منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=262019)

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 04:32 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الشيطان


اللغة الإنجليزية: Satan, Devil - اللغة القبطية: Pcatanac.
هذه لفظة عبرانية بصيغة اسم فاعل, وهي مشتقة من الفعل "شطن" بمعنى عانَد أو خاصَم أو قاوَم, وجاءت منها كلمة "سطنائيل" أي مقاوم الله أو خصم الله.
وقد ذكر هذا الاسم في سفر أيوب حيث يقول "وكان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، وجاء الشيطان أيضًا في وسطهم. فقال الرب للشيطان من أين جثت.. وهل جعلت قلبك على عبدي أيوب، لأنه ليسر مثله في الأرض" (أي 1: 6-8).

https://st-takla.org/Pix/Portraits-Ch...Gardens-UK.jpg
وقد ذكر أيضا في سفر الأيام وفيه يقول "ووقف الشيطان.. وأغوى داود ليحصى إسرائيل" (1 أي 21: 1).
وقد دعا المسيح مرة بطرس الرسول "شيطانا" بسبب موافقة مشورته إلى قدمها له لمرام الشيطان، وهذا هو المثال الوحيد لاستعمال هذه اللفظة في العهد الجديد لغير رئيس الملائكة الساقطين.

* ألقاب الشيطان:

  1. إبليس
  2. الشرير
  3. أبوليون | أبدون | ملاك الهاوية
  4. بعلزبول
  5. بليعال
  6. رئيس هذا العالم
  7. رئيس سلطان الهواء
  8. إله هذا الدهر
  9. أسد زائر
  10. الذي يخطيء من البدء
  11. المشتكي
  12. قتّال الناس | الكذاب
  13. الحية
  14. الحية القديمة | التنين العظيم
  15. الذي له سلطان الموت
  16. الرؤساء والسلاطين | ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر | أجناد الشر الروحية
  17. أرواح نجسة
  18. زهرة بنت الصبح
  19. أسماء و ألقاب الشيطان الأخرى

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 04:34 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
إبليس
The Devil

هذه كلمه يونانية معربه. أصلها باليوناني "ديابلس" (ديابولوس) ومعناها مجرب و مشتكي أو قاذف. وهي أكثر استعمالا في العهد الجديد لعدو البشر من لفظة شيطان، لأن معظم اللغة التي كتب بها العهد الجديد هي اللغة اليونانية, فيقول الكتاب " ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليُجرب من إبليس" (مت 4: 1).
وقد اُستعملت هذه اللفظة مع لفظة شيطان معًا في سفر الرؤيا فقيل "فطرح التنين الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان.." (رؤ 12: 9).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 04:35 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الشرير
The Evil One
‏ذكر هذا اللقب في الصلاة الربانية عندما أراد الرب يسوع أن يعلم تلاميذه الصلاة قاتلا لهم " ‏فصلوا فصلوا انتم هكذا: أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض خبزنا الذي للغد أعطينا اليوم. وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير" (متى 6: 9-12).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 04:59 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
أبوليون | أبدون | ملاك الهاوية

Abaddon Apollyon
‏وفي سفر الرؤيا سمى "ملاك الهاوية " فيقول:
"ولها ملاك الهاوية ملكا عليها اسمه بالعبرانية آبدون،
وله باليونانية اسم أبوليون" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 11).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:01 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
بعلزبول
Beelzebub
‏وهذه الكلمة في الأصل تعني " بعلزبوب" وهو "إله عقرون" وهو اله وثنى في العهد القديم من إله الفلسطينيين (2 ملوك 1: 2 ‏): وقد ذكرها جماعة الفريسيين عندما اتهموا السيد المسيح له المجد بأنه رئيس الشياطين، فيقول الكتاب "حينئذ أحضر إليه مجنون اعمي واخرس فشفاه، حتى إن الأعمى والأخرس تكلم وأبصر, فهبت الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن داود. ما الفريسيين فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول. رئيس الشياطين" (متى 12: 22-24).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:02 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
بليعال
Belial
أسم لإله من آلهة الوثنيين في العهد القديم، ‏ومعناها لئيم أو خبيث كما جاء ذكرها في العهد القديم, فعندما يقال أولاد "بني بليعال" يقصد بها أولاد الشيطان (قضاة 19: 22؛ 1 حم 1: 16؛ 2: 12؛ 10: 27؛ 2صم 16: 7؛ 23: 6؛ 1 مل 21: 10، 13؛ 2 كو 6: 15) فيقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس "أية شركة للنور مع الظلمة، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال.. وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
رئيس هذا العالم

The Ruler
of This World
أطلق الرب يسوع هذا الاسم على الشيطان فقال:
"رئيس هذا العالم آت وليس له في شيء"،
لكن لكي يعلم العالم أنى أحب أبى،
وكما أوصاني أبي هكذا افعل (يو 14: 30).
وقال في موضوع أخر:
"ألان دينونة هذا العالم".
ألان يطرح رئيس هذا العالم خارجا" (يو 12: 31).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:04 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
رئيس سلطان الهواء
The Prince of
the Power
of the Air
‏هذا التعبير قاله بولس الرسول في رسالته الى أهل أفسس:
"وأنت إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا،
التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم،
حسب رئيس سلطان الهواء,
الروح الذي يعمل ألان في أبناء المعصية" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:05 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
إله هذا الدهر
The God of
This Age
‏ ويسميه بولس الرسول أيضا "إله هذا الدهر" في رسالته إلى أهل كورنثوس قائلا:
"الذين فيهم إله هذا الدهر أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 4).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:06 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
أسد زائر
Roaring Lion
هذه صفة من صفات الشيطان ذكرها بطرس الرسول منها المؤمنين إلى خطورته قائلا لهم:
"اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.
فقاوموه راسخين في الإيمان, عالمين أن نفس هذه الآلام تجري على إخوتكم الذين في العالم" (1 بط 5: 8، 9).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:07 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الذي يخطيء من البدء
Has Sinned
from the
Beginning
وهذه صفه أخرى يقولها القديس يوحنا الرسول في رسالته:
"أيها الأولاد لا يضلكم أحد.
من يفعل البر فهو بار كما أن ذاك بار،
من يفعل الخطيئة،
لكي ينقض إعمال إبليس" (1 يو 3: 7، 8).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:07 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
المشتكي

The Accuser
وهذه صفه ثالثه من صفات الشيطان:
"وسمعت صوتًا عظيمًا قائلًا:
في السماء ألان صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا،
الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلًا (رؤ 12: 10).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:08 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
قتّال الناس | الكذاب
Murderer
Liar
من صفات الشيطان التي ذكرها أيضا يوحنا الرسول في إنجيله المبارك،
هي التي تفوَّه ‏بها رب المجد قائلاً:
"ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق،
لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:09 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الحية
The Serpent
‏يقول بولس الرسول:
ولكنني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها،
هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح (2 كو 11: 3).
ونحن نعلم قصة دخول الشيطان في الحية، وإسقاط أبوينا الأولين آدم وحواء (تكوين 3: 1-7).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:09 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الحية القديمة | التنين العظيم
The Great Dragon
Serpent of Old

‏ويلقبه يوحنا مرة أخرى بالحية القديمة فيقول:
"فطرح التنين العظيم،
الحية القديمة،
المدعو إبليس،
والشيطان،
الذي يضل العالم كله،
طرح إلى الأرض وطرحت معه معه ملائكته" (رؤ 12: 9).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:10 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الذي له سلطان الموت
Him Who Had
the Power
of Death

‏يلقبه بولس الرسول بهذا اللقب في رسالته إلى العبرانيين قائلا:
"فإذ قد ‏تشارك الأولاد في اللحم والدم،
اشترك هو أيضا كذلك فيهما،
لكي يبيد بالموت
ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب 2: 14).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:11 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الرؤساء والسلاطين | ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر | أجناد الشر الروحية
Principalities | Powers
Rulers of the Darkness of This Age
Spiritual Hosts of Wickedness in the Heavenly Places
هذه الأسماء تدلنا على إن الشيطان سقط معه رتب مختلفة من الملائكة، ولأنهم سقطوا سموا أجناد الشر الروحية , فيحذرنا بولس الرسول من هؤلاء قائلا:
"أخيرا يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. ألبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تتثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، في السلاطين مع ولادة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الروحية في السماويات..." (أفسس 6: 10-12).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:12 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
أرواح نجسة
Unclean Spirits
وقد تكلم عنها القديس لوقا الإنجيلي قائلا:
"والمعذبون من أرواح نجسة كانوا يبرؤون.
وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه؛
لأن قوة كانت تخرج منه وتشفى الجميع" (لوقا 6: 18).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:15 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
زهرة بنت الصبح

Lucifer
Morning Star
يسميه أشعياء النبي بهذا الاسم متسائلا:
"كيف سقطت من السماء يا زهرة الصبح؟!"
والاسم اللاتيني للكوكب هو "لوسيفر".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:16 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
أسماء و ألقاب الشيطان الأخرى


Anointed Cherub
Seal of Perfection
Full of Wisdom
Perfect in Beauty
وهناك أسماء أخرى عديدة جاء ذكرها في الكتاب المقدس كلها تدلنا على اعمل الشيطان أو صفاته، فيقول عنها حزقيال النبي:
"أنت الكروب المنبسط المظلل.. أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال...."،
وهذا هوا اسم الشيطان قبل سقوطه. وهكذا تكلم الكتاب المقدس عن صفات كثيرة يمكن الرجوع إليها بالنسبة للباحثين.

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:19 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
إسقاط آدم



تمهيد:

من الواضح أن الشيطان عندما سقط، وضع في فكره أن يسقط كل مخلوقات الله العاقلة. فبدأ بالملائكة زملاءه، وفعلًا نجح في إسقاط بعضهم، وقد سماهم الكتاب المقدس "جنوده". وهذه الحرب ذكرها يوحنا الرسول في رؤياه المشهورة "قائلًا وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون فلم يقووا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان، والذي يضل المسكونة كلها، طرح إلى الأرض، وطرحت ملائكته معه" (رؤ 12: 7 – 9)، وفى رسالة بولس الرسول يقول عنهم أنهم "أجناد الشر الروحية" (أف 6: 12).
إسقاط آدم:

وعندما خلق آدم في جنة عدن تقدم إليه الشيطان ليجربه محاولًا إسقاطه أيضًا، واتخذ الحية ليستتر فيها، وفعلًا أقنع حواء ثم آدم بعصيان الله، وبالتالي سقطا (آدم وحواء) في نفس الخطية التي سقط فيها الشيطان، وهى خطية المجد الذاتي التي تقود إلى الكبرياء (وهى محاولة الوصول إلى مساواة الله) "فقالت الحية للمرأة لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" (تك 3: 4).
وابتدأ الشيطان وكل جنوده يحاربون بنى البشر على الدوام معتقدًا أنه يستطيع أن يسقطهم جميعًا، فينضموا إلى مملكته. وبالتالي ينتصر على الله.
وهو لا يعلم حقيقة الله ولا قدرته الفائقة، وأنه يستطيع أن يفنيه في لحظة وفى طرفة عين... ولكن الله العادل، الذي أعطى حرية لكل مخلوقاته، تركه إلى حين وقت الدينونة والحساب.
وإن كان الشيطان قد نجح في إسقاط بعض الناس لكن هناك قديسون نجحوا في تجاربهم ولم يستطع الشيطان أن يسقطهم أو ينال منهم شيئًا، والكتاب المقدس ملئ بسير هؤلاء الأبطال، ففي العهد القديم نسمع عن الآباء الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب والأنبياء وفى العهد الجديد عن الرسل والقديسين وغيرهم كثيرين.

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:30 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
طبيعة المحاربات الشيطانية


تنقسم هذه المحاربات إلى قسمين رئيسين:
أ - محاربات النفس والروح.

ب - محاربات الجسد.



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...stave-Dore.jpg
فالشيطان يبدأ بمحاربة الإنسان عن طريق تقديم أفكار خبيثة إليه كما فعل مع آدم وحواء، ثم يجعله هو بنفسه أن يعمل الأعمال الجسدية التي تؤدى إلى السقوط بعد أن يقتنع بأفكاره الشريرة.
فإن لم ينجح في ذلك يخيفه بأوهام ومناظر فكرية، وإن لم ينجح قد يثير فيه شهوات الجسد،
وإن لم ينجح يحاول أن يصيب الجسد نفسه بأمراض شتى كما فعل مع أيوب الصديق (أى 2: 4، 6)،
وكما ضرب القديس أنطونيوس ضربًا مبرحًا. وقد يصيب العقل كما في حالة المجنونين المصروعين الذين ذكرهم الإنجيل المقدس، والذين شفاهم الرب يسوع بكلمته (مر 9: 17 – 26).
يجب أن نعلم أن طبيعة المحاربات الشيطانية محدودة ويمكننا تلخيص عملهم في الحقائق الآتية:


1 - هم كثيرو العدد وأقوياء جدًا ولهم تأثير كبير على عالمنا، ولكن قدرتهم محدودة من الله، لا يقدرون أن يغتصبوا أحدًا، بل كل من حاول ردعهم متخذًا سلاح الله ينجح (يع 4: 7).
2 - لا يستطيعون أن يعملوا إلا بإذن الله وتحت سلطانه كما حدث في قصة أيوب:
"فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك، وإنما إليه لا تمد يدك" (أى 1: 12)، أي لا تمس عقله.
3 - أن أعمالهم تجرى بموجب نواميس طبيعية.
4 - أنهم لا يقدرون أن يبطلوا حرية الإنسان ومسئوليته.
5 - أن السيد المسيح له المجد "أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (صلاة الشكر
بعد أن تمم خلاصنا بموته على الصليب وسحق شوكة الشيطان.
6 - أن الله قد يسمح بهذه التجارب من الشيطان لكي ينقى الأبرار من الهفوات أو الشهوات،
وعمومًا فهو يسمح بهذه التجارب لصالح البشر.

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:38 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
كيفية الانتصار على محاربات الشياطين




https://st-takla.org/Pix/Cross/www-St...-04-Golden.gif
إن السيد المسيح له المجد قد سمح للشيطان أن يجربه، لكي يعيننا نحن أيضًا المجاهدين في كل تجاربنا ومحاربتنا مع قوات الظلمة، وعلمنا كيف ننتصر عليهم بكلمة الله "فأجابه يسوع قائلًا: مكتوب أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لو 4: 2).
ويقول القديس سيرينوس (أنظر مناظرات يوحنا كاسيان مع مشاهير آباء البرية – الجزء الرابع) "إن الإنسان له إرادة حرة في أن يقبل الفكر الصالح أو يطرد الفكر الشرير بسهولة.. فإذا جاهدنا كثيرًا ضد الاضطرابات والخطايا، تصير هذه تحت سلطاننا وفق إرادتنا، فنحارب أهواء جسدنا ونهلكها ونأسر حشد خطايانا تحت سلطاننا، ونطرد من صورنا الضيوف المرعبين، وذلك بالقوة التي لنا بصليب ربنا يسوع".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:40 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الأسلحة ضد الحروب الروحية الشيطانية




https://st-takla.org/Gallery/var/albu...y-Cross-08.gif
وهناك أسلحة ضرورية لهذه الحروب الروحية، يجب أن نستخدمها في الوقت المناسب، فيهرب منا إبليس وكل أفكاره الشريرة.
ويمكن إجمال هذه الأسلحة في الآتي:

1 - الإيمان:

ويقول بولس الرسول "حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة" (أف 6: 16). فالإيمان هو الذي يوقف سهام الشهوة الشريرة ويهلكها بالخوف من الدينونة المستقبلة، والإيمان بملكوت السموات.

2 - المحبة:

"فالمحبة تحتمل كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء" (1 كو 13: 7). فأي أفكار خاصة بالغضب والحقد والضغينة لو قابلتها بالمحبة لأهلكتها وجعلتها لا تتعمق في قلب الإنسان فتفسده، فالذي يحب الآخرين ويحب الأعداء لا يغضب ولا يحقد.

3 - الرجاء:

يقول بولس الرسول "وأما نحن الذين من نهار، فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة رجاء الخلاص" (1 تس 5: 8). والخوذة هى التي تحمى الرأس. والمسيح رأسنا لذلك ينبغي علينا في التجارب أن نحمى رأسنا برجاء الأمور الصالحة المقبلة.

4 - كلمة الله:

وكلمة الله قوية جدًا في محاربة الأرواح الشريرة، لذلك استخدمها رب المجد في تجربة الشيطان لأنها "أمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب 4: 12).

5 - الصبر والمثابرة:

فنحن نحتاج إلى الصبر في هذه الحرب الروحية، فالمجاهد الصبور سيحارب بالصبر كما قيل "لأنكم تحتاجون إلى الصبر، إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد" (عب 10: 36).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:41 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
اختصاصات الشياطين

يقول الأب سيرينوس:
"لنعلم أنه لا تستطيع كل الشياطين أن تغرس في البشر كل الأهواء الشريرة، بل أرواحًا معينة تختص بخطايا معينة، فالبعض يثير الشهوات الدنسة النجسة، والآخر التجديف، وآخرون تخصصوا بالأكثر في الغضب والسخط، والبعض يتكلمون في الكآبة، وآخرون بالكبرياء والعظمة... فكل واحد منهم يغرس في قلوب البشر ما يسر هو به".
وفى نفس الوقت لا يقدرون أن يغرسوا رذائلهم دفعة واحدة،
وإنما بترتيب معين حسب الظروف، أي حسب الزمان والمكان أو الشخص نفسه الذي يفتضحونه بإثارته أثناء اقتراحاتهم...
والأرواح الشريرة تتقدم بعضها البعض بطريقة معينة، فإذا انهزم إحداها أو تراجع ترك مجالًا لروح آخر أكثر عنفًا ليهاجمه...
ولسنا نجهل أن الأرواح الشريرة جميعها ليست في نفس الشراسة والنشاط، ولا في نفس الشجاعة والخبث، فالمبتدئين والضعفاء من البشر تهاجمهم الأرواح الضعيفة، والأقوياء يهاجمهم الأرواح القوية، فرب المجد مثلًا هاجمه رئيس الشياطين بنفسه، لأنه شعر أنه أمام قوة جبارة. ويصعب على الإنسان بقوته العادية أن يقاوم هؤلاء الأرواح، ولا يستطيع أحد من القديسين أن يقاوم خبث هؤلاء الأعداء الروحيين الأقوياء غير المؤمنين، أو يصد هجماتهم المتكررة أو يحتمل قسوتهم ووحشيتهم، ما لم يساعده -المصارع معنا ورئيس الصراع نفسه- الرب يسوع،
فيرد قوة المحاربين ويصد هجومهم المتزايد، ويجعل مع التجربة المنفذ قدر ما نستطيع أن نحتمل (1 كو 10: 13).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:43 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
شهوات الشياطين

قد تستغرب أن الشياطين لها شهوات، ولكن الكتاب المقدس يعرفنا بذلك ويؤكد وجود شهوات لها مثل البشر، فالبعض يهوى الفسق واللهو، والبعض الآخر يعمل في قلوب من تأسرهم بالكبرياء الباطل، وأرواح أخرى حاذقة في الكذب،
بل وتوحي للبشر بالتجديف، ويظهر ذلك واضحًا في سفر الملوك، إذ يقول "أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه" (1 مل 22 ك 22)،
وفعلًا سمعنا عن الأنبياء الكذبة الكثيرين، وقد تكلم السيد المسيح عنهم في العهد الجديد وأمر تلاميذه والمؤمنين به ألا يصدقوهم.
وبسبب هذه الأرواح ينتهر الرسول من هم مخدوعين بها، إذ يقول عنهم أنهم تابعين "أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة" (1 تى 4: 1، 2).
وهناك نوع آخر من الشياطين يشهد عنهم الكتاب إنهم بكم وصم، وبعض الأرواح تغوى الشهوة والدنس، إذ يعلن الرسول عنهم قائلًا "لأن روح الزنى قد أضلهم فزنوا من تحت إلهم" (هو 4 : 12).
وبنفس الطريقة يعلمنا الكتاب أن هناك شياطين الليل والنهار والظهيرة (مز 91: 5 و6).
وتلقيب الشياطين بأسماء الأسودوالأفاعي يدل على شراستها وخبثها ومكرها (أش 11: 21 و 22) (مز 116: 3) و (لو 10: 19) و (يو 14: 30) و (أف 6: 11).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:45 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الله يسمح بتجارب الشياطين لنفعنا

يقول الأب تادرس (أو الأب ثيودور من مشاهير آباء البرية – أنظر كتاب مناظرات يوحنا كاسيان الجزء الثاني) "ينبغي علينا أن نعرف أن البشر جميعًا يجربون للأسباب الآتية:
أ - غالبًا لأجل اختبارهم: كما نقرأ عن الطوباويين إبراهيم وأيوب وكثير من القديسين الذين تحملوا تجارب بلا حصر لأجل تزكيتهم.


ب - لأجل إصلاحهم: وذلك عندما يؤدب أبراره من أجل خطاياهم البسيطة (اللاإرادية) والهفوات، ولكي يسمو بهم. كما يقول الرسول "... يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تنفر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن ليقبله" (عب 12: 5، 6) وفى سفر الرؤيا يقول "إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه" (رؤ 3: 19). وداود النبي نفسه يصلى للرب قائلًا "جربني يا رب وامتحني. صف كليتي وقلبي" (مز 26: 2).
ج - كعقاب من أجل الخطية: وذلك كما حذر الله بأن يرسل أوبئة على بنى إسرائيل (لشرهم) فقد "أُرْسِلُ فِيهِمْ أَنْيَابَ الْوُحُوشِ مَعَ حُمَةِ زَوَاحِفِ الأَرْضِ" (سفر التثنية 32: 24).
وقد قال السيد المسيح له المجد للمريض الذي كان يرقد بجوار بركة بيت حسدا بعد أن شفاه "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشر" (يو 5: 14).
د - قد تكون التجارب لأجل إظهار مجد الله وأعماله كما يقول الإنجيل عن المولود أعمى من بطن أمه "لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يو 9: 3). وأيضًا قال الرب عندما مرض لعازر حبيبه "هذا المرض ليس للموت، بل ليتمجد إبن الله به" ( يو 11: 4).
ويقول الأب سيرينوس "نحن نعلم أنه حتى القديسين يسمح الله أن تسقط أجسادهم تحت سلطان الشياطين. وتحل بهم نكبات كثيرة، وذلك من أجل الهفوات، لأن الرحمة الإلهية لا تطيق أن يكون فيهم وسخ أو دنس إلى يوم الدينونة، فينقيهم من كل شائبة مقدمًا إياهم إلى الأبدية، مثل الذهب أو الفضة المصفاة، غير محتاجين بعد إلى تنقية، فيقول الله في ذلك "وأنقى زغلك، وأنزع كل قصديرك... . بعد ذلك تدعين مدينة العدل القرية الأمينة" (أش 1: 25 و26). وأيضًا في سفر الأمثال يقول "كما تمتحن الفضة والذهب في الكور، هكذا يمتحن الرب القلوب" (أم 17: 3).
لذلك يلزمنا ألا نكره أو نحتقر أو نزدرى بالذين نراهم قد أسلموا لتجارب متنوعة أو لأرواح شريرة، لأننا نعتقد أن كل هذه الأمور تحدث لنا بسماح من الله وأنها مرتبة لأجل خير أرواحنا، فلا نكف عن الصلاة من أجلهم كأعضاء منا، وأن نحنو عليهم بكل قلوبنا وكل جوارحنا، كقول الرسول "إن كان واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه" (1 كو 12: 26).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:46 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
إحذر من المحاربات الشيطانية الأخيرة

يقول الأب ثيوفان الناسك (أنظر المحاربات الروحية الجزء الرابع) "بالرغم من أن حياتنا على الأرض كلها محاربات لا تنتهي، وعلينا أن نجاهد ضد هذه الحروب حتى النهاية، فإن المعركة الرئيسية الأكثر خطرًا هى التي تنتظرنا ساعة الموت. فإن من سقط في هذه اللحظة لا يقدر أن ينهض مرة أخرى... لا تعجب من هذا لأن العدو كان قد تجاسر أن يتقدم إلى ربنا الذي لم يكن فيه خطية في نهاية أيامه بالجسد على الأرض ، إذ قال الرب نفسه "رئيس هذا العالم آتٍ وليس له في شيء" (يو 14: 30)...
فما الذي يمنعه من الهجوم علينا نحن الخطاة في نهاية حياتنا؟

ويقول القديس باسيليوس الكبير في تفسيره للمزمور السابع "لئلا يفترس كأس نفسي هاشمًا إياها ولا منقذ" (مز 7: 2)، إن أشد المحاربين بأسًا الذين جاهدوا بلا توقف مع الشياطين أثناء الحياة، وقد نجوا من شباكهم، وصمدوا أمام غزواتهم، يعرضون في نهاية حياتهم لامتحان من رئيس هذا الزمان (إبليس) ليحاول محاولته الأخيرة، ربما يكون قد تبقى منهم من آثار الخطية ما يتعدى به عليهم ويهزمهم في آخر لحظة، وإذ لا يجد فيهم شيئًا من هذا لا يقوى عليهم ويجوزون هذه الحرب بسلام، ويعبرون بعدها إلى الراحة مع المسيح.
ومادام الأمر كذلك، يستحيل أن تبعد هذه الحرب عن مخيلتنا، بل يجب أن نستعد لها قبل الوقت لنقابل ساعة الموت ونجتازها بنجاح.

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:46 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
زعزعة الإيمان




https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...-George-14.jpg
حينما يبدأ العدو أن يبذر فيك أفكار الشك، أو يتكلم معك وهو في صورة مرئية ضد الإيمان لا تدخل معه في براهين ، بل وطن في نفسك الإيمان الذي يهاجمه بثبات وقل له بسخط "أغرب عنى يا إبليس يا أبو الكذب.. إنني أرفض الإصغاء إليك.. إنني أؤمن بما اعتقدت في الكنيسة المقدسة وهذا، يكفيني".
كن يقظًا متوقد الذهن، وثابر على هذه اليقظة، وقل مع الجامعة "إن صعدت عليك روح التسلط، فلا تترك مكانك" (جا 10: 4). فإن سألتك الحية الشريرة: بماذا تعلم الكنيسة؟ لا تجاوب ولا تلتفت إلى هذه الكلمات متجاهلًا كل كلماتها بالكلية، عالمًا أنها كذب وخداع، وأنه الشيطان يحاول أن يبلبل أفكارك...
وإن شعرت أنك ثابت في الإيمان وقوى في الفكر، وتريد أن تخزى العدو، أجبه بأن الكنيسة تؤمن مما هو حق فقط...
وإن سألك مرة ما هو الحق؟.. قل له الحق هو ما يؤمن به.. قل له إنه بالصليب قد سحق ربنا يسوع المسيح رؤوس الشيطان، وأبطل قوته حينئذ ثبت عيني عقلك في التأمل في الرب المصلوب عنا، وصلى له قائلًا "يا إلهي، يا خالقي وفادي، أسرع إلى معونتي، ولا تدعني أهتز في حق إيمانك المقدس، حيث أنني خلال حبك الرحيم قد ولدت في هذا الحق... "

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:47 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
اليأس




https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...nt-Paul-01.jpg
التجربة الثانية التي يشتاق إليها العدو أن يحطمنا بها هى الخوف، عندما يجسم لنا خطايانا، ويشككنا في عقيدة الخلاص من خطايانا بموت مخلصنا على الصليب...
يخفى العدو هذا الإيمان. ويثير فينا الخوف من خطايانا، كي يخمد فينا كل أمل للخلاص، ويحطمنا باليأس وقطع الرجاء. لذلك يا أخي عود نفسك قبل الوقت كي تصد هذا الهجوم، وصمم من الآن أن تتمسك بشدة الرجاء الذي لنا في ربنا، بمعنى أن تحفظ قلبك بثبات الإيمان في قوة الفداء بموت ربنا على الصليب..
وهناك صلاة مناسبة ترفعها لربك وإلهك في هذه المناسبة:

"ربى.. كثيرة هى أسباب مخاوفي، إذ أنك لو عاملتني بعدلك سأكون مذنبًا أمامك، وتطرحني من أجل خطاياي، ولكن رجائي المتجاسر أكثر في غفرانك بحسب رحمتك اللانهائية في ابنك مخلص نفوسنا يسوع المسيح، لذلك أتضرع أن تبقى لي صلاحك غير المحدود، أنا المخلوق المسكين، لأنه رغم أنني مذنب بالخطايا الكثيرة، إلا أنني مغسول بالدم الثمين الذي لابنك الوحيد ربنا.. "
ويقول القديس ساويرس {أسقف الأشمونين (القرن العاشر الميلادي)} "إن الشيطان يخيف الإنسان بطرق أخرى، فقد يقول له: قد يلقاك في الطريق من يغرمك ويظلمك أو يقتلك، فإذا هو سمع منه وأبطل ما يجب عليه، تخلى عنه الروح القدس -الذي هو سيفه- وقوى عليه الشيطان عدوه وأهلكه. فإذا كان معه ترس الأمانة يقول له: كذبت يا شيطان، لا يقدر أحد أن يغرمني أو يظلمني أو يضربني أو يقتلني إلا بإرادة المسيح إلهي. وإذا كان قد أراد -المسيح- أن يفعل بي ذلك، فهو يستطيع أن يفعل بي ولو اختفيت في شقوق الأرض، وإذا لم يرد أن يفعل بي شيئًا من ذلك لا يقدر أحد أن يفعله بي، ولو كنت أنادى فوق السطوح، لأن شعر رأسي عنده معدود، وهو هكذا قال "عصفوران يباعان بفلس وواحد منهما لا يقع على الأرض إلا بإرادة أبيكم الذي في السموات، وأنتم جميع شعور رؤوسكم معدودة"... فهو بهذا التدبير الذي للأمانة سيغلب العدو ويقوى عليه ويدوم سيفه بيده -الذي هو الروح القدس- ويكون أجره أعظم من الشهداء، لأنه قد بذل نفسه للمسيح وحمل خشبة صليبه وتبعه، وأيقن أن لا مخلص غيره".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:48 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الكسل والتهاون




https://st-takla.org/Pix/Plants-Trees...aziness-01.jpg
يقول القديس أنبا ساويرس "إن لم يجد الشيطان أن الإنسان سقط بالحروب السابقة يحاول أن يوقعه في خطيئة الكسل والتهاون فيحاول أن يبعده عن القراءة والتسبيح والتقديس لله بغير سبب، ولكنك يا أخي تستطيع أن تقول "لا تقدر أيها الشيطان أن تسقطني بالكسل والتهاون الذي به أنت سقطت من السماء.. لأنك امتنعت عن تسبيح الله وتقديسه، سقطتم جميعًا من السماء، وقد خلقت أنا لكي أرث هذا الملكوت، فإذا أنا تكاسلت عن التسبيح والتقديس، تهاونت بذلك مثلكم، وسقطت كما سقطوا...".
وبهذا الفكر الصالح تستطيع أن تصد محاربات العدو، وأن تواصل تسبيح الله وتمجيده بدون توان..".
ويحثنا القديس مارأفرام السريانى (هو مدير كلية اللاهوت التي كانت ذائعة الصيت في القرن الرابع الميلادي وهو من أعلم علماء السريان وأفضل شعرائهم ورئيس أديرة الرها) . على السهر الروحي قائلًا "من يشأ أن يخلص فليكن حذرًا ولا يتوانى.. من يشأ أن ينجو من جهنم النار، فليجاهد أصلب الجهاد... من يؤثر ألا يطرح في الدود الذي لا يموت، فليتيقظ مستفيقًا... من يحب أن يدخل الخدر السماوي ويبتهج، فليأخذ مصباحًا بهيًا وزيتًا نقيًا في وعائه... من ينتظر أن يتكئ في ذلك العرس، فليقتن حلة منيرة. لأن مدينة الملك مملوءة سرورًا وابتهاجًا... فمن يحسب أن يسكن في الملكوت ويستوطن أورشليم السمائية. فليجتهد بصبر كثير وجهاد، لأن النهار قد مال، ولا يعلم أحد ماذا يلقى في الطريق. فمثله مثل مسافر كان يعرف بعد مسافة الطريق، فاضطجع ونام إلى قرب المساء، ثم انتبه وأبصر النهار قد مال، فلما ابتدأ بالسير تداركته بغتة الغيوم والبرد والرعود والبرق، فاشتملته الغيوم من كل جهة، وتعاظمت ضيقته
لأنه لا يستطيع الوصول إلى المنزل، ولا يستطيع أن يصل إلى مدينته... هكذا يصيبنا نحن أيضًا إن توانينا واضطجعنا، لأننا سكان غرباء وراحلون، فلنحرص أن نصل إلى الميناء سالمين وإلى مدينتنا وموطننا السماوي بعزاء.. ".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:49 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
المجد الباطل



https://st-takla.org/Gallery/var/albu...mbivalence.jpg
يقول الأب ثيوفان الناسك:
"إن العدو يحاول أن يصيب الإنسان بالمجد الباطل وتذكية النفس، محاولًا بها أن يعتمد الإنسان على نفسه وعلى أعماله الخاصة، ولكن لا تلتفت إلى محارباته ولا تكن راضيًا عن نفسك وعن أعمالك، حتى ولو كان تقدمك في الفضائل أكثر من كل القديسين. ليكن كل رضاك في الله، وضع رجائك بالكلية في رحمته، وفى آلام ربنا ومخلصنا يسوع المسيح...
صاغرًا نفسك في عيني ذاتك حتى النفس الأخير إن كنت ترد أن تخلص...
إن أتى إليك وإلى فكرك بعض أعمالك الصالحة، فكر في أنها عمل الله فيك وبك وليست منك، وأنها منسوبة له تمامًا اعتصم بحصن العناية الإلهية لنفسك دون أن تتوقعها كجزاء لجهاداتك المعينة التي تحتملها، والانتصارات التي حزتها، قف دائمًا في خوف مطوب واقتناع مخلص أن كل جهاداتك ومحاولاتك وكفاحك باطل بلا ثمر لو لم يضمهم الله تحت أجنحة رأفاته، وشارك في العمل فيهم...
لذلك ضع ثقتك في رأفته ومراحمه".

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:52 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
أعوان الشيطان


· من هم أعوان الشيطان؟

قد يظن القارئ أننا نقصد بأعوان الشيطان، هم الملائكة الذين سقطوا معه فقط...
ولكن أقوال لكم أن أعوان الشيطان هم: كل إنسان يتبع مملكة الشيطان، ويتبع تعاليمه، ويسير وراء مشورته الخاطئة.

https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...stave-Dore.jpg
فجميع السحرة والمشعوذين والذين يضربون الرمل والذين يقرئون الكف، أو فنجان القهوة. والذين"يوشوشون الودع". وكذلك المنجمين أو الذين يستخدمون التنويم المغناطيسي لمعرفة المستقبل, أو أوراق اللعب لمعرفة البخت وكل هؤلاء من الذين ينتمون إلى الشياطين لكي تساعدهم. فهناك أشخاص يسلمون أنفسهم للشياطين. في مقابل خدمات معينة تؤديها الشياطين لهم، ومنهم من يقيم عهدًا مع الشياطين. ومنهم من يرسل الشيطان في مهمة يقضيها له، كأن يحضر له شيئًا، أو يؤثر به على إنسان معين.
وقد كان القديس كبريانوس -قبل إيمانه- يشتغل بالسحر، وكان يستخدم الشياطين في الوصول إلى أغراضه... وهؤلاء السحرة قد يبهرون الناس بأعمال مدهشة، مثلما كان يفعل سيمون الساحر, ومثل عرافة فيلبي (أع8: 16) . ومثلما قيل عن الوحش والتنين في سفر الرؤيا.
· وأعوان الشيطان على نوعين:

1- النوع الأول:
يعرف أنه يتعامل مع الشيطان, ويقبل هذا الوضع من أجل المنفعة التي يقدمها له.. لأن الشياطين يمكن أن تعمل آيات وعجائب كثيرة -يسمح بها الله لاختبار المؤمنين- وهي غير الآيات والعجائب التي يصنعها القديسون بقوة الله -وينبغي على المؤمن أن يكون عنده إفراز للتمييز بين الأمرين- وهؤلاء المتعاونين مع الشياطين يقول الناس عنهم. فلان معه (خادم) يقضي له ما يشاء.
ولكن الشيطان لا يعمل مجانًا, وإنما له في ذلك مقابل، يدفعه المتعامل معه من إيمانه بالله..
2- النوع الثاني:
وهذا النوع مخدوع من الشياطين, لأن الشيطان يستطيع أن (يغير شكله إلى شبه ملاك نور) (2كو11: 14) ، وقد يظهر في هيئة وأسم أحد القديسين وقد يعطي أحلامًا كاذبة ورؤى كاذبة... وكم مرة أضل قديسين ومتوحدين بخداعة، فانقادوا، ونفذوا مشيئته في حياتهم وهلكوا... وبعضهم سجدوا له، فاستحوذ عليهم وأذلهم...
والبعض يسعون وراء الشياطين أو أعوان الشياطين لمعرفة المستقبل، والمستقبل لا يعرفه إلا الله وحده ,والشيطان بذلك يكذب على هؤلاء الناس ويوهمهم أنه يعرف المستقبل فيجرون وراءه عن طريق تحضير الأرواح أو غيرها كما سبق أن ذكرنا... فهو يستطيع أن يعرف الماضي فقط، ولكنه لا يعرف المستقبل لذلك فهو في بعض الأوقات يستخدم طريقة الاستنتاج أو الفراسة أو بعد النظر أو التوقع الطبيعي، ويدل هؤلاء المستفسرين عليها، فإذا صادف وحدث هذا الشيء يذكر الإنسان به فيثق فيه، وإن لم يحدث لا يتذكره الإنسان نفسه وكأنه لم يحدث:
وهكذا ينهينا ويحذرنا الوحي الإلهي إلا نتبع هذه الخرافات قائلًا "لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من... يعرف عرافه، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر، ولا من يرقى رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه من عند الرب" (تث18: 9-12).
ويدخل في هذا النطاق أيضًا من يستخدم قوى غامضة لتحقيق أغراضه أو أغراض غيره، باستخدام الأحجبة أو التعويذ بكتابات غامضة، قد لا يعرف هو نفسه معناها: لأنه إن كان الكتاب قد لعن من يتكل على ذراع بشر، فكم بالأحرى من يستخدم تلك القوة الغامضة، التي إن لم تكن دجلًا صرفًا لخداع البسطاء، فهي التجاء إلى الشياطين.
ويدخل هذا أيضًا في هذا النطاق أيضًا ما يسمى (بالعمل) من حيث محاولة البعض استخدام قوة الشياطين للوصول إلى هدف معين.
إن الذي يتعاون مع الشيطان, هو مخطئ عند الله، ومن الوصية الأولى بالذات، والذي يوهم البسطاء بذلك لنفع خاص، لهو مخطئ أيضًا في إعثارهم، وفي تخويفهم، أو في سلهم أموالهم.
أما نحن فعلينا أن نؤمن بأن الشيطان لا سلطان له على أولاد الله، وأن للكون مدبرًا هو ضابط الكل الذي له المجد الدائم إلى الأبد.

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:53 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
الخيالات والرؤى



https://st-takla.org/Pix/Ethiopia/Eth...t-Addis-15.jpg
يقول الأب ثيوفان الناسك "إن عدونا الشهير اللحوح الذي لا يمل من تجربتنا، يحاول أن يضلك في ساعة الموت ببعض الخيالات والضغطات، فيتحول إلى ملاك نور... اثبت في الإحساس بمسكنتك، وأنك لا شيء على الإطلاق، وقل له بقلب شجاع بلا رهبة "ارجع أيها الملعون إلى ظلمتك، فأنا لا أستحق الرؤى والإعلانات.. إنني أحتاج إلى شيء واحد فقط، هو تحنن ربنا يسوع المسيح، وصلوات وشفاعة سيدتنا والدة الإله العذراء مريم وكل القديسين...".
حتى إن كانت هناك علامات واضحة جعلتك تظن أنك ترى رؤى حقيقية مرسلة من الله.. لا تتسرع في تصديقها، بل من الأولى أن تتأكد أنك لا شيء ولا تستحق أي شيء.. لا تظن أنك تسئ إلى الله بهذا، لأن مشاعرنا المتواضعة لا يمكن أن تغضبه.
إن كانت هناك ضرورة لمثل هذه الرؤى، فالله يعرف كيف يمنعك من غلق عينيك عنها، وسيصفح عن إحجامك نحو الإيمان بأنها منه، لأنك فعلت ذلك باتضاع نفس أمامه والذي يعطى نعمة للمتواضعين – لا يمكن أن يبعدها عنهم من أجل أعمال أوحاها الاتضاع..
لذلك يا حبيبي يجب أن نكون مسلحين دائمًا بشجاعة ضد أقوى أوجاعنا قبل أن تأتى علينا المعركة الكبرى، كى نغلبهم وننقى حياتنا منهم، حتى تكون نصرتنا أسهل عند الساعة الأخيرة، التي ربما تأتى في أي وقت متمشيًا مع قول الرب "حاربهم حتى يفنوا" (1 صم 15: 18).

Mary Naeem 07 - 03 - 2014 05:54 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
تعظم المعيشة

يقول القديس الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين:
"إذا أراد الإنسان أن يمضى إلى الكنيسة للتسبيح والتقديس وقراءة كلام الله وسماع العظات الروحية، يزين له الشيطان المعيشة والرزق،
ويقول له: أنك تضيع وقتك في الكنيسة وقد يأتيك الرزق في هذا الوقت..
وقد يسمع منه الإنسان ويبطل الذهاب إلى الكنيسة،
ويمتنع عن التسبيح والتقديس، ولكن احذر يا أخي من هذا الشيطان،
وقل له: ربى المسيح أصدق منك،
وهو قد قال: أنه لا يدع رزقًا يفوتني، ولا يدع عملي يفسد، بل يصلح ويعوضني أضعاف ما يفوتني،
لأنه هكذا قال "أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم"،
فجميع ما تحتاجونه من أمور الدنيا أنا أزيده لكم..
فإذا آمن هكذا وغلب الفكر الشيطاني لكلام الله، ولازم التسبيح والتقديس والقراءة،
غلب الشيطان وعوض الرب له كل رزقه ومعيشته".

Mary Naeem 08 - 03 - 2014 03:49 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
هل يجبر الشيطان أفكارًا على الإنسان؟

يقول الأب سيربنوس إن الشياطين يعارضون ويحاربون تقدمنا الروحي بطريقة بها يحثوننا على صنع الشر, لكنهم لا يجبروننا عليه.
إن كانت لديهم قوة كبيرة في الإثارة، لكن نحن أيضًا لدينا مؤونة من قوة الرفض،
ولنا حريتنا في عدم القبول.
فإن كنا نخشى قوتهم وهجومهم، يمكننا أيضًا أن نطلب الحماية والعناية الإلهية ضدهم،
"لأن الذي فينا أعظم من الذي في العالم" (يو4: 4).
وعناية الله تحارب في صفنا بقوة أعظم من حرب الأعداء ضدنا، لأن الله -ليس فقط يقترح علينا الخير- بل هو معين لعقولنا وسند كبير لها،
حتى أنه في بعض الأحيان يجذب -إذا طلبناه- قلوبنا نحو الخلاص رغم إرادتنا وبغير معرفتنا.
فلا ينخدع أحد من الشياطين, إلا إذا أراد أن يستسلم برضاه،
وذلك كما يقول سفر الجامعة "لأن القضاء على العمل الرديء لا يجري سريعًا،
فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر" (جا8: 11).
وأفكاره بسرعة يهرب منه كقول يعقوب الرسول "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7).

Mary Naeem 08 - 03 - 2014 03:50 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
هل تسكن الأرواح النجسة في البشر؟





https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...-Marina-02.jpg
نستطيع أن نقول نعم، فالكتاب المقدس يحدثنا عن حلول روح شرير في الإنسان، وإحداثه تأثيرات وإضرابات وآلامًا جسدية وعقلية في بعض الأوقات. فيتضح من المجانين المذكورين في العهد الجديد, لم يكن جنونهم ناشئًا عن مرض، بل مسكن الشياطين فيهم. ومما يثبت ذلك تصديق السيد المسيح على هذا الاعتقاد بدليل قوله أن فيهم أرواح نجسة، ومخاطبتهم لتلك الأرواح كما يخاطب الأشخاص، وقد أمرهم بالخروج من هؤلاء الناس ونستطيع، وجز بعض الأمثلة التي جاء ذكرها في العهد الجديد عن إخراج الشياطين:
1- "فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ" (مت4: 14). وهنا يتضح اختلاف المصابين بالأمراض عن المجانين والمصروعين.
2- "وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ" (مت8: 16)
3- ولما أرسل يسوع تلاميذه قال لهم:"ﭐِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت10: 8)
4- الأرواح الشريرة عرفت رب المجد يسوع أنه إله حق، فقال مرة واحدة منهم "أنا أعرفك من أنت قدوس الله"
5- الأرواح الشريرة اعترفت أن المسيح جاء ليعذبها، فصرخت قائلة: "مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟" (مت8: 29).
6- الشياطين طلبت من الرب يسوع أن يأذن لها بأن تذهب إلى قطيع من الخنازير"إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ" (مت8: 31).
7- إن المسيح كان ينتهر الشياطين التي كانت تخرج من الناس. "وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ! فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (لو4: 41).

Mary Naeem 08 - 03 - 2014 03:51 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
هل تتحد النفس مع الأرواح الشريرة؟

يقول الأب سيرينوس ليس عجيبًا أن تتصل روح بروح بغير تفرقة، وأن تعمل بقوة إغراء خفية، حسبما ترغب فيه، فكما يحدث بين البشر، هكذا أيضًا مع الأرواح داخلنا أو تتحد معنا بطريقة تغطى علينا، لأن هذا من حق الله وحده، الذي يسيطر علينا بطبيعته الروحية.
وبعض الذين يتأثرون بالأرواح النجسة بطريقة ما، لا يكون لديهم أدنى أدراك لما يعملونه ويقولونه، والبعض الآخر يدرك ذلك ويتذكره: ولكن يلزمنا ألا نتصور بأن هذا يحدث بطريقة فيها ينسكب الروح النجس خلال مادة الروح (الإنسانية)، وتصير متحدة معها ولابسة إياها ,فينطقون بكلمات وأقوال خلال فهم... فلا يحدث هذا نتيجة لفقدان الروح (خلال الروح النجس) بل بسبب ضعف الجسد، فيلقى الروح النجس القبض على هذه الأعضاء ويسكن فيها، ويلقى عليها ثقلًا غير محتمل، مسيطرًا عليها بظلامها الدامس, ويتدخل بقوته... وذلك كما يحدث في حالة السكر والحمى والبرد الشديد.
فليس لروح النجس سلطان على البشر، وذلك يظهر عند صراعه ضد أيوب الطوباوي، فقد أخذ السلطان على جسده من قبل الرب، فقد أخذ السلطان على جسده فقط من الرب الذي قال له "ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه" (أي2: 6)، أي لا تضعف روحه وعقله وبجعله مجنونًا، وتتسلط على ذاكرته, خانقًا القوة المتسلطة على قلبه بنفوذك.
ولا يوجد غير الثالوث الأقدس, الذي هو وحده لديه الإمكانية أن يخترق كل طبيعة عقلية، ليس فقط يعانقها ويلتف حولها، بل ويدخل فيها
لذلك يقول بولس الرسول :"لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ... إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَاْلمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْه" (عب 4: 12-13)
ويقول أيضًا الطوباوي داود "لأنه يعرف خفيات القلب" (مز44: 21)

Mary Naeem 08 - 03 - 2014 03:52 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
هل تعرف الأرواح الشريرة أفكارنا؟




https://st-takla.org/Gallery/var/albu...2-Thoughts.gif
يقول الأب "سيرينوس" لا شك أحد من جهة تأثير الأرواح الشريرة على أفكارنا فقد قيل:
"وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ" (يو13: 2).
لكن ذلك حدث عن طريق البواعث، من غير أي تأثير محسوس,
أي عن طريق اتجاهنا أو من كلماتنا، أو من الأمور التي نحبها،
والتي يرون أننا نميل إليها، لكنهم لا يقدرون أن يقتربوا إلى تلك التي تأتي من مخابئ الروح.
فهم يكتشفون الأفكار التي يطرحونها علينا عن طريق الانفعالات والعلامات الظاهرية التي يفعلها الإنسان.
فمثلًا، عندما يقترحون على إنسان صائم بالنهم (حب الأكل)،
فإذا ما أرادوا ذلك يهيئون له مناظر أطعمة شهية أمام عينيه، فإذا ما رأوا الإنسان يتطلع إلى الساعة منتظرًا ميعاد إفطاره (من الصوم الانقطاعي) فأنهم يدركون أنه قد قبل شهوة النهم.
وإذا ما أثاروا فينا بواعث الحزن أو الغضب أو التهيج،
فأنهم يستطيعون أن يدركوا إن كانت لها جذور في القلب أم لا..؟
وذلك عن طريق حركات الجسد،
والاضطرابات المنظورة على وجه الإنسان، أو أعضاء مختلفة من الجسم.
وبهذا يكتشفون بدهاء الأخطاء التي يسقط فيها الإنسان،
لأنهم يعلمون إن كل إنسان له خطية معينة ينجذب إليها على الدوام.
وهذا ليس بعجيب، فالإنسان نفسه يستطيع أن يكشف حال غيره الداخل من طلعته ونظراته وحركاته الخارجية، فكم بالأكثر يقدر هؤلاء الذين لهم طبيعة روحية،
وهم أيضًا أكثر دهاءً وحذاقة من البشر.

Mary Naeem 08 - 03 - 2014 03:52 PM

رد: كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين
 
لماذا لم يُستبعَد الشيطان؟

قد نسمع سؤالًا يقول (إن كان الشيطان لا يتغلب علينا جبرًا بل بالمكر والخداع، أما كان من الأفضل أن يهلك؟) فإن كان أيوب قد هزم قوة إبليس إلا أن آدم خدع وطرد خارجًا. فلو أن إبليس قد طرح خارجًا واستقصى بعيدًا عن العالم لما سقط آدم وطرد، ولكن إبليس باق ٍ الآن، وإن كان يغلبه واحد، إلا أنه هو يغلب كثيرين... يصرعه عشرة، أما هو فيصرع عشرة آلاف. فلو أن الله طرحه خارجًا عن العالم، لما هلك هؤلاء العشرة آلاف؟
ويجيب القديس يوحنا ذهبي الفم قائلًا: (إن كرامة الغالبين أعظم من خزي المغلوبين، فالذين غلبوا إبليس لهم كرامة أفضل بكثير من أولئك المغلوبين، حتى ولو كان المغلوبين كثيرين) إذ يقول ابن سيراخ: "ولد واحد يتقي الرب خير من ألف منافقين". (ابن سيراخ 16: 3)
وفي نفس الوقت فإن أذى المغلوبين كسلهم وليس الشيطان، فأن ضعيفي الإرادة وغير المستعدين والكسالى يسقطون حتى ولم يوجد إبليس، ويسقطون بأنفسهم في أعماق الشر... فالكل يعرف أن إبليس شرير، ولكن ماذا تقول عن الخليقة الجميلة والعجيبة؟


الساعة الآن 03:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025