![]() |
رد: [ر] موسوعة الكتاب المقدس
الروح القدس إن روح الله هو واحدٌ مع الله الآب والرب يسوع المسيح (راجع الثالوث). والروح فعالٌ في تاريخ أعمال الله وشعب الله. غير أننا لا نرى تفاصيل عمله إلا في العهد الجديد، في "عصر الروح". نشط روح الله في خلق العالم. ومن حيث الله، فهو موجود في كلِّ مكان، إذ لا موضع في الخليقة كلها خارجاً عن نطاق سيطرته. ونقرأ مراراً وتكراراً عن عطاء الروح القدس للناس القوة التي يحتاجون إليها للقيام بخدمة خاصة. وقد أوحى الروح القدس إلى الأنبياء ونقل كلمة الله من خلالهم. ولكن العهد القديم تطلع قُدماً إلى اليوم الذي فيه سوف يُسكب روح الله على كلِّ بشر. ولما جاء يسوع، وُلِد بقوة الروح القدس. وقد نزل الروح عليه عند معموديته في نهر الأردن. واقتاده الروح إلى البرية حيث جربه إبليس. وعند بدء المسيح خدمته العلنية، أعلن أنه سيقوم بها بقوة الروح. وأعلن يوحنا المعمدان أن المسيح سيُعمِّد أتباعه بالروح القدس. وقد وعد الرب يسوع نفسه تلاميذه أنه بعد رحيله عنهم سوف يُرسل الروح القدس ليكون معهم على الدوام. وبعد رجوع المسيح إلى الآب، تعين أن يُعلِّم الروح القدس أتباع المسيح ويرشدهم ويقوِّيهم. فقد قال المسيح: "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مِمّا لي ويعطيكم". وقد عُمِّد التلاميذ بالروح القدس، كما وعد الرب يسوع، يوم الخمسين. وكانت نتيجة ذلك واضحةً أمام الجميع، من جراء ظهور جرأة فريدة ونغمة تسبيحٍ لله لدى التلاميذ، وتكلمهم بلغاتٍ أخرى، وكرازتهم بقوة. وكما قال بطرس لسامعيه يوم الخمسين، كان ذلك من النوع الذي تتحدث عنه نبوّة يوئيل، إذ سكب الله روحه آنذاك على جميع المؤمنين. وعندما يصير الإنسان مسيحياً حقيقياً يقبل "عطية" الروح القدس. ويسكن الروح داخل المسيحي المؤمن، مزوداً إياه بفهمٍ جديد وقيادة حكيمة، ومؤكداً له أنه ولدٌ من أولاد الله حقاً. والروح القدس ضمانةٌ للمستقبل المجيد مع الله في السماء. ويُساعد الروح القدس المؤمنين ليُدركوا وحدتهم في يسوع المسيح، كما يعمل على طبع خُلُق المسيح في حياة كلِّ مؤمن، مُحلِّياً إياها بصفات "المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والصلاح والأمانة والتواضع وضبط النفس". والروح يؤتي المؤمنين القوة والمواهب اللازمة لخدمة الله. راجع أيضاً الثالوث، الكنيسة تكوين 1: 2؛ مزمور 139: 7- 12؛ قضاة 3: 10؛ 14: 6، وآيات أُخَر كثيرة؛ أشعياء 11: 1- 3؛ 2 صموئيل 23: 2- 5؛ حزقيال 36: 26 و 27؛ يوئيل 2: 28 و 29؛ ميخا 3: 8؛ لوقا 1: 35؛ 3: 22؛ 4: 1- 18؛ 3: 16؛ يوحنا 14: 16 و 17؛ 16: 7- 15؛ أعمال 2؛ رومية 8؛ 1 كورنثوس 12؛ غلاطية 5: 22 و 23 |
رد: [ر] موسوعة الكتاب المقدس
الرومان تمتزج بدايات تاريخ مدينة روما بالأساطير. إذ يُحكى أنها سُميت على اسم مؤسسها رومُلوس الذي فر أجداده من تدمير اليونان لطروادة. ويُقال إن ذلك تم سنة 753 ق م. وقد درج الرومان المتأخرون على اعتبار هذه السنةِ بداءةَ تاريخهم. تاريخ قديم: ظلت روما عدة قرون دولةَ مدينةٍ صغيرةً مُجاهِدة. ولكنها كانت ذات موقعٍ جيد، عند ضفاف نهر التيبر في وسط إيطاليا. وكان لها في البداية ملوكٌ ربما انتمى بعضهم إلى شعبٍ غامضٍ يكاد يكون منسياً وهم الإترُسكيون. أخيراً طُرد هؤلاء الملوك وصارت روما "جمهورية" يرئسها قنصلان يُنتخبان لمدة سنة ومجلسٌ للشيوخ. وبعد أزمنة صراعٍ وفقر وحرب، أخذت روما تتوطد وتصعد، حتى سيطرت على إيطاليا عام 275 ق م. تعاظمت روما بواسطة الحروب جزئياً، ولكن أيضاً بسياسة تحالُفات مُنح الحلفاء بموجبها حق المواطنية الرومانية وسواه من الحقوق دون مقابل. ومن أول الطريق أحسن الرومان التنظيم. فقد بنوا طرقاتٍ حسنة ووحدوا إيطاليا بكاملها. وكانوا يختلفون بطبعهم عن اليونان. فلم يكونوا أصحاب تُراثٍ عريق، لكنهم كانوا قوماً عمليين مُوالين للدولة ومجتهدين ونظاميين. حروبٌ طاحنة: لم يمضِ وقتٌ طويل حتى واجهت روما عدواً جديداً في قرطاجة. وكانت قرطاجة على ساحل تونس الحديثة، وقد سيطرت على المسالك البحرية والتجارة في غرب المتوسط. ودام النزاع أكثر من قرن. وطلع عند القرطاجيين قائدٌ عبقريٌّ هو هنيبعل وما زال يُذكر لعبوره جبال الألب على متون الأفيال. هذا غزا روما وهزمها في عقر دارها، لكنه لم يتلقَّ أي إمداد، فاضطُر أخيراً إلى الانكفاء. وفي 146 ق م دمر الرومان قرطاجة. وكانت روما في تلك الأثناء قد جُرَّت إلى شؤون الشرق، حيث تحالف هنيبعل مع أعداء روما. ثم هزم الرومان انطيوخس الثالث ملك سورية وأعطوا أراضيه في آسيا الصغرى لحليفهم أُمِينيس الثاني البرغامي. بعد ذلك دمروا كورنثوس 146 ق م، وتولوا حكم اليونان مباشرة. وفي 133 ق م تخلى آخرُ ملك برغامي عن أراضيه للرومان، فجعلوها مقاطعة "أسيّا" الرومانية. قوّة عالميَّة: وهكذا صارت روما قوة عالمية. ولكن تغيُّرات كبيرةً حصلت. فقد كان لليونانيين تأثير كبير في فاتحيهم. إذ درس الرومان اليونانية وقلدوا أساليب اليونان في فنهم وأدبهم. إنما حصلت تبدلاتٌ أخرى نحو الأردأ. فقد كانت أسيّا على الخصوص غنية جداً، وبدأ الموظفون الرومان الرسميُّون يستغلون مناصبهم لاصطناع الثروة بسلب مرؤوسيهم. ولم يتمكن مجلس الشيوخ في روما من السيطرة على هؤلاء. وكان ذلك مجرد جزءٍ من مشكلة أكبر. فلم يكن ممكناً حُكم إمبراطورية عالمية على طريقة حُكم مدينة صغيرة. وهكذا دعت الحاجة إلى جيوشٍ كبيرة ومؤسسات نظامية. وأخذ الطامحون يتصارعون على السلطة، حتى نتج من ذلك عدة حروب أهلية في القرن الأول ق م. وفي 63 ق م احتلّ القائد الروماني بومبيي أورشليم. ومنذ ذلك الحين صار لروما نفوذٌ وسيطرة في فلسطين. وفي ما بعد صار بومبيي هو البطل الجمهوري في مواجهة يوليوس قيصر الطامع. لكنَّ يوليوس قيصر هزمه وحاز لقب "الدكتاتور"، وفَّر له سلطاتٍ طارئة خاصة. وقد كان قيصر حاكماً نشيطاً وقديراً وفهيماً. لكنه اغتيل في 44 ق م بمكيدةٍ دبرها الجمهوريان بروتُس وكاسيوس. ثم هزم أنطونيوسُ (صديق قيصر) وأُكتافيوسُ (وريثهُ) الجمهوريِّين في 42 ق م في مدينة فيلبي المكدونية- وهي مدينةٌ شهيرة في العهد الجديد. وبعد ذلك تناحر المنتصران. وهزم أكتافيوسُ أنطونيوسَ وحليفته كليوباترا ملكة مصر. الإمبراطورية والأباطرة: أعيا الناس من سني الحرب الطويلة حتى أتى أُكتافيوس إليهم بالسلام. وفي 27 ق م نال لقب "أوغسطس" (المبجَّل). وقد ادعى أنَّه استعاد الجمهورية، وحرص على "تقنيع" قوته الحقيقية، وسيطر على الجيش، فأصبح بالحقيقة الحاكم الأول لِما ندعوه بالإمبراطورية، وإن كان لم يستعمل هذه الكلمة قط. فقد وحد عالم البحر المتوسط كله تحت حكومة واحدة أحلَّت السلام. وغدا ممكناً أن يسافر المرء إلى أيِّ جزء من الإمبراطورية برّاً أو بحراً. حتى عمَّ الشكر في كل مكان عرفاناً بفضله. وكانت وفاته عام 14 م. في عهد أوغسطس قيصر وُلِد المسيح (لوقا 2: 1). وقد جرى تعليمه وموته وقيامته في مُلك طيباريوس، الإمبراطور الثاني (14- 37 م). وقام بولس بسفراته خلال عهدي كلوديوس (41- 54 م). ونيرون (54- 68 م) وهو القيصر الذي إليه استأنف بولس دعواه (أعمال 25: 11). الرومان واليهود: كان الرومان محتلِّين فلسطين في زمن المسيح. وقد حاولوا بادئَ بدء أن يحكموها بواسطة ملوك من أسرة هيرودس. ولمَا فشل هذا في اليهودية، أرسلوا حاكماً رومانياً كانوا يسمونه "الوكيل"، أو الوالي. ومع أن الأباطرة الأولين حرصوا عادةً على احترام مشاعر رعاياهم، فقد استصعبوا مداراة دين اليهود وقوميتهم. وقد غضب اليهودُ من جرَّاء المعاملة القاسية التي عاملهم بها بنطيُّوس بيلاطُس (26- 36 م) وخلفاؤه، فحصلت ثورة يائسة على الرومان عام 66 م. وبُعيد موت نيرون تنازع قوّاده المتنافسون لأجل السلطة في روما. أخيراً فاز فِسْباسيان، قائد جيش الجبهة السورية، وتولى عرش الإمبراطورية (69- 79 م). فكان ابنُه تيطُس من وضع حداً لتمرد اليهود. وفي السنة 70 م دمَّر أورشليم وهيكلها. وكانت روما قبل ذلك تعطف غالباً على اليهود. فبولس مثلاً كان يهودياً ومواطناً رومانياً، وكان من الطبيعي أن يلتمس لدى الرومان إنصافه وحمايته. وقد وفرت روما السلام وحرية السفر لنشر الإنجيل. ولما عومل بولس بغير عدل لجأ إلى حقه برفع دعواه إلى القيصر. وربما لم يكن يعلم آنذاك أي إنسانٍ شرير كان نيرون آخذاً أن يصير. الحياة في روما: كانت روما آنذاك مركز المسكونة، وعدد سكانها يزيد عن مليون نسمة. ولنا صورة حية عن الحياة فيها: مبانٍ عالية وشوارعٍ ضيَّقة مزدحمة، حيث يسيطر على الناس الخوفُ من الحرائق، وقرقعة العربات تُقلِقهم طولَ الليل. وقد عاش الأباطرة والنبلاء في رفاهية عظيمة لكن في خوفٍ أيضاً. وازدحمت الشوارع بالأحرار والعبيد من كل جنس. وقد حاول الأباطرة الحفاظ على السلام بتنظيم نقل الحنطة من مصر وإقامة حفلات المصارعة التي فيها كان يتنازل الرجال أو الوحوش حتى الموت. ولما شبَّ حريق كبير في روما عام 64 م، اتهم نيرون المسيحيين وعذب كثيرين منهم حتى الموت. الصالح والطالح: رُغم جميع الانجازات التي حققتها الحضارة الرومانية، كان لها جانبٌ سيء . وقد تزايد العداء لروما في فلسطين المحتلة. فلم يهتم الولاة، مثل بيلاطس وفبلكس وفستوس بقضايا الإيمان التي تجادل فيها اليهود والمسيحيون. غير أن المسيح امتدح إيمان رومانيٍّ (لوقا 7: 1 وما يلي) ووجد بطرس ضابطاً رومانياً كان مخلصاً في البحث عن الله (أعمال 10 و 11). وبعد سقوط أورشليم واجه المسيحيون مشاكل جديدة. فقد أصر الإمبراطور دوميتان (81- 96 م) على أن تقدم له فروض العبادة كإله. ولم يكن معقولاً أن يُطيع المسيحيُّ المؤمن أمراً كهذا. فاعتُبر المسيحيون أعداءً لروما. وقد كُتب سفر الرؤيا في زمنٍ احتاج المسيحيون فيه إلى القوة لمواجهة الاضطهاد الروماني. وتظهر روما في سفر الرؤيا بصورة زانيةٍ مترفِّهة، شأنها شأن بابل قديماً. . |
رد: [ر] موسوعة الكتاب المقدس
الرومان تمتزج بدايات تاريخ مدينة روما بالأساطير. إذ يُحكى أنها سُميت على اسم مؤسسها رومُلوس الذي فر أجداده من تدمير اليونان لطروادة. ويُقال إن ذلك تم سنة 753 ق م. وقد درج الرومان المتأخرون على اعتبار هذه السنةِ بداءةَ تاريخهم. تاريخ قديم: ظلت روما عدة قرون دولةَ مدينةٍ صغيرةً مُجاهِدة. ولكنها كانت ذات موقعٍ جيد، عند ضفاف نهر التيبر في وسط إيطاليا. وكان لها في البداية ملوكٌ ربما انتمى بعضهم إلى شعبٍ غامضٍ يكاد يكون منسياً وهم الإترُسكيون. أخيراً طُرد هؤلاء الملوك وصارت روما "جمهورية" يرئسها قنصلان يُنتخبان لمدة سنة ومجلسٌ للشيوخ. وبعد أزمنة صراعٍ وفقر وحرب، أخذت روما تتوطد وتصعد، حتى سيطرت على إيطاليا عام 275 ق م. تعاظمت روما بواسطة الحروب جزئياً، ولكن أيضاً بسياسة تحالُفات مُنح الحلفاء بموجبها حق المواطنية الرومانية وسواه من الحقوق دون مقابل. ومن أول الطريق أحسن الرومان التنظيم. فقد بنوا طرقاتٍ حسنة ووحدوا إيطاليا بكاملها. وكانوا يختلفون بطبعهم عن اليونان. فلم يكونوا أصحاب تُراثٍ عريق، لكنهم كانوا قوماً عمليين مُوالين للدولة ومجتهدين ونظاميين. حروبٌ طاحنة: لم يمضِ وقتٌ طويل حتى واجهت روما عدواً جديداً في قرطاجة. وكانت قرطاجة على ساحل تونس الحديثة، وقد سيطرت على المسالك البحرية والتجارة في غرب المتوسط. ودام النزاع أكثر من قرن. وطلع عند القرطاجيين قائدٌ عبقريٌّ هو هنيبعل وما زال يُذكر لعبوره جبال الألب على متون الأفيال. هذا غزا روما وهزمها في عقر دارها، لكنه لم يتلقَّ أي إمداد، فاضطُر أخيراً إلى الانكفاء. وفي 146 ق م دمر الرومان قرطاجة. وكانت روما في تلك الأثناء قد جُرَّت إلى شؤون الشرق، حيث تحالف هنيبعل مع أعداء روما. ثم هزم الرومان انطيوخس الثالث ملك سورية وأعطوا أراضيه في آسيا الصغرى لحليفهم أُمِينيس الثاني البرغامي. بعد ذلك دمروا كورنثوس 146 ق م، وتولوا حكم اليونان مباشرة. وفي 133 ق م تخلى آخرُ ملك برغامي عن أراضيه للرومان، فجعلوها مقاطعة "أسيّا" الرومانية. قوّة عالميَّة: وهكذا صارت روما قوة عالمية. ولكن تغيُّرات كبيرةً حصلت. فقد كان لليونانيين تأثير كبير في فاتحيهم. إذ درس الرومان اليونانية وقلدوا أساليب اليونان في فنهم وأدبهم. إنما حصلت تبدلاتٌ أخرى نحو الأردأ. فقد كانت أسيّا على الخصوص غنية جداً، وبدأ الموظفون الرومان الرسميُّون يستغلون مناصبهم لاصطناع الثروة بسلب مرؤوسيهم. ولم يتمكن مجلس الشيوخ في روما من السيطرة على هؤلاء. وكان ذلك مجرد جزءٍ من مشكلة أكبر. فلم يكن ممكناً حُكم إمبراطورية عالمية على طريقة حُكم مدينة صغيرة. وهكذا دعت الحاجة إلى جيوشٍ كبيرة ومؤسسات نظامية. وأخذ الطامحون يتصارعون على السلطة، حتى نتج من ذلك عدة حروب أهلية في القرن الأول ق م. وفي 63 ق م احتلّ القائد الروماني بومبيي أورشليم. ومنذ ذلك الحين صار لروما نفوذٌ وسيطرة في فلسطين. وفي ما بعد صار بومبيي هو البطل الجمهوري في مواجهة يوليوس قيصر الطامع. لكنَّ يوليوس قيصر هزمه وحاز لقب "الدكتاتور"، وفَّر له سلطاتٍ طارئة خاصة. وقد كان قيصر حاكماً نشيطاً وقديراً وفهيماً. لكنه اغتيل في 44 ق م بمكيدةٍ دبرها الجمهوريان بروتُس وكاسيوس. ثم هزم أنطونيوسُ (صديق قيصر) وأُكتافيوسُ (وريثهُ) الجمهوريِّين في 42 ق م في مدينة فيلبي المكدونية- وهي مدينةٌ شهيرة في العهد الجديد. وبعد ذلك تناحر المنتصران. وهزم أكتافيوسُ أنطونيوسَ وحليفته كليوباترا ملكة مصر. الإمبراطورية والأباطرة: أعيا الناس من سني الحرب الطويلة حتى أتى أُكتافيوس إليهم بالسلام. وفي 27 ق م نال لقب "أوغسطس" (المبجَّل). وقد ادعى أنَّه استعاد الجمهورية، وحرص على "تقنيع" قوته الحقيقية، وسيطر على الجيش، فأصبح بالحقيقة الحاكم الأول لِما ندعوه بالإمبراطورية، وإن كان لم يستعمل هذه الكلمة قط. فقد وحد عالم البحر المتوسط كله تحت حكومة واحدة أحلَّت السلام. وغدا ممكناً أن يسافر المرء إلى أيِّ جزء من الإمبراطورية برّاً أو بحراً. حتى عمَّ الشكر في كل مكان عرفاناً بفضله. وكانت وفاته عام 14 م. في عهد أوغسطس قيصر وُلِد المسيح (لوقا 2: 1). وقد جرى تعليمه وموته وقيامته في مُلك طيباريوس، الإمبراطور الثاني (14- 37 م). وقام بولس بسفراته خلال عهدي كلوديوس (41- 54 م). ونيرون (54- 68 م) وهو القيصر الذي إليه استأنف بولس دعواه (أعمال 25: 11). الرومان واليهود: كان الرومان محتلِّين فلسطين في زمن المسيح. وقد حاولوا بادئَ بدء أن يحكموها بواسطة ملوك من أسرة هيرودس. ولمَا فشل هذا في اليهودية، أرسلوا حاكماً رومانياً كانوا يسمونه "الوكيل"، أو الوالي. ومع أن الأباطرة الأولين حرصوا عادةً على احترام مشاعر رعاياهم، فقد استصعبوا مداراة دين اليهود وقوميتهم. وقد غضب اليهودُ من جرَّاء المعاملة القاسية التي عاملهم بها بنطيُّوس بيلاطُس (26- 36 م) وخلفاؤه، فحصلت ثورة يائسة على الرومان عام 66 م. وبُعيد موت نيرون تنازع قوّاده المتنافسون لأجل السلطة في روما. أخيراً فاز فِسْباسيان، قائد جيش الجبهة السورية، وتولى عرش الإمبراطورية (69- 79 م). فكان ابنُه تيطُس من وضع حداً لتمرد اليهود. وفي السنة 70 م دمَّر أورشليم وهيكلها. وكانت روما قبل ذلك تعطف غالباً على اليهود. فبولس مثلاً كان يهودياً ومواطناً رومانياً، وكان من الطبيعي أن يلتمس لدى الرومان إنصافه وحمايته. وقد وفرت روما السلام وحرية السفر لنشر الإنجيل. ولما عومل بولس بغير عدل لجأ إلى حقه برفع دعواه إلى القيصر. وربما لم يكن يعلم آنذاك أي إنسانٍ شرير كان نيرون آخذاً أن يصير. الحياة في روما: كانت روما آنذاك مركز المسكونة، وعدد سكانها يزيد عن مليون نسمة. ولنا صورة حية عن الحياة فيها: مبانٍ عالية وشوارعٍ ضيَّقة مزدحمة، حيث يسيطر على الناس الخوفُ من الحرائق، وقرقعة العربات تُقلِقهم طولَ الليل. وقد عاش الأباطرة والنبلاء في رفاهية عظيمة لكن في خوفٍ أيضاً. وازدحمت الشوارع بالأحرار والعبيد من كل جنس. وقد حاول الأباطرة الحفاظ على السلام بتنظيم نقل الحنطة من مصر وإقامة حفلات المصارعة التي فيها كان يتنازل الرجال أو الوحوش حتى الموت. ولما شبَّ حريق كبير في روما عام 64 م، اتهم نيرون المسيحيين وعذب كثيرين منهم حتى الموت. الصالح والطالح: رُغم جميع الانجازات التي حققتها الحضارة الرومانية، كان لها جانبٌ سيء . وقد تزايد العداء لروما في فلسطين المحتلة. فلم يهتم الولاة، مثل بيلاطس وفبلكس وفستوس بقضايا الإيمان التي تجادل فيها اليهود والمسيحيون. غير أن المسيح امتدح إيمان رومانيٍّ (لوقا 7: 1 وما يلي) ووجد بطرس ضابطاً رومانياً كان مخلصاً في البحث عن الله (أعمال 10 و 11). وبعد سقوط أورشليم واجه المسيحيون مشاكل جديدة. فقد أصر الإمبراطور دوميتان (81- 96 م) على أن تقدم له فروض العبادة كإله. ولم يكن معقولاً أن يُطيع المسيحيُّ المؤمن أمراً كهذا. فاعتُبر المسيحيون أعداءً لروما. وقد كُتب سفر الرؤيا في زمنٍ احتاج المسيحيون فيه إلى القوة لمواجهة الاضطهاد الروماني. وتظهر روما في سفر الرؤيا بصورة زانيةٍ مترفِّهة، شأنها شأن بابل قديماً. . |
رد: [ر] موسوعة الكتاب المقدس
الرسالة إلى أهل رومية كتب بولس رسالته إلى مسيحيّي مدينة رومية (روما) نحو السنة 57 م، بعد سفراته التبشيرية الرئيسية الثلاث. ولم يكن قد زار روما بعد، بل كان ينوي أن يزورها. وقد شاء أن يمهِّد لهذه الزيارة كما هو ظاهر في الأصحاح السادس عشر من الرسالة. تبسط الرسالة حقائق البشارة المسيحية بإسهاب. وقد كُتبت بعد رسائل بولس إلى تسالونيكي وغلاطية وكورنثوس. وهي أوفى بحثٍ في العقيدة كتبه الرسول، تدعمه الحجج وتؤيِّده الشواهد الكتابية من العهد القديم. يستهلُّ بولس الرسالة بتحية المسيحيين في روما. إلى أن أساس رسالته هو أن الله قد أعلن في البشارة المسيحية كيف يُصلح حال الناس أمامه وأن ذلك هو بالإيمان من البدء إلى الختام (1: 17). من ثم يبيِّن الرسول أن جميع الناس يحتاجون إلى العلاج الإلهي للخطية، سواءٌ كانوا من اليهود أو الأُمم. فلا مصالحة لنا مع الله إلا من خلال الإيمان بيسوع المسيح (الإصحاحان 3 و 4). ثم يبين بولس أن الله يعطينا بالمسيح عفواً مجانياً وحياة جديدة، ويُحلل الرسول أيضاً العلاقة بين شرائع الله وعمل روح الله في حياة كل مسيحي (الأصحاحات 5- 8). وفي الأصحاحات 9- 11 يفصِّل الرسول الكلام على مكانة أُمة بني إسرائيل بالنسبة إلى خطة الله لخلاص البشر. وبولس على يقينٍ من أن تلك الأمة مرفوضة في الزمن الحاضر بعد رفضها للمسيح، ولكنها حين تعود إلى الإيمان به يُصلح الله حالها. والقسم الباقي من الرسالة (الأصحاحات 12- 16) ينطوي على إرشادات عملية متعلقة بالسلوك المسيحي الواجب، وفيه حديث عن المسيحي والحكومة، وعن واجباتنا بعضنا نحو بعض، وعن كيفية التصرف اللائقة بنا بالنسبة إلى الذي حولنا من غير المؤمنين بالمسيح، وعن مسائل دقيقة تتعلق بقضايا لها علاقة بالضمير. وفي ختام الرسالة تحيات شخصية مميزة موجهة إلى مسيحيين بأسمائهم وتسبحة ختامية (الأصحاح 16). |
رد: [ر] موسوعة الكتاب المقدس
ريغيون مرفأ في أخمص إيطاليا، على مضيق مَسَّينا مقابل صقلية. اسمها الآن ريغيو دي كالابريا. باتت فيها سفينةُ بولس ليلةً وهو مسافر إلى روما. أعمال 28: 13 |
الساعة الآن 01:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025