منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 12 - 2016, 10:56 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,766

بئر الظلام

"بدأت حكايتي من عمر ست سنين ومع أول سنة دراسية وانا باشحت نظرات الرضا من ابويا وامي في نهاية كل شهر، وانا بفرجهم على شهادة المدرسة، وإحباطات مالهاش حصر بتشللني في كل مرة أبويا يبصللي ويقوللي : " هم أحسن منك في إيه، ناقص إيد ولا دماغ! راحوا فين الدرجتين دول؟ مافيش مرة تفرح قلبي؟ خسارة فيك اللقمة" وفضلت المطالبات وفضل إحساسي بالرفض والفشل يكبر، وبقيت يصدق فشلي وضاعت طاقتي في محاولات ارضائهم حتى وقعت في ذاك البئر"

الحلقة الاولى
دخلت هذا البئر وانا في العشرين، لكنه يبدو مألوفاً لي، كان مظلماً وعميقاً وحلزونياً، تأخذني درجات سلمه إلى مزيد من الظلام والوحشة، أجد جسدي مدفوعاً كأنه ينحدر بقوة تسوقني بحبل غليظ دون أن أقاوم. تبدو الحياة مريبة داخل هذا البئر: فكل شئ مصبوغ بلون داكن، والمنظر مهزوز ومعتم، وكأنه ضباب كثيف يسيطر على المكان. بالكاد ألتقط أنفاسي ورائحة العطب في كل مكان، أينما تنظر تجد الكل مكسوراً ومطروحاً أرضاً، إنه عبث فظيع يملؤ المكان، ألا توجد نوافذ!! ربما. إنها هناك ... نافذة واحدة لكنها مغلقة، وعليها ألواح خشبية، وقد أُحكم إغلاقها. سوف أختنق هنا. وما كل تلك الذكريات التي تصارعني وتهاجمني، انها مشاهد من مواقف ضربوني فيها، وعنفوني، لأنني فشلت في واحد من عشرة أشياء، غير مسموح لي أن أُخطئ، الفشل عار، ووحدي مسئول عن غسل هذا العار في عائلتي..
لكنني الآن داخل بئري، وحدي، مشتت وضائع، وأصوات اليأس تلح عليا.. دعك من تلك الحياة المريرة فلا جدوى منها..هل أُطاوع أفكاري أم اختار أن أعيش؟؟

الحلقة الثانية
ومكثت مع صراعي أياماً وليالِ ... ما الذي جاء بي إلى هذا الموت!! نعم.. تذكرت.. لقد رسبت للمرة الثالثة ف امتحان الجامعة وهذا أحزن والدي كثيرا واصاب والدتي بنوبة قلبية حادة، لقد رفضني أقربائي وهم يدعونني دائما بالفاشل... اشعر بدوار وصعوبة في التنفس، ‘نني أختنق.. لا أريد أن أعيش، لا أريد أن اتألم، لا.. بل سأبحث عن طريق.. أين باب الخروج من هذا البئر؟ من قذف بي إلى هنا؟ لكن مهلاً ... لماذا أخرج ولمن؟ إنهم يرفضونني، ويتعذبون بسببي، إنهم ينكرون صلتهم بفاشل مثلي، لماذا أخرج !! صحيح هو مكان موحش جداً لكنه مكاني أنا الخاص، لا يقتحمني فيه أحد ولا يرفضني فيه مخلوق، اإنه المكان الوحيد الذي يقبلني رغم فشلي، لكنني أنهار هنا أكثر وأموت بالبطئ، أستطيع أن أتسلى، وأحاول إعادة تصليح هذه الاشياء المطروحة، لكن كيف؟! والظلام كثيف، وانحدار البئر يزداد حتى يكاد يبتلعني؟ اين باب الخروج! من أغلقه خلفي! وإلى أين يا تُرى تؤدي تلك النافذة الوحيدة؟ سوف انزع عنها تلك الألواح الخشبية وأحاول فتحها... عبثاً أحاول إنها مُحكمة الغلق جداً.. قد يكون وهماً أو خدعة أخرى من خدع الحياة؟! ربما... لابد أن أصعد سلالم هذا الدرج ثانية ! إني أريد لكنني اخاف وطاقتي ضعيفة... هل سأستطيع امتلاك القوة للرجوع؟؟ لا أعرف.

الحلقة الثالثة
أرى حبالاً تُدلَّى على جدران البئر، نعم إنها حبال .. وفي نهاية كل حبل دلو كبير وما هذه الوريقات الموجودة داخل كل دلو!! سوف أقرأ مابها علّني أجد طريقاً للخروج:
الورقة الأولى: أنت لست فاشل، لقد فشلت حقا مرات عديدة لكنك لازلت تمتلك قدراتك وطاقاتك وحياتك لمزيد من المحاولات، تصديقك لمن حولك لن ينفع شيئا ولن يضيف إلا مزيداً من الفشل. اصعد وتحداهم وأثبت لهم أنهم هم الأغبياء.
الورقة الثانية: أقترح عليك أن تصعد من هذه البئر، فأنت مرفوض وسط أهلك بالفعل، لكنك وسطهم، لازلت تأكل وتشرب وتتمتع بالحياة التي لن تعوض، إرضى بحقيقتك فلن تتغير، ولا تخسر ماتيقى. إصعد وابحث عن رضائهم بأي شكل فأنت لا تساوي شيئا بدونهم.
الورقة الثالثة: اكتئابك هو صديقك، سوف تحتاج أن ترتمي في حضنه، كلما هاجموك باتهاماتهم ورفضهم، فاصعد زود نفسك بالطعام وتنفس قليلا ثم عد إلى مكانك ومنطقة راحتك حيث يقبلك هذا البئر ويرحب بك دائما.

الورقة الاخيرة: إرادتك حره، والحياة ماهي إلا مجموعة من المحاولات التي ننجح فيها احيانا ونفشل ف الأخرى، ولا يهم عدد مرات الفشل. إن إنتظارك لقبول الآخرين لك مطلب شرعي لكنك لن تحصل عليه دائما، فلكل معاييره وشروطه الخاصه، والتى ربما لا تتفق معهم عليها، كن نفسك وأعد فهم ذاتك، ربما تفشل، لكن الفشل مرحلة من مراحل التعلم. واعلم أن البديل مدمر، والمكوث داخل بئر الاكتئاب قاتل. سوف ينادي عليك اكتئابك من حين لآخر، فلا تفزع وانتبه لأنه لا يريد إلا شل حياتك، واغماء عينيك عن ما بداخلك من طاقات، فلامانع من قليل من الثورة والغضب، بل والحزن، أمام ما لا أنجح فيه، لكن إياك ونزول هذا البئر ثانية، فكل مرة سوف يحاول أن يحتفظ بك داخله أكبر وقت ممكن. اصعد وقاوم واقبل رفض الآخرين فربما هم ايضا لايزالوا داخل أبيارهم.

رد مع اقتباس
قديم 09 - 12 - 2016, 08:33 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 70,001

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بئر الظلام

ميرسى ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 12 - 2016, 10:38 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بئر الظلام

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 09 - 12 - 2016, 11:16 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,766

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: بئر الظلام

ميرسي على مروركم الغالى
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سفر اشعياء 24: 21 و يكون في ذلك اليوم ان الرب يطالب جند العلاء في العلاء
الظلام لا يمكن ان يطرد الظلام
الظلام لا يمكنه طرد الظلام
الظلام لا يمكنه ان يبدد الظلام, الضوء وحده يمكنه ذلك ..
قبل الغلاء وبعد الغلاء


الساعة الآن 12:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024