![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أكاكيوس من أصل كبّادوكي. قائد مئة في فرقة المرتسيان زمن الإمبراطور الروماني مكسيميانوس. لم يشأ أن يخفي إيمانه بالمسيح. دعاه القاضي فلافيوس فيرموس إليه. اعترف، غير خائف، باسم المخلّص. سُلّم للتعذيب. أُحيل إلى الحاكم بيبيانوس في تراقيا. دافع أمامه عن الإيمان بالمسيح دفاعاً جميلاً. نُكّل به وجُرّر بالسلاسل من موضع إلى آخر بعدما كسروا فكّيه. هدى العديد من رفاقه في الأسر وشفاه ملاك الرب من جراحاته. نُقل إلى بيزنطية. سلّم للتعذيب من جديد. حكموا عليه بقطع الهامة. ووري الثرى في مكان يعرف بـ "ستوريون". جرى بناء كنيسة صغيرة، في الموضع، فيما بعد، مع الزمن نُقلت رفاته إلى الباسيليكا المشادة إكراماً له في حي هيبستاكالون، في القسطنطينية، حيث صار يجري الاحتفال بذكراه. فيما بعد نُقلت رفات القدّيس إلى كالبيريا، إلى مدينة سيلاتو. يُستجار بالقدّيس أكاكيوس، خصوصاً، في الجهاد ضدّ أهواء الجسد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسان أكاكيوس وكدراتُس الشهيدان https://images.chjoy.com//uploads/im...3138712eef.jpgالقّديس كدراتُس عاش كدراتُس، زمن الإمبراطورين الرومانيين داكيوس (250- 251م), وفاليريانوس (253- 259م). إثر حملة الاضطهاد ضد المسيحية، أُلقي القبض على العديد من المسيحيين، ولما جيء بهم، لإجبارهم على تقديم العبادة للآلهة الوثنية، ظهر شابٌ غنيٌ نبيلٌ اسمه كدراتُس، كان يرافقهم، هذا، كونَهُ بدا له أنَّهُ قد تخور قواهم ويكفرون بمن خلَّصهم هتف: "نحنُ جميعاً، هنا، مسيحيون، وهذا الاسم هو عنوان مجدنا! نحن سكان مدينة أورشليم السماوية". فوجئ الحاكم وأمر بإيقاف هذا المتجاسر. لكن، وقبل أن يُلقي الجنود القبض عليه، تقدَّم، ورسم على نفسه، إشارة الصليب وأبدى أنه يتقدَّم إلى أمام القاضي بملء إرادته. هنا ردَّ كدراتُس الكلام الملق الذي سمعه من الحاكم وأدان عبادة الآلهة المزيَّفة. مدَّدوه وضربوه بأعصاب البقر. ولكن لما عرف الحاكم أن كدراتُس هو من أصل نبيل، أوقف التعذيب ودعاه إلى الاشتراك بتقديم الأضاحي إكراماً لعيد الأباطرة السنوي. وبعدما واجه منه كل الامتناع أسلمه إلى التعذيب من جديد. ثبات كدراتُس وصلابته أرهق الجلادين الذين أشبعوه ضرباً على ست دفعات. ولكن على غير طائل. فلما كان المساء أُعيد الأسرى إلى السجن ومُدِّد كدراتُس على كِسّر الفخّار وجُعل حجرٌ ثقيلٌ على صدره. مرَّت الأيام إلى أن عزم الحاكم على التوجه إلى نيقية ليضحي هناك. وقد قرَّر في المناسبة أن يأخذ المسيحيين الأسرى معه. مشى كدراتُس أمام المسيحيين كضابط، بكلِّ فخر. ولما بلغوا المكان تظاهر بأنه أذعن وطلب أن يُحلَّ من قيوده. للحال اندفع إلى داخل المعبد وحطمَّ كل الأصنام فيه. قبض عليه الوثنيون وقيّدوه إلى منصَّة التعذيب ومزَّقوا جنبيه بأظافر حديدية في حضور المسيحيين الذين خارت عزائمهم ورضخوا وقدَّموا الأضاحي. أمام المشهد تناسى كدراتُس آلامه واتهم المسيحيين بالجبن وقلَّة الإيمان بقيامة الأموات، كلام كدراتُس حرَّك قلوب بعض المسيحيين فتابوا بالنواح والاستسماح وقبلوا الشهادة. أما كدراتُس، كونه بقي ثابتاً في عزيمة إيمانه، عُرِّض للنار ثمَّ قطع رأسه، وهكذا رقد شهيداً بالرَّب. القدّيس أكاكيوس من أصل كبّادوكي. قائد مئة في فرقة المرتسيان زمن الإمبراطور الروماني مكسيميانوس. لم يشأ أن يخفي إيمانه بالمسيح. دعاه القاضي فلافيوس فيرموس إليه. اعترف، غير خائف، باسم المخلّص. سُلّم للتعذيب. أُحيل إلى الحاكم بيبيانوس في تراقيا. دافع أمامه عن الإيمان بالمسيح دفاعاً جميلاً. نُكّل به وجُرّر بالسلاسل من موضع إلى آخر بعدما كسروا فكّيه. هدى العديد من رفاقه في الأسر وشفاه ملاك الرب من جراحاته. نُقل إلى بيزنطية. سلّم للتعذيب من جديد. حكموا عليه بقطع الهامة. ووري الثرى في مكان يعرف بـ "ستوريون". جرى بناء كنيسة صغيرة، في الموضع، فيما بعد، مع الزمن نُقلت رفاته إلى الباسيليكا المشادة إكراماً له في حي هيبستاكالون، في القسطنطينية، حيث صار يجري الاحتفال بذكراه. فيما بعد نُقلت رفات القدّيس إلى كالبيريا، إلى مدينة سيلاتو. يُستجار بالقدّيس أكاكيوس، خصوصاً، في الجهاد ضدّ أهواء الجسد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أيّوب الصدّيق http://www.antiochpatriarchate.org/i...6-11-00-35.jpgيميل البعض إلى إرجاع سفر أيّوب إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وأمّا مرسح الحوادث المصورّة في السفر فيبدو أنه الهضبة الواقعة جنوبي شرقي فلسطين حيث تقع عوص وتيمان وشوّة ونعمة. ويظن أن الكاتب هو أحد أهل فلسطين. السفر بصورة أساسيّة، حوارات جرت بين أيّوب وأصحابه أليفاز وبلدد وصوفر وأليهو بغرض إلقاء الضوء على موضوع الألم في تدبير الله. أمّا خاتمة السفر فكشف إلهي يتكلّم فيه على هذا الأمر كما لا يتكلّم الناس. كان أيّوب صالحًا كاملًا يتّقي الله ويحيد عن الشر. ولأنّه كذلك باركه الله ومنّ عليه بخيراتٍ جزيلة، ويقول السفر عنّه أنّه كان "أعظم أبناء المشرق قاطبةً". والرّب الإله نفسه شهد له أنّه "لا نظير له في الأرض، فهو رجل كامل صالح يتّقي الله ويحيد عن الشرّ". ومع ذلك حدث لأيّوب ما تخطّى العادي المألوف لعلاقة الله بشعبه لجهة ثواب البار وعقاب الأشرار. هنا أسلم أيّوب إلى الألم رغم برّه. دخل الشيطان في الصورة متهمًا أيّوب ومشككًا له، والشيطان يطرح مسألة جدّية أساسيّة في شأن طبيعة علاقة الإنسان بالله: هل يعقل أن يحبّ الإنسان الله لذاته من غير أن يكون له مطمع لما يأتيه منه من خيرات وبركات؟". وكان بعد حين أن خسر أيّوب كلّ من له وما له، ورّد فعله كان بأن قال:" عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك. الرّب أعطى والرّب أخذ، فليكن اسم الرّب مباركًا". وباءت خطة الشيطان لحمل أيّوب على الكفر فاشلة. فكان الشيطان يعول على فقدان أيّوب رجاءه بإلهه، فيكون التجديف عليه تعبيرًا عن كون الرجاء بالله باطلًا. فابتلى الشيطان أيّوب بقروح انتشرت في بدنه كلّه، ولكن حتى بعدما أصاب أيّوب ما أصابه لم يكفر بإلهه. وهنا تدخلّت زوجته وأوحت إليه أن يجدّف على الله، فأجابها: "أنت تتكلمين كالجاهلات, أنقبل الخير من عند الله ولا نقبل المضرّة". في هذا كلّه لم ترتكب شفتا أيّوب خطأ في حقّ الله. وهنا دخل أصحاب أيّوب لتعزيته، أليفاز قال إن أيّوب يتألّم لأنّه أخطأ، ثم نصحه بالاعتراف بخطاياه. أمّا بلدد فأضاف أن أيّوب ظلّ يتألّم لأنه لم يرد الإقرار بذنبه، ووبّخه ووسمه بالكبرياء لأنّه ادّعى أن معاناته لم تكن نتيجة خطيئة ارتكبها. وأمّا أليهو أصغر أصحاب أيّوب فقال الله ليس بظالم، أمّا أيّوب فقد فغر فاه بالباطل وأكثر من الكلام بجهل. هذه كانت مواقف أصحابه، أمّا هو فبعدما لعن يوم مولده ووصف حزنه بأنه أثقل من رمل البحر، رجا الله أن يسحقه لتبقى له تعزية وبهجة أنّه في خضم آلامه لم يجحد كلام القدّوس. تمسّك بالقول أنه بار وسأل في مرارة نفسه، موجهًا كلامه إلى ربّه: "لماذا جعلتني هدفًا لك؟ واستبان أيّوب بإزاء ما عانى، كما في حيرة من أمره. وهو يعرف أنه بريء ولكنّه لا يعرف بماذا يجيب الله. بين كرِّ وفرّ، بين استظلام لله ولجوء إليه، نستبين طبيعة المشاعر المتلاطمة المتصارعة التي عصفت بأيّوب. وأخيرًا كلّم الرّب أيّوب من العاصفة. وأورد السيّد الرّب في صيغة أسئلة كلّ تدابيره في خلقه ليوحي لأيّوب بكلّ الحكمة التي برأ بها الخليقة والدقّة المتناهية في إثبات أحكامه. وعاد أيّوب إلى نفسه، واستدرك وقال لرّبه: "حقًا لقد نطقت بأمورٍ لم أفهمها وبعجائب تفوق إدراكي. بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيني، لذلك ألوم نفسي وأتوب معفرًا ذاتي بالتراب والرماد". ورضي الله عن أيّوب وحمّق أصحابه الثلاثة لأنّهم لم ينطقوا بالصواب عنه كما نطق عبده، وأمرهم أن يمضوا إليه ويقرّبوا محرقات عن أنفسهم ليصلّي أيّوب من أجلهم، فيعفو عنهم القدير إكرأمًا له. وهكذا كان. أمّا أيّوب فردّه الرّب من عزلة منفاه، وضاعف ما كان له من قبل وبارك آخرته أكثر من أولاه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القّديس جاورجيوس اللابس الظفر http://www.antiochpatriarchate.org/i...5-09-16-56.jpgحياته وُلِد القديس جاورجيوس (ومعنى اسمه الحارث) في كبادوكيا في تركيا في أواسط النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ( بعض المصادر حدّدت إنه وُلِدَ سنة 280 م ) من أبوين مسيحيين شريفين كانا من أصحاب الغِنى والشهرة الاجتماعية . فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية ووالدته ثيوبستي من اللد في فلسطين ابنة ديونيسيوس حاكم اللد فلما رُزقا بجاورجيوس اهتمّ والده بتربيته والتزامه بالآداب والأخلاق المسيحية المستقيمة ولقّنه العلوم الكنسية واللاّهوتية والقوانين والآداب وتعلّم اللغة اليونانية التي كانت في ذلك العصر لغة الثقافة كما أجاد الفروسية التي كانت مفخرة ذلك العصر . وكان جاورجيوس وسيم الطلعة . فيّاض الحيوية ، عالي القامة . كان والده انسطاسيوس رفيقاً للملك في أسفاره وفيها اطّلع على حقيقة ديانته المسيحية فأمر بقطع رأسه وعيّن مكانه أميراً آخر وكان جاورجيوس عمره لا يتجاوز الرابعة عشر . بعد استشهاد والده أخذت الوالدة ابنها وذهبت إلى مدينة اللد ( ديوسبوليس ) موطنها الأصلي ولها أملاك وافرة فيها . https://www.antiochpatriarchate.org/...be59665db1.jpg عَلِمَ الحاكم الجديد بهذا الشاب بشجاعة جاورجيوس وفروسيته وهو في السابعة عشرة من عمره فأرسل بطلبه وبعث به إلى الإمبراطور الروماني ديوكلتيانس Dioclitien ـ الذي حكَمَ في الفترة ( 284 ـ 305 ) م في فترة اضطهاد المسيحيين ـ وزوّده برسالة يوصي الإمبراطور بترقيته ، فأُعْجبَ به الإمبراطور ومنحه لقب أمير وخصّص له راتباً شهرياً ضخماً وأعطاه ألف جندي ليكونوا تحت إمرته فصار بحسب الوظيفة تريبونس أي قائد الألف وعيّنه حاكماً لعدّة بلاد وسجّل اسمه في ديوان الإمبراطورية مع العظماء وأهداه حصاناً ممتازاً . وبعودته إلى فلسطين استقبله حاكمها بالحفاوة والتكريم . ولما بلغ من العمر عشرين عاماً توفّيت والدته وتركت فيه ذكرى طيبة جعلته يُكمل مسيرته مُثابراً على الإيمان المسيحي وبالوقت نفسه اشتهر جاورجيوس بانتصاراته في الحروب حتى لُقِّبَ بـ " اللابس الظفر " أو " الظافر " أو " المُظَفَّرْ " ولما بدأ الإمبراطور ديوكلتيانس يضطهد المسيحيين ويُعذّبهم وأصدر أوامره بإجبارهم على عبادة الأوثان ومن يرفض منهم يُقْتَل على الفور . فدخل جاورجيوس على الإمبراطور غاضباً وجاهر بمسيحيته ودافع بحماسة عنهم وعن معتقداتهم ، فحاول الإمبراطور أن يُثنيه عن عقيدته المسيحية بالوعود الخلاّبة والترقية إلى أعلى المراتب وبإغداق الأموال عليه ، لكنه رفض كل هذا في إلحاح وحزم . https://www.antiochpatriarchate.org/...e5ed1d0e46.jpg غضب منه الإمبراطور وأمر بتعذيبه فاقتادوه إلى سجن مُظْلِم ، فأوثقوا رجليه بالحبال ووضعوا على صدره حجراً ضخماً وضربوه بالسياط والحِراب حتى فقد الوعي وتركوه مطروحاً بالأرض ، أما هو فكان يصلي . وفي اليوم التالي أخذوه إلى الإمبراطور آملين أن يكون التعذيب يجعله يغيّر رأيه ،فظهر أمام الإمبراطور أكثر جُرأة وشدة وصلابة ، فأمر بإعادة تعذبيه فوُضِعَ على دولاب كله مسامير ثم أُدير الدولاب بعنف فتمزّق جسده وتشوّه وجهه وسالت الدماء من جسمه لكنه احتمل ذلك بصبر عجيب وسمع صوتاً سماوياً يقول : " يا جاورجيوس لا تخف إني معك " فتشدّدت عزيمته وخرج من تلك الآلة وكأن لم يحدُث له شيء وشُفيت جراحه ، فأخذوه إلى الإمبراطور فما أن رآه حتى تولاّه الذهول إذ وجده سليم الجسم كامل القوة وزاد غضبه وأمر جنوده بإعادته إلى السجن وتعذيبه فأعادوه وضربوه بالسياط وصبّوا على جسمه جيراً حيّاً (كلساً حياً ) ومزيجاً من القطران ومحلول الكبريت على جراحه فتحمّل الألم فوق طاقة البشر فظهر له المسيح وشفاه وطمأنه أنه سيكون دوماً معه .وفي صباح اليوم التالي دخل عليه الجنود فرأوه يصلّي ووجهه يُضيء كالشمس دون أي أثر للتعذيب ، فأخذوه إلى الإمبراطور فلمّا رآه اتهمه بالسحر وأحضر ساحراً ماهراً اشتهر بقدرته على أعمال السحر ، فوضع له في كأس ماء عقاقير تقتُل مَن يشربها على الفور ، وقرأ عليها بعض التعاويذ الشيطانية وطلب من القديس أن يشربها ، فأخذ منه الكأس ورسم عليه إشارة الصليب وشرب ما فيه ، فلم ينله أي مكروه وظلّ منتصباً باسماً ، ثم أخذ الساحر كأساً ثانياً وملأها بسموم شديدة المفعول وقرأ عليها التعاويذ وطلب تقييد القديس لكي لا يرسم إشارة الصليب على الكأس كما فعل سابقاً ، لكن القديس بسبب إيمانه بقوة الصليب ، راح يُحَرِّك رأسه فوق الكأس ورسم إشارة الصليب بحركة رأسه ثم شرب الكأس فلم ينله أي ضرر على الإطلاق ، فصدق قول السيد المسيح له المجد " وهذه الآيات تتبع المؤمنين . يُخرِجونَ الشياطين باسمي ويتكلّمون بألسنة جديدة يحملون حيات وإن شربوا شيئاً مميتً لا يضرّهم ويضعون أيديـهم على المرضى فيبرأون " ( مرقس 16 : 17 ـ 18 ) . فطلب الساحر من الإمبراطور بأن يأمر بأخذ القديس إلى القبور ويُجَرِّب إذا كان باستطاعته أن يُقيم الأموات ، فإن استطاع ذلك كان إلهه هو الإله الحقيقي . وهذا ما تمّ . فارتدّ الساحر إلى الإيمان واستُشْهِدَ قبل استشهاد القديس . فزاد بعد ذلك الإمبراطور قسوة وهمجية فأمر بصنع عجلة كبيرة فيها منجل وأطواق وسيوف حادّة وأمر جنوده بوضع القديس بداخلها فلما رأى القديس هذه العجلة الرهيبة صلّى إلى الرب أن يُنْقِذه من هذه التجربة القاسية ، فوضعوه فيها فانسحقت عظامه وتناثر لحمه وانفصلت أعضاء جسمه عن بعضها ، فصاح الإمبراطور مخاطباً رجال مجلسه قائلاً: أين الآن إله جاورجيوس؟ لماذا لم يأتِ ويخلّصه من يدي ؟ ثم أمر جنوده بإلقاء أشلاء القديس في بئر عميق بحيث لا يُمكِن أن يصل إليه أنصاره ، ظهر عليه السيد المسيح مع ملائكته وأقام القديس من الموت وأعاده إلى الحياة سليم الجسم . في الصباح أدخل إلى مجلس الإمبراطور فذهلوا جميعاً فقال الإمبراطور : هل هذا هو جاورجيوس أم شخص آخر يُشبهه؟ أخيراً خطر على بال الإمبراطور فكرة إقناع جاورجيوس بتغيير إيمانه فطلب منه أن يحضر أمام الأصنام ويُقَدِّم لها العبادة اللاّئقة ، فقَبِلَ جاورجيوس . فجمع الإمبراطور الأقطاب والشعب في الساحة العامة لرؤية جاورجيوس وهو يُقَدِّم للآلهة العبادة الوثنية . فوقف جاورجيوس أمام الصنم الكبير وقال له : " أفصح إن كنت الإله الحقيقي " فأجابه صوتٌ مُزَمْجِر : " الإله الحقيقي هو الذي تعبده أنتَ ونحن سوى ملائكة عُصاة تحوَّلنا إلى شياطين " وفي الحال سقط الصنم الكبير على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام وتحطّمت جميعها . فأمر الإمبراطور بقطع رأسه فصار صيت استشهاده وجُرْأته النادرة في كل أرجاء الإمبراطورية ولذلك دُعِيَ : " العظيم في الشهداء" . كان ذلك في 23 /نيسان/ 303 م (إن بعض المصادر حدّدت تاريخ استشهاده سنة 296م ). قام خادمه سقراطيس بنقل جثمانه من مكان استشهاده إلى مدينة اللد وعمل خادمه على إخفاه جثمانه إلى حين تمّ نقل جسده الطاهر من مكان استشهاده إلى مدينة اللد في فلسطين سنة 323م ، ووضع في الكنيسة التي شيدها على إسمه هناك الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ) . وقد وصفها القديس يوحنا الكريتي بأنها " عظيمة جداً وأنها مستطيلة الشكل وبإمكان المرء أن يرى فوهة ضريح القديس فيها ، تحت المائدة المقدّسة مغطّاة بالمرمر الأبيض " وبيّنت الدراسات أن رُفاته قد توزّعت فيما بعد على أديرة وكنائس في أماكن شتى في الشرق والغرب كاليونان وفلسطين وقبرص ومصر والعراق . يُعتبر القديس جاورجيوس من أبرز قديسي الكنيسة وأقربهم إلى عواطف المؤمنين وأكثرهم شهرة وشيوعاً في الإكرام الذي يُقَدِّمه له عامة الناس . يتسمّى المؤمنون باسمه أكثر من أي اسم لقديس آخر كما أن العديد من الكنائس والأديرة والمدن سُمِّيَت باسمه واتّخذته شفيعاً لها . يُصَوَّر القدّيس جاورجيوس في الأيقونات في وضعيات مختلفة ولكن أشهرها تصوّره في لباسه العسكري على جواد ابيض وهو يقتل التنّين ، وقد تُضاف إليه في هذه الوضعية مجموعة من الأيقونات التفصيلية من حول الأيقونة الأساسية تُصوِّر عذاباته . وأحياناً واقفاً يُصلّي بكامل قامته أو مع قدّيسين أو قدّيسات آخرين كالقدّيس ديمتريوس أو مركوريوس أو بروكوبيوس أو براسكيفي وسواهم . وقد يجعلونه واقفاً يدوس التنّين وهو يقتله . وتوجد مصكوكات معدنية وذهبية ومداليات تحمل رسمه كما توجد صلبان برونزية من القرن التاسع الميلادي تجعله في أعلاها وهو رافع يديه يُصلّي. https://www.antiochpatriarchate.org/...a894e718b6.jpg أما التنّين في أيقوناته فهو رمز لرواية تعود على القرن السادس وردت في صيغ مختلفة وخلاصتها أن إبنة أحد الملوك تَهَدّدها تنّين ، فظهر له القديس جاورجيوس وقتله وخلّصها والأميرة واقفة مرتعدة من التنّين وأبواها يُشْرفان عليها من فوق الأسوار .فهذه الصورة رمزية ، ومعناها أن القدّيس جاورجيوس الفارس البطل والشهيد العظيم قد انتصر على الشيطان الممثّل بالتنين وهدّأ روع الكنيسة الممثّلة بابنة الملك . و تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيده في الثالث و العشرين من شهر نيسان من كل عام. طروبارية باللحن الرابع بِما أنَّكَ للمأسورينَ مُحرِّرٌ ومُعتِقٌ. وللفُقَراءِ والمَساكينِ وعاضدٌ وناصِرٌ. وللمَرضى طبيبٌ وشافٍ. وعنِ المؤمنينَ مُكافِحٌ ومُحارِبٌ. أيُّها العظيمُ في الشُّهداءِ جاورجيوسُ اللابِسُ الظَفَّر. تَشَفَّعْ إلى المَسيحِ الإله. في خلاصِ نفوسِنا. قنداق باللحن الرابع لقد فُلحتَ من الله، فظهرتَ فلاَّحاً مكرَّماً لحسن العبادة، وجمعت لنفسك أغمار الفضائل يا جاورجيوس، لأنكَ زرعتَ بالدموع، فحصدتَّ بالفرح، وجاهدتَ بالدم فأحرزتَ المسيح. فأنتَ أيها القديس تمنح الكل بشفاعاتك غفران الزلات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العظيم في الشهداء أفرام الجديد العظيم في الشهداء أفرام الجديد: مقدّمة: لم يكن خبر القدّيس أفرام الجديد معروفًا إلى عهد قريب. كأن الذاكرة لم تحفظه. وهذا حاصل، بخاصة، في أزمنة الاضطهاد. ما نعتمد عليه، في العادة، لإذاعة أخبار القدّيسين هو إمّا وجدان الكنيسة وذاكرتها وإمّا المدوّنات. القدّيس يُعلن عن نفسه: https://www.antiochpatriarchate.org/...52681cee36.jpg القدّيس أفرام الجديد لم يستبن للكنيسة لا بهذه الطريقة ولا بتلك، بل بطريقة أخرى غير مألوفة لا شكّ أن لها دلالتها بالنسبة لعمل الله في زماننا اليوم. فبعد ما يزيد على الستة قرون كشف القدّيس نفسه بنفسه بتدبير الله. الشيء نفسه حدث بالنسبة لقدّيسين آخرين نظير الشهداء الجدد روفائيل ونيقولاوس وإيريني المعيّد لهم في 22 نيسان. ظهور هؤلاء وذاك حصل في الخمسينات من القرن العشرين. إمّا القدّيس أفرام، والمعرّف عنه بالعظيم في الشهداء والصانع العجائب والظاهر حديثا، فقد ورد أن راهبة، يبدو أنّها رئيسة الدير العتيدة المدعوّة مكاريا، جلست مرّة بين أخربة الدير وأخذت تصلّي هكذا: " أهّلني، ربّاه، أنا أمتك المسكينة، أن أرى أحد الآباء الذين سبق لهم أن عاشوا في هذا الموضع ". فجأة سمعت في داخلها صوتا يقول لها: " احفري هناك تجدي ما ترغبين فيه ". كما أشير لها، بشكل عجيب، إلى زاوية في مقدّمة باحة الدير. ثم اشتدّ الصوت يلحّ عليها: " احفري فتجدي ما ترغبين فيه ". وجيء بعامل حفر في الموضع المحدّد فاستبانت، على عمق حوالي مئة وسبعين سنتيمترًا، رفات فاحت منها رائحة طيبٍ لا يوصف. هذه كانت رفات القدّيس أفرام الجديد الذي ظهر، مذ ذاك، للعديدين وعرّف عن نفسه وخبّر عن استشهاده. اكتشاف رفاته تمّ في مطلع العام 1950. من ذلك الحين وظهورات القدّيس وعجائبه تتتالى. للقدّيس عيدان في السنة 16 كانون الثاني الذي هو ذكرى اكتشاف رفاته المقدّسة، و٥ أيار ذكرى استشهاده. إسم الدير هو البشارة، وموقعه في نيا مكري في أتيكا اليونانية. ولادته، دخوله الدير وصيرورته كاهنًا: وُلد القدّيس أفرام في 14 أيلول سنة 1384م. تيتّم، صغيرًا، من جهّة أبيه، وكان له ستّة إخوة. مولده كان في تريكالا (تسّاليا) اليونانية. في سنّ الرابعة عشر أرسلته أمّه إلى الدير، على تلّة أمومي لتحميه من العثمانيين الذين بعدما استولوا على المنطقة شرعوا يسخّرون الشبّان الصغار، من المسيحيّين الأرثوذكسيين، لخدمة الإمبراطورية العثمانية. بقي قسطنطين مورفس – وهذا كان اسمه في العالم – في الدير سبع وعشرين عامًا. صُيّر خلالها كاهنًا راهبًا وأُعطي إسم أفرام. دخول العثمانيون الدير واستشهاده: في العام 1424م وفد إلى الدير جنود عثمانيون فاقتحموه وقتلوا كلّ الرهبان الذين كانوا فيه وسرقوا كلّ المثمّنات التي طالتها أيديهم. أفرام، يوم ذاك، كان خارج الدير. فلما عاد وشهد الخراب وما حلّ بالرهبان، حزن بعمقٍ لكنّه لم يشأ أن يغادر المكان مهما كلّف الأمر. وكان أن عاد العثمانيون في 14 أيلول سنة 1425م إلى الدير. أفرام، هذه المرّة كان موجودًا، فأُخذ أسيرًا وعُذّب تعذيبًا رهيبًا. فترة تعذيبه امتدّت ثمانية أشهر ونصف الشهر. وقد تمّت شهادته في 18 أيار من العام 1426م، الساعة التاسعة صباحًا وكان اليوم ثلاثاء. كان قد بلغ الثانية والأربعين من العمر. قيّدوه إلى شجرة توت لا تزال إلى اليوم. جعلوا رجليه إلى فوق ورأسه إلى تحت، وقد سمّروا رأسه ورجليه وجرّحوه بالكامل وأشبعوه ضربًا وطعنوه في أحشائه بخشبة مسنّنة تتّقد فصارت أحشاؤه تحترق. وقد أمعنوا في جسده تنكيلاً حتى بعدما لفظ نفسه الأخير. هكذا استكمل شهيد المسيح شهادته. ووري الثرى في باحة الدير، وقد بقي أكثر من خمسمئة عام لا يدري بأمر شهادته أحد إلى أن شاءت النعمة الإلهية أن يخرج ذكره إلى العلن معزيًّا للمؤمنين ومشدّدًا ومعينًا. يوم اكتشفت الراهبة عظام القدّيس وأخذت تستخرجها من الأرض، أمطرت الدنيا وأوحلت الأرض فتعذّر عليها إتمام عملها فجعلت العظام كما هي في كوّة فوق القبر، وغادرت على أن تعود في الغد لإتمام ما شرعت فيه. دونك ما حدث إثر ذلك كما ورد على لسان الراهبة: " في المساء كنتُ أقرأ صلاة الغروب وكنتُ وحدي في هذا المكان المقدّس الذي قادني الرّب إليه. فجأة سمعتُ خطى تخرج من القبر وتتقدّم إلى الباحة إلى أن وصلت إلى باب الكنيسة. كانت هذه الخطى قويّة ثابتة فشعرتُني بالخوف وبالدم يتجمّد في رأسي ويشلّني فلا أستدر صوب مصدر الصوت. وإذا بي أسمع صوته يقول لي: إلى متى تنوين تركي هناك على هذه الحالة؟ فاستدرت وتطلّعت إليه. كان طويل القامة. عيناه صغيرتان مدوّرتان وعلى طرفيهما تجاعيد خفيفة. كانت لحيته تغطّي عنقه وتتوزّع بلياقة إلى الإمّام وإلى الجانبين، سوداء داكنة، متجعّدة. كان بكامل هيئته الرهبانية. في يسراه حمل نورًا مشعًّا جدًا وبيمناه كان يبارك". في اليوم التالي، بعد صلاة السحر، أخذت الراهبة العظام فنظّفتها وغسلتها – الغسل يكون عادة بالزيت والخل – وأودعتها كوّة عتيقة، في الهيكل، وأشعلت بقربه قنديل زيت. وعند المساء رأته في الحلم. كان واقفًا في الكنيسة، إلى اليسار، ويحمل على صدره إيقونة له تتلألأ، من الفضّة القديمة، وكانت الإيقونة مشغولة باليد. بجانبه كان شمعدان كبير عليه شمعة من شمع العسل الصافي أضاءته الراهبة. إذ ذاك سمِعَته يقول: "أشكرك شكرًا جزيلاً. اسمي أفرام". القدّيس يروي للراهبة تفاصيل سيرة حياته: تفاصيل سيرة القدّيس أفضى هو بها إمّا بكلمات، في رؤى أو في أحلام الليل، وإمّا في مشاهدات عينيّة تتفاوت بين اليقظة والمنام لعملية تعذيبه واستشهاده. من أعاجيبه: هذا وكثيرًا ما بدا القدّيس أفرام للمؤمنين مجيرًا سريع الإجابة. فإليه تُنسب أشفية كثيرة وطردٌ للأرواح الشريّرة ونبوءات. عنايته بالمظلومين والمضنوكين واضحة. - مرّة خلال العام 1974، إثر حالة الاستنفار العسكرية المعلنة في اليونان ظهر القدّيس أفرام لرجل كان يغطّ في نومه وقال له: "قم سريعًا واذهب إلى المنزل المجاور لأن هناك إنسان يحتضر". ظنّ الرجل أنّه في حلم النوم فعاد ونام. فجاءه القدّيس من جديد وأعاد الكرّة عليه بلهجة قاسية. انهض سريعًا، لماذا لم تفعل ما قلته لك؟ هناك إنسان يحتضر!" فقام الرجل لتوّه وقرع على باب المنزل المجاور فلم يلق جوابًا. وبعدما أعاد الكرّة عدّة مرّات سمع أنينًا يصدر من الداخل، فحاول أن يفتح الباب فلم يقدر، فأسرع إلى رجال البوليس ونقل لهم الخبر فجاؤوا واقتحموا المكان فوجدوا صبيّة حاولت الانتحار بقطع الوريد لأن زوجها غادرها إلى العسكرية فأنقذوها. - سيّدة أخرى كانت تعاني من السعال ولا تقدر أن تشرب ماء زلالاً. كان عليها أن تشربه ساخنًا وإلا انفجر سعالها. جاءت إلى الدير مرّة ورأت الآخرين يشربون من عين القدّيس أفرام فذكرت بحزن ما تعاني هي منه مخاطبةً القدّيس بحسرة وثقة قائلة: " أرجوك، يا قديس الله أفرام، أن تجعل هذه المياه بمثابة دواء ليتسنّى لي أن أشرب، أنا أيضًا، ماء زلالاً ". وبعدما صلّت أخذت كأس ماء بارد وشربته فشُفيت من دائها تمامًّا. - إحدى الراهبات أفادت أنها كانت تعاني من آلام الكلى، ولم تتمكّن من النوم ولا حتّى الاستلقاء فأمضت ليلتها جالسة. وحوالي الساعة الرابعة صباحًا، دون أن تدري ما إذا كانت قد غفت أم لا، شعرت كأنّها في كنيسة القدّيس يوحنا المعمدان أثناء القدّاس الإلهي. ثم فجأة رأت راهبًا مديد القامة، شاحب الوجه، نحيلاً، داكن اللحية يدنو منها. وإذا براهبة أخرى واقفة بقربها تسألها عن هذا الراهب مَن يكون. فأجابت: " إنه الأب غريغوريوس". فانحنى الراهب باتجاهي، كما قالت الراهبة، ومسّ كتفي برفق وقال لي: " كلا يا بنيتي. أنا لست غريغوريوس بل أفرام. تطلعي إليّ! أنسيتني؟ "، في تلك اللحظة شعرت الراهبة بالفرح يغمرها فسجدت لدى القدّيس وقبّلت يده فباركها. وإذ انتصبت وشاءت أن تكلّمه غاب عنها فعادت إلى نفسها وشعرت بالقوّة في بدنها وأن الوجع قد غادرها. - والراهبة إياها أخبرت أنّها كانت تعاني، مرّة أخرى، من الالتهاب الرئوي فدخل القدّيس إلى قلايتها وقال لها: اسمحي لي أن أجلس قليلاً لأني تعب من اللفّ والدوران طول النهار أعود المرضى الذين سألوا عوني في المستشفيات. كذلك جئت إليك لأرى كيف حالك. فأجابته الراهبة: آه يا أبي، إني أشعر بالضعف الشديد وأنا متوجّعة حتى لا أكاد أتمكّن بعد من التنفّس. فقال لها: أجل، أعرف كلّ شيء. كوني صبورة ولا تخافي. سوف يكون المسيح هو الغالب". فسألته وهي تتألم: " قل لي يا أبي لماذا عذّبوك؟ " فأجاب: " من أجل المسيح ". " وقد أصروّا عليّ أن أكفر بالمسيح فلم أشأ ذلك. انظري ما حدث لي " ثم أزاح غمبازه ليكشف لي جرحًا عميقًا، فاستبانت أحشاؤه. كلّ شيء من المعدة فما دون كان مُدمى محروقًا. وتابع القدّيس كلامه: "لأني عبدت المسيح نجحت في الثبات بجرأة خلال التعذيب. وأخيرًا كان المسيح هو الغالب فيّ. لذلك أعود فأكرّر عليك لا تخافي. سوف ينتصر المسيح. حين تتألمين من أجل المسيح فإن الأمر يستحقّ التضحية ". إلى ذلك الحدّ لم تكن الراهبة تعرف أنّه هو إيّاه القدّيس أفرام إلى أن كشف لها، أخيرًا، عن هوّيته وأعطاها دواء فشُفيت. هذا وإكرام القدّيس، منذ الخمسينات، يتّسع وينتشر. أقوام من عدّة أقطار أفادوا أن القدّيس ظهر لهم فأعانهم على صعوباتهم أو أمراضهم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسة إيريني الشهيدة العظيمة https://www.antiochpatriarchate.org/...cfb7fefe5a.jpgكانت القدّيسة إيريني ابنة لوقيانوس أحد أعيان المدينة، واسمها "إيريني" الذي يعني السلام. بعد عمادها من معلمها الذي هداها إلى المسيح، وكانت بحماسها قد كسرت جميع الأصنام التي كانت في منزل والدها، وبعد أن علم والدها بإيمانها بالمسيح أمر بأن تُداس بأقدام الخيول حتى تموت، إلا أنّها لم تُصب بأي أذى لكن أحد الخيول فقز على والدها وقتله، فما كان من القدّيسة إلا أن تصلّت بحرارة حتى عاد إلى الحياة. وعلى إثر ذلك هدت والديها وكثيرين غيرهما. وتعرَّضت فيما بعد للاضطهاد لإيمانها لكن الرَّب كان معها. قيل أنها كلَّلت شهادتها بقطع الهامة، وقيل لا بل دخلت إلى مغارة ومكثت فيها ولم يَبنْ لجسدها من بعد أثر. وقيل أيضاً إنَّ ذلك كان في أفسس. بعض رفاتها موجود في دير برونتا في ساموس «جزيرة يونانية» وبعضها في دير القديس يوحنا اللاهوتي في باتموس. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسة بيلاجيا الشهيدة التي من طرسوس (القرن 3م) ولادتُها: وُلدت بيلاجيا في طرسوس، في عائلة طرسوسية معروفة. ديانةُ هذه العائلة الوثنية. اهتداؤهُا للمسيحية: سمعت بيلاجيا عن الرَّب يسوع المسيح من بعض معارفها، فآمنت به ورغبت في حفظ بتوليتها وتكريس حياتها للسيِّد الرَّب الإله. رفضها الزواج حبَّاً بالعريس السماوي: ذات يوم، وقع نظر ابن الإمبراطور ذيوكلسيانوس على بيلاجيا، فرغب بها زوجةً لنفسه، لكنَّها أطلعتهُ على أنها لا ترغب في الزواج لأنها كرَّست حياتها للعريس السماوي. آثار الأمر حفيظة الشاب لكنَّه ترك الصبية في سلام آملاً في أن تغيِّر رأيها بعد حين. اقتبالها المعموديَّة: عاينت بيلاجيا في حلمٍ، لينوس الأسقف، وهو يعمِّد عدداً كبيراً من الموعوظين. هذا تطلَّع إليها ودعاها أن تولد، هي أيضاً، للحياة الأبدية. فلما صحت القديسة من النوم استأذنت ذويها لزيارة مرضعتها. وإذ خرجت في عربةٍ فخمة وأردية فاخرة رافقها بعض خادماتها. وبتدبير إلهي التقت الأسقف فعرفته وخرَّت عند قدميه وسألته أن يعمِّدها. فأخذها وعمَّدها. ومن ثمَّ عادت إلى خادماتها وبشَّرتهنّ بالمسيح. فلما بلغت مرضعتها لم تشأ أن تستقبلها فعادت إلى بيتها وحاولت استمالة والدتها إلى الإيمان بالرَّب يسوع ففشلت. نحو الشهادة: لم تُطق والدة بيلاجيا حال ابنتها، كونها صارت مسيحية. فأرسلت إلى الشاب الملكي تنبئه أن بيلاجيا صارت مسيحية ولا ترغب في الزواج منه. حزن الشاب حزناً شديداً وقيل طعن نفسه بالسيف فمات. إثر ذيوع خبر مقتل الشاب، خشيت أم بيلاجيا انتقام أبيه فقيَّدت ابنتها واستاقتها إلى ذيوكلسيانوس بصفتها مسيحية ومتسبِّبة بموت ابنه، وكان الاضطهاد على المسيحيين يومذاك، على أشده. ولكن جمال بيلاجيا سَحَر الإمبراطور، فرغب بها لنفسه. حاول ردَّها عن الإيمان ووعدها ببركات جمَّة وأن تصير زوجة له. كان جواب بيلاجيا له رافضاً بحدَّة لطلبه باعتبار أن عريسها السماوي هو خالق السماء والأرض. هذا أغاظ الإمبراطور غيظاً شديداً فأمر بإلقائها في فرن نحاسي. فاحترق جسدُها وملأ المكان رائحة طيب. أما عظامها فلم تُصب بأذى. وبتدبير إلهي حظي الأسقف برفاتها فدفنها بلياقة. رُقادُها كان حوالي العام 290م. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسان تيموثاوس ومافرا الشهيدان (القرن 3) عاش هذان القدّيسان، تيموثاوس ومافرا، وهما من صعيد مصر ومن أنتينوه (أنصنا) بالتحديد، زمن الإمبراطور الروماني ذيوكلسيانوس وحاكمية أريانوس على الصعيد. أما تيموثاوس فكان في قرية بنابيس، من أبوين تقيّين صالحين. دُفع، صغيراً، إلى أحد المعلّمين ليتعلّم الكتب المقدّسة. ولما كان يتمتع بقدرات عقلية جيّدة فإنه تعلّم، في فترة قصيرة، ما هو بحاجة إليه ليعرف خالقه، الإله الحقّ الأوحد. كذلك أدرك بسرعة سمو النفس وخلودها. كما أدرك فساد هذا العالم الحاضر وبطلانه. لما بلغ تيموثاوس الأشدّ اتخذ لنفسه زوجة من عائلة مسيحية. هذه كانت مافرا. عاش الزوجان في سيرة مباركة مقدّسة وكانا موضع إعجاب المؤمنين لسمو فضيلتهما. لاحظ الأسقف سيرة تيموثاوس الحميدة وحميّته وتقواه فقرّر أن يجعله خادماً لكنيسة المسيح. هنا لا نعرف ما إذا كان قدّيسنا قد صُيّر كاهناً أم قارئاً. المعلومات بهذا الشأن متفاوتة سوى أن تيموثاوس صار، بكل تأكيد، معلّماً للكتب المقدّسة. على هذا كان عمل تيموثاوس أن يشدّد المؤمنين، بما جاء في الكتب، على الثبات في الإيمان بيسوع والسلوك في الوصايا الإلهية وحفظ الأمانة. وقد بارك الربّ الإله عمل تيموثاوس حتى أن العديد من الوثنيّين اهتدوا، بمثاله وتعليمه، إلى مسيح الرب. ولم يطل الوقت حتى بلغ خبر تيموثاوس أذني الحاكم أريانوس. هذا كان يضطهد المسيحيّين بعنف، لاسيما بعدما قرر الإمبراطور ذيوكلسانوس (384 – 305) ملاحقة المسيحيّين ومعاملتهم بقسوة آملاً في عودتهم إلى الوثنية. قُبض على تيموثاوس، ولم يكن قد مرّ على زواجه سوى عشرين يوماً، واستيق إلى أمام أريانوس فأمره بإحضار الكتب المقدّسة التي يستعملها لتعليم المسيحيّين. لم يذعن شهيد المسيح للحاكم ولا خشي غضبه بل أجابه بكل جرأة: "مَن تًرى، أيها الحاكم، يُسلم أولاده، إرادياً، للموت؟ إذا كان الأب الذي يحب أولاده يخضع لناموس الطبيعة ولا يُسلم أولاده بالجسد إلى الموت، فكيف يمكنني، أنا، أن أتخلى عن أطفالي الروحيّين، وهم الكتب المقدّسة، فأسلمهم إليك؟ كلا، هذا لن يحدث أبداً! وإني لمستعد أن أموت على أن أطيع أوامرك". فلما سمع الحاكم جواب تيموثاوس أمر بإنزال العقوبات به، فاستبان، بنعمة الله، صبر القدّيس وحُسن اتكاله على الله. وقد جعلوه على دولاب يدور فوق مسامير فمزّقوا لحمانه. في كل ما حدث له كان القدّيس يصلّي. ذهنه كان عند ربّه ولسان حاله: "الرب معيني فلا أخشى ما يصنع بي الإنسان" (مز6:117). "لست أخشى شرّاً لأنك أنت معي" (مز4:22). بلغ خبر تيموثاوس مافرا زوجته وعدداً من المسيحيّين فجاؤوا إلى الموضع الذي كان يُعذب فيه. ثم إن ذاك الدولاب توقّف عن الدوران فإذا بجسد القدّيس كتلة من اللحم المدمّى وقد خرجت عيناه من فجوتيهما. كان يحاول أن يلتقط أنفاسه بصعوبة. فجأة، كما ورد، حصل العجب واستعاد رجل الله عافيته بنعمة الله، فإذا بجراحه تلتئم وعينيه تنفتحان. كل الواقفين أصابهم الدهش فساد المكان صمت رهيب ثم حميّة بيّنة لانتصار شهيد المسيح بقدرة الله. العديدون، في تلك الساعة، تحرّكت أفئدتهم إلى الإيمان، أما أريانوس فتكثّفت الظلمة في نفسه بالأكثر فاستبان أكثر اضطراباً وعنفاً من ذي قبل إذ لم يعتد الفشل في تدابيره وأراد أن ينتقم لكرامته الجريح. ردّ الحاكم ما حصل، بصورة تلقائية، وفق نوازع نفسه المعطوبة، إلى قوّة السحر الأسود. على هذا بدا الحاكم الجاهل أكثر تصميماً على التخلّص من شاهد المسيح. فزاد من التعذيب وتفنّن فيه فلم تنفعه محاولاته شيئاً. جواب قدّيس الله كان: لا تظنّن، يا أيها الطاغية أنك بمثل هذه العقوبات تتمكّن من زعزعتي عن إيماني، فإني أتقبل عذاباتك كمرطبات وعقوباتك بفرح لأنها سبيلي إلى الفرح الأبدي والغبطة التي لا تفنى. ليعطك الربّ الإله أن تنفتح عينا نفسك ليتسنى لك أن تعاين الحقيقة فترفض الشيطان وتؤمن بالإله الأوحد الحقيقي، الكليّ القدرة. أُلقي تيموثاوس في حفرة، بمثابة سجن، إلى وقت مناسب وقبض الحاكم على مافرا، بعدما أُشعِر بحضورها، لتكون ورقة في يده يضغط بها على تيموثاوس. حاول أريانوس أن يستميل مافرا بالإطراء والكلام المعسول عساه يغريها إلى تقديم فروض العبادة للأوثان. ثم ختم كلامه بتهديده إن لم تستجب بحيث تلقى نفس المصير كزوجها. أبدت أمة الله بطولة لا تقل عن بطولة تيموثاوس. رفضت أن تسجد للأوثان وأبدت أنها لا تخاف العقاب من حيث أنها تعبد المسيح خالق السماء والأرض والبحر، كل ما يُرى وما لا يُرى. وصرّحت أنها من أجل محبّة مسيحها مستعدّة أن تموت لتحيا معه أبدياً في السماء. وعن الآلهة التي يعبدها الحاكم قالت بتهكّم أنها خشب أصمّ لا حسّ فيه، صنعة أيدي الناس. ثم ختمت بقول جميل بات مثالاً طيِّباً لكل رجل ولكل امرأة في علاقتهما أحدهما بالآخر. قالت: عليك أن تدرك، أيها الحاكم، أن زوجي يرغب في الشهادة، ليس فقط لأن هذا واجبه، بل لأنه يرغب أيضاً في أن يكون آهلاً لمحبّتي له. ما هو بيني وبين زوجي ليس حبّاً جسدياً بل روحياً. ليس حبّنا شعلة مؤقّتة بل نار لا تموت. نحن يحبّ أحدنا الآخر لدرجة أننا نشتهي أن يقيم حبّنا لا على الأرض وحسب بل إلى الأبد أيضاً. الموت من أجل المسيح هو السبيل الأوفق لاستمرار معيّة الزوجين وإخلاصهما أحدهما للآخر. لهذا السبب لا أقول فقط إني لا أشاء إقناع زوجي بإنكار المسيح، بل، بالأكثر، أرغب في أن أموت معه من أجل الله. على هذا ما ألتمسه منك هو أن تتمّم لي هذا الفرح أنك متى شئت أن تتخلّص من زوجي أن تتخلّص مني أنا أيضاً. https://www.antiochpatriarchate.org/...47d917187a.jpg ردّ فعل الحاكم كان مزيداً من السخط حتى استبان كأنه وحش. أمر بقص شعرها الجميل وأصابع يديها. أمام صبرها الجميل اضطرب اضطراباً شديداً وأشار إلى الجلادين أن يأتوا بقدر معدني كبير يوضع فيه ماء ويغلى إلى التمام. ولما فعلوا ذلك أمر بتعريتها وإلقائها في الماء المغلي. لكن، بنعمة الله الذي حوّل النار التي أُلقي فيها الفتية الثلاثة إلى ندى، حوّل غليان الماء إلى برودة فانحفظت أمة الله ولم يصبها أذى. احتار الحاكم في أمره وأمر بتعليق تيموثاوس ومافرا من رجليهما. وقد بقيا كذلك إلى أن تمّت شهادتهما بعد تسعة أيام. قيل إن ذلك كان في العام 286م. ثم إن مسيحيّين رشوا الجند وأخذوا رفات القدّيسين وواروهم الثرى بإكرام. كذلك ورد أن أريانوس الحاكم في العام 305م، وبعدما كان قد فتك بالعديد من المسيحيّين تاب واقتبل الإيمان فاستُشهد هو أيضاً. والكنيسة تذكره، قدّيساً، في الرابع عشر من شهر كانون الأول جنباً إلى جنب والشهيدين فيليمون وأبولونيوس. يُشار إلى أن القدّيسة مافرا هي إحدى شفيعات زاكنتوس اليونانية حيث بُنيت على اسمها كنيسة قديمة تجدّدت في القرن السابع عشر. وثمّة إيقونة عجائبية لها مرتبطة بالمكان ويُعيَّد لها في الأحد الأول من شهر تموز. ويبدو من المعجزات التي تُنسب إلى القدّيسة مافرا أن بعضها على الأقل ذو علاقة بطرد الأرواح الشريّرة. هذه المعجزات، على مدى الأيام، كما يقولون، لا تُعدّ ولا تُحصى. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء المطعونة Η Εσφαγμένη توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس. في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى. سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات). فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: "يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة". قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن. فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده. علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة. بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه. ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان. ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته. عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس. انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية. أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء البوابة العذراء البوابة Η Πορταϊτισσα: هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير ايفيرون Μονή Ιβήρων. تعود هذه الأيقونة إلى زمن الملك ثاوفيلس المحارب للأيقونات في القرن التاسع، الذي أقام اضطهاداً عنيفاً ضد المؤمنين، فكان يرسل الجنود إلى المدن والقرى ليفتشوا الكنائس وينزعوا الأيقونات المقدسة ويحرقوها بالنار، ليس فقط من الكنائس بل من البيوت أيضاً. في ذلك الوقت كانت أرملة تقية تسكن في مدينة نيقية، وقد كانت غنية جداً، وكان عندها ابن وحيد. هذه الأرملة ابتنت لها كنيسة بالقرب من منزلها ووضعت هذه الأيقونة فيها. جاء جنود الملك بقصد إتلاف الأيقونات الموجودة في مدينة نيقية. وعندما وصلوا إلى بيت هذه الأرملة وشاهدوا الأيقونة فرحوا جداً وحاولوا ابتزاز الأموال من تلك الأرملة وإلا فسوف يتلفون الأيقونة ويعذبونها لأنها تحتفظ بها. فطلبت الأرملة مهلة إلى اليوم التالي فأجابوها بالموافقة. وعندما انصرف الجنود، دخلت الكنيسة مع ابنها وبدأت تصلي بخشوع ودموع ثم نهضت وأخذت مع ابنها تلك الأيقونة وانطلقت بها إلى الشاطئ، فصلّت ثانية متضرعة إلى السيدة العذراء كي تنجيهم من الجنود الكفرة وأن تحفظ الأيقونة سالمة. https://www.antiochpatriarchate.org/...f222585690.jpg وهكذا رمت الأيقونة في البحر، فسارت الأيقونة مستوية على وجه البحر. عادت هذه الأرملة مع ابنها ممجدة الله، وعندما وصلت إلى بيتها طلبت من ابنها أن يسافر بعيداً عن مدينته من وجه الجنود وأنها مستعدة أن تتحمل العذاب من أجل المسيح. وهكذا ودّع بعضهما البعض. انطلق الشاب إلى مدينة تسالونيكي وأقام فيها وقتاً، ثم ذهب إلى جبل آثوس حيث دخل إلى دير إيفيرون، حيث عاش حياة رهبانية جيدة. في أثناء حياته قصَّ خبر هذه الأيقونة على أحد أخوته الرهبان، فدوّنت هذه الحادثة في سجلات الدير. وبعد سنين طويلة كان بعض الرهبان من هذا الدير جالسين على شاطئ البحر فظهر لهم فجأة عمود نار في البحر فصرخوا قائلين: "يارب ارحم". وشيئاً فشيئاً تبين أن هذا العمود الناري كان مرتفعاً من أيقونة مستوية على سطح البحر. في هذه الأثناء ظهرت السيدة العذراء لراهب ناسك اسمه جبرائيل وأعلنت له عن سرّ هذه الأيقونة وطلبت منه أن ينزل إلى البحر ليأخذها وأن يحتفظوا بها في ديرهم، فأعلن ذلك الراهب لرئيس الدير بأمر تلك الرؤيا. وهكذا نزلوا مع باقي الأخوة بالصلوات والابتهالات إلى شاطئ البحر، فنزل الناسك جبرائيل في الماء وأخذ الأيقونة بذراعيه ومشى على سطح البحر كأنه على اليابسة. ثم نقلوها إلى هيكل كنيسة الدير الكبرى. في صباح اليوم التالي وقبل صلاة السحر، دخل الراهب المسؤول عن خدمة الكنيسة فلم يجد فيها الأيقونة المقدسة، وبعد التفتيش الطويل وجدها الرهبان على الحائط فوق باب الدير، فنقلوها إلى مكانها الأول. تكررت هذه الحادثة عدة مرات إلى أن ظهرت السيدة العذراء لجبرائيل الراهب وأعلنت له عن رغبتها في بقاء أيقونتها فوق الباب قائلة له: "إنني لا أرغب في أن تحرسوني أنتم، بل أنا أريد أن أكون الحارسة لكم". فلما سمع الأخوة من جبرائيل هذه الرؤيا، شيدوا كنيسة قرب باب الدير وأقاموا فيها الأيقونة المقدسة العجائبية. ولذلك سمّيت "العذراء البوابة". أما المعجزات و الأشفية التي تمت بهذه الأيقونة فلا تحصى. وخير دليل على عجائبيتها هو أثر الجرح فيها على وجنة والدة الإله. أما قصة هذا الجرح فهي كالتالي: اتفق في إحدى الأيام مجموعة من اللصوص البرابرة لغزو الجبل المقدس والاستيلاء على كنوزه. وصلوا إلى دير إيفيرون، وبعد أن استولوا على كنوزه وقتلوا عدداً كبيراً من الرهبان، وكان زعيمهم ممتلئاً من الشر، فاتجه إلى هذه الأيقونة ونظر باستهزاء قائلاً: "ألستم تكرمون هذه المرأة مع ولدها فلماذا لم تتدخل لمساعدتكم". وأخذ رمحه ورمى به تلك الأيقونة، فأصاب خد السيدة العذراء. وللحال ظهرت معجزة الله بأن خرج الدم من الأيقونة المرسومة على الخشب. عندما رأى ذلك البربري خاف خوفاً عظيماً وآمن بقدرة السيد المسيح وأمه، لذلك أعاد كل ما سرق من الدير وأخرج من جيبه ديناراً عربياً ووضعه أمام الأيقونة وهو موجود حتى الآن، وطلب من الرهبان الباقين أن يقبلوا توبته، فقبلوا بفرح توبة ذلك اللص. وبعد أن أبدى توبة حقيقية، إقتبل المعمودية المقدسة وتوشح بالإسكيم الرهباني. وعندما أرادوا تسميته، قال لهم: "أنا بربري وأرجو أن يبقى اسمي بربري، لأنه لا يليق بي أن آخذ اسم أحد القديسين. فكان اسمه فرفروس. وسار في حياته الرهبانية بجد وتعب وأصبح فيما بعد قديساً من قديسي الكنيسة.عندما قامت الحرب بين روسيا وتركيا ثارت في الجبل الاضطرابات والمخاوف حتى أن كثيراً من الرهبان تركوا الأديرة وهربوا. فكانت النتيجة أنه بعد أن كان عدد الرهبان أربعين ألفاً أصبح في القرن التاسع عشر حوالي الألف. وهؤلاء أيضاً أرادوا الفرار والهرب لأنهم قالوا بأن السيدة العذراء لم تعد تهتم بالجبل أو بحديقتها (لأن الجبل يسمى حديقة العذراء). ولكن السيدة العذراء ظهرت لكثير من الآباء وسكان البراري وقالت لهم: "لماذا تخافون هذا الخوف الشديد، إن هذه الأخطار ستمضي وسيعود الجبل يحفل أخبركم بأن أيقونتي البوابة ما دامت في الجبل المقدس في دير ايفيرون فلا تخافوا شيئاً وعيشوا في صوامعكم، ولكن عندما أختفي من الدير فليأخذ كل منكم أغراضه ويذهب حيث يشاء". وهكذا التقليد في الجبل مستمر بتفقد هذه الأيقونة. وفي كل عام في أسبوع التجديدات يقومون بزياح عظيم لهذه الأيقونة حيث يجتمع عدد كبير من الرهبان من كل أديار الجبل المقدس. |
| الساعة الآن 06:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025