أحبوا أعداءّكُم

[Ebn Barbara]

إنجيل لوقا 6 : 27 – 39.

" ولكنّي أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءّكُم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل المسيئين إليكم ... وعاملوا الناس مثلما تريدون أن يعاملوكم. فإن أحببتم من يحبونكم، فأيُّ فضلٍ لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يُحبون من يحبونهم. وإن أحسنتم إلى المُحسنين إليكم فأيُّ فضلٍ لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يعملون هذا. وإن أقرضتم من ترجون إن تستردوا منهم قرضكم، فأيُّ فضلٍ لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يُقرضون الخاطئين ليستردوا قرضهم. ولكن أحبوا أعداءَكُم، أحسنوا وأقرضوا غيرّ راجينَ شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا أبناءَ العليّ، لأنه يُنعم على ناكري الجميل والأشرار. كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم ".



عبارات وعبارات جميلة نسمعها كل يوم عدة مرات، يُطلقها أشخاص كثر:

" لا أستطيع أن أنسى فضل فلان عليَّ، لقد وقفَ إلى جانبي في محنتي، كم أنا أحبه !!! ".

" كم أنا ممتن لفلان لقد تبرع لي بالدم عندما أصبت ودخلت المستشفى، كم أنا أحبه !!! ".

" كــم أشعـر بعرفــان الجميـل لفلان، لقد ساعدني مادياً عندما مررت بضيقة مادية صعبة، كم أنا أحبه !!! ".....

وعبارات وعبارات أخرى قبيحة نسمعها كل يوم عدة مرات، يُطلقها أشخاص كثر أيضاً:

" لا أستطيع أن أنسى ما فعلَ بي فلان، لقد استغلني، فسوفَ أتحيَّن الفرصة المناسبة لمجازاته، كم أنا مُستاء منهُُ !!! ".

" سأنتقم منهُ بكل تأكيد، لقد فرحَ بنكبتي ومصيبتي، كم أنا مستاء منه وكم أكرههُ !!! ".

" ليتَ ما حصلَ لي، يحصل له وأكثر، لقد حاولَ إيذائي بكل قوته، كم أنا أكرههُ !!! "...



لغة شائعة كثيراً في العالم، وكلنا دون استثناء نسمعها كل يوم في محيطنا، لكنَ السؤال هوَ: هل انتقلت هذه اللغة من محيطنا العالمي ودخلت إلى كنائسنا، إلى بيوتنا وإلى قلوبنا ؟

نعم وبكل تأكيد، للأسف !!!

العبارات الجميلة يُرددها المؤمنون كما ذكرناها سابقاً، أمَّا العبارات القبيحة فنحنُ نرددها لكن بطريقة مختلفة وذكية، ربما لكي لا يلومنا الله أو يؤدبنا، وكان الله ليسَ فاحص القلوب ومُختبر الكلي، أو ليسَ كل شيء مكشوف وعريان أمامه !!!

" لقد أساءَ إليَّ، لستُ حاقداً عليه، أتمنى لهُ كل الخير، لكنني لا أريد أن أتقابل معهُ أو أن أكلمه ثانية، يكفيني ما تحملتُ منهُ ".

" لقد أهانني وجرحني دون أي سبب، ليباركهُ الرب وليسامحهُ، إنني أتجنب رؤيته والإختلاط به مجدداً، فقط لكي لا يُكرر فعلته معي ".....

هل لهذا دُعينا ؟ وهل هذا ما نقرأهُ في المقطع الذي أوردناه في بداية هذا التأمل ؟ ويبقى السؤال الذي اخترناه عنواناً لتأملنا: " من تحب ؟ ".

هل تحب الذين يحبونك، يشجعونك، يتكلمون عنكَ كلاما معسولاً وتنسجم شخصياتهم وطباعهم مع شخصيتك وطباعك ؟

هل تحب الذين يُحسنون إليك، يفتقدونك أوقات الشدة والضيق ويزورونك عندما تمرض ؟

هل تقرض من ترجوا أن تسترد منهم مالك، وهل تساعد من تنتظر أن يُساعدوك، وهل تقف إلى جانب من قد يقفون جانبك عندما تحتاجهم ؟

إذا كان جوابك نعم، فالرب يقول لكَ:

" إنه لا فضل لكَ لأن الخطأة أنفسهم يعملون هذا !! ".



إنهُ كلام الرب، ولا أعتقد أن الرب يقصد أن يفشلك أو أن يُحبطك، إنهُ الرب إله كل نعمة صالحة. بل هـوَ أرادَ أن نكون:

" أبناءَ العليّ " وأن يكون لنا أجراً عظيماً لأن العليّ الذي طلبَ منَّا أن نكون مثلهُ، ينعم على ناكري الجميل والأشرار، يُشرق شمسهُ على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين، وهوَ الذي سامحَ من طعنهُ، ومات من أجلنا كلنا ونحنُ بعد خطأة !!!

لذا أعطانا إجابة واضحة على سؤالنا: " من نحب ؟ ".

يجب أن نحب أعداءنا – نُحسن إلى مُبغضينا – نبارك لاعنينا – ونصلي لأجل المسيئين إلينا، ونعامل الناس مثلما نريد أن يعاملونا، لكي نُدعى أبناء العليّ ونكون رحماء كما أن الله أبانا رحيم.

كلام صعب ؟ نعم !!! وهوَ قد يكون أصعب من الكلام الذي كلمَ به الرب تلاميذهُ عن موضوع جسده ودمه في (يوحنا 6) حيثُ قال كثير من تلاميذه لمَّا سمعوه:

" هذا كلام صعب "، وتخلى عنهُ قسم كبير منهم، وأمام هذا الكلام الصعب قد يتخلى قسم كبير من المؤمنين عن اتباع يسوع، ربما ليسَ ظاهرياً لكن من داخل القلب، فنعم !!!



ما أجمل هذه الآية التي أنهى بها الرب المقطع الذي طلبَ منَّا فيه أن نحب أعداءنا ونحسن إلى مبغضينا ونبارك لاعنينا ونصلي للمسيئين إلينا عندما قال:

" عاملوا الناس مثلما تريدون أن يُعاملوكم ".

فهل ترغب عندما تسيء إلى فلان أن يصلي هذا الفلان من أجلك ؟

وهل ترغب عندما تبغض فلان أن يقوم هذا الفلان بالإحسان إليك ؟

وهل ترغب بأن يُباركك من تلعنهُ ؟

وهل ترغب أن تلاقي من عدوك كل محبة ومعاملة حسنة ؟

إذا كان جوابك نعم، فلماذا لا ترغب أن تقوم أنتَ بذلكَ ؟

هذا هوَ المقصود مما قالهُ الرب أن تعامل الناس مثلما تريد أن يعاملوك.



أنتَ مدعو في هذا الصباح لمواجهة. لمواجهة تفرضها علينا كلمة الرب الحيَّة الفعّالة، لذا دع الروح القدس يفتش الأعماق ويفتح الغرف المقفلة والمظلمة ودعهُ يوجه لكَ الأسئلة.

هل هناكَ من تتجنب رؤيتهُ ؟ هل هناكَ من تشعر بمرارة واستياء عندما تراه أو عندما تفكر فيه ؟ هل هناك من لا تكرهه لكنك لا تستلطفهُ ؟ وهل هناك ...؟ أسئلة كثيرة أتركها بينك وبين الروح القدس.

لماذا يجب أن نحب كل من ذكرهم الرب ؟

أولاً: لنكون مثلهُ ولكي ندعى أبناء العليّ ليسَ بالإسم فقط بل بالممارسة أيضاً.



ثأنياً: لأن الرب أوصانا أن نحب بعضنا البعض كما هوَ أحبنا.



ثالثاً: لأنه ووفقاً لوعد الرب ينبثق كالصبح نورك وتزهر عافيتك سريعاً، تسير في طريق الاستقامة، يجمع الرب بمجده شملك، تدعو فيستجيب لكَ وتستغيث فيقول: ها أنا، يُشرق في الظلمة نورك وكالظهر تكون لياليك، يقودك الرب على الدوام ويُلبّي حاجتك في الضيق ويُقوّي عظامك ويجعل حياتك كجنة ريَّا ونبع دائم، نسلك يبني الخرائب القديمة (إشعياء 58).



وكيفَ أفعل ذلكَ ؟

أتواضع أمام الرب، أكشف لهُ عن كل ما في قلبي من مرارة وحقد وكراهية وعدم محبة وعدم استلطاف للآخرين، وأطلب منهُ أن يُسامحني، وأطلق إخوتي والناس وأطلب من الرب أن يشفي ما سببوا لي من جراح لأنه يحبك ويفهم مشاعرك، ولا أحاول أبداً أن أحب هؤلاء بمحبتي البشرية المحدودة، بل أطلب معونة الروح القدس ومحبة الله الآب التي انسكبت في قلوبنا.



أرجوك لا تقف متفرجاً في هذا الصباح ولا تقل لي أنتَ لا تعرف ما فعلوا بي، فمهما كانت الإساءات قاسية وكبيرة وموجعة ومؤذية، فالرب المُجرَّب في كل شيء يستطيع أن يرثي لضعفاتك ويشفي كل جراحاتك، ويُعطيكَ القوة لكي تسامح وتحب وتنطلق من جديد وتتبارك من جديد، وهوَ بكل تأكيد سوفَ يعوّض لكَ عن كل السنين التي أكلها الجراد أضعاف كثيرة.

[بنت معلم الاجيال]

مشاركة جميلة اوي ربنايعوض تعب محبتك

[Mary Naeem]

موضوع مميز

شكرا يا مايكل

[walaa farouk]

ميرسي على الموضوع الجميل
ربنا يبارك خدمتك

[abraam]

جميل
ربنا يبارك خدمتك