطبيق العملي: يقدم لنا سفر إشعياء مخلصنا بتفصيل شديد الوضوح. فهو الطريق الوحيد إلى السماء، والوسيلة الوحيدة للحصول على نعمة الله. إنه الطريق الوحيد، والحق الوحيد، والحياة الوحيدة (يوحنا 14: 6؛ أعمال الرسل 4: 12). كيف يمكننا أن نهمل أو نرفض "خلاصاً عظيماً كهذا" عندما نعرف الثمن الذي دفعه المسيح لأجلنا؟ (عبرانيين 2: 3). لدينا سنوات قصيرة نحياها على الأرض حيث يمكننا أن نأتي إلى المسيح ونقبل الخلاص الذي يقدمه هو وحده. لا توجد فرصة أخرى بعد الموت، والأبدية في الجحيم هي وقت طويل جداً.

هل تعرف أناساً يدّعون أنهم يؤمنون بالمسيح، ولكنهم ذوي وجهين، أي منافقين؟ هذا الوصف ربما هو أفضل ما يصف رؤية إشعياء لشعب إسرائيل. كان لشعب إسرائيل مظهر التقوى والبر، ولكنها كانت مجرد واجهة. يتحدى النبي إشعياء شعب إسرائيل في سفر إشعياء أن يطيعوا الله بكل قلوبهم وليس ظاهرياً فقط. كانت رغبة إشعياء أن يبكت الذين سمعوا وقرأوا كلماته ويتركوا شرورهم ويتجهون إلى الله طالبين الغفران والشفاء.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:49 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر ارميا



الكاتب: يحدد الإصحاج الأول والآية 1 أن النبي أرميا هو كاتب سفر أرميا.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر أرميا ما بين عامي 630 و 580 ق. م.

غرض كتابة السفر: يسجل سفر أرميا النبوات الأخيرة بشأن يهوذا، لتحذيرهم من الهلاك الذي ينتظرهم ما لم يتوب الشعب. يدعو أرميا الأمة للعودة إلى الرب. وفي نفس الوقت يدرك أرميا حتمية دمار يهوذا بسبب عدم التوبة عن عبادة الأوثان وكذلك الفساد الأخلاقي.

آيات مفتاحية: أرميا 1: 5 "قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ".

أرميا 17: 9 "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!"

أرميا 29: 10-11 "لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. إِنِّي عِنْدَ تَمَامِ سَبْعِينَ سَنَةً لِبَابِلَ أَتَعَهَّدُكُمْ وَأُقِيمُ لَكُمْ كَلاَمِي الصَّالِحَ بِرَدِّكُمْ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ. لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً".

أرميا 52: 12-13 "وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ (وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةُ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ) جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ الَّذِي كَانَ يَقِفُ أَمَامَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَحْرَقَ بَيْتَ الرَّبِّ وَبَيْتَ الْمَلِكِ وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ وَكُلَّ بُيُوتِ الْعُظَمَاءِ. أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ".

ملخص: إن سفر أرميا هو بالأساس رسالة دينونة على يهوذا بسبب إنتشار عبادة الأوثان (أرميا 7: 30-34؛ 16: 10-13؛ 22: 9؛ 32: 29؛ 44: 2-3). بعد موت الملك يوشيا، آخر الملوك الأتقياء، ترك شعب يهوذا بالكامل تقريباً عبادة الله وطاعة وصاياه. ويقوم أرميا بتشبيه يهوذا بزانية (أرميا 2: 20؛ 3: 1-3). لقد أنذر الله بأنه سيدين عبادة الآلهة الغريبة أشد دينونة (لاويين 26: 31-33؛ تثنية 28: 49-68)، وكان أرميا يحذر شعب يهوذا بأن دينونة الله قريبة. لقد أنقذ الله يهوذا من الدمار والهلاك مرات لا تحصى، ولكن رحمته وصلت إلى أقصى مداها. يسجل أرميا أن الملك نبوخذنصر إنتصر على يهوذا وأخضعهم له (أرميا 24: 1). وبعد أن تمادوا في تمردهم جاء الله بنبوخذنصر وجيش بابل مرة أخرى لتدمير وتخريب يهوذا وأورشليم (أرميا الأصحاح 52). ولكن حتى وهم تحت هذه الدينونة القاسية من الله، فإنه يعد يهوذا بإسترداد الأرض التي أعطاهم الله إياها (أرميا 29: 10).

إشارات مستقبلية: يمثل أرميا 23: 5-6 نبوة عن مجيء المسيا، الرب يسوع المسيح. يصف النبي المسيح بأنه فرع من بيت داود (الآية 5؛ متى 1)، والملك الذي يحكم بالحكمة والبر (الآية 5؛ رؤيا 11: 15). إن المسيح هو المسيا الحقيقي الذي ستعترف به إسرائيل لأنه يدبر خلاصاً لمختاريه (الآية 6؛ رومية 11: 26).

التطبيق العملي: كانت رسالة النبي أرميا رسالة شديدة الصعوبة. لقد أحب أرميا يهوذا، ولكنه أحب الله بصورة أكبر. وبقدر ما كان الأمر مؤلماً بالنسبة لأرميا أن يثابر في توصيل رسالة دينونة الله لشعبه، إلا أنه أطاع ما طلب الله منه أن يقوله ويفعله. لقد ترجى أرميا رحمة الله وصلىَّ يطلبها من أجل شعب يهوذا، ولكنه أيضاً كان واثقاُ من صلاح الله وعدله وبره. ونحن أيضاً علينا أن نطيع الله حتى عندما يكون ذلك صعباً، وأن ندرك أن مشيئة الله أهم من رغباتنا، وكذلك نثق أن الله في حكمته السامية وخطته الكاملة سوف يحقق ما هو لخير أولاده (رومية 8: 28).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:49 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر مراثي أرميا




الكاتب: لا يحدد سفر مراثي أرميا إسم كاتبه بصورة واضحة. ولكن من المتعارف عليه أن النبي أرميا هو كاتب السفر. وهذا الرأي مرجح بالنظر أن الكاتب كان شاهداً على تدمير البابليين لأورشليم. وهذا ينطبق على أرميا (أخبار الأيام الثاني 35: 25؛ 36: 21-22).

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر مراثي أرميا ما بين عام 586 و 575 ق.م. أثناء سقوط أورشليم أو بعده مباشرة.

غرض كتابة السفر: نتيجة إستمرار شعب يهوذا في عبادة الأوثان وعدم توبتهم، سمح الله للبابليين بغزو ونهب وحرق وتدمير مدينة أورشليم. وقد أحرقوا هيكل سليمان الذي كان قائماً طوال 400 عام. كان النبي أرميا شاهد عيان على هذا الأحداث وكتب سفر مراثي أرميا كمرثاة لما أصاب يهوذا وأورشليم.

آيات مفتاحية: مراثي أرميا 2: 17 "فَعَلَ الرَّبُّ مَا قَصَدَ. تَمَّمَ قَوْلَهُ الَّذِي أَوْعَدَ بِهِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ. قَدْ هَدَمَ وَلَمْ يُشْفِقْ وَأَشْمَتَ بِكِ الْعَدُوَّ. نَصَبَ قَرْنَ أَعْدَائِكِ".

مراثي أرميا 3: 22-23 "إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ".

مراثي أرميا 5: 19-22 "أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَجْلِسُ. كُرْسِيُّكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. لِمَاذَا تَنْسَانَا إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟ اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ. هَلْ كُلَّ الرَّفْضِ رَفَضْتَنَا؟ هَلْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا جِدّاً؟"

ملخص: ينقسم سفر مراثي أرميا إلى خمسة أصحاحات. ويمثل كل أصحاح قصيدة منفصلة. في الأصل العبري ترتب أبيات القصيدة بصورة مسلسلة حسب تسلسل الحروف الأبجدية العبرية. في سفر مراثي أرميا يدرك النبي أرميا أن البابليون كانوا أداة الله لإنزال الدينونة على أورشليم (مراثي أرميا 1: 12-15؛ 2: 1-8؛ 4: 11). يوضح السفر أن الخطية والتمرد هما السبب في سكب غضب الله (1: 8-9؛ 4: 13؛ 5: 16). إن الرثاء أمر مقبول في وقت الحزن، ولكنه يجب أن يفسح المجال سريعاً إلى التوبة والندم (مراثي أرميا 3: 40-42؛ 5: 21-22).

إشارات مستقبلية: عرف أرميا بأنه "النبي الباكي" بسبب محبته العميقة لشعبه وللمدينة (مراثي أرميا 3: 48-49). وقد عبر المسيح عن نفس الحزن على خطايا الشعب ورفضهم لله عندما إقترب من أورشليم ورأى الدمار الذي ينتظرها على يد الرومان (لوقا 19: 41-44). بسبب رفض اليهود للمسيا فقد إستخدم الله الإحتلال الروماني لعقاب شعبه. ولكن الله لا يفرح عندما يضطر لعقاب أولاده وأظهر محبته العظيمة بتقديمه المسيح كفارة عن الخطايا. وبفضل المسيح، سوف يمسح الله كل الدموع (رؤيا 7: 17).

التطبيق العملي: حتى وسط الدينونة الرهيبة، فإن الله هو إله الرجاء (مراثي أرميا 3: 24-25). مهما كان مقدار إبتعادنا عنه، فلنا رجاء أنه يمكن أن نرجع إليه ونجده محباً وعافراً (يوحنا الأولى 1: 9). إلهنا إله محب (مراثي أرميا 3: 22) وبسبب محبته العظيمة وعطفه ألاسل إبنه حتى لا نهلك في خطايانا بل نعيش معه للأبد (يوحنا 3: 16). إن أمانه الله (مراثي أرميا 3: 23) وخلاصه (مراثي أرميا 3: 26) هي صفات تمنحنا الرجاء والعزاء. فهو ليس إلهاً متقلب و غير مبالِ، بل إله يخلص كل الذين يأتون إليه ويعترفون بأنهم عاجزين عن كسب رضاه، ويطلبون رحمة الرب حتى لا نهلك (مراثي أرميا 3: 22).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:50 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر حزقيال




الكاتب: النبي حزقيال هو كاتب هذا السفر (حزقيال 1: 3). وكان معاصراً لكل من أرميا ودانيال.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تم كتابة سفر حزقيال ما بين عام 593 ق.م. وعام 565 ق.م. أثناء السبي البابلي لليهود.

غرض كتابة السفر: خدم حزقيال جيله الذين كانوا خطاة وبلا رجاء. وقد حاول من خلال خدمته النبوية أن يحضرهم إلى التوبة الفورية والثقة في المستقبل البعيد. لقد علمهم: (1) أن الله يعمل من خلال رسل من البشر؛ (2) أنه حتى في الهزيمة أو اليأس يجب أن يؤكد شعب الله سلطانه وسيادته؛ (3) أن كلمة الله لا تسقط أبداً؛ (4) الله موجود ويمكن أن نعبده في أي مكان؛ (5) يجب أن يطيع الناس الله إذا أرادوا أن ينالوا البركة؛ (6) سوف يأتي ملكوت الله.

آيات مفتاحية: حزقيال 2: 3-5 "وَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ, إِلَى أُمَّةٍ مُتَمَرِّدَةٍ قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَيَّ. هُمْ وَآبَاؤُهُمْ عَصُوا عَلَيَّ إِلَى ذَاتِ هَذَا الْيَوْمِ. وَالْبَنُونَ الْقُسَاةُ الْوُجُوهِ وَالصِّلاَبُ الْقُلُوبِ أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ. فَتَقُولُ لَهُمْ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَهُمْ إِنْ سَمِعُوا وَإِنِ امْتَنَعُوا، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيّاً كَانَ بَيْنَهُمْ".

حزقيال 18: 4 "هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ".

حزقيال 28: 12-14 "... أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ, مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ, عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ".

حزقيال 33: 11 "قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟"

حزقيال 48: 35 " ... وَاسْمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَهْوَهْ شَمَّهْ".

ملخص: كيف يمكن التعامل مع عالم ضلَّ الطريق؟ إن حزقيال الذي بدأ حياة الخدمة ككاهن وهو في الثلاثين من عمره، كان قد إنتزع من موطنه وأخذ إلى بابل عندما كان في الخامسة والعشرين من العمر. ولمدة خمس سنوات ظل غارقاً في اليأس. ولكن في الثلاثين من عمره سبى قلبه برؤية مجد وعظمة يهوه. إكتشف الكاهن/النبي أن الله غير محدود بحدود موطن حزقيال الضيقة. بل هو إله الكون كله الذي يأمر ويسود على كل الناس بل كل الأمم. لقد أعطى الله كلمته إلى الشعب لحزقيال وهو في بابل. وقد غيرت الدعوة حزقيال. أصبح مكرساً بالكلمل لكلمة الله. لقد أدرك أنه لا يملك شيئاً في ذاته لمساعدة المأسورين في وضعهم المرير، ولكنه كان مقتنعاً أن كلمة الله بها الحل لظروفهم ويمكن أن تمنحهم النصرة في وسط الظروف. إستخدم حزقيال عدة طرق لتوصيل كلمة الله إلى الشعب. لقد إستخدم الفن في رسم صورة لأورشليم، وكذلك إستخدم أفعالاً رمزية وسلوكاً غير مألوف لكي يلفت الإنتباه. لقد حلق شعر رأسه ولحيته ليوضح ما سيفعله الله بأورشليم وساكنيها.

يمكن تقسيم سفر حزقيال إلى أربعة أقسام:

الإصحاحات 1-24: نبوات خاصة عن خراب أورشليم.

الإصحاحات 25-32: نبوات خاصة عن دينونة الله للأمم المجاورة.

الإصحاح 33: نداء أخير لإسرائيل للتوبة.

الإصحاحات 34-: نبوات خاصة بإسترداد إسرائيل في المستقبل.

إشارات مستقبلية: إن حزقيال 34 هو الإصحاح الذي يدين الله فيه قادة إسرائيل كرعاة كذبة بسبب سوء رعايتهم لشعب الله. فقد إهتموا بأنفسهم بدلاً من الإهتمام بخراف إسرائيل. لقد أكلوا ولبسوا جيداً ووجدوا الرعاية من الناس الذين كلفوا هم بالإهتمام بهم (حزقيال 34: 1-3). وفي المقابل فإن يسوع هو الراعي الصالح الذي وضع حياته من أجل الخراف والذي يحميهم من الذئاب التي تريد أن تهلك القطيع (يوحنا 10: 11-12). تصف الآية 4 من الإصحاح 34 الناس الذين فشل الرعاة أن يعتنوا بهم بأنهم ضعفاء، ومرضى ومجروحين وتائهين. يسوع هو الطبيب الأعظم الذي يشفى جراحنا الروحية (إشعياء 53: 5) بموته على الصليب. إنه هو الذي يطلب ويخلص ما قد هلك (لوقا 19: 10).

التطبيق العملي: يدعونا سفر حزقيال إلى مقابلة حية جديدة مع إله إبراهيم وموسى والأنبياء. فيجب ان ننتصر وإلا نصير مهزومين. يقدم لنا حزقيال التحدي لكي: نختبر الرؤية المغيرة للحياة عن قوة الله ومعرفته وحضوره الأبدي وقداسته؛ نسمح لله أن يقودنا؛ ندرك مدى عمق وتأصل الشر الساكن في قلوب البشر؛ ندرك أن الله يحمل خدامه مسئولية تحذير الأشرار من شرهم؛ نختبر علاقة حية مع الرب يسوع المسيح الذي قال أنه يوجد عهد جديد في دمه.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:50 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر دانيال

http://4allnations.com/images/Holy_Bible_5.jpg

الكاتب: يحدد سفر دانيال أن النبي دانيال هو كاتب السفر (دانيال 9: 2؛ 10: 2). كذلك الرب يذكر الرب يسوع أن دانيال هو كاتب السفر (متى 24: 15).

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر دانيال ما بين عام 540 و530 ق.م.

غرض كتابة السفر: في عام 605 ق. م. إنتصر نبوخذنصر ملك بابل على يهوذا وسبى الكثير من شعبها إلى بابل – ومن ضمنهم دانيال. خدم دانيال في البلاط الملك نبوخذنصر وعدد آخر من الحكام الذين جاءوا من بعده. يسجل سفر دانيال أعمال ونبوات ورؤى النبي دانيال.

آيات مفتاحية: دانيال 1: 19-20 "وَكَلَّمَهُمُ الْمَلِكُ فَلَمْ يُوجَدْ بَيْنَهُمْ كُلِّهِمْ مِثْلُ دَانِيآلَ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا. فَوَقَفُوا أَمَامَ الْمَلِكِ. وَفِي كُلِّ أَمْرِ حِكْمَةِ فَهْمٍ الَّذِي سَأَلَهُمْ عَنْهُ الْمَلِكُ وَجَدَهُمْ عَشَرَةَ أَضْعَافٍ فَوْقَ كُلِّ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ".

دانيال 2: 31 "أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ".

دانيال 3: 17-18 "هُوَذَا يُوجَدُ إِلَهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلِْيَكُنْ مَعْلُوماً لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ".

دانيال 4: 34-35 "... الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟"

دانيال 9: 25-27 "فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبَنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعاً يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعاً يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. وَيُثَبِّتُ عَهْداً مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرَّبِ".

ملخص: يمكن تقسيم سفر دانيال إلى ثلاثة أقسام. الأصحاح 1 يصف غزو البابليين لأورشليم. ومن ثم سبي دانيال ورفاقه الثلاثة مع آخرين كثيرين إلى بابل وبسبب شجاعتهم وبركة الله الواضحة عليهم تمت "ترقيتهم" ليكونوا في خدمة الملك (دانيال 1: 17-20).

الإصحاحات 2-7 تسجل حلم الملك نبوخذنصر الذي إستطاع دانيال دون غيره أن يفسره. إن حلم نبوخذنصر بتمثال ضخم كان يرمز إلى الممالك الثلاثة التي كانت ستقوم في المستقبل. صنع نبوخذنصر تمثالاً ضخماً لنفسه وأجبر الجميع أن يعبدوه. رفض شدرخ وميشخ وعبدنغو ذلك وأنقذهم الله بمعجزة رغم إلقائهم في آتون متقد بالنار. عاقب الله نبوخذنصر من أجل كبريائه، ولكنه رده حينما أدرك وإعترف بسلطان الله وسيادته.

يسجل الإصحاح 5 إستغلال بلطشاصر إبن نبوخذنصر للأشياء التي أخذت من الهيكل في أورشليم وتلقى رسالة من الله، مكتوبة على الحائط نتيجة لذلك. إستطاع دانيال فقط أن يفسر الكتابة، التي كانت رسالة دينونة من الله. ألقي دانيال في جب الأسود لرفضه أن يعبد الإمبراطور، ولكن تم إنقاذه بمعجزة. أعطى الله دانيال رؤية عن أربعة وحوش. هذه الوحوش الأربعة كانت تمثل مملكة بابل، ومملكة مادي وفارس، ومملكة اليونان، ومملكة الرومان.

تحتوي الإصحاحات 8-12 رؤيا تدور حول كبش وتيس وعدة قرون – إشارة أخرى لممالك آتية وحكامها. يسجل دانيال 9 نبوءة دانيال حول "السبعين أسبوعاً". أعطى الله دانيال التوقيت الدقيق لمجيء المسيا وموته. وتذكر النبوة أيضاً حاكم يأتي في المستقبل ويصنع معاهدة مدتها سبع سنوات مع إسرائيل ثم ينقضها بعد ثلاث سنوات ونصف، ويتبع ذلك الدينونة العظيمة وتحقيق كل الأشياء بعد هذه الرؤيا تلقى دانيال زيارة من ملاك ليقويه وقام الملاك بشرح الرؤيا لدانيال بتفصيل شديد.

إشارات مستقبلية: نرى في قصص الآتون المتقد بالنار، ودانيال في جب الأسود إشارة مستقبلية إلى الخلاص الذي يدبره لنا المسيح. أعلن الرجال الثلاثة أن الله إله منقذ يستطيع أن يدبر طريقاً للنجاة (دانيال 3: 17). وبنفس الكيفية، فإن الله عندما أرسل المسيح ليموت بدلاً عنا، قد دبر بهذا خلاصاً من نار الجحيم (بطرس الأولى 3: 18). في حالة دانيال، دبر الله ملاكاً ليغلق أفواه الأسود وأنقذ دانيال من الموت. يسوع المسيح هو تدبير الله لخلاصنا من مهالك الخطية التي تهدد بالقضاء علينا.

إن رؤية دانيال عن نهاية الأيام تتحدث عن المسيا الآتي لإسرائيل الذي به يصبح الكثيرين أنقياء وقديسين (دانيال 12: 10). إنه هو برنا (بطرس الأولى 5: 21) الذي من خلاله تغسل خطايانا التي وإن كانت كالقرمز لتصير بيضاء كالثلج (إشعياء 1: 18).

التطبيق العملي: يجب أن نثبت دائماً في ما نعلم أنه صواب مثل شدرخ وميشخ وعبدنغو. إن الله أعظم من أي عقاب يمكن أن يحل بنا. وسواء إختار الله أن ينقذنا من الخطر أم لا فإنه يظل دائماً مستحقاً لثقتنا، فهو يعرف ما هو الأفضل لنا، وهو يكرم الذين يثقون فيه ويطيعونه.

الله لديه خطة، وخطته دقيقة ومحكمة. الله يعرف المستقبل وهو المتحكم به. إن كل ما قاله الله قد تم بالضبط كما قال. لذلك، علينا أن نؤمن أن ما قاله بشأن المستقبل سيتحقق يوماً ما بالضبط كما أعلن الله.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:50 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر هوشع




الكاتب: يحدد هوشع 1: 1 ان النبي هوشع هو كاتب السفر. وهو رواية هوشع الشخصية عن رسالته النبوية إلى أبناء الله وإلى العالم. إن هوشع هو الوحيد من أنبياء إسرائيل الذي ترك نبوة مكتوبة قام بتدوينها في الأيام الأخيرة من حياته.

تاريخ كتابة السفر: تنبأ هوشع بن بئيري على مدى فترة زمنية تمتد من عام 785 ق. م. إلى عام 725 ق. م. ومن المرجح أن سفر هوشع قد تمت كتابته ما بين عامي 755 و725 ق.م.

غرض كتابة السفر: كتب هوشع هذا السفر لكي يذكِّر شعب إسرائيل – ويذكِّرنا نحن أيضاً – أن إلهنا إله محب وأن ولاؤه لشعب عهده لا يتزعزع. بالرغم من تكرار تحول شعب إسرائيل إلى الآلهة الكاذبة، إلا أن محبة الله الثابتة تتجسد من خلال قصة طول أناة الزوج تجاه زوجته الخائنة. إن رسالة هوشع هي أيضاً رسالة تحذير إلى الذين يديرون الظهر لمحبة الله. إن محبة الله لشعب إسرائيل الذين إتجهوا إلى عبادة آلهة غريبة تظهر بصورة ثرية من خلال التجسيد الرمزي لزواج هوشع وجومر ومعالجة موضوعات الخطية والدينونة والمحبة الغافرة.

آيات مفتاحية: هوشع 1: 2 "أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!".

هوشع 2: 23 "وَأَزْرَعُهَا لِنَفْسِي فِي الأَرْضِ وَأَرْحَمُ لُورُحَامَةَ وَأَقُولُ لِلُوعَمِّي: أَنْتَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنْتَ إِلَهِي".

هوشع 6: 6 "إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ".

هوشع 14: 2-4 "خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَماً وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَناً فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا. لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ وَلاَ نَقُولُ أَيْضاً لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ. أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلاً لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ".

ملخص: يمكن تقسيم سفر هوشع إلى قسمين: (1) هوشع 1: 1-3: 5 وصف لحياة روجة زانية وزوج أمين، رمز لعدم أمانة شعب إسرائيل تجاه الله بعباددتهم لآلهة غريبة، و (2) هوشع 3: 6-14: 9 الذي يتضمن دينونة إسرائيل، خاصة السامرة، بسبب عبادة الأوثان وبعد ذلك إسترداد شعب إسرائيل في النهاية.

يتضمن الجزء الأول من السفر ثلاث قصائد شعرية تبين عودة أبناء الله مراراً وتكراراً إلى عبادة الأوثان. أمر الله هوشع أن يتزوج من جومر، ولكن بعد أن أنجبت له ثلاث أبناء تركته وذهبت إلى محبيها. يمكن أن نرى المغزى الرمزي بوضوح في الأصحاح الأول حيث يشبه هوشع أعمال شعب إسرائيل بترك الزواج إلى حياة الزنى. يحتوي الجزء الثاني رفض هوشع لشعب إسرائيل ولكن يأتي بعد ذلك وعود ورحمة الله.

إن سفر هوشع هو رواية نبوية عن محبة الله الثابتة نحو أولاده. فمنذ بداية الزمان، لم تستطع خليقة الله، غير الممتنة وغير المستحقة، الإبتعاد عن الشر رغم قبولها محبة الله ونعمته ورحمته.

يبين الجزء الأخير من سفر هوشع كيف أن محبة الله مرة أخرى تسترد أولاده بالرغم من خطاياهم، عندما يرجعون إليه بقلب تائب. تتنبأ رسالة هوشع النبوية بمجيء المسيا بعد ذلك الوقت بسبعمائة عام. يشير العهد الجديد كثيراً إلى نبوات سفر هوشع.

إشارات مستقبلية: إن هوشع 2: 23 هو رسالة نبوية رائعة من الله عن ضم الأمم (غير اليهود) أيضاً كأبناء له، كما يسجل ذلك رومية 9: 25 و بطرس الأولى 2: 10. لم يكن الأمم في الأصل "شعب الله"، ولكن من خلال رحمته ونعمته، دبر أن يأتي الرب يسوع المسيح، ومن خلال الإيمان به تم غرسنا في شجرة شعبه (رومية 11: 11-18). هذه حقيقة عجيبة خاصة بالكنيسة، وهي ما نسميه "سراً" لأنه قبل مجيء المسيح، كان شعب الله هم اليهود فقط. ولكن بعد مجيء المسيح، أعميت عيون اليهود مؤقتاً حتى "يدخل ملؤ الأمم" (رومية 11: 25).

التطبيق العملي: يؤكد لنا سفر هوشع محبة الله غير المشروطة لشعبه. ولكنه أيضاً يصور إهانه الله وغضبه بسبب أفعال شعبه. كيف يمكن لإبن أعطي فيضاً من المحبة والرحمة والنعمة أن يعامل أباه بعدم إحترام بهذا المقدار؟ ولكن، نحن قد فعلنا هذا على مدى قرون عديدة. عندما نتأمل كيف أدار شعب إسرائيل ظهرهم إلى الله، ليس علينا أن ننظر أبعد من المرآة التي أمامنا لنرى صورة لنفس هذا الشعب.

عندما نتذكر مقدار ما فعله الله من أجل كل منا ونتأمل فيه، نستطيع حينها أن نتجنب رفض الشخص الذي أعطانا الحياة الأبدية في المجد بدلاً من الجحيم الذي نستحقه. فمن الضروري أن نتعلم كيف نحترم خالقنا. لقد شرح لنا هوشع أنه عندما نأتي إلى الله بقلب نادم وتائب حين نخطيء، فإن الله يظهر لنا من جديد محبته اللامتناهية (يوحنا الأولى 1: 9).

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:51 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر يوئيل



الكاتب: يحدد سفر يوئيل أن النبي يوئيل هو كاتب السفر(يوئيل 1: 1).

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر يوئيل ما بين عامي 835 و 800 ق.م.

غرض كتابة السفر: تعرضت يهوذا – مكان تدوين سفر يوئيل – للدمار بسبب هجوم سرب رهيب من الجراد. ويتسبب غزو الجراد بهلاك كل شيء – حقول القمح، الكروم، الحدائق والأشجار. يستخدم يوئيل الوصف الرمزي للجراد بأنه جيش بشري زاحف ويرى كل هذا كدينونة إلهية قادمة على الأمة بسبب خطاياها. يدور السفر حول حدثين رئيسيين. أحدهما هو غزو الجراد والآخر هو إنسكاب الروح القدس. يشير الرسول بطرس إلى التحقيق المبدئي لهذا في يوم الخمسين في سفر الأعمال 2.

الآيات المفتاحية: يوئيل 1: 4 "فَضْلَةُ الْقَمَصِ أَكَلَهَا الزَّحَّافُ وَفَضْلَةُ الزَّحَّافِ أَكَلَهَا الْغَوْغَاءُ وَفَضْلَةُ الْغَوْغَاءِ أَكَلَهَا الطَّيَّارُ".

يوئيل 2: 25 "وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ..."

يوئيل 2: 28 "وَيَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى".

ملخص: جاء على كل أنحاء البلاد وباء الجراد يتبعه مجاعة شديدة. ويستخدم يوئيل هذه الأحداث لإرسال كلمات تحذير إلى يهوذا. ما لم يتوب الشعب بسرعة وبالكامل، سوف تبتلع جيوش العدو الأرض كما فعلت العناصر الطبيعية. يتوسل يوئيل إلى كل الشعب وكل الكهنة لكي يصوموا ويتضعوا طالبين مغفرة الله. فإذا تجاوبوا ستكون هناك بركات مادية وروحية متجددة للأمة. ولكن يوم الرب قريب. في هذا الوقت فإن الجراد المخيف سيبدو مثل الدود بالمقارنة، إذا تواجه كل الأمم دينونة الله.

إن الموضوع السائد في سفر يوئيل هو يوم الرب، يوم غضب الله ودينونته. ذلك هو اليوم الذي يبين الله فيه غضبه وقوته وقداسته، وهو يوم مرعب بالنسبة لأعدائه. في الأصحاح الأول، يحدث يوم الرب تاريخياً بهجوم الجراد على الأرض. الإصحاح 2: 1-17 هو إصحاح إنتقالي يستخدم فيه يوئيل صورة ضربة الجراد والجفاف ليجدد الدعوة إلى التوبة. الإصحاحات 2: 18 – 3: 21 تصف يوم الرب بتعبيرات الأخرويات وتجيب الدعوة للتوبة بنبوات عن الإسترداد المادي/الجسدي (2: 21-27، والإسترداد الروحي (2: 28-32)، وإسترداد الأمة (3: 1-21).

إشارات مستقبلية: كلما تكلم العهد القديم عن دينونة الخطية، سواء بالنسبة للفرد أو الأمة، فهناك إشارة لمجيء المسيح في المستقبل. كان الأنبياء في القديم يحذرون إسرائيل بإستمرار لكي يتوبوا، ولكن حتى عندما فعلوا ذلك كانت توبتهم محدودة بحفظ الناموس والأعمال. كانت ذبائحهم في الهيكل مجرد ظل للذبيحة العظمى التي تقدم مرة وإلى الأبد على الصليب (عبرانيين 10: 10). يخبرنا يوئيل أن دينونة الله العظمى، أي: يوم الرب "عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدّاً فَمَنْ يُطِيقُهُ؟ (يوئيل 2: 11). الإجابة هي أننا، من ذواتنا لا نستطيع أبداً إحتمال لحظة كهذه. ولككن إن وضعنا ثقتنا في المسيح من أجل كفارة خطايانا، فليس لدينا ما نخشاه في يوم الرب.

التطبيق العملي: بدون التوبة ستكون الدينونة قاسية وكاملة ومؤكدة. لا يجب أن نضع ثقتنا في ما نملكه، بل في الرب إلهنا. قد يستخدم الله أحياناً الطبيعة، أو الأحزان، أو أية أحداث أخرى لكي يجذبنا إليه. ولكنه في رحمته ونعمته قد دبر خطة محددة لخلاصنا – يسوع المسيح، مصلوباً لأجل خطايانا ومستبدلاً خطايانا ببره الكامل (كورنثوس الثانية 5: 21). لا يوجد وقت لنضيعه. سوف يأتي يوم الرب سريعاً، كلص في الليل (تسالونيكي الأولى 5: 2) ويجب أن نكون مستعدين. اليوم يوم خلاص (كورنثوس الثانية 6: 2). "اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ" (إشعياء 55: 6-7). فقط عندما ننال خلاص الله نستطيع أن نهرب من غضبه في يوم الرب.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:51 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر عاموس




الكاتب: يحدد عاموس 1: 1 أن النبي عاموس هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر عاموس ما بين عام 760 ق.م. وعام 753 ق.م.

غرض كتابة السفر: كان عاموس راعياً وجامع ثمار من قرية تقوع اليهودية عندما دعاه الله بالرغم من إفتقاره للتعليم أو الخلفية الكهنوتية. كانت مهمة عاموس موجهة إلى جيرانه الشماليين، أي إسرائيل. ولكن رسالته المحملة بالدينونة القادمة والأسر للأمة بسبب خطاياها كانت غير مقبولة أو مسموعة على نطاق واسع لأنه منذ أيام سليمان لم تكن الأمور أفضل مما هي عليه في ذلك الوقت. جاءت خدمة عاموس أثناء حكم الملك يربعام على إسرائيل والملك عزيا على يهوذا.

آيات مفتاحية: عاموس 2: 4 "هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا".

عاموس 3: 7 "إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْراً إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ".

عاموس 9: 14 "وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُناً خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا".

ملخص: إستطاع عاموس أن يرى أنه تحت المظهر الخارجي للقوة والإزدهار في إسرائيل يكمن فساد في الأمة حتى النخاع. إن الخطايا التي يوبخ عاموس الشعب بسببها متعددة وكثيرة: إهمال كلمة الله، وعبادة آلهة متعددة، عبادة أوثان، الطمع، فساد القادة وإقماع الفقراء. بدأ عاموس بإعلان الدينونة على كل الأمم المحيطة، ثم على يهوذا أمته، وأخيراً أعلن أقسى الدينونة على إسرائيل. أعلنت كل الرؤى التي أعطاه إياها الله نفس الرسالة المشددة: قد إقتربت الدينونة. وينتهي السفر بوعد الله لعاموس بإسترداد البقية الباقية في المستقبل.

إشارات مستقبلية: ينتهي سفر عاموس بوعد مجيد للمستقبل. "وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ، قَالَ الرَّبُّ إِلَهُكَ" (عاموس 9: 15). إن التحقيق النهائي لوعد الله لإبراهيم (تكوين 12: 7؛ 15: 7؛ 17: 8) سوف يكون أثناء ملك المسيح الألفي على الأرض (أنظر يوئيل 2: 26، 27). يصف سفر الرؤيا 20 ملك المسيح مدة ألف عام على الأرض، وقت يسود فيه السلام والفرح تحت سيادة المخلص نفسه. في ذلك الوقت، سوف يندمج المؤمنين من إسرائيل والأمم في الكنيسة ويعيشون ويملكون مع المسيح.

التطبيق العملي: أحياناً نعتقد أننا بلا أهمية. فيرى الشخص نفسه أنه مجرد بائع، أو مزارع أو ربة منزل. وربما كان عاموس يعتبر بلا أهمية. فلم يكن نبياً أو كاهناً أو إبن أي من هؤلاء. كان مجرد راعي غنم، عامل بسيط في يهوذا. فمن ذا الذي يصغي إليه؟ ولكنه بدل أن يختلق الأعذار، أطاع وأصبح صوت الله القوي الداعي للتغيير.

لقد إستخدم الله أناساً "بلا أهمية" مثل الرعاة والنجارين وصيادي السمك في الكتاب المقدس. ومهما كانت مكانتك في هذه الحياة، يستطيع الله أن يستخدمك أنت. لم يكن عاموس ذا شأن. كان مجرد... خادم لله. وهذا أمر جيد.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:51 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر عوبديا




الكاتب: يحدد عوبديا 1 أن النبي عوبديا هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر عوبديا ما بين عامي 848 و 840 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن سفر عوبديا الذي يتكون من 21 آية فقط هو أقصر أسفار العهد القديم. كان عوبديا نبياً لله إستخدم هذه الفرصة لإدانة آدوم على خطاياهم ضد الله وشعب إسرائيل. كان الآدوميين نسل عيسو وشعب إسرائيل نسل يعقوب أخيه التوأم. وقد أثر خلاف بين الأخوين على نسلهما لأكثر من ألف عام. هذا الإنقسام جعل الآدوميين يمنعون إسرائيل من عبور أرضهم أثناء خروج شعب إسرائيل من مصر. والآن كانت خطية الكبرياء لدى آدوم تتطلب كلمة دينونة صارمة من الرب.

الآيات المفتاحية: عوبديا الآية 4 "إِنْ كُنْتَ تَرْتَفِعُ كَالنَّسْرِ وَإِنْ كَانَ عُشُّكَ مَوْضُوعاً بَيْنَ النُّجُومِ فَمِنْ هُنَاكَ أُحْدِرُكَ يَقُولُ الرَّبُّ".

عوبديا الآية 12 "وَيَجِبُ أَنْ لاَ تَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ أَخِيكَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ الضِّيق".

عوبديا الآية 15 "فَإِنَّهُ قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ".

ملخص: إن رسالة عوبديا نهائية وأكيدة: سوف تدمر مملكة آدوم بالكامل. كان آدوم متكبراً، شامتاً بما أصاب إسرائيل وعندما هاجم جيوش الأعداء إسرائيل وطلب شعب إسرائيل المعونة فإن الآدوميين رفضوا وإختاروا أن يحاربوا ضدهم وليس معهم. ولم يكن ممكناً التغاضي عن خطايا الكبرياء هذه. ينتهي السفر بوعد تحقيق خلاص صهيون في الأيام الأخيرة عندما يتم رد الأرض إلى شعب الله وهو يسود عليهم.

إشارات مستقبلية: إن الآية 21 من سفر عوبديا تحتوي على إشارات مستقبلية للمسيح وكنيسته. "وَيَصْعَدُ مُخَلِّصُونَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ لِيَدِينُوا جَبَلَ عِيسُو وَيَكُونُ الْمُلْكُ لِلرَّبِّ". هؤلاء "المخلِّصون" هم رسل المسيح، خدام الكلمة، وخاصة وعاظ الإنجيل في هذه الأيام الأخيرة. ويطلق عليهم "مخلِّصون" ليس لأنهم يمنحوننا الخلاص، ولكن لأنهم يعظون بالخلاص بإنجيل يسوع المسيح ويرشدوننا إلى الطريق إلى الخلاص. إنهم هم والكلمة التي يعظون بها وسيلة وصول الأخبار السارة إلى كل الناس. في حين أن المسيح هو المخلص الوحيد الذي جاء ليشترى خلاصنا، وهو رئيسه، فإن مخلصين الإنجيل سوف يزدادون مع إقتراب نهاية الزمان.

التطبيق العملي: سوف يغلب الله من أجلنا إذا ظللنا أمناء له. وعلى خلاف آدوم، يجب أن نكون مستعدين لمساعدة الآخرين وقت الحاجة. إن الكبرياء خطية. وليس لدينا ما نفتخر به سوى يسوع المسيح وما صنعه من أجلنا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:52 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر يونان





الكاتب: يحدد يونان 1: 1 أن النبي يونان هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر يونان ما بين عام 793 وعام 758 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن العصيان والنهضة هما الموضوعين الرئيسيين في هذا السفر. إن إختبار يونان في بطن الحوت يمنحه فرصة فريدة لطلب خلاص فريد إذ يتوب أثناء هذه العزلة الفريدة من نوعها. إن عصيانه في باديء الأمر يقود ليس فقط إلى صحوته الشخصية، بل إلى نهضة أهل نينوى أيضاً. يصنف الكثيرين النهضة التي جاء بها يونان إلى نينوى بأنها أعظم عمل كرازي على الإطلاق.

آيات مفتاحية: يونان 1: 3 "فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ..."

يونان 1: 17 "وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ".

يونان 2: 2 "دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ فَسَمِعْتَ صَوْتِي".

يونان 3: 10 "فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ".

ملخص: إن خوف يونان وكبرياؤه دفعاه إلى الهروب من الله. فلم يرغب في الذهاب إلى نينوى ليكرز بالتوبة لأهلها، كما أمره الله، لأنه شعر أمهم أعداؤه، وكان مقتنعاً أن الله لن يحقق تهديده بدمار المدينة. لذلك، ركب سفينة متجهة إلى ترشيش، التي تقع في الإتجاه المقابل. سرعان ما أجبرت عاصفة عاتية طاقم السفينة أن يلقوا قرعة ومن ثم يقرروا أن يونان هو سبب المشكلة. ألقوا به من على ظهر السفينة إلى البحر حيث إبتلعه حوت عظيم. وظل يونان في بطن الحوت ثلاث أيام وثلاث ليالٍ حيث تاب إلى الله عن خطيته، بعد ذلك قذفه الحوت إلى البر (ونحن نتساءل ما الذي أخره هذه المدة؟)ثم يقوم يونان برحلته إلى نينوى على بعد 500 ميل من ذلك المكان ويقود المدينة إلى نهضة عظيمة. ولكن النبي كان غير راضٍ (في الواقع كان متذمراً) عوضاً عن أن يكون ممتناً وشاكراً بسبب توبة أهل نينوى. ولكن يونان تعلم الدرس عندما إستخدم الله الريح، واليقطينة والدودة ليعلمه أنه إله رحيم.

إشارات مستقبلية: إن كون يونان يرمز إلى المسيح هو أمر واضح في كلمات المسيح ذاته. ففي متى 12: 40-41 يعلن الرب يسوع أنه سيكون في القبر نفس المدة الزمنية التي قضاها يونان في بطن الحوت. ثم يقول أيضاً أن أهل نينوى تابوا عند سماع رسالة يونان، أما الفريسيين ومعلمي الناموس الذين رفضوا المسيح فقد رفضوا من هو أعظم من يونان. وكما جاء يونان إلى أهل نينوى بالحق الإلهي بشأن التوبة والخلاص، كذلك يأتي المسيح بنفس الرسالة (يونان 2: 9؛ يوحنا 14: 6).

التطبيق العملي: لا يمكننا أن نختبيء من الله. فما يريد أن يتممه من خلالنا سوف يتحقق، بالرغم من كل إعتراضاتنا وتباطؤنا. تذكرنا رسالة أفسس 2: 10 أنه لديه خطة لنا وسوف يضمن تحقيق هذه الخطة من خلالنا. فكم يكون الأمر أسهل لو أننا، على عكس يونان، خضعنا له دون تأخير!

إن محبة الله تظهر ذاتها من خلال كونه متاحاً لجميعنا بغض النظر عن سمعتنا، أو جنسيتنا. إن رسالة الإنجيل مجانية لكل الناس في كل زمان. ومهمتنا كمؤمنين أن نكون الوسيلة التي يخبر بها الله العالم عن تدبيره، وأن نبتهج بخلاص الآخرين. إن هذا إختبار يريد الله أن نشترك فيه معه، لا أن نغار أو نستاء ممن يأتون إلى المسيح "في آخر لحظة" أو من يأتون إليه في ظروف تختلف عن ظروفنا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:52 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر ميخا


الكاتب: كاتب سفر ميخا هو النبي ميخا (ميخا 1: 1).

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر ميخا ما بين عام 735 وعام 700 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن رسالة سفر ميخا هي مزيج مركب من الدينونة والرجاء. فمن ناحية، تعلن النبوات دينونة على إسرائيل من أجل شرور المجتمع، وفساد القادة وعبادة آلهة غريبة. كان من المتوقع إتمام هذه النبوات بدمار السامرة وأورشليم. ومن ناحية أخرى، يعلن السفر ليس فقط إسترداد الأمة، ولكن تغيير وتمجيد إسرائيل وأورشليم. ولكن رسالتي الرجاء والدينونة ليستا متناقضتين بالضرورة، وذلك لأن الإستراداد والتغيير يحدثان فقط بعد الدينونة.

الآيات المفتاحية: ميخا 1: 2 "اِسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ. أَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. وَلْيَكُنِ السَّيِّدُ الرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْكُمُ السَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ".

ميخا 5: 2 "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ".

ميخا 6: 8 "قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ".

ميخا 7: 18-19 "مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ".

ملخص: يدين النبي حكام وكهنة وأنبياء إسرائيل الذين إستغلوا الشعب وأضلوهم. والذين بسبب أعمالهم سوف يتم تدمير أورشليم. يعلن النبي ميخا خلاص الشعب الذي سيرحل من أورشليم إلى بابل ويختم رسالته بتحريض لأورشليم كي تدمر الأمم الذين إتحدوا ضدها. سوف يأتي الحاكم الأمثل من بيت لحم لكي يدافع عن الأمة ويعلن النبي إنتصار البقية الباقية من يعقوب ويتنبأ بيوم يطهر فيه يهوه الأمة من عبادة الآلهة الغريبة والإعتماد على القوة العسكرية. يضع النبي ملخصاً قوياً ومحدداً لمتطلبات يهوه للعدل والولاء ويعلن الدينونة على من إتبعوا طرق عومري وآخاب. يختتم السفر بأنشودة نبوية في شكل مرثاة. يعترف شعب إسرائيل بخطاياهم ولهم اليقين بالخلاص عن طريق أعمال يهوه القدير.

إشارات مستقبلية: ميخا 5: 2 عبارة عن نبوة مسيانية وقد إقتبسها المجوس الذين كانوا يبحثون عن الملك المولود في بيت لحم (متى 2: 6). فقد عرف ملوك الشرق هؤلاء أنه من قرية بيت لحم الصغيرة سيخرج رئيس السلام، نور العالم بسبب معرفتهم بالكتب المقدسة العبرية. إن رسالة ميخا عن الخطية والتوبة والإسترداد تتحقق في يسوع المسيح الذي هو كفارة خطايانا (رومية 3: 24-25) والطريق الوحيد إلى الله (يوحنا 14: 6).

التطبيق العملي: يقدم الله تحذير لنا، حتى لا نواجه غضبه. فالدينونة أمر أكيد إذا لم نستمع لتحذيرات الله ورفضنا تدبيره من أجل خطايانا في شخص إبنه. بالنسبة للمؤمنين فإن الله يؤدبنا – ليس عن كراهية – بل من نبع محبته لنا. إنه يعلم أن الخطية تدمر الإنسان وهو يريد لنا أن نكون كاملين. هذا الكمال الذي هو وعد الإسترداد ينتظر الذين يظلون في طاعة الله.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:52 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر ناحوم

الكاتب: يعرِّف كاتب سفر ناحوم نفسه بأنه هو ناحوم (في العبرية يعني "المشير" أو "المعزي") الألقوشي (1: 1). توجد نظريات عديدة حول موقع تلك المدينة ولكن لا يوجد دليل قاطع على أي منها. إحدى تلك النظريات تقول أنها إشارة إلى مدينة سميت فيما بعد كفرناحوم (والتي تعني حرفياً "قرية ناحوم") عند بحر الجليل.

تاريخ كتابة السفر: بالنظر إلى محدودية المعلومات التي تتوافر لدينا عن ناحوم فإن أفضل ما يمكن أن نفعله هو تحديد الإطار الزمني لكتابة سفر ناحوم بالفترة ما بين عام 663 – 612 ق. م. يذكر ناحوم حدثين هامين يساعدانا في تحديد هذه الفترة. أولاً، يتحدث ناحوم عن سقوط طيبة التي في مصر في يد الآشوريين (عام 663 ق. م.) بصيغة الماضي، فكان هذا حدث قد وقع بالفعل. وثانياً، تحققت نبوات ناحوم الأخرى علم 612 ق. م.

غرض كتابة السفر: لم يكتب ناحوم هذا السفر كتحذير أو "دعوة إلى التوبة" لشعب نينوى. كان الله قد أرسل إليهم النبي يونان قبل ذلك بـ 150 عاماً محذراً إياهم مما سيحل بهم لو إستمروا في طرقهم الردية. وكان الناس قد تابوا في ذلك الوقت، ولكنهم الآن يعيشون في نفس الشر كما في السابق ، إن لم يكن أكثر. كان الآشوريين قد أصبحوا أشد وحشية في غزواتهم (إذ علقوا جثث ضحاياهم على أعمدة، ووضعوا جلودهم على جدران خيامهم وغير ذلك من الشرور). والآن يخاطب ناحوم شعب يهوذا بأن لا ييأسوا لأن الله قد أصدر دينونته وسرعان ما سيلاقي الآشوريين العقاب الذي يستحقونه.

آيات مفتاحية: ناحوم 1: 7 "صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ."

ناحوم 1: 14 "وَلكِنْ قَدْ أَوْصَى عَنْكَ الرَّبُّ: «لاَ يُزْرَعُ مِنِ اسْمِكَ فِي مَا بَعْدُ..."

ناحوم 1: 15 "هُوَذَا عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَا مُبَشِّرٍ مُنَادٍ بِالسَّلاَمِ..." (أنظر أيضاً إشعياء 52: 7؛ ورومية 10: 15).

ناحوم 2: 13 "هَا أَنَا عَلَيْكِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ..."

ناحوم 3: 19 "لَيْسَ جَبْرٌ لاِنْكِسَارِكَ. جُرْحُكَ عَدِيمُ الشِّفَاءِ. كُلُّ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ خَبَرَكَ يُصَفِّقُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَيْكَ لأَنَّهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَمُرَّ شَرُّكَ عَلَى الدَّوَامِ؟"

ملخص: إستجابت نينوى ذات مرة لتوبيخ يونان وتحولوا عن طرقهم الشريرة ليخدموا يهوه الرب الإله. ولكن بعد 150 عاماً رجعت نينوى إلى عبادة الأوثان والعنف والغرور (ناحوم 3: 1-4). مرة أخرى أرسل اله أحد أنبياؤه إلى نينوى يحذرهم من دينونة الله ودمار المدينو ويدعوهم إلى التوبة. ولكن للأسف فإن شعب نينوى لم يستمعوا لتحذير ناحوم وسقطت المدينة تحت سيطرة بابل.

إشارات مستقبلية: يكرر الرسول بولس في رسالة رومية 10: 15 ما جاء في ناحوم 1: 15 في إشارة إلى المسيا وخدمته، وكذلك رسل المسيح في ذلك الوقت. ويمكن أيضاً ينطبق ذلك على أي خادم للإنجيل مهمته "أن يبشر بإنجيل السلام". لقد تصالح الله مع الخطاة من خلال دم المسيح، وقد منح شعبه السلام "الذي يفوق كل عقل" (فيلبي 4: 7). إن عمل المبشر أيضاً هو أن يحمل "الأخبار السارة" مثل المصالحة والبر والغفران والحياة والخلاص الأبدي من خلال المسيح المصلوب. إن الكرازة بهذا الإنجيل، وحمل مثل هذه الأخبار يجعل أقدامهم جميلة. وهنا نجد صورة لشخص يركض بحماس وفرح ليعلن الأخبار السارة.

التطبيق العملي: إن الله طويل الروح وبطيء الغضب. وهو يمنح كل دولة الوقت للإعتراف به رباً. ولكن الله لا يشمخ عليه. فإنه وقتما تبتعد عنه أية دولة لتخدم دوافعها الخاصة يتدخل بدينونته عليها. منذ حوالي 220 عاماً نشأت الولايات المتحدة كدولة على أساس مباديء الكتاب المقدس. ولكن في الخمسين عاماً الأخيرة تغير هذا وأخذنا نسير في الإتجاه المعاكس يوماً بعد يوم. مهمتنا كمؤمنين هي أن نقف في جانب المباديءء الكتابية والحق الروحي لأن الحق هو الرجاء الوحيد لأمتنا.


Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:53 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر حبقوق



الكاتب: يحدد حبقوق 1: 1 أن سفر حبقوق هو وحي رآه النبي حبقوق.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر حبقوق ما بين عام 610 ق.م. وعام 605 ق.م.

غرض كتابة السفر: كان حبقوق يتساءل لماذا سمح الله لشعبه المختار أن يمر بالمعاناة التي كان يقاسيها على يد أعداؤه. وقد أجاب الله حبقوق فإسترد إيمانه.

آيات مفتاحية: حبقوق 1: 2 "حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟ أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ الظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ؟"

حبقوق 1: 5 "اُنْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلاً فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ".

حبقوق 1: 12 "أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ لاَ نَمُوتُ..."

حبقوق 2: 2-4 "فَأَجَابَنِي الرَّبُّ: اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِيَرْكُضَ قَارِئُهَا، لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ. هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا."

حبقوق 2: 20 " أَمَّا الرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَاسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ."

حبقوق 3: 2 "يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ."

حبقوق 3: 19 "اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي..."

ملخص: يبدأ سفر حبقوق بصرخة حبقوق إلى الله ليسأل لماذا يسمح الله لشعبه المختار أن يقاسي السبي (حبقوق 1: 1-4). ويقدم الرب إجابته إلى حبقوق قائلاً: "لن تصدق إن أخبرتك"(حبقوق 1: 5-11). ثم يتابع حبقوق القول: "أنت الله، ولكن أخبرني لماذا يحدث هذا" (1: 17-2: 1). ثم يجيبه الله مرة أخرى ويعطيه المزيد من المعلومات، ثم يأمر الأرض أن تصمت أمام الله (حبقوق 2: 2-20). ثم يكتب حبقوق صلاة تعبر عن إيمانه الشديد بالله، حتى وسط هذه التجارب (حبقوق 3: 1-19).

إشارات مستقبلية: يقتبس الرسول بولس من سفر حبقوق 2: 4 في مناسبتين مختلفتين (رومية 1: 17؛ غلاطية 3: 11) لكي يؤكد عقيدة التبرير بالإيمان. الإيمان الذي هو هبة من الله ومتاح من خلال المسيح هو في ذات الوقت الإيمان المخلص (أفسس 2: 8-9) والإيمان الذي يحفظنا عبر الحياة. إننا ننال الحياة الأبدية بالإيمان ونعيش الحياة المسيحية بنفس الإيمان. على عكس "المتكبرين" في بداية الآية، فإن روحه ليست مستقيمة داخله ورغباته ليست قويمة. ولكن نحن الذين تبررنا بالإيمان بالرب يسوع المسيح قد تبررنا بالتمام لأنه قد إستبدل بره الكامل بخطايانا (كورنثوس الثانية 5: 21)، وقد أتاح لنا أن نعيش بالإيمان.

التطبيق العملي: إن التطبيق بالنسبة لقاريء سفر حبقوق هو أنه من الممكن توجيه أسئلة إلى الله حول ما يصنعه، ولكن بإحترام ووقار. أحيانا لا يكون واضحاً بالنسبة لنا ما الذي يحدث، خاصة إذا وجدنا أنفسنا فجأة في فترة من المعاناة أو إذا بدا أن أعداؤنا ينجحون بينما نحن بالكاد نستطيع أن نعيش. إن سفر حبقوق يؤكد حقيقة أن الله كلي القدرة يتحكم في كل الأمور. علينا فقط أن نصمت ونعلم أنه يعمل. فهو من يقول عن نفسه وهو يحفظ وعوده. وسوف يعاقب الأشرار. فإنه جالس على عرش الكون حتى عندما لا نرى ذلك. علينا أن نضع نصب أعيننا هذا الأمر: "اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي" (حبقوق 3: 19). معنى أنه يمشينا على المرتفعات هو أنه يرفعنا إليه حيث يميزنا عن العالم. أحيانا يكون السبيل للوصول إلى هذه المرتفعات هو عبر الألم والمعاناة، ولكن إن وضعنا ثقتنا فيه فإننا نصل إلى حيث يريد أن يأخذنا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:53 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر حبقوق



الكاتب: يحدد حبقوق 1: 1 أن سفر حبقوق هو وحي رآه النبي حبقوق.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر حبقوق ما بين عام 610 ق.م. وعام 605 ق.م.

غرض كتابة السفر: كان حبقوق يتساءل لماذا سمح الله لشعبه المختار أن يمر بالمعاناة التي كان يقاسيها على يد أعداؤه. وقد أجاب الله حبقوق فإسترد إيمانه.

آيات مفتاحية: حبقوق 1: 2 "حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟ أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ الظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ؟"

حبقوق 1: 5 "اُنْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلاً فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ".

حبقوق 1: 12 "أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ لاَ نَمُوتُ..."

حبقوق 2: 2-4 "فَأَجَابَنِي الرَّبُّ: اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِيَرْكُضَ قَارِئُهَا، لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ. هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا."

حبقوق 2: 20 " أَمَّا الرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَاسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ."

حبقوق 3: 2 "يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ."

حبقوق 3: 19 "اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي..."

ملخص: يبدأ سفر حبقوق بصرخة حبقوق إلى الله ليسأل لماذا يسمح الله لشعبه المختار أن يقاسي السبي (حبقوق 1: 1-4). ويقدم الرب إجابته إلى حبقوق قائلاً: "لن تصدق إن أخبرتك"(حبقوق 1: 5-11). ثم يتابع حبقوق القول: "أنت الله، ولكن أخبرني لماذا يحدث هذا" (1: 17-2: 1). ثم يجيبه الله مرة أخرى ويعطيه المزيد من المعلومات، ثم يأمر الأرض أن تصمت أمام الله (حبقوق 2: 2-20). ثم يكتب حبقوق صلاة تعبر عن إيمانه الشديد بالله، حتى وسط هذه التجارب (حبقوق 3: 1-19).

إشارات مستقبلية: يقتبس الرسول بولس من سفر حبقوق 2: 4 في مناسبتين مختلفتين (رومية 1: 17؛ غلاطية 3: 11) لكي يؤكد عقيدة التبرير بالإيمان. الإيمان الذي هو هبة من الله ومتاح من خلال المسيح هو في ذات الوقت الإيمان المخلص (أفسس 2: 8-9) والإيمان الذي يحفظنا عبر الحياة. إننا ننال الحياة الأبدية بالإيمان ونعيش الحياة المسيحية بنفس الإيمان. على عكس "المتكبرين" في بداية الآية، فإن روحه ليست مستقيمة داخله ورغباته ليست قويمة. ولكن نحن الذين تبررنا بالإيمان بالرب يسوع المسيح قد تبررنا بالتمام لأنه قد إستبدل بره الكامل بخطايانا (كورنثوس الثانية 5: 21)، وقد أتاح لنا أن نعيش بالإيمان.

التطبيق العملي: إن التطبيق بالنسبة لقاريء سفر حبقوق هو أنه من الممكن توجيه أسئلة إلى الله حول ما يصنعه، ولكن بإحترام ووقار. أحيانا لا يكون واضحاً بالنسبة لنا ما الذي يحدث، خاصة إذا وجدنا أنفسنا فجأة في فترة من المعاناة أو إذا بدا أن أعداؤنا ينجحون بينما نحن بالكاد نستطيع أن نعيش. إن سفر حبقوق يؤكد حقيقة أن الله كلي القدرة يتحكم في كل الأمور. علينا فقط أن نصمت ونعلم أنه يعمل. فهو من يقول عن نفسه وهو يحفظ وعوده. وسوف يعاقب الأشرار. فإنه جالس على عرش الكون حتى عندما لا نرى ذلك. علينا أن نضع نصب أعيننا هذا الأمر: "اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي" (حبقوق 3: 19). معنى أنه يمشينا على المرتفعات هو أنه يرفعنا إليه حيث يميزنا عن العالم. أحيانا يكون السبيل للوصول إلى هذه المرتفعات هو عبر الألم والمعاناة، ولكن إن وضعنا ثقتنا فيه فإننا نصل إلى حيث يريد أن يأخذنا.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:53 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر صفنيا



الكاتب: يحدد صفنيا 1: 1 أن النبي صفنيا هو كاتب سفر صفنيا. معنى إسم صفنيا هو "الله يدافع عني".

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر صفنيا ما بين عامي 735 و 725 ق.م.

غرض كتابة السفر: تحتوي رسالة صفنيا المحملة بالدينونة والتشجيع على ثلاث تعاليم أساسية: 1) الله يسود على كل الأمم. 2) سوف يعاقب الأشرار ويتبرر الأبرار في يوم الدينونة. 3) الله يبارك الذين يتوبون ويضعون ثقتهم فيه.

آيات مفتاحية: صفنيا 1: 18 "لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ, بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا, لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتاً لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ".

صفنيا 2: 3 "أُطْلُبُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ".

صفنيا 3: 17 "الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ."

ملخص: يعلن صفنيا دينونة الله على الأرض كلها، على يهوذا، والأمم المحيطة، وأورشليم وكل الأمم. ويتبع هذا إعلان لبركة الله على جميع الأمم وخاصة البقية الباقية من شعبه في يهوذا.إمتلك صفنيا شجاعة الكلام بصراحة لأنه علم أنه يعلن كلمة الرب. يبدأ السفر بـ "كلمة الرب..." وينتهي بعبارة "يقول الرب". لقد عرف أنه لا الآلهة العديدة التي كان الناس يعبدونها، ولا حتى قدرة جيش الآشوريين يمكن أن ينقذهم. إن الله رحيم وعطوف، ولكن عندما يتم تجاهل كل تحذيراته فإن دينونته أمر مؤكد. إن يوم دينونة الله يرد ذكره كثيراً في الكتاب المقدس. وقد قال عنه الأنبياء أنه "يوم الرب". وقد أشاروا إلى أحداث مختلفة مثل سقوط أورشليم كإظهار ليوم الرب، حيث يعتبر كل من هذه الأحداث إشارة إلى يوم الرب العظيم.

إشارات مستقبلية: إن البركات النهائية المعلنة على صهيون في الآيات 14-20 لم تتحقق إلى حد كبير، مما يقودنا إلى القول بأنها نبوات مسيانية تتنظر تحقيقها بعد المجيء الثاني. لقد نزع الرب عقابنا، فقط من خلال المسيح الذي مات من أجل خطايا شعبه (صفنيا 3: 15؛ يوحنا 3: 16). ولكن إسرائيل لم تعترف بمخلصها الحقيقي بعد. وهذا سيحدث في المستقبل (رومية 11: 25-27).

إن وعد السلام والأمان لإسرائيل، الوقت الذي يكون الملك فيه في وسطهم، سوف يتحقق عند عودة المسيح ليدين العالم ويفتديه لنفسه. وكما صعد إلى السماء بعد قيامته فإنه سوف يعود ليؤسس أورشليم جديدة على الأرض (رؤيا 21). في ذلك الوقت، سوف تتحقق كل مواعيد الله لإسرائيل.

التطبيق العملي: إن نبي القرن السابع قبل الميلاد هذا يمكنه أن يقف على المنبر اليوم ويقدم نفس رسالة دينونة الأشرار ورجاء المؤمنين مع بعض التعديلات في الأسماء والظروف. يذكرنا صفنيا أن الله يغضب بسبب الخطايا الأخلاقية والدينية لشعبه. ولن ينجو شعب الله من العقاب عندما يخطئون بكامل إرادتهم. قد يكون العقاب مؤلماً، ولكن قد يكون الهدف منه الفداء وليس القصاص. إن حتمية عقاب الأشرار تمنح العزاء في وقت يبدو فيه الشر منتصراً بلا قيود. لدينا حرية عصيان الله ولكننا لا نملك حرية الإفلات من عواقب ذلك العصيان. قد يكون الأمناء لله قلائل نسبياً ولكنه لا ينساهم.

Mary Naeem 01 - 04 - 2017 03:53 PM

رد: مسح شامل للعهد القديم
 
سفر حجي



الكاتب: يحدد حجي 1: 1 أن كاتب السفر هو النبي حجي.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر حجي حوالي عام 520 ق.م.

غرض كتابة السفر: سعى حجي لتحدي شعب الله بشأن أولوياتهم. وقد دعاهم لمهابة وتمجيد الله عن طريق بناء الهيكل بالرغم من المعارضة المحلية والرسمية. دعاهم حجي ألا يفشلوا لأن الهيكل الذي يبنيه لن يكون مزخرفاَ ببذخ مثل هيكل سليمان. وقد تحداهم لكي يتركوا طرقهم غير الطاهرة وأن يضعوا ثقتهم في قدرة الله السرمدية. إن سفر حجي هو تذكار للمشاكل التي واجهها شعب الله في ذلك الزمن، وكيف وضعوا ثقتهم في الله بجسارة وكيف دبر الله إحتياجاتهم.

آيات مفتاحية: حجي 1: 4 "هَلِ الْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَنْ تَسْكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ الْمُغَشَّاةِ وَهَذَا الْبَيْتُ خَرَابٌ؟"

حجي 1: 5-6 "وَالآنَ فَهَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. زَرَعْتُمْ كَثِيراً وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلاً. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ. تَكْتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ. وَالآخِذُ أُجْرَةً يَأْخُذُ أُجْرَةً لِكِيسٍ مَنْقُوبٍ."

حجي 2: 9 "مَجْدُ هَذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفِي هَذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ."

ملخص: هل يراجع شعب الله أولوياتهم، ويتشجعوت للتصرف بناء على مواعيد الله؟ لقد سعى الله لتنبيه الشعب لضرورة طاعة كلمته. وهو لم يحذرهم فقط بل قدم لهم وعوداً من خلال خادمه حجي لكي يحفزهم على إتباعه. لأن شعب الله قد قلبوا أولوياتهم ولم يضعوا الله أولاً في حياتهم فقد أرسل يهوذا إلى السبي في بابل. ثم قاد الله ملك فارس لكي يسمح لليهود في السبي أن يرجعوا إلى أورشليم إستجابة لصلاة دانيال وتحقيقاً لمواعيد الله. رجعت مجموعة من اليهود إلى أرضهم بفرح عظيم، وجعلوا الله أولاً في حياتهم، وعبدوه وبدأوا في إعادة بناء الهيكل في أورشليم دون معونة من السكان المحليين في فلسطين. لقي إيمانهم الجسور معارضة من سكان الأرض وكذلك من الحكومة الفارسية لمدة 15 عاماً تقريباً.

إشارات مستقبلية: ينتهي سفر حجي، مثل غالبية أسفرا الأنبياء الصغار، بوعود الإسترداد والبركة. يستخدم الله في الآية الأخيرة، حجي 2: 23 لقياً مسيانياً مميزاً للإشارة إلى زربابل: "خادمي" (قارن صموئيل الثاني 3: 18؛ ملوك الأول 11: 34؛ إشعياء 42: 1-9؛ حزقيال 37: 24-25). حيث يعد الله من خلال حجي أن يجعله مثل الختم، وهو رمز للكرامة، والسلطة، والقوة، أي شبيه بخاتم الملك الذي يستخدم لختم الرسائل والقرارات. ويرمز زربابل، كخاتم الله، إلى بيت داود وإستعادة الملك لنسل داود والذي ينتهي بملك المسيح لألف عام. يظهر زربابل في سلسلة نسب المسيح من جهة يوسف (متى 1: 12) ومن جهة مريم أيضاً (لوقا 3: 27).

التطبيق العملي: يلفت سفر حجي الإنتباه إلى مشكلات شائعة يواجهها الناس إلى اليوم. يطلب حجي إلينا: 1) أن نفحص أولوياتنا لنرى إن كنا نهتم بملذاتنا أكثر من إهتمامنا بعمل الله؛ 2) أن نرفض الشعور بالفشل والهزيمة عندما نقابل المقاومة أو الظروف المحبطة؛ 3) أن نعترف بفشلنا ونسعى كي نحيا حياة طاهرة أمام الله؛ 4) أن نتصرف بشجاعة لأن الله يؤكد لنا أنه معنا دائماً وأنه يسيطر بالتمام على كل الظروف؛ 5) أن نطمئن بين يدي الله عالمين أنه يباركنا بغنى إذ نخدمه بأمانة.


الساعة الآن 12:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025