منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 08:58 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحيانًا أبسط الأفكار التي تولد من ألم يومي أو مشكلة صغيرة


في عام 1946، كانت مارِيُون دونوفان تكافح يوميًا مع معاناة كل أم في ذلك الوقت: حفاضات طفلها القماشية المبتلة التي تحتاج إلى تغيير مستمر، وشراشفه التي لا تنتهي من البلل. شعرت بالإحباط والضغط، وفكرت: "لا يمكن أن يستمر هذا، لابد من حل أفضل!"
بخطوة جريئة وبسيطة في آن واحد، أخذت ستارة الحمام القديمة وابتكرت منها غطاءً مقاومًا للماء يمكن ارتداؤه فوق الحفاضات لمنع البلل. لم تتوقف عند هذا الحد، بل طورت الفكرة باستخدام قماش المظلة وأضافت وسيلة إغلاق مبتكرة لتثبيته بسهولة، وأطلقت عليه اسم “Boater”.
بحلول عام 1949، وُضع هذا الغطاء في متجر Saks Fifth Avenue في نيويورك، ولاقى اهتمامًا واسعًا، رغم أن الشركات الكبرى في البداية رفضت الفكرة باعتبارها "غير عملية". لم تمنعها العقبات، وحصلت على براءة اختراع عام 1951، وباعت حقوق اختراعها لشركة Keko Corporation مقابل ما يعادل مليون دولار في ذلك الوقت — مبلغ ضخم لأم اخترعت شيئًا من منازلها.
بعد عشر سنوات تقريبًا، أدركت شركة بامبرز قيمة الفكرة، وطورتها إلى الحفاضات القابلة للتصرف التي نعرفها اليوم، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين العائلات حول العالم.
طوال حياتها، حصلت مارِيُون على 20 براءة اختراع أخرى، وعُرفت كمخترعة عظيمة، وتم تكريمها في عام 2015 بإدراجها في قاعة مشاهير المخترعين الوطنيين.
العبرة: أحيانًا أبسط الأفكار التي تولد من ألم يومي أو مشكلة صغيرة، يمكن أن تغيّر حياة العالم بأسره. كل تحدٍ يواجهك هو فرصة لإبداعك.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 08:59 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أن الشجاعة الحقيقية لا تظهر إلا حين تواجه الموت


في صباح 16 نوفمبر 2016، كانت كارين أوزبورن تمشي بهدوء في غابة ولاية أيداهو الأمريكية، دون أن تدري أن لحظة حياتها قد تتغير للأبد.
فجأة، ظهرت أمامها دبّة أنثى ضخمة، عيونها مليئة بالغضب والغريزة، وانقـضت على كارين بلا أي تحذير.
بدأت لحظات الرعب الحقيقية، حيث استمر الهجوم لأكثر من 30 دقيقة، فترة شعرت فيها كارين وكأنها تقف على حافة الموت. أثناء الهجوم، كـسرت أسنانها، تجعد وجهها بآثار العضات، تحولت عينها إلى كدمة سوداء، وكـسرت ذراعها، وانشطر حوضها من شدة الضربات.
في خضم هذه اللحظات المروعة، أظهرت كارين قوة الإرادة الإنسانية؛ إذ تمكنت بصعوبة من الاتصال بخدمة الطوارئ 911، وارتـجفت كلماتها وهي تتوسل من المرسل أن يخبر زوجها بأنها تحبه، خوفاً من أن تكون هذه آخر كلماتها في الحياة.
رغم كل هذا الألم والفوضى، نجت كارين بشكل معجز. قصتها تذكّرنا بضعف الإنسان أمام الطبيعة، وبقوة الروح البشرية وقدرتها على الصمود، وأن الشجاعة الحقيقية لا تظهر إلا حين تواجه الموت مباشرة.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:01 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كفاك حماقة يا ولد


في عام 1978، شهدت مدينة ملبورن الأسترالية واحدة من أغرب وأطرف الأزمات الأمنية في تاريخها. داخل مطعم يُدعى The Waiter’s Restaurant، اقتـحم رجل يُدعى آموس أتكينسون المكان وهو يحمل سلاحًا، ليحتجز نحو 30 شخصًا كرهائن في مشهد أثار الذعر في قلب المدينة.
كان هدفه غريبًا ومثيرًا للدهشة؛ فقد طالب بإطلاق سراح صديقه المقرب، المجرم الشهير وعضو العصابات المعروف باسم مارك "تشوبر" ريد، أحد أكثر الشخصيات الإجرامية إثارة للجدل في أستراليا آنذاك.
ظلت الشرطة تحاصر المطعم، والمفاوضات متوترة، والجميع يترقب نهاية ربما تكون دامية...
لكن النهاية جاءت من أغرب جهة ممكنة!
فجأة، ظهرت والدة آموس أتكينسون في المكان، مرتدية رداء نومها، وقد حضرت بعد أن سمعت الخبر عبر الإذاعة. تقدمت دون خوف، واقتـحمت المشهد وسط ذهول رجال الشرطة، ثم اقتربت من ابنها الغاضب، وصرخت فيه قائلة:
"كفاك حماقة يا ولد!"
ثم ضربته بحقيبتها على رأسه أمام الجميع!
كانت تلك الضربة كفيلة بكـسر توتر الموقف، فاستسلم آموس فورًا للشرطة، منهيًا أزمة كانت قد تهددت بأن تتحول إلى مأساة.
لاحقًا، أكدت تقارير متعددة — من بينها مقالات موثقة في ويكيبيديا ومصادر إعلامية أسترالية — أن هذه الواقعة حقيقية تمامًا، ولا تزال تُروى حتى اليوم كإحدى أغرب نهايات احتـجاز الرهائن في التاريخ.
قصة تُثبت أن الأمهات أحيانًا يملكن من القوة ما لا تملكه فرق الشرطة كاملة!

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:04 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رحمتنا بما خلق الله حولنا


في عام 2021، وبين أمواج المحيط الهادئ الزرقاء العميقة، نزلت الغطّاسة والكاتبة الأسترالية سوزان برايور إلى المياه كعادتها، بحثًا عن جمال الشعب المرجانية وسحر الحياة البحرية حول جزيرة نورفولك.
لكنها هذه المرة، لم تجد الجمال المعتاد... بل صادفت مشهدًا صاعقًا لا يُنسى.
بين الأسماك الصغيرة التي ترقص في ضوء الشمس، لمحت سوزان سمكة بوري تسبح ببطء، وكأنها مثقلة بشيء غير مرئي. اقتربت منها أكثر، لتُصاب بالذهول والوجع في اللحظة نفسها:
كان في رأس السمكة خاتم زواج ذهبي مغروس بإحكام، يلمع كأنه يصرخ من تحت الماء، في مشهد مؤلم يجمع بين الرمزية والعذاب.
الخاتم، الذي قد تبلغ قيمته نحو ألف دولار، لم يعد رمزًا لوعدٍ أبدي بين قلبين، بل أصبح علامة على معاناة مخلوق بريء، ضحية لما نتركه نحن البشر خلفنا.
شاركت سوزان قصتها على مدونتها وقالت بأسى:
“رأيت من قبل أسماكًا محاصرة في البلاستيك... لكن هذا مختلف. هذا مؤلم على مستوى أعمق. إنه تذكير بأن حتى رموز الحب يمكن أن تجرح الحياة إن خرجت عن مكانها الطبيعي.”
لقد كانت الصورة التي التُقطت في فبراير 2021 أكثر من مجرد لقطة نادرة؛ كانت صفعة من الحقيقة، تُظهر كيف يمكن لغفلةٍ بسيطة — خاتم يسقط في البحر أو يُرمى من شاطئ — أن تتحول إلى مأساة حقيقية لكائن لا ذنب له.
من كان يظن أن قطعة ذهب صغيرة، ترمز للحب الأبدي، ستتحول في يومٍ ما إلى أداة ألمٍ في قلب المحيط؟
هذه الحادثة المدهشة تُذكرنا بأن البحر ليس سلةً لمخلفاتنا، بل عالم نابض بالحياة، يتأذّى بصمتٍ من تصرفاتنا اليومية.
وأن الحب الحقيقي، إن كان صادقًا، لا يُقاس بخاتم، بل بمدى رحمتنا بما خلق الله حولنا.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:09 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رحمتنا بما خلق الله حولنا


لم يكن خوان يُونسون سوى طفلٍ رضيع في عمر الستة أشهر، حين غادر مع والديه بلده السويد إلى بوليفيا، أرضٍ غريبةٍ عليه، لكنها كانت على موعدٍ مع قلبٍ سيمنحه الحنان الأول في حياته.
هناك، دخلت في قصته امرأة تُدعى آنا خيمينيز — شابة بوليفية بسيطة، تحمل خلف ابتسامتها جراحًا من الماضي، لكنها وجدت في رعاية ذلك الطفل الغريب نورًا يملأ قلبها.
كانت آنا بالنسبة إليه أكثر من مربية… كانت الأم الثانية، الملاك الحارس، الصدر الذي نام عليه مطمئنًا.
كانت تُطعمه بيديها، وتهدهده بصوتها الناعم، وتداعبه قائلة: “يا تشولو السويدي” — وهو لقب محبّب في بوليفيا، يمزج الدعابة بالعاطفة.
أما هو، فكان يناديها "نانا"، الاسم الذي ظلّ محفورًا في ذاكرته رغم تعاقب السنين وتبدّل الوجوه.
لكن الزمن لا يرحم…
رحلت عائلة يُونسون عائدة إلى أوروبا، تاركة خلفها تلك المرأة التي أحبّت الطفل كما لو كان قطعةً من قلبها. انقطعت الرسائل، وضاع العنوان، وتحوّل كل شيء إلى ذكرى باهتة في ركنٍ بعيد من الذاكرة.
ومع مرور الأعوام، كبر "خوانيتو"، لكن داخله ظلّ صدى صوتٍ قديمٍ يهمس: “نانا…”
مرت 45 سنة كاملة، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يبحث عنها.
لم يكن يدري إن كانت لا تزال على قيد الحياة، أو إن كانت ستتذكره أصلاً، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما في داخله لن يكتمل إلا إذا وجدها.
قادته رحلته الطويلة عبر القارات إلى بلدة ياكويبا في بوليفيا، حيث طرق بابًا خشبيًا متآكلًا، ونظر إلى الداخل وقال بصوتٍ مرتجف:
“أنا خوانيتو.”
تطلّعت إليه آنا بعينين مليئتين بالدهشة.
ثوانٍ مرت كأنها دهر، قبل أن تهمس باسمه وتفتح ذراعيها له.
انهارا في عناقٍ طويلٍ أبكى كل من شاهده… عناق جمع بين طفولةٍ ضاعت، وأمومةٍ لم تنطفئ.
كانت تبكي وكأنها تستعيد عمرًا بأكمله في لحظة واحدة، وكان هو يحتضنها وكأنه وجد جزءًا من نفسه المفقودة.
لكن القصة لم تتوقف هنا…
حين انتشر فيديو ذلك اللقاء المؤثر، شاهدته إحدى بنات آنا التي كانت قد أُعطيت للتبنّي منذ زمن بعيد. وبين دموعها، قررت أن تبحث عن أمها الحقيقية، لتبدأ بذلك رحلة لقاءٍ جديد قد يصنع معجزة أخرى.
واليوم، يؤمن خوان أن ذلك العناق لم يكن نهاية فصل، بل بداية سلسلة من المعجزات الصغيرة التي ينسجها القدر بحكمة.
إنها ليست مجرد قصة لقاء بين مربية وطفلها القديم…
بل رسالة إنسانية عظيمة تقول لنا إن الحب الحقيقي لا يُقاس بالدم أو المسافات، وإن القلوب التي أحبت بصدق تجد طريقها دومًا إلى بعضها، مهما طال الغياب.
فالحب لا يضيع… إنه فقط ينتظر اللحظة المناسبة ليعود ويُضيء الحياة من جديد.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:10 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
روحٍ رأت النور بعقلها


في عام 1880…
وُلدت بنت في ولاية ألاباما الأمريكية، اسمها هيلين كيلر.
في أول عام من عمرها، كانت تضحك وتتكلم كأي طفلة.
لكن فجأة، أصا*بها مر*ض غامض… جعلها تفقد السمع والبصر معًا.
العالم حولها صار ظلامًا وصمتًا.
لا ترى… لا تسمع… لا تفهم ما يحدث.
حتى أهلها أنفسهم لم يستطيعو التعامل معها،
فكانت تصرخ وتثور لأنها لا تستطيع التعبير عن نفسها.
لكن في عمر السابعة، دخلت حياتها معلمة شابة اسمها آن سوليفان.
كانت مؤمنة إن “لا مستحيل” أمام الإرادة.
مسكت يد هيلين ، وبدأت تكتب على كفها كلمة “ماء”
بينما تسكب عليها قطرات من الصنبور.
وفي لحظة واحدة…
انفتح عقل هيلين على العالم.
فهمت إن الرموز التي على كفها “كلمات”…
وإن الكلمات لها “معنى”.
من هنا بدأت المعجزة.
هيلين حفظت اللغة بيدها، وتعلمت القراءة بطريقة برايل،
وتكلمت لأول مرة بصوت ضعيف لكنه مليء بالأمل.
كبرت، ودرست في الجامعة، وكتبت كتبًا ومحاضرات،
وصارت رمزًا لكل من قيل له “لن تستطيع”.
قالت هيلين يومًا:
“أسوأ من أن تكون أعمى، هو أن يكون لك بصر ولا ترى.”
قصة هيلين كيلر…
ليست عن فتاة فقدت سمعها وبصرها،
بل عن روحٍ رأت النور بعقلها، حين عجزت عيناها عن الرؤية

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:12 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بحثنا عنه في كل دروب الحياة فلم نجده


في زمنٍ بعيد…
حين كانت القبائل تسكن الرمال، وتُقاس الحكمة بالكلمة، جلس شيخٌ عربي عند نارٍ تحت سماءٍ صافية…
حولَه رجالٌ شدّهم الحديث، فقال الشيخ بصوتٍ متهدّج:
“يا قوم، في الدنيا ثلاث لا تُرى، ولا تُنال، ولا تُدرك…”
سكت قليلًا، ثم رفع عينيه نحو اللهب وقال:
“الغول، والعنقاء، والخلّ الوفي.”
فانحنى أحد الشباب يسأله متعجبًا:
– الغول والعنقاء يا شيخنا… أساطير، لا وجود لها.
ابتسم الشيخ وقال:
– نعم يا بُني، لكنهما أهون من الثالثة… لأن الغول والعنقاء لم يخونا يومًا، أما الخلّ الوفي، فبحثنا عنه في كل دروب الحياة… فلم نجده.
سكت الجمع، وساد الصمت إلا من صوت النار.
حينها فهموا أن الشيخ لم يكن يحكي أسطورة… بل كان يروي وجع أمة، جرّبَت الخيانة أكثر مما رأت الوفاء.
ومن يومها، صار العرب إذا ذكروا المستحيلات، قالوا:
الغول، والعنقاء، والخلّ الوفي.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:15 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الشجاعة ليست في عدم السقوط بل في القدرة على النهوض


الجميلة التي اصطدم وجهها بالنصل: قصة جيسيكا دُبي
كانت القاعة تموج بالتصفيق، والإضاءة البيضاء تنعكس على سطح الجليد اللامع. في منتصف الحلبة، وقفت جيسيكا دُبي، فتاة كندية في العشرين من عمرها، إلى جانب شريكها بريس كيمر. الثنائي كان من أفضل من قدّموا عروض التزلج الفني على الجليد في كندا، ثقة وانسجام وجمال وحلم… حلم أن يصبحوا أبطال العالم.
كانت أنغام الموسيقى تنساب بهدوء، والجمهور يتنفس بإعجاب وهم يشاهدون كل حركة متقنة، كل دوران دقيق، كل لمسة تنطق بالانسجام بينهما.
لكن ما لم يعرفه أحد في تلك اللحظة… أن الجليد، رغم جماله، يخفي دائمًا وجهًا آخر — وجهًا باردًا، قاسيًا، لا يرحم لحظة فقدان تركيز.
في عام 2007، أثناء مشاركتهما في بطولة التزلج الرباعي في كولورادو، قرر الثنائي أن ينفذا حركة جديدة — دوران مزدوج متقابل، يتطلب تنسيقًا دقيقًا في المسافة والسرعة والزمن.
كل شيء كان محسوبًا بالميلي ثانية، وكل تدريب كان يسير بدقة.
لكن على الجليد، ثانية واحدة قد تقلب الحلم إلى كابوس.
بدأت الحركة…
استدار الاثنان بسرعة هائلة، يدوران في اتجاهين متعاكسين، والهواء يصفّر حولهما. فجأة — في جزء من الثانية — اقتربت جيسيكا أكثر من اللازم.
النصل المعدني في حذاء بريس ارتفع… واصطدم بوجهها مباشرة!
صوت معدني خافت… ثم صمت.
الموسيقى توقفت.
الجمهور تجمّد مكانه.
الدماء تساقطت على الجليد الأبيض، ترسم خطوطًا حمراء حادة وسط الصمت التام. بريس ألقى بنفسه بجانبها مذهولًا، والمدربون اندفعوا إلى الحلبة، والمذيع لم يجد ما يقوله. كان المشهد كأنه لقطة من فيلم رعب حقيقي.
نُقلت جيسيكا بسرعة إلى المستشفى، والكل كان يخاف من الأسوأ. لكن رحمة الله كانت حاضرة — الجرح كان عميقًا لكنه لم يُصِـب عينيها بالأعلى أو رقبتها بالأسفل. احتاجت عشرات الغرز في الوجه، وأسابيع طويلة من العلاج، ثم شهورًا من التعافي النفسي قبل أن تجرؤ على العودة للجليد.
لكنها عادت.
لم تستسلم، لم تبتعد عن حلمها.
وقفت على نفس الجليد مرة أخرى، بنفس الشريك، وبنفس الإصرار، لتُثبت أن الشجاعة ليست في عدم السقوط… بل في القدرة على النهوض بعد الألم.
قصتها أصبحت تذكرة خالدة:
أن الجمال والرقي في الرياضة لا يعني غياب الخطر،
وأن حتى الحركات البديعة تخفي بين طياتها سيوفًا حا*دة،
وأن الحرص المفرط أو الثقة الزائدة، إن اختل توازنهما لحظة واحدة، قد يتحول إلى كار*ثة.
وفي النهاية، بقيت جيسيكا رمزًا لكل رياضي يعرف أن المجد له ثمن، وأن الشجاعة الحقيقية ليست في الفوز، بل في مواجهة الخطر… بابتسامة.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:18 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلم ولو بعد عقود يمكنه أن يُعيد للميت اسمه


في ربيع عام 1981، كان الضباب يزحف ببطء فوق أحد الطرق الريفية الهادئة في ولاية أوهايو الأمريكية، حين لمح أحد المزارعين شيئًا غريبًا على جانب الطريق… جسد فتاة شابة ممدد بعناية، كأن شخصًا وضعها هناك ليُكتشف أمرها.
كانت ترتدي سترة من جلد الغزال البني الفاتح — قطعة مميزة جعلت المحققين يطلقون عليها لاحقًا اسمًا لن يُنسى: "فتاة الجلد المدبوغ" (Buckskin Girl).
لم يكن معها أي هوية، ولا مجوهرات، ولا حتى أدلة تدل على من تكون. شعرها كان طويلاً، أحمر نحاسيّ اللون، ووجهها بدا هادئًا كأنها غارقة في نومٍ أبدي.
لكن خلف ذلك الهدوء، كان هناك سرٌّ ثقيلٌ ومخيف ينتظر أن يُكشف.
قامت الشرطة وقتها برسم ملامح وجهٍ تقريبيّة لها باستخدام ما توفر من تقنيات ذلك الزمن (يسار الصورة)، ووزعت الصور في الصحف وعلى لوحات الطرق، على أمل أن يتعرف عليها أحد.
لكن مرت الأيام فالشهور فالسنوات... ولم يتصل أحد. لم يطالب بها أحد. لم يسأل عنها أحد. كأنها لم تُولد قط.
تحولت الفتاة إلى لغزٍ مرعب في ذاكرة الولاية، وبدأ البعض ينسج عنها القصص — قائلين إنها ربما كانت ضحية طائفة غامضة أو جريمة مدبّرة بعناية.
مرت سبعة وثلاثون عامًا، وتبدلت الأجيال، لكن ملفها ظل هناك، مغطى بالغبار، يحمل رقمًا بلا اسم.
حتى جاء عام 2018.
عندما قررت منظمة غير ربحية تُدعى DNA Doe Project أن تُعيد فتح الجرح القديم، مستخدمة سلاحًا جديدًا لم يكن متاحًا آنذاك: تحليل الحمض النووي الجيني المتقدم.
تم استخراج عينة دم قديمة كانت محفوظة منذ الثمانينيات، وأُرسلت للمختبرات المتخصصة.
وبعد أسابيع من القلق والترقب، ظهرت النتيجة التي أعادت الدفء والدموع إلى قلوب الجميع:
اسمها الحقيقي هو مارسيا لينور سوسومان كينغ (Marcia Lenore Sossoman King)، شابة في الحادية والعشرين من ولاية أركنساس، كانت قد فُقدت منذ زمن بعيد دون أن يعرف أحد مصيرها.
الصدمة الكبرى؟
كانت والدتها لا تزال على قيد الحياة... تعيش في نفس المنزل، وتحافظ على نفس رقم الهاتف منذ اختفاء ابنتها، على أمل أن تسمع يومًا صوتها عبر الخط.
لكن الذي رنّ بعد كل هذه السنين لم يكن صوت مارسيا، بل صوت الحقيقة المؤلمة:
أن ابنتها كانت طوال هذا الوقت راقدة في مقبرة بلا اسم، في ولاية بعيدة، تنتظر من يعيد لها هويتها المسروقة.
قصة "فتاة الجلد المدبوغ" لم تكن مجرد جريمة، بل كانت صرخة صامتة من الماضي، تقول لنا إن الأسرار لا تبقى مدفونة إلى الأبد... فالعلم، ولو بعد عقود، يمكنه أن يُعيد للميت اسمه، وللأم قلبها المكسور.

Mary Naeem 06 - 10 - 2025 09:19 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرحلة التي سقطت من السماء ولم تتحـطم


في ليلة من ليالي يونيو عام 1982، كانت رحلة الخطوط الجوية البريطانية رقم 9 تحلق فوق أندونيسيا، في طريقها من لندن إلى أوكلاند. على ارتفاع يزيد عن 37 ألف قدم، كانت الأجواء تبدو هادئة…
حتى دخلت الطائرة — دون أن يدرك أحد — في سحابة رماد بركاني كثيفة ناجمة عن ثوران بركان غالونغونغ.
في غضون دقائق، بدأ الركاب يلاحظون شيئًا غريبًا: ضوء أزرق متلألئ يحيط بالمحركات، ورائحة خانقة تملأ المقصورة. ثم فجأة… انطفأ المحرك الأول. ثم الثاني. ثم الثالث. وأخيرًا الرابع.
أربعة محركات صامتة في سماء الليل. وطائرة بوينغ 747 عملاقة تهوي وسط الظلام، وعلى متنها أكثر من 240 راكبًا.
في تلك اللحظة التي يتجمد فيها الد*م في العروق، أمسك القبطان إريك مودي بالميكروفون، وتحدث بصوت هادئ أقرب إلى الطمأنينة منه إلى الخو*ف، قائلاً بالإنجليزية:
"مساء الخير أيها السيدات والسادة. هذا القبطان يتحدث إليكم. لدينا مشكلة صغيرة فقط... توقفت المحركات الأربعة عن العمل. نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادتها للعمل من جديد. آمل ألا تكونوا في ضيق شديد."
كلماته الهادئة كانت أشبه بيدٍ تربّت على قلوب الركاب، رغم أن الطائرة كانت تنزلق صامتة في السماء كطائر جر*يح.
بدأ الطاقم يعمل بحرفية مذهلة — أطفأوا الأنظمة غير الضرورية، وحاولوا تشغيل المحركات واحدًا تلو الآخر. ومع اقترابهم من الأرض، وبينما كانت قمم الجبال تلوح في الأفق… دبّت الحياة فجأة في أحد المحركات، ثم الثاني، فالثالث، حتى عادت الطائرة للتحليق مجددًا وسط تصفيق الركاب ودموعهم.
هبطت الرحلة رقم 9 بأمان في جاكرتا، دون أن يُصـ*ب أحد بأذى، وأصبحت تلك الحادثة تُعرف حتى اليوم باسم:
“الرحلة التي سقطت من السماء… ولم تتحـطم.”
الهدوء في قلب العاصفة قد يكون أعظم سلاح يمتلكه الإنسان، فرباطة جأش القبطان لم تُنقذ طائرة فقط، بل أعادت تعريف معنى الشجاعة الحقيقية.


الساعة الآن 10:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025