منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=93732)

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:31 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
صوم تلاميذ يوحنا

ورد فى (مت9 : 14، 15) "حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين: لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً، وأما تلاميذك فلا يصومون ؟ فقال لهم يسوع : هل يستطيع بنو العرس أن ينوحو مادام العريس معهم ؟ ولكن ستأتى أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون". فهل كان ليوحنا تلاميذ يصومون صوماً غير تلاميذ المسيح ؟

طبعاً كانت هناك أصوام فى اليهودية، صامها تلاميذ يوحنا. هذه الأصوم وردت فى سفر زكريا النبى : صوم الشهر الخامس والشهر السابع (زك7 : 5). كما ورد فى نفس السفر "صوم الشهر الرابع، وصوم الخامس وصوم السابع، وصوم العاشر" (زك8 : 19)...

+ تلك الأصوام كان تلاميذ يوحنا يصومونها، وكل الناس أيضاً.

+ أما تلاميذ المسيح، فقد بدأوا صوماً آخر مسيحياً، بعد صعود السيد المسيح، وانتهت صلتهم تماماً بأصوام اليهود التى كثيراً ما كان يرفضها الرب.. الذى وبخهم قائلاً "لما صمتم ونحتم فى الشهر الخامس والشهر السابع.. هل صمتم لى أنا ؟!" (زك7 : 5). وقد ورد فى سفر أشعياء عن توبيخ الرب لهم "يقولون لماذا صمنا ولم تنظر؟ ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟.. ها أنكم للخصومة وللنزاع تصومون.. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم فى العلاء. أمثل هذا يكون صوماً أختاره..؟" (أش58 : 3 – 5). وقد بدأ الرب بتدريب تلاميذه على رفض صوم اليهود.. وقال عنهم "حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون" (مت9 : 15).

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:31 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ما المقصود بكلمة الزمان فى عبارات كتابية مثل: (مر1 : 15) قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. (غل4 : 4) لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من إمراة.

الجواب:
المقصود هو الزمان الخاص بهذا الموضوع. لما بدأ السيد المسيح يبشر، قال "قد كمل الزمان"، أى الزمان الخاص بمجئيه، وبنشر ملكوت الله على الأرض.. (وليس الملكوت الأبدى، أو ملكوت السموات).. كمل الزمان الخاص بالعهد القديم، الخاص بالنبوءات والرموز. وحان الوقت لإتمام كل ما هو مكتوب، وكل ما أشار إليه الناموس والأنبياء. وبالمثل قيل "ملء الزمان" بنفس المعنى.. لقد كمل وإمتلأ زمان الإستعداد والإشارة إلى التجسد. وبدأ تنفيذ ما هو مكتوب... وكلمة زمان تعنى فترة محددة. وهكذا قيل عن أليصابات بعد حبلها "وأما أليصابات فتم زمانها لتلد، فولدت إبناً" (لو1 : 57). وقال السيد المسيح لتلاميذه قبيل صلبه "يا أولادى، أنا معكم زماناً قليلاً بعد" (يو13 : 33). وقيل عن عمر الإنسان إنه زمان. فقال القديس بطرس الرسول "سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط1 : 17). وقد تعنى كلمة (زمان) فترة محددة. كما قال الرب عن الخاطئة إيزابل "أعطيتها زماناً لكى تتوب.. ولم تتب" (رؤ2 : 21).. أى فترة فى علم الله لم يحددها... وكلمة زمان قد تعنى وقتاً جميلاً. كما قيل عن ملاقاة يعقوب لإبنه يوسف "وبكى على عنقه زماناً" (تك46 : 29) وعملياً قد تعنى الكلمة هنا بضعة دقائق، عبّر عنها بزمان. وكذلك قيل فى سفر الجامعة "لكل شىء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت" (جا3 : 1). ولذلك عبارة "فى الزمان الحاضر" (رو8 : 18) تعنى الوقت الحاضر، أو العمر الحاضر، أو العصر الحاضر كما فى (رو11 : 5). ولذلك فكلمة (زمان) تجمع وتثنى وتنصف. كما قيل فى سفر دانيال النبى " إلى زمان وأزمنة ونصف زمان" (دا 7 : 25). وأيضاً "إلى زمان وزمانين ونصف" (دا 12 : 7). ووردت نفس العبارة تقريباً فى سفر الرؤيا "زماناً وزمانين ونصف زمان" (رؤ12 : 14). إذن لا يوجد قياس معين لكلمة (زمان) فى كل النصوص السابقة. قد تعنى وقتاً، أو عمراً، أو جيلاً، أو فترة محددة، أو فترة فى علم الله، أو عصراً...

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:32 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
إن عاقتني ظروف عن ارتكاب خطية، فهل تحسب على الخطية مع أني لم أرتكبها؟

مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج10


لعلك تظن أيها الأخ أن الخطية الوحيدة هي خطية العمل! كلا،


فالعمل هو آخر مرحلة للخطية،

إنما الخطية تبدأ أولاً في القلب بمحبة الشر واستجابة القلب له، ثم تدخل في دور التنفيذ، فإن نفذت تكون قد كملت.


وإن لم تنفذ يدان الإنسان علي خطيته بالقلب و بالشهوة والنية وبالفكر.


وماذا كانت خطية الشيطان سوي خطية قلب حيث يقول له الوحي الإلهي:

"وأنت قلت في قلبك: اصعد إلي السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي" (أش 14,13:14).

مجرد أنه قال ذلك في قلبه، كان كافياً لسقوطه من علو مرتبته



Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:32 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
كيف أحتفظ بروحياتى في فترة الخمسين يوماً بعد القيامة،

حيث لا صوم ولا ميطانيات؟

أنا بصراحة معرض للفتور؟

الروحيات ليست مجرد صوم وميطانيات.

هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك.


 يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية، وتأملاتك سواء في الكتاب المقدس، أو في سير القديسين.

وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن أن تلهب روحك.


 كذلك تفيدك جداً التراتيل والتسابيح والألحان، وبخاصة ألحان القيامة وما فيها من ذكريات.



 الفرح بالرب في هذه الفترة، وبالعزاء العميق الذي قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها، وبخاصة الفرح بالوجود في حضرة الرب

(اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله، الخاصة بفترة الخماسين وأمثالها).


 يفيدك أيضاً التناول من الأسرار المقدسة، وحضور القداسات، وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس..


 لا تنس أيضاً أن عدم الصوم ليس معناه التسيب في الطعام، فنحن لا ننتقل من الضد إلي الضد تماماً. إنما يمكن أنك لا تكون صائماً، ومع هذا تحتفظ بضبظ النفس. وكل هذا يبعدك عن الفتور.


 ومن المفيد لك جداً في فترة الخماسين، أن تزيد صلواتك ومزاميرك. وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية، مع تدريب علي الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية.

وثق أن التاثير الروحي لهذا سيكون عميقاً جداً، ولا يمكن أن تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة.

 تذكر أننا في الأبدية سنتغذى بالفرح الإلهى، وبحب الله.

وسوف لا يخطر علي بالنا موضوع الصوم والميطانيات.

ونحيا في حياة روحية عميقة، مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله...

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:32 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
سؤال: وقت القبض على المسيح؟


قيل إنه فى وقت القبض على السيد المسيح، لما قال الجند إنهم يطلبون يسوع الناصرى "قال لهم يسوع أنا هو"

ولما قال إنى أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 4:18-6).

فلماذا حدث هذا ؟


الجواب:


1- لقد سقط الجند على الأرض من هيبته.


فعلى الرغم من أن الرب كان وديعاً ومتواضع القلب (مت 29:11).

وكان "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" (مت 19:12).

إلا أنه كانت له هيبة.

ولما قال لليهود "أبوكم ابراهيم رأى يومى ففرح" قالوا له "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم" (يو8: 56 ، 57) بينما كان عمره وقتذاك حوالى 32 عاماً، أو 33. ولكنهم ظنوه فى الخمسين من عمره، بسبب تلك الهيبة التى جعلت عمره بالجسد يبدو عشرين عاماً أكثر من حقيقته.


2- وأيضا سقط الجنود على الأرض من عنصر المفاجأة.


والجرأة أى شخص يأتى الجند للقبض عليه، ربما يفكر فى الهرب منهم أو على الأقل يخاف. أما أن يقف ويقول لهم أنا هو، ويكرر نفس العبارة ..

فهذا ما أذهلهم فسقطوا على الأرض لجرأته ..

ولأن الشخص الذى كانوا يبحثون عنه، يقف أمامهم ويقول "أنا هو".


3- أيضاً أثبت لنا الرب بهذه العبارة أنه لم يُقبض عليه ضعفاً منه.


بل هو الذى سلّم ذاته للموت بإرادته.

كما قال من قبل "إنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10 : 17 ، 18).

هو من ذاته ذهب إلى المكان الذى كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه، وتقدم للجند قائلاً أنا هو.

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ســـــؤال احرجنى!!!

خبرات فى الحياة -

لقداسة البابا شنوده


هناك مفارقات كثيرة في الحياة …
فعلي الرغم من أنني بنعمة الله
كثيراً ما كنت أجيب بسهولة
علي أسئلة صعبة ،


إلا أنني في أحدى المرات
وجدت صعوبة كبيرة في إجابة علي سؤال سهل …
فلم تكن الصعوبة في السؤال ، وإنما … سأحكي لك :


حدث أن أحد السفراء ( من أوربا ) دعاني إلي حفل
لتكريم رئيس أساقفة بلده الذي كان يزور مصر ، ،
وقد زارني في الدير . وكان الحفل لرد الزيادة …


وسألتني زوجة السفير سؤالاً ،
وهي إمرأة متدينة ووديعة جداً …


قالت : كانت لي قطة في غاية الجمال والرقة
وكنت أحبها جداً ،


وتحبني وتتبعني حيثما سرت في منزلي ،
وتجلس في حجري وتتمتم ….
ثم ماتت القطة ،
وحزنت عليها كثيراً وبكيت …


وتقابلت مرة مع أحد الرهبان ، وسألته :
هل انقطعت علاقتي نهائياً بقطتي ،
أم سوف أراها في الأبدية ؟


فأجابني أجابه قاسية جداً وجرح شعوري بقوله :
كلا ، طبعاً . حياة القطة انتهت بموتها تماماً ،
وليس لها امتداد بعد الموت .
ومن الخير لك ألا تفكري فيها …


وقد صدمتني هذه الإجابة وآلمتني …


ثم نظرت إلي زوجة السفير نظرات متوسلة ،
ونبراتها تدل علي الحزن والألم ، وسألتني في رجاء :


حقاً يا سيدي سوف لا أري قطتي المحبوبة
مرة أخري بعد موتها ؟!


ومرت علي لحظات من الصمت ، في حرج شديد ،
وأنا أفكر وأصلي …
نحن لسنا الآن في حصة لاهوت ،
إنما أمام مشاعر إنسانية رقيقة
ليس من السهل أن نجرحها …


وأخيراً فكرت أن أجيب علي السؤال بسؤال فقلت :
ألم يحدث بعد موتها ، أنك رأيتيها في الحلم ؟

***

فعادت الابتسامة إلي وجهها وقالت :
نعم رأيتها كثيراً في أحلامي .


فقلت لها :
إن بعض الأحلام نعمة ،
يري فيها الإنسان في نومه
ما يعجز عن رؤيته في يقظته .

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
هل توجد آيات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لاهوت المسيح؟

يسرنا إيراد بعض منها..·


مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج16



نعم، توجد آيات كثيرة، نذكر من بينها:


قول بولس الرسول عن اليهود ".. ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رو9: 5).

مقدمة إنجيل يوحنا واضحة جداً.

إذ ورد فيها:

"فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو1: 1).

وفى نفس الفصل ينسب إليه خلق كل شئ، فيقول "كل شئ به كان. وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو1: 3).

وعن لاهوت المسيح وتجسده يقول بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد" (1يو 3: 16).

وعن هذا الفداء الذى قدمه المسيح كإله يقول بولس الرسول إلى أهل أفسس "أحترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه" (أع20: 28)


وطبعاً ما كان ممكناً أن الله يقتنى الكنيسة بدمه، لولا أنه أخذ جسداً، سفك دمه على الصليب.


ولقد اعترف القديس توما الرسول بلاهوت المسيح، لما وضع أصبعه على جروحه بعد قيامته، وقال له "ربى وإلهى" (يو20: 28).

وقد قبل السيد المسيح من توما هذا الإيمان بلاهوته. وقال له موبخاً شكوكه "لأنك رأيتنى يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا". وحتى إسم السيد المسيح الذى بشر به الملاك، قال "ويدعون اسمه عمانوئيل، الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23).


وكان هذا إتماماً لقول النبى أشعياء "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل" (أش7: 14)، لقد صار الله نفسه آية للناس بميلاده من العذراء. وما أكثر الآيات التى تنسب كل صفات الله للمسيح

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المُفسِدة للكروم
(نش 2: 15)


ما هى الثعالب الصغار المفسدة للكروم التي قصدها سفر النشيد، وما هى هذه الكروم أيضاً؟


الكرمة هى الكنيسة، وهى النفس البشرية:

وفى هذا يقول الرب في سفر اشعياء النبى
"غنوا للكرمة المشتهاة. أنا الرب حارسها، اسقها كل لحظة.. احرسها نهاراً وليلاً"
(أش 27: 2، 3).

ونحن نقول عنها للرب فى ألحاننا
"هذه الكرمة التي غرستها يمينك "
وهى المقصودة بمثل الكرم والكرامين في (مت 21)، و في (مت 20) وأيضاً في (إش 5).

الثعالب الصغار تفسد ثمر الكرمة، أى أنها تفسد ثمر الكنيسة، وثمر الروح في النفس البشرية
(غل 5: 22، 23).

الثعالب الصغار ربما تكون خطايا تبدو بسيطة.

لا يلتفت إليها الإنسان، ولا يشعر بخطورتها.. مجرد أفكار ومشاعر قد لا تتخذ في بادىء الأمر صورة الخطية، ولا هى تتعب الضمير.


وفى هذا المجال أحب أن أقول لكم قاعدة هامة وهى:

إن الخطوة الأولى المؤدية إلى الخطية، ربما لا تكون خطية.

مثال ذلك علاقة نجسة جداً، بدأت بصداقة بريئة، وربما بريئة جداً! ثم تطورت ودخلها الشيطان، فصارت خطية.
الأمر إذن يحتاج إلى تدقيق واحتراس..
هذه الخطايا الصغيرة هى التي قيل عنها في المزمور
"يا بنت بابل الشقية، طوبى لمن يكافئك مجازيتك التي جازيتنا.. طوبى لمن يمسك أطفالك، ويدفنهم عند الصخرة"
(مز 137).


بابل حيث كان السبى، هى رمز لسبى الخطية.
فيقصد أن يقول:
طوبى لمن يمسك الخطية، و هى في حالة الطفولة، قبل أن تنمو، ويدفنها عند الصخرة.
ويقول الكتاب
"و الصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). أى يتخلص من الخطية بمعونة من السيد المسيح.
خطورة هذه الخطايا الصغيرة، أن الإنسان قد لا يهتم بها!

يهملها، يتركها فتكبر وتتطور، دون أن يحسّ، وقد يحسّ متأخراً، عندما تكون قد أفسدت الكروم.. !

إن ثقباً صغيراً في مركب، قد يؤدى – بمرور الزمن – إلى كارثة غرق.
لأجل هذا يقول داود النبى
"الهفوات من يشعر بها؟! من الخطايا المستترة يا رب أبرئنى" (مز 19).

إذن هناك خطايا مستترة، وهفوات يشعر بها الإنسان.

هناك خطايا لا تبدو خطايا، ولا يأبه بها من يرتكبها. من هنا ينبغى أن نتعلم حياة التدقيق.
حياة التدقيق:
لماذا شبهت هذه الخطايا بالثعالب، وبالثعالب الصغار؟

لأن الثعلب مشهور بالمكر.
ولأن الثعلب الصغير يمكنه أن يتسلل من أية فجوة صغيرة فى أسوار الكرم.
كما أن الكرامين قد لا يحسبونه خطراً.
وفى نفس الوقت هو قادر على إفساد الكروم..

إنك قد تهتم بالخطية الكبيرة الظاهرة، وتستعد لمقاومتها. بينما الخطايا (الصغيرة) تعبر بك دون أن تلتفت إليها.
ولهذا فإن السيد له المجد أظهر خطورة وأهمية كلمة رقاً، وكلمة يا أحمق، (مت 5: 22).
وأظهر أيضاً أهمية مجرد النظرة الخاطئة ولو أدى الأمر إلى قلع العين بسببها (مت 5: 28، 29).
ولهذا فإن الآباء الروحيين علموا أبناؤهم أن يدققوا كثيراً.
قالت القديسة سارة:
إن فماً تمنع عنه الخبز، لا يطلب لحماً، و إن منعت عنه الماء، لا يطلب خمراً.

أحد الرهبان وهو سائر في الطريق، عثر على قطعة نطرون. فلما جاء إلى الأنبا أغاثون ومعه قطعة النطرون، قال له القديس
"إن أردت أن تعيش مع أغاثون، ففى المكان الذي وجدت فيه هذا النطرون أرجعه".
إلى هذا الحد كان الآباء يعلمون أولادهم أنهم حتى لو وجدوا قطعة حجر ملقاة في الطريق لا يأخذونها.
مار اسحق
دقق على وجوب الحشمة داخل الغرفة الخاصة..

فالشخص الذي يجلس في غرفته الخاصة بحشمة وأدب، لا يترك جزءاً من جسمه معرى ومكشوفاً بطريقة غير لائقة، هذا الشخص لا يمكن أن يفقد الحشمة في الخارج أمام الناس.
إذ قد تعودها فيما بينه وبين نفسه
حقاً إن الذي يدقق في الشىء الصغير، لا يمكن أن يقع في الكبير.

ولعل هذا هو الذي قصده المثل الإنجليزى السائر:
Take care of the penny، and the pound will
take care of itself.

أى اهتم بالمليم (البنس)، و حينئذ الجنيه يهتم بنفسه.
لا تظن أن الشيطان في بادىء الأمر سيطلب أن تفتح له باباً واسعاً يدخل منه إلى قلبك. إنه لن يطلب سوى ثقب إبرة..
إنه يبدأ بهذا الثقب، ثم يتسع، حتى يملك القلب كله.
إن الشيطان لا يكشف أوراقه،
لا يكشف حيله.
لا يطلعك على الخطوات المقبلة في خططه،
أو عن مدى تطور الخطوة الأولى التي تبدو بسيطة.
لا يأتيك في كل مرة كأسد زائر، يلتمس ابتلاعك
و إنما قد يأتى كثعلب صغير،
يتسلل إلى كرمتك دون أن تشعر.

فما هى إذن هذه الثعالب الصغار المفسدة للكروم؟
أمثلة مِن الثعالب الصغار:
قد تكون مثلاً،
قليلاً من الكسل والتهاون والتراخى:

تصحو من النوم. وبدلاً من أن تبدأ يومك بالصلاة، تتراخى قليلاً. تؤجل الموضوع دقائق قليلة، ريثما تفيق..
في هذه الدقائق يكون الشيطان قد قدم لك مجموعة من الأفكار تشغلك.
إما أن تعطلك عن الصلاة، وتجعل فكرك يطيش فيها..
لماذا نقول إذن في صلواتنا
"يا الله، أنت إلهى، إليك أبكر، عطشت نفسى إليك"؟
(مز 63: 1)


لأجل الشوق إلى الله، وأيضاً لنهرب من هذا الثعلب الصغير، ثعلب التراخى والكسل..
مثال آخر:
خطية الكبرياء، قد تبدأ هى الأخرى بثعلب صغير:

قد تبدأ برغبة في الدفاع عن النفس، وربما يتطور الدفاع عن النفس إلى إدانة الغير..

و قد تبدأ بأن يتعود الإنسان الإجابة على سؤال وجه إلى غيره، وبأن يسمح لنفسه بمقاطعة غيره في الحديث ولو بأدب واستئذن.
وقد تبدأ بابتسامة رضى وشعور بالرضى عند سماع كلمة مديح..
كل مشاكل يوسف الصديق بدأت بشىء بسيط، بأنه كان يتحدث عن أحلامه في مسمع أخوته، ولو ببساطة..
هذا الحديث كان يثير فيهم عوامل الحسد والغيرة.
وما لبثت هذه الغيرة أن نمت، ووصلت إلى درجة من الخطورة أدت إلى إلقائه في البئر، وإلى بيعه كعبد.

إن السيدة العذراء بحكمتها وروحانيتها نجت من هذا الثعلب الصغير الذي أفسد العلاقة بين يوسف وأخوته.
إذ انها ظلت صامتة في كل ما أحاط بها من رؤى وعجائب وأمجاد.
لم تتحدث إطلاقاً، وإنما "كانت تحفظ كل تلك الأمور متأملة بها في قلبها" (لو 2: 51).
إن قصة يوسف تقدم لنا ثعلباً صغيراً آخر، ربما لم يلتفت إليه إطلاقاً أبو الآباء يعقوب.
وهو القميص الملون الذي خص به ابنه يوسف، و سبب كثيراً من الغيرة لاخوته.

هذا الثعلب الصغير (القميص الملون). يلعب دوراً خطيراً في علاقتنا:

ربما تقابل مجموعة من الناس فتحييهم تحية عادية، بينما تخص واحداً منهم بابتسامة خاصة، وعبارة اشتياق، وتنتحى به جانباً لتحدثه على انفراد..
وقد يحدث كل ذلك تأثيره فيما بعد..

لذلك ينبغى أن نسلك بتدقيق، ونراعى شعور الكل. و نترك ثقباً ولو ضئيلاً في معاملاتنا للناس، يتسلل منه ثعلب صغير، فيفسد الكروم..
قد يكون الثعلب الصغير المفسد للعلاقات، هو مجرد إهمال –و لو عن غير قصد – إهمال لمجاملة ينبغى أن تؤدى في إحدى المناسبات فرحاً وحزناً.
ويستغل الشيطان ذلك لإحداث مشكلة، كان يمكن أن تعالج بزيارة وبخطاب وبمكالمة تليفونية.

فإن كانت الصغائر – وما تبدو صغائر – ينبغى أن نحترس منها، فكم وكم بالأكثر الكبائر من الخطايا والأغلاط!!
قداسة البابا شنودة الثالث

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
أشخاص اعترفوا ولم يغفر لهم ؟



ما الرأى في أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم:

مثل فرعون الذى اعترف بخطيته لموسى (خر 27:9)،

وعاخان بن كرمى الذى اعترف ليشوع
(يش 7)،

وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى
(1صم 24:15-26)؟


إن سر الاعتراف في الكنيسة يسمى أيضاً سر التوبة.

فلابد أن يتوب الإنسان ثم يأتى معترفاً بخطاياه،

والاعتراف بدون توبة لا قيمة له.

ولا يمكن أن يخطى المعترف بالمغفرة ما لم يكن تائباً.

وأولئك الذين ذكرتهم لم يكونوا تائبين.

فرعون كان يصرخ قائلاً " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل. لا تدفعه التوبة وإنما الذعر من الضربات. وحالما ترتفع الضربة يظهر على حقيقته.


وعاخان بن كرمى لم يأت تأئباً مغترفاً، وإنما كشفه الله على الرغم منه، فاضطر إلي الإقرار، انهزم الشعب ولم يعترف عاخان. وقال الرب: " في وسطك حرام يا إسرائيل " ولم يعترف عاخان. وبدأت القرعة والتهديد ولم يعترف. وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه، ولا عندما وقعت على عشيرته، وبلا عندما وقعت على بيته. وأخيراً كشفه الرب بالإسم.. فإضطر للاقرار. فهل كان في كل ذلك تائباً..؟


وشاول الملك لم يكن تائباً. وعندما قال: " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه لا عن توبة، وإنما لأجل كرامته، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب!! قائلاً له: " فاكرمنى أمام الشيوخ شعبى وأمام إسرائيل " (1صم 30:35).


Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج16


يقول البعض إنه لم تقم قائمة للكنيسة القبطية منذ القرن الخامس.

والتاريخ منذ ذلك الحين تاريخ مظلم، لا علماء فيه ولا قديسون..!

فما تعليقنا على مثل هذا الكلام.. ؟ ·


لقد مرت على الكنيسة عصور اضطهاد أضعفتها، بدءاً من عصور الإضطهاد الخلقيدونى سنة 451م ، كما قاست اضطهاداً قاسياً فى عهد الحاكم بأمر الله، وفى أيام الدولة العثمانية وفى عصر المماليك.


ولكن لم يخلُ عصر فى تاريخ الكنيسة لم تكن متلألئة فيه.


حقاً إن القرون الأربعة الأولى لم يكن لها مثيل، ولن يكون.

ولكن ليس معنى هذا أن باقى العصور كانت مظلمة.


فمثلاً حفل القرنان السادس والسابع بمجموعة ضخمة من الآباء السواح:

مثل الأنبا ميصائيل، والأنبا غاليون، ولأنبا موسى، وباقى السواح الذين كتّب سيرتهم الأنبا بقطر، والأنبا اسحق، وأبا مقاره الكاتب وغيرهم.


ومن قديسى تلك الفترة الأنبا صموئيل المعترف وتلميذاه يسطس وأبوللو، والأنبا يحنس القمص، والبابا أنا بنيامين،

وكل القديسين أبطال الإيمان الذين وقفوا ضد الحركة الخلقيدونية، أو استشهدوا لأجل الإيمان، وهم كثيرون...


وحتى فى الأيام الأخيرة التى مرت بالكنيسة، فى القرنين 19 ، 20 ظهرت مجموعة كبيرة من القديسين والعلماء.

القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة، والقديس الأنبا آبرام أسقف الفيوم، والبابا بطرس الجاولى، والقمص ميخائيل البحيرى، والمعلم ابراهيم الجوهرى، وأخوه جرجس الجوهرى.


مع مجموعة من العلماء أمثال القمص فيلوثاوس ابراهيم، والقمص عبد المسيح المسعودى، والأنبا ايسوذورس والأستاذ حبيب جرجس، والأرشيدياكون أسكندر حنا، وعدد كبير من الآباء الأفاضل كهنة ورهباناً..


إن القديسين والعلماء موجودون، ولكن عيبنا أننا لا نسجل، فننسى...

والأسماء التى ذكرناها هى مجرد أمثلة، وليست حصراً.

والتاريخ التفصيلى يكشف عن أسماء عديدة جداً، إن تذكرناها نشعر أننا نظلم كل تلك الأجيال إن وصفناها بأنها كانت مظلمة جاهلة.


ولا نستطيع أن نأخذ فترة معينة ونجعل منها طابعاً لخمسة عشر قرناً بأكملها!

والفترة التى بين القرن السابع والقرن التاسع عشر، حافلة أيضاً بكثير من القديسين والعلماء، نذكر من بينهم :

القديس الأنبا رويس، القديس الأنبا برسوم العريان، القديس الشهيد مارجرجس المزاحم، القديس الشهيد سيدهم بشاى بدمياط، القديس الأنبا مرقس المتوحد، البابا متاؤس "البطريرك 87" ، البابا ابرآم بن زرعه الذى نقل جبل المقطم، ومعه القديس سمعان الدباغ.

هذا إلى جوار عدد كبير جداً من العلماء ازدحم بهم القرنان 13 ، 14 يضاف إليهم الأنبا ساويرس بن المقفع، والأنبا يوساب الأبح، والأنبا بولس البوشى، والأنبا بطرس السدمنتى، وأولاد العسال.. وغيرهم كثيرون.


ولم يخل عصر من عصور الكنيسة من شهداء قديسين أضاءوا فى سمائها، كشهداء عصر المماليك مثلاً..

لا يجوز أن يتسرع أحد، ويحكم على خمسة عشر قرناً من الزمان، بكلمة واحدة، دون دراسة مفصلة

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:34 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
قال الرب "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب فى ملكوت السموات. وأما بنو الملكوت فيطرحون فى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان"
(مت8 : 11 ، 12).

فمن هم بنو الملكوت الذين سيطرحون فى الظلمة ؟·


مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج16


بنو الملكوت هم اليهود.

هم الذين قال عنهم القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسى محروماً من المسيح، لأجل أخوتى وأنسبائى حسب الجسد. الذين هم إسرائيليون، ولهم التبنى والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء، ومنهم المسيح حسب الجسد.."
(رو9 : 3 – 5).

على أنهم لم يقبلوا المسيح، ففقدوا الملكوت. فمع أنهم بنو الملكوت، إلا أنهم سيطرحون فى الظلمة الخارجية، بسبب عدم إيمانهم بالمسيح.


بينما على عكس ذلك، كان الأمم.


وقد قال السيد هذه العبارة فى مدحه لقائد المائة الأممى، بعد أن قال عنه "الحق أقول لكم: لم أجد ولا فى إسرائيل كلها، إيماناً بمقدار هذا" (مت8 : 10).

ولذلك فعبارة "يأتون من المشارق والمغارب" تنطبق هنا على الأمم.

الذين بسبب إيمانهم سيتكئون فى أحضان أبراهيم واسحق ويعقوب. ولعل منهم قائد المئة هذا، والقائد الذى آمن به وقت صلبه (يو20 : 34)، ومجد الله قائلاً "بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً" (لو23 : 47). بل أنه هو والذين معه لما رأوا الزلزلة، خافوا جداً وقالوا "حقاً كان هذا الإنسان باراً" (لو23 :47). بل أنه هو والذين معه لما رأوا الزلزلة، خافوا جداً وقالوا "حقاً كان هذا الإنسان ابن الله" (مت27 : 54). ولعل من باكورة الأمم كرنيليوس (أع10) وأولئك الذين قال عنهم السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم.." (مت28 : 19) واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر16 : 15).

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:34 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
السيد المسيح يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات.

فمن هم الأحياء ومن هم الأموات ؟·


مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج16


+ الأموات الذين يدينهم الرب هم الأموات وقت مجيئه، الذين سيقيمهم من الموت ويدينهم
(يو5 : 28 ، 29).

والأحياء هم الذين سيكونون أحياء وقت المجىء الثانى للرب، وهؤلاء سيدخلون الدينونة أيضاً.


+ عموماً المقصود هو إدانة الجميع :


بما فى ذلك البشر الذين يموتون بانفصال أرواحهم عن أجسادهم.

أو إدانة الشياطين الذين لا يموتون بالجسد مثل البشر، لكن لهم أرواح حية ينطبق عليها قول الكتاب "لك اسم أنك حى، وأنت ميت" (رؤ3 : 1).


+ ويمكن أن عبارة أحياء تنطبق على الأبرار، وعبارة (أموات) تنطبق على الأشرار، كما قال الأب عن الابن الضال "ابنى هذا كان ميتاً فعاش" (لو15 : 23 ، 32).


+ عبارة الأحياء قد تنطبق أيضاً على الأرواح التى لا تموت بطبيعتها، كالأرواح النجسة الشريرة (الشياطين).

والأموات تعنى البشر المائتين

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:34 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
يقول القديس بولس الرسول

"وأعرفكم أيها الأخوة أن الإنجيل الذى بشرت به، إنه ليس بحسب إنسان.. بل بإعلان يسوع المسيح" (غل1 : 11 ، 12).

فهل كان هناك إنجيل لبولس ؟!·


مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس- ج18


الإنجيل كلمة يونانية معناها بشرى.

وقد استعملها بولس الرسول بهذا المعنى، دون أن يقصد كتاباً معيناً.

فقال فى بعض الأوقات "إنجيل خلاصكم" (أف1 : 3) أى بشرى خلاصكم وقال "إنجيل السلام" (أف6 : 15) أى بشرى السلام أو البشارة بالسلام. وقال "إنجيل مجد المسيح" (2كو 4 : 4) و"إنجيل مجد الله" (1تى 1 : 11) أى البشارة بهذا المجد... ولم تكن توجد طبعاً أناجيل بهذه الأسماء وبغيرها.

فعندما يقول بولس الرسول "إنى قد أؤتمنت على إنجيل الغرلة، كما بطرس على إنجيل الختان" (غل2 : 7).

إنما يقصد أنه اؤتمن على حمل البشارة لأهل الغرلة أى الأمم، كما اؤتمن بطرس على حمل البشارة إلى أهل الختان أى اليهود.. بشرى الخلاص وبشرى الفداء. دون أن يعنى طبعاً وجود كتاب إسمه إنجيل الغرلة، وكتاب إسمه إنجيل الختان..

ونفس المعنى يؤخذ فى كل تعبيرات الرسول.

حينما يقول "قيود الإنجيل" (فل13). إنما يقصد السجن الذى يكابده بسبب مناداته بهذه البشارة. وعندما يقول "أمورى قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل" (فى1 : 12) يقصد تقدم البشارة بالخلاص.

وعندما يقول "ولدتكم بالإنجيل" (1كو 4 : 15) إنما يقصد بهذه البشارة التى بشرتكم بها.. وهكذا فى باقى النصوص، لأنه لم تكن هناك أناجيل مكتوبة فى ذلك الزمان.

والسيد المسيح نفسه إستخدم هذا التعبير. ففى أول كرازته، حينما كان يوحنا المعمدان فى السجن، كان المسيح "يكرز ببشارة الملكوت.

ويقول قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (مر1 : 14 ، 15). أى إنجيل هذا الذى كان يقصده المسيح؟ ولم تكن هناك أناجيل مكتوبة، ولم يكن قد أختاره تلاميذه بعد ؟

إنما كان يقصد : آمنوا ببشارة الملكوت هذه. هذه البشرى المفرحة بأن ملكوت الله قد اقترب.. لقد جاءت المسيحية تبشر بالخلاص.. بالخلاص من عقوبة الخطية ومن سلطان الشيطان. الخلاص الأبدى بالفداء. وسميت هذه البشرى إنجيلاً. ونفس الوضع فى كل استخدامات المسيح لكلمة (إنجيل) وهى كثيرة. ولعل من أمثلتها قوله لتلاميذه: "إذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16 : 15).

ولم يكن هناك أى إنجيل مكتوب فى ذلك الوقت، إنما قصد السيد المسيح إكرزوا ببشرى الخلاص هذه للخليقة كلها. نفس الكلام ينطبق على بولس الرسول فى قوله "الإنجيل الذى بشرت به" أى بشرى الخلاص التى بشرت بها.. وبنفس المعنى قوله : "صعدت أيضاً إلى أورشليم.. وعرضت عليهم الإنجيل الذى أكرز به بين الأمم" (غل2 : 1 ، 2). أى عرضت عليهم الكرازة التى أكرز بها بين الأمم، البشرى التى أبشر بها الأمم، إنه صار لهم الخلاص أيضاً.

وهكذا حينما يقول فى رسالته إلى رومية "الله الذى أعبده بروحى فى انجيل إبنه، هو شاهد لى" (رو1 : 9). يقصد فى بشارة إبنه. وليس فى كتاب إسمه إنجيل إبنه أو إنجيل المسيح


Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:34 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة الفترسة ؟

ولماذا خلق بعض الكائنات التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها .




أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاُ على سؤالك :

ما نسميها الآن بالحيونات المتوحشة , لم تكن متوحشة حين خلقها الله, ولم تكن مفترسة. كانت تعيش مع أبينا آدم فى الجنة, فما كان يخافها, ولا كانت تؤذيه.

بل كان يأنس لها, وهو الذى سماها بأسمائها (تك19:2) .

وما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم وقتذاك. بل كانت تأكل عشب الأرض. كما قال الرب "ولكل حيوان الأرض, وطير السماء, وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية, أعطيت كل عشب أخضر طعاما ُ. وكان كذلك" (تك30:1) . وهذه الحيوانات التى نسميها الآن متوحشة ومفترسة , عاشت فى الفلك مع أبينا نوح وأولاده وزوجاتهم , مستأنسة لا تفترس أحداُ, لا من بشر, ولامن باقى الحيونات.

ولكن تغير الأمر فيما بعد , وكيف ذلك؟

لما صار الإنسان يصيد الحيوان,والحيوان يهرب منه دبت العداوة بينهما وكرد فعل ظهرت الوحشية والافتراس . وبحاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . وقال له فى ذلك "كل دابة حية تكون لكم طعاماُ. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماُ بحياته دمه لا تأكلوه (تك4,3:9) .

وهكذا صار الدم يسفك, وصار الإنسان يأكل بعض الحيوانات,ويطارد البعض الآخر منها. كما دخله الخوف بعد الخطية (تك10:3) (تك14:4).

وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات, فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناُ . وهكذا قال الرب "وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه , ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان , من يد الأنسان أخيه .

سافك دم الأنسان بيد الإنسان يسفك دمه" (تك6:9) وهكذا نرى أن الوحشية زحفت الى بعض البشر أيضاُ وليس فقط إلى الحيوان . فحدث أن قايين قام على أخيه هابيل وقتله (تك8:4) .

ولو كان الأنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاُ مثلها . ولكن الله منعة من أكل الدم .

واستمر هذا المنع فى شريعة موسى مع عقوبة شديدة (لا10:17) واستمر منعة فى العهد الجديد أيضا (أع29:15) .

وكما توحشت الحيوانان وصارت تفترس الأنسان وتأكل, هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضا.

القوى منها يفترس الضعيف ويأكله. وهكذا سميت وحوشاٌ مفترسة. ولكنها من البدء لم تكن كذلك .

أما تسميتها فى الأصحاح الأول من سفر التكوين (تك25,24:1) . فكان باعتبار ما آل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسى النبى (حوالى1400 سنة قبل الميلاد تقريباُ) . أما اليات والعقارب والحشرات, فلابد أن لها فوائد. أتذكر أننى منذ حوالى أربعين عاماٌ ,

كنت قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال فى مجموعة كتابات اَباء نيقية وما بعد نيقية the Writings of Nicene &Post Nicene Fathers ذكر فى رده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاُ . أرجو أن أرجع القديس جيروم وأنشره لكم مترجماُ . يكفى أن الصيدليات حالياُ شعارها حية تنفث سمها فى الكاس. فبعض السموم لها فوائد . إن أخذت بحكمة و بمقدار , كما قال الشاعر: وبعض السموم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام. وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس, فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم مـن رقى ؟!

لاشك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر . كما أن هذه الكائنات – من الناحية الأخرى – يرمز ضررها إلى الشر فالحية صارت إسماُ من أسماء الشيطان (رؤ2:20). وقصتها معروفة مع أمنا حواء , وكيف خدعتها الحية وأسقطتها (تك3) . فإن كانت بهذا الدرجة من الضرر.

وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا وبينها... فإنة دفاُعا عنا منها, أعطانا سلطاناُ عليها , وقال "ها أنا أعطيكم سلطاناُ أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ"(لو19:10) .

وأعود فأقوال إنة حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة وحتى الشيطان نفسة لم يكن ضاراُ ولا شريراُ, بل كان ملاكاُ , كاروباُ . ملاُن حكمة وكامل الجمال(حز15,14,12:28)


Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:34 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
شمشون الجبار لم يمت ميتة طبيعية ,
لم يقتله أحد, ولكنه هو الذى تسبب فى قتل نفسه.

فهل نعتبره قد مات منتحراً ؟


كلا.

لم يمت شمشون منتحراً , وإنما مات فدائياً.

فالمنتحر هو الذى هدفه أن يقتل نفسه.

وشمشون لم يكن هذا هو هدفه.

إنما كان هدفه أن يقتل أعداء الرب من الوثنيين وقتذاك .

فلو كان هذا الغرض لا يتحقق إلا بـأن يموت معهم, فلا مانع أن يبذل نفسه للموت ويموت معهم.

وهكذا قال عبارته المعروفة "لتمت نفسى مع الفلسطينيين " (قض30:16).... وكانوا وقتذاك وثنيين...


لو كان قصده أن ينتحر, لكانت تكفى عبارة "لتمت نفسى"..

أما عبارة لتمت نفسى معهم .

معناها أنهم هم الغرض, وهو يموت معهم .

ولقد اعتبر شمشون من رجال الايمان فى(عب32:11) لأنه جاهد لحفظ الإيمان , بالتخلص من الوثنية فى زمانه.

فقد كانت الحرب وقتذاك ليست بين وطن وأخر, وإنما كانت فى حقيقتها حرباَ بين الإيمان والوثـنية...

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
صلاة العذراء حالة الحديد ورأى كنيستنا القبطية بها
سؤال
---
هناك كتاب عن صلاة السيدة العذراء اسمه " العذراء حالة الحديد " يقال انها خلصت به متياس من السجن والابواب مغلقة , واقامت موتى , واخرجت شياطين .. الخ ... وذكر الكتاب فوائد هذه الصلاة لكل من يصليها وقدامه اناء به ماء وزيت وخبز .. الخ ....


فما رأى الكنيسة فى هذه الصلاة .. وهذا الكتاب ؟؟؟؟؟


والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث

-------------------------------



نحن لا نعرف مصدر لهذه الصلاة .. من رأى العذراء وهى تصليها ؟ من سمعها ؟ ومن سجلها لتطبع فى كتاب ؟ ...


1- ان انقاذ رسول من السجن لا يستدعى صلاة طويلة جدا مثل هذه بالمقارنة بأنقاذ بطرس من السجن " أع 12" وانقاذ بولس من السجن " أع 19 " .. مجرد ملاك اخرج كلا منهما وانتهى الامر ...
2- هل من المعقول ان تطلب العذراء من الرب ان يرسل لها قوات من السيرافيم والشاروبيم لكى يذوب الحديد وتنفتح الابواب ؟ اما يكفى ان تأمر امرا فيتم كل هذا ...
3- مامعنى كثرة الاستحلافات على لسان العذراء فى هذه الصلاة ؟ ومامعنى ان تقول العذراء استحلفك بابنى الحبيب بالثلاث طلقات التى قاسيتها فى بيت لحم حتى ولدتك ؟ وهذه الطلقات اسمها : مسا - لورا - مالو ... هل لكل طلقة اسم ؟ ...
4- مامعنى ان تقول له : استحلفك بالاربعة حيوانات غير المتجسدين الذين اسماؤهم " جبروال - سرافتال - تضال - دونيال " , من اين جاءت هذه الاسماء ؟؟؟ ... وهل تستحلف العذراء ابنها بهذه الحيوانات لكى يرسل لها 12 جوقا من الملائكة لكى تتم طلبتها ؟؟ هل تحتاج العذراء لكل هذه القوة السمائية فى الوقت الذى هى فيه اعظم من الملائكة ؟؟ اما يكفى ان تطلب من ابنها فيجيبها ؟ ...
5- كيف تستحلف العذراء الثريا " مجموعة من الكواكب والنجوم تكون مجرة " وتقول لها : أستحلفك بالثلاثة اسماء المحقة الذين هم " دياسيكى - داكاما - رابا " ولا ادعكم تنطلقون حتى تكملوا مافى قلبى ؟؟ ...
ثم تقول ايضا : استحلفك ايتها الزهرة كوكب الصبح بأسمك العظيم المخفى الذى هو " صوفار " ... وبحق القوات التى تسير معك " سارديال - سوريال - انانيال - اسوال " ...
هل من المعقول ان تطلب السيدة العذراء مساعدة النجوم لكى تتم طلبتها وتدعوها بأسماء لانعرف لها مصدرا ولا معنى ؟؟ ...
6- ثم كيف تستعين العذراء بالشمس والقمر فتقول : استحلفك ابتها الشمس وكل القوات السائرة حتى تقفوا فى وسط النهار , والقمر فى وسط الليل وتكملوا لى كل ما اطلب ...
هل العذراء تستعين بالشمس والقمر والنجوم ؟ ان هذا لون من العبادة الوثنية لا يمكن ان تقحم فيه العذراء ...
7- ثم يقال فى تلك الصلاة ان السماء انفتحت امام العذراء , وللوقت انفلقت الحجارة وذاب الحديد كالماء وخرج الموتى من القبور واضطربت الشياطين وتحركت الارض ثلاث مرات , ونزل من السماء 12 جوقا من الملائكة ... وكل ذلك لكى تحل البركة على ما امامها من زيت وماء ... اما كان يكفى العذراء ان ترشم الزيت والماء وببركة صلاتها تحل البركة عليهما ؟؟ ...
8- والعجيب فى هذه الصلاة ايضا انها تقدم اسماء للاربعة والعشرين قسيسا لا ندرى لها مصدرا ولا معنى وتطلب معونتهم .. كذلك السبعة ملائكة تذكر لهم اسماء " نال - نام - قاأما - ردك - ماردك - ماردكال " وتطلب معونتهم والنجم الذى صاحب ميلاد المسيح تسميه الصلاة " يارديال " ....
اتحتاج العذراء معونة كل هذا الحشد وهى الملكة القائمة عن يمين الملك ؟؟؟ ثم يذكر الكتاب انه بعد هذه الصلاة اضطربت الارض ثلاث مرات , واضطربت الملائكة السمائيون .. وحينئذ قال الاب ضابط الكل للآبن الوحيد يسوع المسيح : " اسمع طلبة والدتك , وارسل لها الملاك لكى يصعد طلبتها " ... وكل ذلك " لمن يصلى هذه الصلاة " لكى يبارك الله الماء والزيت , وكل من يستحم به تحدث معه عجائب ...
واضح ان كل هذه خرافات لا تتفق مع كرامة العذراء ... فهى لا تحتاج الى كل هذه التشفعات والاستحلافات ... اما طلبها من الكواكب والنجوم فهو امر خطأ لا يتمشى مع اللاهوت الصحيح الذى تعلمه الكنيسة ...

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
يقول الكتاب "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل":

فما هو هذا الكمال، وكيف يصل الإنسان إليه؟ ومتي نقول عن إنسان إنه كامل؟


الكمال المطلق هو لله وحده، ولا يمكن أن يصل إليه إنسان، لأننا كلنا في الموازين إلي فوق. أما الكمال الذي يصل إليه الإنسان، فهو الكمال النسبي. أما ما يمكن أن يصل إليه من كمال، فبالنسبة إلي قدراته وإمكانياته، ودرجة النعمة الممنوحة له.. وقد قال الرب عن أيوب الصديق "إنه رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر. وقال إنه ليس مثله في الأرض" (أي8,1:1). وكمال أيوب طبعاً هو كمال نسبي، وليس الكمال المطلق. وبهذا المعني كان نوح رجلاً باراً وكاملاً (تك 9:6). وكان يعقوب إنساناً كاملاً (تك 27:25) مع أنه كانت له بعض الضعفات ولكن الله يحكم علي كل إنسان بالنسبة إلي إمكانياته وإلي عصره ومستواه وإلي عمل الروح معه.. وقد يكون الكمال صفة بالنسبة إلي وصية معينة، مثلما قال السيد المسيح للشاب الغني "إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 21:19). وواجبنا أن نسعى إلي الكمال، وليس لنا أن نقول إننا وصلنا إليه، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد، في انتظاره، ويكون كمن يطارد الأفق. أنظر إلي بولس الرسول الذي صعد إلي السماء الثالثة، والذي تعب أكثر من جميع الرسل، فإنه يقول: "لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك.. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام" (في 15,12:3). فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب أنه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة "فليفتكر هذا جميع الكاملين منا" أي جميع من يحسبون أنهم قد صاروا كاملين، أو جميع الذين يحسبهم الناس أنهم كاملين.. إن طالباً في الابتدائية قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا المستوي، وقد لا يفقه شيئاً في المستوي الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوي الكمال في الابتدائية إلي مستوي الكمال في الإعدادية، ثم في الثانوية ثم في الجامعة.. وكله كمال نسبي، ومع ذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه…

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ماذا يقصد الكتاب بقوله ان يوحنا المعمدان جاء بروح ايليا وقوته " لو 1 : 17 " ............
وقوله ان هذا هو ايليا المزمع ان يأتى " مت 11 : 14 " ... ......
فهل يعنى هذا تقمص ارواح ؟ وان روح ايليا تقمصت يوحنا ؟



والاجابة لقداسة البابا شنودة الثالث اطال الله لنا حياته
---------------------------------------------------------


مجىء يوحنا بروح ايليا , معناه انه اتى بأسلوب ايليا وطريقته ومنهجه وروحه فى العمل
فكيف ذلك ؟


1- كان ايليا ناسكا , وكذلك يوحنا المعمدان ....
ايليا كان " رجلا اشعر يتمنطق بمنطقة من جلد على حقويه " " 2 مل 1 : 8 "........
ويوحنا " كان لباسه من وبر الابل , وعلى حقويه منطقة من جلد " " مت 3 : 4 "....
نفس الشكل والمنظر .

ايليا كان يسكن البرية , فى جبل الكرمل " 1 مل 18 : 19 , 42 " او فى مغارة بجبل
حوريب " 1 مل 19 : 9 " , او فى علية " 1 مل 17 : 19 " او عند نهر كريث " ا مل
17 : 3 " ......

ويوحنا المعمدان كان فى البرية " مت 3 : 1 , لو 3 : 2 "والى جوار نهر الاردن ........
وكان صوت صارخ فى البرية " مر 1 :3 " ....


2- ايليا .. بدأ بحياة الوحدة والتأمل , واختاره الله للخدمة والنبوة .. ويوحنا هكذا ايضا
عاش حياة الوحدة فى البرية , ثم الكرازة بالتوبة .


3- ايليا كان شجاعا حازما فى الحق .. يقتل انبياء البعل " 1 مل 17 : 40 " ويقول
تنزل نار من السماء فتأكل الخمسين " 2 مل 1 :10 " .....

ويوحنا المعمدان كان شديدا فى توبيخ الخطاه .. وكان يقول " قد وضعت الفأس على
اصل الشجرة .. فكل شجرة لاتصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار " لو 3 : 9 " ..


4- ايليا وبخ اخاب الملك , وقال له انت مكدر اسرائيل , انت وبيت ابيك بترككم وصايا
الرب وبسيرك وراء البعليم "1 مل 18 : 18 ....كذلك وبخه وانذره لقتله نابوت اليزرعيلى
" 1 مل 21 : 20 - 36 " ... وكذلك انذر بعقوبة الملكة ايزابل .

ويوحنا المعمدان وبخ الملك هيرودس .. وقال له " لايحل لك ان تكون لك امراة اخيك
" مر 6 : 20 " .. اذن يوحنا كان نفس روح ايليا واسلوبه .


وعبارة " روح ايليا " تذكرنا بطلبة اليشع النبى منه ...
كانت الطلبة التى طلبها اليشع من معلمه ايليا , قبل صعوده الى السماء , هى :
" ليكن نصيب اثنين من روحك على " " 2 مل 2 : 9 " .. وكان له كذلك .... فلما صنع
معجزات بنفس قوة ايليا , ورأه بنو الانبياء قالوا " قد استقرت روح ايليا على اليشع ..
فجاءوا للقائه وسجدوا له " 2 مل 2 : 14 , 15 " ...


فأن كان الامر مسألة تقمص . فما معنى عبارة " اثنين من روح ايليا " ؟ هل ايليا
له روحان ؟ وهل تقمصت روحه فى اليشع , قبل تقمصها فى يوحنا ؟

انما هى قوة مضاعفة , ضعف القوة التى كانت فى ايليا , حلت على اليشع ......
ونفس القوة كانت فى يوحنا ....


والرسول حينما يقول " مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح ... روح واحد , كما دعيتم
الى رجاء دعوتكم الواحد " اف 4 : 3 , 4 " .... لايعنى حرفية الكلمة ... ان يكون للكل
روح واحد , وجسد واحد بل نفس المنهج والاسلوب ... وبنفس المعنى عبارة "قلب
واحد " التى قيلت عن جمهور الدين امنوا فى العصر الرسولى " اع 4 : 32 " ...


اما تقمص الارواح , فلا تؤمن به المسيحية ...
لان الروح عندما تخرج من الجسد , لاترجع مرة اخرى الى هذا الجسد او الى جسد
اخر , انما ان كانت بارة تدهب الى الفردوس , كروح اللص , .... وان كانت شريرة
تذهب الى الجحيم , كروح الغنى الذى عاصر لعازر .

ان التقمص تجده فى ديانة كالبراهمية , او فلسفة كالآفلاطونية ...

البراهميون :
يؤمنون بتجوال الروح , من جسد الى جسد .. وتكون هذه التقمصات ممثلة عقوبة او
ثوابا بالنسبة الة الروح .. وتظل هكذا الى ان تنطلق من هذه التجسدات الى الملآ
الاعلى .. وتسمى هذه بحالة النرفانا .. وتأتى بالنسك الشديد .


افلاطون
اما افلاطون فكان يرى ان عدد الارواح محدود .. لذلك استلزمت الضرورة ان تخرج
الروح من جسد الى جسد اخر .


وهذه العبادات والعقائد . .... لا علاقة لها بالمسيحية .
اسئلة الناس لقداسة البابا شنودة الثالث

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
أرجو أن تفسر لي قول الرسول

"والذي يغفر له قليل، يحب قليلاً" (لو 47:7) ؟


هذه العبارة قالها السيد الرب في المقارنة بين سمعان الفريسي، والمرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. وأحبت كثيراً، لأنها شعرت أن الرب قد غفر لها الكثير. فأنت كلما تشعر أن ديونك للرب كثيرة، وقد تنازل كل عنها، حينئذ تحب كثيراً. وهذا يحتاج إلي دقة في محاسبة النفس، مع مقارنتها بدرجات الكمال التي يطالبها الرب بها.. وليس معني هذا، أن تخطئ كثيراً، فيغفر لك الرب الكثير، فتحب كثيراً.. فهناك أسباب عديدة جداً تدعوك إلي محبة الله.
- تحب الرب من أجل أحساناته. من أجل أنه خلقك. ومن أجل أنه فداك .
- تحبه لأنه يرعاك باستمرار.
- تحبه من أجل وعوده الكثيرة، وبخاصة وعوده لك بالنعيم الأبدي.
- تحبه، لأنه أبرع جمالاً من بنى البشر.
- تحب الله من أجل قداسته غير المحدودة.
- تحبه من أجل محبته غير المحدودة، وما يقدمه لك من قوة ومعونة.
- وما أكثر الأسباب التي تدعوك إلى محبة الله. وليست المغفرة هي السبب الوحيد لمحبة الله، كما حدث للمرأة الخاطية

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
أطلب دَمكم لأنفسَكــُم

سؤال:

ما معنى قول الرب فى سفر التكوين "وأنا أطلب دمكم لأنفسكم" (تك9 : 5).


الجواب:
قال الله فى مناسبة التصريح بأكل لحم الحيوان لأول مرة (تك9 : 3). فصرح بسفك دم الحيوان لأكله. ولكن لا يؤكل بدمه "غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه" (تك9 : 4). وفى العهد الجديد أيضاً منع أكل الدم (أع15 :29).
ومنع الله سفك دم الإنسان، إلا فى عقوبة القاتل.
فقال "سافك دم الإنسان (بيد) الإنسان يسفك دمه" (تك9 : 6).
ويعتبر هذا تصريحاً بإعدام القاتل، لأنه سفك دم إنسان، فينبغى أن يسفك دمه عقاباً له. ولكن ماذا عن المقتول؟ يقول الرب :
"وأطلب أنا دمكم لأنفسكم" (تك9 :5).
فكل إنسان يقتله غيره غدراً، الله يطالب بدمه.
كما قال الله لقايين أول قاتل على الأرض "صوت أخيك صارخ إلىّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها، لتقبل دم أخيك من يدك" (تك4 : 10 ، 11). وهكذا قال الله لليهود "يأتى عليكم كل دم زكى سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23 :35). وهكذا أيضا قال الشهداء فى سفر الرؤيا "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين فى الأرض" (رؤ 6 : 9 ،10).
وأنتم قتلوكم غدراً – يقول الرب – فأنا سأطلب دمكم.
أى أطالب قاتليكم بهذا الدم الزكى، كما طالبت قايين: على أن هذه العبارة لا تُقال فقط حرفياً على قتل الجسد وسفك دمه، وإنما أيضاً على القتل الروحى.
أى قتل الإنسان روحياً بالغواية أو الإهمال فى الرعاية.
وقد ورد هذا المعنى فى سفر حزقيال النبى بصراحة، إذ قال الرب لمن جعله رقيباً على الناس.
"إذ قلت للشرير موتاً تموت، وما أنذرته أنت ولا تكلمت انذاراً للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه، فذلك الشرير يموت بإثمه. أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن أنت أنذرت الشرير ولم يرجع عن شره، ولا عن طريقه الرديئة، فإنه يموت بإثمه. أما أنت فقد نجيت نفسك" (حز3: 18 ، 19).
وتكررت نفس العبارة فى (حز33 : 8).
"وأما دمه، فمن يدك أطلبه"
كأنه قتل روحى. والله يطلب دمه.
هذا الكلام لا نقوله فقط لرجال الكهنوت، وإنما أيضاً للآباء والأمهات الذين لا يربون أبناءهم فيهلكون. فيطالب الله آباءهم وأمهاتهم بدم هؤلاء الأبناء.. وهكذا فعل الله مع عالى الكاهن، وعاقبه على خطيئة أولاده (1صم2).
ولعل هذا يُقال أيضاً عن العثرات التى نسببها للناس، ويهلكون بها روحياً.
إنسان يتسبب فى خطية إنسان آخر فيهلك، فيطالبه الله بدمه، لأنه كان السبب فى هلاكه.
ولعلك تذكر كل ذلك فى صلاتك حينما تقول فى المزمور الخمسين "نجنى من الدماء يا الله إله خلاصى" (مز50). بينما أنت لم تقتل أحد جسدياً. ولكن نجنى يارب من الدماء التى تطالبنى بها، التى أعثرتها فسقطت.
أو إنسان تغدر به أو تظلمه، أو توقعه فى كارثه، وأنت من خدام الكنيسة، فيترك الله والكنيسة بسببك. وهذا أيضاً يطالبك الرب بدمه.

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ما هو حكم الكنيسة في حالة الراهب الذى يتزوج؟



وما حكمها علي الكاهن الذي يتزوج بعد سيامته؟


وإذا شلح راهب: هل يحق له أن يتزوج بأعتباره قد صار علمانياً؟


الراهب إنسان قد نذرالبتولية. فإذا تزوج يكون قد كسر نذره، ويصبح زواجه خطية. والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفى" (جا 5:5). فالواجب أن يبقي الراهب علي نذره، حتى لو شلحته الكنيسة. الكنيسة شلحته من الرهبنة. ولكنها لم تشلحه من البتولية. فلا يزال نذر البتولية باقياً، حتى لو لم يصر راهباً. وهناك علمانيون أو شمامسة عاشوا بتوليين. أو نذروا البتولية وأستمروا فيها وهم علمانيون، ولم يكونوا رهباناً.. ولا كهنة... الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش حياته كلها بتولاً، ولم يكن راهباً ولا كاهناً. وكذلك أخواته وما كن راهبات. يمكن إذاً أن يكون الإنسان بتولاً، دون أن يكون راهباً. القديس الأنبا رويس كان بتولاً، دون أن يرسمه أحد راهباً. القديس بولس الرسول والقديس يوحنا الحبيب كانا بتوليين، ولم يكونا راهبيين، إذ لم تكن الرهبنة قد ظهرت بعد. والقديس بولس كان يدعو الناس أن يكونوا مثله (بتوليين لا رهباناً). بل كان يدعو " الذين لهم نساء كان ليس لهم" (اكو 29:7). والذي تشلحه الكنيسة من الرهبنة والكهنوت، يبقي علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، يبقى علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، فلا يتمادى أكثر لكى يفقد أيضاً البتولية التى لا تزال في إرادته وفي حريته. وحفظه لها يدل علي محبته للبتولية وثباته علي نذره. والنذر هو تعهد بينه وبين الله مباشرة. وكذلك بينه وبين نفسه ... والكنيسة مجرد شاهد علي هذا النذر، الذى تعهد به أمام الله، وأمام مذبحه المقدس، وأمام الملائكة وأرواح القديسين، وأمام مجمع الرهبان، وأمام كل الذين حضروا هذا النذر، وأمام الشعب كله الذى سمع برهبنته... والكنيسة لا تحله من هذا النذر، ولاتملك ذلك. بل بقاؤه علي بتوليته، يبقى الباب مفتوحاً أمامه للعودة إلي الرهبنة والكهنوت. فما أكثر الذين تابوا، وأزالوا بتوبتهم الأسباب التى أدت إلي شلحهم. وبقيت الفرصة سانحة أمامهم لتعفو الكنيسة عنهم، وتعيدهم إلي رتبتهم الأولي.. والتاريخ حافل بأمثلة من الذين شلحوا وعادوا إلي رتبتهم، وقبلتهم أديرتهم.. والكهنوت مسحة لا تعاد. أى أنه إذا تاب المشلوح وأعيد إلي كهنوته، لا يحتاج الأمر إلي إعادة سيامته. أما الذى تزوج فإنه يكسر الجسور التى بينه وبين الكنيسة. فالكاهن الذى يتزوج، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التى يعيش فيها. وإن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الأختبار، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسدانى.. والراهب الكاهن الذى يتزوج يفقد أموراً كثيرة: يفقد بتوليته، ويفقد رهبنته، ويفقد نذره، ويفقد كنهوته، ويفقد سمعته، ويفقد أرثوذكسيته.. ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه. وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخرى غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أى ضمير.. وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً. ثم إذا استيقظ ضميره، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً... وهكذا يفقد سلامه القلبى أيضاً. ويبقى كسر النذر، والأستمرار في كسر النذر، شوكة في ضميره تتعبه طول حياته.. وفي نفس الوقت يصير عثرة... وتتعلق أبديته بتوبته، وترك ما هو فيه، وإصلاح نتائجه

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
كيف يحدث أنه في حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " (مت 6:19).
فكيف يحدث أنه في حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفي حالة الزنا، لا يحدث التفريق بواسطة إنسان، إنما بأمر الله نفسه، الذى سمح بالطلاق في حالة الزنا، وفى نفس الاصحاح (مت 9:19).

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
يقول البعض إن خطية آدم وحواء هي الزنى.
ولما كان الكتاب لم يذكر هذا، فمن أين نشأ هذا الرأي؟
وما الرد عليه إن كان خطأ؟




لعله يرجع إلي أوريجانوس، الذي غال في طريقة التفسير الرمزي. وقد حاول أن يجعل الرمز يشمل كل شئ، حتى خطية آدم، حتى أشجار الجنة.فقال إن خطية آدم هي الزنى، واستدل علي رأيه بالنقط الآتية: قال إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت في وسط الجنة، كما أن الأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. وقال بالأكل من الشجرة قيل "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت" (تك 1:4). وقال إنهما بالخطية عرفا الخجل وعلما أنهما عريانان، وخاطا لأنفسهما مآزر من ورق التين (تك 7:3). واستدل أوريجانوس علي رأيه أيضاً من سيطرة الزنى علي العالم… وعن أوريجانوس نقل هذا الرأي، حتى وصل إلي صاحب السؤال. ولكن هذا الرأي عليه ردود كثيرة منها، فحص هذا الرمز: 1- قيل إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت وسط الجنة. والأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. فلو اعتبرنا هذه الأعضاء هي الشجرة، لأصبح جسم الإنسان هو الجنة. وهنا نقف أمام جنتين (آدم وحواء)، وشجرتين (في كل منهما واحدة). هذا لو طبقنا تفاصيل التفسير الرمزي حسب مفهوم أوريجانوس. ويكون آدم يقطف من شجرة حواء، وحواء تقطف من شجرة آدم. ولا يكون الله قد وضع آدم في الجنة- حسب قول الكتاب (تك 15:2)- وإنما يكون هو نفسه جنة حواء!! ولكن الكتاب قال إن الله وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها" (تك 15:2). فحسب الرمز، ماذا تكون عدن؟ وما معني يعملها ويحفظها؟ 2- وماذا تكون باقي رموز كل ما في الجنة؟ ماذا يكون النهر الذي يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم إلي أربعة رؤوس؟ وما هي تلك الأربعة أنهار وبلادها (تك 10:2-14)؟ وماذا تكون باقي أعضاء جسم الإنسان في رموزها؟ هل ترمز إلي أشجار أخرى في الجنة؟ وهل كان مصرحاً بها؟ 3- ثم أن شجرة الحياة أيضاً كانت في وسط الجنة (تك 9:2). ولم تكن شجرة معرفة الخير والشر وحدها في وسط الجنة. فهل شجرة الحياة هي أيضاً ترمز إلي شئ إذا تمادينا مع أوريجانوس؟ وحينئذ كيف نفهم معني أن الكاروبيم في حراسة شجرة الحياة بلهيب سيف (تك 24:3). 4- ثم كيف نفهم طرد الإنسان من الجنة، إن كانت ترمز إلي جسمه؟ كيف فارقهما، وعاش خارجها؟ وكيف فارق شجرة معرفة الخير والشر التي في وسط الجنة؟ إن الرمز هنا، بلا شك، يدخلنا في بلبلة لا نهاية لها. علي أن هناك سؤالا هاماً جداً، نضعه أمامنا إن كانت الخطية زني. 5- إن كانت الخطية زني، فماذا كانت الوصية إذن؟ وهل فهمها آدم؟ هل كانت الوصية "لا تزن" وخالفها آدم؟ ماذا يفهم آدم، وماذا تفهم حواء من عبارة "لا تزن"؟! وهما بريئان بسيطان لا يعرفان من هذه الأمور شيئاً. بدليل إنهما كانا عريانين وهما لا يخجلان (تك 25:2). هل شرح لهما الله معني الوصية وما الذي يمنعهما عنه؟! مستحيل، وإلا يكون الله هو الذي فتح أعينهما..! حاشا… أم لم تكن هناك وصية، وهذا ضد الكتاب؟ أم إنهما لم يفهما الوصية، وحينئذ لا تكون هناك عقوبة؟ ولا معني لوصية غير مفهومة. 6- وإن كانت الخطية زني، لارتكبها الاثنان في وقت واحد. ما معني أن حواء قطفت أولاً وأكلت، ثم أعطت آدم (تك 6:3). لو كانت الخطية زني، لقيل أنهما أكلا في وقت واحد من الشجرة، "فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان" (تك 7:3). ولو كانت الخطية زني، لانفتحت أعينهما أولاً، وعرفا أنهما عريانان، ثم بعد ذلك يأتي ارتكاب الخطية. لأنه من غير المعقول أن يرتكبا خطية كهذه، وعيونهما مغلقة. 7- أما الخجل، ومعرفة آدم لحواء، فلم تكن هناك خطية، إنما كانت نتيجة لنزولهما إلي المستوي الجسداني في اشتهاء الأكل.. ولذلك قيل "وعرف آدم حواء" بعد طردهما من الجنة (تك 1:4). ولم يكن ذلك وهما في الجنة. وعبارة الخجل وردت بعد الأكل من الشجرة، وليس أثناء ذلك ولا قبله. كان آدم روحيا، بعيدا عن شهوة المادة وشهوة الأكل وشهوة الحس. فلما وقع في ذلك بالأكل من الشجرة، هبط إلي المستوي الجسداني, وأصبح سهلاً بعد هذا أن يكمل طريق الجسد في موضوع الجنس. هذا الأمر تم نتيجة للسقوط، ولم يكن هو عملية السقوط. 8- وإذا اعتبرنا الجنس بين آدم وحواء هو خطية زني، فما معني إذن قول الرب لهما "إثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض" (تك 28:1). ووردت هذه البركة في اليوم السادس، قيل أن يقول الكتاب "وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (تك 3:1). ورأي الله ذلك فإذا هو حسن جداً… 9- وإن كانت الخطية زني، فلا داعي إذن لإغراءات الألوهية والمعرفة. والمعروف إن أغراء الحية لحواء، لم يكن هو الزنى، إنما "تكونان مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 5:3). إذن فهي خطية كبرياء وشهوة والمساواة بالله. وفي هذه الخطية وقع الشيطان نفسه، حينما قال في قلبه" أصير مثل العلي" (أش 14:14). وبناء علي هذا الأغراء "شهوة التأله" سقطت حواء ثم سقط آدم. ولم يقل الكتاب مطلقاً إن الإغراء كان هو الزنى الذي لم تكن تفهمه حواء. 10- أما انتشار خطية الزنى، فيشبهه انتشار خطايا آخرى… مثل محبة العظمة، ومحبة الذات، ومحبة الغني، وشهوة الامتلاك، وشهوة الأكل، وانفعال الغضب، وخطية الكذب.. وكل هذا منتشر جداً، حتى في السن المبكرة التي لا تعرف الزنى، وفي سن الشيخوخة التي تعجز فيها عن الزنى. 11- القول إذن بأن خطية آدم وحواء زنى، لا يسنده الكتاب… إنما هو التمادي في التفسير الرمزي بطريقة غير معقولة. إن التفسير الرمزي عموماً، له جماله وعمقه، علي أن يكون في حدود المعقول، ويكون له ما يسنده من نصوص الكتاب…

Marina Greiss 10 - 10 - 2012 09:49 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
تختلف ترجمات الصلاة الربانية فبعضها يقول "خبزنا كفافنا" والبعض يقول "خبزنا الذى للغد" فأيهما أصح؟

لقداسة البابا شنودة الثالث من كتب سنوات مع أسئلة الناس



+إن الكلمةاليونانية( إيبى أوسيوس) تحتمل أكثر من معنى ؟ وحتى آباء الكنيسة الأول إختلفوا فى ترجمتهم لهذه الكلمة....
+فالقديس جيروم:-
فى ترجمته اللاتينية( الفولكاتا vulgate) يترجمها بالخبز الجوهرى أو بالخبز الذى هو فوق المادة Substantial Bread
ونفس ترجمة جيروم كانت ترجمة العلامة أوريجانوس.

+أما القديس أغسيطينوس,والقديس غريغوريوس أسقف نيصص فإن ترجمتهما هى الخبز اليومى أو الكفاف our daily bread وباللاتينية Panem nostrum quotidianum
+والقديس يوحنا ذهبى الفم يستخدم أيضا عبارة الخبز اليومى ( الكفاف) وذلك فى شرحه لإنجيل متى "مقاله19 –فقرة8 "
+والترجمة القبطية وهى من أشهر الترجمات تقول "خبزنا الذى للغد"
+والترجمة الإنجليزية Revised standard Version: تذكر فى النص : الخبز اليومى (الكفاف)Ourdaily bread وفى الهامش تقول (أو الذى للغد)
ORur bread for the morrow

ولست أريد هنا أن أدخل معكم فى بحث لغوى .. كما لست أريد أن أورد باقى أقوال الآباء الذين شرحوا الصلاة الربية... فكل هذا سوف لا يفيدكم...
ولا أود أن يكون وقت الصلاة ؟ وقتاً لصراع الترجمات ....
بحيث يرفع أحدهم صوته بالترجمة التى يفضلها لكى يغطى على أصوات الباقين أثناء الصلاة أو ليظهر أنه يعرف ما هو أفضل؟ أو ليعطى تعليماً وقدوة لكى يتبعه الآخرون...
وألا تكون الصلاة فى ذلك الوقت قد خرجت عن هدفها الروحى , الذى هو الحديث مع الله إلى هدف علمى جدلى..! الأمر الذى لا نريده فى روحياتنا ويكفى هنا أن نفهم حقيقة أساسية تنفعنا وقت الصلاة وهى:
+الخبز الذى نطلبه هو الخبز الروحى اللازم لأبديتنا نقول هذا ونضع أمامنا النقط الآتية :
1- الصلاة الربية تشمل 7 طلبات:
الثلاث طلبات الأولى منها خاصة بالله وهى ليتقدس أسمك ، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك.. .
والأربع طلبات الباقية خاصة بنا وأولها :خبزنا ... ومن غير المعقول أن يكون الخبز المادى هو طلباتنا ، نطلبه قبل مغفرة الخطايا وقبل طلب النجاة من التجارب والشرير.....

2-كما أن هذا يتعارض مع قول الرب "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ..لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب ...فإن هذه كلها تطلبها الأمم... لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (مت6 :25 ،31 -33 )" إعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى" (يو6 : 27 )

3-ومع ذلك ، إن كان يعوزنا الخبز اليومى فلنطلبه......
ولكن نطلب حينئذ الخبز اليومى ، ولا نهتم بما للغد....
فهكذا قال القديس غريغوريوس أسقف نيصص ،والقديس يوحنا ذهبى الفم ،ذاكرين أننا هنا نطلب مجرد الخبز وليس التنعم فى الأطعمة.....


4-إن قلنا خبزنا الذى للغد ،ماذا نقصد حينئذ؟
نقصد الخبز اللازم لأرواحنا ، الذى لأبديتنا اللازم للحياة المقبلة للغد.....
وهنا نضع فى قلوبنا أن نطلب كل غذاء الروح كالصلاة والتأمل وكمحبة الله والإلتصاق بالله وكالتناول من الأسرار المقدسة.
ونلاحظ هنا أن الترجمة القبطية كانت روحية فى فهمها للطلبة

5-وإن قال البعض اليومى أو الكفاف فماذا يقصدون؟
يقصدون الخبز المادى إن كان ينقصهم ..... (وهذه درجة ناقصة)
أو الخبز الروحى اللازم لكفافهم : لا ينقص حتى لا يقعوا فى الخطية أو الفتور ولا يزيد عن مستواهم حتى لا يقعوا فى المجد الباطل والغرور .......

Mary Naeem 11 - 10 - 2012 09:23 AM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك

Marina Greiss 11 - 10 - 2012 09:34 AM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ميرسى يامارى على مرورك الجميل

بنت معلم الاجيال 29 - 08 - 2013 01:30 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
شكرا علي المشاركة
ربنا يعوض تعب محبتك

Marina Greiss 29 - 08 - 2013 05:44 PM

رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
 
ميرسى يامرمر على مشاركتك الجميلة


الساعة الآن 04:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025