منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2012, 02:20 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701



الخراب العظيم

آ15. إذا رأيتُم علامةَ نجاسةِ الخراب، المقول في دانيال قائمةً في المكان المقدَّس، فليفهَمِ القارئ أنْ قد دنا الوقت. ونبوءة دانيال المستشهَدة هنا هي: ويكون في الهيكل نجاسة الخراب، وإلى الانقضاء والنهاية يدوم الخراب (دا 9: 27). وما المُراد بنجاسة الخراب هذه؟ ارتأى بعضهم أنَّه يفهم بذلك صنمًا لقيصر أقامه بيلاطوس في الهيكل. وغيرهم أنَّه يُراد بذلك الدجّال نفسه الذي سوف يطلب السجود له في الهيكل بمنزلة الله. وغيرهم وهو الأحسن أنَّه يفهم بذلك عساكر الرومانيّين التي تحاصر أورشليم وتخرِّبها وتنجِّسها، وكذلك تدنِّس الهيكل بالقتل وآثام أخرى تُرتكَب فيه، كما حدث من بعض يهود أثمة ثائرين كانوا يسمُّون نفوسهم الغيورين، أي الغيورين على السنَّة والحرِّيَّة. فإلى هنا كلام المسيح في العلامات العامَّة الدالَّة على خراب أورشليم ونهاية العالم. ومن هنا فصاعدًا يتكلَّم في العلامات التي تسبق خراب أورشليم أي حصار طيطوس لها وتدنيس الهيكل.

آ16. فالذينَ في اليهوديَّة يَهربون حينئذٍ إلى الجبل. إنَّ المخلِّص هنا ينبِّه المؤمنين واليهود ليهربوا متى رأَوا هذه العلامات، لا إلى جبل اليهوديَّة بل خارجًا عنها، لينجوا من السيف والخراب. وقد ذكر النصارى قوله بوقته وفرُّوا، كما شهد أوسابيوس في ك3 من تاريخه رأس 15. بل نقلوا أمتعتهم أيضًا وكرسيّ مار يعقوب الأسقفيّ، إذ روى أوسابيوس أيضًا في ك7 رأس 15 أنَّ هذا الكرسيّ بقي محفوظًا إلى أيّامه، ولو أبقَوه في أورشليم لاحترق. كذا ذكر بارونيوس* في تاريخ سنة 68 للمسيح. وأمّا اليهود فإذ أقبلت جحافل الرومانيّين فرُّوا من الجليل واليهوديَّة إلى أورشليم، وظنُّوا هناك ملجأ فكان مذبحة لهم.

آ17. والذي على السطح لا ينزلْ فيأخذَ ما في بيته، بل يفرُّ ولا ينزلْ بالسلَّم المعتاد النزول به، ليُفلت من يد المجدِّين في إثره، فيهرب دون أن يتمكَّن من أن يأخذ دراهم أو غيرها من بيته.

آ18. والذي في الحقل لا يلتفتْ إلى ما وراءَه ليَأخذَ ثيابَه. فيشير بهذه المبالغات إلى وفرة الأخطار وعظمتها ووجوب مجانبتها بفرار مسرع، كما قال القدّيس أغوسطينوس*. ومع ذلك قد حصل لليهود زمان للهرب، فإنَّ نيرون أرسل شستيوس غالوس لمحاصرة أورشليم فهزمه اليهود، فأرسل بعد ستَّة أشهر فسبسيانوس فاجتاح الجليل ومدن اليهوديَّة ما خلا أورشليم، وصرف في ذلك ثلاث سنوات. ولمّا عزم على حصار أورشليم، بلغه خبرُ موت نيرون وإقامة الجنود له ملكًا، فعاد إلى رومة وسلَّم إلى ابنه طيطوس أمر الحصار والحرب. فهذا بعد ستِّ سنوات، حاصر أورشليم في أيّام الفصح وافتتحها بعد ستَّة أشهر، واجتاحها وخرّبها. فكان يمكن اليهود في هذه المدَّة الهرب، لكنَّهم اقتتلوا واختصموا مع بعضهم كثيرًا.

آ19. الويلُ للحبالى والمرضعاتِ في تلك الأيّام، لأنَّ الحبالى يُثقلهنَّ الأجنَّة التي في بطونهنَّ، والمرضعات يُثقلهنَّ أطفالهنَّ فلا يستطعن الهرب، فيُدركهنَّ العسكر الرومانيّ فيقتلهنَّ. كذا فسَّر فم الذهب* وإيلاريوس* وغيرهما. ويشير المخلِّص إلى شدَّة الانتقام من أورشليم، إذ لم يشفق على النساء الحبالى والأطفال.

آ20. وصلُّوا لئلاّ يكونَ هربُكم في شتاء ولا في سبت. أمّا في الشتاء فلأنَّه وقت يعسر الهرب فيه للمطر والبرد إلخ. وأمّا في السبت فلأنَّه لم يكن يجوز لليهود أن يمشوا فيه أكثر من سبعماية خطوة كاملة. وكانوا يحفظون ذلك بتعبُّد حتّى كانوا يريدون الموت ولا مخالفة هذه الوصيَّة. وقد استُفتح الهيكل واجتيحت المدينة يوم السبت. على أنَّ وصيَّة السبت، وإن كان المسيح ورسله نسخوها، وكان ناموس الطبيعة يسوغ فيه كلُّ عمل ضروريّ للحياة، إلاّ أنَّ اليهود المتضرِّين*** كانوا يحفظونها بصرامة كما تقدَّم، إذ كان مسموحًا لهم بحفظها إلى زمان احترامًا للشريعة وموسى. كذا قال فم الذهب* وغيره.

آ21. ويكونُ حينئذٍ ضيقٌ عظيم لم يكُنْ مثلُه منذُ بدايةِ العالمِ ولا سيكون. إنَّ البعض مع مار أغوسطينوس* يحصرون قوله "ضيق عظيم لم يكن مثله" على الأمَّة اليهوديَّة، أي لم يحتمل اليهود ضيقًا لا في مصر ولا في أثور ولا في بابل ولا في سورية في زمان أنطيوخوس، مثل ضيقهم في حرب طيطوس، ولا سوف يحتملون ضيقًا مثله. وقد حصر لو 21: 32 هذا الضيق باليهود إذ روى: فإنَّه يكون في الأرض ضيق عظيم وسخط على هذا الشعب. وارتأى غيرهم وهو الأظهر أنَّ ذلك على إطلاقه، أي لم يكن ضيق لأحد الأمم كضيق اليهود في حصار أورشليم واجتياحها. وقال يوسيفوس* إنَّه لم يوجد مدينة البتَّة احتملت مثل هذا الضيق. ومع هذا كلِّه يشبِّه الآباء متواترًا هذا الضيق باضطهاد النصارى وضيقهم في أيّام الدجّال، الذي كان ضيق اليهود مثالاً له ورمزًا عليه.

آ22. ولو لم تُقَصَّر تلك الأيّام، أي تنقص وتقلَّل عددًا بأمر الله الأزليّ، الذي يجعلها أقلَّ ممّا يستحقُّه إثم اليهود الفظيع جدًّا وذنوب غيرهم، لما حيي بشر. يعني لَما بقي يهوديّ في اجتياح الرومانيّين لليهود، ولا مسيحيّ في اضطهاد الدجّال، على ما فسَّر أغوسطينوس*. ولكنْ لأجلِ المختارين، أي الأتقياء والمسيحيّين الصالحين، إذ بقي في أورشليم وقت الحصار بعض نصارى لم يمكنهم أو لم يشاؤوا أن يهربوا، وبعض اليهود ارتدُّوا إلى الإيمان بالمسيح وقت الضيق، وكذا الذين كانوا عتيدين أن يُولَدوا من هؤلاء ويرتدُّوا إلى المسيح، فلأجل هؤلاء يقول: تَقصرُ تلك الأيّام. والمختارون قسمان: مختارون إلى النعمة كجميع المؤمنين والأبرار، ومختارون إلى المجد كجميع الذين يخلصون. فيُفهَم هنا بالمختارين قسمَيهم*** وخاصَّة المختارين إلى المجد.

آ23. حينئذٍ إن قالَ لكم أحدٌ إنَّ المسيحَ هنا أو هناك فلا تُصدِّقوا. ارتأى بعضهم أنَّ المخلِّص انتقل هنا من الكلام في علامات خراب أورشليم إلى الكلام في علامات نهاية العالم. والأحسن نسبة ذلك إلى خراب المدينة، كما يظهر من لفظة حينئذٍ.

آ24. لأنَّه يقومُ مسحاءُ كذبة وأنبياءُ كذبة ويُرون آياتٍ عظيمة وعجيبة، لكنَّها مزوَّرة وخدَّاعة ومصنوعة بواسطة الشيطان، كما قال مار أغوسطينوس*. وقد عدَّ يوسيفوس* كثيرين من المدَّعين بأنَّهم الماسيّا في زمان حصار أورشليم. فمنهم إلعازر بن شمعون، ويوحنّا بن لاوي رئيس الغيورين، وسيمون بن غوريا، والأعجب من ذلك فسبسيانوس الملك نفسه. وفي عصر الدجّال سوف يقوم كثيرون من هؤلاء الكذبة ويطغون الشعب بآياتهم الخدَّاعة. ليُضِلُّوا المختارين، أي المتسامين بالقداسة. لو قَدِروا. فهل المختارون لا يقدرون أن يُضِلُّوا؟ أجيب: لا يمكنهم ذلك إلاّ بإرادتهم، لأنَّهم يكشفون بسهولة غشَّ المضلِّين وطلسمهم، ويميِّزون الكذب من الحقِّ بواسطة النور الإلهيّ وإرشاد الأكثر فقاهة. هذا إذا فهمنا بالمختارين المتسامين بالقداسة أي المختارين إلى النعمة كما تقدَّم قبيله، وأمّا إذا فهمنا بهم المنتخَبين إلى المجد، وفهمنا بالضلال الضلال الذي يموت الإنسان فيه، فأقول: إنَّ هؤلاء وإن كانوا أحرارًا وأمكنهم أن يخطئوا ويضلُّوا بحرِّيَّة فيهلكوا، فمع وجود انتخاب الله لهم إلى المجد، وعلمه السابق بأنَّهم لا يُخطئون ويضلّون ضلالاً يموتون به ويهلكو،ن لا يمكن أن يخطئوا ويَضلُّوا ويهلكوا، وعدم الإمكان هذا لا يضرّ بحرِّيَّتهم البتَّة. فإنَّ عِلْم الله لا يمكن أن يُغَشّ ويرى الأشياء مفعولة منذ الأزل كما نراها نحن بحال فعلها أو بعده، إذ ليس ماضٍ ومستقبل بالنظر إليه تعالى، بل كلُّ شيء حاضر. فإذًا كما أنَّه من المستحيل أن لا يكون مشى من أراه ماشيًا، إذ من المستحيل أن يقترن الشيء وعدمه. هكذا من المستحيل أن لا يخلص من يراه الله خالصًا، أو أن يضلّ من يراه الله غير ضالّ. وعِلمُ الله هذا لا يضرُّ بحرِّيَّة الإنسان، لأنَّها متقدِّمة عليه رتبة، والله يرى الإرادة فاعلة بحرِّيَّة. فكما أنَّ تذكُّرنا الأمور الماضية لا يؤثِّر بشيء بحرِّيَّة فاعلها، هكذا علم الله السابق لا يؤثِّر بإرادة الإنسان الفاعل بحرِّيَّة، ولا يجعل ما يراه الله منذ الأزل حرًّا أن يكون دون حرِّيَّة.

آ25. ها هوذا قد تقدَّمتُ فقلتُ لكم عن المضلِّين الآتين لتحذروهم، وعن خراب أورشليم لتنجوا منه بالفرار أو تقوَوا عليه بالاحتمال.

آ26. فإنْ قالوا لكم إنَّه، أي المسيح، في البرِّيَّة فلا تخرجوا أو هو في المخادِعِ فلا تُصدِّقوا. ذكر البرِّيَّة ثمَّ المخادع مع كثرة التباين بينهما، ليشير إلى أنَّه مهما قالوا لهم عن المسيح، وفي أيِّ جهة كانت، وعلى أيَّة حالة كانت، فلا ينبغي أن يصدِّقوا. كذا فسَّر ملدوناتوس*. وأشار بقوله "في البرِّيَّة" إلى سيمون بن غوريا، الذي ضمَّ إليه جماعة في البرِّيَّة والجبال، وادَّعى أنَّه الماسيّا ويريد أن يدفع الرومانيّين عن اليهود، فقبلوه في أورشليم ليردع الغيورين المسيحيّين فقسى بالسكّان نظيرهم، كما روى يوسيفوس* في ك5 في الحرب راس 10. ويشير بقوله "في المخادع" إلى إليعازر ويوحنّا قائدَي الغيورين السابق ذكرهم، اللذين أحرقا مدخل الهيكل الداخل بحجَّة أن يدفعا الرومانيّين عن المدينة، والحقيقة أن يستحوذا عليها، كذا روى يوسيفوس* أيضًا في ك6 في الحرب رأس 1 و4. فعلى ذلك كان المسيح يقول: إن قالوا إنّي في البرِّيَّة كما سيكون سيمون غوريا، أو في مخادع الهيكل كما سيكون إليعازر ويوحنّا المذكوران، فلا تصدِّقوا هؤلاء المكّارين بأنَّ الماسيّا يأتي ليخلِّص اليهود من الرومانيّين. وأمّا مجيئي الثاني بالمجد إلى الدينونة، فيكون ظاهرًا لدى الجميع وبيِّنًا من ذاته، كما أبان بقوله التالي:

آ27. فكما أنَّ البرقَ يَخرجُ من المشرق فيَظهرُ حتّى المغرب، هكذا يكونُ مجيءُ ابنِ الإنسان. البرق تألُّق النور الذي يُرى في الجوّ قبل أن يُسمَع الرعد، مع أنَّهما يكونان معًا، وذلك لأنَّ حركة النور في الهواء أسرع من حركة الصوت فيه ليبلغ إلى الأذن. فكان المسيح يقول: كما أنَّ البرق، وإن كان سريعًا وبغتيًّا، لا يختفي على الناس ولا يَبرز من الأرض، بل يظهر في الجوّ، هكذا مجيئي وإن كان بغتة، فيُظهر ذاته ويُعتلَن للمسكونة كلِّها. كذا فسَّر فم الذهب*.

آ28. فحيثما تكُنِ الجثَّةُ فهناك تَجتمعِ النسور. هذا مثل يعبَّر به عن أنَّ ما يطلب الاجتماع طبعًا يجتمع بسهولة كالنسور والجثَّة، والفريسة والمفترَس. فكأنَّ المخلِّص يقول: إنَّ مجيئي إلى الدينونة لا يحتاج بحثًا أو دلائل ليُعلَم أين هو. فكما أنَّ النسور تجتمع بالميل الغريزيّ وبمجرَّد الرائحة إلى الجثَّة، لأنَّها طعام يلذُّ لها، هكذا مختاريَّ حالما أَظهرُ في السحب، يشعرون بحضوري، ويتطايرون حالاً من كلِّ صقع مختطَفين إلى ملاقاتي في الهواء، كما يقول الرسول. فإذًا قد شبَّه المسيح هنا نفسه بالجثَّة والقدّيسين على الأصحّ بالنسور. لأنَّ النسر ملك الطيور، كما أنَّ القدّيسين ملوك السماء. ولأنَّ النسور شديدة الطيران نحو السماء، والقدّيسين يرتقون إليها محتقرِين الأرض، ولأنَّ النسور حادَّة البصر والقدّيسين حادُّو التأمُّل بالمسيح بأبصارهم العقليَّة. ومع ذلك يورد المخلِّص بعض أدلَّة تتقدَّم مجيئه الثاني.

رد مع اقتباس
قديم 17 - 08 - 2012, 02:39 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 57
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,018

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الخراب العظيم



شكراً على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فلا تخاف من الخراب اذا جاء (أي 5: 21)
أتقياء في زمن الخراب
الخراب كل الخراب لحياتك الدنيوية
صور اميرات ديزني
اجمل صور اميرات ديزني تلمع - صور اميرات ديزني متحركة


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024