منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2014, 09:30 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915



الجنسية السماوية والجنسية الأرضية ١بط١:١




هناك بلاد، مثل امريكا وكندا، تقبل ان يحمل مواطنوها جنسيات اخرى بجانب جنسيات هذه البلاد. كما ان هناك ايضا بعض البلاد، مثل كوريا، والصين، واليابان، وغيرها التي تسقط جنسية ابناءها عند حصولهم على جنسيات بلاد اخرى. مواطنو هذه البلاد عليهم ان يفكروا كثيرا قبل تقدمهم للحصول على جنسية اي بلد اخرى، لأنهم لا يقدرون ان يحتفظوا بالجنسيتين معا. لا بد ان يتأنوا في قرارهم وان يخضعوا اذهانهم لدراسة شاملة كيما يقدروا ان يأخذوا قرارات سليمة حيث لا ينفع الندم.

المدينة السماوية ايضا لها نفس مبدأ الجنسية الواحدة. وهذا يعني انه اذا اردت ان تأخذ الجنسية السماوية عليك ان تتخلى وتتنازل عن الجنسية الأصلية وهي الجنسية الأرضية او العالمية، لأنك لا تقدر ان تحتفظ بالجنسيتين. لا تقدر ان تعيش كمواطن سماوي بحسب مبادئ وافكار السماء وفي نفس الوقت تعيش بمبادئ وافكار العالم. لذلك عليك ان تجلس وتفكر وتحسب بطريقة دقيقة اي جنسية تريد الإحتفاظ بها، وايهما تريد التنازل عنها.
ونحن نتأمل في رسالة بطرس الأولى والتي كتبها بعد اكثر من ثلاثين سنة بعد قيامة المسيح، لا نقدر ان نتجاهل الصراع الذي عاشه الرسول بطرس في فترة خدمة المسيح الأرضية والتي كانت حوالي ثلاثة سنوات. فهناك الكثير من المواقف التي توضح هذا الصراع في الإختيار بين الجنسية السماوية والجنسية الأرضية. فبطرس، كأي يهودي في ذلك الوقت كان ينتظر المسيا الذي سيأتي ليحررهم من الرومان ويثبت مملكة يهودية ارضية يتمتع فيها كل يهودي بالغنى والمجد والكرامة. ولكن في نفس الوقت كان يرى ان تعاليم يسوع، في مضمونها واهدافها، تسير في اتجاه مخالف تماما عن رغباته وطموحاته الأرضية. فقد كان يسوع يعلم عن ملكوت السماوات حيث ان مملكته التي ليست من هذا العالم (يو١٨: ٣٦). لذلك عندما اعلن يسوع لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. لم يقبل بطرس هذا الأمر وقال له "حاشاك يارب. لا يكون لك هذا" (مت ١٦: ٢١، ٢٢). اعترض بطرس على ما قاله يسوع عن صلبه وموته، فكيف يمكن ان يحدث هذا قبل ان يحررهم من الرومان ويثبت مملكتهم الأرضية؟ لكن يسوع أكد لبطرس انه جاء من اجل غفران الخطايا والفداء. فما فائدة ان يربح الإنسان العالم كله ولكن يخسر ابديته! "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ او ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" مت ١٦: ٢٦.
ان الغنى والسلطة لن يعطي قيامة وحياة ابدية للإنسان. فإذا حقق السيد المسيح كل ما تمناه بطرس، كان بطرس سيفرح ويبتهج لفترة قصيرة جدا، وبعدها يموت ويترك كل شئ خلفه. لكن عندما تقابل مع يسوع بعد القيامة، حسم بطرس هذا الصراع نهائيا. ادرك بطرس قيمة عمل المسيح الكفاري وغفران الخطايا فالموت ليس نهاية الإنسان بل ان هناك قيامة وحياة اخرى بعد الموت.
"انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا." يو١١: ٢٥
تنازل الرسول بطرس، بلا تردد او ندم، عن الجنسية الأرضية وحياة المجد والغنى والشهرة والمناصب الأرضية والتي كان هو في مركزها، وتمسك بالجنسية السماوية والتي تتطلب منه ان ينكر ذاته ويسلم حياته ليسوع ليكون في مركزها. لذلك فنجده يوجه رسالته الى المؤمنين ويطلق عليهم "المتغربين"
"بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية" ١
ولكي نقدر ان نفهم ما الذي قصده بطرس عندما وصف المؤمنين بالمتغربين، لا بد وان نتعرف على معنى هذه الكلمة "المتغربين" في اللغة اليونانية. هناك ثلاث معان مختلفة لهذه الكلمة:

١ـ اقامة مؤقتة
تطلق كلمة "متغربين" على كل من يعيش في اقامة مؤقته بعيدا عن وطنه. ولأن المؤمن هو مواطن سماوي وجنسيته سماوية، فهو يعيش في حياة الأرض بشكل مؤقت وفي يوم ما، لابد له ان يترك هذا العالم ليذهب إلى وطنه الدائم. لذلك يجب ان يعيش المؤمن مستيقظا ومستعدا حتى لا ينخدع بشهوات العالم وطموحاته، فينسى انه غريب ولا يكون مستعدا عندما يأتي موعد الرحيل.
٢ـ في رحلة
وهذا مرادفا اخر لكلمة "متغربين". فالمؤمن في فترة حياته على الأرض يعتبر مثل إنسان مسافر من بلد إلى بلد آخر. عزيزي القارئ، اذا تخيلت معي انك تسافر من بلد "أ" إلى بلد "ب"، فمن الطبيعي انه بمرور الوقت تجد نفسك تقتبر من "ب"، وفي نفس الوقت تبتعد عن "ا". تخيل معي انك قضيت اياما طويلة في هذه الرحلة لتكتشف انك لازلت في "ا" ولم تتحرك من مكانك. هل تعتبر ان هذه رحلة؟ بكل تأكيد لا. لأنه في اثناء الرحلة لابد وان يكون المسافر في تقدم مستمر حتى يصل الى المكان الذي يقصده.
والمؤمن في فترة حياته على الأرض، يعتبر مثل إنسان مسافر إلى المدينة السماوية. في كل لحظة تمر عليه، لابد وان يرى نفسه يرتفع بفكره واولوياته وطريقة حياته وسلوكه مقتربا من افكار ومبادئ السماء ومبتعدا عن افكار ومبادئ وشهوات العالم. وفي كل لحظة يقترب المؤمن من المدينة السماوية، يستطيع ان يميز الحانها وتعاليمها وانوارها من بعيد!
هل تعتقد انك تتحرك بخطوات ثابتة إلى الحياة الأبدية؟
"ادخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. "مت ٧: ١٣
٣ـ في أسر
وهذا ما حدث لشعب اسرائيل عندما خرجوا من اورشليم، وطنهم الأصلي ليعيشوا متغربين مأسورين. طوال فترة سبيهم تعرض شعب الله للألم والضيق والذل والهوان. كانوا يعيشون على أمل ان الله سيأتي ويخلصهم من هذه الآلام ويعيدهم إلى أورشليم. والمؤمن لابد وان يعلم انه يعيش اسيرا في هذا العالم، وعليه ان يصبر على ما يقابله من الام ومحن في ارض العبودية. يعيش على رجاء القيامة.
"ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الإخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. فأنه ان كنا نؤمن ان يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه." ١تس ٤: ١٣، ١٤
وان كنا نعيش في هذا العالم بصفة مؤقتة منتظرين لحظة انطلاقنا إلى وطننا في اي لحظة، لا يجب ان يعيش العالم فينا. يجب ان نكون في استعداد دائم للحظة الرحيل.
"اسهروا اذا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم... لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان." مت ٢٤: ٤٢، ٤٤

ق. نشأت وليم خليل
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(مزمور٨١: ١١–١٣) وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ | مزمور ١١٩ : ١١
الراعي الصالح والخروف الضال (مت١٨: ١١-١٤)
الجنسية السماوية والجنسية الأرضية ١بط١:١
منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين ١بط ١: ١٣- ١٦


الساعة الآن 06:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024