![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg الحروب وما تسببه من دمار في كل شيء. "من خارج السيف يثكل، ومن داخل الخدور الرعبة. الفتى مع الفتاة، والرضيع مع الأشيب. قلت أبددهم إلى الزوايا، من الناس ذكرهم. لو لم أخف من إغاظة العدو من أن ينكر أضدادهم من أن يقولوا يدنا ارتفعت وليس الرب فعل كل هذه" [25-27]. إذ يستخدم الرب الأشرار لتأديب أولاده يعود ليرى هؤلاء الأشرار قد امتلأوا كبرياء حاسبين أن ما حدث ليس بسماحٍ إلهيٍ، وإنما بيدهم الرفيعة [27]، لذا يؤدبهم هم أيضًا بسبب إهانتهم لله. أقسى التأديبات التي يسقط الإنسان فيها هو أن يسقط تحت يد أخيه الإنسان، خلال الحروب أو الأَسر أو العبودية. أمر السهام التي يلجأ إليها الله لتأديب الإنسان هو الإنسان نفسه، إذ يصير أحيانًا أكثر قسوة من الحيوانات المفترسة، بل وأكثر عنفًا من الموت، حيث يشتهي الإنسان الموت ليخلص من يد أخيه فلا يجده. هكذا يضع الشرير نفسه في مرارة المُرّ، إذ يصير الله الرحوم مؤَدِبًا. يُعاني جسده من الجوع والعطش، ويصير كما في أتون نار ليس من إمكانية لإطفائه، ويحل الخراب بكيانه، وتهيج الطبيعة ضده، ويصير أخوه الإنسان سهمًا قاتلًا ومدمرًا له. هذا كله لكي يدرك الإنسان خطورة ما حل بأعماقه فيلجأ إلى الله مخلصه، فيرفعه ويسنده. ليحمل الإنسان مخافة الرب فلا يخاف من كل هذه الأمور، بل تتحول إلى بنيانه وتصير موضوع نصرته وإكليله. لكن الله الذي لا يُريد هلاك الخاطئ بل أن يرجع ويحيا، لا يؤدب بلا حدود، ولا يغضب إلى الأبد، بل غضبه حب، وتأديباته للخلاص. لهذا يعود فيرحم شعبه الراجع إليه. أولًا: يرجع عن غضبه لئلا يظن العدو الذي نال نصرة على الشعب فعل ذلك عن قوةٍ واقتدارٍ، وليس بسماح إلهي لتأديب شعبه [27]. ثانيًا: يليق بالشعب الساقط تحت التأديب أن يرجع إلى عقله، فيتمتع ببصيرة روحية، ليرى نهاية التأديب وغايته. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "إنهم أمة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم. لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم" [28-29]. يليق بهم أن يتفطنوا لما يحدث معهم ويروا ما حل بهم من خراب، لا بسبب قوة العدو وحنكته العسكرية، وإنما بسبب رفض الشعب لله صخرته التي يحتمي فيها. يدعو شعبه [أمة عديمة الرأي وبلا بصيرة]، فإنها إذ تركت الله فقدت الحكمة وأُصيبت بالعمى، ولم تدرك حقيقة الأمر. بالمنطق البشري: "كيف يطرد واحد ألفًا، ويهزم اثنان ربوة؟" [30]. لا يمكن أن يتم ذلك "لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم" [30]. ليس من مبررٍ آخر لدمارهم بهذه الصورة غير الطبيعية سوى تركهم لله حاميهم والمدافع عنهم، فسلمهم مؤقتًا للأعداء. * أمين هو ذاك الذي يقدر بأن ألفًا يطاردهم واحد، وعشرة آلاف يهربون أمام اثنين، لأن النصرة في المعركة لا تتحقق بالعدد بل بالبر. القديس غريغوريوس أسقف نيصص يقارن بين الله الصخرة الحقيقية القادرة على حماية الشعب، وبين الآلهة الوثنية التي يحتمي فيها الأمم (ربما يقصد هنا الرومان) كصخور لهم، فيقول: "ليس كصخرنا صخرهم، ولو كان أعداؤنا القضاة" [31]. فإن الوثنيين أنفسهم إن أقاموا أنفسهم قضاة لحكموا بأن الله إله إسرائيل الذي لا يُقارن بصخرة الآلهة الوثنية.إن كان قد سمح الله للوثنيين بالنصرة لتأديب شعبه، ذلك لأنهم صاروا أشرارًا؛ "لأن من جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة عنبهم عنب سم، ولهم عناقيد مرارة. خمرهم حمة الثعابين وسم الأصلال القاتل" [32-33]. صارت حياتهم حياة سدوم، وأعمالهم كأعمال عمورة، تحولوا إلى شعب يحمل في داخله السم القاتل. يرى البعض أن الكروم هنا تشير إلى تعاليمهم التي نقلوها عن الوثنيين فصارت لهما سمًا قاتلًا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليس من مبررٍ آخر لدمارهم بهذه الصورة غير الطبيعية سوى تركهم لله حاميهم والمدافع عنهم، فسلمهم مؤقتًا للأعداء. * أمين هو ذاك الذي يقدر بأن ألفًا يطاردهم واحد، وعشرة آلاف يهربون أمام اثنين، لأن النصرة في المعركة لا تتحقق بالعدد بل بالبر. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg الله المحب لا يتسرع في التأديب، بل يُطيل أناته جدًا، فإن أصر شعبه على الشر يقدم لهم مما وضعوه في المخازن وختموا عليه بعنادهم، فيسقطوا تحت التأديبات المُرّة. "أليس ذلك مكنوزًا عندي مختومًا عليه في خزائني؟! لي النقمة والجزاء. في وقت تزل أقدامهم. إن يوم هلاكهم قريب والمهيآت لهم مسرعة" [34-35]. يرى البعض أنه يتحدث عن شعب إسرائيل في عبادته للأوثان، فيطيل أناته حتى يحل وقت التأديب. ويرى آخرون أن ذلك يخصهم بسبب ما فعلوه بالأنبياء حيث قتلوهم واضطهدوهم عبر العصور. ويرى فريق ثالث أن هذا النص ينطبق أيضًا على الكنعانيين والأمم الوثنية، فإن الله لم يُسرع بتأديبهم، إنما أطال أناته عليهم جدًا، وأخيرًا بددهم أمام شعبه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg ما يحل بالشعب من هزيمة ليس بسبب قوة العدو، لكن كحكم الله إلههم الذي يدينهم لكي يردهم إليه بالتوبة. يمسك بمشرط الطبيب ليجرح فيشفي أمراضهم. "لأن الرب يدين شعبه، وعلى عبيده يُشفق. حين يرى أن اليد قد مضت ولم يبقً محجوز ولا مطلق. يقول: أين آلهتهم الصخرة التي التجأوا إليها؟! التي كانت تأكل شحم ذبائحهم، وتشرب خمر سكائبهم. لتقم وتساعدكم وتكن عليكم حماية! انظروا الآن. أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأُحيي. سحقت وإني أشفي، وليس من يدي مخلص. إني أرفع إلى السماء يدي وأقول: حيّ أنا إلى الأبد. إذا سننت سيفي البارق وأمسكت القضاء يدي أرد نقمة على أضدادي وأجازي مبغضي. أسكر سهامي بدمٍ، ويأكل سيفي لحمًا. بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو. تهللوا أيها الأمم شعبه، لأنه ينتقم بدم عبيده، ويرد نقمة على أضداده، ويصفح عن أرضه عن شعبه" [36-43]. إنه يدين شعبه وعلى عبيده يشفق، بمعنى أنه يحكم عليهم بالتأديب لكن خلال مراحمه الإلهية. أو لعله إذ رجعوا إليه يحكم لصالحهم فيقف ديّانًا لحسابهم ضد الأمم التي أذلتهم والتي تفتخر بآلهتها كصخرة يختفون فيها. الله يسمح بجرح النفس بتأديبات لأجل شفائها من أمراضها وفسادها، كما يجرحها أيضًا بجراحات الحب الإلهي، فتترنم قائلة: "إِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا" (نش 2: 5). الذي يجرحها هو السيد المسيح، الحب الحق ، كلمة الله السيف ذو الحدين، يجرحها بسهام المعرفة الروحية السماوية فتئن ليلًا ونهارًا مشتاقة إلى معرفة أعظم حين ترى الرب وجهًا لوجه! * يعلمنا الكتاب المقدس أن الله محبة (1 يو 4: 8)، فقد صوّب ابنه الوحيد "السهم المختار" (إش 49: 2) نحو المختارين، غارسًا قمته المثلثة في روح الحياة. رأس السهم هو الإيمان، الذي يربط ضارب السهم بالمضروبين به. وكأن النفس ترتفع بمصاعد إلهية، فترى في داخلها سهم الحب الحلو يجرحها، متجملة بالجروح... إنه جرح حسن وألم عذب، به تخترق "الحياة" النفس، إذ بواسطة دموع "السهم" تفتح النفس الباب الذي هو مدخلها. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * إن التهب أحد ما في أي وقت بالحب الصادق لكلمة الله، إن تقبل أحد الجراحات الحلوة لهذا السهم المختار، كما يسميه النبي، إن كان قد جُرح أحد برمح معرفته المستحقة كل حب حتى أنه يحن ويشتاق إليه ليلًا ونهارًا، فلا يقدر أن يتحدث إلا عنه، ولا ينصت إلا إليه، ولا يفكر إلا فيه، ولا يميل إلى أية رغبة أو يترجى سواه. متى صار الأمر هكذا تقول النفس بحق: [إني مجروحة حبًا]. إنها تتقبل جرحها من ذاك الذي قيل عنه: [جعلني سهمًا مختارًا، وفي جعبته يخفيني] (إش 49: 2).يليق بالله أن يضرب نفوسنا بجراحات كهذه، يجرحها بمثل هذه السهام والرماح، ويضربها بمثل هذه الجراحات الشافية... ما دام الله "محبة"، فإنهم يقولون عن أنفسهم: [إني مجروحة حبًا]. حقًا إنها دراما الحب، إذ تقول النفس: "إني تقبلت جراحات الحب". النفس التي تلتهب بالشوق نحو حكمة الله، أي التي تقدر أن تنظر جمال حكمته، تقول بنفس الطريقة: "إني مجروحة بالحكمة". والنفس التي تتأمل سمو قدرته، وتدهش بقوة كلمته، يمكنها القول: "إني مجروحة بالقدرة"... والنفس التي تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق: "إني مجروحة بالعدل". والنفس التي تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته ينطق أيضًا بنفس الطريقة. أما الجرح الذي يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح الحب الذي به تعلن العروس: "إني مجروحة حبًا". العلامة أوريجانوس * ما كان يمكن لشاول المضطهد أن يموت ما لم يُجرح من السماء (أع 9: 4)، وما كان يمكن للمبشر أن يقوم إلا بالحياة التي أعطيت له بدم (المسيح).* شاول هُدم، وبولس المبشر بُني... قيل لإرميا: "قد وكلتك... لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس" (إر 1: 10). لهذا فإن هذا هو صوت الرب: [أنا أجرح وأنا أشفي] [39]. إنه يضرب فساد العمل، ويشفي ألم الجرح. هذا ما يفعله الأطباء حينما يقطعون ويجرحون ويشفون. يمسكون بالسلاح (المشرط) لكي يضربوا، يحملوا حديدًا ويأتوا لكي يشفوا. القديس أغسطينوس * ليت غير الأصحاء يجرحون، فإنهم إذ يجرحون كما يليق يصيرون أصحاء.* ذات الرب، طبيبنا الإلهي، يستخدم أدواته هو وخدامه بواسطتكم... وذلك حسب قوله: [أنا أجرح وأنا أشفي] . القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذي يجرحها هو السيد المسيح، الحب الحق ، كلمة الله السيف ذو الحدين يجرحها بسهام المعرفة الروحية السماوية فتئن ليلًا ونهارًا مشتاقة إلى معرفة أعظم حين ترى الرب وجهًا لوجه! * يعلمنا الكتاب المقدس أن الله محبة (1 يو 4: 8)، فقد صوّب ابنه الوحيد "السهم المختار" (إش 49: 2) نحو المختارين، غارسًا قمته المثلثة في روح الحياة. رأس السهم هو الإيمان، الذي يربط ضارب السهم بالمضروبين به. وكأن النفس ترتفع بمصاعد إلهية، فترى في داخلها سهم الحب الحلو يجرحها، متجملة بالجروح... إنه جرح حسن وألم عذب، به تخترق "الحياة" النفس، إذ بواسطة دموع "السهم" تفتح النفس الباب الذي هو مدخلها. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن التهب أحد ما في أي وقت بالحب الصادق لكلمة الله، إن تقبل أحد الجراحات الحلوة لهذا السهم المختار، كما يسميه النبي، إن كان قد جُرح أحد برمح معرفته المستحقة كل حب حتى أنه يحن ويشتاق إليه ليلًا ونهارًا، فلا يقدر أن يتحدث إلا عنه، ولا ينصت إلا إليه، ولا يفكر إلا فيه، ولا يميل إلى أية رغبة أو يترجى سواه. متى صار الأمر هكذا تقول النفس بحق: [إني مجروحة حبًا]. إنها تتقبل جرحها من ذاك الذي قيل عنه: [جعلني سهمًا مختارًا، وفي جعبته يخفيني] (إش 49: 2). يليق بالله أن يضرب نفوسنا بجراحات كهذه، يجرحها بمثل هذه السهام والرماح، ويضربها بمثل هذه الجراحات الشافية... ما دام الله "محبة"، فإنهم يقولون عن أنفسهم: [إني مجروحة حبًا]. حقًا إنها دراما الحب، إذ تقول النفس: "إني تقبلت جراحات الحب". النفس التي تلتهب بالشوق نحو حكمة الله، أي التي تقدر أن تنظر جمال حكمته، تقول بنفس الطريقة: "إني مجروحة بالحكمة". والنفس التي تتأمل سمو قدرته، وتدهش بقوة كلمته، يمكنها القول: "إني مجروحة بالقدرة"... والنفس التي تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق: "إني مجروحة بالعدل". والنفس التي تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته ينطق أيضًا بنفس الطريقة. أما الجرح الذي يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح الحب الذي به تعلن العروس: "إني مجروحة حبًا". العلامة أوريجانوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ما كان يمكن لشاول المضطهد أن يموت ما لم يُجرح من السماء (أع 9: 4)، وما كان يمكن للمبشر أن يقوم إلا بالحياة التي أعطيت له بدم (المسيح). * شاول هُدم، وبولس المبشر بُني... قيل لإرميا: "قد وكلتك... لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس" (إر 1: 10). لهذا فإن هذا هو صوت الرب: [أنا أجرح وأنا أشفي] [39]. إنه يضرب فساد العمل ويشفي ألم الجرح. هذا ما يفعله الأطباء حينما يقطعون ويجرحون ويشفون. يمسكون بالسلاح (المشرط) لكي يضربوا، يحملوا حديدًا ويأتوا لكي يشفوا. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليت غير الأصحاء يجرحون، فإنهم إذ يجرحون كما يليق يصيرون أصحاء. * ذات الرب، طبيبنا الإلهي، يستخدم أدواته هو وخدامه بواسطتكم... وذلك حسب قوله: [أنا أجرح وأنا أشفي] . القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "لأن الرب يدين شعبه، وعلى عبيده يُشفق. حين يرى أن اليد قد مضت ولم يبقً محجوز ولا مطلق. يقول: أين آلهتهم الصخرة التي التجأوا إليها؟! التي كانت تأكل شحم ذبائحهم، وتشرب خمر سكائبهم. لتقم وتساعدكم وتكن عليكم حماية! انظروا الآن. أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأُحيي. سحقت وإني أشفي، وليس من يدي مخلص. إني أرفع إلى السماء يدي وأقول: حيّ أنا إلى الأبد. إذا سننت سيفي البارق وأمسكت القضاء يدي أرد نقمة على أضدادي وأجازي مبغضي. أسكر سهامي بدمٍ، ويأكل سيفي لحمًا. بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو. تهللوا أيها الأمم شعبه، لأنه ينتقم بدم عبيده، ويرد نقمة على أضداده، ويصفح عن أرضه عن شعبه" [36-43]. يؤكد الله حبه للإنسان وأنه إن قاوم إنما يُقاوم عدو الخير، فاضحًا الآلهة الوثنية التي تأكل شحم الذبائح وتشرب خمر السكائب، لكنها عاجزة تمامًا عن إنقاذ من يتعبد لها. يقول لهم: "امضوا واصرخوا إلى الآلهة التي اخترتموها لتخلصكم هي في زمان ضيقكم" (قض 10: 14). "أَيْنَ آلِهَتُكَ الَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلْيَقُومُوا إِنْ كَانُوا يُخَلِّصُونَكَ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِكَ" (إر 2: 28). الله يود أن ترجع عروسه إليه وتتحد معه ولا تبقى بعد في زناها. تقول "أذهب وأرجع إلى رجلي الأول لأنه حينئذ كان خير لي من الآن" (هو 2: 7). يعيِّر العدو شعب الله قائلًا: "لا يخدعك إلهك الذي أنت متوكل عليه" (إش 37: 10)، "من هو الإله الذي ينقذكم من يدي؟" (دا 3: 15). ويُعلن الله عن حضرته وسط شعبه كسرّ غلبته ونصرته، مؤكدًا: "أنا أنا هو وليس إله معي... حي أنا إلى الأبد". إنه الإله الوحيد صاحب السلطان المطلق، الذي لا ينافسه آخر، ولا يحتاج إلى آخر، من يقتنيه يقتني النصرة. إنه يميت لكن ليس إلى الأبد، بل يُحيي. يسحق ويشفي، وكما يقول إرميا النبي: "من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول... فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه" (مرا 3: 22-32). ويقول هوشع النبي: "هلم نرجع إلى الرب، لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا" (هو 6: 1). قارن البابا أثناسيوس في حواره مع الأريوسيين، بين الآية [39] وما ورد في (عب 13: 8) أن "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ"، مؤكدًا لاهوت السيد المسيح. يقسم الله بذاته، إذ يرفع يديه إلى السماء ويقول "حيّ أنا إلى الأبد" [40]، ليعلن أنه سيرد للمقاومين شرهم عليهم. يختم موسى النبي نشيده بالدعوة إلى الفرح والتهليل في الرب [43]، مقدمًا ثلاثة أسباب للفرح. دعوة الكنيسة القادمة من الأمم لتمارس فرحها في الرب، حيث تصير الأمم شعبه المتهلل به. يهب الله كنيسته غلبة ونصرة على العدو. يعلن الرب مراحمه، ربما يقصد عودة اليهود إلى الإيمان بقبولهم السيد المسيح، فيتهللوا مع كنيسة الأمم إذ يصير الكل كنيسة واحدة متهللة. |
الساعة الآن 10:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025