منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 23 - 02 - 2020 03:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قُدني أيها النور اللطيف إلى أبعَد

احفظ خطواتي فلا أبغي أن أرى الهدف البعيد.

قُدني، أيُّها النور اللطيف
خلال الظلمات التي تكتنفني.

قدني أنت دومًا إلى أبعد
فالليل دامس، وأنا بعيد عن الدار

واحفظ خطواتي

فلا أبغي أن أرى الهدف البعيد.

لم أكن هكذا دائمًا

ولم أُصَلِّ دائمًا

لكي تقودني أنت دومًا إلى أبعَد.
كنتُ أحبّ أن أختار وأجد طريقي

أمّا الآن فقدني أنت دومًا إلى أبعد.

كنتُ أبحثُ عن المجد

ورغم المخاوف، كان الكبرياء يُسيطر على إرادتي.

لا تذكر بعد اليوم السنين الماضية.
قدرتُك باركتني فترات طويلة

وهي ستقودني دومًا إلى أبعد

في الأرض القاحلة وفي المستنقع

على الصخرة النائية والموج الصاخب

على الجبال وفي السيول
حتّى ينقشع الظلام

فتبتسم لي في الصبح وجوه الملائكة

طالما أحببتُهم

ثمّ نسيتهم حينًا.قُدني أيُّها النور اللطيف

قدني أنت دومًا إلى أبعد

الكاردينال جون هنري نيومان.

Mary Naeem 23 - 02 - 2020 03:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عرس قانا

https://upload.chjoy.com/uploads/158247301482232.jpg


إنجيل القدّيس يوحنّا 2 / 1 – 11 في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.
ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.
ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر».
فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ظ±مْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!».
فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَظ±فْعَلُوه!».
وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا،
فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.
قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا.
وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ظ±سْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ
وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!».
تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

التأمل: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَظ±فْعَلُوه…!»
رحلة الصوم الكبير تبدأ اليوم بعرس قانا الجليل، والعرس يبشر بالحياة والخليقة الجديدة، على المستوى الشخصي والجماعي.
فالعرس ليس مشروع فتاة وشاب أحبّا بعضهما البعض وأرادا أن يتحدا بالزواج، بل هو مشروع الجماعة بكليتها إن كانت عائلة أو بلدة أو مدينة أو بلد أو البشرية جمعاء.
لكن لماذا يبدأ الصوم بعرس؟! لأنه أيضاً ينتهي بعرس (الصليب)،كأننا أمام خليقة جديدة، سفر تكوين جديد، آدم جديد، وحواء جديدة، لنصل الى بشرية جديدة ومتجددة دوما بدم المسيح الذي يعطيه الى أحبائه في كل عرس (القداس)..

لا أعلم كيف يمكن لمن يؤمن بالمسيح أن يجد الحزن طريقاً الى قلبه؟
لكن هذا العرس لا يكتمل إلا بحضور يسوع ومريم وأيضاً التلاميذ، أي أنه زواج داخل الكنيسة وليس خارجها، ليس زواجاً مدنيا أو عقداً قانونياً أو تدبيراً بشرياً.

حضر يسوع وأمه مريم والتلاميذ بدعوة من أهل العروسين، لكن حضور يسوع كان لطيفاً وليس طاغياً، شارك فرحة العروسين، أكل وشرب بكل هدوء، حتى أنه لم يكن مترئساً بل حافظ على مكانة رئيس المتكأ، أتى ليكمّل لا لينقض، حضر ليخدم لا ليُخدم، لم يجلس في المكان الأول ولم يأخذ مكان أحد…
نفذ الخمر، رغم كل الحسابات البشرية، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى خراب العرس، لأن الخمر يرمز إلى الفرح. هذا يعني أن الفرح البشري يبقى ناقصاً مهما كانت التحضيرات والاستعدادات..
علمت مريم أولاً أن الخمر قد نفذ، لأنها كانت تخدم، حاضرة بالقرب من أهل العرس، داخل المنزل لا بل داخل المطبخ داخل القلب، توجهت مباشرة إلى ابنها وهي تعلم أن ساعته (ساعة الصليب) لم تأت بعد، وكأنها تريد استعجال تلك الساعة!! أي أم تحرض ولدها على الموت؟!! هي مريم فقط تلك المرأة الواقفة دوماً أمام ولدها يسوع تشير بيدٍ الى حاجاتنا وبيدها الأخرى تحرضنا على طاعته..
هي حواء الجديدة، إمرأة العهد الجديد، تريدنا كزهرة دوّار الشمس نتجه بكياننا صوب يسوع، نتبع حركته، نسير حسب إيقاعه، وكزهرة دوار الشمس نبقى في تلك الحركة حتى لو تلبدت سماؤنا بالغيوم، لأن نوره يخرق كياننا في ظل ذاك الظلام…
يا مريم، يا أمنا، أنظري الى بيوتنا نقص الحب فيها، انظري الى قلوبنا نقصت الرحمة منها، أنظري الى أولادنا نقص عندهم الايمان والرجاء والمحبة، ونقصت الرجولة والأبوة والشهامة عند شبابنا، والطهارة والأمومة والقناعة عند بناتنا.. والأمن والسلام في بلادنا والنزاهة والشرف والكرامة عند من يتولون المسؤولية بيننا..
ليكن نظرك يا مريم علينا وعلى عيالنا..آمين



Mary Naeem 23 - 02 - 2020 03:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وقُوَّةِ الله، بِسِلاحِ البِرِّ





إِذًا فَنَحْنُ سُفَرَاءُ الـمَسِيح، وكَأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِاسْمِ الـمَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ الله! إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الـخَطِيئَة، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ الله. وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ اللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛ لأَنَّهُ يَقُول: “في وَقْتِ الرِّضَى اسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الـخَلاصِ أَعَنْتُكَ”. فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ الـخَلاص. فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم. بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ الله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والـمَشَقَّات، في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم، وبِالنَّزَاهَة، والـمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والـمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء، في كَلِمَةِ الـحَقّ، وقُوَّةِ الله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى.
قراءات النّهار: 2 قور 5: 20-21، 6: 1-7 / متّى 6: 16-21
التأمّل:
في أوّل أيّام الصوم، نحتفل برتبة وضع الرّماد على الرؤوس وهي ترمز إلى تواضعنا أمام رحمة الله واستعدادنا لنتغيّر ونتوب عن كلّ ما يبعدنا عنه.
هذه التوبة نعبّر عنها بأعمالٍ واقعيّة من صلاة أو صدقة أو صوم ولكن أيضاً بتغييرٍ جذريّ في حياتنا كي “لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم”!
فأوّل ما نقوم به من خير هو ألّا نزرع الشكّ في قلوب الآخرين إن سلكنا بعكس ما تقتضيه رسالتنا المسيحيّة التي يلخّص مار بولس بعض ما يمكن أن تحويه من صعوبات ستؤول بالخير طبعاً علينا وعلى الآخرين إن ارتكزنا إلى “قُوَّةِ الله” وتشدّدنا “بِسِلاحِ البِرِّ”!


Mary Naeem 23 - 02 - 2020 04:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المؤمن الحقّ


https://upload.chjoy.com/uploads/158247363113132.jpg



يحدّثنا الفصل الإنجيلي اليوم عن طرد لروح شرير من فتى معذّب مصروع. هذا الغلام، الذي شفاه السيد من تشنّج في أعضائه، وزبد في فمه، وصرعة عامّة في كيانه، صورة لكلّ واحد منّا إذا ما تركْنا الخطيئة تتملّك في أعضائنا. كل خطيئة صرعة، كل خطيئة تشنّج، وحتّى ندفعها عنّا لا بدّ لنا من زخم يأتينا من الداخل ويتدفّق علينا من قلب الله.

نقول مع أبي الصبي: «إني أُومن يا سيد، فأَغِثْ عدم إيماني». صلاة تنبع من يقيننا بأن الله يتمّم كلّ شيء صالح فينا، وصراعنا هو بِالضبط في أنّنا متردّدون بين قوّة الله وقوّتنا.

الإنسان دائمًا يعتزّ بنفسه، بعائلته، بإيمانه بصحته، بجماله، بعلمه… بكلّ الأشياء التي تُغري فيركن الإنسان إليها. ولو قال أنا مؤمن، ولو صلّى، يظلّ متكلاً على هذه الأشياء. يؤكّد لنا السيّد هنا أن المؤمن الحق هو من صام عن كلّ شيء، هو من ردّد في نفسه أن الله هو الموجود والفعّال والمغذّي. لذلك قال لتلاميذه: «هذا الجنس لا يخرج الاَّ بالصلاة والصوم».

جواب السيد انه لا بدّ أن نتروّض على الإيمان بالصلاة، وان نجعل الصلاة تستمرّ بالإيمان. هناك تفاعل بين الصلاة والإيمان. إيماننا بالمسيح يجعل الصلاة ممكنة، والصلاة تجعل الإيمان حيًا. فإذا تفاعل الإيمان والصلاة استطعنا أن نُحجم عن الشهوات الضارّة، وكذلك اذا أَحجمنا عن الشهوات الضارّة، تزداد محبتنا لله وللقريب وينفتح قلبنا لله، فيأتي الينا ويطرد عنّا كلّ ضيم، ويُخرج من قلبنا كلّ شهوة تدغدغ نفسنا، ويتربّع في قلبنا سيدًا وحيدًا ومعزّيًا ورفيقًا.

متى أَدركنا كلّ ذلك، نُدرك أيضًا ان الصلاة تعبير عن فقرنا. انها اعتراف بأنّنا محتاجون إلى رحمة الله، وأن يأتينا هو بكلّ برّ. الإقرار بأنّنا لا شيء، وبأنّ الربّ يسوع هو كلّ شيء، هذا المعنى الحقيقي والدافع الحق للصلاة. عندما يقف المرء أمام ربّه داعيًا، ملتمسًا، مستغفرًا، راجيًا، يكون مفرّغًا ذاته من ذاته، من شهواته، قائلاً لله: تعال أنت واحتلّ هذا المكان، خذ النفس واجعلها لك بحيث لا أحيا أنا بل تحيا أنت فيّ.

هكذا، اذا تدرّبتُ على صلاة موصولة، أستطيع أن أَردّ التجارب التي تأتيني، التي تحدّث عنها يوحنا الرسول في رسالته الأولى عندما قال ان كلّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظُّم المعيشة ليست من الآب بل من العالم (ظ،يوحنا ظ¢: ظ،ظ¦). محبّة المال، ثم محبّة الجسد، محبّة المجد، هذه كلها نحتاج إلى ان نتروّض لمكافحتها يومًا بعد يوم، أن نصوم عنها حتى تصبح هذه الرياضة الروحية عادة فينا.

الصوم يعني في أعماقه إمساكًا عن الشهوات التي تُكبّلنا. لكن هذا الصوم لا يمكن ان نحقّقه، وهذا الإحجام عن الشرور لا نستطيع ان نقوم به ما لم نُصلّ، أي ما لم نكن متّحدين بالمسيح يسوع اتحادًا قلبيًا طوعيًا، بحيث نؤمن أن الصلاة فعّالة، مطهّرة، رافعة إيّانا إلى عرش الله وملكوت المحبة.

الإيمان والصلاة والصوم متماسكة تمامًا بحيث لا نستطيع أن ندّعي الإيمان بلا صلاة، أو أن ندّعي الصلاة الحقّ بدون جهاد متّصل، ليكون الله وحده سيّدًا في حياتنا.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)

Mary Naeem 23 - 02 - 2020 04:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وتسلحوا بسلاح الله الكامل


https://upload.chjoy.com/uploads/158247363105111.jpg



يبدأ صوم الفصح بحسب الآباء، بحسب حياة الرهبان، ثلاثة أيام لا يتناولون فيها لا طعام، ولا ماء، يفعلون هذا فقط ليعلنوا لله بأنهم بالفعل قد تركوا كل شيء وتبعوه، وماتوا عن أهوائهم، عن ملذاتهم، عن أطايب الحياة التي يركض ورائها الذين هم أبناء هذا الدهر. ومطبقين كلام الرسول بولس: “لنسلكن سلوكاً لائقاً كما في النهار”، وبه يحرضنا الرسول بولس أن نلبس أسلحة النور. لماذا يريدنا أن نلبس أسلحة النور؟ كلكم تعرفون أنه في المعمودية، نقول متضرعين الى الله: “إجعله جندياً جديداً في مملكة ربنا يسوع المسيح، إجعله خروفاً ناطقاً في رعيتك المقدسة”. وبالتالي الإنسان المؤمن يصبح جندياً في مملكة يسوع المسيح.
نحن نعيّد في هذه الكنيسة للقديس الشهيد ثاوذورس. نعيّد في هذا الشهر، للقديسين الواحد والاربعون من عمورية، وهي مدينة كبيرة والتي فتحها المعتصم، الذي وقتها قال أبو تمام الشاعر: “السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبِاءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنِ الْجدِّ وَاللَّعِبِ”، معروفة الحادثة، هناك واحد واربعون شهيداً طُلب منهم أن يغيّروا إيمانهم بيسوع المسيح، لم يقبلوا. كما كان الجنود يبذلون دماءهم لحماية المدينة المحاصرة، ويقاتلون بكل شجاعة، ومستعدين أن يبذلوا الغالي والرخيص لأجل ثبات الأمن والسلام بحسب معطيات السلطة الزمنية التي كانوا يخدمون. وعندما جاء دورهم أن يخدموا، وأن يجاهدوا، وأن يضحّوا، وأن يقدموا لربنا يسوع المسيح، قدموا، وبكل شجاعة، مع أنهم أسروا، وأتوا بهم الى بغداد، وأبقوهم شهوراً بين الوعيد والترهيب، ما بين الإحسان والعذاب. لا الإحسان أثر فيهم حتى يغيّروا رأيهم، ولا العذاب أثر فيهم. الإحسان والعذاب في خدمة ربنا يسوع المسيح، لا يمكن أن يَفْرُقان عن بعضهما البعض. لأننا لا نخاف ممن يقتل الجسد، بل ممن له أن يلقي الجسد والروح في نار جهنم، يعني الإنسان كله، أي أن نخاف الله.
نعيّد في هذا الشهر للقديسين الأربعين الذين إستشهدوا في سبسطيا، هكذا هم المؤمنون، الإنسان الصائم هو إنسان مضحّي، هو إنسان رجال، هو إنسان لا يخضع للأهواء ، ولعادات إجتماعية، ولما يراه من هنا وهناك، وما يسمعه. الإنسان المؤمن هو إنسان صوّام، إنسان لا يقتدي بالآخرين، لا يقلّد الآخرين، بل يسعى في النهاية أن يكون هو القدوة، وهو المؤثر، وهو صانع الحاضر والمستقبل. والذي يستطيع أن يصحح أيضاً الماضي بأن يحض الناس بحياته وسلوكه على التوبة. الإمتناع عن الطعام والشراب بالنسبة الى الإنسان المؤمن هو أدنى درجات سلم الفضيلة، وهو أول ما يتكلم عنه القديس يوحنا السلّمي، يتكلم عن الإنسان الساعي الى القداسة الذي يبدأ بالتخلص من أشياء هذا العالم وممتلكاته، يضعه بالدرجة الأولى، أو الساعي أن يصعد الى الدرجة الأولى. إذا صام الواحد منا عن السيجارة، يقول أنا أصوم!، إذا كان يعمل عمل سيئاً وفي الصوم لا يعمله، يقول أنا صائم! إنه لم يدخل بالأشياء الطبيعية، إنه لم يدخل على المرحلة الأولى ما بين الدرجة الأولى والأرض، إنه لم يرفع رجله ليصعد، لكن كيف الإنسان الصوّام الذي يعرف أن الصوم هو ليس صوم الطعام، بل هو إشارة إليه، لأن الصوم هو صوم القلب، ليس فقط صوم اللسان. انا لا أتكلم على أحد، انا لا أسرق، لا أختلس. هذا كلام أولاد صغار ، الأولاد الصغار هم الذين يقولون أنا لا أعمل هذه.. يدافعون عن أنفسهم. الإنسان الكبير يتكلم عن نجاحات، يتكلم شهادات، ويكون قد حقق شيئاً في حياته. يتكلم عن أشياء يفتخر بأن يقدمها للناس كفتح جديد. وفي الحياة الروحية لكل شخص هناك فتوحات هامّة يمكنه أن يفتخر بها أمام الله وملائكته. أن يفتخر أمام البشر جميعاً، أن يتكلم، وينصت إليه الناس، ينصت إليه البشر يقولون ويمجدون الله بسبب أعماله. هذا يعني أن الإنسان يتجند ليسوع المسيح. ماذا يعني يتجند؟ أنه جندي جديد ليسوع المسيح ربنا. ماذا يعني جندي جديد؟ الجندي العادي يتعلم فنون القتال ليذهب الى الحرب. إما ان يكون على المدفعية، او على الدبابات، أو بالطيران، او بالصواريخ، إما مشاة او مجوقل الى ما هنالك من أشياء بحسب الجيش الذي في هذا العالم. عليه أن يتدرب عليها جيداً ليستخدمها في المعركة وعند الحاجة لها.
وأيضاً المؤمنون في تجنُدهم ليسوع المسيح، يتسلحون بأسلحة البِر. ماذا يهمني إن كان أحد ما عنده مال الدنيا كلها، ولا يعرف كيف يحافظ على هذه النعمة، ويستخدمها لأجل خلاصه، وخلاص الذين من حوله. يأتي مئة لص ولص، وعندهم مئة طريقة وطريقة لسرقتها فتذهب مهب الريح. أريد أن أسأل كم شخص فقد ماله بسبب القمار، عادة واحدة أفقرت الناس. نفس الشيء في الحياة الروحية، الإنسان الذي يأخذ كل النعم الإلهية بالمعمودية، إذا لم يكن عنده السلاح، وطرق الدفاع الصالحة، القادر على استعمالها على الهجوم على ما يمكن أن ينزع منه هذه النعم التي يعطيه إياها الله له بالمعمودية، التي يعطيها الله له بالمناولة، وقراءة الكتب المقدسة، والكلمة. يأتي اللص عدو البشر، الشرير الشيطان، إبليس، ويخرق له أكياسه، ويبدأ بتفريغها شيئاً فشيئاً بطريقة ذكية، وبدون إنتباه من صاحبها.
طريقتنا نحن، لماذا نريد أن نصوم؟ نحن نمتنع عن الأشياء التي نحبها كثيراً. من قال لك إذا أنت إمتنعت عن الأكل، تزيد أو تنقص. من قال لك إذا لم تمتنع عن الأكل، تزيد أو تنقص. الله لا يحاسب على الطعام والشراب، لأن الرسول بولس يقول لنا: “الجوف للأطعمة، والأطعمة للجوف، والله يبيد هذه وتلك”. وبالتالي، الصوم عن الطعام، هو عبارة عن تمرين الحواس لطاعة الكلمة الإلهية. يمرّن الإنسان ذاته أن يكون قوياً، ليس له سيّد إلا يسوع المسيح. لا الطعام، ولا المال، ولا العادات الإجتماعيّة. سيّده وحده يسوع المسيح. تخيلوا أن هناك مجتمعاً لا يرى في الدنيا له سيّداً، ولا متسلطاً عليه إلا يسوع المسيح. هذا المجتمع يكوِّن مجتمعاً ملكوتياً، كما في السماء، كذلك على الأرض. لأن هل هناك شيء ضد شريعة يسوع المسيح. بولس الرسول يقول: “هذه ليس من ناموس ضدها”، يعني ليس من شريعة ضدها. فأنت عندما تبدأ بالتمرن على الحياة الروحية بالصوم، عليك أن لا تعتبر أنك قد وصلت الى شيء، بل أن تسمع قول ربنا يسوع المسيح يقول لك:

“مهما فعلتم فقولوا نحن عبيد بطّالون”. يجب على الإنسان أن يبقى موأَخذاً نفسه، وعاتباً، إذا لم يستطع الوصول الى محبة يسوع المسيح، يعني أن يحب يسوع المسيح، بقدر محبة يسوع المسيح له، على قدر محبة الله له. عند ذلك يستطيع أن يقول أنه يعيش حياة روحية، ويتأكد ذلك له في كشوفات، وإعلانات، ورؤى، وحضور قدسي من عالم السموات كما يحدث مع القديسين. عندئذ يستطيع الإنسان أن يقول: بالحقيقة قد قطعت أشواطاً في هذه الحياة، ولكن ما زلت من العبيد البطّالين. لأنه أين هو من لا نهائية الله في كل خير، لأنه مخلوق على صورته ومثاله. فالصوم، هو صوم كياني، ليس فقط صوم عن الطعام، بل هو صوم كياني، كما يقول الرسول بولس: “لست أنا أحيا، المسيح يحيا فيّا”. وإذا وصلنا أن ندرك هذا أننا بكلامنا، وبتعاملنا مع الناس، ومع طعامنا، ومع عاداتنا، وفي وظائفنا وفي كل مكان، نفكّر ماذا يريد يسوع المسيح الآن. ممتلكاً هذا الفكر، الشعور علينا، يعني بالحقيقة نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: “لست أنا أحيا، المسيح يحيا فيّا” يكون المسيح قد حصنني، فيكون المسيح هو الذي أظهره أمام عالم شرير يريد أن يأخذنا الى الهاوية، والى حياة الشر.
جهاد الصوم ككل جهاد روحي يحتاج الى أسلحة البِر، سيف الإيمان، خوذة الروح، درع الصدق والثبات…

أسأل الله أن يعطينا جميعاً أن ندخل في هذا الجهاد ونحن بالفعل موطدين العزم، وقد لبسنا هذه الأسلحة التي أعطانا إياها الله لكي نستخدمها في الإنتصارات والفتوحات الروحية، لكي نبقى رعية واحدة لراع واحد الذي هو مباركنا، وهو مقدسنا يسوع المسيح آمين.

باسيليوس، مطران عكار وتوابعها

Mary Naeem 24 - 02 - 2020 02:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
Você nأ£o estأ، sozinha ok? Você vai vencer todos os seus problemas, medos e inseguranças, você vai realizar cada um dos teus sonhos, você vai ser muito feliz. As vezes as coisas vأ£o acontecendo na nossa vida pra nأ³s mostrar o quأ£o forte verdadeiramente somos, Deus nأ£o te abandonou, Ele ainda continua do seu lado, Ele te ama, nأ£o desista de você, você ainda tem tanto pra viver, você ainda precisa ouvir sua mأ؛sica preferida, aproveitar com os seus amigos, ver seus sonhos se realizando, você ainda vai ver tanta coisa incrأ*vel acontecendo e ainda vai conquistar tantas coisas, entأ£o por favor, se olhe com amor e se veja da mesma forma que podemos te ver, uma pessoa linda, forte e capaz de conseguir tudo aquilo que sonha e se propأµe a fazer. Nأ£o desista, da sua vida, nأ£o desista dos teus sonhos, por mais difأ*cil que esteja continue lutando, porque você nأ£o estأ، sozinha, existe um Deus cuidando de você e zelando de ti, Ele estأ، colhendo tuas lأ،grimas e escrevendo uma histأ³ria linda pra você viver. Eu acredito em você! ��
.
.
. (Nأ£o sei quem fez a imagem, peguei do pinterest, por isso nأ£o coloquei créditos)

Texto de minha autoria, se pegar favor me marcar



https://upload.chjoy.com/uploads/158255466323082.jpg

Mary Naeem 24 - 02 - 2020 03:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فنحيا معك بالتقوى والصوم

https://upload.chjoy.com/uploads/158247363113132.jpg

أهّلنا في هذا الصوم المقدس أن نقف أمامك لابسين وشاح التوبة

ارسم يا رب على جباهنا صليب الرماد،
فنحيا معك بالتقوى والصوم، ذاكرين أننا جبلتك وأبناؤك،
والى تربتك الخصبة وحضنك الأبوي نعود. أهّلنا في هذا الصوم المقدس أن نقف أمامك
لابسين وشاح التوبة الذي لبسه أهل نينوى.
أعطنا يا رب بوضع هذا الرماد المقدس على رؤوسنا،
أن نصير تائبين حقيقيين مثلهم،
لنتمم هذا الصيام بفرح ونحوز غفران الذنوب وثواب الصائمين.
إجعل صومنا دواء شافياً يبلسم جراح نفوسنا واجسادنا،
فنرفع إليك المجد والإكرام الآن والى الأبد.
آمين


Mary Naeem 24 - 02 - 2020 03:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اذكر يا إنسان أنك من التراب والى التراب تعود


https://upload.chjoy.com/uploads/158255980155391.jpg


إنجيل القدّيس متّى 6 / 16 – 21 قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَظ±دْهُنْ رَأْسَكَ، وَظ±غْسِلْ وَجْهَكَ،
لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون،
بَلِ ظ±كْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ.

التأمل: اذكر يا إنسان أنك من التراب والى التراب تعود.
أبدأ مسيرة صومي الكبير هذه السنة متضامناً مع جياع وطني، متذكراً أنهم مسبيين من قبل أعداء لهم نصّبوا أنفسهم حكاما على قطع أرزاقهم، على قتل أحلامهم، على دفن مستقبلهم، على تحطيم معنوياتهم وإذلالهم في كرامتهم حتى الصميم.
أذكر أني من تراب هذا الوطن في الوطن والمهجر، وأذكر أني سأعود إليه أيضاً في الوطن والمهجر…
حيث تراب وطني منثورٌ في الأوطان البعيدة هناك تبدأ وتنتهي طريق العودة إلى الذات القوية التي استطونها حب وتضحية وغفران، لذلك سأصوم عن كل مهاجر لم يجلس بالامس على طاولة المرفع مع أهله ولم يشرب نخب العائلة ولم يتذوّق أطايب والدته ولم يسمع كلمة تهنئة وتمنيات الصوم والعيد وجمال اللقاء…
سأصوم مع موسى النبي أربعين يوماً على جبل لبنان علّه يأتي مرّة ثانية ويُخرج شعبي وأمتي وبلدي من عبودية فراعنة العصر، يُخرجنا جميعاً من بحر القصب هذا، من إثمٍ لم نرتكبه، من أزمة لم نفتعلها، من سجنٍ لا نستحقه، من موت لا نريده لأننا أبناء القيامة أبناء الحياة…
سأسير مع إيليا النبي إلى جبل حوريب صائماً وطائعاً دون إعلامٍ أو إعلان متحدياً أكثرية المصفقين الخاضعين لملوكٍ وزوجات ملوك صادروا إرث أجداد كل مظلوم أمثال نابوت اليزرعيلي…
سأسير مع يونان الى مدينتي، إلى ذاتي منادياً بصومٍ لابساً مسوح التوبة، في أزقتها الضيقة، في شوارعها الملوثة، في بيوتها الباردة، في متاجر الغلاء المعيشي والاستقواء بالعملات الأجنبية على حساب الضعيف والفقير صاحب الدخل المحدود خدمة لصاحب المعالي والسعادة والدولة والفخامة…
أصوم رافعاً صلاتي الملحّة والمتواصلة مع البقية الباقية المغلوب على أمرها، في أيام شدّتها، أصرخ معها وأتضرع من أجلها وأبكي جرحها ليس من أجل إذلال للنفس أكرهه ولا من أجل تعذيبٍ للذات أمقته بل مدخلاً الى فرحٍ ننتظره من السماء كفرح القيامة…
أختار صوماً “لحلّ قيود الشر. فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير” غير متفاخر بصومي، بل أدهن رأسي وأغسل وجهي “لكي لا أظهر للناس صائما بل لأبي الذي في الخفاء” (متى 6: 18).
أختار صوماً ترافقه الصلاة، لأني أعلم أن هذا الجنس من الحكّام الفاسدين “لا يخرج الا بالصلاة والصوم” (متى 17: 21)



Mary Naeem 24 - 02 - 2020 04:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وَلْيَمْلأْكُم إِلـهُ الرَّجَاءِ كُلَّ فَرَحٍ وسَلامٍ في إِيْمَانِكُم، لِتَزْدَادُوا في الرَّجَاء، بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس”






الثلاثاء الأوّل من زمن الصّوم الكبير
فعَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْمِلَ ضُعْفَ الضُّعَفَاء، ولا نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا، بَلْ لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ في سَبِيلِ الـخَيْرِ مِنْ أَجْلِ البُنْيَان؛ لأَنَّ الـمَسِيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: ” تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ”. فَكُلُّ مَا كُتِبَ قَدِيْمًا إِنَّمَا كُتِبَ لِتَعْلِيمِنَا، لِيَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ بِمَا في الكُتُبِ مِنْ ثَبَاتٍ وتَعْزِيَة. وَلْيُعْطِكُم إِلَهُ الثَّبَاتِ والتَّعْزِيَةِ أَنْ تَكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِدٍ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، بِحَسَبِ مَشِيئَةِ الـمَسيحِ يَسُوع، حَتَّى تُمَجِّدُوا بِفَمٍ وَاحِدٍ وَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح! لِذلِكَ فَاقْبَلُوا بَعْضُكُم بَعْضًا، كَمَا قَبِلَكُمُ الـمَسِيح، لِمَجْدِ الله. وأَنَا أَقُولُ لَكُم إِنَّ الـمَسِيحَ صَارَ خَادِمًا لأَهْلِ الـخِتَانَة، لِيُظْهِرَ صِدْقَ الله، وَيُثَبِّتَ وُعُودَهُ لِلآبَاء، فَتُمَجِّدَ الأُمَمُ اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِهِ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: “لِذلِكَ أُسَبِّحُكَ بَيْنَ الأُمَم، وأُرَنِّمُ لاسْمِكَ”. ومَكْتُوبٌ أَيْضًا: “تَهَلَّلُوا، أَيُّهَا الأُمَم، مَعَ شَعْبِهِ”. وأَيْضًا: “سَبِّحُوا الرَّبَّ، يَا جَميعَ الأُمَم، وامْدَحُوهُ يَا جَمِيعَ الشُّعُوب”. ويَقُولُ آشَعْيَا أَيْضًا: “سَيَظْهَرُ فَرْعٌ مِنْ أَصْلِ يَسَّى، ويَقُومُ لِيَرْئِسَ الأُمَم، وإِيَّاهُ تَتَرَجَّى الأُمَم”. وَلْيَمْلأْكُم إِلـهُ الرَّجَاءِ كُلَّ فَرَحٍ وسَلامٍ في إِيْمَانِكُم، لِتَزْدَادُوا في الرَّجَاء، بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس!


قراءات النّهار: روم 15: 1-13 / متّى 6: 5-15
التأمّل:
في اليوم الثاني من أيّام الصوم، تتأمّل الكنيسة في اختبار الصلاة ذات البعدين: الشخصيّ والجماعيّ.
في البعد الشخصيّ، الصلاة تدخلنا في علاقة مع الله، “إِلـه الرَّجَاءِ”، الّذي يملأ أبناءه “كُلَّ فَرَحٍ وسَلامٍ” في إِيْمَانِهم، فيْزدَادُوا “في الرَّجَاء، بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس!”.
هذه القوّة تؤهّل المؤمن كي يسند أخاه في ضعفه وفق ما أكّد بولس الرّسول قائلاً: “فعَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْمِلَ ضُعْفَ الضُّعَفَاء”!
الصلاة هي إذاً ما يصلنا بالله ومن خلالنا يصل الله بكل متعثّرٍ أو ضعيفٍ أو بعيدٍ عن محبّته وحنانه دون أن يعني ذلك بأنّنا مجرّد قنواتٍ سلبيّة بل نحن فعّالون في تحويل السلام الّذي نناله في الصلاة إلى قوّة رجاء في قلوب الآخرين!



Mary Naeem 24 - 02 - 2020 04:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صومُنا رجاؤنا

https://upload.chjoy.com/uploads/158246776630871.jpg






غالبيّة الأديان مارست الصَّوم. إنّه حالة تعبيريّة ورمزيّة ووسيلة من أجل تحقيق بعض الأهداف السَّامية والمُقدّسة. ينطلق الصَّوم من إرادة قويّة ونيّة حَسَنة، ويحقّق ثمار ونتائج إيجابيّة وفاعلة، تُترجم من خلال الصِّحة الروحيّة والنَّفسيّة، وتطبيق الأعمال الحَسَنة، والرَّحمة والعدل والمحبّة، والتَّسامح والمُسامحة.
نَستَشفّ من حياة شعب الله في العهد القديم، أنّ الصَّوم هو التزام وعلامة لتمسّكه بالله، وتعبير عن خضوعه لمشيئته وسلطانه. أمّا في العهد الجديد، فتعزّزت حالة الصَّوم واتّخذ مكانًا هامًّا في الإيمان المسيحيّ، وفي حياة المؤمن بالمسيح المُخلّص، واهب الرَّجاء بالخلاص، بالرُّغم من إنغماس الإنسان بالخطيئة.
أَليسَ الانسان بحاجة في الظروف الصَّعبة والقاسية، أن يصوم طلبًا لاستجابة واهب العطايا ولا سيّما الرَّجاء؟ “ثمّ سار الرُّوح بيسوع إلى البريّة ليجرّبه إبليس. فصام أربعين يومًا وأربعين ليلة” (متّى 4: 1-2). أَليسَ الإنسان بحاجةٍ للصَّوم المقرون بالصَّلاة وأعمال المحبّة، تعبيرًا عن توبته وإعلان رجوعه إلى الله والنُّور والحقيقة، طلبًا للمغفرة والرَّحمة؟ أَلا يساعد الصَّوم على التغلّب على الأنانيّة والحقد والبغض والرُّوح الشرّيرة؟ أَلا يساعد الصَّوم المقرون بالصَّلاة والتضرّع، على التغلّب على الحزن والخوف والاكتئاب واليأس؟
ليعمل إنسان هذا العصر، المؤمن بقدرة الله، على طلب المُساعدة من المخلّص الواهب الرَّجاء لكلّ مؤمن. ليركّز الانسان على محبّة وفعل مشيئة الله. ليعترف بضعفه وخطيئته، من خلال الندامة والتَّوبة والصَّوم. ليمتنع الانسان ليس فقط عن المأكل والمَشرب، وإنّما عن ارتكاب المعاصي والوقوع في السَّلبيّات والقنوط، والشكّ بقدرة الرَّبّ الحاملة كلّ الرَّجاء، بتخطّي أغلب الصُّعوبات والعراقيل والمشاكل على أنواعها.
ليهزم الانسان شهوات الجسد وتعلّقه المُستميت بالسُّلطة وحبّ الظهور، والاتّكال فقط على المادّة، والهرب نحو الانفلاش والتخلّي عن تحمّل المسؤوليّة. ليجدّد الانسان الصَّائم روح التَّعزية والسَّلام، والفرح والأمان، والطَّمأنينة، في حياته اليوميّة، بالرُّغم من الأجواء الموبوءة، وأحيانًا “المُقزّزة”. فليضبط الانسان أفكاره السيّئة ولسانه اللاَّذع الَّذي يؤذي مَن حوله أحيانًا.
ليكن صوم الانسان مُدَعَّمًا بالصَّلاة وأعمال الرَّحمة، وبخاصةٍ الرَّجاء الَّذي يقضي على الشكّ والعزلة والتَّشاؤم والتَّفرّد والاحباط. ليكن صوم الإنسان المؤمن فرصةً للرُّجوع إلى أعماق ذاته، كي يستطيع التغلّب على “رتابة” الحياة الدُنيويّة، والتعلّق بها، الَّتي أحيانًا تقتل عنده روح الأخوّة وتستعبده، فيصبح أسيرًا لأهوائه وملذّاته و”لعنجهيّته” و”استعلائه”. أَلا يحرّر الصَّوم الانسان من كلّ هذه العوائق، الَّتي تمنع الدُّخول إلى ملكوت الله؟
ليتحوّل ويتبدّل الإنسان المُتمسِّك “بقناعات” خاطئة، وتصرّفات سيّئة ونوايا خبيثة، بفعل عمل الصِّيام والإيمان والمحبّة. “هذا الجِنسُ من الشياطين لا يُطرَدُ إلاّ بالصَّلاة والصَّوم” (متّى 17: 21).
ليكن صومنا طريقًا نحو العيش بالرَّجاء.
لنكن أصحاب الرَّجاء.



الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025