منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ميراث الأبدية
https://upload.chjoy.com/uploads/1354487660881.jpg

يالها من هبة تفوق إدراك العقول !!



فقد قال معلمنا بولس الرسول "هبة الله حياة أبدية" (رو23:6). ورب المجد يسوع صرح قائلاً: "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت". (لو32:12).

أنها مسرة الله أن يهبنا الملكوت.. أمر يحق أن تندهش له العقول !! فإن كان هذا يسر الرب فما هو المانع أن تسر قلبه بأن نأخذ من يده هذه الهبة المجانية.؟!!



ما أعظم تلك النعمة المقدسة …نعمة التوبة والإيمان … ما أسمي تلك العطية … عطية النعمة الإلهية …



عندما نصبح أبناء الله نصير بالطبيعة ورثة ... ورثة المجد العتيد أن يعلن قال معلمنا بولس الرسول "إن كنا أولاداً فنحن ورثة .. (رو17:8).



عندما رأى آباؤنا القديسون هذا الميراث بعين الإيمان… احتقروا العالم بكل مجده، في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض … " (عب13:11).



يارب ارفع نظري إلى السماء ومجدها … إلى المدينة التي لها الأساسات … إلى مدينة أورشليم بالغة البهاء … ارفعني إليك يا مصدر سعادة الأبدية … حتى يتضاءل مجد العالم أمام مجدك الأسنى … وحتى تبغض نفسي – عن طيب خاطر – كل ما في الدنيا لتفرح بشخصك.

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
السلوك المقدس
https://upload.chjoy.com/uploads/1354398493841.jpg

إن من ثمار التوبة الواضحة في حياة الإنسان هو السلوك في حياة القداسة، كما يقول معلمنا بولس الرسول " نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين" (1بط15:1).

والسلوك بالقداسة يمكن توضيحه فيما يلي:-


( أ ) اقتفاء أثر المسيح:

يقول معلمنا بطرس الرسول " تاركا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته" (1بط21:2).



وأيوب الصديق يقول " بخطواته استمسكت رجلي" (أي11:23).

ومعلمنا داود النبي يقول " تمسكت خطواتي بآثارك" (مز5:17).



لذلك يقول معلمنا يوحنا الحبيب "من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً " (1يو6:2).



فضع يسوع أمام عينيك دائماً، وسر في نفس الطريق، وبنفس الأسلوب الذي سلك به في هذا العالم، تجد نفسك سائرا في طريق القداسة.





(ب) السلوك بحسب الروح:

يتنازع المؤمن إنسانان. الإنسان الجسدي العتيق الفاسد. والإنسان الروحي الجديد الطاهر.



وتظل الحرب بينهما حتى ينتصر أحدهما. كما قال معلمنا بولس الرسول " الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر "… (غل17:5).



ولذلك يوصينا الرسول قائلاً: " إنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد ". (غل16:5).



ويقول أيضاً " الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضا بحسب الروح" (غل24:5،25).



ويقارن الرسول بين السلوك بالجسد والسلوك حسب الروح فيقول: "إن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله … فالذين هم في الجسد (أي سالكين تحت سيطرة الجسد) لا يستطيعون أن يرضوا الله "(رو5:8-8).



ولذلك يقرر الحقيقة الآتية: " لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ". (رو13:8،14).

وبناء على كل هذه الاعتبارات قال بولس الرسول قولته الخالدة: " إذن لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ". (رو1:8).



اسأل نفسك يا أخي هل أنت لا زلت تسلك بحسب شهوات جسدك، خاضعاً لطلباته، مرضياً لأهوائه … أم انك تقمع جسدك وتستعبده وتضبطه، وتضع لمطالبه نهاية … وتطلق الروح من سجنها لتسبح في الأجواء العليا … إن السلوك المقدس هو سلوك تحت إرشاد الروح.



(جـ) الابتعاد عن مجال الخطية:

إن السلوك في أثر خطوات المسيح … والسلوك بحسب الروح يقتضي منا أن نبتعد عن مجالات الخطية التي تثير شهوة الجسد، وتشبع رغباته …



فإن أردت أن تسلك بالقداسة اعتزل عن الأصدقاء القدامى " اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم ". (2كو17:6).



ابتعد عن أماكن اللهو والخطيئة ... وبالجملة أخرج من أرض الخطية بكل صورها وأشكالها المعثرة واسمع وصية الله للوط إذ قال له " اهرب لحياتك لا تنظر إلى ورائك. ولا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك ". (تك17:19).





(د) تجنب مؤثرات الخطية:

مثل قراءة الكتب الجنسية التي تثير الشهوة والقصص الغرامية والمجلات الخليعة ومشاهدة الأفلام المثيرة … ورؤية الصور القبيحة. إذ يقول الرسول " فليتجنب الإثم كل من يسمي اسم المسيح " (2تى19:2).



(هـ) تجنب ما يعثر الآخرين:

لاحظ سلوكك وتصرفاتك.. هل في نظراتك ما يعثر الآخرين.. وهل ملابسك (خاصة للسيدات) تعثر الآخرين …هل في كلامك وتلميحاتك وأسلوبك ما يسبب عثرة، لقد قال الرب يسوع " ويل للعالم من العثرات. فلابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ". (مت17:57).



والرب يقول في القديم "ارفعوا المعثرة من طريق شعبي" (أش14:57).



(و) حياة التدقيق:

يقول معلمنا بولس الرسول " انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ". (أف15:5).



كن مدققا في كلامك … " فلا تخرج كلمة رديئة من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يعطى نعمة للسامعين" (أف29:4).



وكما يقول أيضاً الرسول " ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق ". (أف4:5).

كن مدققاً في تصرفاتك كقدوة للمؤمنين كما يوصى الرسول تلميذه قائلاً: " كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف …" (1تى12:4).



كن مدققاً أيضاً في محاسبة نفسك، لهذا يقول الرسول " جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم " (كو5:13).



(ز) حياة الطهارة:

يقول الرسول " احفظ نفسك طاهراً " (1تى22:5).



يقول سليمان الحكيم في الأمثال " من أحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه يكون الملك (المسيح) صديقه " (أم11:22).



لذلك يقول الرب على لسان أشعياء النبي " تطهروا يا حاملي آنية الرب" (أش11:52).



فكل من يريد أن يعيش في القداسة فليراع حياة الطهارة.

طهارة العينين، وطهارة القلب، وطهارة الفكر، وطهارة الحواس.



طالب الرب بهذه الطهارة مع داود النبي قائلاً "اغسلنى كثيراً من إثمي ومن خطيتى طهرني … طهرني بالزوفا فاطهر … قلباً نقياً أخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدده في داخلي" (مز2:21،7،10).



(ح) مخافة الرب:

يقول الوحي بلسان معلمنا بولس الرسول "مكملين القداسة في خوف الله" (2كو1:7).



فلكي نسلك بالقداسة ينبغي أن نضع مخافة الرب أمام عيوننا فنتقيه ونحفظ وصاياه. معلمنا سليمان الحكيم يقول "فلنسمع ختام الأمر كله. اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله" (جا13:12).



اسمع ما يقوله الوحي عن الإنسان الخائف الرب "من هو الإنسان الخائف الرب. يعلمه طريقاً يختاره. نفسه في الخير تبيت … سر الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم" (مز13:25،14).



فكل من يسلك في مخافة الرب يعلمه طريق القداسة ويرشده إلى الخير ويعطيه سره ويعلمه بنفسه.



وكما قرر سليمان الحكيم قائلاً: "بدء الحكمة مخافة الرب"(أم10:9). فإن أردنا أن نتحكم في طريق القداسة علينا أن نضع في قلوبنا مخافة الرب. فنبتعد عن كل ما لا يرضيه …



فلا تكن مقاييس حياتنا الخوف من الناس بل نخاف الرب.



* قال أحدهم "مخافة الله بداية الحكمة ومخافة الناس هي نهاية الجريمة".



(ظ) المجالات الروحية:

من أهم مقومات الحياة الروحية اندماج التائب في مجالات النعمة. ليعيش في بيئة جديدة مقدسة ويستنشق هواء نقياً خالياً من ميكروبات الخطية …



لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "غير تاركين اجتماعاتنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً" (عب25:10).



ومن أجل ذلك أيضاً يوصى الرسول تلميذه تيموثاوس بالاندماج مع المؤمنين للهروب من الخطية فيقول له " أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تى22:3).



وقد جعل معلمنا يوحنا الرسول ارتباط الإنسان بالمؤمنين علامة واضحة لانتقاله من الخطية إلى النعمة فيقول " نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الاخوة " (1يو14:3).



(ى) وسائط النعمة:

لكي يسلك المؤمن في حياة القداسة ينبغي أن يكون مواظباً على وسائط النعمة وهي القنوات التي تسرى خلالها مياه النعمة لتصل إلى قلوبنا.



من هذه الوسائط:

* الصلاة: فالرسول يقول "صلوا بلا انقطاع" (1تس17:5).



والرب يسوع أوصى أن "يصلى كل حين" (لو 1:18).

وهو نفسه كان يقضى الليل كله في الصلاة. (لو12:6).



فالصلاة للمؤمن كالهواء والماء ، إذ تعطيه الحياة وتربطه بحبيب القلب. وتدخله إلى مجال الآب.



* كلمة الله: واسطة قوية من وسائط النمو الروحي، إذ بها نأخذ فكر المسيح. وبها نصير أكثر حكمة من أعدائنا كما يقول داود النبي " وصيتك جعلتني احكم من أعدائي لأنها إلى الدهر هي لي، أكثر من كل معلمي تعقلت لأن شهاداتك هي لهجي. أكثر من الشيوخ فطنت لأني حفظت وصاياك " (مز98:119-100).



لذلك يوصى الرب يسوع بخصوصها فيقول: " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح " (يش8:1).



من اختبر قوة الكلمة ولذتها في حياته يقول مع أرميا النبي " وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي " (أر16:15). فهي غذاء للروح بها يحيا وينمو.



ولأهمية كلمة الله للإنسان التائب يوصى موسى النبي قائلاً: "ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم. واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك …" (تث18:11-20).

الصوم: هو قمع الجسد لتنطلق الروح. أماتة لرغبات الجسد، واستعباد الجسد لمشيئة الروح. لذلك صام موسى وإيليا والأنبياء ويسوع نفسه والرسل في حياتهم.



ومعلمنا داود النبي يقول "أذللت بالصوم نفسي" (مز13:35).



والرب يأمر شعبه بالصوم فيقول "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف" (يو14:1).



ويوضح معلمنا بولس الرسول أهمية التفرغ للصوم فيقول "لكي تتفرغوا للصوم" (1كو5:7).



التناول: واسطة ثبات في الرب إذ يقول السيد المسيح "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6).



(ك) القيادة الروحية:

من أهم العوامل التي تحفظ الإنسان في حياة القداسة هي الارتباط بقيادة روحية مختبرة، ووضع نفسه تحت إرشاد روحي لأب حكيم ممتلئ من روح الله. ويوضح ذلك معلمنا بولس الرسول في قوله "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً" (عب17:13).

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأعمال الصالحة
https://images.chjoy.com//uploads/im...b58dc3e56e.jpg

من أهم ثمار التوبة في حياة المؤمن هي إشعاعات النعمة مترجمة في الأعمال الصالحة التي يمارسها المؤمن.

* فالأعمال الصالحة ثمرة واضحة للتوبة الحقيقية كما يقول يوحنا المعمدان " اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت8:3).

* وهي أيضاً ثمرة الإيمان السليم " الإيمان العامل بالمحبة" (غل6:5).

* بل هي علامة الإيمان الحي كما يقول معلمنا يعقوب الرسول "من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن" (يع13:3).

وقوله أيضاً " إيمان بدون أعمال ميت. أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني" (يع14:3-18).

* لذلك يوصينا الرسول قائلاً "اسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح" (كو10:1).



* والواقع أن الرب قد خلقنا ثانية لأعمال صالحة كما يقول الرسول "مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لنا لكي نسلك فيها" (أف10:2).



*وهذه الأعمال الصالحة بها يتمجد اسم الله إذ يقول السيد المسيح نفسه "لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت16:5).

* لذلك يوصى الرسول تلميذه تيطس بأن يقرر هذا الأمر حتى يهتم المؤمنون به فيقول " أريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة … وليتعلم من لنا أيضاً أن يمارسوا أعمالا حسنة … حتى لا يكونوا بلا ثمر" (تى8:3،14).

ومن أجل ذلك يطلب الرسول للمؤمنين جميعاً أن يزدادوا في الأعمال الصالحة فيقول "والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شئ تزدادون في كل عمل صالح" (2كو8:9).



* بل أن معلمنا بولس الرسول يهتم بهذا الأمر جداً حتى أنه يقيم منا رقباء على بعضنا من جهته لنحرض بعضنا بعضاً عليه فيقول " لنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة" (عب24:10).



+ أخي وبعد كل هذا، هل أنت تسلك فعلاً في حياة مقدسة تنعكس على أعمالك وتصرفاتك؟ … هل تهتم يا أخي بأن تمارس أعمالا حسنة ليتمجد اسم الله فيك وبك؟



+ إن الناس اليوم لا يريدون أن يسمعوا تعاليم ولكنهم في حاجة أن يروا قديسين …

+ ليسوا في حاجة أن يسمعوا عن تجسد المسيح بقدر ما هم في حاجه أن يروه متجسدا فيك…

+ ليسوا هم في حاجة أن يسمعوا منك عن صفات المسيح ومحبته بل هم محتاجين أن يروا هذه الصفات فيك…

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ربح النفوس
https://images.chjoy.com//uploads/im...e88ab25b54.jpg

شركة حــب:

إن من يتمتع بحلاوة عشرة الرب ويختبر مذاقه الملكوت الحلوة، يشتاق أن يجذب الجميع ليتمتعوا هم أيضاً مثله بالرب. وهذا ما حدث فعلا مع الرسل إذ يقول معلمنا يوحنا الحبيب "الذي رأينا وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا. أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا" (1يو3:1،4).



تثقل بالنفوس:

هذا الاشتياق الذي يملا قلب المؤمن لخلاص الآخرين، يتحول إلى تثقيل بتلك النفوس، حتى أنه قد يتوجع ويتألم من أجلهم فنسمع بولس الرسول يقرر الآتي "أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزنا عظيما، ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل اخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو1:9-3).



وأرميا النبي يقول " انسحق قلبي في وسطي. ارتخت كل عظامي. صرت كإنسان سكران، مثل رجل غلبته الخمر من أجل الرب ومن أجل كلام قدسه. لأن الأرض امتلأت من الفاسقين … وصار سبيهم للشر وجبروتهم للباطل" (أر9:23).

وميخا النبي يقول "من أجل ذلك أنوح وأولول. أمشي حافيا وعريانا. أصنع نحيبا كبنات آوى ونوحاً كرعال النعام" (مى8:1).

وأشعياء النبي يقول مثقلا "لذلك قلت اقتصروا عني فابكي بمرارة. لا تلحوا بتعزيتي عن خراب بنت شعبي" (أش4:22).



عمل إيجابي:

لا يلبث أن يتحول هذا الحب وهذا التثقل إلى عمل إيجابي فيقول معلمنا يهوذا أخو الرب "ارحموا البعض مميزين وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد."

(يهو23:22).



هذا ما دفع آبائنا الرسل ليجوبوا العالم كله ليخلصوا الجميع… هذا هو عمل آباءنا القديسين والكارزين والمبشرين الذين صار لهم شعار بولس الرسول نبراسا لهم إذ قال " لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد بيشارة نعمة الله " (أع24:20).



ليت الرب يلهب قلبك بمحبته، فتحب الناس كما أحبهم وتسعي لتوصيل بشارة نعمة الله للجميع "فما أجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير، المخبر بالخلاص" (أش7:52).

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الضربات
https://images.chjoy.com//uploads/im...351e28b82b.jpg

مخيف حقا هو الوقوع في يدي الله الحي…

ما أشد الضربات التي تلحق بكل نفس معاندة عاصية ... لقد ذكر الكتاب أنواعاً مرعبة لهذه الضربات نكتفي بذكر بعضها:-


( أ ) ضربة الأمراض:

يقول الكتاب "يلصق بك الرب الوباء ... يضربك الرب بالسل والحمي… والالتهاب … والذبول فتتبعك حتى تفنيك … يضربك الرب بقرحة … وبالبواسير والجرب … حتى لا تستطيع الشفاء … " (تث15:28).



قرأت كتاباً لأحد الملحدين قال فيه أن الناس قديما كانوا في احتياج إلى ما يسمونه (إله) كمخدر لهم يلجأون إليه في أمراضهم لعله يشفيهم … أما الآن لقد حل العلم محل تلك الخرافات !!! ووجد لكل داء دواء ... فلا حاجة إذن لمثل هذه الآلهة!!



ولكن العجب أنني ألحظ أنه كلما اكتشف دواء يعالج الأمراض المعروفة، يرسل الرب على العصاة أمراضاً جديدة كالسرطان والإيدز يعجز أمامها الطب والعلم ... حتى يسد كل فم.



(ب) ضربة الجنون والحيرة:

وهذه ضربة أخرى تصيب الأشرار المعاندين إذ يقول الكتاب "يضربك الرب بجنون وحيرة قلب. وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر... في تلك الأيام لا تطمئن ولا يكون قرار لقدمك…

بل يعطيك الرب هناك قلبا مرتجفا وكلال العينين وذبول النفس… وتكون حياتك معلقة قدامك ...وترتعب ليلا ونهارا…



ولا تأمن على حياتك ... في الصباح تقول يا ليته المساء ... وفي المساء تقول يا ليته الصباح من ارتعاب قلبك…" (تث15:28-18).

(جـ) ضربة أكل الأبناء والمشيمة:

ما أقساها ضربة عندما يرسل الرب ضيقاً وحصاراً وجوعاً يضطر خلالها أن يأكل الناس بنيهم ومشيمة أجنتهم… بشعة حقاً ومؤلمة للنفس … هذا ما أنبأ به الكتاب إذ قال: "فتأكل ثمرة بطنك، لحم بنيك وبناتك في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك…

الرجل المتنعم والمترفه جداً تبخل عينيه على أخيه، وامرأة حضنه، وبقية أولاده الذين يبقيهم، بأن يعطي أحدهم لحم بنيه الذي يأكله لأنه لم يبقي له شئ في الحصار والضيقة." (تث53:28-55).



ويقول أيضاً "وإن كنتم بذلك لا تسمعون بل سلكتم معي بالخلاف، فأنا أسلك معكم بالخلاف وأؤدبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم فتأكلون لحم بنيكم ولحم بناتكم تأكلون". (لا27:26).

وهذا ما حدث فعلا في حصار السامرة المذكور في سفر الملوك الثاني إصحاح 24:6-29 ، فمن شدة الجوع والضيقة بلغ ثمن رأس الحمار ثمانين من الفضة، وذبل الحمام صار لهم طعاماً… بل جاءت امرأة لتشتكى جارتها للملك قائلة بعد أن سلقنا ابني وأكلناه بخلت على بلحم ابنها…!! فمزق الملك ثيابه.!!



وهذا ما ذكره الكتاب أيضاً أن المرأة المتنعمة والمترفهة، التي لم تجرب أن تضع أسفل قدميها على الأرض للتنعم والترفه، تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنتها بمشيمتها الخارجة من بين رجليها وبأولادها الذين تلدهم، لأنها تأكلهم سراً في عوز كل شئ، في الحصار والضيقة." (تث56:28-57).

مرعب حقا ومخيف هو غضب الرب ... ويكفي أن نقرأ الضربات وجامات غضب الله التي ورد ذكرها في سفر الرؤيا… ليتوب كل منا ليحتمي في المسيح من الغضب الآتي.

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
افتراس الرب
https://images.chjoy.com//uploads/im...3f731ddba3.jpg

أن صورة الحمل الوديع الهادئ سرعان ما تتحول إلى النقيض ليصبح أسداً مزمجراً ليفترس المعاندين ورافضي التوبة…

" أكون لهم كأسد

أرصد على الطريق كنمر

أصدمهم كدبة مثكل

أشق شغاف قلوبهم

آكلهم هناك كلبؤة

يمزقهم وحش البرية". (هوشع7:13،8).



ولم يكن كلام الرب هذا من قبيل التهديد، بل لقد نفذه الرب فعلاً. فأرميا النبي يسجل ما حدث في زمانه قائلاً:

" قد صعد الأسد من غابته

وزحف مهلك الأمم.

خرج من مكانه ليجعل أرضك خرابا.

تخرب مدنك فلا ساكن.

من أجل ذلك تنطقوا بمسوح

الطموا وولولوا لأنه

لم يرتد حمو غضب الرب عنا." (أرميا7:4،8).

ألم تمتد يد الرب لتبطش بجماعات وأفراد عبر الأجيال؟!

ألم يهلك الآلاف في البرية عندما عصوا كلامه ؟!!

ألم يبد سدوم وعمورة عندما بلغ شرها إلى السماء؟!



أتذكر ما فعله الرب بقورح وداثان وأبيرام… ألم تنشق الأرض من تحتهم وابتلعتهم أحياء هم وبيوتهم وكل ما لهم؟!



أو لم تخرج نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلا الخارجين عن ناموسه (عدد16)



ألم يهلك الرب بالوبأ شعوباً وجماعات؟!

آه من بطش الرب وافتراسه… لذلك يحذرنا قائلاً:

افهموا أيها الناسون الله لئلا أفترسكم ولا منقذ." (مز22:5).

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 04:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الهلاك الأبدي
https://images.chjoy.com//uploads/im...aed7ac558e.jpg
إن كل ما يعانيه الخاطي في هذا العالم من جراء الخطية، ليس بشيء إذا قورن بما سوف يقاسيه في الأبدية الرهيبة، ونورد هنا بعض ما أفصح عنه الكتاب عن ذلك المصير المرعب:-



( أ ) عذاب دائم:

لا راحة في الأبدية من سلسة العذابات المتلاحقة… وصنوف الآلام المرعبة… في هذه الحياة قد يجد الإنسان فرصة وهدنة بين ضيقة وأخرى… ولكن هناك كما يقول الكتاب سيعذبون نهاراً وليلاً " (رؤ10:20).



وسيكون ذاك العذاب أبدياً أي لا ينتهي كما وضح السيد المسيح قائلاً: "فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى" (مت46:25).



ويكشف لنا يوحنا الرائي عن مشهد ذلك العذاب فيقول: "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين، ولا تكون راحة نهاراً وليلاً" (رؤ11:14).



آه يا لهول العذاب!! لقد صرخ الغني قائلاً: "إني معذب في هذا اللهيب" (لو24:16).



(ب) عار أبدي:

قد يستطيع الخاطي في هذا العالم أن يخفى سلوكه عن الناس وقد لا يهتم بنظرة الآخرين إليه، ولكن ما أخزى ذلك الموقف إذ يقول الكتاب "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (دانيال2:12).



ولهذا سوف يصرخون في ذلك اليوم قائلين: للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا ولا من مجيب!!!



(ج) الذبـح:

يقول السيد المسيح "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي" (لو27:19).

إن يسوع المسيح الذي ذبح من أجل الخطاة، سوف يذبح أولئك الذين رفضوا أن يقبلوا ذبيحته عوضا عنهم …



(د) الوقائد الأبديـة:

أنه مصير الأشرار المحتوم الذين سوف يصيرون وقائد أبدية في نار لا تطفأ ودود لا يموت كما وضح الكتاب في مواضيع عديدة فقال: "وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ، حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ". (مر43:9،44).



(هـ) ظلام دامس:

ومن العجيب أنه رغم هذه النار فسوف لا يكون لها نور بل قتام الظلام الأبدي "محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد" (يهو13:1).



(و) البكاء وصرير الأسنان:

في وسط هذا الجو المقيت ترتفع أصوات البكاء وصرير الأسنان "ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت50:13).





دانتي يصف الجحيم:

كتب دانتي الشاعر الإيطالي الشهير في الكوميديا الإلهية وصفاً للجحيم معبراً عن مآسي من فيه فقال:

هنا الطريق إلى مدينة العذاب… هنا الطريق إلى الألم الأبدي… هنا الطريق إلى القوم الهالكين… دخلت إلى عالم الأسرار… دوى هناك تنهد وبكاء وصراخ عالٍ… في جو بغير نجوم… فأسال ذلك لأول مرة مدامعي… لغات غريبة… صرخات رهيبة… كلمات أسى… وصيحات غضب… أصوات صماء عالية… ولطمات أيد تصاحبها، أحدثت ضجيجاً يدوي على الدوام. في هذا الجو الأبدي الظلام، كذرات الرمل حين تعصف بها زوبعة…

هذا ما كتبه أحد الشعراء متخيلاً ذلك الجحيم فكم وكم تكون الحقيقة.!!



وكم هي رهيبة تلك الأبدية المرعبة.!!

ألا ليت كل نفس تتعقل، لتنجوا من الغضب الآتي، ولنسمع قول الكتاب محذراً "اتقوا الرب واعبدوه بالأمانة من كل قلوبكم… وإن فعلتم شراً فإنكم تهلكون". (1صم25:12).



ليعطك الرب نعمة حتى تبدأ من الآن بدءاً حسناً.

والرب مستعد أن يقبلك ويمحى خطاياك ويلقى آثامك في بحر النسيان ولا يعود يذكرها فيما بعد.

إنه يحبك… إنه يدعوك… إنه ينتظرك…

فتعال إليه في ندامة، في توبة، في انسحاق، في ثقة أنه لا بد يقبلك فقد قال:

" من يقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً"

Mary Naeem 22 - 06 - 2016 07:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نظرية الحق النسبي

https://scontent.xx.fbcdn.net/t31.0-...53044329_o.jpg
نظرية الحق النسبي
يعيش الشبيبة المعاصرة في حالة ضياع وفراغ، وتشتت وانحراف، لم يسبق لها مثيل في عصور التاريخ. ويحار رجال الدين وعلماء النفس والمربّون في تعليل هذه الظاهرة، ومن أجل ذلك تراهم ينكبون على تحليلها لعلّهم يتبيّنون الأسباب المؤدية لمعاناة الشبيبة منها، ويقدّمون الحل والعلاج.
*
ويسرنا أن ننشر هذه المقالة للدكتور القس الراحل لبيب ميخائيل عن الفلسفة التي أفسدت الشباب في حلقتين. وإليكم المقالة الأولى:
من الظواهر السائدة في عالم اليوم، ظاهرة انحلال الشباب واستهتاره، وإغراقه في الجنس، وعدم رغبته في أخذ الحياة مأخذ الجد، وحمل مسؤولياتها برجولة. وسبب هذا التدهور في حياة غالبية الشباب هو اعتناقهم لفلسفة جديدة هدّامة تتلخص في نظريتين:
النظرية الأولى:
نظرية الحق النسبي
والنظرية الثانية:
نظرية الحياة للآن
* * *
النظرية الأولى:
نظرية الحق النسبي
فبسبب تعدد الأديان، وتعدد المذاهب في الدين الواحد، وتعدد الفلسفات التي تعالج مفاهيم الحياة، وتضارب الآراء والتفاسير وتعارضها في الموضوع الواحد، وعدم وجود الرغبة المخلصة في البحث عن الحق من جانب الشباب، اعتنق كثيرون منهم نظرية الحق النسبي، وتعني هذه النظرية أنه لا يوجد حق مطلق، وعلى هذا فلا داعي للتمسك بالمثل العليا أو بالأخلاقيات السامية، لأن ما يعتبره البعض خطأ، يعتبره آخرون صوابًا، وما كان شرًا منذ ربع قرن أصبح الآن تصرفًا مقبولاً، وحتى الإيمان بوجود الله لم يعد العقيدة السائدة على الجميع. إذن فالحق نسبي، ولا يوجد حق مطلق في هذه الدنيا!
واعتناق هذه النظرية الهدامة، قلب كل المبادئ والمثل العليا في الحياة، ووصل بالكثيرين إلى درجة إنكار وجود الله، وبغير شك أنه حين يصل المرء إلى حدّ إنكار وجود الله، فإنه بالتالي يتدهور إلى حضيض الشر، ولا تبقى حياته خاضعة لسلطة عليا تضبط تصرفاته وتراقب نوازعه.
*
ذلك لأن الله تبارك اسمه - هو أعلى سلطة في الوجود، بل هو مصدر كل سلطة قانونية، وهو بسلطانه الإلهي قد حدد في كلمته التي أعطاها للناس ما هو الحلال وما هو الحرام، وهو الذي سيعاقب المتمرّد ويكافئ المطيع، فإذا انعدم إيمان إنسان في وجود الله هوى ذلك الإنسان تلقائيًا إلى مهاوي الفساد، وفقد القدرة على التمييز بين الحلال والحرام.
هذا ما تؤكده كلمة الله:
" قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ:

«لَيْسَ إِلهٌ».
فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا. "
(مزمور 1:14)
فالشخص الذي ينكر وجود الله ولو في قلبه يسير إلى الفساد ويهوي إلى مهاوي الرذيلة.
"لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ، وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ. لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ."
(رومية 21:1-24)
*
لا بد من اليقين إذًا بأن الله حق مطلق لا يعتريه التغيير.
" لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ "
(ملاخي 6:3)
"مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ."
(مزمور 2:90)
"... أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."
(يعقوب 17:1)
ولأن الله لا يتغيّر قط، فكلمته لا تتغيّر.
"لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ."
(تثنية 2:4)
" كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ ... لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ."
(أمثال 5:30-6)
" إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ."
(مزمور 89:119)
"لأَنَّ: «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ،...وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ."
(1بطرس 24:1-25)
ولأن الله لا يتغيّر، وكلمته بالتالي لا تتغيّر، فنحن نستطيع أن نضع ثقتنا المطلقة في الله وفي كلمته، متيقنين أن الكتاب المقدس يحوي الحق المطلق الذي نحتاج إليه كأساس لإيماننا وحياتنا على هذه الأرض، ولتحديد مصيرنا بعد الموت.
*
ولا عبرة بما يقال عن كثرة المذاهب والتفاسير، إذ أن الكتاب المقدس لا يحوي سوى حق واحد بين دفتيه، وطوبى لمن يبحث بإخلاص عن هذا الحق حتى يجده.
قديمًا سأل بيلاطس المسيح، وهو حائر كملايين الشباب الحائر:
"مَا هُوَ الْحَقُّ؟"
(يوحنا 38:18)،
ولم ينتظر الجواب، لكن المسيح كان قد قال لتلاميذه قبل أن يسأله بيلاطس سؤاله الحائر:
"أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ."
(يوحنا 6:14)
فالمسيح، له المجد، هو الطريق للباحثين عن الطريق إلى السماء.
وهو الحق المتجسد للباحثين عن الحق. ففي كلماته، وتصرفاته، ودقائق حياته نجد الحق المطلق الذي لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه.
وهو الحياة، لأنه فيه الحياة، ولأنه مصدر الحياة، ولأن حياته ترسم الأسلوب الصحيح للحياة.
وعلى هذا فنحن نستطيع أن نثق فيه، وأن نعطيه حق السيادة المطلقة على حياتنا، وحين نقبله مخلصًا وربًا وسيدًا على الحياة يقودنا بحكمته في مدارج الحق، ويحفظ أقدامنا من الزلق في طريق الغواية والفساد.
إن نظرية الحق النسبي، نظرية هدّامة، فالطريق إلى الإيمان الواثق هو الإيمان في الحق المطلق الذي هو الله.
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...


Mary Naeem 23 - 06 - 2016 06:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تخطي الحاجة للاستحسان

ملاحظة: الاستحسان هو غير المديح، والحاجة للاستحسان قد تتطوّر إلى طلب المديح لكن ليس دائماً وهذا التطور ليس حتمياً. (المعرّب)
يوجد في علم النفس السريري إدراك غير عقلاني معروف جداً، يحثّ العواطف المختلّة كالقلق والاكتئاب وما يليها من السلوكيات المهايئة (غير القابلة للتأقلم)، مفاده أن يفتكر الإنسان: “يجب أن أكون محبوباً ومستحسناً لدى كل الأشخاص المعتَبَرين في حياتي، وغياب ذلك يكون عندي مريعاً”. تجدر الإشارة إلى أن “يجب” تتضمّن قانوناً أو طلباً شخصياً. “مريعاً” تؤدّي إلى استنتاج بأن غياب الاستحسان هو نهاية العالم، أو السوء أكثر من مئة بالمئة. الحاجة الماسة للاستحسان، كما في حالة المعتقدات غير العقلانية الأخرى والعواطف المستَنكَرة والسلوكيات الخاطئة، تؤدي إلى مفعول الدومينو المتتالي من المشاكل. هذه الحاجة للاستحسان تقوّض القدرة على التغلب على العقبات ما يتحول دون تحقيق الأهداف المنشودة، وغالباً ما يؤدي بالأفراد إلى وضع معايير عالية كمالية (perfectionistic) إلى درجة عدم قابلية التحقيق عملياً مع كل ما يرافقها من نمو للعواطف المختلة المذكورة أعلاه.
يُعطى هذا الطلب المميّز الناتج عن الحاجة الماسة للاستحسان أسماء مختلفة. يشير سليمان الحكيم في العهد القديم: “سَمْعُ الانْتِهَارِ مِنَ الْحَكِيمِ خَيْرٌ لِلإِنْسَانِ مِنْ سَمْعِ غِنَاءِ الْجُهَّالِ” (جامعة 7:5). التملّق هو محاولة لاستدرار استحسان الآخرين. يرى التقليد البوذي أن الاهتمام باستحسان الآخرين يجعل الإنسان عبداً لهم، لذا أن يقوم المرء بعمله وينسحب هو الطريق إلى الصفاء. يرِد على لسان إحدى معلمات القرن التاسع عشر حديثها إلى تلاميذها: “التملّق هو فنّ يكمن فيه الشيطان ليخدع الإنسان نافخاً فيه أفكار الغرور”. يمكن اعتبار أن الحاجة الماسّة لسماع الاستحسان تعرّض الإنسان للاستسلام لتجربة التملّق. بالنظر إلى الأمر من جهة المتملَّق، فإن الأمر يجعل الشخص الذي يطلب الإطراء باستمرار أكثر تعلّقاً بهذه الإطراءات. من الجهة الأخرى، يجب الإصغاء إلى القول الصوفي: “ليس لائقاً لأي كان أن يمدح أحداً… بل هو ملزَم بأن يوضح الحقيقة مهما كانت…”.
يرى آباء الكنيسة أن الحاجة المستمرة إلى سماع الاستحسان هي من فئة المجد الباطل. يعلّمنا القديس يوحنا السلّمي: “إن أوج العجب أن يتلذذ المرء وهو وحده بمدائح وهمية لا يوجهها إليه أحد”. يمكن أن نرى أن الحاجة الماسّة إلى الاستحسان هي “التلذذ بالمدائح” أي التصرف لخلق انطباع لدى الآخرين، أي لكسب إطرائهم. يصف القديس باييسيوس الآثوسي الآثار النفسية والروحية غير المرغوب فيها والناتجة عن الحاجة الماسة للاستحسان بقوله الموجَز: “كثيرون من الناس يتعذبون عندما لا يأتيهم المديح من أحد…”
يمكن تخطي الحاجة للاستحسان على جبهتين. نفسياً، يمكن إعادة بناء نظام القانون الشخصي باستبدال فعل “يجب” أو “ينبغي” بالفعل “أود”. وعليه فإن طريقة التعاطي مع الآخرين الأكثر فعالية تكون بأن يفتكر الإنسان على هذا المنوال: “بالتأكيد، الحصول على استحسان الآخرين أمر لطيف ولكن بإمكاني قبول ذاتي من دونه”. روحياً، يمكننا الاستغناء عن الاستحسان الأرضي بالالتزام بكلمات القديس اسحق السرياني: “هناك رجاء بالله يأتي من التزام القلب الذي هو حسن والذي فيه التمييز والمعرفة”. يشير القديس إلى أن الله دائم الرحمة حتّى على سقطاتنا، وهو يعبّر عن ذلك شاعرياً بقوله: “كما أن حبّة الرمل لا يمكنها أن توازن كمية كبيرة من الذهب، كذلك استخدام الله للعدالة لا يوازن رحمته”.
الأب جورج موريللي
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي

Mary Naeem 23 - 06 - 2016 06:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وحي الكتاب المقدّس بحسب الأب يوحنا رومانيدس

“كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح” (2ثي3: 16). كل نبوة الكتاب المقدس ليست من تفسير خاص. لانه لم يأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكّلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس(2بط1: 20). ان نتكلم عن وحي (Theopneustis) الكتاب المقدس هو أن نتكلّم عن عمل الروح القدس. عندما يعلن المسيحيون أن الكتاب المقدس موحى به، فهم يصرحون بالوسيلة التي اختارها الله ليعمل بين شعبه. الكتاب المقدس هو إحدى الطرق التي يحمل بواسطتها الروح القدس شهادة للحق ويلهم ويؤيد ايمان المؤمنين.
المسألة المتعلّقة بوحي اسفار الكتاب المقدس، تشير إلى الوراء إلى عمل الروح في كتابته، أي إلى إلهام الكتاّب. كما تشير إلى الأمام إلى عمل هذا الروح في الكنيسة، الذي يعلم كيف يجب أن تفهم الكتابات ويقود المؤمنين إلى هدفهم الذي هو بحسب الشهادة الرسولية وبحسب تعليم الآباء المشاركة في مجد الله. “والذين بررّهم فهؤلاء مجدّهم أيضاً” (رو8: 30 و يو3: 2). لعله موضوع كل الاعلان الالهي أن يخلص الله الثالوثي ذاته خليقته من ضياعها وابتعادها ويقودها إلى الحياة الحقة. الكتاب المقدس هو الشهادة الموحى بها إلهياً والقانونية للإعلان الذي، بالرغم من ذلك، يتخطى كل المفاهيم والتعابير، كونه شهادة للإعلان. الكتاب المقدس هو كلمة الله. الوحي هو عملية الروح القدس في مؤلّفي الكتاب المقدس، لكي يحملوا شهادة عن الاعلان (يو5: 39) دون أن يخطئوا حول الله وطرقه ووسائله من أجل خلاص الجنس البشري. بالتالي يصف مؤلّفو الكتاب المقدس طرق الله مع خليقته وشعبه وبذلك يشهدون لمجد الله المخفي عن أعين غير المؤمنين.
يتأتى الوحي من خبرة مجد الله المعلَن، من خلال الروح القدس. أظهر الله مجده لأنبياء العهد القديم وللرسل ولأنبياء العهد الجديد (اف2: 20، 3: 5 ). من الجدير ذكره أن التمجيد (glorification) لا ينفصل عن الصلب والآلام. هذا لا ينطبق فقط على سيدنا يسوع المسيح ( يو12: 23، 32 ) لكن أيضاً على أتباعه (غل2: 19-20). التمجيد هو تبدل وتجدد الشخص بأكمله (رو12: 2). إنه يعطي القوة لمؤلّفي الكتاب المقدس لأن يعلنوا ويكتبوا كلمة الله.
إن الأنبياء والرسل والقديسون الذين اختبروا مجد الله وشهدوا له في الكتاب المقدس يعلنون حقيقة الله وسبل الشركة معه. حول هؤلاء أنفسهم كتب بولس: “وأما الروحي …لا يحكم فيه أحد، لأن من عرف فكر الرب فيعلمه. وأما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو2: 15-16).
الأب أنطوان ملكي



الساعة الآن 08:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025