![]() |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
لماذا يستخدم رجال دينكم السحر؟ المجتمع: لماذا يستخدم رجال دينكم السحر؟ المسيحي: إن السحر هو من عمل الشيطان. والمسيحية ترفض الشيطان وكل أعماله التي من بينها السحر. فأولًا: النهى عن استخدام السحر وعقاب مَن يستعملونه:إن كتابنا المقدس يُحَرِّم استخدام السحر ويعلن غضب الله على الذين يستعملونه، ويحذرنا من التشبه بالوثنيين في عاداتهم الردية وأرجاسهم ومن بينها السحر. فيقول "لا تتعلم أن تفعل مثل رجس الأمم. لا يوجد فيك من يَعْرُف عِرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يَرْقى رُقية ولا من يسأل جانًا أو تابعة ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث18: 10-12). والعرافة هي ادعاء علم الغيب سواء بمساعدة الشيطان أو بقراءة الفنجال أو الكف أو النجوم. والعيافة هي زجر الطير والتشاؤم والتفاؤل بالجهة التي يطير فيها، وانتظار الخير أو الشر عند سماع صوت طائر معين. والتفاؤل هو انتظار خير معين، وعكسه التشاؤم وذلك عند رؤية شخصٍ ما أو سماع صوتٍ ما أو انكسار إناء. والسحر هو الاعتماد على الشيطان في تنفيذ طلبٍ ما. والرقية هي ترديد كلمات وتعاويذ يُظَن أنها تجلب الخير أو الشفاء، أو عمل عُقد في خيط لجلب الضرر وتعقيد الأمور. وسؤال الجان الذي هو الشيطان، والتابعة هو الروح النجس الذي يكون ساكنًا في إنسان. واستشارة الموتى أي بمحاولة تحضير أرواحهم بالسحر والشعوذة. كل هذه الأعمال واضح أن من يلجأ لها يكرهه الرب لأنها تتنافى مع قداسته وأنها أيضا ضد كماله وبسببها يحل غضبه على الشعوب الوثنية، ويكون شاهدًا على أصحابها لإدانتهم. كما يقول على فم ملاخي النبي "وأكون شاهدًا سريعًا على السحرة وعلى الفاسقين وعلى الحالفين زورًا" (مل3: 5). كما يعلن الكتاب أن هؤلاء مصيرهم النار الأبدية "وأما الزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤ21: 8). ويذكر القديس بولس السحر ضمن الأمور التي تحرم الإنسان من ملكوت الله في قوله "وأعمال الجسد التي هي زنى عبادة أوثان سحر عداوة حسد قتل سُكر. الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غل5: 20-21). ثانيا: قوة الله أعظم من قوة السحر: ويعلن الكتاب المقدس أن قوة الله أعظم من عمل السحرة والمشعوذين الذين مهما كانت قوتهم إلا أنها محدودة أمام قوة الله. فعندما طرح هرون وسحرة المصريين عصيهم أمام فرعون وصارت ثعابين، ابتلعت عصا هرون عصيهم (خر7: 12). "ولما مَدَّ هرون يده بعصاه وضرب تراب الأرض فصار البعوض على الناس وعلى البهائم. فعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. فقال العرافون لفرعون هذا أصبع الله" (خر8: 17-19). أي أن العرافين اعترفوا بعجزهم وأقروا بأن هذا عمل الله القادر وحده. وعندما دخل الفتيان الأربعة، دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا عبيد الله العلى ووقفوا أمام الملك نبوخذ نصَّر، وجدهم "في كل أمرِ حكمةِ فهمٍ الذي سألهم عنه عشرة أضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته" (دا1: 20). وعندما استدعى نبوخذنصَّر المجوس والسحرة والعرافين والكلدانيين لينبئوه بحلمه وتعبيره وقالوا له ليس آخر يبينه قدام الملك غير الآلهة الذين ليست سكناهم مع البشر. حينئذ تضرع دانيال مع الثلاثة فتية إلى الله من جهة هذا الأمر فكُشِفَ السر لدانيال في رؤيا الليل. ولما حضر أمام الملك أخبره بالحلم وبتعبيره، حينئذ سجد الملك لدانيال، وقال له "حقًا إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار" (دا2: 47). ولما عمل بيلشاصر الملك وليمة وشرب فيها الخمر في آنية هيكل بيت الله ظهرت له أصابع يد إنسان تكتب على الحائط فصرخ بشدة لإدخال حكماء بابل من السحرة والمنجمين ولكنهم لم يستطيعوا أن يقرأوا الكتابة أو يفسروها. ولما أحضروا دانيال قرأ الكتابة للملك وعرَّفه بتفسيرها (دا5: 17). وعندما استدعى الوالي سرجيوس بولس، برنابا وشاول ملتمسًا أن يسمع منهما كلمة الله قاومهما عليم الساحر طالبًا أن يُفسد الوالي عن الإيمان. فشخص إليه شاول وقال له "يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسًا من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما رأى ما جرى آمن مندهشًا من تعليم الرب" (أع13: 11، 12). ولما كان الله يصنع على يدى بولس قوات غير المعتادة في أفسس شرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين أن يُسَموا على الذين بهم الأرواح الشريرة بِاسم الرب يسوع فوثب عليهم الإنسان الذي كان فيه الروح الشرير حتى هربوا عُراة مُجرَّحين فوقع خوف على الجميع "وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع" (أع19: 19). ثالثًا: ظنُّ البعض أن المعجزات تتم بقوة السحر:يظن بعض أفراد المجتمع الذين يتقدمون إلى الكنيسة بسبب آلامهم وأتعابهم، أنهم سيجدون حلًا لها في سحر تعمله الكنيسة أو كتابة حجاب أو عمل عملٍ لهم، وذلك إما لأنهم سمعوا عن إنسان قد حصلت له معجزة أو استجيبت له طلبته عندما لجأ إلى الكنيسة فيفسرون هذا على أنه قد تم بقوة السحر. أو أن البعض يعتقد أن الكنيسة تمارس السحر فعلًا لإجابة طلب من يلجأون إليها. وهو ظن خاطئ لأنه يُحَوِّل قوة الله العاملة في الكنيسة إلى قوة سحر من عمل الشيطان. ولقد اتضح مما سبق ذكره كيف أن الملوك الوثنيين شهدوا بأن قوة السحرة والعرافين لا تطاول قوة الله ذات القدرة الخارقة الفاعلة وسط كنيسته وتعجز أمام أعمالها. كذلك يخبرنا تاريخ الكنيسة كيف أن أعدادًا غفيرة من الوثنيين عندما كانوا يرون المعجزات التي تحدث مع الشهداء في شفائهم من جراحاتهم وآلام عذاباتهم، كانوا يعلنون إيمانهم بالمسيح ويتقدمون بالمئات لنوال إكليل الشهادة. أما في أيامنا هذه فيرى بعض الناس المعجزات بأنفسهم ويتلامسون معها وقد تحدث لهم شخصيًا وبعدها ينكرون قوة الله ويرجعون حدوثها إلى قوة السحر، وهذه حرب من الشيطان لتعطيل الإيمان بقوة الله القادر على كل شيء. الذي وعدنا أنه يظهر عجائبه في قديسيه. وقد أعطى تلاميذه ورسله سلطان عمل الآيات والعجائب ووعدهم بعد قيامته باستمرار المعجزات معهم بقوله "وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" ثم يكمل القديس مرقس "وأما هم (أي التلاميذ) فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة" (مر16: 17-20). ولازالت قوة الله تعمل بالآيات مع المؤمنين لأن المسيح وعدنا "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). بل إن المسيح وعد تلاميذه بأنهم يعملون ما عمله هو من آيات وأعظم منها. وقد تحقق هذا في عمل الروح القدس مع التلاميذ في كرازتهم وقيادتهم الناس إلى الإيمان بالمسيح وإقامتهم من موت الخطية ليرثوا الحياة الأبدية، الأمر الذي هو أعظم بكثير من شفاء أجسادهم. والكنيسة ليس لديها سوى سلاح الصلاة وقوة علامة الصليب وشفاعة القديسين والدهن بالزيت المصلَّى عليه لكل من يتقدم إليها من أصحاب الآلام والتجاربومن يتقدم للكنيسة بهذا الإيمان ينال بركة إيمانه. أما إذا تقدم البعض إلى الكنيسة بفكر أنها تعمل بالسحر وبالأحجبة وبأعمال العرافين فإنه يكون مخطئًا في ظنه، ومسيئًا إلى المستوى الإلهي الذي تخدم به الكنيسة وتعمل من خلاله. والكنيسة في سموها الروحي وعظمة تعاليمها وعمق إيمانها بالله العامل فيها وبكتابها المقدس دستور إيمانها، تعتبر اللجوء إلى السحر والسحرة تجديفًا على الله ومن أعمال الكفر والجهل. وهى تشجب السحر والسحرة وكل ما ينتمي إليهما. لذلك فالذين ينسبون إليها السحر فإنما يقصدون تشويه صورتها وإنكار قوة الله العاملة فيها. رابعًا: ضرورة التنبه للأسباب التي تدفع إلى اللجوء للسحرة:يجب أن نعى أن السحر ظاهرة تتسم بها المجتمعات البدائية التي يسيطر عليها الفكر الغيبي ولا تعرف دينًا بعد، وتعيش أيضًا في جهلٍ مطبق من جهة العلم والمعرفة. لذلك من المفروض أن تنحسر هذه الظاهرة في المجتمع الذي يعرف دينًا أو سار قُدُمًا في مجال العلم. أما إذا وُجد مَن يلجأون للسحرة في المجتمع المتدين أو المتقدم علميًا، فإنهم لربما يفعلون ذلك عندما تواجههم مشاكل في حياتهم وتطول فترة معاناتهم منها دون أن يجدوا حلًا أو منفذًا للخروج من ضائقتها. ولكن يجب أن يتنبه هؤلاء إلى أن اللجوء إلى السحرة في عمومه يرجع:
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ما هي بروفة الميت عندكم؟ المجتمع: ما هي بروڨة الميت عندكم؟ وهو السؤال الذي ذكرته الباحثة الفاضلة موجَّهًا إلى الأقباط، وأشرنا إليه في مقدمة الكتاب. المسيحي: عندما تنطلق روح أحد المسيحيين وتفارق جسده فإن أهله يغسلون جسده، ويلبسونه أجدد وأفخر حلله. ويلبسونه صليبًا ويضعون على وجهه منديلًا مثلثًا علامة رقاده وهو مؤمن بالثالوث الأقدس. ويغطونه بستر أبيض علامة النقاء والطهارة التي نالها بتقديس دم المسيح. وينيرون شمعتين حوله إشارة إلى ملائكة النور التي تحيط به كملائكة القيامة في قبر المسيح. ويجلسون حوله يقرأون سفر المزامير لداود النبي لأنه يحكى حياة المسيح كلها حتى يحين موعد تشييع جثمانه. ويكونون قد أحضروا ملابس تكفينه وهى بُرْنُس من الستان أو الحرير الغالي يلف به جسده، وغطاء لرأسه علامة خوذة الخلاص، وجوربًا أبيض لقدميه علامة أنه سار في طريق البر، وزنارًا علامة اتحاد نفسه بإلهه الذي آمن به وعاش له وقد رحل إليه أيضًا، ويعطرونه بالأطياب العطرة علامة على تقديم جسده ذبيحة مقبولة في خدمة وعبادة نقية، ثم يضعونه في صندوق من الأبنوس أو الخشب محكم الغطاء غالى القيمة كلٌ حسب استطاعته. ثم ينزلون الصندوق إلى عربة دفن الموتى. وهى عربة مذهبة ومزينة بأشكال مختلفة من الصلبان والملائكة وسعف النخل وأغصان الزيتون، وتجرها خيول مطهمة مغطاة بفرش زاهي الألوان رائع الجمال إشارة إلى زفافه للعرس السمائي. وقد تكون العربة سيارة مجهزة جيدًا لنفس الغرض. ويسير وراءها المشيعون إلى الكنيسة لكي يُصلَّى على جثمانه. وتشمل صلاة الجنازة تقديم الشكر لله علامة الخضوع لإرادته، ثم قراءة فصول من الكتاب المقدس لتعزية الحاضرين، تتضمن المواعيد الإلهية للمؤمنين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة، وإحياء رجائهم في القيامة من الأموات في استحقاق قيامة المسيح، وتذكيرهم بالموت من أجل الاستعداد له، ثم طلبة ختامية من أجل قبول الله لهذه النفس وصفحه عن خطاياها، ويتخلل الصلاة بعض الألحان الحزايني بما يتماشى مع روح الحزن في هذه المناسبة. وبعد انتهاء الصلاة يتقبل أهل الميت العزاء على باب الكنيسة من المشيعين، وبعد أخذ العزاء يذهبون به إلى المدافن حيث يدفنونه في مقبرة مبنية ومبيضة أو مكسوة بالرخام أو الجرانيت. وعند دفنه يأخذ الكاهن في يده حفنة من التراب ويذريها في الهواء قائلًا "أنت يا آدم تراب وإلى تراب تعود" مذكرًا الناس الواقفين بما يؤول إليه مصيرهم ولكي يتضعوا أمام الله صاحب المجد والجلال. وبعد دفنه يتلو الواقفون الصلاة الربانية مؤكدين خضوعهم لإرادة الله. ثم ينصرفون بسلام إلى بيوتهم. هذه هي معاملة الميت في العقيدة المسيحية. وإذا قورنت بمعاملة بعض الشعوب له التي تضعه في حفرة وتهيل عليه التراب أو تحرق جسده وتذرى رماد حريقه في الهواء، نرى مقدار الكرامة التي ينالها جسد الميت في المسيحية وهى أمر طبيعي جدًا يرجع إلى النعم والمواهب التي تظلل هذا الجسد بعمل الروح القدس في الأسرار التي يتمتع بها المؤمن بالمسيح دونًا عن أي جسد آخر. وهذه التقاليد السامية المتبعة مع الميت تتفق مع ما تأمر به تعاليم الكنيسة حيث تقول "اجتمعوا بلا كسل إلى البيعة واقرأوا الكتب المقدسة ورتلوا على إخوتكم الذين رقدوا وهم مؤمنون بالرب. ثم اصعِدُوا قداس شكر". ويُغَسَّل الميت قبل ذهابه إلى الكنيسة للصلاة عليه:
وإحياء هذه التذكارات يكون برفع القرابين لطلب الرحمة لهم ومغفرة خطاياهم في استحقاقات ذبيحة المسيح رحمة السلامة،ويُدفَع للفقراء من قنايا الذي مات من أجل راحته واستدرار رحمة الله عليه. ولا ينبغي الحزن على الذين رقدوا. بل التمسك برجاء الحياة الأبدية لهم(1). وإذ ترتبط حياتنا بالمسيح فمناسبات تذكاراتنا ترتبط أيضا بمناسبات تذكارات المسيح. وهو ما يعطى تذكاراتنا معنى ويجعلها مملوءة ومثمرة بكثير من البركات والتعزيات الروحية. وانبهار البعض بالتقاليد الموجودة في المسيحية في معاملة الميت جعلهم يحاكونها في كثير منها واستبدلوا بها كل عاداتهم القديمة. _____ الحواشي والمراجع :(1) القوانين الباب الثاني والعشرين في الأموات ص177-180. |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم تحصلون على أموال من أمريكا ومجلس الكنائس العالمي لبناء كنائسكم وإقامة مشروعاتكم المجتمع: أنتم تحصلون على أموال من أمريكا ومجلس الكنائس العالمي لبناء كنائسكم وإقامة مشروعاتكم. المسيحي: أولًا: ليكن في علمك أنه ليست هناك علاقة إطلاقًا بين الكنيسة وبين أمريكا ولا بين الكنيسة وبين الهيئات الأمريكية أو الدولية لأن هذه العلاقات تكون مع الدولة وحدها. ثانيًا: إن أمريكا والهيئات الأمريكية والدولية تصب جميع معوناتها في الدولة ومؤسساتها وبِاسم الدولة. ثالثًا: لم نسمع من قبل أن أمريكا أو مثل هذه الهيئات ساعدت طوائف دينية معينة في أي دولة. رابعًا: نحن المسيحيين لا نشكل كيانًا مستقلًا في مجتمعنا وفي بلدنا لكي تتعامل معنا أمريكا رأسًا. فنحن لسنا تيمور الشرقية مقابل تيمور الغربية ولا جنوب السودان مقابل شمال السودان ولا القطاع اليوناني مقابل القطاع التركي في قبرص. نحن هنا في مجتمعنا موجودون في كل بيت وفي كل حارة وفي كل عطفة وفي كل شارع وفي كل قرية وفي كل شبر على أرض الكنانة. نحن بنية أساسية في مجتمعنا وجذور شجرتنا على أرضه تمتد إلى أعماق سحيقة في القدم وكلما شذبت أو قُلِّمت أغصانها كلما نمت وأينعت وأثمرت أكثر. نحن محمد وجرجس وأحمد وميخائيل نعمل على ماكينة واحدة ومكتبي بجوار مكتبك ونركب في مواصلة واحدة ونأكل كثيرًا على مائدة واحدة ونمشى يدي في يدك في طريق واحدة، نبكى معًا في أحزاننا ونضحك ونتهلل معًا في أفراحنا. ونجلس على مقعد واحد في مدارسنا وجامعاتنا. ونلتئم فريقًا واحدًا في ملاعبنا. فإن كنا نحن هكذا واحدًا، فلا مجال لدولةٍ ما أن تفصلنا عن مجتمعنا لكي تتبنانا أو تمول مشروعاتنا مفضلة إيانا أو مميزة لنا عن مجتمعنا الذي نحيا فيه،أما بناء كنائسنا وإقامة مشروعاتنا فهي من عطايا أبناء الكنيسة أنفسهم وهى عطايا قليلة ولكن بالبركة هي كثيرة جدًا. أما سر البركة فهو أولًا: مباركة الله فيها لأنه إله البركة الذي أشبع من خمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف نفس ماعدا النساء والأطفال. وإذ وعدنا بأن بركته تغنى ولا يزيد معها تعب. فنحن به أغنى من أن نمد أيدينا إلى أحد أو نلتمس عطية من أحد. ثانيًا: أمانة الذين يتولون أمر هذه العطايا. لأن الله يبارك للأمناء. أما عن مصدر سؤالك فهو من صنع الذين يزرعون الفتنة بيننا لأنهم يريدون أن يُأمريكونا ويزرعوا في نفوس الجهلاء أننا غرباء عن مجتمعنا، وهؤلاء هم أصحاب الأطماع الخاصة الذين يظنون أن التفرقة هي وسيلتهم لتحقيق أطماعهم. ويسهرون على التخطيط لاستعباد الناس وإذلالهم. وهمهم كله في ما يمكن أن يملكوه ونسوا أن الله سيرث الأرض ومن عليها. "لأن للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز23: 1). |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الباب الرابع: قضايا إيمانية وعقيدية يتناول هذا الباب الرد على الأسئلة الخاصة بالحقائق الإيمانية التي تنبني عليها الديانة المسيحية. وهى الثالوث الأقدس ولاهوت المسيح والتجسد والفداء بالصليب وصحة الكتاب المقدس والعبادات. |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنت يا مسيحي مشرك بالله المجتمع: أنت يا مسيحي مشرك بالله. المسيحي: أنا لست مشركًا بالله polytheist لأننا نحن المسيحيين نؤمن بإله واحد لا شريك له. ونعبد إلهًا واحدًا. نناجيه في كل لحظة حسب ما علمنا كتابنا المقدس "أبانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك..." (مت6: 9). |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
إذًا ما هو موضوع ثالوث الله من الآب والابن والروح القدس. ولماذا تنفردون أنتم وحدكم بهذه العقيدة المجتمع: إذًا ما هو موضوع ثالوث الله من الآب والابن والروح القدس. ولماذا تنفردون أنتم وحدكم بهذه العقيدة. المسيحي: نحن لا ننفرد وحدنا بعقيدة الثالوث لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد كثيرة في العهد القديم ولكن بأسلوب مستتر وأحيانًا مباشر، ولكنه كان مكشوفًا فقط للأنبياء ومحجوبًا عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على استيعاب حقيقة جوهر الله. وتوقع سوء فهمهم له في مرحلة طفولة معرفتهم به وبداية إعلان ذاته لهم، وحرصًا منه على عدم وقوعهم في الاعتقاد بتعدد الآلهة، الأمر الذي تسربت معرفته لآبائنا قدماء المصريين. فوقعوا في عقيدة الثالوث الوثني. بل إن مجتمعنا أيضًا يشاركنا هذه العقيدة باعترافه بوجود جواهر الثالوث، ولكنه يعترف بها كحقيقة وليس كعقيدة. فهو يؤمن ويصرح بالله، وبكلمته، وبروح قدسه. وهذا هو إيماننا بالله الآب الذي يمثل ذات الله لأنه أصل الوجود وعلة كل شيء فيه، وكلمته الذي نطلق عليه الابن لأنه قدرته المولودة منه والذي به صنع الوجود وبدونه لا يعمل شيئًا، وروح قدسه الذي هو روح الحياة فيه والذي به يعطى الحياة لكل موجود. وبالإجمال إله واحد؛ موجود بذاته، حيّ بروحه، ناطق بكلمته. واضح إذًا في هذه العقيدة أنها إيمان بإله واحد له ذات واحدة. وهذه الذات تتمتع بالنطق والحياة. وبدون النطق يكون الله إلهًا أعجميًا مجردًا من العقل والنطق ومن ثم لا يمكن أن يكون خالقًا للوجود ولا يصح أن يكون إلهًا. وبدون الروح وهو تيار الحياة فيه يكون إلهًا ميتًا ومِن ثَمَّ لا يكون إلهًا. إذًا الله إله واحد ثالوث. واحد في ذاته، ثالوث في خصائص كيانه؛ الوجود والنطق والحياة. الوجود بالذات والنطق بالكلمة والحياة بالروح. والذات هي ذات الله والكلمة هو كلمة الله والروح القدس هو روح الله. والكلمة يولد من ذات الله لذلك يُدعى ابن الله والروح ينبثق من ذاته القدسية لذلك يسمى روح القدس. وهى جواهر أساسية بدونها لا يتقوم كيان الذات الإلهية. هل بعد هذا الإيضاح تجد أننا استحضرنا إلهًا آخر وجعلناه بجوار الله حتى تتهمنا بالشرك؟ وهل بعد اعتراف مجتمعنا بالله الواحد وثالوثه المتمثل في ذات الله وكلمة الله وروح قدسه تصمم على اتهامنا بالشرك؟ إنه أمر عجيب حقًا!! بل والأعجب من هذا أننا نحن ومجتمعنا مع رجاء عدم الاستغراب نعيش حياتنا بهذا الإيمان عينه. فإيماننا بالله الواحد الثالوث هو الذي نستخدمه في حياتنا بتسميتنا بِاسمه المبارك في كل لحظة بقولنا بِاسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. وهى مرادف البسملة التي يستخدمها مجتمعنا في كل تصرف وفي بداية كل عمل بترديده بسم الله الرحمن الرحيم الإله الواحد. هو نفس ثالوثنا المسيحي. الله الواحد هو الآب ذات الله، والرحمن بصيغة المرة على وزن فعلان وتشير إلى الابن الوحيد الجنس، والذي صنع رحمة للعالم مرة واحدة بفدائه له من حكم الموت الأبدي. والرحيم بصيغة الكثرة على وزن فعيل ويشير إلى الروح القدس روح الكثرة والنمو والخصب لأنه روح الحياة، والذي بفاعليته انتشر وامتد عمل رحمة الله في فدائه. وإن لم يكن الأمر كذلك. فما هي الحكمة أن تكون بسملة مجتمعنا بسملة ثالوثية لله. وهى الله، والرحمن، والرحيم. وفي نفس الوقت هو إله واحد وليس ثلاثة آلهة، ولم تكن بسملة رباعية أو سداسية؟ ولو لم يكن الرحمن خاصية جوهرية في الله، والرحيم خاصية أخرى جوهرية في الله فإنه ما كان هناك مبرر إطلاقًا لتكرار لفظ مشتق من الرحمة مرتين بدون حكمة إلهية تخص علاقة الله بالمؤمنين به. ثم لماذا ثالوث الرحمة بالذات؟يرجع ثالوث الرحمة إلى الرحمة التي صنعها الله مع العالم بخلاصه من عبودية إبليس وسلطان الموت الأبدي،وذلك بمجيء الكلمة من السماء إلى العالم بمشورة الآب والروح القدس وتجسده في شخص يسوع المسيح. وإغداقه بمراحم الله على العالم بأقواله وأعماله، ثم تتويج أقواله وأعماله بأكبر عمل رحمة وهو تتميمه الفداء على الصليب، الذي به قهر الشيطان والموت وأنار طريق الحياة والخلود أمام البشرية الساقطة. لذلك كان المسيح رحمة حقيقية للعالم. ومن أهم معالم رحمته: في أيامه لم تقم حروب في العالم وساد السلام. كما تنبأ عنه إشعياء النبي أنه يدعى "رئيس السلام" (إش9: 6). وكذلك قال عنه زكريا أبو يوحنا المعمدان إنه "يهدى أقدامنا في طريق السلام" (لو1: 79). وهكذا أعلنت ملائكة السماء عند ميلاده أن يكون "على الأرض السلام" (لو2: 14). أليس السلام وعدم الحرب رحمة بالعالم؟ رَفَعَ حدود العقوبات التي كان يفرضها ناموس موسى على الذين يقعون في مخالفة وصايا الله. فلما أحضروا إليه المرأة الزانية لكي يحكم عليها بالقتل حسب الناموس وانصرف الذين أحضروها بعد أن أظهر لهم خطاياهم، قال لها اذهبي ولا تعودي تخطئي أيضًا. أليس رفع الحدود رحمة بالنفس البشرية وبالعالم؟ ارتفع بوصايا الحق والعدل إلى وصايا المحبة والمغفرة. فهل ليست المحبة وعدم الانتقام والتسامح من جانب الإنسان نحو أخيه الإنسان أو من جانب الله نحو الإنسان رحمة بالعالم؟ كان يجول في كل مدينة وقرية يصنع خيرًا. يشفى أمراض الناس ويقيم موتاهم ويخرج الشياطين منهم وصنع بينهم الآيات والعجائب لخيرهم. أليس هذا رحمة بالعالم؟ أشبع عقول وقلوب الناس من التعاليم الإلهية والمعارف الربانية والأسرار السماوية. أليس هذا رحمة بالعالم إذ قدم لهم أسمى التعاليم وأعمق الأسرار وأوسع المعارف؟ قدم للناس نموذجًا عمليا للإنسان الكامل بالقول والفعل، وذلك في حكمته ومحبته وطهارته ووداعته واتضاعه وتسامحه، وبذلك فتح أمامهم طريق البلوغ إلى الكمال أليس هذا رحمة للعالم؟ لقد تَوَّج أقوال وأعمال رحمته بكمال رحمته الحقيقية بتقديم ذاته فدية عن خطايا العالم. فوفَّى العدل الإلهي حقه. وتحققت فيه نبوة داود النبي أن فيه "الرحمة والحق تلاقيا. البر والسلام تلاثما" (مز84: 10). ت.ق(1). وبهذا الفداء الرحيم صالح الآب مع البشر، فصفح عن خطاياهم ورفع حكم الموت عنهم. وبذلك فتح أمامهم باب السماء. وكسر شوكة إبليس بإبادته سلطان الموت بموته. أفليس هذا رحمة؟ إن كل من يتأمل في هذه الرحمات يرى أن إنسانًا من البشر ليس في قدرته أن يقدم للعالم واحدة منها. لأنها كلها رحمات إلهية، ولا يملك تقديمها إلا الله وحده، ولأن المسيح هو كلمة الله فهو يملك أن يقدمها للعالم. أما من جهة الرحمة بين البشر فيمكن لإنسان أن يرحم إنسانًا مثله، ويمكن لرئيس دولة أن يرحم شعبه، ويمكن لرئيس دولة عظمى أن يرحم العالم في فترة حكمه. ورحماتهم جميعا هي رحمات زمنية وقتية. أما رحمة العالم في كل زمان ومكان رحمة سماوية أبدية فهي أمر يخص الله وحده، ولا يصح أن يُنْسَب لإنسان في الوجود أنه رحمة للعالم بهذا المفهوم الروحي السماوي. لأن الله وحده هو الذي يقدم هذه الرحمة للعالم ولا يقدمها إلا من خلال كلمته الأزلي. وإن كان المسيح هو كلمة الله الأزلي فهو القادر وحده على رحمة العالم. ولم ينسب الكتاب الرحمة لأي بار أو نبي من جميع أبرار وأنبياء العهد القديم. بل إن الله هو الذي قال لموسى النبي "أتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم" (خر33: 19). |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ما هو مصدر اعتقادكم بالثالوث المجتمع: ما هو مصدر اعتقادكم بالثالوث. المسيحي: هناك منبعان لاعتقادنا بالثالوث؛ الأول هو الكتاب المقدس حيث أن ثالوث الله إعلان إلهي كان موجودًا في العهد القديم كما سبق وقلنا. ولكن بصورة مستترة. أما في العهد الجديد فبدا ثالوث الله إعلانا صريحًا من الله بصورة منظورة ومسموعة يوم عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان حيث حل عليه الروح القدس مثل حمامة وصوت الآب من السماء قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت 3: 17). ولذلك سُمى هذا اليوم بعيد الظهور الإلهي. لأن الله أظهر فيه ذاته الثالوثية. وقد شهد لذلك يوحنا المعمدان. إذًا الله الواحد الثالوث هو إعلان إلهي وليس نظرية فلسفية أو اختراع بشرى. والمنبع الثاني هو الإنسان نفسه حيث أن الله ترك لنفسه شاهدًا في الإنسان حتى لا يضل عنه، إذ طبع فيه صورته الثالوثية، وهى الذات العاقلة، الناطقة بالكلمة، والحية بالروح. وهذه الذات الثالوثية هي الجوهر الخالد في الإنسان والباقي بعد انحلال الجسد. وكل من يتأمل ذاته الثالوثية ويدخل في أعماقها، من السهل عليه إدراك صورة الله الواحد الثالوث. |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الدين يسر وليس عسرًا. أفلم يكن كافيًا للإنسان أن يؤمن بالإله الواحد دون التورط في تفاصيل ثالوثه المجتمع: الدين يسر وليس عسرًا. أفلم يكن كافيًا للإنسان أن يؤمن بالإله الواحد دون التورط في تفاصيل ثالوثه. المسيحي: إن الإيمان بالله الواحد هو الحقيقة الأولى المطلقة والبديهية في معرفة الله صاحب الذات الواحدة ولا يشاركه فيها موجود آخر. أما الثالوث فهو كيان هذه الذات. لأن ذات الله لا يمكن أن تكون خاوية أو أن تكون صماء أو أن يكون الله مجرد لفظ أجوف لا كيان له ولا فاعلية فيه. وأبسط ما يمكن أن توصف به ذات الله وفي نفس الوقت أكثر جوهرية لها أنها حية ناطقة، والحياة هي بالروح والنطق هو بالكلمة. وإن لم تكن ذات الله هكذا ما استحق أن يكون خالقًا للإنسان الذي يحمل صورته في ذاته، ولا أن يكون خالقًا للوجود لأنه لا يخلق إلا بقدرة وسلطان كلمته، ولا يمكنه أن يكون سر حياة المخلوقات إلا بروح الحياة القائمة فيه. إذًا فمعرفة الله الثالوث هي المعرفة الحقيقية بالله لأنها المعرفة المتقدمة به. كمن يعرف الماء كماءٍ فقط وهذه معرفة أولية ساذجة بالماء. أما عندما يعرف الماء بكيانه أنه يد2أ أي له كيان من ذرتين ايدروجين + ذرة أوكسجين فهذه معرفة متقدمة بالماء. حقًا إن كل ما يتعلق بلاهوت الله يفوق إدراك العقل الإنساني. وهو أمر يرجع إلى طبيعة الله السامية جدًا وأنه غير محدود، ولأن عقل الإنسان من التراب ومحدود. لذلك قد بدأ الله علاقته مع الإنسان بإعلان بسيط عن ذاته الواحدة كمعرفة أولية به بقدر ما تحتمل طبيعة الإنسان في البداية. ثم تقدم بالإنسان فأعطاه معرفة متقدمة بالكيان الثالوثي لذاته. وهذا ما يتماشى مع طبيعة الإدراك عند الإنسان حيث يدرك الشيء في البداية في كليته ثم بعد ذلك في جزئياته وتفاصيله حسب ما تؤيده مدرسة الجشطلت في مبحث نظرية المعرفة. إذًا هي محبة كبيرة من الله أن يعلن جوهر ذاته لخليقته بعد أن كان مجهولًا ومخفيًا، وأن يتدرج بها من معرفة أولية إلى معرفة متقدمة. وهل من الحكمة أن يطمس الإنسان ما أعلنه الله له من معرفة به وبكيان لاهوته، بل يصمم بعناد لا مبرر له على إنكار هذا الإعلان؟ إن من حق الإنسان أن يعتقد ما يعتقد ولكن ليس من حقه تحدى الله وإنكار إعلاناته للبشرية. إن الله الثالوث عندنا هو الله الحقيقي الذي عرفناه في ذاته وفي كيانه معرفة متقدمة. والذي نمجده ونحبه من كل قلوبنا ونعبده من أعماق نفوسنا، لأنه أصل وجودنا العاقل الناطق بكلمته، ووجودنا الحي المتحرك بروحه. فهو حياتنا وهو خلودنا وأبديتنا. وفي كل مرة نقف للصلاة نقر أمامه فيما يسمى بقانون الإيمان المسيحي بثالوثه الأقدس. فنحن نؤمن بالله ونعرفه كما أعلن ذاته لنا. أما الأمم فتعرفه كما تصوره هي لنفسها. |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
كيف يكون المسيح إنسانًا ثم تعبدونه وتقولون عنه إنه إله المجتمع: كيف يكون المسيح إنسانًا ثم تعبدونه وتقولون عنه إنه إله. المسيحي: إن كان المسيح هو كلمة الله فهو بالضرورة يحمل صفات الله لأن المشابهة قائمة بين الله وكلمته. فإن كان النور الصادر من الشمس يحمل صفات الشمس، والكلمة المولودة من العقل تحمل صفات العقل. فهكذا كلمة الله يحمل صفات الله لأنه مولود منه وأصلًا قائم فيه. فإن كان الله جوهره روحي بعيد عن المادة وغير محدود وموجود في كل مكان وأزلي وأبدى. فهكذا كلمة الله جوهره بالضرورة روحي أيضًا وغير محدود وموجود في كل مكان وأزلي وأبدى. أما ظهوره في شخص المسيح بالجسد من القديسة مريم فهو أمر حادث له في زمان هذا العالم من أجل رسالة معينة للبشرية كلها هي رسالة الخلاص. كما أن تجسده لم يحد من لاهوته ولم يغير من صفاته الإلهية، لأن اللاهوت لا يُحد وصفاته لا تتغير. وإن كان كلمة الله يحمل صفات الله فهو صورة الله. لأنه كما أن الكلمة المولودة من العقل الإنساني هي صورة طبق الأصل للعقل الذي ولدها. وكل من يريد أن يرى العقل يراه في كلمته، لأنه قد يصمت الإنسان برهة ولا تعرف ما يدور في عقله ولكنه بمجرد أن يتكلم يتضح مكنون عقله وما يخفيه داخله. لذلك فإنه يمكن الحكم برجاحة العقل أو عدمها من كلام الإنسان. فهكذا كلمة الله هو صورة الله ومن يراه يكون كأنه قد رأى الله. وهذا ما رأيناه في المسيح حسب شهادة الكتاب له أنه صورة الله (فى2: 6). وإن كان كلمة الله هو صورة الله بالحقيقة فهو يمثل شخص الله أيضًا ولكن كواحد معه وليس كأحد غيره. لأنه كما نقول إن نور الشمس يمثل الشمس لأنه مولود منها وغير منفصل عنها. ونقول عن الكلمة إنها تمثل العقل لأنها مولودة منه وغير منفصلة عنه، هكذا كلمة الله نقول عنه إنه يمثل شخص الله لأنه مولود منه وغير منفصل عنه وواحد معه، والواحد مع الله إله، والمولود من إله هو إله. فلا غبار إذًا على القول إن السيد المسيح إله. هذا هو التوضيح الأول لألوهية السيد المسيح. ونذكر هنا بالمناسبة عبارة الكاتب الفيلسوف محمد سيد محمد عن كلمة الله(1) التي قال فيها "في البدء كانت الكلمة ومنها جاء الإنسان. الإنسان تلك الكلمة الملغزة والمحيرة التي تُحَوِّل وتُغَيّر وتُعيد التكوين حيث الوجود الأول والعقل الأول" فنراه في هذه العبارة الموجزة يربط بأسلوب رائع واستتار مدهش بين الكلمة والعقل الأول وبين الكلمة والوجود الأول وبين الكلمة والخلق وبين الكلمة والأزلية، وما يحيط الكلمة من سرية باعتبارها لغزًا محيرًا مما يعنى أن الكلمة أزلي مصدره العقل الإلهي وهو الخالق. أما كونه سرًا يحيطه الغموض والحيرة فقد انكشف سره بظهوره للعالم متجسدًا في شخص السيد المسيح الذي تعترف به جميع الديانات أنه كلمة الله. وهذا ما يقرره الإنجيل في قوله "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة الله. كل شيء به كان. وكوِّن العالم به. ولم يعرفه العالم. والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده" (يو 1: 1 14). ليس هناك تأكيد أكثر من هذا لألوهية السيد المسيح! أما التوضيح الثاني لألوهية السيد المسيح فهو أنه بجانب حقيقة جوهره الروحي ككلمة الله واتصافه بالصفات الإلهية، فهناك أيضًا حقيقة أعمال عجائبه ومعجزاته. وهى أعمال الله ذاته. فالمسيح له المجد أظهر سلطانه على إعطاء الحياة بإقامته الموتى، وأظهر قدرته كخالق عندما خلق عينين من الطين للمولود أعمى من بطن أمه، وعندما خلق من الماء خمرًا ومن الخمسة أرغفة والسمكتين طعامًا لخمسة عشر ألف نسمة، وأظهر سلطانه على إبراء الأجساد مما فسد فيها بشفائه البُرص وكافة المرضى بمختلف الأمراض، وأظهر قدرته على إبراء النفوس والعقول بشفاء المجانين ومن يلقون بأنفسهم في الماء والنار، وأظهر سلطانه على الطبيعة بأمره الرياح وأمواج البحر لتهدأ فكانت تطيعه، وأظهر سلطانه على أشجار ونباتات الأرض فلعن شجرة التين المورقة فجفت في الحال، وأظهر سلطانه على قوى الجاذبية حيث أخضع مياه البحر له كأنها أرضٌ ليمشى عليها، وأظهر سلطانه على الزمان والمكان عندما رآه الجمع الذين كانوا معه واقفًا على شاطئ البحيرة الذي وصلوا إليه ولم تكن له وسيلة لتنقله إليهم، وأظهر سلطانه على الشياطين فكان يأمرها بأن تخرج من الناس فكانت تطيعه. وظهرت الحكمة الإلهية من فمه الطاهر منذ طفولته عندما حاجج شيوخ اليهود في المجمع في أورشليم، وعندما كان يعظ كانت الجموع تبهت من تعاليمه. كذلك له سلطان دينونة البشر يوم يبعث الناس من القبور في يوم الحشر الذي هو يوم الدينونة. وإن كان قد ظهر بصورة إنسانية بين البشر لكنه أخذ هذه الصورة بطريقة معجزية خارقة للطبيعة بخلاف جميع البشر مما يشير إلى طبيعته الإلهية. وإن ذاق الموت كباقي البشر لكنه نقض أوجاعه وقام من القبر ظافرًا بإرادته وسلطان لاهوته. وإذ لم يكن له أن يبقى على الأرض بعد أن أنهى رسالته عليها بتتميمه خلاص العالم صعد جسديًا إلى السماء،والعالم كله ينتظر مجيئه ثانية من السماء لدينونة جميع البشر. فمن يكون المسيح إذًا بعد إيضاح كل هذا السلطان وهذه القدرة له سوى أنه الله الظاهر في الجسد؟ وأين يذهب العقل لكي يبحث عن براهين في الوجود أكثر من هذه ليستدل بها على ألوهية السيد المسيح! وسوف لا تجد البشرية بعد انتهاء الدينونة حاكمًا وملكًا عليها سوى المسيح نفسه، وسوف لا تجد إلهًا تعبده إلا من أدانها بالعدل وبسلطان ألوهيته. إذًا نحن لا نعبد إنسانًا جعلناه إلهًا ولكننا نعبد إلهًا صار إنسانًا لأجلنا. والذي يدعو إلى الاستغراب في إنكار ألوهية السيد المسيح أن اليهودية والمسيحية والإسلام تعترف بجوهر لاهوته ككلمة الله، وأن به خلق الله العالمين وكل ما فيها، وأن جوهره روحي نازل من السماء مملوء من نور الحكمة والحياة، وتجسده الذي صار به إنسانًا يمشى بين البشر سر فائق ظهر في الحبل به وولادته من العذراء القديسة مريم خلافًا لما يجرى مع سائر البشر. ولذلك صارت العذراء مريم أفضل نساء العالمين، لأنها استحقت أن تحبل وتلد كلمة الله الأزلي بالجسد. والذي بتجسده صارت له أمومة أرضية ولكن ليست له أبوة جسدية. إلا أنه قد يتلاشى هذا الاستغراب عندما ندرك العلة عند من ينكرون لاهوت المسيح، وهى رفضهم عطية الخلاص الذي قدمه الله للعالم بتجسد كلمته يسوع المسيح حسب ما تنبأ به الأنبياء من قبل مجيئه بأجيال كثيرة. لذلك ننتقل إلى أمر أكثر غرابة وهو كيف ترفض النفس عطية إلهية قدمها الله لها مجانًا من أجل تطهيرها وتقديسها وإعدادها للبنوة الإلهية والمواطنة السماوية! سعيدة هي النفس التي تتخلى عن كبريائها الفكري والإحساس ببرها الذاتي لأن الله حينئذ يفتح بصيرتها لتدرك احتياجها لخلاص الله في المسيح. ومن ثم يصبح التجسد الإلهي أمامها ضرورة يحتاج لها العالم وبذلك ينبغي عليها أن تسعى لكي تنال خلاصها فيه. إن هذه النفس تظن أنها تدافع عن الله وعن كرامته عندما ترفض حقيقة تجسده وحقيقة آلامه وصلبه، ولكنها في الواقع تعاند إرادة الله التي تعرف أنها كانت أمرًا مقضيًا. وقد تممها الله من أجلها بالذات لكسر كبرياء برها الذاتي وهى لا تدرك هذا. والله قادر وحده أن يفتح بصيرتها لتدرك سر خلاصها فيه. أما من جهتي فبعد إعلان المسيح ذاته لي، واعتراف الكل بأنه كلمة الله، وأنه نزل من السماء وتجسد وتأنس، وعمل أمام عينيَّ كل أعمال الله، وقام بتحريري وخلاصي، وقدم لي حياة أبدية. كيف لا أقر وأعترف به إلهًا فاديًا ومخلصًا. وكيف لا أعبده من كل قلبي؟ _____ الحواشي والمراجع :(1) مقال تحت عنوان: الإنسان واللغة - الأهرام في 16/11/2001. |
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
هل تؤمنون بالله والمسيح؟ أليس هذا شركًا بالله؟ سؤال: إذا كان المسيح إلهًا، فإذًا أنتم تؤمنون بإلهين الله والمسيح وهذا هو الشرك بعينه!الإجابة: سبق وأكدنا أن إيماننا بالله هو أنه واحد لا شريك له خارجًا عن ذاته، ونؤمن أنه خالقنا وخالق كل الأشياء بكلمته المولود منه منذ البدء والقائم فيه منذ الأزل. وولادة كلمته منه لا تجعله إلهًا ثانيًا لأنها لم تفصِله عنه، لأنها ولادة روحية متصلة بدون انفصال كولادة النور من مصدر النور وكولادة الكلمة من العقل. كذلك لما أرسل الله كلمته متجسدًا لفداء العالم لم ينفصل عنه مثلما يرسل كلمته فتعمل عملها خارج العقل وهي قائمة في ودون أن تنفصل عنه، وكما يخرج النور من مصدره ويملأ كل مكان ولا ينفصل عن مصدره. هكذا كلمة الله يخرج من العقل الإلهي لكي يعمل عمله حسب إرادة الله دون أن ينفصل عنه الله لا بالولادة الأزلية ولا بالتجسد (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لذلك فالله وكلمته هما ذات واحدة وإله واحد وليسا اثنين، والوحدة قائمة بينهما. كما أن العقل الإنساني وكلمته هما واحد.وكل ما في الأمر أن الله غير المنظور يصبح منظورًا في كلمته المتجسد. كما أن العقل غير المنظور يصبح منظورًا في كلمته المتجسدة نُطقًا يُسمَع، أو كتابة تُقرأ، أو فِعلًا يُحَس وينُظَر. إذًا نحن نؤمن بإله واحد ناطق بكلمته صانع به الوجود وكل الخليقة. |
الساعة الآن 10:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025