منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 05 - 2014, 02:14 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

العبادة بين الحق والاستعراض




منذ وجود الانسان على ظهر هذه الخليقة وهو يتطلع الى قوة غير محدودة ينتمي اليها ويخضع لها ويعبدها وهذا النزوع الطبيعي في الانسان سببه حركة الروح الذي فيه والتي نفخها الله في انفه ليصير كائنا روحيا بعكس بقية المخلوقات هذه النفخة التي تجعله دائما يتطلع الى الخلود"وضع الابديه في قلوبهم" والى الامتداد الى ما هو أعظم وارقى فحنين الانسان الى السماء والقداسة لم ينطفىء منه قط مهما تكدست الخطيه فوق راسه .فالانسان مخلوق على صورة الله والصورة تنزع وتميل الى التقرب من اصلها والالتصاق به ويعبر عن هذا الالتصاق بالعبادة لذلك فحتى الشعوب التي لم يستعلن الله ذاته لها بصورة مباشرة صنع فيها الانسان لنفسه الالهة لكي يعبدها والغريب في الامر انه برغم اختلاف البشر على طبيعة هذا الاله المعبود وهيئته الا انهم جميعا اتفقوا على اركان هذه العبادة من صلاه وصوم واعمال حسنة وحج وزكاة...الخ. لذلك فالمسيح لم يتحدث في الكتاب المقدس عن العبادة للانسان لانها حقيقة مدركة في عقله الباطن ويمارسها ولكنه تحدث عن كيف أمارس العبادة بصورتها الروحية المبنيه على الحق المعلن في الاسفار المقدسه واتجاه القلب الذي يشتاق الى خالقه مصدر الحب والحياة وان لا تكون العبادة هي مجرد حركات وطقوس يؤديها الانسان من الخارج "لانه ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت لالسموات بل من يفعل مشئة أبي الذي في السموات" فقد وضع السيد المسيح مجموعة من الاسس والقواعد التي تحدد شكل هذه العبادة وطريقتها ومن هذه القواعد:-

اولا: أن العبادة الحقيقيه غير مرتبطه بمكان او زمان:-
ففي أيام المسيح تنازع اليهود والسامرين على مكان العبادة هل هو في اورشليم حيث الهيكل الذي بناه الملك سليمان للرب كبديل لخيمة الاجتماع . اما هي على جبل جرزيم الذي يقول التقليه ان ابراهيم ابو الاباء بنى مذبحا هناك بنية تقديم اسحق ابنه حسب امر الرب له. وانه على هذا الجبل تقابل مع ملكي صادق الذي باركه وان جرزيم هو الجبل الذي عليه امر موسى النبي ان يقف عليه سته من اهم الاسباط لتقول البركات على من يعمل بالناموس تثنية 12:27 وهنا يعلن الرب من خلال حديثه مع المراة السامريه التي سئالت هذا السؤال فيقول "يا امراه صديقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجيل ولا في اورشليم سيسجدون للاب..ولكن تاتي ساعة وهي الان "ويقصد المسيح بالساعة هي ساعة المسيح الذي بصلبه الغيت الذبائح والغيت المذابح والغيت العبادة والسجود للاب بواسطته هي للجميع" حيث الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق"يوحنا 4:23 . فالعبادة في فكر المسيح ليست حركات او تطهيرات واغتسلات معينة للجسد العبادة يجب ان تكون بالروح لان الله روح والروح لا يخضع لزمان لانه ليس عنده زمن ولا يخضع لمكان لان السموات ولاسماء السموات تحده.

ثانيا: العبادة الحقيقية هي جوهر وليست مظهر :-
وصف الرب يسوع الساجدين للارب"بالساجدين الحقيقيون" يوحنا 4:23 والحقيقي بفكر المسيح هو الله وحده او هو الانتماء الى الله بكل القلب والفكر والارداة والمشاعر . فالذين يريدون ان يعبدوا الاله الحقيقي ينبغي ان يكونوا هم اولا في الحق لكي يستطيعوا ان يعيشوا الحق ويعلنونه في عبادتهم وذلك من خلال ان يفرزوا انفسهم عن العالم لان محبة العالم هي عداوة للله الحق. فالذي يعيش بطريقة العالم وفكره ومبادئة لا يستطيع ان يعبد الله بالحق بل هو اصلا لا يعرف ما هو الحق ولان الانسان لا يستطيع ان يخدم سيدين.
ذلك نجد ان الله في العهد القديم يحذر شعبه على لسان النبي أشعياء قائلا "أني لا اطيق الاثم مع الاعتكاف "أشعياء 1:13 والرب يسوع يعود ويؤكد على هذه الحقيقة في العهد الجديد قائلا"ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل كل من يفعل مشئة ابي هو في السماء متى 21:6
نحن ندخل محضر الرب وعرش النعمة بالروح ونعبد الله بالروح وتنفتح بصيرتنا وعيون قلوبنا حينما تسبى ارواحنا بجلال وجمال الله الروح .فالله خالق الانسان كائن روحي ليتسنى له الاتصال بالله الروح والوجود في حضرته دون النظر الى الزمان او المكان او الشكل او اللغة . لذلك فالعبادة والسجود لله لكي تكون منظور من الله ولكي يراها ويسمعها ويستجيب لها. يجب ان تكون هذه العبادة هي من طبيعته بالروح والحق. فالعبادة ليست حركات بل استعلانات بالروح.

ثالثا: العبادة الحقيقيه هي لتمجيد الله في ذاته وليس لتمجيد ذواتنا:-
في مختلف ديانات العالم استخدم بعض الناس العباده كوسيله ليظهروا بها تدينهم للاخرين لكي يؤثروا فيهم وعليهم بدعوى التقوى والروحانيه. لذلك فالمسيح يفرق بين المؤمن الحقيقي والمؤمن او المتدين الشكلي فالاول يضع الله مركزا لعبادته والثاني يضع الناس مركزا لعبادته ويهتم بما يقوله الناس عنه.

فالايمان الحقيقي في فكر المسيح لا يحتاج للباس معين ليظهره اما مظاهر جسديه لتعلنه كالعبوس وعدم دهن الشعر عند الصوم او التصويت بالبوق عند صنع الصدقة حتى يرى الناس أيمانك .

ان الايمان الحقيقي يظهر في حياتنا وسلوكنا الذي يعكس مقدار الحق الذي يشع في قلوبنا . لذلك فحياة المسيح وخدمته كانت شهاده اولا ثم تعليم "كتبت لك يا ثاوفيلس عن ما كان المسيح يعمله ثم يعالمه . فقوة المسيح كانت في حياته التي كانت تعلن صدق ما يقوله ويعلمه فهو كان يعيش ما يقول ويقول ما كان يعيشه بكل صدق وشفافية.

لذلك وصف المسيح كل الذين يهتمون بان يصلوا في زوايا الشوارع ويبوقوا عند صنع الصدقة ولا يدهنون شعرهم بالزيت عند الصيام بانهم مورائون. فالمرائي هو الممثل الذي يلعب دورا لا يعيشه في حياته الخاصة ويقنع المشاهدين به ليكون ممثلا ناصحا ومرموقا . وللاسف هناك الكثير من الذين يلعبون دور المؤمن الحقيقي في حياتنا وكنائسنا ويتقنون دورهم بكل تميز في شكلهم واسلوب حديثهم. وهناك أيضا المؤمن الحقيقي الذي قد يسقط ويعتريه الضعف ولكنه يمثل بانه شخص كامل ويعيش حياة الغلبة والانتصار وحياته هي أبعد ما تكون عن ذلك. أحبائي عبروا عن كل ما في داخلكم عندما تدخلون الى عرش النعمة بكل صدق وامانة فالاب يفهم ويدرك مشاعرنا لانه هو الذي جبلنا ونحن عمل يديه لكي نستطيع أن نجد الراحة والسلام والقوه.

رابعا: العبادة الحقيقه تخلق حبا للخطاة لا دينونه لهم:-
للاسف هناك كثير من المتدينين الذين يحاولوا ان يفرضوا طريقتهم في الحياه واسلوبهم في العبادة على غيرهم ويحتقرون من لا يشبهونهم او يتشبهون بهم ويحكمون عليهم بالكفر والخروج عن الطريق القويم. بل أنهم يرفضون ان يغفروا للناس زلاتهم مهما كانت بسيطه بحجة انهم يدعون التدقيق في الحياة.
هم مثل ذلك الفريسي الذي عندما وقف ليصلي ابتداء بمدح بره الذاتي ويدين ذلك العشار الذي وقف على باب الهيكل يقرع على صدره قائلا"اللهم ارحمني أنا الخاطىء" ان الذين لا يقبلون سوى ما في ذهنهم ويحاربون ويدينون كل ما عداهم هم اناس يزيفون الروحانيه ويمثيلونها بلا معنى حقيقي فالكتاب المقدس يعلمنا في شخص المسيح الذي هو مثالنا والقدوة التي نسير على اثر خطواته"بانه فتيلة مدخنة لا يطفىء وقصبه مرضوضه لا يقصف"والذي يعلمنا "أن الاصحاء لا يحتجون الى طبيب بل المرضى".
وان كان هناك مؤمن ضعيف في وسطنا فهو عضو في جسد المسيح ويحتاج الى علاج لا الى قطع وادانه ،لذلك يعلمنا الروح القدس على فم الرسول بولس "بان نكون شفوقين متسامحين كما سامحنا الله في المسيح يسوع" وانه علينا نحن الاقوياء "في الايمان " أن نتحمل ضعف الضعفاء وان لا نطلب ما هو لانفسنا بل ما هو للقريب ليحصل بنيان في جسد المسيح.

أخوتي الاحباء
صلي بان تكون حياتنا تعكس صورة المسيح الذي يتجلى في قلوبنا بالروح القدس وأن تكون صلاتنا دائما بالروح والحق حتى يستطيع روح الله أن يغيرنا الى تلك الصورة التي نكون فيه مشابهين صورة المسيح .وان تعبر صلاتنا بصدق عن كل ما في قلوبنا ان كان هناك خطيه أو خوف او عدم فهم او رغبة شريره يستطيع الرب أن يطهرنا ويشفي جروحنا.

والرب يباركم حياتكم في المسيح يسوع ربنا
القس عامر حداد

العبادة بين الحق والاستعراض
رد مع اقتباس
قديم 25 - 05 - 2014, 09:40 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: العبادة بين الحق والاستعراض

ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النوع الثاني من العبادة النسبيّة هي العبادة المقدمّة للأشياء
أما شخص الحق ربنا يسوع هو الحق المحرر للنفوس المقيدة
روحانية العبادة لكي يختبر الإنسان مقدار درجته في العبادة
الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". (يو8: 58).
من يغضب من اجل الحق .. فلا يعرف الحق و لا الحق يعرفه . ..


الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024