منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=276516)

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:03 PM

كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
مقدمة


لقد ترعرعت المسيحية في مصر بإستشهاد القديس مارمرقس كقول الرب يسوع: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت لا يمكن أن تأتى بثمر. فعندما أرتوت أرض مصر الطيبه بدمه الطاهر ازدهرت المسيحية وهكذا رسم لنا نحن أبناءه الأقباط الطريق إلى محبة المسيح وإلى الكرازة..... إنه ينبغى أن يكون حتى الدم.... فالقبطى ينبغى أن يحيا مسيحيته حتى الموت.
يقول إشعياء النبي قبل مجيء المسيح بحوالى 850 سنه م: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخمها" (أش 19: 19) وكلمة رسول في الكتاب المقدس تشير إلى الرسول مرقس كما قال القديس بولس عن الرسل: "المعتبرين أعمدة". أما كلمة تخوم مصر فهي تعنى حدودها أي مدينة الأسكندريه التي بدأ كرازته فيها.
مرقس الرسول


هو أحد السبعين رسولًا الذي سار وراء الرب – وهو الشاب الذي ترك إزاره وهرب ليلة الصلب.
بيت مارمرقس

عندما قدم مارمرقس... قدم كل ما له للمسيح... ماله – بيته – أخيرًا نفسه.
1. كان بيته أول كنيسة في العالم (صنع فيه الرب العشاء الربانى).
2. وفي بيته ولدت الكنيسة (يوم حلول الروح القدس في يوم الخمسين).
أسد مارمرقس

دائمًا يرسم أسد بجوار مارمرقس.
1-لأن إنجيله بدأ بالقول: (صوت صارخ في البرية) مر 1:1.
2- لأن أول معجزة صنعها كانت أنه كان سائرًا مع أبويه فقابل أسد فرشم عليه الصليب فمات.
3- أتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات غير المتجسده في سفر الرؤيا (رؤ 4:7) تشير للأربعه الإنجليين. وأن أحد هذه الأربعة أسد – وهو يرمز لإنجيل القديس مرقس.
كرازة مرقس

خرج يوحنا (الملقب مرقس – أع 13: 5) مع بولس وبرنابا في الرحلة الأولى. أما في الرحلة الثانيه فخرج مرقس مع برنابا إلى قبرص – وهناك أنتقل برنابا للسماء. فقاد الروح القدس مرقس إلى الأسكندريه حيث تمشى على شاطئها حتى تهرأ حذاؤه وذهب إلى إسكافى وبينما هو يصلح حذائه دخل المخراز في إصبعه فصرخ إنيانوس الإسكافى قائلًا (أيها الإله الواحد) ومن هنا كرز له مرقس وصار إنيانوس بطريرك الأسكندريه الأول بعد مارمرقس – بعد ذلك كرز مرقس في الأسكندريه حتى وصل إلى بابليون (مصر القديمة) وكرز في شمال إفريقيا – وكرز في روما. حتى قال عنه القديس بولس في سجنه "مرقس نافع لى في الخدمة" (2 تى 4:11).
إنجيل وقداس مارمرقس

هو أول إنجيل كتب سنة 62 م (و إن كان يوضع بعد إنجيل متى) لأن متى كتب لليهود وهو يمتاز بالدقة في التعبير – وبالقصر في عدد إصحاحاته، أما قداسه فهو أول قداس كتب وتستعمله الكنيسة الآن.
مدرسة الأسكندرية

وضع أساسها في بيت إنيانوس، حيث نمت وترعرعت وتخرج منها: أوريجانوس، ديديموس، أكليمندس، كيرلس الكبير.... الذين قادوا الفكر المسيحي في العالم كله.
استشهاد مرقس الرسول

كان ذلك في عيد إله المصريين سيرابيس، حيث كان يقوم بعمل الفصح في كنيسة مارمرقس، فقبض عليه الوثنيون وربطوه في رجل حصان وجروه في شوارع الإسكندرية وهم يصيحون:
"جروا التنين في دار البقر"؛ حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة وإكليل الرسولية وإكليل البتوليه وإكليل الكرازة. شفاعته معنا آمين.
جسد القديس

سرق الجسد إلى مدينة فنيسيا أما الرأس فدفنه الأقباط تحت كنيسة مارمرقس بالأسكندرية وأخيرًا في سنة 1968 م وبمناسبة مرور 1900 عامًا على استشهاد قديسنا طالب قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس روما بإرجاع جسد القديس،فوافق البابا بولس على طلبه وفي إحتفال رهيب استقبلت مصر رفات كاروزنا الحبيب بعد غيبه طويلة ووضعته في الكاتدرائية الكبرى التي أقامها خليفته الجالس على عرشه.
بركة شفاعته تكون معنا آمين.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:06 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
مرقس الكارز، أفريقي لا غِش فيه

مارمرقس كاروزنا الذي ندين له جميعًا بالإيمان الذي أودعه فينا والذي كلفة سفك دمه وهو يهودى الأصل أفريقى المولد ولد في القيروان Cyrene إحدى الخمس مدن الغربية في ليبيا. ولا يعرف بالتحقيق تاريخ ميلاده. ولكن كما دلت عليه الحوادث الإنجيلية أنه كان بعد ميلاد السيد المسيح بالجسد ببضع سنوات لأنه ذكر عنه وقت الصلب أنه كان شابًا (مر 14: 51).

أسرته

هذا النجم المتألق من أسرة محبه لله على جانب عظيم من التقوى والصلاح. متمسكة بشريعة أجدادها. ولا غرابة في ذلك فإن أباه أرسطوبولس من سبط لاوي وأمه مريم هي إحدى المريمات اللاتى تبعن المسيح (لو8: 1).
وبقدر ما كانت هذه العائلة غنية بمحبة إلهها ويحفظها للناموس كانت أيضًا متمتعة بقدر واف من الثروة المادية والجاه، وكانت تشتغل في الزراعة.
ولما رزقها الله مولودهما الصغير أسمياه يوحنا ويعنى "حنان الله" وهو اسمه العبرى، لكنه لقب بمرقس وهي لفظة رومانية معناها "مطرقة". وأحسنا تربيته وتنشئته روحيًا وثقافيًا حتى أنه ألم بشريعة موسى والأنبياء وحفظ الكتب المقدسة العتيقة والنباوت وهو في سن مبكر. كما تعلم كثيرًا من اللغات كاليونية واللاتينية والعبرية وبرع فيها. ثم بترتيب إلهى وتدبير عجيب سمح إلهنا الحنون لهذه العائلة المقدسة أن تزحف من القيروان إلى إرض فلسطين وذلك في عهد أوغسطس قيصر، أي قبيل بدء السيد المسيح خدمته ليحظوا بالتمتع بعشرته وخدمته.
حدث ذلك بسبب هجوم بعض القبائل البربرية على القيروان حتى سلبوا أهلها بكل ما لديهم من متاع وأملاك. وكان من بينهم أسرة القديس الآمنة، مما إضطرهم إلى الهروب واللجوء إلى بلاد اليهودية حيث استقروا في قانا الجليل موطن أجدادهم القديم.
وهناك التقوا بأحبائهم أفراد أسرتهم برنابا، وسمعان بطرس، وسمعان القيروانى وغيرهم، كل هؤلاء كانت تربطهم صلة قرابة قوية.
فبرنابا هذا يذكره سفر الأعمال أنه "لاوى قبرصى الجنس". ولكن ليس هذا هو حد القرابة فحسب بل أكثر من ذلك، فهو كما يذكر معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسى "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس ابن عم برنابا" (كو4: 10) أو (إبن أخت برنابا) بحسب الترجمة البيروتية.
هذه الشخصية أي (برنابا) لها وزنها الروحى. إذ شهد عنه الكتاب المقدس أنه "كان رجلا صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان" أع 11: 4، وأنه أول من باع أملاكه ليضعها تحت أقدام الرسل (أع4: 37)، وقد أفرزه الروح القدس مع بولس للعمل المقدس (أع 13: 1)، بل وعينه الرب يسوع ضمن السبعين. أما بطرس وهو أحد التلاميذ الإثنى عشر فإن زوجته هي التي ذات قرابة لأرسطوبولس والد مرقس إذ هي إبنة عمه. وهذا ما عناه بطرس في قوله في الرسالة "تسلم عليكم التي في بابل...
ومرقس ابنى "1بط5: 13" فهو يذكر أنه إبنه. أي إبنه من ناحية النسب ومن ناحية السن أيضًا... أما سمعان القيروانى فهو أيضًا ربما يمت بصلة قرابة لهم، لكن ليس لنا دليل كتابى يوضح مدى هذه الصلة وإنما مما لاشك فيه أنه من القيروان وهي البلدة التي كانت مسقط رأس قديسنا. هذا كله يدلنا على نقاوة الوسط الذي ترعرع فيه مرقس كاروزنا.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:08 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
الكرازة طبيعة المسيحي

عندما اختبر سمعان وأندراوس تلاميذ المسيح كان مرقس مازال فتى يافعًا لكنه كان شغوفًا بمتابعة أخبار السيد له المجد، دائبًا على الإلمام بكل دقائق تعاليمه الجذابة أولا بأول. فامتلأ قلبه إيمانًا واعترافًا بألوهيته وتفجرت في قلبه ينابيع حب لإلهه الوديع. فلم ينتظر تكليفًا رسميًا للكرازة، بل اندفع بقوة هذا الحب يكرز بالمخلص إلهًا على الكل. واستهل كرازته هذه بوالده. حدث هذا عندما اصطحبه والده أرسطوبولس في أحد الأيام إلى الأردن. وبينما هما ماشيان لقيهما أسد ولبؤة، فلما نظرهما والده مقبلين من بعيد ارتاع قلبه، وفي أبوه صادقة قال لمرقس أنظر يا ولدى امض أنت سريعًا وانج بنفسك، ودعهما يفترساني وحدي.
وهنا وجد الكاروز الفتى أن الوقت سائح للكرازة بألوهية مخلصه الصالح، وبكل هدوء وطمأنينة أجاب ولده لا تخف يا أبت فالمسيح الذي أؤمن به يستطيع أن ينجينا من كل شدة. وبينما هو يتكلم اقترب الأسدان منهما، فصاح فيهما مرقس قائلا: السيد المسيح إبن الله الحي بأمر كما بأن تنشقا في الحال وينقطع جنسكما من هذا الجبل، فللوقت سقط الأثنان منشقين وماتا، فلما رأى أبوه أنه بقوة الرب يسوع انشق الأسد الجبار وسكنت حركته آمن على يديه بربنا يسوع وسأله أن يأخذه له، وبعد فترة قليلة انتقل هذا الأب التقى من هذا العالم. فأقام مرقس مع والدته التي صارت فيما بعد إحدى المريمات الخادمات اللاتى ذكرهن معلمنا لوقا في إنجيله (لو8: 1). فكان مرقس كارزًا في بيته ولأبيه قبل كل أحد.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:09 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
مريم أمه القديسة



https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...ngelist-21.jpg
وإننا لن نستطيع أن نفكر على مريم أم مرقس الدور الأساسى الذي لعبته في حياة ابنها مرقس حتى صار عمودًا في الكنيسة وكارزًا في المسكونة كلها ومبددًا للأوثان كما تقول الذكصولوجية.
إن تلك الأم التقية طبعت في قلب ابنها حب إلهه ولم تقم بتنشئته النشأة الروحية وتهيئة الفرص له للتمتع بعشرة ربنا فحسب، بل قدمت له نفسها نموذجًا حيًا للحياة الكاملة، واندفعت في خدمة رب المجد بكل قوتها وبذلت كل ما عندها من وقت وصحة ومال. أي وضعت كل ما تملك تحت أمر مخلصنا.. نفسها وإبنها وبيتها ومالها، وانضمت إلى جملة السيدات القديسات اللواتي تبعن المخلص واللاتى ذكر أسماه بعضهن معلمنا لوقا في إنجيله "كمريم المجدلية وسوسنة ويونا ووصفهن بأنهن كن يتبعنه في كل مدينة وقرية يكرز فيها ويبشر" لو8: 1، 2، ليرتوين من تعليمه ويخدمنه من أموالهن. هذه الأم فتحت بيتها لإستضافة ربنا في أي لحظة مع تلاميذه. وهذا ما أكدتة جميع التقاليد المسيحية بالإجماع بأن رب المجد كان يتردد على هذا البيت كثيرًا.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:10 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
مرقس أحد السبعين

فلا عجب إذًا أن نرى ابنها الشاب الصغير وقد ارتوى من هذه المبادئ السامية وهذه الروح الباذلة إذ يتقدم أقرانه ويلتهب قلبه حبًا لمخلصه ويلتصق به تابعًا إياه في كل تجوالاته مستضيفًا إياه في بيته مرارًا وفي صحبته تكرارًا. هذا ويؤكد لنا تقليدنا الكنسى أن ربنا يسوع صحبة معه في عُرس قانا الجليل وأنه استقى من الماء المتحول خمرًا.
لذا قال شرف الرسولية إذ اختاره رب المجد ضمن التلاميذ السبعين الذين عينهم والذين أرسلهم أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتى (لو10: 1).

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:11 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
البيت المقدس

إن بيت مارمرقس أو "بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس" (أع12: 12). كما كان يطلقون عليه الرسل، كان له موضع ممتاز في أورشليم إذ كان يقع على جبل صهيون فوق صخرة كبيرة. ولكثيرة ما كان يستجيب ربنا يسوع لدعوة تلميذه مرقس ويميل ليستريح فيه مع تلاميذه أصبح محط رحالهم ومكان راحتهم. ولهذا سر رب المجد أخيرًا أن يعوض هذا البيت بالبركة التي لن تنزع منه، فاختاره ليجعل منه أول كنيسة في العالم، بل وأول مذبح يقدس فيه ويكسر جسده المقدس ويقدم دمه الكريم لتلاميذه والبشرية.
وهناك في العلية العالية بعد أن تمم الفصح الموسوي وعلم تلاميذه عمليًا كيف يكون المعلم وانحنى وغسل أرجلهم، رسم لنا سر الإفخارستيا وأعطانا ذاته. فيالسعادتك يا مرقس ويالسعادتك يا مريم أم المغبوط يوحنا الملقب مرقس... فإن الرب الإله كانت عيناه الفاحصتان تراقبان استعدادكما وتهيئتكما للمكان بكل طهارة قلب واشتياقكما لحلوله فيه مع من يصطحبهم. وعندما وضعتما في قلبيكما أن تخصصًا له مكانًا خاصًا به دون أي استعمال آخر قبل منكما هذا العطاء، وقبل أن تتمما كل شيء أمر تلميذيه بالإلحاق بك وأنت في طريقك إلى البيت تحمل آخر جرة الماء لتستكمل كل الاستعداد، وقبل أن تصل إلى البيت زفوا إليك بشرى رغبة مخلصنا في الحلول في بيتك قائلين "المعلم يقول إن وقتي قريب عندك أصنع الفصح مع تلاميذي "مت26: 17- 19". في الوقع هذه الكلمة على قلبك. أي فرح وأي تهليل أصابك! وماذا فعلت أمك القديسة عندما بلغها هذا الخبر السعيد بتحقيق إشتياقاتها. لابد أن قلبها قد رقص طربًا، ولسانها تسبيحًا. طوبكما – لقد شهد المخلص لمحبتكما، وأكد صدق استعدادكما لاستقباله فأنبا به تلميذه اللذين أرسلهما لمقابلتك قائلًا: "فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك أعدا لنا" مر 14:15".

لذلك بعد أن أكمل رب المجد فداءه للبشرية بصلبه عنا، ما أن وضع في القبر سارع التلاميذ إلى ذلك المكان المحبب لقلب فاديهم كما لقلبهم أيضًا. وهناك اختبأوا في العلية وأغلقوا على أنفسهم أبوابها ونوافذها إلى أن بشرتهم مريم المجدلية بالقيامة ثم ظهر لهم رب المجد بنفسه وطمأن قلبهم ونزع رعبهم. هكذا سجل لنا معلمنا يوحنا الحبيب وهو يصف حالهم بعد الصلب "وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين بسبب الخوف من اليهود. جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب "يو 20: 19، 20، ثم عاد وطهر لهم فيما مرة أخرى أي "بعد ثمانية أيام وكان تلاميذه أيضًا داخلا وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة" يو 20: 26، وثبت إيمانهم.
+ وفيها اجتمع التلاميذ مع النساء ومريم أم يسوع بنفس واحدة بعد صعود ربنا يسوع "حينئذ رجعوا.... ولما دخلوا صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب... هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع وإخوته" أع 1: 12- 14.
+ وفيها ثم اختيار متياس الرسول الذي اخذ أسقفية يهوذا الخائن (أع 1: 15- 26).
+ وفي نفس هذا المكان الطاهر الذي قدسه ربنا يسوع بحلوله فيه حل الروح القدس المعزى على التلاميذ وملأهم من كل معرفة. أي فيها تم ميلاد الكنيسة جمعاء (أع 2: 1-4).
+ وفيه أيضًا اجتمع التلاميذ بنفس واحدة وصارت منهم صلاة بلجاجة إلى الله من أجل بطرس وهو في السجن حتى استجابت السماء لطلبتهم وأخرجه الملاك وأوصلة حتى الزقاق الذي يصل إليها. وهناك قرع بطرس باب الدهليز. "ثم جاء وهو مُنْتَبِهٌ إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون فلما قرع بطرس باب الدهليز.. " أع 12: 12.
(ومن اللطيف أن هذا الباب مازال موجودًا ضمن بقيمة الآثار القليلة التي لازالت موجودة كجرن المعمودية الذي هو أول جرن في المسيحية، والمذبح الذي كرسه مار يعقوب الرسول أسقف أورشليم الأول، والأيقونات الأثرية التي يقال أنها من رسم لوقا الإنجيلى).
بعد ذلك كرسها الرسل كنيسة باسم والدة الإله بعد نياحتها.
وصار له أهمية عظمى بين جميع المؤمنين مما دعا إلى اتخاذه مقرًا لكرسى أورشليم. فأقام فيه يعقوب أخو الرب باعتباره أول أساقفة أورشليم وتتابعت من بعده البطاركة ردهًا من الزمن.
وهناك تم انعقاد أول مجمع مسكوني حوالي سنة 50 م (أع 15: 6- 23) حضره الرسل الأطهار.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:12 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
الشاب الهارب

حادثة الشاب الهارب لم يسجلها لنا أحد من الإنجيلين سوى مارمرقس البشير وحده. رغم تطابق سردهم كل حوادث الصلب حادثة بغاية من الدقة.
أما هذه الحادثة فقد أنفرد بها مرقس وحده. وهذا إن دل على شيء إنما يدلنا على حب مارمرقس لسيده، وعن اتضاعه، وانكسار ذاته. أراد أن يؤكد الوهية مخلصه الذي وحده بلا خطية، ويبرر ضعف طبيعته، ومن ثم حاجتنا الملحة إلى مخلص يخلق من ضعفنا قوة. فاهتم بذكر هذه الواقعة بكل اتضاع قائلا: "وتبعه شاب لابسًا إزارًا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانًا" مر 14: 15. ولسان حالة يقول "إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس " لو23: 31. ذكرها مؤنبًا نفسه ومعترفًا بضعفه البشرى وبتلك الحقيقة التي قررها رب المجد قائلا: "أما الروح فتشيط وأما الجسد فضعيف مر 14: 38.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:13 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
كرازة مرقس الرسول

بعد حلول الروح القدس على التلاميذ يوم امتلآ الجميع من الروح المعزى ولبسوا القوة – بحسب الوعد الإلهى – التي من الأعالى. وطفق الجميع يجولون كارزين بالكلمة بكل مجاهره، بعد أن تحول كل ضعف فيهم إلى قوة فبطرس المرتعد أمام الجارية وقف أمام رؤساء الشعب يخاطبهم بكل شجاعة ولم يعبًا بتهديداتهم، كذلك الشاب الذي هرب عاريًا عندما أمسكوا بإزاره وتركه لهم... امتلأ قوة فوق قوة واندفع يبشر بقيامة الرب التي اختبرها في حياته وعاشها.

هذا هو مرقس الكاروز – مرقس البتول – مرقس البشير – مرقس الشهيد.
1- في اليهودية

بدأ كرازته بين أترابه في اليهودية أي أورشليم وبيت عنيا وغيرها. ويذكر لنا التقليد أنه رافق بطرس في ذلك الحين أثناء بشارته في تلك الأنحاء.
2-فى لبنان وسوريا

ثم امتد ليبشر في جبل لبنان حتى أن اللبنانين للآن يفتخرون به باعتباره من أوائل مبشريهم. ومن لبنان مضى إلى بعض مناطق في سوريا ولا سيما أنطاكيا.
3- أقصى الأرض

يروي لنا سفر الأعمال أن التلاميذ في أنطاكية: "بينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا... فهذان أرسلا من الروح القدس... وكان معهما يوحنا خادمًا "أع13: 1-5.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:16 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
خط سير رحلات مرقس مع بولس وبرنابا

نفهم من هذا أن مرقس كان رفيق برنابا وبولس في رحلتهما الأولى. والملاحظ أنه بدأ خدمته برفقتهما قبل هذه الرحلة بقليل أي عندما كان في أورشليم، وأخذاه معهما عند رجوعهما إلى أنطاكية (أع12: 25).
ولأنه كان شابًا ملتهبًا في خدمته أحباه واصطحباه ثانية عندما أفرزهما الروح القدس للكرازة عبر البحار والقارات. وكان ذلك حوالى سنة 45 م.
خط سير رحلته معهما: (أع13: 1- 13).

أنطلق مرقس معما من أنطاكية إلى سلوكية، ومن هناك أقلعوا في البحر إلى جزيرة قبرص، ووصلوا إلى سلاميس. واللطيف أن سفر الأعمال أراد أن يطمئنا عن خدمة مارمرقس فعاد وذكر ثانية مؤكدًا أنه عندما أخذ الرسولان يكرزان ويناديان بكلمة الله في مجامع اليهود في سلاميس "كان يوحنا معهما خادمًا" أع 13: 5. أي كانت له خدمة واضحة معهما.
بعدها قطعوا الجزيرة طولا حتى وصلوا إلى بافوس حيث آمن الوالى سرجيوس بولس... ومن بافوس عبرو البحر متجهين نحو الشمال إلى برجة بمقيلية في آسيا الصغرى. ولسنا ندرى ما الذي اضطر مرقس حتى قفل راجعًا إلى أورشليم وحده. ولو أنه يرجح أن حمى شديدة أصابته هناك لم يعد يقوى معها على متابعة أعباء الخدمة.
4- ظل في أورشليم يكرز ويبشر بكل طهارة واهبًا شبابه وحياته لخدمة فادية في بتولية نقية. ولذا لقبته الكنيسة بالبتول. مكث هناك حتى انعقد المجمع المسكونى الأول حوالى سنة 50 م. وكان هو أحد الحاضرين.
وبعد انفضاض المجمع وانتداب الرسولين برنابا وشاول مع يهوذا وسيلا لحمل قراراته إلى الإخوة في أنطاكيا (أع 15: 6- 32) بيدو أن مرقس مضى معهم لأن برنابا تمسك به ليرافقهما في رحلتهما الثانية ولكن بولس لم يستحسن ذلك حتى حدثت بسببه مغاضبة بينهما، فارق فيها أحدهما الآخر، وأخذ بولس سيلا (أع 15: 26- 40).
5- مع برنابا

أما برنابا فلكونه يعلم جيدًا غيرة مرقس ومحبته وما الذي عاقه عن تكملة الرحلة إنما هو مرضه فكان مترفقاُ به، واصطحبه مسافرًا معه في البحر إلى قبرص (أع 15: 39) فمضيا يشددان الكنائس ويفتقدانهم حتى حان وقت رحيل ذلك العمود المنير (القديس برنابا الرسول) إلى الوطن السماوي تاركًا مرقس لنعمة ربنا وحده في قبرص.
6- في الخميس مدن الغربية

انفرد مرقس في الخدمة بعد انتقال حبيبه وقريبه برنابا الرسول. ففاده الروح القدس للكرازة في القيروان. مسقط رأسه – وكان ذلك حوالى سنة 55 م.
وهناك التقى بأحياء له كانوا قد حضروا يوم الخمسين في أورشليم، واستمعوا إلى خطاب بطرس البسيط القوى. كما يذكر سفر الأعمال وهو يعدد الأجناس المختلفة التي حضرت "فريتون وماديون... ومصر ونواحى ليبيا التلا نحو القيروان" أع 3: 10.
هؤلاء اتخذهم مرقس معاونين له في الخدمة، فنمت كلمة الرب بسرعة وقبلها الشعب بفرح، فأسس لهم الكنيسة. وبعد ذلك اتجه بإرشاد روح الرب إلى مصرنا العزيزة.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:17 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
كيف قبل المصريون الإيمان؟

7- في مصر

وارتجفت مرة ثانية أوثان مصر بكرازة مبدد الأوثان وارتفع الصليب، وتم قول الكتاب "ويكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخمها" أش 19: 19.

فبدخول الكاروز أرضنا تحققت نبوة إشعياء هذه التي قيلت قبل مجيء السيد المسيح بحوالي 580 سنة. وها المذبح قائم نشكر إلهنا الساهر علينا رغم المقاومات التي لاقتها كنيستنا على مر العشرين قرنًا ويقدم كل يوم عليه جسد الرب ودمه الأقدسين، أما العمود الذي ذكره إشعياء فهو إشارة إلى مارمرقس نفسه، حيث أن كلمة عمود استعملت في الكتاب المقدس الدلالة على الرسل، وهذا ما ذكره معلمنا بولس في رسالته إلى أهل غلاطية مشيرًا إلى الرسل "يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة" غل2: 9، وكلمة تخوم تعنى حدود وإحدى حدود مصر من الإسكندرية التي استقر فيها مارمرقس. وتبارك شعب مصر من الفم الإلهي القائل: "مبارك شعبى مصر" أش19: 25.
كيف قبل المصريون الإيمان؟

لا شك أن ربنا يسوع خصنا بمواهب سامية وباستنارة عجيبة منذ قديم الزمان حتى ضرنا مضرب الأمثال في الروحانية والحكمة. ويشهد سفر الأعمال عن حكمة المصريين فيقول: "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين" أع 7: 2. أما الاستنارة العجيبة فنجدها في إيمان أجدادنا.
1- بالخلود، والقيامة، والثواب، والعقاب. لذا بنوا الأهرامات الشامخة.
2- هكذا آمنوا بالتوحيد وهذا ما حدث في أيام الأسرة العشرين.
3- كما آمنوا أيضًا بالتثليث. فثالوثهم كان عبارة عن. إيزيس وأوزريس وهورس.
4- آمنوا حتى بمعمودية التوبة والتطهير.
5- جعلوا للحياة رمزا أطلقوا عليه اسم الاونخ أي الحياة لها شكل الصليب تمامًا.
6- حتى عقيدة التجسد استساغها المصري القديم واعتقد أن شعاعًا من السماء حل في العجل أبيس.
هذه الشفافية الروحية لست أظن أن شعبًا ما تمتع بمثلها. هي محبة إلهية.. هي موهبة سماوية...

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:18 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
مرقص في الإسكندرية

جاء مارمرقس مسوقًا من الروح القدس عن طريق الصحراء الغربية إلى الإسكندرية عروس بلاد الشرق التي كانت أعظم مهد للحضارة في العالم القديم. حيث تقابل فيها فلاسفة اليونان ومعلمو الناموس وحكماء الهنود والفرس مع كهنة مصر العمالقة في الروحانية وفي كل علم وفن.
وأخذ يسير في تؤدة يتأمل المدينة العظيمة مأخوذًا بجمالها الفذ، طالبًا من أجل خلاصها ومن أجل جمالها الحقيقي غير الفاني. وبينهما هو يتمشى هكذا على شاطئ البحر إذ بحذائه البسيط ينقطع سيره. فأخذ يتلفت يمينًا ويسارًا عله يعثر على إسكافي. فأسرع إليه وهو يجر رجله التي كانت تقبض على محل إسكافي. فأسرع إليه وهو يجر رجلة التي كانت تقبض على الحذاء بكل قوتها. وأعطاه الحذاء لصلحه. فتفرس الإسكافي في وجهه. فشكره مرقس وجلس يسأل الله أن يفتح له بابا للكرازة، لاسيما وأن هذا هو أول شخص مصري يتحدث إليه. وبينها هو غارق في السؤالات والطلبات من أجل هذا الشعب الذي قيلت من أجله النبوات، إذ دوت صرخة الإسكافي في أذنه وهو يقول: يا الله الواحد باللغة اليونانية أي فاندهش مرقس من هذا التعبير الجميل وتهلل في قلبه. ثم سأله في لهفة هل تعرف هذا الإله الواحد، وقبل أن يجيبه أنبانوس بكلمة قام مرقس لوقته وتفل على الأرض وجعل من التفل طينًا وطلى به إصبح. ففلحال برئت يده حتى تعجب الإسكافي جدًا، وسأله عمن يكون يسوع المسيح هذا الذي باسمه تمت معجزة الشفاء. فابتدأ يشرح له بتدقيق، وفتح الرب قلب أنيانوس الإسكافى فقبل الكلمة بفرح ثم أصر أن يمتع أسرته وأحباءه بهذا الخلاص الجديد. فأخذه إلى بيته وهناك في وسط أسرته أخذ مرقس يحدثهم كشاهد عيان لقيامة الرب يسوع، ويربط بين نبوات العهد القديم وتحقيقها في شخصه دون سواه، حتى التهبت قلوبهم حبًا لمخلص العالم. وآمن الجميع فعمدهم من الصغيرة إلى الكبير، وصار هذا البيت هو باكورة الذين آمنوا. وبهذه الخميرة اختمر العجين كله،حتى تحول الكثيرون إلى الإيمان بالرب يسوع. إذ لم يكن من الصعب على
أي منهم أن يؤمن بالثالوث أو بوحدانية الله، أو بالحياة الأبدية..، فكل هذه كانت لهم في قلوبهم ظلال عائمة لم تلبث أن استنيرت بفضل النور الذي حمله الكاروز فأضاء القلوب المستعدة وسرعان ما أدركوا حقيقة هذه المعاني في عمق وروحانيه. وهكذا قبل أن يكتب مرقس إنجيله كان هو إنجيلًا معاشًا علم أولاده وعمل بوصية الرب فصار قدوه صالحه، رأى الناس زهده فزهدوا العالم، رأوا محبته فأحبوا المسيح حتى أخذوا يبيعون ممتلكاتهم ليسلكوا في سيره مقدسه نسكية بطريقه أثارت مشاعر الفيلسوف "فيلو" حتى أطلق لقلبه العنان في وصف عفتهم، وصلواتهم، وأصوامهم وصمتهم ونسكهم وعمق ألحانهم الفرعونية التي استبدلوا ألفاظها الوثنية بعميق التعبيرات التي تحمل معنى الطقس والعقيدة.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:21 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
إنشاء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية

و كانت كلمة الرب تنمو بقوة يومًا بعد يوم.مما هيج عدو الخير. ولكن من أين للظلمة أن تقاوم النور! إن بصيصًا من النور قادر على إبتلاع كل آثار الظلمه. لذلك تحصينًا لأولاده عمل الكاروز منذ البدايه على:
1- إنشاء مدرسه لاهوتيه


تكون مصدرًا للنور والمعرفه، تقوم بتدعيم المبادىء المسيحيه والتعاليم الإنجيليه، وتقف في وجه مدرسة الأسكندريه الوثنيه (التي أنشأها بطليموس سوتير أول ملوك البطالمه) وتفقد إدعاءاتها، وتدحض آرائها الفاسدة. لذا ركز أهتمامه في بادىء الأمر أن يجعل الدراسه فيها قاصره على درس الكتاب والعلوم اللاهوتيه فقط ليضمن توقف تيار الفلسفة الوثنية الجارف. واستعان لذلك بأساتذه جبابرة من أولاده الفلاسفه المصريين الذين قبلوا الإيمان ونالوا المعموديه على يده. كما أسند إدارتها ورياستها للعلامه يسطس المشهود له من الجميع بالتقوى والغيرة المقدسة والذي صار فيما بعد سادس بابا للمدينه العظمى الأسكندريه. ثم عاد وفسح المجال لبعض العلوم لكى تدرس بجانب علوم الكنيسة كالطب والهندسة والفلسفة والمنطق والموسيقى وغيرها، وساندت السماء هذا العمل المقدس فنجحت وازدهرت وعطرت بأريحها ليس مدينة الأسكندريه أو القطر المصري بأكمله فحسب بل وشعوب الشرق والغرب. إذ اصطادت هذه الشبكة الروحيانيه نفوسًا كثيرة للمسيح على مختلف الأجناس من مصريين ويونانيين ويهود ورومان وأحباش ونوبيين، حتى تزعزعت أركان الوثنية واستحق كاروزنا بحق أن تلقبه الكنيسة "مبدد الأوثان".
2- وضع اليد الرسولية على أول أسقف مصري

لما كثر عدد المؤمنين بالمسيح رأى كاروز مصر ومدبرها الأول (كما نقول في ذكصولوجية باكر) أن يرسم تلميذه البكر إنيانوس الإسكافى أسقفًا على الكرسى السكندرى ويسلمه مقاليد الخدمة ذاك الذي كان قد بلغ درجه عاليه من الروحانية حتى قدم حياته وبيته وكل ماله لخدمة سيده على مثال معلمه. كما رسم معه عددًا من القسوس يكونون عونًا له في الخدمة مع سبعه شمامسة يكونون عينًا له (هكذا تلقب الكنيسة الشماس إذ تدعوه عين الأسقف).

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:21 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
الدسقولية | التقليد

الدسقوليه

أضاف إلى ما وضعه من الأنظمه لحفظ كيان الكنيسه التي قام بغرسها بأن سلم راعى رعاتها الكتاب الذي عرف عندنا بالدسقوليه أي "تعاليم الرسل" التي أجمعت الكنائس الرسوليه على أن الرسل اأثنى عشرو معهم يولس وضعوا الأحكام التي شملها هذا الكتاب.
التقليد يسبق الإنجيل

كما قام بتسليم خليفته فيما سلمه من أمور طقسيه ولاهوتيه كثيره، سلمه أيضًا القداس الإلهى الذي وضعه ثم لقنه إياه شفاهة هو ومجمع الآباء الكهنة، وهو يعتبر من أقدم ما وضع من نوعه وقد وضعه باليونانيه ثم ترجم إلى القبطيه البحيريه. وبعد أن دبر كل أمور الخدمه، وأطمأن على كنيسته الفتيه غادر الأسكندريه حوالى سنة 65 م قاصدًا الخمس مدن الغربيه ليتفقد أحوال الكنائ التي كرز بها، وفي طريقه مر على مصر القديمه ثم بعض بلاد الصعيد أيضًا وكان يسير كارزًا ببشارة الخلاص أينما حل. وعندما وصل وجد رساله مستعجله من بولس رسول الأمم يستدعيه فيها بالأسراع إليه في روما ليعاونه في أتعاب الرسولية. ذلك لأن رائحة خدمته الطاهرة في مصر بل وشمال إفريقيا كانت فد فاحت وعبأت القارات.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:22 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
الرسول مرقس في روما

لبى الكاروز الدعوه وأقلع مسرعًا إلى روما حيث وقف بجانب رسول الأمم وأشترك معه في تأسيس كنيسة روما وهذا ما يسجله لنا بولس الرسول نفسه في رسالته إلى أهل كولوسى وإلى فليمون اللتين كتبهما من سجن روما أثناء أسره الأول حيث يقول في الأولى "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس ابن عم برنابا... هؤلاء هم وحدهم العاملون معى لملكوت الله " كو 4: 10 – 11 وفي رسالته الآخورى يقول "يسلم عليكم أبفراس المأسور معى في المسيح يسوع ومرقس وأرسترخس وديماس ولوقا العاملون معى" فل 23، 24. وبذلك يشهد أن مرقس هو من القلائل العاملون معه كما يؤكد أنه أصبح في مقدمتهم وليس في جملتهم فقط. إذ يذكره قبل لوقا أو أي من معاونيه ماخلا المأسورين معه.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:23 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
شهادة بولس عن مرقس
بولس الذي رفض يومًا أن يأخذ مرقس في رفقته مع برنابا في رحلته الثانيه ظنا منه أنه لا يحتمل أعباء الكرازة المرهفة مبرهنًا على ذلك بقوله " إن الذي فارقهما من بمفيليه ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما " أع 15: 38.
أصبح الآن تعزيته (كو 4: 11)، بل وأشد الناس إلتصاقًا به حتى أنه صار يبعث بوصايا من أجل قوة خدمته إلى أحبائه من أهل كولوسى لكى يقبلوه ويستمتعوا بروحانيته (كو 4: 11، 12).
وأخيرًا قال بصريح العباره عنه " إنه نافع لى للخدمة " 2 تى 4:11.
وذلك عندما كان بولس يسكب سكيبًا في روما في أثناء أسره الثانى ولم يكن معه سوى لوقا، فكتب يستدعى تيموثاوس ويرجوه أن يحضر مرقس معه ليعاونه في الخدمة لكثرة نفعه وشدة إحتياجه له.
وصرح بهذه العباره الخالده "إنه نافع لى للخدمه" 2 تى 4:11.
وبالفعل مضى مرقس إليه وظل بجانبه حتى نال بولس إكليل الشهادة سنة 67 م ثم عاد إلى الاسكندريه.
أين كان مرقس في الفتره بين الأسر الأول لبولس والأسر الثانى؟

لقد قضى مرقس وقتًا ليس بقليل في معاونة بولس في الخدمه في روما. ثم مضى ليكرز حيثما قاده الروح القدس.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:24 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
في فينيسيا | أكويلا | كولوسي

فى فينيسيا وأكويلا

و يحتمل أن يكون قد ذهب إلى فينيسيا وإلى أكويلا في تلك الأثناء. أي أثناء وجوده لإى إيطاليا. لأن التقاليد الموجوده عند أهل تلك البلاد تؤكد كرازته لديهم ولسيما وأنه له اثارًا عظيمه في تلك الأماكن ورما يكون هذا هو أحد الأسباب التي دعت الفنيسيين أن يسرقوا جسده ويحتفظوا به في كاتدرائيتهم الفخمه التي بنوها لتكريمه. ويقول قداسة البابا شنوده الثالث ثبته المسيح إلهنا على كرسيه في كتابه (ناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول القديس والشهيد) "ومادام قد ذهب إلى إيطاليا وبشر في رومه فما الذي يمنع أن يكون قد بشر في تلك المنطقه التي بنيت فيها البندقيه! " صفحه 22. ونحن نتفق مع رأى قداسة البابا ايضًا.
فى كولوسى

و من المحتمل أيضًا أنه ذهب إلى كولوسى بناء على توصيات بولس إلى أهل تلك البلد لكى يقبلوه. كما جاء في الرساله إلى أهل كولوسى " الذي أخذتم لأجله وصايا إن آتى فأقبلوه " كو 4:10 وعلى ذلك يمكن أن يكون قد ذهب إلى هناك.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:31 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
عودة مرقس الرسول إلى أرضنا واستشهاده

بعد استشهاد الرسولين بطرس وبولس وانطلاقهما إلى الأخدار السماويه سنة 78 م، فكر كاروزنا في تفقد عمله الكرازى في مصرنا واقلع إلى الأسطندريه وكم كانت فرحته عظيمه عندما وجد غرسه قد نما وأثمر، إذ تزايد المسيحيون في النعمه والفضيله كما تزايدوا في العدد حتى أنه لم تعد تسعهم الكنيسه التي في بيت إنيانوس (أول كنيسه في القطر) مما أضطرهم إلى بناء كنيسه كبيره وكانت تقع على شاطىء البحر في المنطقه الشرقيه في موضع البوكاليا (أى مرعى البقر أو دار البقر وهو نفس موضع الكنيسه المرقسيه الآن) فكرسها لهم وهو يمجد الرب الذي يعمل في كنيسته بيمينه القويه.
استشهاد القديس


أحس الوثنيون بخطورة موقفهم وخشوا زعزعة ديانتهم فأمتلأت نفوسهم حقدًا على المسيحيين وثارت فيهم النزعه الشريره فأرادوا الغدر بقديسنا الرقيق الذي كلما أجرى الله على يده معجزة شفاء أة إخراج شياطين كلما إزدادوا حقدأ عليه.
عيد الفصح المجيد

و جاء يوم 29 برموده سنة 68 م وكان عيد الفصح المجيد وصادف أن يكون أيضًا عيد الاله سيرابيس إله الوثنين في تلك السنه ونظرًا لتحول الكثير إلى عبادة الأله الحقيقى مضى هذا الشعب اليقظ الذي قبل الإيمان إلى البيعه الطاهرة ليحتفلوا مع راعى رعاتهم بعيد فصح ربنا وتركوا المعابد فأهاج هذا سخط الوثنيين ومضوا في حمأة إلى الكنيسه وكان وقت القداس الإلهى ومامرقس يصلى مع أولاده في بهجة روحيه فوثبوا في وحشيه والقوا القبض عليه ثم وضعوا حبلًا في عنقه وخرجوا به في الشوارع يجرونه وهم يصيحون بأصوات عاليه " جروا التنين في دار البقر " وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزف دمه وروى شوارع مدينتا العظمى الأسكندريه، وقديسنا في كل هذا صابر وشاخص إلى السماء يشكر حبيبه يسوع الذي حسبه أهلًا أن يهان من أجل أسمه القدوس، ولم يهدأ أولئك الأشرار حتاى خارت قواهم فأخذوه وطرحوه في سجن مظلم إلى الصباح حتى يكونوا قد توصلوا إلى وسيله لكى يهلكوه بها فكان ملقى على الأرض في السجن بين حى وميت.
فى نصف الليل

لكن العين الساهره التي لساكن السموات لا تنعس ولا تنام كانت تراقب حركات الاشرار وتستهزىء بهم كما يقول المزمور وفي ذات الوقت كانت ترقب في حنو الكاروز الأمين وجسمه الدامى الذي همدت حركاته وكانت أذناه تنصتان إلى أنينه وأناته الممزوجه بلحن الفرح والشوق لخلع هذا المسكن بأكثر سرعه. وفي نصف الليل تلك الليله أبرق نورعظيم حوله داخل حجرته المظلمه، ثم لمسته يد حنونه فتطلع مارمرقس ورأى ملاكًا نورانيًا واقفًا أمامه يخاطبه بلهجة حب ويشجعه قائلًا "يا مرقس أيها الخادم الصالح قد أتت ساعتك وستنال مكافأتك تشجع فقد كتب أسمك في سفر الحياه" حينئذ تهللت روح قديسنا وشكر حبيبه يسوع الذي أرسل ملاكه ليعزيه ويقويه. ولم ينتبه من تسبيحه وشكرهحتى ظهر له مخلصنا بنفسه وأعطاه تالسلام قائلًا "يا تلميذى يا إنجيلى ليكن السلام لك" فصرخ قائلًا في إنسحاق "يا سيدي يسوع المسيح" ثم غابت عنه الرؤيا فتقوى وتشجع ولم يرد أن يعطى لعينيه نومًا حتى يكلل بإكليل الشهادة.
عبوره إلى الفردوس

و في صباح اليوم التالى أي 30 برموده وفي ساعه مبكرة من النمهار هاجمه الطغاه مرة أخرى داخل غرفة السجن، وطوقوا عنقه بالحبل كاليوم الشابق وأخذوا يجرونه في الشوارع في وسط صياحهم وصخبهم وو يشكر ويمجد إلهه بأكثر قوة ولبثوا على هذا الحال في تعذبه حتى فاضت روحه الطاهرة في يدى حبيبه يسوع... وهكذا عبر ظافرًا إلى الرب والسلام والفرح الدائم.
صوت الرب يقطع لهيب النار

لك يكتف أولئك الجاحدون بما فعلوه من تعذيب وتنكيل مع رئيس أحبارنا وباكورة شهدائنا بل أرادوا حرق جسده الطاهر أيضًا. فجمعوا لذلك حطبًا كثيرًا وو أضرموا نارًا عظيمه وعند شروعهم في حمل الجسد وأقائه فوق الكومه المتأججة تدخلت يد إلهنا الحنون وبصوته القوى قطع لهيب النار... إذ هبت لساعتها عاصفة شديدة جدًا وأعقبها أمطارًا غزيره أطفأت النيران فهربت الجموع وتشتت الجميع وفرح المؤمنون ثم أخذوا الجسد بإكرام جزيل وكفنوه بأطياب غاليه وحملوه إلى كنيسة البوكاليا حيث قام أبنه البكر وخليفته الانبا إنيانوس بالصلاة مع الإكليروس وكل الشعب وبعد صلاة التجنيز تبارك الجميع من جسده المذبوح من أجل شهادة يسوع المسيح. ثم أوضع في قبر أعدوه له داخل الكنيسه في الجهه الشرقيه، ومنذ ىذلك اليوم دعيت الكنيسه بأسم كاروزها مارمرقس (أى المرقسيه) إلى يومنا هذا وإلى إنقضاء الهر. " أذكروا مرشديكم الذين كاموكم بكلمة الله أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " عب 13: 7 وكنيستنا الوفيه التي تعيش ىالإنجيل وتحفظ الوصيه المقدسه تعيد له كل 30 برموده من كل سنه وتذكر فضله في تسليمها الإيمان التقى وتطلب صلواته لكى يسندها الرب إلهنا ببيعته القويه.
بركة صلواته تكون معنا وتديم رئاسة بطريركنا خليفته ال 117.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:32 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
أسد مارمرقس

إن شعار مارمرقس في الكنيسه جمعاء شرقا وغربًا هو الأسد، لذلك أقترنت صورته بصورة الأسد حتى أخذ شهرة كبيره وأصبح أسد مارمرقس مجالًا لإبداع الفنانين ويرجع ذلك لأن:
1. أولى معجزاته كانت مع الأسد واللبؤة اللذين قبل أن يهما بإفتراسه مع أبيه أجرى المسيح إالهنا على يديه تلك المعجزة وأنشقا لوقتهما وماتا.
2. أتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات الغير متجسده التي رآها حزقيال في رؤياه (حز 1: 10، 15)، والتي ذكرها يوحنا الرائى في سفر الرؤيا (رؤ 4: 6، 7)، تشير إلى الإنجليين الأربعه. وأن أسد أحد هذه الاربعه يشير إلى مارمرقس بالذات لأنه:
أولًا: افتتح مارمرقس بشارته بهتاف الأسد الزائر قائلًا " صوت صارخ في الربيه " مر 1: 3.
و ثانيًا: لأن مارمرقس في إنجياه أكد على شخص المسيح في جلاله وملكه. وعبر عنه أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا غالبًا ولكى يغلب. لذلك أتخذت الكنيسه الأسد رمزًا لهذا البشير العظيم.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:34 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
إنجيل مارمرقص

هناك إجماع عام في الكنيسه الأولى على أن إنجيل مرقس هو سفر مقدس موحى به من الروح القدس شأن باقى أسفار الكتاب المقدس (2 بط 1: 21) وأنه أقدم عهدأ من البشائر الثلاثه الآخرى رغم أنه يأتى ثانيها من حيث الترتيب، فمرقس كأحد التلاميذ السبعين الذي عاصر المسيح وسمع تعاليمه، ورأى معجزاته وشهد الآمه (كما نقول في الذكصولوجيه) وشاهد قيامته هو أول من شطر حوادث ومعجزات السيد المسيح. كتب إنجيله في روما وللرومان. وأنه كان يكتب للأمم فلم يقتبس من العهد القديم إلا القليل جدًا من النبوات كما حاول ترجمة الكلمات الآراميه التي ذكرها وشرح العوائد والأفكار اليهوديه فنجده في مرقس 13: 17 يفسر كلمة "بوانرجس" الآراميه، قائلًا "أى أبن الوعد" هكذا في مر 5: 41 بعد أن يقول بتعبير السيد المسيح "طليثا قومى" يفسرها في الحال قائلًا "الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومى" وفي مر 7: 34 فسر كلمة "أفثا" "أى أنفتح" وغيرها وهكذا كان يشرح أيضًا العادات كغسل الأيدى، والاستعداد للفصح وخلافه. كما في 7: 1 – 4، 11، 14: 12، 15: 6: 34. وهو يظهر المسيح في قوته الإلهيه المبيده لأعمال إبليس، بل هو الأسد الخارج غالبًا ولكى يغلب، والقادر أن يخلص غلى التمام كل من يؤمن به. أشار أيضًا إلى أن ملكوت الله "آت بقوة" (مر 9: 1)، وركز على شخصية المسيح صانعة العجائب التي تثير إهتمام جماهير الرومان. فهو إنجيل أعمال الرب الفائقه الباهرة ويمتاز ببساطة موضوعه، ودفة تعبيره، وقصر إصحاحاته. ذكر معجزتين لم يذكرهم غيره من الإنجيليين. مما يدل على مشاهدته لهذه الحوادث شخصيًا وهما:
  • شفاء الأصم الأبكم (مر 7: 32).
  • و فتح عينى أعمى بيت صيدا (مر 8: 22، 24).

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:36 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
جسد مارمرقس

لمحة تاريخيه

تعرضت كنيستنا المستقيمة الرأى لإضطهادات كثيرة على مختلف الازمان ليس من الذين هم من خارج فقط، بل أيضًا من الذين من داخل أعنى الكنيسة الغربيه وزادت وطأة هذا الإضطهاد إثر مجمع خلقيدونيه سنة 451 م حيث نفى القديس ديسقوروس البابا السكندرى الـ25. في حين استولى الغربيون وهم حكام البلاد (لأن مصر كانت آنذاك تحت الحكم الرومانى) بالعنف على كنائسنا ومن بينهم كنيسة مارمرقس "البوكاليا" التي بها جسد القديس، وأقاموا بطريركًا من قبلهم يكون هو الحاكم المدنى كذلك كان يعرف بالبطريرك الملكى (أى أنه من قبل الملوك ولأن الملوك كانت في أيديهم).

" عظيم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين "

ظل جسد القديس ورأسه معًا في تابوت واحد حتى سنة 64 م حتى دخول العرب. وكان المقوقس هو البطريرك الملكى والحاكم المدني في نفس الوقت. فلما أشعل العرب النار في عدة كنائس وديارات ومن جملتها كنيسة مارمرقس حدث أن حاول أحد البحارة أثناء الحريق سرقة رأس القديس فخبأها سرًا في سفينة، ولما عزم عمرو بن العاص على مغادرة الميناء بجيشه لم تستطع تلك السفينه أن تتحرك رغم الجهود المتواصله وعندئذ أعترف بجريمته وقام ولأحضرها، وفي الحال تحركت المركب فلما رأى عمرو بن العاص هذه الآية العظيمة إندهش جدًا وأرسل في طلب بابا اسكندريه الشرعى ليستلمها منه وكان وقت ذاك هو الأنبا بنيامين الـ38 فوجده مختفيًا في الصعيد بسبب مطاردة الملكيين له فكتب له يستدعيه ويطمئنه، ولما حضر استقبله وأكرمه إكرامًا عظيمًا، وسلمه الرأس المقدس كما أعطاه عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة عظيمة تليق بصاحب هذا الرأس، كما أمر بتسليمه كنائسه المغتصبه وكان ذلك في 30 بابه سنة 644 م.
لذلك تخليدًا لهذه الذكرى التي فيها عظم الرب الصنع معنا بالحقيقة، جعلت الكنيسة من هذ اليوم عيدًا روحانيًا نحتفل به سنويًا كل 30 بابة أي 9 نوفمبر.
سرقة الجسد

ظل الرأس في حوزتنا بينما الجسد في حوزة الملكيين إلى أن تمت سرقته حوالى سنة 828 م بيد بعض الفرنج من فينسيا الذين احتالوا على القائمين بحراسة الجسد من الروم الملكيين، وخبأوه في السفينة ثم غادروا المنيا قاصدين البندقية. وهناك استبلهم أهلها بفرح شديد واحتفال مهيب وبنوا له كاتدرائية فخمة في بلدهم، وأودعوه فيها وجعلوا علهم هو الأسد المرقسى كما اتخذوا أسده رمزًا لهم.
عودة الجسد

ظل الجسد هناك حتى سنة 1968 م حين طالب قداسة البابا كيرلس السادس بإعادة رفاته بمناسبة مرور 19 تسعة عشر قرنًا على استثهاده. فعاد الكاروز متهللًا بعد غيبة طويلة تقدر بعشرة قرون تقريبًا، وكان البابا الراحل في مقدمة المستقبلين في المطار.
ولقد صاحب وصولة أرضنا التي رواها بدمه بعض الظواهر الروحية شاهدها جميع الحاضرين وهو الحمام الأبيض الذي كان يحلق في سماء المطار. فحمل البابا الصندوق الذي يحمل رفات القديس على كتفه في بهجة ووقار، وكان قد أعد له كاتدرائية فخمة بل هي أكبر كاتدرائية في القطر. ووضع الجسد المقدس في مقصورة خاصة تحت الهيكل.
احتضان الرأس عند السامة

يذكر التاريخ أن الآباء البطاركة كان لهم تقليد عند الرسامة أن يخرجوا الرأس. وبعد أن يضعوا عليها الأطباب ويلفونها بلفائف غالية يحتضونها للتبرك بها وطلب شفاعة صاحبها والتعهد أمامه بالإستعداد لإقتفاء أثره في المحافظة على القطيع.
وظل هذا التقليد نافذ المفعول والرأس محفوظًا في كنيسته حتى القرن الحادى عشر. ثم خيف عليه. فأخذ يتنقل في بيوت الأعيان فترة من الزمن.
ولما ظهرت قيمتها للحكمام وأصبحت مجالا لسلب أموال الأقباط تحت التهديد بأخذها أو بيعها اضطرت الكنيسة في عهد البابا بطرس الـ104 أي في بداية القرن الثامن عشر أن تبطل طقس احتضان الرأس المقدس، ووضعتها مع جماجم أخرى في جرن من رخام في الجهة البحرية الشرقية بالكنيسة المرقسية الحالية حتى لا يمكن الإهتداء ولا تمتديد السراق إليها.
أما الأنبوبة الموضوعة في المقصورة أمام أيقونة القديس إلى اليوم فهى كما توارثناه بها جزء من يد القديس أو أحد أصابعه.
بركة صلواته تكون معنا دائمًا أبديًا. آمين.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:40 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
تاريخ بناء وتجديد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية

من المعروف أن الكنيسة المرقسية لا تزال قائمة في نفس المكان الذي شيدت فيه أول كنيسة في القطر تحمل اسم مؤسسها الذي كرَّسها بيده ثم بدمه. وذلك ما بين سنة 67 م، سنة 68 م. كما حوت أيضًا الصندوق الذي يحمل جسده. على أنها تجددت مرارًا كثيرة على مرَّ العصور. تذكر هنا بعضًا مما سجله لنا التاريخ:
* وسعت في عهد البابا أشيلاوس سنة 295 م لأول مرة.
* إلا أنها أحرقت سنة 644 م.
* بعد ذلك أعاد بناءوها البابا يوحنا الثالث البابا ال 40 سنة 680 م كما ألحق بها ديرًا.
* دمرت مرة ثانية سنة 1219 م في عهد الملك الكامل وقام أبناؤها بإعادة بنائها.
* وهدمت للمرة الثالثة أثناء الحملة الفرنسية سنة 1798 م وبنيت من جديد بعدها.
* جددت مرة أخرى سنة 1870 بقصد توسيعها.
* وأخيرًا عام 1950 م وجدت البطريركية أن قبابها آيلة للسقوط فهدمتها وأقامت مكانها الكنيسة الحالية. وهي أكبر وأفخم. وتم تكريسها في عيد الكاروز أي في 30 بابة سنة 1669 للشهداء – الموافق 9 نوفمبر سنة 1952 م.

Mary Naeem 25 - 04 - 2014 04:41 PM

رد: كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
 
قنديل ماريمرقس
هناك حادثة طريفة عن القنديل المعلق أمام أيقونة مارمرقس في كنيسته التي دفن فيها أي كنيسة المرقسية الحالية.
حدث ذلك أيام الخديوى عباس الأول عام 1850 م. عندما كان عائدًا من رحلته في البحر الأبيض المتوسط قادمًا إلى الإسكندرية في إحدى ليالي الشتاء الحالكة. وضلت سفينته طريقها وعبثًا حاول القبطان أن يهتدي إلى الميناء. وأخيرًا لمح من بعيد ضوءًا خافتًا فاستبشر خيرًا، وأخذ يتتبعه حتى وصل إلى الشاطئ بسلام. وهناك ابتدأ يبحث عن مصدر هذا النور. ولشدة تعجبه وجد نفسه أمام الكنيسة المرقسية التي كانت في ذلك الوقت تشرف على البحر. إذ لم تكن هناك أي مبان تحجز بينها وبين البحر. وتطلع في مقصورة مارمرقس واكتشف منبع النور الذي أرشد سفينته التائهة، وإذ به قنديل صغير معلق أمام أيقونة القديس، فاندهش وفرح، واعتراف منه بجميل مارمرقس عليه أصدر فرمانًا رسميًا بصرف مبلغ 271 مليمًا (مئتان وواحد وسبعون مليمًا) قيمة زيت القنديل المستهلك سنويًا.
وظلت محافظة إسكندرية تصرف هذا المبلغ لهذا الخصوص بنفس القيمة لغاية سنة 1960. حتى رفع المبلغ إلى 12 ضعفًا أي جعلته يصرف شهريًا عوض أن كان سنويًا. إلا أنها حولت غرض صرفه بأن اعتبرته ابتداء من ذلك التاريخ ليس من أجل زيت القنديل بل معاشًا دائمًا باسم فقراء دير المرقسية.
ويقوم مندوب البطريركية المعتمد في السركي باستلام هذا المبلغ شهريًا ليومنا هذا.


الساعة الآن 01:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025