![]() |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة الفترسة ؟ ولماذا خلق بعض الكائنات التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها . أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاُ على سؤالك : ما نسميها الآن بالحيونات المتوحشة , لم تكن متوحشة حين خلقها الله, ولم تكن مفترسة. كانت تعيش مع أبينا آدم فى الجنة, فما كان يخافها, ولا كانت تؤذيه. بل كان يأنس لها, وهو الذى سماها بأسمائها (تك19:2) . وما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم وقتذاك. بل كانت تأكل عشب الأرض. كما قال الرب "ولكل حيوان الأرض, وطير السماء, وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية, أعطيت كل عشب أخضر طعاما ُ. وكان كذلك" (تك30:1) . وهذه الحيوانات التى نسميها الآن متوحشة ومفترسة , عاشت فى الفلك مع أبينا نوح وأولاده وزوجاتهم , مستأنسة لا تفترس أحداُ, لا من بشر, ولامن باقى الحيونات. ولكن تغير الأمر فيما بعد , وكيف ذلك؟ لما صار الإنسان يصيد الحيوان,والحيوان يهرب منه دبت العداوة بينهما وكرد فعل ظهرت الوحشية والافتراس . وبحاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . وقال له فى ذلك "كل دابة حية تكون لكم طعاماُ. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماُ بحياته دمه لا تأكلوه (تك4,3:9) . وهكذا صار الدم يسفك, وصار الإنسان يأكل بعض الحيوانات,ويطارد البعض الآخر منها. كما دخله الخوف بعد الخطية (تك10:3) (تك14:4).وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات, فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناُ . وهكذا قال الرب "وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه , ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان , من يد الأنسان أخيه . سافك دم الأنسان بيد الإنسان يسفك دمه" (تك6:9) وهكذا نرى أن الوحشية زحفت الى بعض البشر أيضاُ وليس فقط إلى الحيوان . فحدث أن قايين قام على أخيه هابيل وقتله (تك8:4) . ولو كان الأنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاُ مثلها . ولكن الله منعة من أكل الدم . واستمر هذا المنع فى شريعة موسى مع عقوبة شديدة (لا10:17) واستمر منعة فى العهد الجديد أيضا (أع29:15) . وكما توحشت الحيوانان وصارت تفترس الأنسان وتأكل, هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضا. ُ القوى منها يفترس الضعيف ويأكله. وهكذا سميت وحوشاٌ مفترسة. ولكنها من البدء لم تكن كذلك . أما تسميتها فى الأصحاح الأول من سفر التكوين (تك25,24:1) . فكان باعتبار ما آل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسى النبى (حوالى1400 سنة قبل الميلاد تقريباُ) . أما اليات والعقارب والحشرات, فلابد أن لها فوائد. أتذكر أننى منذ حوالى أربعين عاماٌ , كنت قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال فى مجموعة كتابات اَباء نيقية وما بعد نيقية the Writings of Nicene &Post Nicene Fathers ذكر فى رده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاُ . أرجو أن أرجع القديس جيروم وأنشره لكم مترجماُ . يكفى أن الصيدليات حالياُ شعارها حية تنفث سمها فى الكاس. فبعض السموم لها فوائد . إن أخذت بحكمة و بمقدار , كما قال الشاعر: وبعض السموم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام. وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس, فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم مـن رقى ؟! لاشك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر . كما أن هذه الكائنات – من الناحية الأخرى – يرمز ضررها إلى الشر فالحية صارت إسماُ من أسماء الشيطان (رؤ2:20). وقصتها معروفة مع أمنا حواء , وكيف خدعتها الحية وأسقطتها (تك3) . فإن كانت بهذا الدرجة من الضرر. وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا وبينها... فإنة دفاُعا عنا منها, أعطانا سلطاناُ عليها , وقال "ها أنا أعطيكم سلطاناُ أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ"(لو19:10) . وأعود فأقوال إنة حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة وحتى الشيطان نفسة لم يكن ضاراُ ولا شريراُ, بل كان ملاكاُ , كاروباُ . ملاُن حكمة وكامل الجمال(حز15,14,12:28) |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
عندما نقول " أيها الثالوث المقدس ارحمنا " فكلمة مقدس اسم مفعول . فإن كان الثالوث مقدساً ، فمن الذى قدسه ؟ الأصح أن نقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا . وهكذا نفعل أيضاً فى حديثنا عن السيد المسيح . نستخدم كلمة " قدوس " . وفيما يتعلق بالله : اسمه القدوس ، روحه القدوس .. إلخ . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
نذرت أن أصوم بالماء والملح ، فكيف يكون ذلك ؟ العرف السائد هو أن هذا التعبير أطلق على الصوم النباتي الخالي من الزيت . وطبعاً من كل مصادر الزيت : كالزيتون ، والطحينة ، والحلاوة الطحينية ، وما أشبه ذلك . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إنسان نذر أن يصوم صوم العذراء لمدة 21 يوماً . فهل يصومه طول حياته 21 يوماً ، أم سنة واحدة ؟هذا يتوقف على نية ضميره حينما نذر النذر . هل كان يقصد طول العمر أم لسنة واحدة . وحسب نية ضميره يتصرف . ولا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
والدتي مريضة بالسكر . فهل تصوم ؟ هذا يتوقف على درجة مرضها بالسكر . وانصح فى ذلك باستشارة طبيب متدين ، يدرك العلاقة بين مرضها والصوم ونتائج ذلك على صحتها . وقوانين الكنيسة تعفى من الصوم المرضى الذين تتآذى صحتهم من الصوم . " طبعاً ليس كل مرض " . ومع ذلك فالصوم قد يكون مفيداً لمريض السكر أكثر من الأكل .. هذا إذا كان يأكل الخضروات ، ويبعد عن المواد السكرية ، وعن الدهون . ويتناول النوع المفيد من الزيوت . كما يتناول الفاكهة التى ليست غنية بالسكر ، وبقدر . المهم أن والدتك تبعد عن بعض الحلويات كالفطائر وما أشبه . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أحياناً أقف لأصلى، فلا أعرف ماذا أقول. أو أقول ألفاظاً قليلة وأتوقف. فكيف أصلى؟ وماذا أقول؟ هناك عناصر كثيرة للصلاة، إن عرفتها يمكن أن تطول وقفتك في حضرة الله. فكثيرون يكتفون بعنصر الطلب، حتى أنهم يخلطون بين الصلاة والطلبة وإن لم يكن لهم ما يطلبونه، لا يصلون! وحتى الطلب يمكن أن يتسع فنطلب من أجل الآخرين. تطلب إلي الله من أجل الكنيسة، والمجتمع الذي نعيش فيه. وكل من تعرفهم من المحتاجين، كل واحد حسب احتياجاته: المرضى، والذين في ضيقة، والمسافرين، والطلبة.. وفي الصلاة عنصر الشكر أيضاً.. فاشكر الله علي كل أحساناته إليك وإلي عارفيك ومحبيك، بالتفصيل.. وقد وضعت لنا الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة كل صلاة.. وفي الصلاة أيضاً عنصر الاعتراف حيث تعترف لله بكل أخطائك ونقائصك، وتطلب منه الصفح والمغفرة، كما تطلب منه القوة والعلاج، كل ذلك باتضاع وخشوع.. وفي الصلاة أيضاً عنصر التسبيح والتمجيد والتأمل في صفات الله الجميلة.. مثل عبارة "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. أنها ليست انسحاقا، لكنها تأمل في صفات الله.. وهناك نصيحة أقدمها لك إن كنت لا تعرف كيف نصلى وهى: أمامك الصلوات المحفوظة. وقد أعطانا الرب مثالاً لها في صلاة أبانا الذي.. ومنها أيضاً المزامير، و صلوات الأجبية، و صلوات التسبحة، والأبصلمودية. يمكنك أن تصلي بها كما تشاء، فهي مدرسة تعلمك الصلاة، وتعلمك الصلاة، وتعلمك أدب التخاطب مع الله: ماذا تقول؟ وكيف تقول.. وتفتح قلبك للتأمل في الصلاة… |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ألم يقل الرب "أسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا" (مت 7:7). وأنا قد صليت كثيراً، والله لم يستجب! فلماذا لم يستجب الله صلاتي؟ وما هي الصلاة التي يستجيبها الله؟ وكيف؟ 1- لابد أن تكون صلاتك حسب مشيئة الله. ونحن نقول في صلاتنا الربانية باستمرار "لتكن مشيئتك" وقد يكون الطلب الذي تريده خيراً. ولكن ربما يكون الله قد جهز لك ما هو أفضل منه. الله دائماً يعطينا ما يصلح لنا، وليس حرفية ما نطلبه. 2- من الجائز أنك محتاج إلي شئ من الصبر وطول الأناة. والله لم يستجب لك بسرعة، لأنه يريد أن يعملك الصبر وطول البال، فلا تتضايق. لذلك آمن، وانتظر الوقت المناسب. إبراهيم أبو الآباء طلب أبناً، واستجاب الرب لصلاته، ولم يعطه هذا النسل الصالح إلا بعد 25 سنة، علمه خلالها بطلان استخدام الوسائل البشرية. وإيليا صلي من أجل نزول المطر، حسب مشيئة الله، ولم يستجب له الله إلا بعد الصلاة السابعة، ليعلمه اللجاجة. من رأيي أن تطلب ما تشاء، وتثق أنه في يد الله، وأن الله يعطى العطية في حينها الحسن. 3- من الجائز أنك تصلي، وبينك وبين الله خصومة تحتاج إلي مصالحة. وذلك بسبب خطايا معينة، ينتظر الله أن تتوب عنها، ثم يعطيك ما تطلب. علي الأقل في هذه المناسبة التي تطلب فيها. والكتاب المقدس يعطينا أمثلة كثيرة لم يمنحها الله إلا بعد توبة ومصالحة.. 4- ربما يريدك الله أن تصحب الصلاة بصوم أو بنذر مثلاً. مثلما فعلت حنة أم صموئيل حينما صلت وهي صائمة إلي الرب، وبكت بكاءً، ونذرت نذراً…" (1صم 10:1،11). علي شرط أن يكون النذر في احتمالك ويمكنك أن تنفذه. 5- علي أية الحالات لا تشك في محبة الله. ولا تشك في استجابته. فإن الإيمان لازم لاستجابة الصلاة. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أنا طالب جامعي. وأبي يعمل تاجراً وهو غير متعلم. وأريد أن أعلمه الصلاة، فماذا أفعل؟ يمكن ذلك عن طريق الاستلام الصوتي والترديد، مثلما يسلم العرفاء الألحان. ومثلما استلم المكفوفون ألحان الكنيسة. هذا عن الصلوات المحفوظة، مثل المزامير وصلوات الأجبية. بالإضافة إلي هذا، يمكنك أن تعلمه الصلوات الخاصة من قلبه، سواء الطلب أو شكر الله علي أحساناته، أو الاعتراف بالخطية، أو تمجيد الله. ويمكن أن تجعله يحفظ عبارة يرددها كثيراً، مثل صلاة ياربي يسوع المسيح وأمثالها. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما الفرق بين المتزوج وغير المتزوج فى الملكوت ؟ درجة الإنسان فى الملكوت لا تتوقف على كونه متزوجاً أو غير متزوج .. إنما تتوقف على مدى نقاوة قلبه ، وحبه لله ، ومدى جهاده وتعبه من أجل الملكوت .. وعلى جبل التجلي كان حول المسيح إيليا البتول ، وموسي المتزوج . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
يقول السيد المسيح " ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الملكوت " ويقول فى موضع آخر " لأن نيري هين وحملى خفيف " . فهل يوجد تناقض بين العبارتين ؟ طبعاً الطريق الروحى ، ضيق ، من حيث أن الإنسان يحاول فيه أن ينتصر على العالم والمادة والخطية و الجسد و الشيطان . وكما يقول الرسول " لم تقاوموا بعد حتى الدم ، مجاهدين ضد الخطية " " عب 12: 4 " . ولكن هذا الضيق فى مرحلة الإبتداء ، ثم ما يلبث المؤمن أن يجد لذة فى الروحيات ، وحتى فى الألم ، فيصبح حمله خفيفاً ثم لا ننسي معونة الرب الذى قال " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " ، وإذ يريحهم يصبح النير هيناً والحمل خفيفاً .. ولا يوجد تناقض |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أنا أحب الرهبنة . ولكني متردد بين الدير والسفر إلى الخارج . ماذا أفعل ؟ مادمت متردداً لا تقدم على الرهبنة ، وإلا سوف تحارب بعد الرهبنة بالسفر إلى الخارج . المفروض فى المتقدم إلى الرهبنة أن لا تكون عنده أية رغبة فى شئ من أمور العالم . يكون قلبه قد مات عن الرغبات العالمية . لذلك فى رسامته راهباً ، تصلي عليه الكنيسة صلاة الأموات " الراقدين " بألحان تجنيز .. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما حدود الخشوع في الصلاة، وبخاصة حينما لا يتوفر ذلك عملياً ؟ المفروض في الصلاة، توافر خشوع الجسد والروح. أما خشوع الجسد فيتمثل في الوقفة المنتصبة، والأيدي المرتفعة إلي فوق، والسجود والركوع أحياناً، علي شرط ألا يكون هذا لمجرد الاسترخاء كما يفعل البعض … كذلك يتمثل الخشوع في ضبط الحواس فلا ينشغل البصر أو السمع في شئ آخر أثناء الصلاة. ويتمثل الخشوع أيضاً في ضبط الفكر، فلا يطيش خارج الصلاة في موضوعات أخرى. كذلك في مشاعر القلب الداخلية من مهابة واحترام لله الذي يقف المصلي أمامه. ولكن حيث لا يتوافر خشوع الجسد، يبقي خشوع الروح. مثال ذلك يصلى وهو مريض يرقد علي فراشه، أو الذي يصلي وهو علي فراشه قبيل النوم مباشرة، بعد صلاته الخاشعة أمام الله. أو الذي يصلي في طريق المواصلات، وهو جالس علي مقعده في الطائرة أو سيارته أو في الأتوبيس أو القطار، ولكن عقله منشغل بالصلاة وقلبه مرتفع إلي الله. هؤلاء جميعاً عليهم أن يحتفظوا بخشوع الروح في مشاعر القلب والفكر… الخطأ أن الإنسان يتهاون بإرادته في خشوع الجسد. أما إن كان مضطراً إلي ذلك كالأحوال التي ذكرناها، فلا لوم عليه. لأن الله يعرف حالة القلب. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
كيف أشعر أن الله يهتم بي، إن كنت أصلي ولا استجاب ؟ كل صلاة توافق مشيئة الله مستجابة. فإن شعرت أن صلاتك لم تستجب، فلابد أن هناك أسباباً: 1- من الجائز أن الله يعد لك خيراً أفضل مما تطلب. 2- أو أن الله سيستجيب طلبك، ولكن في الوقت المناسب حسب حكمته. فلا تستعجل ولا تقلق، إنما آمن بمحبته واستجابته. 3- تحتاج أيضاً أن تتعود انتظار الرب، كما انتظر أبونا إبراهيم وأعطاه الرب نسلاً في الحين الحسن، وكما أعطي زكريا واليصابات. 4- من الجائز أن ما تتطلبه ليس مفيداً لك,أو ليس مفيداً الأن. إن الله يعطيك ما ينفعك، وليس حرفية ما تطلب. 5- أو قد توجد خطية معينة تعوق استجابة صلاتك. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
كلما قرأت كتب سير القديسين، مالت نفسي إلي أن أصير مثلهم. وللأسف لا أقدر أن أفعل مثلهم. فبماذا تنصحون ؟ كثيرون من الذين كتبوا مثاليات القديسين، ذكروا ممارسات وصل إليها القديسون، ربما بعد عشرات السنوات من الجهاد، دون أن يذكروا التداريب التي سلكوا فيها، أو الخطوات التدريجية التي اتبعوها حتى وصلوا إلي ما وصلوا إليه. فهل تريد أنت- بمجرد القراءة – أن تمارس – دفعة واحدة – ما وصل إليه القديسون، في عشرات السنوات؟! ضع أمامك الفضيلة، ولكن الوصول إليها يحتاج إلي أمرين: (أ) تدرج (ب) إرشاد روحي (ج) أنظر أيضاً إلي نقطة ثالثة هي مدي مناسبة هذه الفضيلة لك أنت بالذات، في نوع حياتك، الذي قد يختلف عن نوع حياة القديس الذي تقرأ له. فمثلاً الصمت والصلاة الدائمة، يناسبان حياة الوحدة، ولكن من الصعب ممارستها في الخلطة من الناس، وإلا يقع الشخص في إشكالات عملية، وربما يصطدم مع الناس.. كذلك الأصوام الانقطاعية الشديدة، ربما تناسب من يحيا حياة الانفراد، ولا تناسب حياة من يبذل مجهوداً جسمانياً كبيراً، أو من هو في سن النمو… عموماً، من المفروض أنك في كل ممارستك الروحية، تكون تحت إرشاد أب حكيم مختبر، ولا تسلك حسب هواك لأن "الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق الشجر". والمرشد سيحميك من التطرف، ومن الانحراف اليميني، ومن المغالاة ومن القفزات الفجائية التي ليس لها أساس. لذلك لا تحزن إن كنت لا تستطيع الآن أن تنفذ كل ما تقرأه عن القديسين. ربما تستطيع فيما بعد، بالتدريج. كذلك نلاحظ أن كل قديس، كانت له فضيلته التي نبغ فيها، فهل تريد أنت أن تجمع جميع الفضائل لجميع القديسين، الأمر الذي يندر حدوثه.. كن معتدلاً.. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
كلما تقربت إلي الله، ازدادت علي التجارب والمتاعب والضيقات، حتى سئمت الحياة ومللتها، ولم أجد لي مخرجاً إلا الابتعاد عن الله لكي أستريح مثل سائر البشر المبتعدين..! فما معني أن يأخذ مني الله هذا الموقف ؟ حينما تسرين في طريق الله، وتنمو حياتك الروحية، حينئذ تحسدك الشياطين، وتحاول أن تبعدك عن طريق الله، بأمثال هذه المتاعب التي تصادفينها. فإن ابتعدت عن الله، وتركت الطريق الروحي، تكونين قد حققت للشيطان رغبته، ويكون قد غلبك في المعركة. اسمعي قول الرسول "لا يغلبنك الشر، بل أغلب الشر بالخير". إن قامت عليك المتاعب، اصبري، وازدادي في عمل الخير بالأكثر حينئذ ييأس الشيطان منك، ويرى أن المتاعب أتت بنتيجة عكسية، فيتركك ويبحث عن وسيلة أخرى. وثقي أن النعمة ستقف إلي جوارك وتسندك وتعطيك الغلبة. وهكذا ييأس الشيطان منك بدلاً من أن تيأسى أنت مكن مراحم الله. إن صبر الله وعدم تدخله لإنقاذك من بدء المتاعب، إنما لاختبار قلبك ومدي تمسكه بالله.. ولا تظني أن المبتعدين عن الله يعيشون في راحة.. في داخلهم ضميرهم يتعبهم ولا يستريحون. وفي الأبدية سيعيشون في تعب دائم. وعلي الأرض أيضاً الخطية تؤدى إلي متاعب كثيرة. وإن كانت هناك راحة فهي راحة زائفة.. وثقي أن كل تعب من أجل الرب له أجره. هنا علي الأرض، وهناك في السماء. حيث يأخذ كل واحد أجرته بحسب تعبه (1كو3). إن قصة الغني ولعازر المسكين تعطينا صورة واضحة عن هذا الموضوع. والسيد المسيح قال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق". ولكنه وعدنا بأنه حتى شعور رؤوسنا محصاة. ووعدنا بتعزياته الكثيرة، وبأنه سيقودنا في موكب نصرته. ثم عليك أن تتفهمي جيداً أن متاعبك ليست من الله، وإنما من الشيطان الذي يحسدك. ومعلمنا يعقوب الرسول يقول "لا يقول أحد إذا جرب، إني أجرب من قبل الله" (يع 31:1). فهل تتركين الله الذي لم يتعبك، وتنضمين للشيطان الذي أتعبك؟ وتكونين كمن يعادي أصدقاءه، ويصادق أعداءه؟ لذلك احتملي، وخذي بركة التعب وإكليله، وثقي أن الله سيريحك، لأنه قال "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم".. وقولي لنفسك: ما هي متاعبي إلي جوار تعب القديسين والشهداء من أجل الرب؟! |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
يقول الكتاب "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل": فما هو هذا الكمال، وكيف يصل الإنسان إليه؟ ومتي نقول عن إنسان إنه كامل؟ الكمال المطلق هو لله وحده، ولا يمكن أن يصل إليه إنسان، لأننا كلنا في الموازين إلي فوق. أما الكمال الذي يصل إليه الإنسان، فهو الكمال النسبي. أما ما يمكن أن يصل إليه من كمال، فبالنسبة إلي قدراته وإمكانياته، ودرجة النعمة الممنوحة له.. وقد قال الرب عن أيوب الصديق "إنه رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر. وقال إنه ليس مثله في الأرض" (أي8,1:1). وكمال أيوب طبعاً هو كمال نسبي، وليس الكمال المطلق. وبهذا المعني كان نوح رجلاً باراً وكاملاً (تك 9:6). وكان يعقوب إنساناً كاملاً (تك 27:25) مع أنه كانت له بعض الضعفات ولكن الله يحكم علي كل إنسان بالنسبة إلي إمكانياته وإلي عصره ومستواه وإلي عمل الروح معه.. وقد يكون الكمال صفة بالنسبة إلي وصية معينة، مثلما قال السيد المسيح للشاب الغني "إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 21:19). وواجبنا أن نسعى إلي الكمال، وليس لنا أن نقول إننا وصلنا إليه، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد، في انتظاره، ويكون كمن يطارد الأفق. أنظر إلي بولس الرسول الذي صعد إلي السماء الثالثة، والذي تعب أكثر من جميع الرسل، فإنه يقول: "لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك.. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام" (في 15,12:3). فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب أنه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة "فليفتكر هذا جميع الكاملين منا" أي جميع من يحسبون أنهم قد صاروا كاملين، أو جميع الذين يحسبهم الناس أنهم كاملين.. إن طالباً في الابتدائية قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا المستوي، وقد لا يفقه شيئاً في المستوي الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوي الكمال في الابتدائية إلي مستوي الكمال في الإعدادية، ثم في الثانوية ثم في الجامعة.. وكله كمال نسبي، ومع ذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه… |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
هل ما يطلبه الله من الآباء الرهبان أكثر مما يطلبه من العلمانيين في الصلوات والصوم والنسك وغير ذلك؟ نعم، إن الرهبان مطالبون بأكثر، لأنهم في حالة تفرغ كامل للرب، بعكس العلمانيين الذين لهم شواغل تعطلهم. ومع ذلك فالجميع مطالبون بالقداسة والكمال.. قال الرب يسوع "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" "كونوا قديسين، كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس"، وهذه الوصية للكل، قبل أن تنشأ الرهبنة. علي أن درجات الكمال والقداسة تختلف من شخص لآخر. من جهة الصلوات، فالصلوات السبع يطالب بها كل مؤمن، وكان يصليها داود النبي الذي كانت له زوجات عديدة، ومع ذلك قال "سبع مرات في النهار سبحتك علي أحكام عدلك". وكذلك صلوات الليل هي للكل، وقد صلاها داود النبي. أما الرهبان فطقسهم هو الصلوات الدائمة التي لا تنقطع. هذا الأمر الذي لا يستطيعه العلمانيون من أجل الضرورة الانشغال بالعمل والأسرة والنشاط والخدمة. ومع ذلك فإن الوصية "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 1:18) ووصية "صلوا بلا انقطاع" (اتس 17:5) قد أمر بها جميع الناس قبل الرهبنة.. فكل إنسان عليه أن يداوم علي الصلاة علي قدر إمكانه.. أما عن الصوم، فجميع أصوام الكنيسة يطالب بها جميع المؤمنين، ما عدا المرضي والأطفال والرضع والحبالى والمرضعات والعجائز. ولكن الرهبان لهم طقسهم الخاص في درجات الانقطاع، التي يصل بعضهم فيها إلي طي الأيام، كما أنهم يمتنعون عن المشتهيات من الطعام. وهناك أديرة لا تأكل اللحوم إطلاقاً.. وكذلك نسك الرهبان في الملبس، يختلف عن نسك العلمانيين، الذين يعيشون في مجتمع له متطلبات خاصة.. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
بدأت في تنفيذ برنامج روحي بكل حماس. ولكن لم تمض بضعة أيام، إلا وأصابني فتور ولم استمر.. أرجو المشورة؟ اعلم أن كل تدريب روحي تمارسه، يقابله حسد ومقاومة من الشياطين. فالشياطين لا يريحهم أن تفلت من أيديهم بتنفيذ برنامج روحي، أو بالسير في تدريب روحي، لذلك يقاومونك حتى تفشل وتقع في اليأس، وتبطل عملك الروحي ولا تستمر، كما حدث لك. أما أنت، فعليك أن تصمد وتقاوم، وتستمر في برنامجك مهما كانت الحروب الخارجية. فهذا هو الجهاد الروحي.. قاوم التعب، وقاوم الفتور. ولا تظن أن كل البرامج الروحية لابد أن تمر سهلة!! وإذا أنكسر التدريب الروحي لا تيأس. قم وأبدأ من جديد. نقطة أخرى: وهو أن التدريب الروحي، يجب أن يكون في مستوي قدرتك، وفي مستوي درجتك الروحية. فمن الجائز إن سلكت في تدريب صعب بالنسبة إليك، أن تتعب ولا تستمر ولذلك كان الآباء الروحيين يتدرجون مع أبنائهم. يعطونهم تداريب في مقدورهم فإن نفذوها، واستمروا فيها فترة طويلة، حتى صارت طبيعية بالنسبة إليهم… حينئذ يرفعونهم قليلاً قليلاً، درجة درجة . بزيادة بسيطة ممكنة، حتى يتقنوها حينئذ يرفعونهم قليلاً قليلاً، درجة درجة.تماماً، فيزيدونها قليلاً ولفترة طويلة، وهكذا يأخذون بأيديهم خطوة خطوة حتى يصلوا، وليس بطفرة أو قفزة عالية مرة واحدة..! فليس هذا هو المنهج الروحي السليم. سهل جداً أن يستمر شخص يومين أو ثلاثة في تدريب صعب، ثم يفشل.. ولعل البعض يحفظ هذا المثل المعروف: قليل دائم، خير من كثير متقطع. إذن لا تبدأ بوضع مثالي خيالي لا تستمر فيه، بل أبدأ بالوضع الممكن عملياً، الذي لا يرهقك ولا تسلك فيه بمشقة زائدة لا تستطيع أن تحتملها طويلاً.. سواء في تدريب الصلاة أو الصوم أو الصمت أو القراءة أو الوحدة.. ولا تحاول أن تنفذ الدرجات التي ذكرت في البستان، وقد وصل إليها الآباء بعد جهاد طويل لم يسجله تاريخهم. كذلك فإن الطفرات السريعة، ربما تتسبب في حروب المجد الباطل. علي الرغم ما أنها صعبة، وغير ثابتة.. أما التداريب التدريجية بالارتفاع البطئ فهي أكثر ثباتاً، ولا تجلب لك حروباً من العظمة وافتخار الذات. ولتكن تداريبك تحت إرشاد من أب مختبر. وليكن الرب معك. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما حكم الكنيسة في إنسان ترك دينه ، ثم رجع إليه مرة آخرى ؟ هل يعتبر هذا تجديفاً على الروح القدس ؟ كيف تقبل الكنيسة عودته ؟ لا يعتبر هذا تجديفاً على الروح القدس . اطمئن . لأنه حدث أثناء الاضطهاد الرومانى العنيف في القرون الثلاتة الأولى للمسيحية وبداية القرن الرابع ، أن ارتد كثيرون عن المسيحية ، وبعضهم بخر للأصنام ، أو قدم لهم ذبائح .. فلما صدر مرسوم ميلان بالتسامح الديني سنة 313 م ، عاد هؤلاء إلى الكنيسة فقبلتهم مع قانون تأديب على ارتدادهم . ونظمت هذا القبول وقتذاك قوانين مجمع أنقرا سنة 314 م وقيصارية الجديدة سنة 315م ، ويعتمد قبولهم أيضاً على قول السيد المسيح : " من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً " " يو6: 37 " . ومثل هذا الإنسان الراجع إلى الإيمان لا تعاد معموديته ، بل يكفي له سر التوبة . ولا يعتبر قد جدف على الروح القدس لسبب بسيط هو : لا شك أن رجوعه دليل على استجابته لعمل الروح القدس فيه . وهذا دليل على شركة مع الروح القدس . وهذا بلا شك ضد التجديف على الروح القدس |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
تحذرنا صلوات القداس الإلهي من " ملاقاة الهراطقة " كذلك ما أكثر الآيات فى الكتاب المقدس التى تمنع الخلطة بهم . وهكذا يقول بولس الرسول " نوصيكم .. أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب ، وليس حسب التعليم الذى أخذه منا " "2تس3: 6" . وكذلك يعلمنا القديس يوحنا الرسول "3يو10، 11" . فماذا نفعل ؟ هل نستطيع فى حياتنا العملية أن نعيش باستمرار فى جو أرثوذكسي خالص ؟! المهم هو عدم التلاقي معهم في هرطقاتهم . وكذلك عدم الوقوع تحت تأثيرهم في أخطائهم العقائدية . أما الخلطة بصفة عامة ، من ناحية السكني والعمل و اللقاء في الحياة الإجتماعية ، فليست هي المقصودة "وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من هذا العالم" كما قال الرسول "1كو6: 10 " . وهنا نقدم ملاحظتين في "ملاقاة الهراطقة" : 1- احترس من حضور اجتماعات الوعظ والتعليم عند المخالفين لك في المذهب والعقيدة والفكر اللاهوتى ، لئلا تدخل في عقلك عقائد خاطئة ، ربما لا تدركها في حينها. ولعله من نتائج ذلك إنحراف كثيرين عن عقائدهم نحو كثيرمن الطوائف : 2- هناك فرق بين معلمي العقيدة الثابتين فيها ، والشعب العادي . فهؤلاء القادة المعلمون ، لهم تأثيرهم على غيرهم ، ولا يستطيع غيرهم أن يؤثر عليهم . وهم حينما يدخلون في حوار لاهوتي مع المخالفين لهم فى العقيدة ، قد يكسبون بعضهم إلى الإيمان . أو يقنعونهم ببعض نقاط عقائدية ، أو على الأقل يجعلونهم أقل تطرفاً فى فكرهم اللاهوتى . وطبعاً هؤلاء غير الشعب العادى ، الذى ليس هو متعمقاً فى العقيدة واللاهوت وربما يكون من السهل التأثير عليه . وهذا النوع ننصحه بعدم الخلطة العقائدية مع أصحاب العقائد المسيحية الأخرى . ولكن يمكن محبتهم ومعاملتهم بروح القداسة والبر وثمار الروح القدس " غل5: 22، 23 " . مع البعد عن الحوار العقائدى ، إلا لمن كان متمكناً جداً ومتعمقاً فيها ، ويمكنه أن يؤثر دون أن يتأثر . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها . وذلك بالضغط عليها من أهلها. وهربت من المنزل كثيراً لهذا السبب . وفي كل مرة كنت أرجعها إلى أهلها . وطلب وكيل المطرانية خطابات من خطيبها ليفك الخطوبة , علماً بأنه يعمل بالخارج . والوكيل لا يريد أن يفك الخطوبة . ونخشى على هذه الإبنة من تكرار الهروب . فماذا نفعل ؟ 1- الخطبة ليست قيداً وليست عقداً . ولا يشترط لفكها رضاء الطرف الأخر . هي مجرد وعد بالزواج . وفترة الخطوبة هي فترة اختبار , ليرى فيها كل طرف إن كان يستطيع أن يحيا في الزيجة طول العمر مع الطرف الأخر أم لا . هي إذن ليست قيداً عليه . إن أراد أن يفك , يمكنه ذلك . 2- وليس من حق وكيل المطرانية أن يرفض فك الخطوبة . ولا يتوقف الأمر على رضا الخطيب . كل ما في الأمر أن الخطيبة إذا طلبت فك الخطوبة , تفقد الشبكة والهدايا الثابتة غير المستهلكة . ويمكن لوكيل المطرانية أن يأخذ عليها تعهداً برد الشبكة والهدايا . أو تركهما في المطرانية كوديعة إلى أن يأخذها الخطيب عندما يرجع من الخارج . 3- كذلك فإن تأخير فك الخطوبة , تضيع فرصاً على الخطيبة في خطبة أخرى . والمعروف أن البنات ظروفهن غير الرجال في الزواج , سواء من جهة السن , أو من جهة الفرص المتاحة . فتأخير فك الخطوبة ليس من صالح الفتاة . وفيه ضرر يحيق بها , لا يجوز لرجل الدين أن يسمح به . 4- لذلك يمكن للفتاة أن تقدم شكوي إلي أسقف الأيبارشية أو إلي البطريركية . وذلك إذا أصر وكيل المطرانية على عدم فك الخطوبة . أوتقدم شكوي إلي المجلس الإكليـريكي لفك هذا النزاع . وإعطاء الفتاة الحق في أن تتزوج من تريد في حدود وصايا الرب . 5- إن الزواج لا يمكن أن يتم بالإرغام . وعدم الرضا سبب لبطلان الزواج . أي أنه يجب أن يثبت رضا الطرفين في عقد الزواج . وإذا حدث الزواج بالإرغام يمكن أن يحكم القضاء ببطلانه . فكم بالأولى الخطبة .. ولا يصح أن يعلق الفتاة , ونضيع عليها الفرص بدون وجه حق . ولا يجوز لخطيب أن يظلم خطيبته ويعلقها . وبالحرى لا يجوز لرجل الدين أن ينضم إلى مثل هذا الخطيب , ويطلب موافقته أو يشترط ذلك ... 6- أما إذا كانت بينهما مشاكل مالية , فهذه لا علاقة لها بالخطوبة ... المشاكل المالية موضوع مستقل تماماً عن موضوع الخطوبة . وتوجد طرق أخرى لحله . ومن حق الخطيب أن يرفع قضية للحصول على ماله , إذا لم تستطع الكنيسة بطرقها الروحية أن تعطيه حقوقه . وهروب الخطيبة من البيت , لا يدل على أنها السبب في هذه المشاكل . ربما تتعلق هذه المشاكل بأسرتها... 7- إن هروب الفتاة درس لكل أبوين . في عدم إرغام ابنتهما على الزواج . ليس من حقهما مطلقاً أن تطيعهما الأبنة في الزواج بمن لا تريده ولا تحبه . ولا يصح أن يرغمها أحد الأبوين إرغاماً مادياً أو أدبياً أو نفسياً أو يهدداها بمرض أحدهما , أو بضياع الأسرة أو بالعقوق . لأنه لا يجوز أن تكون الفتاة ضحية لضغط أو لتهديد الوالدين . فلو فرض وضغطت على نفسها وأطاعتها . ثم فشل الزواج وعاشت تعيسة فيه , على من تقع المسئولية في تعاستها ؟ وهل يستريح ضمير الوالدين لذلك ؟ أم أن الله يطالبهما بدم هذه الفتاة ؟ ولا يقل أحد أن المحبة ستأتي بعد الزواج كلا فهذه مغامرة غير مضمونة مطلقاً .. لا يصح أن يعلق مستقبل حياة بأكملها على مثل هذا الإفتراض, الذي غالباً لن يتحقق , وخصوصاً مع فتاة هربت من البيت لهذا السبب .. وإن ضرب البعض أمثلة بحالات أخرى , تم فيها الزواج بالإرغام , وإستمر.. نقول لهم : ربما كان ذلك خضوعاً للأمر الواقع , مع عذاب داخل القلب . وهذا عمل غير إنساني . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
عندي وقت كثير ، ولا أعرف ماذا أعمل فيه ؟ ماأسعد , إذ عندك وقت . هناك من تثقلهم المسئوليات والمشغوليات , ولا يجدون لها وقتاً , ويتمنون ماعندك. إستغل وقتك من أجل فائدتك الشخصية , ومن أجل فائدة الأخرين . استفد من الوقت في نمو نفسك روحياً , وفكرياً , ودراسياً , ورياضياً , أيضاً إن كنت من هواة ذلك . هناك من يستغل الوقت لأجل ثقافته , وزيادة معلوماته , مما يفيده ويوسع مداركه , أو يزيد مواهبه وإمكانياته . كمن يتعلم الكمبيوتر , أو تلكس , أو ألة كاتبة , أو لغة أجنبية . يمكن أن يستفيد من الوقت روحياً : في قراءة الكتاب المقدس , وقراءة سير القديسين , وفي حفظ المزامير والصلوات والألحان وبعض أيات وفصول من الكتاب . ويمكن أن تستغل وقتك في الخدمة : في الإفتقاد , وزيادة الحالات المحتاجة , وحل مشاكل الأخرين , وما تتطلبه الكنيسة من خدمات .... يمكن أن تستفيد روحياً أيضاً , بتقضية الوقت في الصلاة , والتأمل , وحضور القداسات والإجتماعات الروحية . وإن كنت خادماً , يمكن أن تقضي وقتاً في تحضير دروس للخدمة . ويمكن أن تقضي وقتاً في مكتبة الكنيسة أو أية مكتبة دينية أخري متاحة لك . هناك من يقضي وقت فراغه في عمل إضافي يكتسب منه إيراداً يساعده في حياته , أو يساعد به إسرته وعلى أية الحالات يمكنك الإستفادة من الوقت حسبما يناسب سنك وروحياتك وثقافتك ومواهبك وهواياتك . فبعض الناس مثلاً لهم هوايات فنية أو أدبية يستغلون فيها وقتهم , كالرسم مثلاً , أو الموسيقى , أو كتابة القصص , أو تأليف الشعر والتراتيل . ولكن إحترس من أن تقضي وقتك فيما يضرك . إحترس من أن تقتل وقتك فيما يقتل روحياتك : في أفكار شريرة , أو في أحلام اليقظة . كذلك لا تقضي وقتك في مشاعر الضجر والسأم والقلق , أو طياشة الأفكار . كما لا تقضي وقتك من أصحاب السوء . ليكن وقتك معك ، ولا ضدك . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إلى أي مدي يكون التعارف في فترة الخطيبة ؟وهل خروج الخطيبين معاً حرام ؟ خروجهما معاً ليس حرام بشرط أن يكون ذلك بمعرفة عائلة الخطيبة , وبشرط عدم الوقوع في أخطاء عاطفية . فترة الخطوبة هي فترة تعارف . فيها كل من الخطيبين يعرف الأخر , ويرى هل يمكن توافق من طبعه أم لا. ولكن كيف يمكن لهما أن يدرس كل منهما نفسية الأخر وأسلوبه وطبعه , إن لم يخرجا معاً ...! بعض العائلات تسمح لهما بالإلتقاء في البيت . وبعض العائلات يسمح بهذا الخروج في صحبة أخ أو أخت للخطيبة . ولا شك أن في هذا لوناً من التضييق لا يسمح بالتعارف الكامل . المهم في الأمر أن تكون الخطيبة حريصة على عفتها . فلا تسبب في أمور عاطفية , ربما تسبب فسخ الخطوبة فيما بعد , كما لا تعطي خطيبها فكرة حسنة عن أخلاقيتها . كما أن هذه الممارسات العاطفية لا تعطي فرصة كل منهما لدراسة الأخر ومعرفة طبعه وعقليته ونفسيته وصفاته الأخرى.. وبعد ذلك قد تنكشف الحقيقة بعد الزواج , ويحدث الخلاف , ولا يوجد علاج .. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة في الحيلة التي دبرتها له وخدع بها أباه لينال البركة فعاش حياة كلها تعب ( تك 47 : 9 ) , وخدعه خاله لابان في زواجه ( تك 29 : 25 ) وغير أجرته عشر مرات (تك 31 : 41 ) كما خدعه أبناؤه وقالوا له إن يوسف قد إفترسه وحش رديء ( تك 37: 31ــ33 ) . وتركوه ينوح عليه ويرفض أن يتعزى ( تك 27: 24،35 ) . فهل كان ممكناً أن يخالف أمه في أمر كان هو إرادة الله فيه ، منذ الحبل به ( تك 25 : 23 ) ؟ نعم كانت إرادة الله أن ينال يعقوب البركة . ولكن لم تكن إرادة الله أن يخدع يعقوب أباه . وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه اللعنة بسببها بدل البركة (تك27 : 12 ) . ولهذا ماكان يجوز له أن يطيع أمه في خطية . والمعروف أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" ( أع 5 : 29 ) . وقد قال الرب : "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني" ( مت 10 : 37 ) . الطاعة للأم واجبة , ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تكون طاعة في خطية . ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب , لأن هذا حق" ( أف 6 : 1 ) . ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة . تقول ماذنب يعقوب ؟ أقول لك ذنبه أنه خدع أباه , حتى لو كان ذلك بتدبير أمه . كان يمكنه أن يمتنع ويقول لأمه "لا أستطيع أن أخدع أبي" وفعلاً هو إعترض , ولكنه إستسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له "لعنتك على ياإبني" ( تك 27 : 13 ) . وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه . بدأت هذه الرغبة منذ أنتهز جوع أخيه , فطلب منه أن يبيع له البكورية بأكلة عدس ( تك 25 :29ــ34) فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو , وكست يديه وعنقه بجلد الجدي المشعر , فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله "أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم إجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد سر لي" ( تك 27 : 19 ــ 24 ) وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك 27 : 24 ) . ذنب يعقوب ليس فقط طاعة أمه في الخطأ . إنما أيضاً كذبه , ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً إستغلاله عمي أبيه , وواضح أن أباه كان متشككاً ... |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أنا إنسان صريح أحب الصراحة . ولا أحب أن أكون بوجهين : أجامل الغير بأحد الوجهين , بينما أتضايق من أخطائه .. ومع ذلك فإن هذه الصراحة تسبب لي مشاكل مع من أصارحهم برأي فيهم أو في تصرفاتهم . فهم يتبعون , ويسببون لي متاعب .فماذا أفعل ؟ هل من الحرام أن أتكلم بصراحة ؟ الصراحة ليس حراماً . لكن المهم مع من تكون ؟ وكيف تكون ؟ وما هو الأسلوب الذي تتكلم به , أثناء صراحتك مع غيرك ؟ هو أسلوب لائق أو غير لائق ؟ وهل هو أسلوب جارح , أو إسلوب قاس ؟ وهل يشمل إتهاماً ظالماً ربما بسبب معلومات غير سليمة قد وصلت إليك ؟ وهل أنت في صراحتك تتدخل فيما لا يعنيك ؟ وتتجرأ على ماهو ليس من إختصاصك ؟ كذلك أعرف الأسلوب الذي تتكلم به في صراحة ، مع شخص أكبر منك سناً أو مقاماً أو مركزاً : لا شك أن الصراحة معه تختلف عن صراحتك مع شخص في نفس سنك ومركزك , وتختلف عن صراحتك مع صديق ، توجد بينك وبينه دالة . وتسمح هذه الدالة أن تستخدم معه ألفاظاً لا تستطيع أن تستخدمها مع شخص كبير . إنك تستطيع في صراحتك أن تقول لصديقك "أنت غلطان" . وقد لاتستطيع أن تقولها لوالدك أو عمك , أو أي شخص له مهابة في نظرك . والصراحة أيضاً تحتاج إلى أدب في المخاطبة . ويلزمك فيها أن تكون حريصاً على إنتقاء الألفاظ . بحيث تستخدم ألفاظاً تصل بها إلى هدفك , دون أن تهين من تكلمه أو تجرحه أو تسيء إليه , لأن هذا غير لا ئق . لأن هناك أشخاصاً في صراحتهم يستخدمون ألفاظاً كرجم الطوب . ويحاولون أن يخفوا أخطاءهم هذه تحت إسم الصراحة !! وتكون إدانتهم , ليس على صراحتهم , إنما بسبب عدم حرصهم على أدب التخاطب في الصراحة , أو بسبب عدم اللياقة ... كذلك ينبغي أن تكون الصراحة في حكمة , حسب هدف روحي سليم . فهل الهدف هو التوبيخ والإهانة ومجرد النقد ؟ أم الهدف هو تبليغ رسالة معينة ؟ أم الهدف هو العتاب والتصالح . فإن كان الهدف سليماً , تكون الوسيلة الموصلة إليه سليمة أيضاً وتأتي بنتيجة طيبة . أقول هذا لأن البعض يظن أن هدف الصراحة هو توبيخ المخطيء أو من يظن أنه مخطيء , كما يفتخر أحدهم بصراحته قائلاً : أنا إنسان صريح : أقول للأعور أنت أعور , في عينه . فهل ياأخي إن قلت للأعور هكذا , تكون قد كسبته أم خسرته ؟ وهل لو عايرته بعبارة أنت أعور , تكون صراحتك هذه سبباً في إرجاع البصر إلى عينه العوراء !! أم هي صراحة لمجرد التجريح والإهانة والإيذاء ؟ ! وبلا فائدة تجنيها منها . مثل هذا الإنسان ( الصريح ) , يرى الصراحة إثباتاً لجرأته وشجاعته . فلو كان السبب هو الذات فقط , لا تعد صراحته فضيلة . أما الصراحة التي قال بها المعمدان للملك هيرودس "لا يحق لك أن تأخذ إمرأة أخيك" ( مر 6 : 18 ) , فقد كانت درساً للأجيال كلها في تحديد موقف الشريعة الإلهي من زواج خاطيء . كما لا ننسى أن يـوحنا المعمدان كان نبياً , بل أفضل من نبي ( مت 11 : 9 ) وبهذا الوضع كان له السلطان أن يوبخ .. فهل أنت لك السلطان , الذي به تستطيع أن توبخ , وفي صراحة ؟! إذن إذا تكلمت مع من هو أكبر منك , فأخلط صراحتك بالأدب والحكمة . وأمامك مثال أبيجايل في حديثها مع داود النبي : قامت بتبليغه الرسالة , وحذرته من الإنتقام لنفسه وإتيان الدماء . ولكن في منتهى الأدب والتواضع . سجدت عنه قدميه , وقالت له "علي أنا ياسيدي هذا الذنب . ودع أمتك تـتكلم في أذنيك , وإسمـع كلام أمتك" ( 1 صم 25 : 23 ، 24 ) . ولم تخاطبه إلا بعبارتي سيدي , وأمتك . وكانت تخلط الصراحة في تحذيره من الخطأ , بالمديح والإعتراف بعظم مركزه . وإشعاره بأنها تريد له الخير . وتخشى أن يكون إنتقامه معثرة قلب له حينما يقيمه الرب رئيساً لشعبه . وهكذا صارحته بكل إجلال وإحترام له , وبإقناع , ومركزها تحت قدميه . وهكذا تقبل منها داود هذه الصراحة وطوبها , وقال لها "مبارك عقلك , ومباركة أنت , لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء , وإنتقام لنفسي" ( 1 صم 25 : 33 ) . حقاً ، إن هناك فرقاً بين الصراحة , وسلاطة اللسان . في الصراحة مع الكبار , ينبغي أن يحتفظ الإنسان بإحترامه لهم , وبتواضع قلبه وتواضع لسانه . ولايجوز له أن يرتئي فوق ماينبغي بل يرتئي إلى التعقل(رو3:12) . ومادام يعتبر الصراحة فضيلة , في الشهادة للحق , فلا يجوز أن يجعل فضيلة تضيع منه فضيلة أخرى . أعني الشهادة للحق لا يجوز أن تضيع الأدب والإتضاع ... أما عن إسلوب الصراحة إذ تكلم به الكبير مع الصغير . فأعمق مثل له حديث السيد المسيح مع السامرية . لقد كلمها عن حالها , في صراحة كشفت خطيئتها "كان لك خمسة أزواج . والذي لك الأن ليس هو زوجك" ( يو 4 : 18 ) . قال بأسلوب غير جارح , إذ إستخدم عبارة ( أزواج ) بدلاً من أية كلمة أخرى تخدش شعورها . وكذلك عبارة ( الذي لك الأن ) . كما أنه غلف عبارته الصريحة بكلمتي مديح من قبل وبعد : إذ بدأ بعبارة "حسناً قلت ليس لي زوج" وختم بعبارة "هذا قلت بالصدق" ..... لهذا لم تتعب المرأة صراحة الرب معها . بل على العكس قالت له "ياسيد أرى أنك نبي" ( يو 4 : 19). |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أخي مهاجر إلى أستراليا , وأرسل لي أوراق للهجرة . وأنا متزوج , ولي بنت عمرها 12 عاماً وولد عمره عشرة أعوام . فهل أهاجر أم أبقى في مصر ؟ بماذا تنصحني ؟ علماً بأن سني لا يسمح لي أن أبدأ من جديد , وأنا خائف من تقديم أوراقي . نقطة مبدئية أحب أن أقولها لك : هل أخوك في المهجر قد وجد لك وظيفة هناك ؟ لأنه معنى أن تهاجر ولا تجد لك وظيفة , وإن أردت العودة إلى مصر , تكون وظيفتك فيها قد شغلها غيرك؟ في أستراليا , شهاداتنا العلمية المصرية غير معتمدة . فلا الطبيب يستطيع بشهادته المصرية , أن يشتغل طبيباً , ولا المهندس يشتغل مهندساً.. ولا بد من إجتياز إمتحان صعب جداً , والنجاح فيه نادر... ومن أجل هذا , عندما كنت في أستراليا , تقابلت مع رئيس الوزراء الفيدرالي , ووزير التعليم , وبعض وزراء الولايات , ووزراء الظل ( وزراء المعارضة ) لأبحث معهم موضوع إعتمادات الشهادات . لهذا أحب أن تتأكد تماماً من هذه النقطة قبل سفرك . ولا تعتمد على مجرد الوعود فهي ليست مضمونة .... النقطة الثانية هي إتقان اللغة الإنجليزية . وهي اللغة الإنجليزية باللهجة الأسترالية . وهناك ثلاث لهجات للغة الإنجليزية تختلف بعض الشيء . وهي لهجة إنجلترا , ولهجة أمريكا , ولهجة أستراليا .. على أية الحالات إن لم تكن تتقن الإنجليزية, فسوف تواجه صعوبات في الحياة هناك , وكذلك أولادك . نقطة أساسية أخرى من جهة مستقبل وتربية بنتك وإبنك . من جهة إتقانهما للغة الإنجليزية . من جهة إعتماد دراستهما والمرحلة التي يلتحق بها كل منهما ... ونقطة خطيرة أخرى وهي الناحية الأخلاقية . وهي موضوع صعب جداً وخطير سواء في أمريكا أو أستراليا أو أوروبا . وسهولة الإنحراف هناك . والتعرض للسقوط في غاية السهولة . بل الذي لا يقبل السقوط يعتبرشاذاً هناك !! لذلك أحب أن أذكرك يقول الشاعر : قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .. تشاور مع أخيك على هذه النقاط , قبل أن ترسل أوراقك للهجرة . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟ يمكن أن تعاتبه إن كان من النوع الذي يقبل العتاب وإن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة . وذلك لأنه ليس كل إنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه , فيثور ويحاول أن يبرر نفسه , ويكثر الجدل.. ويعتبر أنك تتهمه وتظلمه . وينتهي العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر: ودع العتاب فرب شر كــان أولــه العتـــابـــا أما الصديق الواسع الصدر , المحب , الذي يقبل العتاب بصدر رحب وبموضوعية , فيمكن أن تعاتبه وتصفي الموقف معه . وقد صرح السيد الرب بالعتاب فقال : " إن أخطأ أخوك , فإذهب وعاتبه , بينك وبينه وحدكما . فإن سمع منك , فقد ربحت أخاك" ( مت 18 : 15 ) . وهنا يضع السيد شرطاً , أن يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الأخرين , بينما يقبل ذلك "بينك وبينه وحدكما" . ومع كل ذلك فإن السيد يقول إن نتيجة العتاب غير مضمونة . وذلك بقوله : "فإن سمع لك" . هنا وأقول نقطتين هامتين في العتاب : الأولى : هي إسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة , وقد يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة , قبل أن يذكر نقطة العتاب .. بهذا يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف . وبألفاظ جارحة , وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب , ويحط من شأن صديقه . فلا يقبل ذلك منه , ويرد عليه بالمثل ,ويشتعل الموقف . إذن إذا عاتبت , عاتب رقيق مقبول : النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب , وليس على أمور بسيطة تدخل تحت عنوان "المحبة تحتمل كل شيء" (1كو 13) . لأنك إن كنت تعاتب على كل صغيرة , وحتي علي التفاهات و بحساسية شديدة , فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقائك ...! لذلك كن واسع الصدر , ولا تعاتب على أمور الصغيرة . هذه إحتملها في صمت , بل في محبة , وبحسن نية . ولا تفكر في أن صديقك أراد أن يسيء إليك . ربما كانت هفوة , زلفة لسان , عبارة فكاهة, بسبب نسيان ... إلخ . أما ماقاله السيد المسيح , عن تطور الموقف , وأن تشكوا للكنيسة , فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً , ذات النتائج غير المحتملة ... |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
زوجي يتأخر مساءاً , ولا أعتقد أبداً أن عمله يستدعي ذلك . فماذا أفعل لمثل هذا الزوج الذي لا يهتم ببيته , وكأنه يهرب منه إلى غيره ؟! ليت كل زوجة تجعل بيتها محبباً إلى زوجها , يشتاق إليه كلما بعد عنه ... فغياب الرجل كثيراً عن بيته _ بدون سبب قهري _ يدل على أنه لا توجد علاقة قوية بينه وبين بيته وبين أهل بيته , وأنه لا محبة ولا إشتياق . وإيجاد المحبة والإشتياق لا يكون بكثرة العتاب , وبكثرة التحقيق معه و وبكثرة النكد والعكننة . فالرجل قد يهرب من البيت بسبب النكد . لذلك حاولي أن تكسبي زوجك بالمحبة , وبالكلمة الطيبة التي ترضيه . وتحدثي معه في نوعية الحديث الذي يروقه ويحبه . وإن وجدتيه زاهداً في الحديث , فلا ترهقيه . كذلك إبحثي متى بدأ يغيب ؟ هل حدث ذلك إثر شجار بينكما , أو مناقشة حامية , أو خلاف حول موضوع ما . إن كان الأمر هكذا , إصلحي نتائج ماحدث . كذلك إهتمي بيتك وبنفسك في البيت : إجعلي صورة البيت محببة إليه , وأيضاً صورتك البشوشة المملوءة حباً , التي تعتني به وتهتم به .. إحذري من تكبير الأمور , والشكوى لكثيرين , لئلا يزداد الأمر تعقيداً . والرب قادر أن يرجعه إلى بيتك , بصلاتك ... |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
خطبت فتاة فاضلة . ولكني وجدت أن أمها حادة الطبع , كثيرة المشاكل ومتعبة . فهل أكمل زواجي بها, وتصبح هذه الأم المشاكسة حماتي .أنا متخوف . أم لا أتزوجها , وحينئذ يتعبني ضميري , لأنه ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ فبماذا تنصحني ؟ نعم ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ هل تقف الأم في طريقها , فتمنع عنها كل فرصة للزواج ؟ كثيراً ماسئلت هذا السؤال وكانت إجابتي هي : يمكنك أن تتزوج هذه الإبنة على شرطين : 1- أنها لا تكون قد ورثت شيئاً من طباع أمها , بل تكون على العكس ساخطة على طباع هذه الأم , عن إقتناع . 2- أنها تكون ذات شخصية مستقلة , بحيث لا تتبع أمها في المستقبل , ولا تكون تحت طاعتها في أخطائها وبذلك تستطيع أن تنقذ هذه الإبنة المظلومة , بزواجك منها فلا تتركها ضحية لأم حادة الطبع كثيرة المشاكل ومتعبة . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما معنى قول السيد المسيح "إصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو9:16) ؟ هل المال الذى نقتنيه من الظلم، أو من الخطية عموماً، يمكن أن يقبله الله، أو نصنع به خيراً، أو نكسب به أصدقاء ؟ ليس المقصود بمال الظلم هنا، المال الحرام الذى يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أية خطية أخرى. فهذا لا يقبله الله. إن الله لا يقبل مثل هذا المال، ولا تقبله الكنيسة أيضا. وقد قيل فى المزمور "زيت الخاطىء لا يدهن رأسى" (مز5:41). وورد فى سفر التثنيه "لا تُدخل أجرة زانية .. إلى بيت الرب الهك" (تث 18:23). فالله لا يقبل عمل الخير، الذى يأتى عن طريق الشر ... العطايا التى تقدم إلى الكنيسة، تأخذ بركة، وتذكر فى "أولوجية الثمار" أو فى "أوشية القرابين" أمام الله. لذلك فإن هناك عطايا مرفوضة،لا تقبلها الكنيسة، ولا تدخلها إلى بيت الله، إذا عرفت أنها أتت من مصدر خاطىء. وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع. إذن ما هو مال الظلم الذى نصنع منه أصدقاء؟ مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم. إنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم، إن استبقيته معك ... فما معنى هذا؟ ومتى يسمى المال "مال ظلم"؟ لنضرب مثلا: لقد أعطاك الله مالاً، وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور. فالعشور ليست ملكك. إنها ملك للرب، ملك للكنيسة وللفقراء. فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها، وسلبتهم إياها باستبقائها معك. هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها، هى مال ظلم تحتفظ به. وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك. يقول الرب فى سفر ملاخى النبى "أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتمونى. فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور والتقدمة" (ملا 8:3). إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها. وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم. وصرفك هذا المال فى ما يخصك، يحوى ظلماً لبيت الله، الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال، الذى هو ملك لله وأولاده، وليس لك. ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعه، بينما يحتاج إليه الفقراء، ويقعون فى مشاكل بسبب احتياجهم. إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا. إعطه للمحتاجين إليه، وسد به أعوازهم، يصيروا بهذا أصدقاء لك، ويصلوامن أجلك. ويسمع الله دعاءهم، ويبارك مالك (ملا 10:3). فتعطى أكثر وأكثر. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إذا كان يهوذا قد ندم. وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه، ويخلص ؟ لقد صرح السيد المسيح أكثر من مرة بهلاك يهوذا، فقال فى حديثه الطويل مع الآب "الذين أعطيتنى حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يو12:17). وهكذا سمّى يهوذا (ابن الهلاك). * وقال لتلاميذه "ابن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه" (لو 22:22). وأضاف أيضاً "كان خيراً لذلك الرجل لو لم يُولد" (مر 21:14). * وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس، قال له "لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم" (يو 11:19). * نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له. فقال عن يهوذا "لأنه مكتوب فى سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته (أسقفيته) آخر" (أع 20:1). لقد أنذره السيد المسيح كثيراً، ولكنه لم يستفيد. بل كان خائناً، ورمزاً لكل خيانة، وآلة فى يد الشيطان. ولما أكل الفصح مع السيد، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة "دخله الشيطان" (يو 27:13). |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
قيل عن أبينا أخنوخ أنه صعد إلى السماء ( تك 24:5). وكذلك قيل عن إيليا النبى (2مل 11:2). وذكر عن بولس الرسول إنه صعد إلى السماء الثالثة، بالجسد أم خارج الجسد ليس يعلم (2كو 2:12). فكيف مع كل ذلك يقول السيد المسيح لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو13:3). ألم يصعد أخنوخ وإيليا إلى السماء ؟ ثم ما هى هذه السماء الثالثة ؟ وكم عدد السموات فى الكتاب ؟ السماء التى نزل منها رب المجد، وإليها صعد، ليست هى السماء التى صعد اليها أخنوخ وإيليا وغيرهما.. إذن ما هى السموات التى نعرفها، والتى ذكرها الكتاب.. 1- سماء الطيور: السماء التى يطير فيها الطير، هذا الجو المحيط بنا. ولذلك قال عنها الكتاب طير السماء (تك 26:1)، وطيور السماء (تك 3:7). وهذه السماء فيها السحاب ومنها يسقط المطر (تك 2:8). ويمكن أن تسبح فيه الطائرات حالياً، وتحت السحاب، أو فوق السحاب... 2-هناك سماء ثانية، أعلى من سماء الطيور، وهى سماء الشمس والقمر والنجوم. أى الفلك أو الجلد "ودعا الله الجلد سماء" (تك 8:1). وهكذا يقول الكتاب نجوم السماء (مر25:13). وهى التى قيل عنها فى اليوم الرابع من أيام الخليقة "وقال الله لتكن أنوار فى جلد السماء.. لتنير على الأرض.. فعمل الله النورين العظيمين .. والنجوم" (تك1 :14-17). وهذه غير سماء الطيور.. ومع ذلك فحتى هذه السماء ستنحل وتزول فى اليوم الأخير، إذ تزول السماء والأرض (مت 18:5). وكما قال القديس يوحنا فى رؤياه "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد" (رؤ 1:21). 3- السماء الثالثة، هى الفردوس: وهى التى صعد إليها بولس الرسول، وقال عن نفسه "اختطف هذا إلى السماء الثالثة.. أختطف إلى الفردوس" (2كو 12 : 2 ،4). وهى التي قال عنها الرب للص اليمين "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 43:23). وهى التى نقل إليها الرب أرواح أبرار العهد القديم الذين أنتظروا على رجاء، واليها تصعد أرواح الأبرار الآن .. إلى يوم القيامة، حيث ينتقلون إلى أورشليم السمائية (رؤ 21). 4- وأعلى من كل هذه السماوات، توجد سماء السموات ... قال عنها داود فى المزمور "سبحيه يا سماء السموات" (مز 4:148). وهى التى قال عنها السيد المسيح "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، إبن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو 13:3). إنها السماء التى فيها عرش الله. قال عنها المزمور "الرب فى السماء كرسيه" (مز 11 : 4 ، 103 : 19). وأمرنا السيد ألا نحلف بالسماء لأنها كرسى الله (مت 34:5). وهذا ما ورد فى سفر أشعياء (1:66). وما شهد به القديس اسطفانوس أثناء رجمة، حيث رأى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله (أع 7 : 55 ، 56). كل السماوات التى وصل إليها البشر، هى لا شىء إذا قيست بالنسبة إلى تلك السماء، سماء السموات. ولذلك قيل عن ربنا يسوع المسيح: "قد إجتاز السموات" (عب 14:4)، "وصار أعلى من السموات" (عب 26:7). وقد ذكر سليمان الحكيم سماء السماوات هذه يوم تدشين الهيكل. فقال للرب فى صلاته "هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك" (1مل 27:8)، (2 أى 18:6). سماء السموات هذه لم يصعد إليها أحد من البشر. الرب وحده هو الذى نزل منها، وصعد إليها. ولذلك قيل عنها فى سفر الأمثال: من صعد إلى السماء ونزل ؟ .. ما إسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم4:30). أتسال إذن عن السموات التى ورد ذكرها فى الكتاب. إنها سماء الطيور (الجو)، وسماء الكواكب والنجوم (الجلد - الفلك)، والسماء الثالثة (الفردوس)، وسماء السموات التى لم يصعد إليها أحد من البشر |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
قيل إنه فى وقت القبض على السيد المسيح، لما قال الجند إنهم يطلبون يسوع الناصرى "قال لهم يسوع أنا هو" ولما قال إنى أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 4:18-6). فلماذا حدث هذا ؟ - لقد سقط الجند على الأرض من هيبته. فعلى الرغم من أن الرب كان وديعاً ومتواضع القلب (مت 29:11). وكان "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" (مت 19:12). إلا أنه كانت له هيبة. ولما قال لليهود "أبوكم ابراهيم رأى يومى ففرح" قالوا له "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم" (يو8: 56 ، 57) بينما كان عمره وقتذاك حوالى 32 عاماً، أو 33. ولكنهم ظنوه فى الخمسين من عمره، بسبب تلك الهيبة التى جعلت عمره بالجسد يبدو عشرين عاماً أكثر من حقيقته. 2- وأيضا سقط الجنود على الأرض من عنصر المفاجأة والجرأة أى شخص يأتى الجند للقبض عليه، ربما يفكر فى الهرب منهم أو على الأقل يخاف. أما أن يقف ويقول لهم أنا هو، ويكرر نفس العبارة .. فهذا ما أذهلهم فسقطوا على الأرض لجرأته .. ولأن الشخص الذى كانوا يبحثون عنه، يقف أمامهم ويقول "أنا هو". 3- أيضاً أثبت لنا الرب بهذه العبارة أنه لم يُقبض عليه ضعفاً منه. بل هو الذى سلّم ذاته للموت بإرادته. كما قال من قبل "إنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10 : 17 ، 18). هو من ذاته ذهب إلى المكان الذى كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه، وتقدم للجند قائلاً أنا هو. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
لقد أنكر بطرس السيد المسيح. ولكن ما نوع إنكاره: هل أنكر لاهوت المسيح، حينما رأى آلامه، على إعتبار أن الله لا يتألم؟ أم أنكر معرفته به؟ القديس بطرس الرسول أنكر معرفته للمسيح بقوله: "لا أعرف الرجل" (مت 26 : 72 ، 74). أما عبارة "أنكر لاهوته لما رآه يتألم" فهى عبارة غير سليمة. لأنه لم ينكره فى آلامه، بل قبل هذه الآلام، أثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم فى دار رئيس الكهنة (مت 26 : 58 ، 59). نلاحظ أن القديس بطرس اعترف قبلاً بأن السيد المسيح هو إبن الله الحى، وطوبه السيد على ذلك (مت 16 : 16 ، 17). وهو لم ينكر هذا الإيمان عند القبض عليه، بل رفع سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. واظهر السيد المسيح معجزة تثبت لاهوته وهى أنه لمس أذن العبد فأبرأها (لو 22 : 51) (يو 18 : 10). والمفروض أن هذه المعجزة قد ثبتت إيمان بطرس. وكان هذا قبل دخول السيد المسيح فى آلامه. ولا ننسى أن إنكار بطرس معرفته للمسيح (مت 26 : 74)، كان عن خوف، وليس عن ضعف إيمان. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
هل الذى جدف على الرب وقت صلبه، اللص الشمال فقط، أم جدف معه أيضاً اللص اليمين ؟ وكيف ذلك وهو الذى نال الفردوس ؟ فى بادىء الأمر كان اللصان يجدفان على الرب ... يقول القديس متى الإنجيلى "وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه" (مت 27 : 44). ويقول القديس مرقس الإنجيلى أيضاً "واللذان صلبا معه كانا يعيرانه" (مر 15 : 32). أما القديس لوقا الإنجيلى، فهو الذى ذكر إيمان اللص اليمين: فقال "وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: إن كنت أنت المسيح، فخلص نفسك وإيانا". فأجاب الآخر وانتهره قائلاً " أولا تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدل (جوزينا) لأننا ننال استحقاق ما فعلناه . وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس فى محله".. ثم قال أذكرنى يارب .." (لو 23 : 39 – 42). لعل نقطة التحول عند اللص اليمين، المعجزات التى حدثت وقت الصلب... فلما رأى الأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والسماء أظلمت .. تأثر قلبه .. كما تأثر بصفح المسسيح عن صالبيه وصلاته من أجلهم. فكف عن التجديف والتعيير.. ثم آمن، ودافع عن الرب موبخاً اللص الآخر. وأعلن إيمانه للرب طالباً أن يذكره، ونال الوعد . |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
نرجو تفسير هذه الآية التى وردت فى (غل 3 : 13) "لأنه مكتوب: ملعون كل من علّق على خشبة". فهل هذه اللعنة أصابت المسيح ؟ إن الآية بوضعها الكامل هى "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة" (غل 3 : 13). فى الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا وقد وردت فى سفر التثنية (تث 27 : 15 – 26) (تث 28 : 15 – 68) ففى الفداء، كان لابد من إنسان بار ليس تحت اللعنة، لكى يحمل كل لعنات الآخرين، ليفديهم من لعنات الناموس. والوحيد الذى كانت تنطبق عليه هذه الصفة، ويقوم بهذا العمل الفدائى، هو السيد المسيح الذى قال عنه الكتاب "الكائن فوق الكل، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رو 9 : 5). فهو بطبيعته مبارك، وبركة. ولكنه فى موته عن العالم كله، حمل كل اللعنات التى تعرض لها العالم كله. هو بلا خطية، ولكنه حامل خطايا. وقد حمل خطايا العالم كله (يو 1 : 29) (1يو 2 : 2). وهو مبارك بلا لعنة، ولكنه حمل اللعنات التى يستحق العالم كله. هو فى حب كامل مع الآب. ولكن حمل غضب الآب بسبب كل خطايا العالم. هذا هو الكأس الذى شربه المسيح عنا. "كلنا كنغم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53 : 6). ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة، لبقينا كلنا تحت اللعنة. مبارك هو فى كل ما حمله عنا ... |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
قيل إنه فى وقت القبض على السيد المسيح، لما قال الجند إنهم يطلبون يسوع الناصرى "قال لهم يسوع أنا هو" ولما قال إنى أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 4:18-6). فلماذا حدث هذا ؟ لقد سقط الجند على الأرض من هيبته. فعلى الرغم من أن الرب كان وديعاً ومتواضع القلب (مت 29:11). وكان "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" (مت 19:12). إلا أنه كانت له هيبة. ولما قال لليهود "أبوكم ابراهيم رأى يومى ففرح" قالوا له "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم" (يو8: 56 ، 57) بينما كان عمره وقتذاك حوالى 32 عاماً، أو 33. ولكنهم ظنوه فى الخمسين من عمره، بسبب تلك الهيبة التى جعلت عمره بالجسد يبدو عشرين عاماً أكثر من حقيقته. وأيضا سقط الجنود على الأرض من عنصر المفاجأة والجرأة أى شخص يأتى الجند للقبض عليه، ربما يفكر فى الهرب منهم أو على الأقل يخاف. أما أن يقف ويقول لهم أنا هو، ويكرر نفس العبارة .. فهذا ما أذهلهم فسقطوا على الأرض لجرأته .. ولأن الشخص الذى كانوا يبحثون عنه، يقف أمامهم ويقول "أنا هو". أيضاً أثبت لنا الرب بهذه العبارة أنه لم يُقبض عليه ضعفاً منه. بل هو الذى سلّم ذاته للموت بإرادته. كما قال من قبل "إنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10 : 17 ، 18). هو من ذاته ذهب إلى المكان الذى كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه، وتقدم للجند قائلاً أنا هو. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
لماذا نقول إن اليهود هم الذين صلبوا السيد المسيح ؟ ألسنا نحن الذين صلبناه بخطايانا ؟ من أجل غفران خطايا الناس صُلب المسيح، إذ مات عنا لكى نحيا نحن. هذا حق. "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). نحن إذن السبب فى صلبه. ولكن اليهود كانوا هم المنفذين. هم الذين تآمروا على صلبه. وهم الذين قدموه لبيلاطس الوالى الرومانى وصاحوا قائلين أصلبه أصلبه، بينما كان هذا الوالى يقول "لست أجد علة فى هذا البار" فقالوا له "دمه علينا وعلى أولادنا". نحن السبب. وهم المنفذون. ولكن الدافع الأكبر هو محبة الله. "لأنه هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3 : 16). لكن اليهود لم يقدموا المسيح للموت، من أجل الفدء، بل خيانة منهم وغدراً أو حسداً وجهلاً... فهم يحاسبون على غدرهم وحسدهم وحقدهم وتآمرهم، ويحاسبون على ضغطهم على بيلاطس الوالى لكى يصلبه، بينما كان يريد أن يطلقه. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما موقفنا من خادم كبير فى الكنيسة، يعطى مواعيد لإلقاء الكلمة. وننتظره فلا يحضر مراراً وتكراراً. ثم يعتذر باعتذارات غير مقبولة !!؟ لا شك أن الخادم الذى يعطى ميعاداً لإلقاء كلمة ولا يحضر، هو شخص لا يراعى شعور المخدومين، ولا يراعى مصلحة الإجتماع. لأن تكرار هذا الغياب يجعل الإجتماع غير ثابت، وربما ينحل. وإن كان لديه عذر قهرى، فمن المفروض على هذا الخادم أن يقدم هذا العذر قبل موعد الإجتماع بفترة تسمح بدعوة خادم آخر بديل. أما وقد كرر الغياب فأفضل عقاب له أنكم تمتنعون عن دعوته لإلقاء كلمة مرة أخرى. على الأقل لفترة عدة شهور، لكى يتضع من جهة، ولكى يشعر بخطئه، ويحترم موعد الإجتماع، ويتعلم الإلتزام.. ولا يعتمد على أنه خادم كبير ومعروف... وإن دعوتموه بعد ذلك، اهتموا أن يكون هناك بديل له فى نفس الإجتماع. بحيث إن تأخر يبدأ البديل فى إلقاء الكلمة. وبهذا يأخذ هذا الخادم الكبير درساً ينفعه وينفع الإجتماع. أقول هذا، لأن كثيرين إذا عوقبوا، يستفيدون من العقوبة، مهما كانوا كباراً. وأيضاً لأن المصلحة العامة أهم بكثير من مجاملة الكبار. |
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
هل جنة عدن هى الفردوس التى تذهب إليها أرواح الأبرار ؟ كلا طبعاً. فجنة عدن كانت على الأرض. وذكر سفر التكوين أربعة أنهار كانت تسقى الجنة، منها نهر الفرات. كما ذكرت الأراضى شرقى آشور وغيرها (تك2 : 10 – 14). أما الفردوس فهى السماء الثالثة، وهى التى صعد إليها القديس بولس الرسول حيث قال "أعرف إنساناً فى المسيح يسوع.. أفى الجسد لست أعلم، أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. أختطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد، لست أعلم. الله يعلم. أنه أختطف إلى الفردوس، وسمع كلمات لا ينُطق بها.." (2كو12 : 2 – 4). فقال عن المكان الذى اختطف إليه إنه الفردوس مرة، والسماء الثالثة مرة أخرى. مما يعنى أن الفردوس هى السماء الثالثة. وليس من المعقول أن تكون الفردوس. هى الجنة التى كان فيها آدم على الأرض. وتكون فى نفس الوقت هى المكان الذى وعد به الرب اللص اليمين أن يكون معه فيه.. حيث قال له : "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو23 : 43). كذلك فالجنة – كما يفهم من إسمها، وكما شرح الكتاب – هى حديقة كبيرة فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل (تك2 :9). وطبعاً كل هذه خيرات مادية لا تصلح أن تكون نعيماً للأرواح.. كما أن جنة عدن قد اختفت وانتهى أمرها. |
الساعة الآن 10:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025