منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=268736)

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:40 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
القيمة الليتورجية للسفرين | مكانتهم في العبادة


https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...Elephant-1.jpg

يبرز الجانب الليتورجي لسفري المكابيين في اتجاهين أولهما: التقليد، ويشمل الهبكل والكهنوت والأعياد. وثانيهما: الاستشهاد، ويمكن اعتبار السفرين بشكل عام: سفري تاريخ وليتورجية، إذ يوليان هذين الجانبين المزيد من الاهتمام.

  1. الهيكل والطقوس
  2. الكهنوت
  3. سجلات رؤساء الكهنة في الهيكل
  4. الأعياد
  5. السبت
  6. يوم نكاتور
  7. عيد التجديد
  8. الاستشهاد وتكريم الشهداء
  9. التقوىم والتأريخ
  10. الصلاة على الراقدين
  11. تكريس صلاة وصوم
  12. لحن الأبيفانيا
  13. عمل التماجيد
  14. الإعفاء من الرسوم في المواسم والأعياد
  15. التحية الحارة | العافية

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:41 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الهيكل والطقوس
تدور أحداث السفر الثاني حول الهيكل في أورشليم، بل أن قداسة الهيكل هي المضمون الذي يوحد السفر كله، وتبدو الرسالة التمهيدية (1: 10 - 2: 18) هامة جدًا في هذا الشأن، ومن المؤكد أن محرره هو كاهن معاصر ليهوذا ومطلّع جيد على الأسفار والتقاليد، وتدعو الرسالة إلى اتحاد يهود مصر مع اخوتهم في فلسطين، للاحتفال بعيد التجديد (تطهير الهيكل) كما تحتوي الرسالة على كيفية الاحتفال بذلك، مع الإشارة إلى عيد المظال (1: 18) والذي تراعي طقوسه في الاحتفال بتطهير الهيكل، على نحو ما قام به سليمان عند تدشين الهيكل (راجع 2مكا 2: 12 وقارن مع ملوك أول 8: 65 وأخبار أيام ثان ص 7) كما يحثّ الكاتب المحتفلين على استخدام النار المقدسة مشيرًا في ذلك إلى نحميا (2مكا 1: 18- 26 و2: 13) وإلى إرميا في (2مكا 2: 1) حين أمر المسبيين أن يحملوا معهم النار المقدسة1.
كما يشير كاتب السفر إلى أهمية هيكل أورشليم وأحقيته بالعباده وضرورة الأمانة له، فهو أعظم وأقدس وأشهر معبد في الأرض كلها (2: 19، 22 و5: 15 و14: 31 و15: 18) فمن خلاله يسكن الله بين شعبه (14: 35، 36)، ذلك مقابل الهيكل الذي أقامه "حونيا" الكاهن الذي لجأ إلى مصر بسبب الاضطهاد في أورشليم (1) (1) في القرن الرابع استطاع سنبلط السامري الحصول على إذن الإسكندر الأكبر في تشييد هيكل للسامريين في جرزيم وجعل صهره منسى رئيس كهنه له وهو الذي طرد من يهود أورشليم لزواجه سامرية هي ابنه XXX وبالطبع لم يعترف اليهود بالهيكل الذي بناه البطالمة لليهود في مصر ورئيس كهنته أونيا.
وأما في أورشليم نفسها، فقد كان تدنيس الهيكل وإبطال السبت والختان والذبيحة والتعدي على الناموس، هو الشرارة الأولى للثورة المكابية بقيادة متتيا أبو المكابيين، حيث تطلّب ذلك منهم القيام بصلوات وأصوام استدرارًا لمراحم الله (2مكا 3: 15) وإذ كلّل الله كفاحهم بالنصر قاموا بتطهير الهيكل باحتفال عظيم، أصبح فيما بعد عيدًا قوميًا شعبيًا مازالوا يحتفلون به حتى اليوم، ويسمّى عيد "الأنوار" أو "الحانوكا" وهو المذكور في (يوحنا 10: 22) حيث اشترك السيد المسيح في الاحتفال به.
لقد هدموا حجارة المذبح الذي دنسه أنطيوخس أبيفانيوس، وألقوها خارجًا وجاءوا بغيرها ونالوا حريتهم الدينية فختنوا من لم يختتن، وعاد السبت إلى مكانته، واستؤنفت الذبائح في الهيكل واستردت الشريعة مكانتها وقوتها. لقد دافعوا عن السبت حتى الموت! وعن الصوم فاقتاتوا بالحشائش البرية بينما كانوا يسكنون المغائر (1مكا 2: 29 - 41).
وعندما أراد ألكيمس، رئيس الكهنة غير الأمين، هدم الحائط المتوسط الذي يقع بين الأمم واليهود ليتيح بذلك الفرصة للأمم الوثنية الدخول إلى القدس ثار عليه اليهود. وفي صلاة الصلح للقديس غريغوريوس اللاهوتي يقول... "والحاجز المتوسط نقضته، العداوة القديمة هدمتها..." وهو يقتبسه بدوره من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أفسس "لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا ونقض حاجز السياج المتوسط" (2: 14) (1). وهناك فرق بين رغبة ألكيمس من دخول الأمم إلى الهيكل ورغبة السيد المسيح في دخولهم إلى حضن الله، فقد أراد ألكيمس أغرقة اليهود وإدماجهم في الحضارة اليونانية، بينما أراد السيد المسيح أن يقبلهم إليه في شركة الخلاص، وفي حين أن اليهود خشوا من تأثير الوثنيين على الهيكل والشعب، أراد المسيح لهم أن يذوقوا بركات الخلاص ومواهب الروح القدس.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:43 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الكهنوت
على مدار إصحاحات السفرين، يتضح لنا جليًا مدى تكريم وتقدير اليهود لرئيس الكهنة المعيّن من الله، مقابل كراهيتهم الشديدة ومحاربتهم لرؤساء الكهنة المفروضين عليهم، والذين ينتمون إلى الحزب اليوناني، موالين في ذلك للسلوقيين حكام سوريا والذين وقعت اليهودية تحت سلطانهم... ولقد كان رؤساء الكهنة أولئك يعينون برشوة مالية ضخمة، وقد لجأ الحكام أنفسهم إلى بيع هذه الرتبة، عندما لاحظوا أن الذين يتقلدونها يستغلونها بدورهم بشكل غير روحي.
ولذلك فإن جزءًا من السفرين يعالج هذه المشكلة، ويتناول بالمديح أونيا (حونيا) الكاهن الصالح البار، بينما يتحدث بمرارة واضحة عن كل من "منلاوس" و"ألكيمس" و"ياسون".

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:44 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
سجلات رؤساء الكهنة في الهيكل
وقد أصبح كل من يوناثان وسمعان أخوي يهوذا المكابي رئيسا كهنة حيث بدأ القادة المكابيين منذ ذلك التاريخ وحتى الاجتياح الروماني للمنطقة (1) يرى كثيرون أن الحاجز المقصود في رسالة القديس بولس وبالتالي في القداس الغريغوري، هو الفاصل بين القدس وقدس الأقداس حيث صار الطريق مفتوحًا أمام الكل للحضور قدام الله (راجع التعليق على ذلك في التفسير).
سنة 36 ق.م. تقلّد القيادة الدينية والعسكرية والمدنية معًا، ولابد أن يوناثان وسمعان قد اتبعا التقليد القديم في الاحتفاظ بالتواريخ الرسمية للأحداث البارزة لكل سنة، وهكذا كُتب عن هركانوس"...وباقي كلام يوحنا وحروبه... قد كتبت في سفر أيام كهنوته (1مكا 16: 23، 24) ومن المؤكد أن هذه السجلات كانت تُحفظ في خزانة الهيكل مع الوثائق الرسمية الأخرى، وكانت تتبع بلاشك النظام اليهودي في التأريخ، ولكنها كانت تتداخل في السرد القصصي مع المادة المأخوذة من التاريخ السلوقي، والذي كان يستخدم التقوىم الرسمي.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:45 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
السبت
Sabbath

إلى جانب اهتمام المكابيين بقضية السبت وضرورة الاحتفال به وتوقّف سائر الأعمال فيه، فقد أضافوا إليه بعدًا جديدًا وهو أنه جُعل لأجل الإنسان، وبالتالي فلامانع من الاشتراك في الحروب في السبت، مادام كان ذلك دفاعًا عن النفس، وقد حدث ذلك حين هاجمهم الأعداء في ذات سبت - مستغلين قوانين السبت الجامدة لدى اليهود - فقتلوا منهم ألفين وألحقوا بهم الهزيمة.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:46 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
يوم نكانور
كما جعلوا من اليوم الذي هزموا فيه القائد السلوقي "نكانور" عيدًا قوميًا، فقد قطعوا رأسه ويده اليمنى وعلقوهما على سور المدينة - وهي عادة قديمة في الحروب - لأنه تطاور على الله والشعب، وكان الاحتفال به في اليوم السابق ليوم مردخاي، بل أن أحد البوابات الرئيسية للهيكل الثاني الذي أعاد هيرودس الكبير تجديده، كانت تُسمى "بوابة نكانور" (1مكا 7: 47، 48 و2مكا 15: 35، 36).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:46 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
عيد التجديد
ويعد أهم أعياد تلك الفترة، ومع أنه حديث العهد بالنسبة لتاريخ اليهود، إلا أنه أصبح عيدًا قوميًا صاخبًا، يُحتفل به على نطاق واسع، وما يزال أهم أعياد اليهود حتى اليوم، وفي أيام السيد المسيح كان عيدًا هامًا ورد ذكره في (يوحنا 10: 22) بما يفيد بأن الاحتفال حتى ذلك الوقت كان كنسيًا ذا طابع روحي ليتورجي، وذلك قبل أن يتحول إلى احتفال شعبي، ولربما كانت هناك علاقة ما، بين عيد الحانوكا (التجديد) هذا ومظاهر عيد الكريسماس في بلاد الغرب! كما سيأتي.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:48 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الاستشهاد وتكريم الشهداء
تعرض اليهود إبان الحكم السلوقي لشتى ألوان الاضطهاد، فقبل ذلك الوقت كانت متاعبهم تتعلق بشكل رئيسي بالوطن والصراعات الحربية، ولكنهم في هذه الفترة كانوا مضطهدين وهم داخل أوطانهم، فبينما كانت لهم الحرية الدينية الكاملة وهم في الشتات مثل مصر وبابل، نجدهم عاجزين عن إتمام واجباتهم الدينية وهم بجوار الهيكل، بل أن الهيكل ذاته تحول إلى معبد للإله زيوس!!
وقد اُضطهد كل من ختن ابنه، فلقد علقوا طفلين في عنق أمهم لأنها ختنتهم! وكذلك تعرض للأذى كل من اقتنى نسخة من التوراة، حيث صدر الأمر بالتخلص من جميع نسخ الشريعة وقتل كل من سلك بمقتضاها (1مكا 1: 50، 56، 57، 60، 61) كما قُتل الشيخ "ألعازر" الذي رفض أكل لحم الخنزير (2مكا 6: 18 - 31) كما قُتلت أم مع أولادها السبعة لرفضهم عبادة الأوثان (2مكا 7).
وقد اعتبرت الكنيسة هؤلاء الشهداء: "شهداء مسيحيون قبل المسيحية".إليهم أشار معلمنا بولس الرسول في (عبرانيين 11: 35 - 39) وعلى أسماءهم بنيت عدة كنائس لاسيما في إنطاكية أولًا حيث يُظن أن استشهادهم كان هناك، وتعيّد لهم الكنيسة اليونانية في أول أغسطس من كل عام، وقد امتدح هؤلاء الشهداء كل من القديس يوحنا ذهبي الفم، والذي وضع فيهم ثلاثة ميامر، وكذلك القديس غريغوريوس النزينزي والذي تُنسب إليه عظة عن المكابيين.
لقد ظهر تقليد تكريم الشهداء المكابيين لأول مرة في سنة 390 م. حين أشار القديس يوحنا ذهبي الفم إلى وجود رفاتهم بالقرب من مدينة إنطاكية، وبعد ذلك بقليل أشار القديس أغسطينوس في عظاته إلى كنيسة القديسين المكابيين في إنطاكية والتي شيدها المسيحيون. ومن إنطاكية انتقل تكريم الشهداء المكابيين إلى الغرب، فنقلت بعض رفاتهم إلى ميلانو وكولونيا وشيدت كنائس بأسمائهم في روما وليون وفيينا (1).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:49 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
التقوىم والتأريخ


بينما يُشار إلى الكثير من الأحداث داخل السفر بحسب التقوىم اليهودي المحلي، إلا أن السفران يؤرخان الأحداث بحسب التقوىم القمري الشمسي لدى السلوقيين، وبينما يؤرخ السفر الأول بحسب الحساب الخريفي الذي يطابق العصر المقدوني الإنطاكي الموافق (7 تشرين أول) يولياني من السنة 312 ق.م. نجد أن السفر الثاني يتبع الحساب الربيعي وفيه يُنقل العصر إلى أول نيسان (3 نيسان اليولياني من السنة 311 ق.م.) وكانوا يعملون به في بابل وفي هيكل أورشليم، ويتبع الحساب الربيعي أيضًا في (1مكا 1: 54 و2: 70 و4: 52 و9: 3، 54 و10: 21 و13: 41، 51 و14: 27 و16: 14) والأحداث التي تناولتها هذه الآيات تتبع التاريخ اليهودي الداخلي.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:49 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الصلاة عن الراقدين
وفي ليتورجيات الكنيسة الآن خصص أكثر من مكان فيها للصلاة على الراقدين، سواء في الأوشية المستقلة لهم في رفع البخور أو مناسبات أخرى مثل اللقانات والجنازات، وكذلك في الترحيم الذي يُصلى بعد مجمع القديسين في القداس، وتدور هذه الصلوات حول عقيدة قيامة الأموات من جهة (2مكا 12: 43، 44) وفائدة هذه الصلوات لمن رقدوا في الرب ولهم بعض الهفوات أو الخطايا التي ليست للموت (2مكا 12: 45).
وفي القداس الغريغوري نصلي من بين الأواشي، واحدة تشير إلى المكابيين
والفترة التي اضطهدوا فيها باعتبارهم رمزًا ومثلًا لجميع الذين يتعرضون للضيق والنفي، تقول الأوشية: (أذكر يا رب الساكنين في الجبال والمغاير واخوتنا الذين في السبي) (1).
وقد ورد في صلاة الحجاب، والتي كانت تصلى في قدس الأقداس بعد رفع البخور في يوم الكفارة في القرن الأول الميلادي: (نسألك "يا الله"... ألا يأتي علينا أي سبي، سواء في هذا اليوم أو خلال هذه السنة، وحتى إذا أُسرنا في هذا اليوم أو في هذه السنة، فيا ليته أن يكون إلى مكان تطبّق فيه الشريعة...) (2). حيث كانت طلبة اليهود عند كل ضيقة هي من أجل الحرية الدينية والشريعة، فعند حملة أنطيوخس الخامس أمر يهوذا المكابي الشعب بالابتهال إلى الله نهارًا وليلًا، أن ينصرهم في ذلك اليوم أيضًا كما كان يفعل من قبل، فإنهم قد أوشكوا أن يُحرموا الشريعة والطقس والهيكل المقدس... "وحضّ أصحابه على أن يقاتلوا ببسالة حتى الموت في سبيل الشريعة والهيكل والمدينة والوطن والمؤسسات" (2مكا 13: 10، 14).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:50 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
تكريس صلاة وصوم
وفي أوقات الضيق - لاسيما عند التعرض لهجوم عسكري - كان يهوذا المكابي ورجاله يلجئون إلى الصلاة والتضرع لله، إلا أنه من الملفت أن يكرس كل من الشعب والجنود ثلاثة أيام صلاة مع صوم وميطانيات، وذلك عند قيام "أنطيوخس الخامس أوباطور" بحملة على اليهودية (2مكا 13: 12) وهو الأمر الذي ما تزال الكنيسة تتبعه حتى اليوم عند الشدائد والتجارب الصعبة.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:51 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
لحن الأبيفانيا
وقد رتب القديس "مار أفرام السرياني" لحنًا يقال في عيد الأبيفانيا (الظهور الإلهي) تدور كلماته حول النار المقدسة التي عثر عليها الكهنة بعد العودة من السبي وحين أرادوا استئناف الذبائح، وهي القصة التي وردت في (2مكا 1: 19/ راجع نص اللحن في التفسير).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:51 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
عمل التماجيد
أما بعد الانتصارات فقد لوحظ قيام الشعب بالصلاة والتسبيح فيما يشبه "التماجيد" الآن، فبعد انتصارهم في معركة عماوس: "عاد اليهود وهم يسبحون السماء ويباركونها قائلين إنه صالح وأن للأبد رحمته مزمور 136" (1مكا 4: 24). وبعد الاستيلاء على قلعة أورشليم (قلعة عكرة) قاموا بعمل مثل هذا التمجيد بالمزامير والقيثارات والصنوج والتسابيح (1مكا 3: 51) وبعد عقاب "هليودورس" رئيس وزراء سلوقس الرابع والذي حاول نهب الهيكل، راح اليهود يباركون الرب الذي مجد مكانه تمجيدًا رائعًا (2مكا 3: 30) وبعد انتصارهم على نكانور وجرجياس مجدوا الله وسبحوه (2مكا 8: 27، 29) ويرد أيضًا في سفر المكابيين الثاني كيف أنهم عند تطهير الهيكل "رفعوا الأناشيد... وفي أيديهم مزاريق وأغصان خضر وسعف..." (2مكا 10: 7) وفعلوا نفس الشيء بعد هزيمة جيوش جرجياس الأدومي"..باركوا الرب بالأناشيد والتسابيح..." (2مكا 10: 38) وبعد مقتل نكانور "كانوا جميعًا يرفعون إلى السماء تماجيد إلى الرب الذي تجلّى ويقولون: مبارك الذي حفظ مكانه المقدس منزهًا عن كل دنس" (2مكا 15: 34).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:52 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الإعفاء من الرسوم في المواسم والأعياد
يرد في سفر المكابيين الأول، أن الملك ديمتريوس الأول أصدر عفوًا من الضرائب والرسوم والديون، خلال أيام الاحتفالات والأيام الثلاثة التي تسبقها وكذلك تلك التي تتبعها. وهو ما نجد صدى له الآن، حيث تستمر الاحتفالات بعيد الصليب لثلاثة أيام. ولعل العامل المشترك بين الاثنين هو أن الأيام الثلاثة الإضافية التي مُنحت قديمًا كانت بسبب سفر الحجاج من وإلى أورشليم، وهو الأمر الذي تكرر في الاحتفالات بعيد الصليب بعدما اكتشفت "الملكة هيلانة" الخشبة المقدسة، وبدأ الملايين في التوافد على أورشليم سنويًا للمشاركة في تلك الاحتفالات الشائقة، راجع (1مكا 10: 35، 34).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:52 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
التحية الحارة | العافية
ويرد في سفر الأعمال (15: 19 و23: 30) تعبير "العافية" و"المعافاة" مقترنة بالتحية وهو التعبير الذي لا نجد له نظيرًا في العهد القديم كله سوى في سفر المكابيين الثاني، حين يرسل اليهود إلى اخوتهم السلام و"العافية" (2مكا 1: 10) وهي التحية الدارجة حتى أيامنا هذه، بل دخلت في الطقس الكنسي حيث نقول: "كن معافي في الرب" أو "كونوا معافين في الرب" (أوجاي خين ابشويس xxx) وذلك في عدة ألحان مثل لحن: "بي إهموت غار" كما أنها تحية الوداع الرسمية في اللغة القبطية.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:53 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
القيمة العقائدية للسفرين
يتضمن السفران الكثير من العقائد الهامة والتي من شأنها أن تجعل للسفرين بعدًا جديرًا بالأهمية, ففي السفر الأول يسود الاعتقاد بأن تدبير الله يشمل جميع الناس وجميع الأحداث, وأما عدم نطقه اسم الله فهو من قبيل إضفاء المذيد من الإجلال والقدسية علي الاسم المقدس, ويكتفي الكاتب بالإشارة إليه, فقد بدأ اليهود قبل ذلك الوقت بقليل في عدم نطق لفظة الجلالة "يهوه" أو "الوهيم" وأنما استخدام لفظات أخرى للإشارة إليه مثل أدوناي (أي السيد) أو أن يستخدم صفات الله بدلًا من اسم الجلالة مباشرة، راجع (1مكا 4: 24 و2مكا 1: 24 و2: 8).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:54 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
القيمة العقائدية للسفرين
يتضمن السفران الكثير من العقائد الهامة والتي من شأنها أن تجعل للسفرين بعدًا جديرًا بالأهمية, ففي السفر الأول يسود الاعتقاد بأن تدبير الله يشمل جميع الناس وجميع الأحداث, وأما عدم نطقه اسم الله فهو من قبيل إضفاء المذيد من الإجلال والقدسية علي الاسم المقدس, ويكتفي الكاتب بالإشارة إليه, فقد بدأ اليهود قبل ذلك الوقت بقليل في عدم نطق لفظة الجلالة "يهوه" أو "الوهيم" وأنما استخدام لفظات أخرى للإشارة إليه مثل أدوناي (أي السيد) أو أن يستخدم صفات الله بدلًا من اسم الجلالة مباشرة، راجع (1مكا 4: 24 و2مكا 1: 24 و2: 8).

  1. يهوه
  2. قيامة الأموات والدينونة
  3. الصلاة عن الراقدين
  4. رب القوات | الجنود
  5. الخلق
  6. الله ضابط الكل
  7. الشفاعة

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:55 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
يهوه

אֲדֹנָי
يهوه: وقد حاول الكثير من الشراح تتبع اسم "يهوه" من خلال لغات أخرى غير العبرية, ولكن معنى اللفظة قد شرح في (خروج 3: 14) عندما قال الرب لموسى عن نفسه "أهيه أشير أهيه" والذي يعنى في النهاية "الكائن والذي كان والذي يأتي" كما ورد في (رؤيا 1: 8). وخلال الفترة ما بين السبي البابلى وتجسد المسيح, بالغ اليهود كثيرًا في مظاهر توقيرهم لاسم الله, ورغبة منهم في تفادي الانتهاكات الوثنية, كفوا عن النطق باسم يهوه, وبدأوا من ثمَ في كتابة الحروف الأربعة للاسم منفصلة (ي /ه / و/ ه) وتخللت هذه الحروف الحركات الخاصة بكلمة أدوناي Adonai والتي استبدلوا كلمة يهوه بها عند القراءة, وهي تعني "ربى" أو "سيدي" حيث تُرجمت في السبعينية "كيريوس".
كما يلاحظ عدم نسب الأحداث إلى الله مباشرة تنزهًا أيضا, فإن حرية الإرادة للإنسان واتساع نطاقها تظهر بوضوح في سفر المكابيين الأول. ويُظهر الكاتب نفسه باعتباره لايميل إلى التشكك, كما أنه في الوقت ذاته لا يميل إلى القدَرية.
وفي السفر الثاني: تظهر الكثير من المفاهيم التي تبناها الفريسيين بعد ذلك, فإسرائيل هم شعب الله (2مكا 1:26) وهم ميراثه (14: 15) وكثيرًا ما يتدخل الله بصورة معجزية لصالح إسرائيل (3:24 -30 و10: 29 ,30و 11: 6 - 8) بل وحتى المصائب التي تحيق باللأمة ما هي إلا دلائل على محبة الله لأنها مرسومة لخير الأمة (5: 7 - 20) وفي المقابل فإن المصائب التي تحيق بالوثنيين هي عقاب وبرهان على عدم رضى الله عنهم (2مكا 4:38 و5: 9 و13:8 و15:32 ,33) كما يعارض السفر الثاني بشدة: إدخال العادات اليونانية، لاسيما إنشاء ساحة للألعاب في اروشليم (4: 7 -16).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:56 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
قيامة الأموات والدينونة
ويعطي السفر الثاني أهمية كبيرة للتعليم عن القيامة والحياة الأبدية (7:9, 11, 14, 36 و12: 43 -45 و14:46) حتى الشيخ أليعازر والذي يبدو صدوقيًا في رأى البعض (وهو رأى خاطئ بلا شك) إلا أنه لا ينفي وجود عقاب للخاطئ بعد الموت (6:23 26) كما يحتل التعليم عن الملائكة في السفر مكانًا بارزًا (2مكا 3:24- 30 و10:29 , 30و 11:6- 8).
جدير بالذكر أن الصدوقيين- كما سبق القول- لا يؤمنون بالحياة الآتيه ولا الملائكة وأنكروا الدينونة, فقد آ منوا بأسفار موسى الخمسة, في حين رفضوا التقليد, حيث يتضح ذلك فيمجمع محاكمة معلمنا بولس الرسول حين أثارت إشارته للحياة الأيدية خلاف الصدوقيين مع الفريسيين (أعمال 23: 8). ولكن شيعة الصدوقيين لم تكن قد تبلورت بعد في عصر المكابيين بتعصبها وتوجهاتها المتشددة.
ويورد السفر وصف قيامة الأموات بتعبيرات مادية قوية, ويشير إلى أن الصالحين فقط, هم الذين سيقومون إذ "ولما أشرف على الموت قال: خير أن يموت ألإنسان بأيدي الناس ويرجو أن يقيمه الله, فلك أنت لن تكون قيامة للحياة" (2مكا 7: 14) ونلاحظ أن الجميع ستكون لهم قيامة ولكن هناك فرق بين القيامة, وقيامة الحياة, إذ تعني الأخيرة قيامة للمكافأة في حضور الله, كما تظهر فكرة عقاب الله في (2مكا 1: 28 و7:17, 19, 31) حيث أن الذين يضطهدون المؤمنين لن يفلتوا من عقاب الله, وهكذا تنتظر دينونة الله الأشرار (2مكا 7: 35 ,36).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:56 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الصلاة على الراقدين
وقد قام يهوذا المكابي بتقديم صلاة وذبائح عن القتلي من الرجال المكابيين الذين سقطوا في المعارك والذين وجد تحت ملابسهم أنواطا من أصنام يمنيا, وذلك بإرسال النقود لرفع ذبيحة في الهيكل عن خطاياهم, وكان الهدف من ذلك: الصلاة لأجل قيامة الأموات (2مكا 12: 39- 45). لاعتقاده بقيامة الموتى, فبالرغم من أن القيامة للجميع حتى الأشرار, إلا أن قيامتهم قيامة فقط, ولم يقل قيامة حياة! حيث يرد "وإن عد أن الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل, كان في هذا فكر مقدس تقوي (2مكا12:45). كما يقدم السفر مبدأ قيامة الأموات كحافز للموت ببطولة من أجل المبادئ والقيم الروحية, ويعدّ الوصف الوارد لموت أليعازر بلا تردد (6:18-31) والأم وأولادها السبعة (إصحاح 7) وعزاريا "رازيس" (14:37-46): دليلًا على ذلك.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:57 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
رب القوات | رب الجنود
ونلاحظ أن المعارك التي اشترك فيها اليهود كانت معارك علوية اشترك فيها الملائكة في الصراع الدائر, وهنا تخليد لمفهوم "رب الجنود" و"القادر على كل الكل" الوارد في العهد القديم (2مكا3: 24) الذي يحكم القوات السمائية والأرضية أيضًا, وكان جند السماء يظهرون بانتظام في شكل فرسان يمتطون خيولًا بهية المنظر (3: 25 و10: 29 - 31 و11: 8) وأحيانا في هيئة فتيان ذوى بهاء, وكان مجيء الملاك الصالح يعطى قوة للجيوش اليهودية فلا تهزم (11: 6, 8 و15:23) وأمَا الرؤيا التي استمرت أربعين يومًا في سماء أورشليم (الأصحاح الخامس) لفرسان محاربين يهاجمون في سماء المدينة: فقد كانت علامة سيئة, مثل علامات مماثلة ذكرها يوسيفوس كانت تنبئ بخراب الهيكل, فعلى النقيض من ذلك لا يمكن أن نقارن هذه العلامات بالفأل الحسن في سفر صموئيل الثاني (5: 23 ,24) وسفر أخبار الأيام الأول (14: 14, 15) وبالنسبة للفرسان الملائكية وركاب المركبات في العهد القديم (قارن ملوك الثاني 2: 11 و6:17و 13: 14 وذكريا1: 8 و6:1 - 8).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:58 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الخلق

كان اليهود قبل زمن السفرين يؤمنون بأن الله خلق الكون من العدم, وأن هذا الخلق يتضمن عملًا أوليا يدعو إلى الوجود من العدم المطلق (تك 1:1) ثم عملً ثانيًا من أجل تنظيم هذاالفراغ أو العدم الأصلي (تك 1:2) وكثيرًا ما يكتفي كُتّاب العهد القديم بهذه المرحلة, أي مرحلة تنظيم عدم خلق من قبل, فيرد في سفر مكابيين الثاني على لسان الشهداء السبعة أن الله خلق السماء والأرض وكل ما فيها من العدم (2مكا 7:28) حيث يعود بذلك إلى (تك 1: 1) وهكذا يضيف السفر إلى مسألة الخلق الأساسية بعدا يبشر بواسطته بتعليم العهد الجديد (راجع أيضًا كولوسي1:15 ويوحنا 1: 3) "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ".

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:58 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الله ضابط الكل
يؤكد السفر على وحدانية الإله وسلطته على الجميع, ليس فقط بالسرد القصصي, وإنما أيضا بالأسماء والصفات التي يذكر بها الله, فنادرا ما يذكر السفر كلمة الله أو الرب مجردة, وإنما "الرب الضابط الكل" (3: 22 و8:18) و" الله الحاكم العادل" (12: 6, 41) و"رئيس الدنيا العظيم" و" القادر على الكل" (12: 15 , 28) و" الذي يبصر كل شيء" (12:22) وغيرها. كما يذكرأفضل لقب يناسب الموقف التاريخى. ويعد أقوي تأكيد للسيادة الإلهية: هو وصف يهوذا المكابي لقدرة الله الضابط الكل الذي يستطيع بإيماءة واحدة أن يصرع الزاحفين علينا بل العالم بأسره " (8: 18). كما أن قوة الله عظيمة لدرجة أنه خلق العالم من لا شيء (7: 82) وهكذا نجد هنا أول تعبير واضح عن الخلق من العدم.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 05:59 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الشفاعة
يعالج سفر المكابيين الثاني موضوع الشفاعة في اتجاهين, الأول: هو فعالية الصلاة والذبائح من أجل خطايا المنتقلين, فقد أرسل يهوذا ملًا إلى الهيكل من أجل تقديم ذبائح عن الذين قتلوا (2مكا 12: 40 45). ولقد كان هذا التعليم في السفر من أهم أسباب رفض البروتستانت لسفري المكابيين, رغم وجود الكثير من المواضع التي يُشار فيها إلى هذا التعليم في بقية أسفار العهدين القديم والجديد. والثاني: هو اهتمام القديسون الشهداء بالصراع البشرى وجهاد الذين مازالوا أحياء, ففي رؤيا يهوذا ظهر حونيا (أونيا) الكاهن وإرميا النبي كحاميان عن الشعب (2مكا 15:11 14) وقدم إرميا سيفًا ذهبيًا ليهوذا ليضرب به الأعداء (عددى 15 و16), وقد تبنى "فيلو" اليهودي السكندرى هذا التعليم فاعتبرالآباء في عداد الشفعاء, أما في العهد الجديد فيظهر نوعان من الشفاعة, الأولى كفارية وهي خاصة بالمسيح الفادي (عب 5: 7) وأما الثانية فهي توسلية وهي خاصة بالعذراء والملائكة والشهداء والقديسين (رؤيا 5: 8).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:01 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
سفر المكابيين والعهد الجديد
بينما يبلغ اشتياق اليهود بقرب مجئ النبي أقصي مدي له سفري المكابيين، فإن المسيح مشتهي قلوب جميع الأمم يأتي بالعهد الجديد وفيه تتحدد كافة الاشتياقات، وإليه يجئ الجميع وبه تتحقق جميع النبوات ويتًضح هذا الرجاء وهذا الشغف في الآيتين التاليتين: "...ووضعوا حجارته في جبل البيت في مكان لائق إلي أن يأتي نبي يجيب عن أمرها" (1مكا 4: 46) وأيضًا: "وإن اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم أن يكون سمعان قائدًا وعظيم كهنة للأبد إلي أن يقوم نبي أمين" (1مكا 14: 41).
وبينما نجد أن أليكمس (رئيس الكهنة غير الشرعي قد أمر بهدم الحائط المتوسط في الفناء الداخلي للقدس حتى تتاح الفرصة للوثنيين للدخول،فقد فعل المسيح الشيء ذاته ولكن جوهر الأمر مختلف في الحالة الأولي عنها في الثانية، إذ أن ألكيمس سعي في التأثير الوثني بوجودهم داخل الحظيرة الإلهية والعودة إلي الحضن الإلهي.
".. أمر ألكيمس أن يهدم حائط الفناء الداخلي للقدس فهدم أعمال الأنبياء وشرع في التدمير" (1مكا 9: 54)
" لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا ونقض حائط السياج المتوسط" (أفسس 2: 14)
وقد أشار معلمنا بولس الرسول مرتين إلي المكابيين،وذلك عندما أورد قائمة سحابة الشهود،في ذلك الوقت كان ينظر إلي المكابيين- من خلال سفريهما والتقليد - نظرة تقدير باعتبارهما شهداء وشفعاء عن الأمة.
" فإن امرأتين أحضرتا لأنهما ختنتا ولديهما فعلقوا طفليهما علي أثديهما وطافوا بهما في المدينة علانية ثم ألقوهما عن السور، ولجأ قوم إلي مغاير كانت بالقرب منهم للاحتفال بالسبت سرا فوشي بهم إلي فيلبس فأحرقهم بالنار معًا، وهم يحترزون من أن يدافعوا عن أنفسهم إجلالًا لهذا اليوم المقدس" (2مكا 6: 10، 11).
قصة اشتشهاد ألعازار الكاتب (6: 18-31) استشهاد الأخوة السبعة (2مكا 7).
"وقد سحقوا فيلبس وفرساوس ملك كيتم في الحرب وكل من قاتلهم وأخضعوهم وسحقوا أنطيوخس الكبير ملك آسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلًا وفرسان ومركبات وجيشًا كثيرًا جدًا" (1مكا 8: 5 - 7).
"ولما أصبح المكابي علي رأس جيش، لم تعد الأمم تثبت أمامه. إذ استحال سُخط الرب إلي رحمة، فجعل يفاجئ المدن والقري ويحرقها حتى إذا استولي علي مواقع توافقه هزم لأعداء الكثيرين، وكان أكثر غاراته في جنح الليل فذاع خبر شجاعته في كل مكان" (2مكا 8: 5 - 7).
" أخذت نساء أمهاتهن بقيامة وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل، وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضًا وحبس رجموا. نشروا جُربّوا ماتوا قتلًا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين ولم يكن العالم مستحقًا لهم. تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض". (عبرانيين 11: 35-38).

"الذين بالإيمان قهروا ممالك، صنعوا برًا. نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود أطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقدوا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء" (عبرانيين 11: 33، 34)

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:01 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
عيد التجديد الذي تأسس في عهدهم
وهو العيد الذي تأسس في عهد المكابيين، وذلك بعد انتصارهم علي السلوقيين وتجديد الهيكل واستئناف الذبائح وهو العيد الذي شارك فيه السيد المسيح في الهيكل، ومازال اليهود حتى اليوم يحتفلون به كعيد شعبي قومي. وإن كان في الأصل عيد ديني بحت، ذكري استعادة المياة الليتورجية، والعودة إلي العمل بالوصايا الإلهية، بل يري بعض الشراح أن هناك بعض التلميحات إلية بين خراب الهيكل وتجديده في سفر دانيال.
"فقال يهوذا واخوته: "ها إن أعداءنا قد انسحقوا، فلنصعد الآن لتطهير الأقداس وندشنها.....فطهروا الأقداس... وبنوا المذبح الجديد.... وصنعوا آنية مقدسة جديدة......." (1مكا 4: 36- 49).
"وأما المكابي والذين معه، فاستردوا الهيكل والمدنية بقيادة الرب.. وطهًروا الهيكل....وصنعوا مذبحًا آخر.. فعيًدوا ثمانية أيام بفرح...وفرضوا فريضة عامة...أن تعيد أمًة اليهود هذه الأيام في كل سنة" (2مكا 10: 1 - 8).
"وكان عيد التجديد في أورشليم وكان شتاء وكان يسوع يتمشي في الهيكل في رواق سليمان". (يوحنا 10: 22، 23).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:03 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
السفران والعهد الجديد
كما رأي البعض تشابهًا بين هرب الخائفون، من الأعداء في الحرب المكابية، وأولئك الذين أشار إليهم القديس يوحنا الحبيب فيما يسمي " قائمة الممنوعين " من الملكوت..فالخوف والهرب يحرمان الإنسان من شرف الجندية وبالتالي تضيع عليهم الأكاليل المعدة للمنتصرين. وبينما كان هرب الجنود وبعض الناس من المواجهة يعني عدم الولاء وعدم الثقة في نصرة الله، فإن هذا الإيمان وهذه الثقة كانا الينبوع الذي يتدفق منه ولاء الشهداء المكابيين والمسيحيين من بعدهم.
" فهرب الخائفون وقليلو الإيمان ببر الله وهاجروا إلي أماكن أخري" (2مكا 8: 13).
"وأمًا الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني". (رؤ 21: 8).
وعن مجد الله المزمع أن يُستعلن، انتظر المكابيون أن يعود إلي الهيكل، في حين حلً المسيح في العهد الجديد بين الناس بديلًا عن الهيكل.
".....وحينئذ يُظهر الرب هذه الأشياء ويظهر مجد الرب والغمام كما ظهر في أيام موسي وحين سأل أن يقدس المكان تقديسًا بهيًا" (2مكا 2: 8).
"أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه، فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل فأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده، فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا،فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قال يسوع" (يوحنا 2: 19 - 21).
"ولم أر فيها هيكلا لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها" (رؤيا 21: 22).
"والكلمة صار جسدًا وحلً بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقًا" (يوحنا 1: 14)

ثم المقارنة بين الألوهية الزائفة لأنطيوخوس أبيفانيوس والذي كان يتصور نفسه بأنه يتسلط علي أمواج البحر...وتجًبره وتعاليه علي سائر البشر، وبين رب المجد يسوع المسيح الذي لم يحسب خلسة أن يكون مساويًا لله الآب، وهو يأمر الطبيعة والرياح فتطيعانه.
" فأصبح بعدما خيًل له زهوه الذي لم يبلغ إليه إنسان أنه تحكيم علي أمواج البحر ويجعل قمم الجبال في كفة الميزان أصبح مصروعًا علي الأرض محمولًا في محفة ليكون شهادة للجميع بقدرة الله الجلية" (2مكا 9: 8).
"ثم قال لهم أين إيمانكم، فقام وانتهر الريح وتموج الماء فانتها وصار هدوء،ثم قال لهم أين إيمانكم.فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا فإنه يأمر الرياح أيضًا والماء فتطيعه" (لوقا 8: 25).

وتظهر في السفر فكرة الفدية الكفارية بعذابات الشهداء (استعطاف الله بآلامهم) في حين يظهر المسيح في العهد الجديد كشفيع حقيقي عن البشرية قدًم كفارة عن خطاياها. وبينما يطلب الشهداء المكابييين تأديب الله لمضطهديهم (من خلال أحاديثهم قبل الاستشهاد) يطلب المسيح عند صلبه المغفرة لصالبيه.
" وأنا كأخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شرائع آبائنا،وأبتهل إلي الله أنه لا يبطئ في توفيق أمتنا وأن يحملك بالمحن والضربات علي الاعتراف بأنه الإله وحده" (2مكا 7: 37).
" ويرحم المدينة المتهدمة والتي أشرفت علي الزوال ويصغي إلي صوت الدماء الصارخة إليه" (2مكا 8: 3).
"وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلي الأقداس فوجد فداءا أبديًا" (عب 9: 12).
"ولا ليقدم نفسه مرارًا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلي الأقداس كل سنة بدم آخر، فإذ ذاك كان يجب أن يتألم مرارًا كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 9: 25، 26).
وفي سفري المكابيين تظهر الملائكة والخيول النارية والقوات السمائية (الخلائق العلوية تشارك الشعب في جهادهم) يقابلها في العهد الجديد ظهور هذه الخلائق بنوعيها الخير والشرير، ما بين الشياطين التي تحارب ابن الله في جبل التجربة، والملاك الذي ظهر يقويه في جهاده في بستان جسيماني.
" فتجلي رب الأرواح وكل سلطان تجليا عظيمًا...." (2مكا 3: 24).
"..إذ تراءي من يري كل شيء فأسرعوا إلي الفرار" (2مكا 12: 22).
" وكان هناك في البرية أربعين يومًا ُيجرب من الشيطان......" (مرقس 1: 13).
" وظهر له ملاك من السماء يقويه" (لوقا 22: 43).
وكان السيد المسيح علي العكس من يهوذا المكابي،ففي حين طلب المكابي وأصحابه إلي الله أن يرسل إليهم ملاكًا يخلصهم: قبل ابن الله العذاب، ورفض عرض تلاميذه باستدعاء قوات سمائية.
" فلما علم أصحاب المكابي أن ليسياس يحاصر الحصون،ابتهلوا إلي الرب مع الجموع بالنحيب والدموع أن يرسل ملاكًا صالحا ليخلص إسرائيل". (2مكا 11: 6).
" والآن يا ملك السموات أرسل ملاكًا صالحًا أمامنا يوقع الرعب والرعدة" (2مكا 15: 23).
" أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلي أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة، فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون" (متي 26: 53، 54).
وقد قدم السيد المسيح موته وقيامته علي أنهما أيضًا سقوط للشيطان، حيث يشير أكثر من مرة إلي دينونة رئيس هذا العالم أي الشيطان (يو 12: 31 و14: 30 و16: 11).إلي ذلك يشير أيضًا معلمنا بولس الرسول (كولوسي 2: 15 وعبرانيين 2: 14) كما يؤكد أنها مصارعة القديسين مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس 6: 12).وينتهي المطاف بالشيطان إلي هلاك أبدي (رؤيا 12: 7- 9).
وعي صعيد آخر يقول المهتمين بالتقاليد أن عادة مزج الخمر بالماء المشار إليها في: (2مكا 15: 39)" وكما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضرً، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعطي لذة وطربًا، كذلك تنميق الكلام يُطرب مسامع مطالعي السفر" هذه الإشارة جعلت أمر يسوع بملء أجران الخمر بالماء لا يبدو غريبًا (يوحنا2: 7)وإنما تبدو الغرابة فقط في أنها مُلئت بالماء فقط قبل تحولها غلي خمر، وكذلك يمكن فهم سؤال معلمنا بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاؤس ألا يكون شرًيب ماء بل مزجه بالخمر (تيموثاؤس الأولي 5: 23)في ظل هذه الخلفية.
كما يرون في النظام الغذائي الذي كان يتبعه يوحنا المعمدان، حيث كان يأكل جرادًا وعسلًا بريًا (مرقس 1: 6) صدي لتعليم الحسيديين والذين عاشوا في القفار علي الحشائش (2مكا5: 27).
وفي إطار التعبيرات والمصطلحات الفنية الكتابية، وُجد أن " المضطهد" المشار إليه في (2مكا 7: 19)والذي يتجاسر " أن يحارب الله " هو نفس التعبير المستخدم في سفر أعمال الرسل (5: 29) لمن يضطهدون الكنيسة.
وكلمات الأفعال اليونانية الواردة في العهد الجديد، وكذلك بعض الكلمات، نجدها في سفري المكابيين.فالظهورات الإلهية التي تخلًص، تتكرر في السفر، ليس فقط في الظهورات الملائكية (2: 21 و3: 24، 25، 33 و12: 22) وإنما أيضًا من خلال قوة " المكابي" الحربية (2مكا 15: 27).أمًا في المقابل فنجد في العهد الجديد أن التجلي: يظهر في تجسد ابن الله (لوقا 1: 79) تيموثاؤس الثانية 1: 10) وكذلك في مجيئه الثاني في مجده (تسالونيكي الثانية 2: 8 ؛ وتيموثاؤس الأولي 6: 4 وتيموثاؤس 6: 4 وتيموثاؤس الثانية 4: 1، 8 وتيطس 2: 13).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:04 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
سفرا المكابيين ونبوءات دانيال
يحوي سفري المكابيين تحقيق بعض النبوات الواردة في سفر دانيال، لاسيما تلك الموجودة في الإصحاح الحادي عشر، والذي يكاد أن يتكلم بأكمله عن المكابيين..
فقد وردت في هذا الإصحاح نبوءات خاصة بالإسكندر الأكبر وأتباعه وصراعهم علي السلطة والسيادة علي أورشليم،
ثم النبوءات الخاصة بالحياة الداخلية لليهود في تلك الفترة،
مثل تدنيس الهيكل ونهبه،وفساد الكهنوت وتعاظم أنطيوخس أبيفانيوس،
وظهور كل من الخراب الهيليني وفرقة الحسيديين، ثم تجديد الهيكل.
ولذلك فإنه يتحتم علي الدارس لسفر دانيال الوقوف علي سفري المكابيين ودراستهما، من أجل مزيد من الضوء علي تلك الحقبة من تاريخ اليهود.
فقد رأي دانيال بعين النبوءة:
قيام مملكة الإسكندر الأكبر ونهاية مملكة الفرس بذلك.
" كان أن الإسكندر بن فيلبس المقدوني بعد أن خرج من أرض كتيم وكسر داريوس ملك فارس وميديا وملك مكانه مبتدئًا باليونان،شن حروبًا كثيرة وفتح حصونًا وقتل ملوك المنطقة واجتاز إلي أقاصي الأرض وسلب غنائم جمهور من الأمم وسكتت الأرض بين يديه، فترفًع في قلبه وتشامخ، وحشد جيشًا قويًا جدًا وأخضع البلاد والأمم والسلاطين، فكانوا يدفعون له الجزية،وبعد ذلك لزم الفراش وعرف أنه يشرف علي الموت فدعا أشراف ضباطه الذين تربوا معه منذ الصبا، فقسم مملكته بينهم وهو لا يزال حيًا، وكان الإسكندر قد ملك اثنتي عشر سنة حين تولي ضباطه المُلك كل واحد في منطقته، ولبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فأكثروا من الشرور في الأرض" (1مكا1: 9).
"ويقوم ملك جبار ويتسلط تسلطًا عظيما ويفعل حسب إرادته وكقيامه تنكسر مملكته وتنقسم إلي رياح السماء الأربع، ولا لعقبه ولا حسب سلطانه الذي تسلط به لأن مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك" (دانيال11: 3، 4).
" وبينما كنت متأملًا إذا بتيس من المعز جاء من المغرب علي وجه كل الأرض وللتيس قرن معتبر بين عينيه وجاء إلي الكبش صاحب القرنين الذي رأيته واقفًا عند النهر وركض إليه بشدة قوته ورأيته قد وصل إلي جانب الكبش، فاستشاط عليه وضرب الكبش وكسر قرنية فلم تكن للكبش قوة علي الوقوف أمامه وطرحه علي الأرض وداسه ولم يكن للكبش منقذ من يده فتعظم تيس المعز حدًا ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضًا عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع" (دانيال 8: 5 - 8).
ثم يشير دانيال النبي إلي الحروب التي قامت بين حلفاء الإسكندر من البطالمة (في مصر) والسلوقيون في سوريا.

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:04 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
أنطيوخس الرابع يحارب بطليموس مصر
" ولما استتب الملك لأنطيوخس عزم علي أن يكون ملك مصر ليملك علي كلتا المملكتين، فدخل مصر بجيش عظيم ومركبات وأفيال وفرسان وأسطول عظيم وشن الحرب علي بطليموس ملك مصر فتراجع بطليموس أمام وجهه وهرب وسقط جرحي كثيرون فاستولوا علي المدن الحصينة بأرض مصر وسلب أنطيوخس غنائم ارض مصر ورجع أنطيوخس بعدما كسر مصر وذلك في السنة المئة والثالثة والأربعين وصعد إلي إسرائيل وإلي أورشليم بجيش عظيم" (1مكا1: 16- 20).
" في ذلك الزمان كان انطيوخس يستعد لغزو مصر ثانية" (2مكا 5: 1).
" فلما بلغت الملك هذه الأحداث، استنتج أن اليهودية انتفضت عليه فغادر مصر ثائرًا كالنمر وأخذ المينة عنوة.." (2مكا 5: 11).
" ولما استتب الملك لأنطيوخس عزم علي أن يكون ملك مصر ليملك علي كلتا المملكتين، فدخل مصر بجيش عظيم ومركبات وأفيال وفرسان وأسطول عظيم وشن الحرب علي بطليموس ملك مصر فتراجع بطليموس أمام وجهه وهرب وسقط جرحي كثيرون فاستولوا علي المدن الحصينة بأرض مصر وسلب أنطيوخس غنائم ارض مصر ورجع أنطيوخس بعدما كسر مصر وذلك في السنة المئة والثالثة والأربعين وصعد إلي إسرائيل وإلي أورشليم بجيش عظيم" (1مكا1: 16- 20).
" في ذلك الزمان كان انطيوخس يستعد لغزو مصر ثانية" (2مكا 5: 1).
" فلما بلغت الملك هذه الأحداث، استنتج أن اليهودية انتفضت عليه فغادر مصر ثائرًا كالنمر وأخذ المينة عنوة.." (2مكا 5: 11).

" وبنوه بتهيًجون جمهور جيوش ويأتي آت ويغمر ويطمو ويرجع ويخرج ويحاربه أي ملك الشمال ويقيمويُحارب حتى إلي حصنه، ويغتاظ ملك الجنوب جمهورًا عظيمًا فيسلم الجمهور في يده، فإذا رفع الجمهور يرتفع قلبه ويطرح ربوات ولا يعتز" (دانيال 11: 10 - 12).
"فيأتي ملك الشمال ويقيم مترسة ويأخذ المدينة الحصينة فلا تقوم أمامه ذراعًا الجنوب ولا قومه المنتخب ولا تكون له قوة للمقاومة، والآتي عليه يفعل كإرادته وليس من يقف أمامه ويقوم في الأرض البهية وهي بالتمام في يده" (دانيال 11: 15، 16).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:05 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
هليودورس مندوب سلوقس الرابع يحاول نهب الهيكل
" فأختار الملك (سلوقس الرابع) هليودورس...وأمره بجلب الأموال المذكورة..وحضر هناك مع شرطة عند الخزانة فتجلي روح الأرواح وكل سلطان تجليًا عظيمًا، حتى أن جميع الذين اجترأوا علي الدخول صرعتهم قدرة الله" (2مكا 3: 7، 24).
"فيقوم مكانه من يُعبر جابي الجزية في فخر المملكة وفي أيام قليلة ينكسر لا بغضب ولا بحرب". (دانيال 11: 20).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:05 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
أنطيوكس أبيفانيوس يملك عوض سلوقس الرابع
"وخرج منهم عرق أثيم هو أنطيوخس أبيفانيوس بن أنطيوخس الملك وكان رهينة في روما..." (1مكا 1: 10)
" وحدث أنه بعد أن فارق سلوقس الحياة، وحصل أنطيوخس الملقب بأبيفانيوس علي الملك.." (2مكا 4: 7).
" فيقوم مكانه محتقر لم يجعلوا عليه فخر المملكة ويأتي بغتة ويمسك المملكة بالتملقات" (دانيال 11: 21).

Mary Naeem 28 - 03 - 2014 06:06 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
ظهور كل من الحزب اليوناني، فرقة الحسيديين
"حينئذ اجتمعت إليهم جماعة الحسيديين وهم ذوو البأس في إسرائيل وكل من تطوع في سبيل الشريعة" (1مكا 2: 42).
"....فأستولي ياسون علي الرئاسة، وما لبث أن صرف أبناء جنسه إلي نمط حياة اليونانيين" (2مكا4: 10).
أمة خاطئة متعدًية للشريعة (1مكا 1: 34).
"والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين ويعثرون بالسيف وباللهيب وبالسلب وبالنهب أيامًا.." (دانيال 11: 33).
"والمتعدون علي العهد يغويهم بالتملقات...." (دانيال 11: 32).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:17 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
استشهاد حونيا (أونيا) رئيس الكهنة، و اغتصاب منلاوس لرتبة الكهنوت
"...فخلا منلاوس بأندرونكس وأغراه أن يقتل أونيا (حونيا). ثم اغتاله من ساعته.. فتأسف أنطيوخس ورق شفقة وبكي علي حكمة ذلك المفقود وشدة اعتداله" (2مكا 4: 34، 37).
" فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلي المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعًا..." (دانيال 9: 25).
" فأخذ منلاوس توصيات بنفسه إلي الملك وأبهره بمظاهر سلطانه وحول الكهنوت الأعظم غلي نفسه...ولم يكن علي شيء مما يليق بالكهنوت" (2مكا 4: 24، 25).
" وأذرع الجارف تجرف من قدامه وتنكسر وكذلك رئيس العهد" (دانيال 11: 22).
"وبعد اثنين وستين أسبوعًا يقطع المسيح وليس له شعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلي النهاية حرب وخرب قضي بها" (دانيال 9: 26).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:18 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
بداية رجسة الخراب
وهي غير تلك التي تحدث عنها السيد المسيح..
" وفي اليوم الخمس عشر من كسلو في السنة المئة والخمسة والأربعين بني الملك شفاعة الخراب علي مذبح المحرقات..." (1مكا 1: 54).
"وتقوم منه أذرع وتنجًس المقدس الحصين وتنزع المحرقة الدائمة وتجعل الرجس المخرب" (دانيال 11: 31).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:18 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
إشارة إلى يهوذا المكابي
" فقام مكانه يهوذا ابنه المسمًي المكابي ونصره كل أخوته وجميع الذين انضموا إلي أبيه وكانوا يحاربون حرب إسرائيل بفرح" (1مكا 3: 1، 2).
"فإذا عثروا يُعانقون عونًا قليلًا ويتصل بهم كثيرون بالتملقات" (دانيال 11: 34).
(حيث يشير التعبير عونا قليلًا إلي اشتراك الله معه في الجهاد).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:19 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
إشارة إلى تعاظم أنطيو خس أبيفانيوس وتشامخ قلبه
" فأصبح بعدما خُيل له بزهوه الذي لم يبلغ إليه إنسان،أنه يحكم علي أمواج البحر ويجعل قمم الجبال في كفة الميزان. أصبح مصروعًا علي الأرض محمولًا في محفًة ليكون شهادة للجميع بقدرة الله الجلية" (2مكا 8: 8).
"ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم علي كل إله ويتكلم بامور عجيبة علي إله الآلهة وينجح غلي إتمام الغضب لأن المقضي به يُجري". (دانيال 11: 36).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:20 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
عيد التجديد | تطهير الهيكل
"ولما كان مُزمعين أن نعيد عيد التطهر، فقد كتبنا إليكم، وأنكم تحسنون عملًا إذا عيًدتم هذه الأيام" (2مكا 2: 16).
(1مكا 4: 52 - 59).
"طوبي لمن ينتظر ويبلغ إلي الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يومًا" (دانيال 12: 12).
يضاف إلي كل ما سبق أن قوة الإيمان التي وهُبت الشهداء المكابيين الشجاعة في مواجهة التعذيب والموت، يشاركهم فيها دانيال النبي ورفقاؤه الثلاثة، وذلك في رفضهم للوثنية (2مكا 6: 10 - 7: 42 و14: 37 - 46) وكذلك في إيمانهم بالقيامة (دانيال 11: 35 و12: 2) وفي كل من سفر دانيال وسفر المكابيين الثاني (علي وجه الخصوص) نجد أن الحكام الوثنيون مضطرون للاعتراف بقوة وألوهية الرب (دانيال 2:

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:21 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
سفرا المكابيين وسفر زكريا
تنبأ زكريا النبي والذي عاش في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، عن مملكة الإسكندر الأكبر والتي انتهت بها مملكة فارس، كما تنبأ عن الصراع فيما بين خلفاؤه ثم الثورة المكابية، بل وأبعد من ذلك إذ تتصل بعض نبوءاته بالعهد الجديد. وبالتالي فأن سفرى المكابيين يلقيان مزيدا من الضوء على النبوات الخاصة بتلك الفترة، ويعد السفران وثيقة تاريخية بالغة الأهمية لكل دارسى تلك الحقبة من تاريخ اليهود.
أشار زكريا النبي إلى الحروب التي قامت ما بين البطالمة في مصر والسلوقيون في سوريا، وانتصار بطليموس فيلوميتور على أنطيوخس الثالث في موقعة رفح سنة 217ق.م.، ثم زحف جيشه شمالا وسقوط المدن الفلسطينية ومدن فينيقية، يرد ذلك في (زكريا9: 1-8و11: 1-3) إذ يذكر سقوط حدراخ على حدود دمشق وصور وصيدون وحصن صور وانكسار أشقالون، وهزيمة غزة وعقرون وأشدود ولبنان شمالا، كما يشير النبي إلى حماية الرب لأورشليم خلال جميع تلك الحملات العسكرية (زكريا9: 8).
ويمكن أن نفهم من (زكريا9: 4، 7) أن الله يمهد المدن الفينيقية مثل صور وصيدا لكي تؤمن به، حيث تصبح هزيمتها تمهيدا لإيمانها وتطهيرها.
وإشارة أخرى إلى إذلال المدن الساحلية الفلسطينية، وذلك عن طريق إدخال أجناس أخرى إليها، فيقضى بذلك على تعصبها وكبرياءها العرقى
"ويسكن في أشدود (مدينة فلسطينية) زنيم (جنس خليط) فأقطع كبرياء فلسطين (زكريا9: 6) ويجدر بالذكر أن فلسطين أزلت إسرائيل نحو ألف سنة. فقد أقام فيها بعض من المصريين واليونانيين والسوريين واختلطوا بسكانها.
وفى إشارة على رئيس الكهنة "ألكيمس" والذي حصل على منصبه بالرشوة، وهو كذلك الذي أثار الحرب التي قتل فيها يهوذا المكابى: يظهر وكأنه راعي يعمل ضد الرعية، فوصف في سفر زكريا ب الراعي الأحمق"فقال لي الرب خذ لنفسك بعد أدوات راع أحمق لأني هاأنذا مقيم راعيا في الأرض لا يفتقد المنقطعين ولا يطلب المنساق ولا يجير المنكسر ولا يربى القائم، ولكن يأكل السمان وينزع أظلافها، ويل للراعي الباطل التارك الغنم، السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى، ذراعه تيبس وعينه تكل كلولا" (زكريا11: 15-17) هذا وقد أصيب ألكيمس بالشلل قبل موته كما ورد في النبوة، بعد ثلاث سنوات من توليه منصب الكهنوت.
كذلك يصف السفر بطريقة روحية، كيف وقف الله إلى جوار المكابيين في حروبهم ضد السلوقيين، وذلك عندما كان هدفهم نبيلا وهو تطهير الهيكل واستئناف الخدمة فيه" لأني أوترت يهوذا وملأت القوس أفرايم وأنهضت أبناءك يا صهيون على بنيك يا ياوان وجعلتك كسيف جبار، ويرى الرب فوقهم وسهمه يخرج كالبرق والسيد الرب ينفخ في البوق ويسير في زوابع الجنوب، رب الجنود يحامى عنهم فيأكلون ويدوسون حجارة المقلاع ويشربون ويضجون كما في الخمر ويمتلئون كالمنضح وكزايا المذبح، ويخلصهم الرب إلههم في ذلك اليوم كقطيع شعبه بل كحجارة التاج مرفوعة على أرضه ما أجوده وما أجمله" (زكريا 9: 13-17).
أشار النبي أيضًا إلى النزاع التقليدي، والذي أستمر طويلا بين اليهود الساكنين في أورشليم، وأولئك اليهود الذين تأغرقوا (اعتنقوا المبادئ الإغريقية). والذين صاروا منبوذين من الآخرين"ثم قصفت عصاى الأخرى (المسماه) حبالا (أي الاتحاد) لأنقض الإخاء بين يهوذا وإسرائيل" (زكريا11: 14).
وكذلك أشار إلى زوال سلطة كل من البطالمة في مصر والسلوقيون في سوريا، حيث عانت اليهودية كثيرا من هاتين القوتين "ويخفض كبرياء أشور ويزول قضيب مصر" (زكريا10: 11). ويضيف النبي في إشارة جديدة إلى تقوى المكابيين وازدياد قوتهم، مما جعل الأمم (تترنح) يقول:"في ذلك اليوم اجعل أمراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب وكمشعل نار بين الحزم فيأكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار فتثبت أورشليم أيضًا في مكانها" (زكريا12: 6) وكذلك:"في ذلك اليوم انى ألتمس هلاك كل الأمم الآتية على أورشليم" (12: 9) وإشارة أخرى إلى الرغبة في الاتساع وحب السلطة الذي وقع فه خلفاء المكابيون، يقول:"يخلص الرب خيام يهوذا أولا (رؤساء المكابيين) لكيلا يتعاظم افتخار بيت داود وافتخار سكان أورشليم على يهوذا" (12: 7).
وعند الحديث عن سمعان الكاهن، وعن الرخاء والسلام الذي حل في أيامه، يصف سفر المكابيين الأول ذلك قائلا"وكان الشيوخ يجلسون في الساحات يتحدثون جميعا عن الازدهار، والشبان يتسربلون بالبهاء وبحلل الحرب" (1مكا14: 9) وهو نفس الوصف الذي ذكره زكريا النبي:"هكذا قال رب الجنود سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في أسواق أورشليم كل إنسان منهم عصاه بيده من كثرة الأيام وتمتلئ أسواق المدينة من الصبيان والبنات لاعبين في أسواقها" (زكريا8: 4، 5).
فى نفس الإطار يذكر سفر المكابيين الأول:"كان الناس يفلحون أرضهم بسلام والأرض تعطى غلاتها وأشجار الحقول ثمارها" (1مكا14: 8). يقابله في سفر زكريا:"بل زرع السلام، الكرم يعطى ثمره والأرض تعطى غلاتها والسموات تعطى نداها وأملك بقية هذا الشعب هذه كلها" (زكريا8: 12). ويرد أيضا في نفس الإصحاح من المكابيين "جلس كل واحد تحت كرمته وتينته ولم يكن من يفزعهم" (1مكا14: 12) وهو ما يرد في سفر زكريا أيضًا عن هذه الفترة فيقول:"في ذلك اليوم يقول رب الجنود ينادى كل إنسان قريبه تحت الكرمة وتحت التينة" (زكريا3: 10).
بل أن هناك من يرى أن نبوة الطعن الموجودة في سفر زكريا، تشمل كل من سمعان الكاهن الذي طعنه زوج ابنته بطليموس (1مكا16: 1-16) والسيد المسيح، وذلك عندما يقول زكريا النبي" وينظرون إلى (أنا) الذي طعنوه" (12: 10).
وهكذا يتضح لنا كيف تنطبق الكثير من النبوات في سفر زكريا على عصر المكابيين، فكيف يكون سفرًا غير موحى به من الله؟ (هناك المزيد من النبوات والمقابلات ما بين سفر زكريا وسفرى المكابيين، ذكرت خلال التفسير).

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:28 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الاعتراضات على سفر المكابيين الأول والرد عليها
تدور حول السفرين بعض النقاشات والتساؤلات، وهي في أغلبها معنية بالترتيب الداخلي للسفرين، مع بعض الاعتراضات على عدة تواريخ، والقليل جدًا من التشكك في صحة االسفرين. الجدير بالذكر هنا أن الكتاب المقدس هو أكثر تعرض للأضواء والبحث والنقد، بحيث شملت الدراسات النقدية له على مدار مئات السنين، جميع كلماته بل وحروفه وعلامات الترقيم!، بحيث أن أي كتاب أو وثيقة في العالم لا يمكن أن تثبت ليوم واحد، متى تعرضت لبعض ما تعرض له الكتاب المقدس، ونحن نشكر النقاد والمحللين بل والمهاجمين، الذين زادوا من حبنا لكتابنا وتمسكنا به والسعي في دراسته، وكلما وُجه إليه النقد كلما زادنا ذلك تمسكًا به وفخرًا، وقديمًا قال أحد المدافعين عن الإيمان "إننا نشكر الهراطقة لأنهم دفعونا لدراسة أعمق في الكتاب المقدس".
وفيما يلي نورد هذه الاعتراضات مع الرد عليها ومناقشتها:

سفر المكابيين الأول:

1- يشير السفر إلى أن عصر الوحي قد انتهى، وأن الأسفار المقدسة التي في أيديهم هي المصدر الوحيد للتعزية في الحزن والضيق (12: 9) فكيف يمكن النظر إلى الأسفار التي ظهرت بعد ذلك ومنها سفرى المكابيين أسفارًا مقدسة موحى بها من الله.؟
[هذه الفكرة موجودة منذ عصر أرتحتشتا إذ قيل " أن كلمة الرب كانت عزيزة في تلك الأيام" وأن الوحي، قد توقف منذ ذلك الحين، ولكن هذا الكلام ليس دليلًا على توقف الوحي، بل هو شعور بمفارقة دور النبوءة وذلك بسبب خطايا الأمة، وحتى سفر استير نفسه والذي تنتمي أحداثه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كان مثارًا لنقاشات عديدة قبل قبوله ضمن قائمة الأسفار القانونية لدى اليهود أنفسهم، كما نعرف أن القسم الثاني من سفر حكمة سليمان وكذلك سفر يشوع بن سيراخ، قد كُتب خلال القرن الثاني قبل الميلاد في عصر المكابيين، وهو العصر المقصود هنا في التساؤل.
2- اعتمد المؤرخ اليهودي يوسيفوس في تأريخه على سفر المكابيين الأول، غير أن اقتباسه من السفر يتوقف عند الأصحاح الرابع عشر مما يوحى بأن باقي السفر ليس أصيلًا فكيف ذلك؟
[يمكن تفسير ذلك بعودة يوسيفوس إلى عمل سابق له وهو "الحروب اليهودية" والذي كان قد اعتمد فيه بدوره وبشكل كبير على المؤرخ نيقولا الدمشقى، ويرى بعض العلماء أن الوصف الموجود في كتاب يوسيفوس " الآثار اليهودية" لا يخلو من تأثر بسفر المكابيين الأول، لاسيما فيما يختص بالجزء الأخير من حكم سمعان، ولذلك فليس هناك من مبرر لإنكار الجزء الأخير من السفر (1).
3- توجد بعض التناقضات الداخلية الصغيرة في الإصحاح الرابع عشر، مما يعزز الرأي القائل بان السفر كان أصلًا أقصر من ذلك، فإن معظمها هو خليط مابين المديح الشعرى لسمعان (الآيات 4-15) وكذلك الجزء النثرى التالي له، ثم النقش الذي على الألواح النحاسية في مدح سمعان (الآيات 27 ب - 45) وتسلسل الأحداث من الأجزاء الأخرى من الإصحاح.
[ليست هناك تناقضات خطيرة فيما يُظن أنها اختلافات بل هي تنوعات أدبية، وربما هو اقتباس من الوثائق الرسمية التي نقل عنها الكاتب.
4- يرد في سفر الميكابيين الأول (6: 16) أن أنطيوخس أبيفانيوس مات في سنة 149 من تاريخ دولة اليونان (تاريخ السلوقيين) في حين جاء في سفر المكابيين الثاني (11: 21) أنه كان مالكًا في السنة 148 فكيف ذلك؟
[كاتب سفر المكابيين الأول اتبع تاريخ السلوقيين من شهر نيسان بعد وفاة الإسكندر الأكبر باثنتى عشر سنة تبعًا لحساب السكندريين، وأما الكاتب أو الملخص في السفر الثاني فقد اتبع تاريخ هذه الدولة من شهر أيلول من نفس العام، أو العام الذي يليه بحسب حساب الكلدانيين، إذن فالفرق في التاريخ وليس في الحدث ذاته، وهذا ما جعل البعض يظنون أن الفرق بين تاريخ تدنيس الهيكل وتاريخ تطهيره سنتان لا ثلاثة كما في الواقع (رجاء الرجوع إلى مسألة "التاريخ"في السفر في هذا القسم من الكتاب).
4- ورد في سفرى المكابيين ثلاث روايات مختلفة عن موت أنطونيوخس أبيفانوس، الأولى في (1مكا 16: 1-16) والثانية في (2مكا9) والثالثة في (2مكا1: 13-17) فأي من الروايات الثلاث هو الأصح ولماذا هذا التباين؟
[تفيد الروايتان الواردتان في (1مكا6؛ 2 مكا 9) بأن أنطيوخوس مات في فارس إثر آلام مفاجئة أصيب بها، وأما اختلاف الاسمين مابين "ألمايس" "وبرسابوليس" فإن ألمايس هي صيغة للاسم عيلام في بلاد فارس، وأما برسابوليس فهو اسم أطلق على نفس المكان، وإن كان بعض علماء الجغرافيا يرون أنه اطلق في بعض الأحيان على منطقة في شمال عكا (بتولمايس) والروايتان متفقتان، وأما الرواية الثالثة فهي عبارة عن "تقليد شعبي لموت أنطوخيوس" أو رواية شعبية "ملحمة" وللتوفيق بين العرضين يحتمل أن يكون أنطيوخس قد تعرض لخطر لم يصل به إلى حد الموت، وإنما أفضى إلى موته في طريق عودته. جدير بالذكر أيضًا أن الكتاب المقدس أورد العديد من القصص والأحداث والتي كذب فيها الرواه، ولا يمكن أن ينال ذلك من سلامة الوحي، إذ أن الوحي يؤكد أن ذلك قيل بالفعل، أو أن الخطايا قد حدثت بالفعل، ذلك مع عدم رضى الله عنها، وهو الأمر الذي حدث في قصة موت شاول الملك، والتي رويت بطريقتين (صموئيل أول ص31 ؛ صموئيل الثاني ص1) وكان الراوي في القصة الثانية كاذبًا.
6- لماذا لم يشر إلى اسم الله مطلقًا في سفر المكابيين الأول، وإنما أشير إليه بعبارات مثل إله السماء كما ورد في (3: 18) أو السماء كما ورد في (3: 19، 50، 60 و4: 10، 55 و12: 15).
[جاء ذلك على سبيل التقديس، وتنزيه اسم الله عن النطق به بشفاه تشعر بدنسها، فمنذ قبل الميلاد بعدة قرون توقف اليهود عن نطق كلمة "يهوه" وهي لفظة الجلالة، حيث استعيض عنها عند الكلام أو القراءة بلفظات أخرى مثل أدوناي (أي السيد أو ربى) و"السماء" و"شداى" (أي أقوى الأقوياء) ولذلك فإننا نلاحظ أن إنجيل متى والذي كُتب لليهود استخدم هذا التعبير "السماء" كثيرًا (35مرة)، بينما تذكر الأناجيل الثلاثة الأخرى اسم الله بحرية أكثر [ورد تعبير "ملكوت السموات" في إنجيل متى حوالي 35 مرة. راجع التعليق على لفظة "يهوه" في (القيمة العقائدية للسفرين)].
7- كاتب السفر بدا وكأنه يتساهل في السبت (على سبيل المثال في 2: 41) فهل يوحى ذلك بأن الكاتب صدوقى بعكس الفريسيين الذين يتعاملون مع السبت بحرص كثير.؟
[إن ما ورد في (2: 41) يؤكد أن اليهود لم يتساهلوا في السبت، ولكنهم أصبحوا أكثر تفهمًا لروح الشريعة، ومع اتساع أفقهم اللاهوتي - لاسيما من بعد السبي - رأوا أن السبت قد وُضع لأجل الإنسان، حيث صرح بذلك بعض الربيين، وعندما نطق السيد المسيح بهذه الحقيقة كان الكثير من اليهود يتفهمونها (مر2: 27) وفي هذا الإطار قرر اليهود أن الحرب جائزة في السبوت، متى كانت دفاعًا عن النفس.
8- لا يوجد في السفر أية إشارة إلى الرجاء المسيانى، رغم كل ما ورد عنه في الأنبياء، بل ويرد في (2: 47) ما يشير إلى الاعتقاد بأنه يومًا ما ستملك أسرة داود، فكيف يفسر ذلك؟
[رأى اليهود في شخص يهوذا الكابى "مخلص إسرائيل" (9: 21) مثلما كان القضاة والملوك قديمًا (قضاة 3: 9 وملوك ثان 13: 5) ورغم أن النبوة كانت قد توقفت، إلا أن الناس كانوا مازالوا ينتظرون مجئ "النبى" والمذكور في (تثنية18: 15، 18) ليقرر ما يجب أن يفعلونه بحجارة المذبح التي تنجست (4: 46) أو ليقرر من الذي يجب أن يصبح كاهنًا أو حاكمًا بعد التعيين المؤقت لسمعان وخلفاؤه (14: 41) ولم يظهر التنبؤ بمجئ المسيح المنتظر بالتحديد ولكن إحياء إسرائيل كدولة يبدو أنه كان تنبؤ بعصر المسيا، ولذلك فإن سمعان يُمتدح بألفاظ مستعارة من التنبؤات بالمسيا (14: 4- 15) قارن مع (ميخا4: 4، زكريا 8: 4- 6، 12). وهكذا يظهر الحشمونيين في السفر وقد تحقق فيهم الرجاء المسيانى.
9 - ولماذا لا توجد في السفر أية إشارة إلى الخلود وقيامة الأموات، رغم إيمان اليهود بهما في ذلك الوقت، كما ظهر ذلك أيضًا في (2مكا7: 9، 11، 14، 29).
[عدم ذكر ذلك صراحة ونصًا لا يعنى عدم إيمان الكاتب بها، أو أن السفر غير مستوف لجوانبه القانونية، فإن روح السفر مشبعة بهذا الفكر وذلك الاشتياق للحياة الأخرى، كما أن الكثير من الأسفار الأخرى ليس بها إشارات صريحة للقيامة والخلود، ولم يقلل ذلك من قانونيتها إذ هي مشبعة ضمنًا بذلك.
10- جاء ذكر تدشين الهيكل في (4: 36) قبل خبر موت أنطيوخس في (6: 1 ومايليه) وكان المفروض أن يحدث العكس، فقد جاء تجديد الهيكل بعد موت أنطيوخس وتحقيق سلسلة من الانتصارات فكيف ذلك.؟
[وجود بعض الوقائع في غير ترتيبها الزمني، لا يُخل بوحدة السفر، فالسفر متكامل من حيث الفكر الديني، وكان لكاتب السفر محورًا يدور حوله، بل أنه متى حاولنا وضع كل حدث في ترتيبه الزمني الصحيح لأخل ذلك بسياق السفر، ووجود مثل هذا الاختيار في ترتيب الأحداث حدث في الكثير من الأسفار، مثل قصة يهوذا بن يعقوب وأولاده في سفر التكوين (أصحاح 38) تقطع، السرد الطبيعي لقصة يوسف الصديق، والتي بدأت في الأصحاح 37) واستمرت حتى نهاية السفر كما نلاحظ أن قصة شفاء الأعميان في الإنجيل، يبرز التساؤل الآتي: متى شفيا؟ هل قبل دخول أريحا أم بعد دخولها (متى ص9)
11- تتعارض رئاسة سمعان للكهنوت مع ماورد في الشريعة من حيث أن هذه الرتبة هي وقف على سبط لاوي وبالتحديد عائلة هارون.
[يجب الانتباه أولًا إلى أن متتيا أبو المكابيين كان من سلالة يوياريب رئيس إحدى الفر ق الكهنوتية (1مكا 2: 1و54) وبتعيين يوناثان ومن بعده سمعان رؤساء كهنة تحولت رئاسة الكهنوت من بيت أونيا (حونيا) إلى عائلة الحشمونيين، ولكن الخطورة كانت في اتجاهين أولهما أصبحت رتبة تباع لمن يدفع أكثر فاستغل الحكام السلوقيين ذلك، ثم أصبحت ورقة رابحة يكسبون بها تحالف القائد اليهودي (1مكا 10) وثانيهما: انشغال رئيس الكهنة بالاهتمامات السياسية أكثر من واجباته الدينية، وهو الأمر الذي أفضى إلى مأساة أرسطوبولس، والذي أخطأ في إتمام الطقوس، فأهانه اليهود في الهيكل مما دفعه إلى قتل الآلاف منهم كما سيجيء.
12- ورد في الأصحاح التاسع آية تكررت مرتين، تفيد بزحف بكيديس يوم السبت إلى ضفاف الأردن، فلم هذا التكرار؟ (1مكا 9: 34، 43).
[هذا أسلوب لغوى شائع، من حيث إعادة التأكيد على البداية، مثل قولنا: "فلما بدا الصوم الكبير.." وكان الآباء في الصوم لا يخرجون من قلاليهم.. (ويطول الشرح) ثم يعود الكاتب فيذكر بالبداية من جديد فلما بدأ الصوم.. الخ وعندئذ يكمل حديثه.
13 - ويرد في (13: 43) أن سمعان المكابى عسكر عند "جازر" والصواب أنه عسكر عند "غزة" فماذا الخلط بين الاسمين؟
[ورد في النسخة اللاتينية "الفولجاتا" أن الموضع الذي عسكر سمعان عنده "غزة" بالفعل، ويرجع السبب في ذلك إلى الشبه الشديد بين الاسمين في اللغات الأخرى. أنظر التعليق على هذه الآية عند التفسير.

Mary Naeem 29 - 03 - 2014 04:30 PM

رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
 
الخطابات والوثائق الرسمية
يزخر السفر بالعديد من الوثائق، والتي كثيرًا ما يدور حولها النقاش، سواء من جهة موضعها في السفر أو مصادرها.
14 - بعض هذه الرسائل تقطع السرد الطبيعي في السفر، فعلى سبيل المثال يقطع الأصحاح الثامن استمرارية الأصحاحين السابع والتاسع، وكذلك فإن قصة أنطيوخس أبيفانوس توقفت عند (3: 37) لتستأنف من جديد في (6: 1) مما يؤثر على الانسياب الطبيعي للسفر من جهة، كما توحى بأنها أضيفت في وقت لاحق من جهة أخرى.
[ حرص الكاتب على إبقاء قصتين مترابطتين تسيران جنبًا إلى جنب في ذات الوقت، كما أن ذلك يعد تنويعًا من الكاتب بإدخال مصدر أدبي مختلف، يضاف إلى ذلك أن هذا التركيب معروف ويسمى "فلاش باك FLASH BACK" أي إيراد لقطة سابقة تخدم السياق الحالي وتهبه زخمًا.
15 - يعترض البعض بأن هذه الرسائل المتبادلة مشكوك في مصدرها ومصداقيتها.
[ يشير السفر إلى مصدر هذه الوثائق وهو سجلات رئيس الكهنة في خزانة الهيكل (1مكا 14: 23، 49) وهو أمر مقبول وطبيعي لأن أغلب تلك الوثائق موجهة إلى الأمة اليهودية، وهي على أقل تقدير هي صور من الوثائق أعدت خصيصًا لرئيس الكهنة (8: 12و11: 37 و15: 24)
16 - يتضح من رسالة يهود جلعاد إلى يهوذا المكابي (5: 10-13) يطلبون فيها العون، أنها مقتضبة وتوحي في (5: 15) بأنها رسالة شفهية وليست وثيقة مكتوبة فكيف نقبلها كجزء من السفر؟
[إن الذي يُعتد به ليس كون مادة السفر شفهية أو منقولة عن وثائق رسمية، ولكن الذي يعيننا في الأمر أنها موحى بها من الله فقد كتب موسى النبي الأسفار الخمسة من خلال التقليد المتوارث الذي حفظه الروح القدس وأودعه الضمير والوعي البشرى، إلى جانب السجلات المدونة ومع ذلك فإن الأرجح أن الكاتب استقى ما كتبه من مصدر مطلع.
17 - يلاحظ في الإصحاح الثاني عشر أن السرد سلس وغير منطقي، ففي البداية (12: 1) يذكر الرسل الذين أرسلوا إلى روما لعقد معاهدة سلام، ثم ينتقل فجأة في (12: 2) إلى الكتاب الذي أرسل إلى إسبرطة وأماكن أخرى، ثم تعود الأحداث إلى مجراها الطبيعي الذي بدأ عن روما في (12: 1) وعندما يتوقع القارئ من كاتب السفر تكملة أخبار إرسالية روما، يجده يواصل أخبار إسبرطة! فلما هذا الخلط.؟
[ يبدو أن العددان (1، 2) وكأنهما عنوانان أو رأس لموضوع الرسائل، ثم يبدأ العدد الثالث في سرد التفاصيل، حيث يورد أولًا ما حدث بخصوص رسل روما، ومن ثم يشرح ما حدث بخصوص إسبرطة حيث يورد وثيقتيّ التحالف الخاصة بإسبرطة مثلما نقرأ في (تكوين 1:1) "في البدء خلق الله السموات والأرض"، وبعد ذلك يسرد تفاصيل عملية الخلق هذه.
18 - الهدف من الكتابة إلى إسبرطة غير واضح، إذ يذكر اليهود أن ذلك بغرض تجديد المودة، ثم يعودوا فيؤكدون أنهم في غنى عن المساعدة فكيف ذلك (12: 6-18).
[ كانت هناك علاقات مودة قائمة ما بين اليهود والإسبرطيين في ذلك الوقت، كما هو واضح من (12:7: 10) وبالتالي فالغرض من الكتابة هو التأكيد على هذه العلاقات، ولم يظهر من الرسالة أنهم كانوا في حاجة إلى العون العسكري أو المعنوي أو المادي فقط، ولا مانع من أن نضع في الاعتبار اللهجة الدبلوماسية المعتادة في مثل تلك المكاتبات، في ذلك الوقت.
19 - رسالة ملك إسبرطة إلى أونيا الكاهن مُقحمة، فلماذا وُضعت في هذا المكان من السفر (12: 20-23).؟
[ وضعت هذه الرسالة كتذييل لكتاب يوناثان لتأكيد ما ورد عن علاقات سابقة بين البلدين وكنوع من التوثيق (12: 7- 9) ويلاحظ أنه ربما يكون قد مرّ حوالي مئة عام مابين تاريخ هذه الوثيقة وتاريخ كتابة السفر، مما يؤكد على الدقة البالغة التي تحفظ بها الرسائل ودقة الكاتب بالتالي.
20 - الوثيقة الواردة لتكريم سمعان المكابي في (14: 27 - 47) تكرار غير مطابق لما ورد من أخبار سمعان في الإصحاحات (11-13) مما يوحى بأن الوثيقة مضافة، وإلا لكان الكاتب.
اعتمد عليها دون الحاجة إلى سرد سابق للأحداث.
[ذكر نص تكريم سمعان في إطار تعضيد السفر بالوثائق الرسمية، ولا يوجد خلاف جوهري بين ما ورد في الوثيقة والسرد السابق في الأصحاحات (11-13) وإنما في الصياغة وبعض التفاصيل، ولولا تأكد الكاتب من أن مجملها يوافق بعضها البعض لما أوردها، وبذلك فإن الوثيقة جاءت لتؤكد سرد التفاصيل السابقة.
21- رسالة الإسكندر بالاس إلى يوناثان (10: 18 - 20) تبدو وكأنها اختصار للوثيقة الأصلية.
[كاتب السفر شأنه في ذلك شأن كتبة الأسفار الأخرى، ليس ملزمًا بنقل النصوص كما هى، وإنما له أن يختار من السجلات ما يراه مناسبًا لتدعيم حدث ما أو بعض الحقائق،ومع ذلك فلا شك أنه كانت تحت يديه الوثيقة الأصلية.
22- كتاب ديمتريوس الأول إلى اليهود والوارد في (10: 25 - 45) ملئ بعروض وامتيازات مُبالغ فيها وذلك مقابل مبايعة اليهود ومساندتهم له ضد الإسكندر بالاس، بما لا يتوافق مع الهدف منه (تزيد عطاياه عن الكسب الذي يتوقعه من اليهود).
[ يمكننا الشك في صدق ديمتريوس نفسه، وإن كان يُناور ويُخادع أم لا، وليس في مصداقية الوثيقة نفسها وبالتالي في الكاتب،ومع ذلك فقد كان ديمتريوس بالفعل في ورطة، فيما أصبح اليهود قوة يُعتد بها وورقة يمكن المساومة عليها، لقد كان ديمتريوس مولعًا بالعرش، وكثيرًا ما يهتم بعض الحكام بالعرش أكثر من رخاء شعوبهم وسلامهم، كما أن احتمال خيانة ديمتريوس ونكثه بالعهد أمر وارد. وهذه الرسالة مثلها في ذلك: مثل الرسالة الموجهة من ديمتريوس إلى يوناثان (11: 30- 37) حيث استخدم الكاتب محتويات الرسالة دون التقيد بسرد النص الكامل، وكذلك رسالة أنطيوخوس السادس إلى يوناثان (11: 579 وكذلك الخطاب الموجه من أنطيوخس السابع إلى سمعان (15:2 - 9).
23- يرد في معاهدة الرومانيين مع اليهود، احتوائها على بند ألا يقوم اليهود بمساعدة أي من أعداء روما، بما في تلك المساعدات من طعام وأسلحة وفضة وسفن (8: 26) في حين أن اليهود حتى ذلك الوقت لم تكن لديهم سفنًا، مما يحملنا على الظن بأن هذا الجزء أضيف في وقت لاحق من قبل كاتب آخر.
[توقع الرومان أن يكون لدى اليهود سفنًا، نظرًا لطول سواحلهم، وربما لتوقعهم امتلاك اليهود لتلك السفن في وقت قريب، وقد حدث بالفعل أن أقام سمعان المكابى ميناءًا في يافا وفتح مجازًا (طريقًا) لجزائر البحر (14: 5) راجع أيضًا (13: 29).
24- في تجديد التحالف مع روما وإسبرطة (14: 16- 24) توجد بعض المفارقات، فالرومانيين والإسبرطيين يرسلون بعد وفاة يوناثان ليؤكدوا تحالفهم مع اليهود (عدد18) وفي وثيقة الإسبرطيين إلى اليهود يُذكر أن اثنين من الرسل اليهود هم الذين أبلغوا خطاب المعاهدة (عدد23) وأخيرًا يذكر أن سمعان أرسل رسولًا إلى روما بهدية ليقر التحالف (عدد24)، وفي هذا عدة متناقضات.
[بالرجوع إلى النص المشار إليه، يتضح لنا أن سمعان المكابى أرسل اثنان من رجاله هما:
"نومانيوس بن أنطيوخس" و"انتيباتر بن ياسون" إلى روما وإسبرطة، وهناك علم الإسبرطيين بخبر موت يوناثان فأرسلوا في ردهم على سمعان بتأكيد التعاهد السابق، ومن بعد رجوعهم عاد سمعان فأرسل "نومانيوس" ثانية إلى روما محمّلًا بهدية ثمينة تأكيدًا للتحالف، غير أنه لم تثبت هنا سوى وثيقة الإسبرطيين دون الرومان.
25- لوقيوس الوزير الروماني والذىأُرسل إلى بطليموس يورجيتيس الثاني ملك مصر وإلى بلدان
أخرى، هذا الوزير ذكره يوسيفوس المؤرخ باعتباره قد أرسل رسائل مودة إلى اليهود في عهد هركانوس الثاني (63- 40 ق.م.) (1) مما يوحى بأن الخطاب أضيف إلى السفر في وقت لاحق، إذ أن الأحداث الواردة في (1مكا 15: 15-24) تخص سنة 139 ق.م. لاسيما وقد ذكر يوسيفوس اسم "نومانيوس" و"ترس الذهب" (هدية اليهود إلى الرومان) كما يتضح أن هذا الجزء مُقحم في هذا المكان من السفر بطريقة غير مريحة.
[الخطاب الذي أشار إليه يوسيفوس يختلف عن مثيله المذكور هنا، ويؤكد بعض العلماء أن أحد وزراء الرومان في سنة 138 ق.م. كان يُدعى "لوقيوس كالبرينوس بيسو" وهو المقصود في نص المكابيين، ويؤكد العالم "مومسن" أن الخطابين غير متشابهين (1)، ويمكنا اعتبار المرجعين صحيحين كل في موضعه.
26 - يعترض البعض على أن (الآية24) يجب أن تكون في الأصحاح الرابع عشر قبل (الآية16) حيث يرد في (آية24) إرسال سفير سمعان إلى روما في حين كان يجب أن يذكر ذلك في البداية، أو يُذكر الإسبرطيون والرومان معًا في (آية16).
[ صاحب هذا الرأي هو العالم "بيفنوت Bevenot" ويجب أن نضع في الاعتبار أن تحالف روما جاء بعد إسبرطة، كما سيجيء ذلك في (15: 15) (2).
27 - كما يعترضون بأن ما ورد في (14: 40) غير منطقي، إذ يرد أن ديمتريوس ثبّت سمعان في الكهنوت، في حين كان ديمتريوس في ذلك الوقت مأسورًا في "برثية".
[الامتيازات الواردة في (14: 38- 40) منحها ديمتريوس بالفعل لليهود من قبل، أما بقية الامتيازات التي نالها اليهود فلربما سمع بها وهو في الأسر (راجع التفسير).


الساعة الآن 06:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025