![]() |
القديس توماس السائح وُلد بشنشيف، بإقليم أخميم، من أبوين تقيين محبين لله، فربياه بآداب الكنيسة. التهب قلبه بمحبة الله، وإذ كان يميل إلى الحياة التأملية انطلق إلى جبل مجاور يمارس فيه رياضته الروحية. كان محبًا للصلاة والتسبيح بصوته الرخيم، جادًا في نسكه حتى صار فيما بعد يأكل مرة واحدة في الأسبوع، يحفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب ليمارس وصاياه ويعيش إنجيله بفرح. فاحت رائحة المسيح فيه، فكان بعض الإخوة القاطنين في الجبل يأتون إليه ليشتركوا معه في بعض الصلوات. في يومٍ إذ كان قد بدأ يسبح بمزاميره التفت خلفه فرأى ثلاثة رجال بلباسٍ أبيض يسبحون معه، وكانت أصواتهم كأصوات ملائكة. كان القديس متهللاً بالروح، يسبح طول الليل وهم معه. أخيرًا عرف أنهم ثلاثة رهبان من دير القديس أنبا شنودة. جاءه القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين في مغارته بجبل شنشيف، فقال له أنبا توماس: "إني سأفارقك، وقد أخبرني الرب أنك ستلحق بي بعد أيام". بالفعل حان وقت رحيل الأنبا توماس من هذا العالم الزائل بعد جهاد روحي طويل، فيه تمتع بعطية شفاء المرضى باسم الرب، فظهر له رب المجد يهبه سلامه ويعزيه ويقويه. تنيح في شيخوخة صالحة سنة 453م (غالبًا 27 بشنس 168 ش). نبيل سليم: الشهيدان أنبا باخوم وأخته ضالشوم، ص 34، 35. |
الشهيد توماس كان القديس توماس صبيًا في الحادية عشرة من عمره، حيث كان يرعى خنازير في بلدة شندلات Psentalet، وإذ كان قلبه ملتهبًا بمحبة الله، يسمع عن أخبار الشهداء مشتاقًا أن يشترك معهم في جهادهم ليتمتع معهم بالإكليل رأى في الليل رئيس الملائكة ميخائيل يدعوه للاعتراف بالسيد المسيح، ففرح جدًا، وانطلق إلى الإسكندرية يشهد للسيد المسيح أمام الوالي. استهان به الوالي لصغر سنه، لكنه إذ رأى ثبات إيمانه وقوة روحه راح يستميله ويغريه أن يقيمه كاتبًا لديوانه، فاستخف توما بهذه الوعود. تعرض لعذابات كثيرة من عصر لجسمه وتمشيطه بأسنان حديدية، فكان يطلب معونة السيد المسيح فأرسل له ملاكًا يشفيه. وإذ أُلقي في السجن شفى ابن السجَّان. قاده الوالي إلى بيت الأوثان، فصلى للسيد المسيح، وللحال سقطت الأوثان على الأرض، ثم وثب شيطان على الوالي وكاد يقتله لولا أنه صرخ مستغيثًا بالسيد المسيح إله توماس. أُلقيّ في السجن بلا طعام لمدة 15 يومًا، ثم صُلب منكس الرأس حيث نزف دمًا، فأخذت امرأة من الدم وطلت عيني طفل أعمى فأبصر. أُلقي أمام لبوة لتأكله فصارت تلحس قدميه. كان يتعزى في آلامه مع القديسين ببنودة من البندرة وشنوسي من بلكيم. أخيرًا أرسله الوالي إلى أريانا والي أنصنا حيث قطع رأسه، واستشهد معه كثيرون (28 بؤونة). |
الشهيد تيبرتيوس تحتفل الكنيسة الغربية بعيد الشهيد تيبرتيوس أو تيبرسيوس في 11 أغسطس. هو ابن كروماسيوس حاكم مدينة روما الذي نال العماد على يديْ القديس سيستيانوس. كان شابًا ذا ثقافة عالية، حكيمًا، ومملوءً تقوى. كان حديث الإيمان حين شبّ الاضطهاد في عهد دقلديانوس، فأشار عليه أسقف روما بالاختفاء خارج مدينة روما، لكنه أصرّ أن يبقى في المدينة معلنًا للأسقف شوقه لنوال إكليل الشهادة، فأذن له الأسقف بالبقاء بعد أن تأكد من صدق نيته واستعداده لاحتمال الألم في الرب. إذ كان سائرًا في الطريق رأى غلامًا قد سقط من سطح بيته فمات، فدنا من والديه واستأذنهما أن يُصلي عليه؛ وإذ صلى ورشمه بعلامة الصليب أقامه من الموت باسم يسوع المسيح الناصري، فآمن الولد ووالداه وكثير من جمهور الوثنيين الذين كانوا يحيطون بالغلام. كان بمحبة يوبخ شابًا مسيحيًا يُدعى تُركاتوس، إذ كان مدللاً، مُحبًا للترف وحياة البذخ والحديث مع النساء، فتظاهر الشاب بقبول نصائحه لكنه حمل كراهية له إذ لم يكن يرد أن يترك حياة الفساد، لذا وشى به لدى الوالي فابيانوس حاكم مدينة روما. أُلقيّ القبض على تركاتوس نفسه -حتى لا يشك أحد أنه هو الواشي- كما قبض على تيبرتيوس، وإذ اُستجوب الأول قال بأنه مسيحي وأن معلمه هو تيبرتيوس، وكان يهدف بهذا أن يدفع تيبرتيوس إلى الاستشهاد فيتخلص من توبيخاته، ويعيش هو حسب هواه. أمر فابيانوس بوضع جمر نار على الأرض، وطلب من الشهيد أن يقدم بخورًا للآلهة في جمر النار أو يمشي على الجمر. للحال خلع القديس حذاءه، وصلب على جبهته، وصار يمشي على الجمر المتقد كما في حديقة يتنزه. أخذ القديس يوبخ الوالي، قائلاً له أنه يلزم أن يعترف بالسيد المسيح الإله القادر أن يحوِّل جمر النار إلى برَد، أما الوالي فاتهمه بالسحر. أخيرًا إذ دخل القديس مع الوالي في حوار، أمر الأخير بقطع رأسه، وقد تم ذلك في Via Labicana على بعد ثلاثة أميال من روما. |
تيبرتيوس ورفقاؤه الشهداء استشهد هذا القديس وأخوه فاليريوس أو فاليريانوس وهو زوج القديسة سيسلياSt. Cecilia، وأيضًا مكسيموس. غالبًا رومانيون، يحتفل الغرب باستشهادهم في 14 إبريل. |
تيجريوس الكاهن ارتبط اسم القديس تيجريوس St. Tigrius الكاهن بالقارئ أتروبيوس، إذ لاقى الاثنان ضيقًا شديدًا وعذابات بسبب صداقتهما للقديس يوحنا الذهبي الفم. كان كاهنًا بالقسطنطينية، صديقًا حميمًا للبطريرك القديس يوحنا الذهبي الفم. كان في الأصل خصيًا (بغير إرادته)، يعمل كعبد في بيت أحد الأشراف، وإذ كان أمينًا في خدمته له وتقيًا كافأه الشريف بعتقه من العبودية. أظهر محبة فائقة للفقراء، وسلك في حياة مقدسة، فكسب حب الكثيرين، وسيم كاهنًا (بالرغم من كونه خصيًا ربما لأن ذلك قد تمّ بغير إرادته حين كان عبدًا أو لأن بعض الإيبارشيات كانت تسمح أن يكون الكاهن خصيًا على خلاف كرسي الإسكندرية). أظهر غيرة متقدمة في رعايته، وحبًا شديدًا للغرباء والفقراء. حضر مجمع السنديان حيث دين صديقه وبطريركه الذهبي الفم، وبعد نفي الأخير استدعاه الوالي أوبتاتيوس، وكان وثنيًا، استغل الظروف التي عاشتها كنيسة القسطنطينية فأذاق هذا الكاهن كل عذاب تحت ستار إرضاء أفدوكسيا الإمبراطورة، متهمًا إياه وأثروبيوس أنهما مثيرا شغب وأنهما علة حرق الكاتدرائية. جُلد بعنف شديد حتى تهرأ جسمه وظهرت عظامه، وقاموا بتمشيط جسمه بأمشاط حديدية، وأخيرًا نُفيّ في بلاد ما بين النهرين. |
القديس تيخون أسقف أماثوس يعتبر القديس تيخون St. Tychon من أوائل أساقفة أماثوس Amathus، التي تقع في موضع ليماسول Limassol بجزيرة قبرص، وهو من رجال القرن الخامس، كرَّمه سكان الجزيرة لقرون طويلة بكونه "صانع عجائب"، ويحسبونه شفيع الكرامين، إذ تشتهر قبرص بكرومها. لعل أهم أمرين عُرفا عنه أنه في صبوته إذ كان والده خبازًا، كان يأخذ خبزًا ويعطيه للفقراء عوض أن يبيعه. إذ سمع والده عن ذلك أراد أن يتحقق الأمر بنفسه فعرف وغضب، لكن الرب أراد أن يكشف عن عينيه ليرى بركة هذا العمل. فتح الوالد مخزن الدقيق فوجد فيض وبركة الدقيق تزيد أضعافًا عما قدمه الولد للفقراء، ففرح الوالد وتعجب لا من أجل كثرة الدقيق ولكن من أجل عمل نعمة الله في بيته. شعر الوالد انه صغير جدًا أمام ابنه، وشعر أن يد الله معه تعمل به. أما الأمر الثاني فقد تحقق وهو أسقف إذ كان له كرم صغير، وكأسقف كان يقضي كل وقته في رعاية شعب الله والاهتمام بهم أما الكرم فكان ثانويًا بالنسبة له، لا يعطيه أدنى اهتمام. وجد يومًا فرعًا صغيرًا ميتًا قد ألقاه البعض من كرومهم، فغرسه في أرضه وللحال نما بسرعة وجاء بعنبٍ وفير نضج بسرعة وكان طعمه لذيذًا. لهذا صار عيده في 16 يونيو يُقام في قبرص ليبارك الرب كرومهم. |
الشهيد تيرانيون كان أسقف صور، استشهد في عهد دقلديانوس في إنطاكية مع الشهيد زينوبياس كاهن صيدون حيث أُلقيا في النهاية في البحر ليستشهدا غريقين في المياه. |
تيطس الأسقف الأب تيطس أسقف Bostra في العربية Arabia Auranities في القرن الرابع (حوالي 362 - 371م)، اشتهر بثقافته العالية وبلاغته. وقد حدثنا عنه القديس جيروم كأحد الكتّاب المسيحيين الأوائل المشهورين. دخل في صراع مع يوليانوس الجاحد الذي أراد إعادة العبادة الوثنية في الشرق، فاستغل الوثنيون ذلك بالثورة ضد المسيحيين حتى في البلاد التي يمثلون فيها قلة قليلة. ففي إيبارشية هذا الأب قام الوثنيون بمشاغبات عنيفة مما أثار المسيحيون ضدهم وكادت المدينة تفقد سلامها تمامًا، فكتب يوليانوس إلى الأسقف يحَّمل المسيحيين المسئولية ويهدد باستدعاء الأسقف وكهنته للمحاكمة إن استمر الوضع هكذا، فردّ عليه الأسقف مظهرًا أنه قد استخدم كل وسائل الضغط على المسيحيين من أجل هدوء البلد، وإذ هم يمثلون الغالبية العظمى فلا خطورة على المدينة. مع هذا أرسل يوليانوس منشورًا في أول أغسطس 362م إلى المدينة يتهم فيها الأسقف كعدو عام مطالبًا بطرده فورًا، لكن يوليانوس مات وبقي تيطس يرعى شعب الله. اشترك في مجمع إنطاكية سنة 363 الذي أرسل خطابًا إلى الإمبراطور جوفنيان يعرفه قانون الإيمان النيقوي. وضع ثلاثة أعمال ضد أتباع ماني، فيها قدم حلاً لمشكلة الشر مظهرًا عناية الله ومؤكدًا الحرية الإنسانية كما دافع عن العهد القديم. ووضع عدة عظات عن إنجيل لوقا. |
تيطس الرسول ولد في كريت وهو ابن أخت والي المدينة،وقد تعلم اللغة اليونانية وتأدب بكل آدابها حتى مهر فيها، وكان وديعًا شفوقًا كثير الرحمة. ولما انتشرت أخبار السيد المسيح في أكثر بلاد الشام إهتم والي كريت خال هذا القديس بتلك الآيات الباهرة والتعاليم السامية واراد أن يتحقق مما سمع، فأرسل تيطس ليأتيه بالخبر اليقين، فلما وصل إلى أرض اليهودية ورأى الآيات وسمع الأقوال الإلهية وقارن بينها وبين الأقوال اليونانية وجد الفرق واضحًا، فآمن بالسيد المسيح وارسل إلى خاله يعلمه بما رأى وسمع. ولما اختار الرب السبعين رسولاً كان هو أحدهم، وبعد صعود السيد المسيح نال نعمة المعزي مع التلاميذ. وقد صحب بولس الرسول في بلاد كثيرة، ولما ذهب بولس إلى رومية عاد هو إلى كريت وبنى فيها كنيسة ورسم لها قسوسًا وشمامسة. ولما أكمل سيرته الرسولية تنيح بسلام. السنكسار، 2 نسيء. |
الشهيد تيموثاؤس المصري هذا القديس كان من أجناد أريانا والي أنصنا، ولما قرأ أمر دقلديانوس بعبادة الأوثان وثب هذا الجندي في وسط الجمع وأخذ الورقة ومزقها قائلاً: "ليس إله إلا يسوع المسيح ابن الله الحي". فغضب الوالي ومسكه من شعره وطرحه إلى الأرض وأمر بضربه حتى تهرأ لحمه، وكان يصرخ قائلاً: "ياسيدي يسوع المسيح أعني فليس إله إلا أنت ياسيدي يسوع المسيح". فنظر الرب إلى صبره وأرسل ملاكه فشفاه، فعاد إلى الوالي وهو يصيح: "ليس إله إلا يسوع المسيح ابن الله الحي". فشدد الوالي عليه العذاب، وأخيرًا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة. السنكسار، 21 بؤونة. |
القديس تيموثاوس أسقف أنصنا تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 13 من شهر هاتور. رأينا أن أريانا والي أنصنا، في عهد دقلديانوس، قد بذل كل قدراته لتعذيب المسيحيين، لكن روح الرب اصطاده ليقبل الإيمان بالسيد المسيح، ويفتح أبواب السجون ويطلق المعترفين، لينال بنفسه إكليل الشهادة. جاء بعده والٍ آخر ألقى القبض على الأنبا تيموثاوس أسقف أنصنا. هذا كان قد أشتاق إلى حياة الخلوة والسكون منذ صباه، فترهب وهو بعد صغير، وإذ كان ينمو في النعمة والفضيلة اُختير أسقفًا على أنصنا، فكان الأب المهتم بأولاده، والراعي الباذل حياته من أجل قطيع السيد المسيح. أُلقيّ القبض عليه ونال عذابات كثيرة مع كثيرين من كهنة وشعب، وأخيرًا إذ ملك قسطنطين اخرج من السجن وعاد إلى كرسيه، فقضى ليلة مع الكهنة وشعبه يصلي شاكرًا الله، وسائلاً من أجل خير الوالي الذي بسببه نال عذابات كطريق للإكليل. سمع الوالي فدهش كيف يصلي الأسقف من أجله. وإذ ذهب إليه بنفسه وجده الأب الحنون، فتتلمذ على يديه واعتمد، وأخيرًا ترك الولاية لينطلق إلى الحياة الرهبانية يمارس عبادته وشركته مع الله. أكمل الأب الأسقف جهاده، مهتمًا بكل رعيته، لأجل خلاص كل نفس، حتى رقد في الرب. |
الأب تيموثاوس اتسم هذا الأب بحياة الاتساع، فقد جاء في بستان الرهبان أن أخًا قال له: "من جهتي أنا فإنني أستطيع أن أرى ذهني (منشغلاً) على الدوام أمام الله". أجابه الشيخ: "إنه ليس بالأمر العظيم أن يكون فكرك (ذهنك) مع الله، لكن ما هو عظيم أن يرى الإنسان نفسه أقل كل الخليقة (خادمًا للجميع)". اعتاد أن يقول: "ليس سمو روحي أعظم من أن لا يحتقر إنسان أخاه". ولعل هذه الخبرة قد اقتناها أبا تيموثاوس في صباه، إذ جاء في البستان عن أخٍ يدعى تيموثاوس (غالبًا هو نفسه في صباه): أخطأ أخ في وسط بيت مقدس يضم جماعة دينية، سأل رئيس البيت تيموثاوس، "ماذا... يُفعل بالأخ؟"، أجابه أن يطرده. بالفعل إذ طرده تحولت الحرب بعنف على تيموثاوس، فكان يصرخ إلى الله طالبًا رحمته وغفرانه؛ قضى الليلة كلها في قبر به أموات يقدم توبة ويعترف بخطئه، وكانت التجربة ثقيلة عليه جدًا حطمته تمامًا. أخيرًا سمع صوتًا يقول له: "يا تيموثاوس لا تظن أن ما حل بك لسبب إلا لأنك استخففت بأخيك وقت تجربته"… وهكذا لم يعد هذا الراهب يدين إخوته، مهما سمع عنهم أو رأى، بل بالأحرى يترفق بهم، حاسبًا ضعفاتهم هو، كقول الرسول بولس: "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب13: 3). |
تيموثاوس الأول البابا الثاني والعشرون هو أخ البابا بطرس الثاني (21) وخليفته. ولد بالإسكندرية، وتعلم في مدرستها اللاهوتية، متتلمذًا على يدي القديس أثناسيوس الرسولي. رأى فيه البابا أثناسيوس إنسانًا تقيًا غيورًا ذا ثقافة عالية، فسامه كاهنًا ليخدم شعب الإسكندرية، ويكون بمثابة اليد اليمنى لمعلمه، إذ رافقه في كثير من رحلاته، وذهب معه إلى مجمع صور سنة 335م حيث أثبت براءة معلمه عندما جاء الأريوسيون بامرأة زانية تتهم البابا أنه ارتكب معها الشر، فقام تلميذه يتحدث كأنه هو البابا، فصارت المرأة تصر أنه هو الذي صنع معها الشر، فإنفضحت خديعتها. كان معينًا للبابا أثناسيوس في مقاومة الأريوسية، وفي عهد البابا بطرس الثاني إذ بدأت البدعة الأريوسية تنتشر في القسطنطينية أرسل الإمبراطور يستغيث ببابا الإسكندرية الذي رشح القديس غريغوريوس النزينزي للعمل، كما أرسل جماعة من الكهنة برئاسة أخيه الكاهن تيموثاوس كانوا خير سند للقديس غريغوريوس. إذ تنيح البابا بطرس وقع الاختيار على أخيه حوالي سنة 379م. حضر المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام 381م حيث برزت مواهبه في دحض بدعة مقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس. لكن دخلت الكرامة الزمنية في الكنيسة إذ جعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما بكونها العاصمة والقسطنطينية بكونها روما الجديدة فانسحب البابا وأساقفته. وقد اهتم بالعمل الرعوي وترميم الكنائس حتى تنيح في 26 أبيب (385م). |
تيموثاوس الثاني البابا السادس والعشرون أحب الحياة الهادئة فالتحق بدير بالقلمون حيث مارس الحياة التعبدية الهادئة في نسكٍ شديد مع دراسة للكتاب المقدس وكتابات الآباء. سامه البابا كيرلس الكبير قسًا على كنيسة الإسكندرية، فداوم على الخدمة وتعليم الشعب في عهدي البابا كيرلس والبابا ديسقورس. سيامته بطريركيًا إذ تنيح البابا ديسقورس في منفاه بجزيرة غنغرا بلغ الخبر إلى الإسكندرية حيث كان الوالي غائبًا، تألم الإكليروس والشعب لنياحة أبيهم المفترى عليه تحت ستار العقيدة، لكنهم اجتمعوا في الحال وبرأي واحد استقروا على سيامة الكاهن تيموثاوس بابا لهم وإذ عاد الوالي جن جنونه وحسب هذه السيامة ثورة على السلطة البيزنطية، فقد كان يود أن يقيم لهم إنسانًا دخيلاً من مجمع خلقيدونية القائل بأن للسيد المسيح طبيعتين وإرادتين. أخذ الوالي يضطهد المصريين، فلم يبالِ البابا بل عقد مجمعًا من أساقفة يدين فيه مجمع خلقيدونية، ويحرم كل من يقبل قراراته، وقد آزر الكل باباهم ماعدا أربعة أساقفة. مع ديونسيوس أمير الجيش قام البابا تيموثاوس برحلة رعوية يتفقد فيها شعبه ويثبتهم على الإيمان، وإذ عاد إلى الإسكندرية كان الكونت ديونسيوس أمير الجيش قد وصل إلى الإسكندرية يحمل الأوامر مشددة بإخضاع المصريين للبطريرك الدخيل بروتيروس مستخدمًا كل وسائل العنف. نفذ الكونت الأوامر، فمنع البابا من دخول الإسكندرية، الأمر الذي أثار الشعب الإسكندري، إذ حسبوا انه ليس من حق بيزنطة أن تتدخل في شئونهم الكنسية، وثارت ثورة الشعب بعنف حتى فقد الكثيرون اتزانهم ودخلوا في معركة مع الجند انتهت بقتل الدخيل بروتيروس الأمر الذي أخطأ فيه الشعب دون شك! استخدم الوالي كل إمكانيته بقسوة لتحطيم هذا الشعب الذي يحمل تمردًا في عينيه وقد طلب من الإمبراطور مرقيان أن يصدر أمره بنفي البابا تيموثاوس وأخيه إلى جزيرة غنغرا التي نُفي إليها سلفه البابا ديسقورس. إلى المنفى لكي يمعن في إذلال الشعب لم يرسل البابا إلى منفاه مباشرة عن طريق البحر وإنما أرسله عن طريق البر ليعبر بفلسطين ولبنان وآسيا الصغرى فيكون مثلاً أمام الجميع، لكن هذا العمل جعل من البابا بطلاً يستقبله المؤمنون في كل بلد بالتسابيح يطلبون بركاته. حين بلغ البابا بيروت خرج أسقفها أوستاثيوس يستقبله بحفاوة، وتجمهر الشعب يطلب بركة البابا البطريرك. أما والي الإسكندرية فقام بتعيين رجل يسمى سولوفاتشيولي عوض البابا تيموثاوس، قاطعه الشعب تمامًا لمدة سبع سنوات. بعث البابا تيموثاوس من منفاه عدة رسائل إلى أهل مصر وفلسطين وإلى بعض المصريين في القسطنطينية، في الأول حذر شعبه من بدعة أوطاخي الذي أنكر حقيقة ناسوت السيد المسيح. ثم بعث رسالة ثانية يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة ثالثة يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة رابعة إلى الرهبان والراهبات والمؤمنين في كنيسة الإسكندرية أوضح فيها الإيمان الحق مستندًا على إحدى رسائل البابا ديسقورس. على أي الأحوال نجح البابا تيموثاوس بمحبته وقدسية حياته أن يكسب حب أهل غنغرا حتى دعوه "العجائبي الرحيم". عودة البابا إذ مات مرقيانوس زال الملك عن آل ثيؤدوسيوس الذي حاولت بولشريا امرأة مرقيانوس وأخت ثيؤدوسيوس الاحتفاظ به بكل الطرق، فقد حاولت إغراء أخيها أن يتزوج بثانية لعلها تنجب ابنا يخلفه، ولما فشلت محاولاتها كسرت نذرها وتزوجت بمرقيان لتحتفظ بالمُلك لها ولعائلتها. كان لهذه الملكة دورها الشرير من نحو كنيسة الإسكندرية فكانت تشجع زوجها على الاستبداد بالشعب المصري. انتقلت الإمبراطورية إلى باسيلسكوس الذي عمل على توطيد السلام في الكنيسة وإعادة المنفيين إلى كراسيهم. وقام طبيبه من الإسكندرية بدورٍ هام في عودة البابا، الذي ذهب إلى القسطنطينية ليقدم شكره للإمبراطور قبل رجوعه إلى كرسيه. هناك عقد مجمعًا حضره 500 أسقفًا كتب خطابًا دوريًا يؤكد فيه صدق إيمان البابا تيموثاوس وتثبيت إيمان المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية والقسطنطينية وأفسس؛ كما أدان هرطقة أوطاخي وطومس لاون. حاول فريق متشيع لأوطاخي أن ينالوا موافقته على بدعتهم، فأعلن رفضه لبدعتهم تمامًا. وقد أوضح بكل قوة أن كنيسة الإسكندرية بريئة من الفكر الأوطيخي كل البراءة. عمله الرعوي عاد البابا إلى الإسكندرية فخرج الكل في حب صادق وبنوة يستقبلونه، أما سولوفاتشيولي فانسحب في هدوء إلى ديره. أعاد البابا رفات سلفه القديس ديسقورس إلى مدينته بالإسكندرية، وتفرغ لرد كل نفس تائهة وتثبيت الإيمان والاهتمام بكل احتياجات شعبه حتى رقد بعد أن قضى على الكرسي 22 سنة و11 شهرًا. |
تيموثاوس الثالث البابا الثاني والثلاثون إذ تنيح البابا ديسقورس الثاني (31) تمكن المصريون من الاجتماع والتشاور، لأن الإمبراطور أنستاسيوس كان متسامحًا يتسم بسعة الصدر، وكان لا يزال وفيًا لأصدقائه من المصريين، فترك للأقباط حق اختيار راعيهم دون أن يفرض عليهم أحدًا، وكان ذلك في سنة 519م. لكن أنستاسيوس مات في نفس السنة وتولى يوستنيان الإمبراطورية، وكان يميل إلى الخلقيدونية. إذ دخل يوستنيان الأول الكنيسة في يوم أحد ومعه الأسقف يوحنا الكبادوكي، قام بعض المتشيعين للإمبراطور بالهتاف طالبين سقوط الأسقف ساويرس الأنطاكي ومحاكمته لأنه غير خلقيدوني بينما هتف البعض بحياته كرد فعل للهتاف الأول، عندئذ قرر الإمبراطور عقد مجمع للفصل في الأمر. وإذ عرف البابا تيموثاوس الثالث ما ينويه الإمبراطور لم يذهب إلى المجمع، فأمر الإمبراطور بالقبض عليه ونفيه. اقتحم الجند أبواب الكنيسة بينما تجمهر الشعب حول باباهم، ودارت معركة بين الجند المسلحين والشعب الأعزل، واندفع الجند يفتكون بالشعب ويقتلون عددًا ليس بقليل، ثم اقتحموا دار البطريركية وألقوا القبض على البابا الذي اُقتيد إلى المنفى، ثم فرض الإمبراطور بطريركًا دخيلاً يُدعى أبوليناريوس. أما القديس ساويرس فأطاع وذهب إلى القسطنطينية ليحضر المجمع فحُكم عليه بتجريده وحرمانه، وكان الإمبراطور في حالة ثورة عنيفة ضده حتى كان مصممًا على قطع لسانه. تدخلت الإمبراطورة التقية ثيؤدورا التي شفعت في القديس ساويرس الأنطاكي، فاكتفى الإمبراطور بحرمانه من الدخول إلى إيبارشيته، وبالفعل التجأ إلى مصر ليجد فيها موضع راحة ومكان خدمة. في هذا المجمع الذي لم يتجاوز عدد الحاضرين فيه أربعون أسقفًا، جُرِّد القديس ساويرس من أسقفيته، وأُعطِي لأسقف القسطنطينية لقب "البطريرك المسكوني"، الأمر الذي أثار أسقف روما، حاسبًا أنه هو البابا الوحيد دون بطاركة العالم، وأن لقب "البطريرك المسكوني" خاص بالسيد المسيح نفسه بكونه أب المسكونة كلها! من هنا بدأ النزاع بين الكنيستين في روما والقسطنطينية حول الألقاب. أُثير أيضًا موضوع "العلاّمة أوريجينوس" حيث كان لتلاميذه أثرًا فعالاً، واستطاع الخصوم أن يؤثروا على الإمبراطور الذي حسب نفسه الفيصل في الأمور اللاهوتية والروحية فأصدر حكمًا يحرم أوريجينوس. عاد البابا تيموثاوس الثالث من منفاه، لكنه بقيّ هو والقديس ساويرس الأنطاكي مطاردين من بلد إلى أخرى، ومن دير إلى دير. وقد سمحت العناية الإلهية للبابا فرصة أن يرسم الأنبا ثيؤدوسيوس أسقفًا على جزيرة فيلة بأسوان، استطاع أن يجتذب الوثنيين القاطنين في جنوبها للإيمان المسيحي، كما حوَّل الجزء الأمامي من معبد إيزيس إلى كنيسة باسم القديس إسطفانوس أول الشهداء وبنى كنيسة أخرى في وسط الجزيرة. أخيرًا استقر المقام بالبابا والقديس ساويرس في دير بعيد عن أعين الجند البيزنطيين، ومن هناك كانا يهتمان برعيتهما خلال الرسائل. وعندما جاء وفد أوطاخي إلى مصر من القسطنطينية أسرع البابا وحذر شعبه منهم. أخيرًا بعد أن قضى حوالي 17 سنة في جهاد تنيح في الرب |
القديس تيموثاوس السائح تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 23 من شهر كيهك. نشأ تيموثاوس في عائلة تقية محبة لله، فتأدب بآداب الكنيسة، واشتاق إلى حياة السكون والهدوء، فالتحق بأحد الأديرة. وإذ كان حبه للسكون يتزايد ترك الدير ليعيش كمتوحد في موضع قريب من الدير في قلاية بناها لنفسه. وكان بقلب متسع بالحب يخدم الغرباء ويهتم بالفقراء. وإذ حسده عدو الخير احتال عليه براهبة كانت تأتي لتشتري منه عمل يديه، ومن كثرة ترددها تكونت دالة بينهما بالتدريج حتى صارت تأكل معه على مائدته. وبمرور الزمن بدأت حرب الأفكار تهاجمهما وصار الاثنان تحت الضعف مدة ستة أشهر. رجع الراهب إلى نفسه وأدرك خطأه وتهاونه، وإذ فكر في ساعة موته وفي لقائه مع السيد المسيح قام في الحال وترك كل شئ ودخل في البرية حيث أرشده الرب إلى نخلة بجوار نبع ماء، فكان يأكل من البلح طوال العام. حسده عدو الخير على نموه الروحي فأصابه بأمراض في بطنه، أما هو فكان يحسب ذلك تأديبًا بسيطًا من أجل ما قد سقط فيه. وبعد أربع سنوات أرسل الرب ملاكًا وشفاه. عاش في البرية أربعين عامًا عاريًا لا يلتقي إلا بوحوش البرية التي كانت تأنس له وتلاطفه وتلحس قدميه. أخيرًا سلم روحه في يد الرب ليعبر من برية الجهاد حاملاً إكليل النصرة في الرب. |
تيموثاوس الكاهن سمع الكاهن تيموثاوس من والدته عن امرأة زانية في مصر تعيش في حياة النجاسة، لكنها تقدم كل ما لديها للفقراء، فتأثر جدًا، وصار يطلب من أجل خلاصها. وإذ التقى بالقديس الأنبا بيمن أخبره بأمر هذه المرأة، فأراد الأنبا بيمن أن يسنده ويشجعه، قائلاً له أنها لن تبقى في زناها مادامت تحمل ثمر الإيمان ألا وهو العطاء بسخاء للفقراء، فابتهجت نفس الكاهن، وصار يصلي لأجل توبتها بحرارة. إذ جاءت والدة الكاهن سألها عن المرأة، فأجابته أنها لازالت في نجاستها، بل انغمست في الخطية بالأكثر إذ زاد عدد عشاقها، لكنها تقدم كل ما يصل إلى يديها للفقراء. ذهب الكاهن للأنبا بيمن يشكو له أمر المرأة، فأجابه بكلمة تشجيع. مرة ثانية جاءت الأم وإذ سألها الكاهن أجابته أنها تود أن تأتي معها لكي يصلي من أجلها، ففرح وأخبر الأنبا بيمن بذلك. فأجابه الأخير ألا ينتظر مجيئها، بل ينزل إليها، ويقدم لها كلمة الإنجيل لتوبتها، فأطاع الكاهن وذهب إليها، وإذ سمعت كلمة الله قدمت توبة صادقة ودخلت الدير وصارت تشكر الله. هذه صورة حية للحياة الرهبانية المتسمة بالسكون لكن في انفتاح قلب وشوق حقيقي لخلاص كل نفس دون إدانة لأهل العالم حتى الزناة منهم مع الرجوع إلى الأب الروحي. |
تيمون الرسول هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم الرب وميزهم، وقد أعطاه القوة على شفاء المرضى وإخراج الشياطين. ونال هذا القديس كثيرًا من مواهب الروح القدس. وقد لازم الرب حتى صعوده إلى السماء وبعدها ثابر على خدمة التلاميذ إلى أن حلَّت عليهم جميعًا نعمة الروح المعزي. وانتخبه التلاميذ من بين السبعة الشمامسة الذين أقاموهم لخدمة الموائد، وقد شهد عنهم الكتاب "أنهم كانوا ممتلئين نعمة وحكمة" (أع6: 2و4). وبعد أن أقام في خدمة الشماسية مدة وضعوا عليه اليد أسقفًا على مدينة بسرى الغربية من أعمال البلقاء وبشر فيها بالسيد المسيح، وعمَّد كثيرين من اليونانيين واليهود فقبض عليه الوالي وعذبه بعذابات كثيرة، وأخيرًا أحرقه بالنار فنال إكليل الشهادة. السنكسار، 26 بابه. |
الشهيد تيّا كان تيّا Tia ابنًا لشخص يُدعى سوترخس، ناسكًا في منطقة طيبة، استشهد في عهد دقلديانوس. قصة استشهاده تكشف عن الروح الذي ساد النساك في عصره، حيث كانت نفوسهم تتوق لنوال إكليل الشهادة من أجل محبتهم في العريس السماوي يسوع المسيح. اجتمع أريانوس والي أنصنا بصعيد مصر ببعض فرق الجيش ليُعلن لهم المنشور الذي صدر بخصوص الاضطهاد، عندئذ قدم الكل خضوعًا، وقدموا بخورًا للأوثان، أمَّا تيّا فشهد لمسيحه بقوة. أُلقيّ القبض عليه، ونال عذابات كثيرة. أرسله الوالي إلى والٍ آخر يُدعى بمبيوس لعلَّه يستطيع أن يستميله باللطف أو يحطمه بالعنف، لكن تيّا أصر على الإيمان حتى قُطعت رأسه، ونال إكليل الشهادة. |
رد: +++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ت " +++
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
رد: +++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ت " +++
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
الساعة الآن 07:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025