![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg أولًا: اختار الله شعبه نصيبًا له. "اذكر أيام القدم وتأملوا سني دورٍ فدورٍ. اسأل أباك فيخبرك، وشيوخك فيقولوا لك. حين قسم العلي للأمم، حين فرق بني آدم نصب تخومًا لشعوب حسب عدد بني إسرائيل. إن قسم الرب هو شعبه. يعقوب جبل نصيبه" [7-9]. يليق بالمؤمن أن يتعلم من آبائه ليس فقط كلمة الله ووصاياه (خر 12: 26-27؛ تث 6: 7)، وإنما عمله معهم عبر العصور. وكما يقول المرتل: "لاَ نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى الْجِيلِ الآخِرِ، مُخْبِرِينَ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ وَقُوَّتِهِ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ. أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ، وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ، لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ، فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ، وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَ اللهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ" (مز 78: 4-7). كما يليق بالآباء أن يعلموا أولادهم وصايا الرب ويخبروهم عن عنايته العملية معهم، يليق أيضًا بالأبناء أن يشتاقوا إلى معرفة هذه الأمور لكي تكون خير قائد ومرشد لهم في طريقهم. بالعودة إلى التاريخ الذي يشهد به الآباء والشيوخ، ندرك أن الله حين فصل أبناء آدم إلى أمم وشعوب وضع حدودًا كان يجب أن تلتزم بها ولا تتعدى أمة على أمة، أما بالنسبة لإسرائيل فجعل لها معزة خاصة إذ حسبها شعبه الخاص. لقد دعيت أفريقيا بلد حام (مز 78: 51؛ 105: 23، 27؛ 106: 22)، وغالبًا ما صارت له ولنسله من بعده، وكانت أوروبا من نصيب يافث، وآسيا من نصيب سام، أما أرض فلسطين فحسبت من نصيب الرب، يقدمها لشعبه الخاص. تقسيم العالم هكذا إلى ثلاثة أقسام بين أبناء نوح الثلاثة دُعي بالهجرة العامة، وقد تحققت بعد حوالي قرنين من عصر نوح. هذا تم قبل برج بابل بخمسة قرون حيث تفرقت البلاد إلى شعوب كثيرة بلغات مختلفة. جاء في الترجمة السبعينية: "حين قسم العليّ للأمم، حين فرّق بني آدم نصب تخومًا لشعوبٍ حسب عدد ملائكة الله"، وكأن الله ائتمن كل أمة في يد ملاكٍ. أما بالنسبة لشعبه فاستلم قيادته بنفسه بكونهم نصيبه الخاص. جاء في التقليد اليهودي كما في المسيحية الأولى أن الله قد عين ملاكًا خاصًا لكل أمة أو شعب، لكن الملاك لا يُلزم الأمة على سلوك معين. أما بالنسبة لكنيسة العهد القديم كما الجديد فقد عين رئيس الملائكة رئيس جند الرب مدافعًا عنه، وإن كان قد عهدها لروحه القدوس لتكون له. * توجد هنا شهادة أن للقديسين ملائكة، بل ولكل البشر. القديس يوحنا الذهبي الفم يرى البعض في قوله "حسب عدد بني إسرائيل" تعني أن كنعان وأولاده الإحدى عشر (تك 10: 15-18) عددهم 12 يقابل الرب الـ12 سبطًا لإسرائيل حيث ترث الأسباط أرض كنعان وأولاده.بقوله إن قسم الأرض ووضع حدودًا أوضح أنه يليق بالبشرية إلا تصارع لكي تغتصب من بعضها البعض. وكما قال الرسول بولس: "وصنع من دمٍ واحدٍ كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم" (أع 17: 26)، ويقول المرتل: [السموات سموات للرب، أما الأرض فأعطاها لبني البشر] (مز 115: 16). هكذا قدَّم الأرض لبني البشر ليعيشوا معًا في سلام، كل يسند أخاه لا أن يصارع معه. من العجيب أن الله خالق السماء والأرض، مالك الكل، يحسب شعبه نصيبه الذي يُسر به، إذ يرى فيه الجنة المغلقة (نش 4: 12) التي يتمشى فيها ويستريح. حقًا يمكن القول بأن الله نصيب المؤمن بكون الأخير محتاجًا إلى الأول، يجد فيه كنزه وغناه وشبعه وفرحه وبهجة قلبه، أما أن يحسب الله الإنسان نصيبه، هذا الذي لا يحتاج إلى شيء، فذلك من أجل تكريم الله للإنسان. إنه تنازل أبوي فائق، يحسب ابنه الذي لا يملك شيئًا خاصًا به، ونصيبه. * إن كانت رغبتنا أن نكون ميراث الرب ونصيبه، فلنكن في شجاعة وقوة... لا يكن فينا شيء ضعيفًا، لا شيء يكون مهزوزًا، لا يكون فينا شيء ما لا يصلح أن يكون ميراثًا. فإنالمسيح يتمجد في قديسيه، قائلًا: ميراثي كامل (جذاب). القديس جيروم كأن الله قد أخرج شعبه من العبودية، واهتم بهم في البرية، لا ليهبهم أرضًا تفيض عسلًا ولبنًا، وإنما يقدم لهم ذاته، فيصير هو نصيبهم، وهم نصيبه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما بالنسبة لكنيسة العهد القديم كما الجديد فقد عين رئيس الملائكة رئيس جند الرب مدافعًا عنه، وإن كان قد عهدها لروحه القدوس لتكون له. * توجد هنا شهادة أن للقديسين ملائكة، بل ولكل البشر. القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من العجيب أن الله خالق السماء والأرض مالك الكل يحسب شعبه نصيبه الذي يُسر به، إذ يرى فيه الجنة المغلقة (نش 4: 12) التي يتمشى فيها ويستريح. حقًا يمكن القول بأن الله نصيب المؤمن بكون الأخير محتاجًا إلى الأول، يجد فيه كنزه وغناه وشبعه وفرحه وبهجة قلبه، أما أن يحسب الله الإنسان نصيبه، هذا الذي لا يحتاج إلى شيء، فذلك من أجل تكريم الله للإنسان. إنه تنازل أبوي فائق، يحسب ابنه الذي لا يملك شيئًا خاصًا به، ونصيبه. * إن كانت رغبتنا أن نكون ميراث الرب ونصيبه، فلنكن في شجاعة وقوة... لا يكن فينا شيء ضعيفًا، لا شيء يكون مهزوزًا، لا يكون فينا شيء ما لا يصلح أن يكون ميراثًا. فإنالمسيح يتمجد في قديسيه، قائلًا: ميراثي كامل (جذاب). القديس جيروم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "وجده في أرض قفر، وفي خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه" [10]. ماذا يقصد بقوله وجده في أرض قفر سوى أنها أرض مصر التي كانت مع كل خيراتها تحسب أرض قفر، لأن الشعب كان تحت السخرية، ساقطًا في العبودية تحت يد فرعون القاسية. وربما يقصد البرية التي خرجوا إليها من مصر في طريقهم إلى أرض كنعان. كانوا في برية موحشة خربة، لكن الله أحاط بهم كمظلة يحتمون تحتها. فقد صار كسحابة تظللهم نهارًا، وكعمود نور يقودهم ليلًا. وكما يقول إستفانوس رئيس الشمامسة عن موسى النبي: "هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية مع الملاك الذي كان يكلمه في البرية ورعاهم وعلمهم". لقد سمح ببقائهم في البرية طوال هذه المدة لكي يعزلهم عن العالم فينسون كل ما تعلموه من رجاسات وثنية في مصر، ولكي يصير الرب نورًا لهم ومظلة تحميهم، يقدم لهم طعامًا من السماء وشرابًا من الصخرة، ولا يحتاجون إلى ملابس ولا أحذية ولا أدوية، فيكون الله وحده هو شبعهم. يقول المرتل: "وهداهم طريقًا مستقيمًا ليذهبوا إلى مدينة سكن" (مز 107: 7). دائمًا يقودنا الرب في الطريق المستقيم حتى وإن بدا أنه تيه في البرية نسير كما في دائرة مغلقة. لقد علمنا كيف نهتم بالرعاية الهادئة الطويلة للأجيال القادمة كما رَعَى شعبه أربعين عامًا في البرية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "وصانه كحدقة عينه" [10]. يمكننا القول أن الله هو حدقة عيننا به نرى الأمور غير المنظورة، ونتمتع بمعونة أسراره الإلهية. أما أن نصير نحن كحدقة عينه فهذا أمر عجيب وفائق في تقدير الله للإنسان. لا يوجد حب أعظم من هذا أن الخالق يحسب الإنسان كحدقة عينه، يهتم به ويحفظه ويصونه كمن يريد أن يحفظ بصره. يا له من تنازل إلهي فائق! يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص بين عبارة معرفة موسى لله وجهًا لوجه وبين شوق العروس لقبلات عريسها بلا انقطاع حيث تتغنى: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 1: 2). فإنها إذ تلتقي النفس بالله وتتقبل منه قبلاته يزداد شوقها بالأكثر إليه لتطلب قبلات فمه بعد رؤيتها له. تطلب الله كما لو لم تكن قد رأته قط من قبل، ولا تتوقف هذه الرغبة قط من داخلها مع كل تمتع بالله يلتهبون برغبات متزايدة أكثر فأكثر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس غريغوريوس أسقف نيصص بين عبارة معرفة موسى لله وجهًا لوجه وبين شوق العروس لقبلات عريسها بلا انقطاع حيث تتغنى: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 1: 2). فإنها إذ تلتقي النفس بالله وتتقبل منه قبلاته يزداد شوقها بالأكثر إليه لتطلب قبلات فمه بعد رؤيتها له. تطلب الله كما لو لم تكن قد رأته قط من قبل، ولا تتوقف هذه الرغبة قط من داخلها مع كل تمتع بالله يلتهبون برغبات متزايدة أكثر فأكثر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه، ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي" [11-12]. يحرك النسر عشه ثم يبسط جناحيه ويرف على جناحيه لكي يلزم صغاره على الاستعداد لترك العش والتمرن على الطيران. هكذا حرك الله كل ما هو حول شعبه بالضربات العشرة لكي يحركهم للرحيل من أرض مصر، والطيران في البرية لكي يدخلوا إلى أرض الموعد أو بالأحرى لكي يحملهم إليه. إذ يقول: "وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليّ" (خر 19: 4). محبة النسور لصغارها ليس أن تحميها فحسب، بل أن تعلم صغارها وتدربهم على الطيران، فهي ليست محبة خاملة قاتلة لهم، لكنها محبة عاملة تسند الصغار وتهبهم إمكانيات جديدة. هكذا يحرك الله حياتنا لكي تنطلق في برية هذا العالم وسط الآلام كمن يطير إلى حضن الله، ونجد لنا فيه استقرارًا وراحة. إنه لا يحركنا نحو الحياة المترفة المدللة، لكن لكي يحمينا ويحوط حولنا وفي نفس الوقت نطير كما إلى السماء غير مبالين بضيقات العالم وتجاربه. سبق أن تحدثنا عن جناحي الله أثناء دراستنا لسفر المزامير (مز 17: 8)، ورأينا أن جناحي الله هما المحبة والرحمة كقول القديس أغسطينوس. كما يشيرا إلى جناحي الكاروبيم المظللين على تابوت العهد حيث كان مجد الله يظهر هناك. ويرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أنه يليق بالمؤمن ليس فقط أن يحتمي تحت جناحي الله، وإنما أن يسترد جناحيه اللذين فقدهما بالخطية. * جناحا الله يمثلان قوة الله وبركاته وعدم فساده وما إلى ذلك. كل هذه الخصائص الإلهية وُجدت في الإنسان حينما كان يشبه الله في كل شيء. لكن انحرافنا إلى الشر سلبنا أجنحتنا، ومن ثم أُعلنت نعمة الله لنا وأنارتنا. برفضنا الفساد والشهوات العالمية ينمو فينا جناحا القداسة والبر من جديد. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * يمكن تفسير هذه العبارة (تث 32: 11؛ مز 91: 1) بخصوص المخلص، إذ قدَّم لنا ظل (ملجأ) جناحيه على الصليب... لقد ارتفعت يد الرب إلى السماء ليس طلبًا لمعونة، وإنما لكي تظللنا نحن خليقته البائسة. القديس جيروم وحده حرك شعبه للخلاص، أما الآلهة الأجنبية الوثنية فكانت عاجزة عن تقديم الخلاص للمصريين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أنه يليق بالمؤمن ليس فقط أن يحتمي تحت جناحي الله وإنما أن يسترد جناحيه اللذين فقدهما بالخطية. * جناحا الله يمثلان قوة الله وبركاته وعدم فساده وما إلى ذلك. كل هذه الخصائص الإلهية وُجدت في الإنسان حينما كان يشبه الله في كل شيء. لكن انحرافنا إلى الشر سلبنا أجنحتنا، ومن ثم أُعلنت نعمة الله لنا وأنارتنا. برفضنا الفساد والشهوات العالمية ينمو فينا جناحا القداسة والبر من جديد. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* يمكن تفسير هذه العبارة (تث 32: 11؛ مز 91: 1) بخصوص المخلص، إذ قدَّم لنا ظل (ملجأ) جناحيه على الصليب... لقد ارتفعت يد الرب إلى السماء ليس طلبًا لمعونة، وإنما لكي تظللنا نحن خليقته البائسة. القديس جيروم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "اركبه على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء، وأرضعه عسلًا من حجر، وزيتًا من صوَّان الصخر" [13]. قدم لشعبه المستحيلات، فأخرج لهم من الصحراء ثمارًا ومن الحجر عسلًا ومن صوان الصخر زيتًا [13]، أما أروع ما قدمه فهو دمه الثمين: "دم العنب شربته خمرًا" [14]. بقوله "اركبه.. مرتفعات الأرض" يقصد أنه خرج به إلى نصرات متوالية، لا يعرف السقوط والهزيمة، بل يعيش دومًا كما على القمم العالية. عِوض خبز المذلة الذي كانوا يأكلونه في مصر تحت العبودية جلسوا على قمم الجبال يأكلون ثمار الصحراء حيث الحرية والكرامة. ولعلّه يقصد بمرتفعات الأرض أن الشعب انطلق إلى جبال كنعان، هناك الخضرة والثمار الفائضة، يتمتعون بالعسل الذي يقدمه النحل في وسط الحجارة، والزيت الذي من أشجار الزيتون التي تملأ المنطقة. إنها صورة حيّة للمسيحي الذي ينطلق كما إلى عربون السماء فيحيا في المرتفعات، لا سلطان للخطية عليه، يأكل من ثمر الروح في وسط برية هذا العالم، ويتمتع بعذوبة المسيح كالعسل، ومن زيت الروح القدس الذي يسند النفس ويملأها صحة وسلامًا. |
الساعة الآن 03:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025