أسوأ التصرفات التي يرتكبها الآباء بحسن نية: "النظافة المبالغ فيها للطفل".

Rena Jesus · رقم المشاركة : ( 1 ) 19 - 10 - 2016, 02:40 PM

أسوأ التصرفات التي يرتكبها الآباء بحسن نية: "النظافة المبالغ فيها للطفل".

معلومة أوليّة: النظافة المًبالغ فيها، لازمة وواجبة وفرضية في أول ثلاثة شهور من عمر المولود،
لأن مناعة الطفل غير عاملة بعد، أي ليست له مناعة ويكون معتمدا اعتمادا كاملا على مناعة الأم التي تنقل له من خلال لبن الرضاعة مضادات بكتيرية -خلايا تي- لبضعة أسابيع بعد الولادة،
تستطيع هذه الخلايا بقوة التصدي للبكتيريا. ولأن الطفل ليست له مناعته الخاصة بعد، فالنظافة المبالغ فيها أمر وارد ومرغوب لتفادي أي أضرار لجسد ليست له مناعة خاصة.

أما بعد مرور بضعة اسابيع\أول ثلاثة أشهر، فالنظافة المبالغ فيها ضررها أكثر من نفعها، فعدم تعريض طفلك لأي نوع من أنواع البكتيريا، لا يُخلق له مناعة قوية.
بينما التحكم في ذلك وتمرير بعض البكتيريا الضعيفة له من فترة لأخرى، فأنت بهذه الطريقة تساعد نظامه المناعي على التطور، ووصول مناعته لمستويات أعلى من الشراسة تؤهله للتعامل مع الكائنات البكتيرية المحيطة به.

لذلك النظافة المبالغ فيها بالمواد الكيميائية القاتلة للبكتيريا كالمواد التي نشاهد إعلاناتها في التلفاز، أمر غير مفضل بعد مرور أولى الأشهر الثلاثة من عمر المولود، ويصبح لزاما على الأبوين الإمتناع عن الهوس التنظيفي، وبدلا من بذل المجهود في اتجاه التخلص من جميع أنواع البكتيريا المحيطة بالطفل،
فمن الأفضل بذل ذات المجهود لكن في اتجاه انتقاء البكتيريا الضعيفة لمساعدة جهازه المناعي، وهذا يحدث بالابتعاد عن الأماكن الملوثة بشكل كبير، وفي نفس الوقت تمرير بعض البكتيريا له
هل تعلم أن الزبادي الذي تذهب لشرائه، أنت تقوم بشراء بكتيريا نافعة في صورة زبادي؟

هل تعلم أن الأجانب عندما يقدمون لمصر، ويشربون ماءها، يصابون بوعكة صحية؟ ويقوم الأطباء المرافقون بكتابة أقراص دواء تتكون من البكتيريا؟
هل تعلم أن البكتيريا نافعة للأمعاء؟ هل تعلم أن قولون بلا بكتيريا هو قولون غير عامل؟
هل تعلم أن المصابون بمشاكل صحية في القولون يتناولون لمدة أسابيع أقراص بكتيريا خالصة؟

هل تعلم أن كثير من المصادر الطبية العالمية مثل الفريق البحثي للعالم Anthony Hilton
في جامعة أستون بولاية برمنجهام في إنجلترا
Anthony Hilton of Aston University in Birmingham, UK,
أجروا تجربة أقروا معها أن تناول الطعام الساقط على الأرض
(الملوث بشكل بسيط جدا) أمر لا يسبب مشاكل؟

لذلك محاوطة الطفل بأمور مبالغ فيها من التنظيف أمر له ضرره أكثر مما له نفعه، لذلك ننصح الأمهات أن تنصح أنفسهم ثم تنصح الآباء (الذين دوما ما يغالون في هذا) بعدم المبالغة في النظافة بالمواد الكيميائية المشهورة،
بل بعدم المبالغة في النظافة من أصله.

ويمكننا دائما تذكر أن أبناء الفئات الكادحة، حارسي العقارات وجامعي القمامة والباعة الجائلين، تكون مناعتهم –بشكل غالب- أقوى عشرات المرات من مناعة أبناء الطبقات الذين يحرصون على إعدام وشنق البكتيريا المحيطة بأبنائهم بشكل قاطع ودوري.

نحن لا نقول عرضوا أبناءكم للبكتيريا ليل نهار، بل نقول القليل منها نافع.
نحن لا نقول عندما يسقط طعاما في مقلب قمامة يمكنك التقاطه وتناوله،
بل نقول نعم يمكنك تناول طعامًا سقط للفور على أرضيه غرفة حجرتك التي تضمن نظافتها ضمانا جيدا، ونعم يمكن لابنك تناوله أيضًا..

نعم الطعام محمّل ببكتيريا عديدة، لكنها ستكون نافعة لجهازه المناعي بالتأكيد.
نحن لا نقول لا تنظف للطفل واتركه مرتع للبكتيريا،
بل نقول لا تبالغ في تنظيف كل ما يحيط بالطفل وكل ما تصل له يد الطفل.

بعد تمام الطفل ثلاثة اشهر، تعاملوا معه بشكل طبيعي، أحصلوا على أبناء أصحاء عن طريق تطوير جهازهم المناعي بوعي

"النظافة المبالغ فيها للطفل، لها ضررها أكثر مما لها نفعها".